واقع المسلمين اليوم‎

mohamedbarziاختلاف المشايخ والدعاة في بيع المطّاط …؟
اختلف المشايخ والدعاة والمرتزقة والمهرجون على بيع المطّاط ..؟ وأضاعوا المسلمين فيما بينهم ، وفوّتوا عليهم فرص النجاة والنجاح والرفاهية والاستقرار … وفات كل هؤلاء بأن : ( الفرص لاتمنح في الحياة مرتين )
فذهب فريق منهم إلى أن المطاط يباع بالوزن ، وقال آخرون بأن المطاط يباع بالقياس ، ثم اختلف هؤلاء الآخرون على كيفية قياس المطاط ؟ هل يقاس ممطوطاً ، أم يقاس بدون مط ؟ ذهب فريق منهم إلى أنه يباع بدون مط وعلى وضعه الطبيعي ، بينما ذهب الفريق الثاني إلى أن المطاط يباع ممطوطاً تبعاً للغاية منه ، ثم اختلفوا فيما بينهم على من الذي يحق له أن يمطّ المطاط عند بيعه ممطوطاً البائع أم الشاري ؟ فذهب البعض إلى أن البائع هو الذي يحق له أن يمط المطاط ، بينما ذهب الآخرون إلى أن الشاري هو الأحق بمط المطاط الذي يريد شراءه ، ثم اختلفوا إلى أي حدّ يمكن أن يصل إليه المط ؟ فقال أنصار المطّ من قبل البائع إلى أنه يحق للبائع أن يبذل كل جهده بالمط ، بل ويستطيع البائع أن يستعين ولو بصديق عند الضرورة إذا لزم الأمر لذلك ، لأن البائع هو الذي يحق له أن يقرر المدى الذي يمكن للمطاط أن يصله ممطوطاً ، لأنه بذلك يعرض مواصفات وجودة بضاعته ومتانتها ، وقال أنصار المط من قبل المشتري : أنه لايلزم المشتري أن يبذل مايستطيع من جهد في مط المطاط ، بل يكفيه أن يمطه حسب تقديره والتأكد من مرونته المقصودة في الشراء ،
ثم اختلفوا فيما بينهم على تضمين من ينقطع المطاط معه أثناء المط ، فذهب قوم إلى تضمين من ينقطع المطاط معه سواء أكان البائع أم الشاري ، وذهب البعض إلى تضمين الشاري على أية حال لأن الإنقطاع حدث بسببه ، وعليه فيعتبر هو المتسبب في القطع وعليه الضمان ، وذهب البعض الآخر إلى أن الضمان على البائع ، لأنه ضامن لبضاعته قبل حيازتها من قبل الشاري ، ولأن المطاط لازال في عهدته وضمانه وذمته ، طالما أن البيع والتسليم لم يتم .
ولايزال الخلاف قائماً … طالما كان هناك متسعاً من الوقت ، ولطالما أن هناك أعداداً لاتحصى من المشايخ والدعاة الذين لاعمل لهم إلّا النظر والتدقيق واتمحيص والتخريج والتأصيل والتكييف لمثل هذه الخلافات والترهات والسخافات ، واستنباط مايناسبها من الحلول في جو ديمقراطي .
ولاتزال المجمعات تعمل على استنباط الأحكام لحلّ هذه المعضلة التي شلّت هذه الأمّة وشتّتت أفرادها ، فآثر البعض الإقامة المؤقتة في المخيمات ، وقامر البعض بالعيش بين الاسماك حتى أصبح وجبة شهية للأسماك ، ولا يزال البعض الآخر هائماً على وجهه ككرة آبقة في سماء ملعب طائش ، وهناك البعض الآخر ممن آثر على نفسه القيام بالأعمال الخيرية ، فتطوع لاستجداء وتجميع بقايا الطعام وغيره لإذلال الفقراء تحت شعار حفظ النعمة ،
ولازالت قضية المطاط … تمطّ وتمطّ وتمطّ … لتشكل سواراً ورابطاً يجتمع ضمنه تجار المطاط .

About محمد برازي

الدكتور محمد برازي باحث في العلوم الاسلامية والقانونية من دمشق ، مجاز من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، دكتوراة في عقد الصيانة وتكييفه الفقهي والقانوني ، مقيم في ستوكهولم .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.