علي الكاش
تمهيد
ـ قال الحميري” أما أهل فارس فإنهم كانوا كنار خمدت لم تبق لهم بقية تذكر إلا ابن المقفع وابنا سهل: الفضل وحسن”. ( الروض المعطار1/214). وكتب خالد بن الوليد رضى الله عنه إلى مرازبة فارس: الحمد لله الذى فضّ خدمتكم، وفرّق كلمتكم”. (الصناعتين/278). وذكر الخطيب البغدادي” قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي بأصبهان عن أبي شيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان قال حدثني أبو الحسن البغدادي قال: عن إبراهيم بن عبد الله جئت أنا وأبي إلى أبي عثمان الجاحظ في آخر عمره فقال جئت إلى شق مائل ولعاب سائل الامصار عشرة فالصناعة بالبصرة والفصاحة بالكوفة والخير ببغداد والغدر بالري والحسد بهراة والجفاء بنيسابور والبخل بمرو والطرمذة بسمرقند والمروءة ببلخ والتجارة بمصر”. (تاريخ بغداد1/72).
ـ ذكر ابن الجوزي” نزل سعد بن ابي وقاص القصر الأبيض، واتخذ الإيوان مصلى، وجعل يقرأ(( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ. [وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ. وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ. كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ)) و أتم الصلاة، ثم دخلها لأنه كان على نية الإقامة، وصلى الجمعة، وكانت أول جمعة جمعت بالعراق جمعة المدائن”. (المنتظم4/206). سورة الدخان25 ـ28
ـ ذكر الطبري” بعث خالد بن الوليد عماله و بعث آخرين على ثغور، ثم إن خالدا كتب إلى أهل فارس و هم في المدائن مختلفون لموت أردشير، وكتب كتابين: كتابا إلى الخاصة، وكتابا إلى العامة، وقال لرجل: ما اسمك؟ قال: مرّة. قال: خذ هذا الكتاب فأت به أهل فارس، لعل اللَّه أن يمرّ عليهم عيشهم. وقال لآخر: ما اسمك؟ قال: هزقيل. قال: خذ هذا الكتاب وقال اللَّهمّ أرهق نفوسهم، وكان في أحد الكتابين: ” بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، أما بعد، فالحمد للَّه الّذي حلّ نظامكم، ووهّن كيدكم، وفرق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرا لكم، فادخلوا في أمرنا ندعكم و أرضكم، ونجوزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة”.
اما في الكتاب الآخر” بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، أما بعد، فالحمد للَّه الّذي فرق كلمتكم، وفلّ حدّكم، وكسر شوكتكم، فأسلموا تسلموا، وإلا فأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت، كما تحبون الخمر”. (تأريخ الطبري3/370). (المنتظم4/106)
ـ ذكر ابن الجوزي” لما التقى رسول اللَّه (ص) بالمشركين يوم بدر، فنصر عليهم، وافق ذلك اليوم التقاء فارس بالروم، فنصرت الروم، ففرح المسلمون بالفتحين. إنما فرحوا لأن الروم أصحاب كتاب، وفارس لا كتاب لهم. أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان، قال: أخبرنا أحمد بن كامل، قال: حدّثني محمد بن سعد العوفيّ، قال: حدثني أبي، قال: حدّثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس في قوله تعالى فس سورة الروم/4ـ5 ((يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)). كان ذلك في أهل فارس والروم، كانت فارس قد غلبتهم- يعني الروم- بعد ذلك، و لقي نبي اللَّه (ص) مشركي العرب يوم التقت الروم وفارس، فنصر اللَّه النبي (ص) ومن معه على مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم، ففرح المؤمنون بنصر اللَّه أتاهم، فذلك قوله ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)) “. (المنتظم3/135)
في نقاش مع مجموعة من المثقفين العرب والإيرانيين طُرح موضوع مهم للغاية وهو أهمية ورفعة الحضارة الفارسية وتفوقها على بقية الحضارات العالمية، وكان يُقصد بذلك حضارة الفرس قبل الفتح الإسلامي. واستشهد أصحاب هذه النظرة بقول الهمداني” أمّا الأمة التي سبق أوّلها وعفا آخرها فأهل فارس كانوا في سالف الدهر أعظم الأمم ملكا، وأكثرهم أموالا، وأشدهم شوكة. وكانت الملوك في جميع الأطراف والأقاليم تعترف لهم بذلك، وتعظم ملكهم وتغتنم منه أن يهاديهم. وكانت العرب تدعوهم الأحرار وبني الأحرار، لأنهم كانوا يسبّون ولا يسبّون ويستخدمون ولا يستخدمون. ثم أتى الله بالإسلام فكانوا كنار خمدت وكرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، فتبدد جمعهم ومجت قلوبهم، ومزقوا كل ممزّق، فلم يبق في الإسلام منهم نبيه يذكر، ولا شريف يشهر”.(كتاب البلدان للهمداني/607). كما ذكروا عن ابن قتيبة قوله” خراسان أهل الدعوة وأنصار الدولة لما أتى الله بالإسلام كانوا فيه أحسن الأمم رغبة واشدّهم اليه مسارعة منّا من الله عليهم أسلموا طوعا ودخلوا فيه أفواجا وصالحوا عن بلادهم صلحا فخفّ خراجهم وقلّت نوائبهم ولم يجب عليهم سبى ولم يسفك فيما بينهم دم مع قدرتهم على القتال وكثرة العدد وشدّة البأس”. (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/293).
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- كشف الغرب لدجل أردوغانبقلم طلال عبدالله الخوري
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- كشف الغرب لدجل أردوغان
أحدث التعليقات
- مصطفى on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- الامام الخميني on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- Fuck on فكر حر (١٠).. عشر نكات إسلاميّة تثير الشفقة قبل الضحك والسخرية
- لقمان منصور on من يوميات إمرأة حلبجية
- سوري صميم on فضح شخصية الشبيح نارام سرجون
- سيف on ألحلول المؤجلة و المؤدلجة للدولار :
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **