هل يمكن مقارنة جيش وطني تركي بجيش أسدي طائفي حاقد

Abdulrazakeidهل يمكن مقارنة جيش وطني تركي!! حتى ولو قام جزء منه بانقلاب ضد الشرعية الدستورية ، بجيش أسدي طائفي حاقد على الوطن والشعب السوري المطالب بالحرية الرافض ألوهية بيت الأسد ؟؟؟؟

لقد تفهمنا عمق المرارة الوطنية التي استشعرها رئيس الوزراء التركي (يلدريم ) عندما بكى أمام سؤال البداهة الوطنية لحفيده، الذي سأله كيف يمكن لعسكري تركي أن يطلق النار ويقتل تركي آخر ….!!!؟؟؟

طبعا الطفل الحفيد طرح سؤالا بديهيا محقا وشرعيا على جده (يلد ريم )، وهو لا يستطيع ان يفهم كيف يمكن لابن بلد واحد أن يطلق النار على ابن بلده، وذلك بعد أن سمع الطفل بحوادث اطلاق النار من الانقلابيين تجاه شعبهم التركي الذي خرج (يمينا ويسارا ….إسلاميين أم علمانيينا) دفاعا عن نظامه الديموقراطي …

حتى قيل أن اليسار التركي العلماني هو من أمن للرئيس اردوغان قناة التواصل الإعلامية مع الشعب التركي عبر الموبايل ، هذا الاتصال الذي يجمع تحليليا على أنه كان السبب المباشر في منع الانقلابيين من تنفيذ مؤامرتهم الانقلابية ، عندما تمكن الرئيس أردوغان مباشرة بالاتصال بالشعب للنزول إلى الشوارع لوقف المؤامرة ، وهي إحدى الأمثولات الدلالية العظيمة عالميا -وليس عربيا وإسلاميا خاصة – على تمكن الشعب الأعزل من هزيمة جيش من أقوى جيوش العالم ينقلب على الشرعية الدستورية في بلاده !!!

لكن الجد (يلدريم رئيس الوزراء )، وجد عزاءه بأن هناك من سبق الانقلابين الترك باطلاق النار على شعبهم وأهلهم وهم جيش بشار الأسد الجار لتركيا …ولكن رئيس الوزراء بهذه المقارنة نسي أن يفكر بموضوع حجم الجريمة، وهي أن ضحايا جيش الأسد وصلت إلى المليون شهيدا قتلا وقنصا وموتا بالتعذيب والتدمير والتهجير …

وأنه لم يبق أحد من السوريين من يعتبر أن جيش الأسد هو جيش وطني سوري ، بل هو جيش طائفي أسدي، فلا يمكن مقارنته بالجيش التركي الوطني الذي أسسه أتاتورك على أسس وطنية علمانية اندماجية تركية حديثة، أتت تجربة أردوغان (الليبرالية الأسلامية) لتعزز هذه العلمانية الوطنية بدستورية بشرعية ديموقراطية خلعت أنياب العسكر، وخلعت أنيابهم الطائفية المللية والنحلية (الأقليات المذهبية والدينية بما فيها اليهودية حبيبة رأسمالية العالم من النخب المالية الارستقراطية الدولية واحتكاراتها وفق وصف ابنائهم المنشقسن عنهم مثل ابنهم كارل ماركس )، وهي الجيوب التي أراد الغرب أن يزرعها في بنية الجيش التركي …وفق التقارير الدولية اليوم التي تتحدث عن النفوذ الأمريكي في بنية تشكيل قيادة جنرالات الجيش التركي ..

لكن مع ذلك فنحن لا نوافق على أية مقارنة من قبل الأصدقاء أو الأعداء بين ( الجيش الأسدي الطائفي اللاوطني القاتل لشعبه، وبين أي جيش في العالم بما فيها الجيش الإسرائيلي ، فكيف بالجيش التركي الوطني !!؟؟؟)

أي بما فيها الجيش الإسرائيلي الذي لم يقاتل ويقتل شعبه، بل وحتى لم يقتل من الشعب الفلسطيني عدوه، ماقتل الأسديون الطائفيون الرعاع البربر من أخوانهم السوريين في الوطن الجغرافي على الأقل ، بل وحتى الفلسطينيين أنفسهم !!!

بل وإن الجيش الإسرائيلي تحكمه ضوابط وقوانين عالمية ودولية واخلاقية ترغمه قانونيا وشرعيا –بما لا يفهمه الرعاع الأوباش الأسديون – أن يقتل من شعبه اليهودي والفلسطيني المسلم والمسيحي في إسرائيل ما قتله الجيش الأسدي العميل والمجنون الأعمى لسلطته من الشعب السوري والفلسطيني والعربي، ولصلحة من يحميها أمريكيا أم روسيا أم إسرائيليا أم إيرانيا .. !!!ّ!

ولهذا فإن بنية الجيش التركي بتعدد تكويناته القومية والمذهبية، ظل محافظا على درجة من الوحدة الوطنية رغم تكوينته الفسيفسائية القومية وادمذهبية، ما لم يكن الجيش الأسدي الطائفي ليحملها ثقافيا ولا سياسيا، حيث ظل الانقلابيون يحافظون على حد وطني أدنى في مواجهة شعبهم الذي تمكن من الانتصار على الانقلاب والانقلابيين وطائراتهم ودباباتهم بصدورهم، عندما وقف عند حد معين من الوحشية، حيث لم يستخدم فيها السلاح الكيماوي على الأقل، الذي استخدمه الجيش الأسدي غير الوطني الطائفي ضد أطفال الغوطة الدمشقية، بل والبراميل التي يستخدمها يوميا ضد داريا وحلب وكل المدن السورية اليوم ……..دون أن يتجرأ أحد من العالم الحر (أمريكا والغرب الأوربي)، أن يقول له : كفى….!!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.