يا أصحاب العمائم لاعزاء الا بالفيس بوك

iraq-securityبعض اصحاب العمائم يملكون طاقة عجيبة في بث الحقد والكراهية خصوصا بين البسطاء من الناس. وعلى مر التاريخ كانوا يحرضون هذا على ذاك وهذه على تلك مع شحنة معهودة من الخرافات والاساطير.
ولكنهم الان وبعد ان وصلنا الى القرن الواحد والعشرين،وصلوا هم الى طريق مسدود.
المعلومة لم تعد حكرا عليهم والخرافات بات ” زرق ورق” والاساطير اصبحت من نكات العصر الحجري وباتت مواقع التواصل الاجتماعي بكل توجهاتها حجرا عكر المياه الآسنة.
ولعل موقع الفيس بوك يحتل الكأس المعلا في الحب والكراهية.
الحب: لأنه جعل الناس يتكلمون ويصرخون ويسبون ويشتمون ويحييون بعد صيام استمر قرونا عدة،ان المتابع لهذا الصخب الذي يحدثه هذا الموقع سيرى ان هناك جيلا يترعرع في اعلان حبه وكراهيته دون رقيب، ؤهذا بحد ذاته انجاز وأي انجاز.
الكره : هذا الانجاز غير مرحب به من قبل معظم اصحاب العمائم السوداء والبيضاء والرمادية والخضراء،انهم يقفون الان ” مصاليخ” امام الحقائق الدامغة،ولم تعد تلك القصص التي سحروا بها الناس ردحا من الزمن تفيد الان.
ويبدو ان هناك تحركات جماعية لتلك العمائم تظهر من خلال تكليف حلفائهم بالدفاع عن ” المقدسات” بدلا عنهم. هناك لجان عديدة اخرى اعطت صلاحيات من هؤلاء القوم لنشر مئات الافلام في هذا الموقع او ذاك وظنوا انها ،اي الافلام، ستكون الناطق الرسمي باسمهم،ولكنهم وكعادتهم سقطوا في المحظور وكانوا فعلا مدعاة للرثاء والشفقة.
نقطة نظام: آخر تعليقات تلك العمائم فيديو نشر في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وفيه يقسم احد الرواديد وهو من سكنة مدينة العمارة التي تكتظ بالهنود ،ان الامام الحسين اشفاه من مرض السرطان بشهادة الدكتور جواد العلي من مواطني البصرة.
أي هراء هذا واي كذب . في العراق لاتوجد احصائية دقيقة عن عدد المصابين بالسرطان ولكنهم يقدرون بالالاف خصوصا بعد استعمال الاسلحة الكيماوية في حرب الكويت،ولكن صاحبنا نسى ذلك وانتحل شرف زيارة الامام الحسين له ليشفيه وحده من السرطان.
سبحان الله ……
من انت يا أخ حتى يترك الامام الحسين ملايين المسلمين المرضى والفقراء ليلتقي بك انت وحدك؟.
يالبؤسك يا أخي.
وتظل الامواج تتقاذف العراقيين ، موجات السرقة واللصوصية والخداع والقتل على الهوية وموجات كذب المعممين الذين يسقطون تباعا تماما مثل الحشرات التي تواجه المبيد الحشري.
انها مسألة وقت ايها السيدات والسادة وينمحي هؤلاء من خارطة الحياة وسيقال ساعتها” اوه ،انظر الى هؤلاء المحنطين الذين كانوا يقشمرون على الناس”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

One Response to يا أصحاب العمائم لاعزاء الا بالفيس بوك

  1. عبد الله says:

    الاستاذ محمد الرديني … شكراً لك كتاباتك رائعة لأنها صادقة ونابعة من القلب مرة اخرى … شكراً لك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.