يالبؤسكم بعض الرجال العراقيين

احتفلت نسوة العراق في نيوزيلندا امس بيوم المرأة العالمي.valantine
وفي اوكلاند ،العاصمة التجارية فيها، بذلت جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية جهدا مشكورا في تنظيم هذا الحفل الذي حضرته كوكبة رائعة من الشابات العراقيات.
رجّال عراقي حمل نفسه وحضر الاحتفال،بناء على دعوة مسبقة، ليرى كيف تحتفل العراقيات النيوزيلنديات بهذا اليوم.
في أمّ عينيه رأى وعرف:
1-دعوة الحضور تشير الى ان موعد الحفل يبدأ في السادسة مساءا.
2-كعادة العراقيين وليس العراقيات لم يحضروا الا بعد مرور اكثر من 45 دقيقة ..لماذا لأنهم عراقيون وهذا يكفي.
3-حضر في الموعد المحدد 3 رجال فقط مقابل اكثر من 50 شابة ونسوان في اربعينات العمر، وسمع البعض احد الحضور يقول”اشو بس 3 حاضرين من الرياجيل لعد وين الزلم؟”.
4-بعد مرور اكثر من نصف ساعة على الموعد تململ القوم والقومات مما اضطرت معه رئيسة جمعية المرأة العراقية الى البدء بمراسم الاحتفال.
5-عدا الكلمات التي القيت من قبل الجمعية العربية النيوزيلندية الثقافية والتيار الديمقراطي ومجموعة من النساء المشاركات كان هناك ماهو اروع من ذلك: (عفوا في هذه اللحظات زاد عدد الرجال الى ستة افراد) برزت الى منصة الخطابة شابات ممن حصلن على شهادة الدكتوراه في نيوزيلندا وفي مجالات علمية مختلفة وقدمّن خلاصة تجربتهن في البحث العلمي مما اثار الكثير من الاعجاب بين الرجال الستة.
6-قرب نهاية الاحتفال زاد عدد الرجال الى 8(اللهم زد وبارك).
7- العراقي يلطم منذ زمن بعيد وهو يتحسر على وضع المرأة وسرقة حقوقها وامعان السلطات المسؤولة في اضطهادها وهم اليوم،أي الرجال، تعففوا عن حضور عيدها في يوم عطلة نهاية الاسبوع مع العلم ان الكل (فاضي).
8-اثناء عرض الشابات العراقيت لتجربتهن في الحصول على الدكتوراه برز سؤال ظل يحوم في ارجاء القاعة :هل صحيح ان المرأة ناقصة عقلا ودين؟.
8-هذا السؤال يثبته كلام عدد من رجالات المراجع الدينية الذين لايعرفون لحد الان كيف “يفرشوا” اسنانهم الا في عيد الفطر المبارك والسبب معروف.
9-في هذا الاحتفال ايها السادة وجهت النساء العراقيات النيوزيلنديات لطمة حادة الى كل الرجال الحاضرين للاحتفال ام الغائبين ام الذين يعيشون في ابراج المنطقة الخضراء..لقد قلن كلمتهن ببساطة شديدة:نحن ماضون رغم تجبركم الاجوف وستعرفون من منّا هو الاجدر بهذه الحياة.
10-على مقربة من قاعة الاحتفال كانت هناك قاعة اخرى للاحتفال بنفس المناسبة ضمت مجموعة كبيرة من الجالية الهندية..كانوا خلية نحل وهم يستعدون للاحتفال..القاعة ازدانت بالورود والفلافل الحارة واكلات الكاري ،اما جماعة الموسيقا فقد اجروا البروفات الاخيرة قبل تقديم الفولكور(البومباي) ومصدرها من بومبي وفي رواية اخرى قيل مومبي.
11-ثبت بما لايقبل الشك ان عددا كبيرا من الرجال يستلقون مدرج حقوق المرأة لغاية في نفس يعقوب تماما كما يحدث الان في ادراج مكاتب المنطقة الخضراء وما تضمه من ملفات فساد لاتظهر الا بالوقت المقرر.
فاصل مكرر:وزارة الداخلية العراقية احتفلت قبل يومين بهذه المناسبة وراح طاقمها يلطم وهم على منصة الخطابة لأن الجنود لايؤدون التحية للضابطات لأنهن”عورة” كما اشيع بين عرفاء الشرطة.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.