هالمرة عدنان صاحب المخ المليان

اعرف مدير تحرير جريدة عربية واسعة الانتشار في منطقة الخليج كانت له سياسة واضحة جدا في تقريب المحررين اليه.
اولها ان يكون هذا الصحفي “خرنكعي” شخصيتة مهترئة واسرع من ذوبان السكر في الشاي، يكتب تقاريره الصحفية برداءة لاتوصف، ومواصفات اخرى لامجال لذكرها حفظا للحياء العام.
كان من شدة احتقاره لهم انه لاينظر في وجههم حين يتكلمون بل يتصنع قراءة اي منشور يقع امامه مما يدخل الرعب والخوف في نفوسهم ويحسبون ان طامة كبرى قد حطت على يافوخهم،ومع هذا تراهم سعيدين بهذا الاحتقار او اللامبالاة في احسن الاحوال.
كان صاحبنا يخاف الصحفي المحترف ويتخيل انه سيأخذ مكانه في اي وقت يشاء،ولهذا تراه يبعده الى اي مكان يستطيعه.
ويبدو ان هذه العدوى انتقلت بقدرة قادر الى عدد كبير من المسؤولين العراقيين في هذا الزمن الاغبر.
بلعنا صخرة عبعوب.
وغركنا في مياه الامطار في ذي قار بسبب فساد المحطة الثالثة.
وراحت ميسان (…. بشط).
وصارت السرقة في وضح النهار و..عيني عينك.
هذا عدا السوالف الاخرى اللي تعرفوها اكثر مني.
ولكن ان يطلع علينا عدنان الاسدي وهو وكيل وزارة الداخلية الاقدم ليقص علينا فصلا من حكايات الف ليلة وليلة الحديثة
فهذا لم نتوقعه ورب الكعبة.
قال الرائي:
“كان ياماكان،كان هناك بيت مهجور لايسكنه احد،رآه احد الرحالة القادم من صحراء بعيدة فاحب ان يريح جسده فيه ويتخلص من وعثاء السفر(وعثاء كلمة جاهلية المنشأ لايعرفها الا رجال الامن الاشداء).
دخل البيت واسند ظهره على اقرب حائط .وفيما يشبه الحلم رأى (علاكة) ملابس معلقة فوق رأسه فمد يده اليها واذا بالحائط ينشق من امامه ويرى سردابا اظلم لايبان فيه الا السواد فاثار ذلك فضوله ونزل حذرا الى السرداب ليرى في نهايته غرفة موصدة فتح بابها بقوة ليجد امامه …ويالهول ماوجد..
فقد رأى قامة حديدية او لعلها لرجل يلبس ملابس الحديد وهو منكب على صناعة شيء بيديه الاثنتين.
اسرع الى الاعلى خائفا وخرج من الدار يرتعد هلعا وخوفا فصادف مرور راجلين ملثمين فسألهم الامان اولا ثم حدثهم عما رأى في اسفل سرداب هذا البيت فصاح به احدهم:صه ياهذا اما تعلم ان هذا الذي رأيته يسمى الرجل الآلي وهو يصنع الان العبوات الناسفة لحبيبنا داعش والغبراء..اياك ثم اياك ان تعلن هذا السر الى الملأ فوالله الذي لاشريك له سوف نقطع عنقك ونقول انك لاتعرف مواقيت الصلاة.
احنى الرجل رأسه وغادر مسرعا الى حيث لايعرف).
ولأنه من بلاد اهل الكهف فلم ير ان القنوات الفضائية سارعت الى تصوير هذا الرجل الآلي الداعشي وقال محرروها ان هذا الذي يصنع الالغام وويوصلها الى داعش مجانا.
هل عرفتم الان من هو داعش ايها السادة؟.
اذا عرفتم من هو فيرجى منكم الاتصال سريعا بمن يهمه الامر.
فاصل حزين:آخر ما ارتكبته داعش في ديالى امس هو تطويق نخلة من النخلات الحزينة بعبوتين ناسفتين كانتا بائستين جدا بحيث اكتشفتهما الكلبة “سكارليت” التي يستخدمها رجال مكافحة الارهاب هناك.
و”سكارليت” هي ضمن مجموعة كلاب مدربة على اكتشاف المتفجرات في ديالى.
وحتى كتابة هذه السطور لم تعلن داعش عن خططها المستقبلية في ذبح هذه الكلاب اللعينة او هدر دمها على اعتبار انها مستوردة من بلاد الكفار.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.