ناجي ليس ضحية داعش فقط بل ضحية تخاذل العالم أمام قضيتنا؟

abdelrahmansharafكلنا يعرف باننا قبل ان نتوصل لنظام سياسي عقلاني واسقاط نظام مستبد. لا بد انه يقطع الاف من الرؤوس وان تُسال أنهار الدماء لدفع ضريبة التغيير أمام حاكم وحُكم جائر متجذر.
وهذه هي ضريبة التغيير المحقة التي يفرضها علينا الكون والتاريخ ومتغيرات الحياة وما نريد ان نحققه من طموحات وأحلام في بناء بلد وحياة أفضل لمستقبلنا ولأجيلنا القادمة.
هذا الامر صيرورة التغيير في وجه حاكم مستبد. وهذا في حال عدم تدخل دول أخرى في مصيرنا لأجل هذا التغيير. والتدخل هو امر حتمي أصبح في الكوكب بعلاقات الدول مع بعضها البعض. ولكن حينما يكون هذا التدخل لا أخلاقي وخارج عن معايير وقيم ومبادئ أخلاقية في السياسات والمصالح الخارجية
سوف يموتون السوريين مرتين وثلاثة وأربعة بطرق ووسائل مختلفة. يموتون بالجوع والقتل والقصف تحت حصار هذا النظام وتحت قصف الطيران الحربي الروسي.
ويموتون أيضا تحت نيران الدول المتخاذلة بتدخلها العبثي واللامبالي في قضيتنا في وجه هذا النظام سواء كانت هذه الدول في المنطقة العربية او اللاع ربية بسياستها المتطرفة ولا أخلاقية ولا موضوعية.
فهذا يأخذنا بانه ليس النظام السياسي الذي نناضل من اجل اسقاطه وأبدله بنظام عقلاني هو فقط النظام المستبد الشمولي أمام السوريين.
بل أيضاً الأنظمة الأخرى المتعاونة والمتهاونة معه بالطرق المباشرة والغير مباشرة. فالأنظمة الشمولية والمستبدة والمتطرفة تريد أن تحافظ على بقاء بعضها البعض ولا يناسبها أنظمة ديمقراطية
الشعب السوري اليوم يكشف الكثير من المستور وراء هذه الأنظمة الشمولية المتطرفة التي أصبحت قائمة خارج المبادئ التي تحددها دساتيرها وقوانينها ومعايير الأمم المتحدة ومجلس الامن في تخاذلها ودعمها لنظام الأسد وامام تمدد داعش في سوريا وسيطرتها وتقاعس هذه الأنظمة أمام مطلب السوريين المحق وقضيتهم.
فنحن اليوم نناضل ليس فقط لأسقاط نظام مستبد بل لإعادة الهوية العربية بأنظمة سياسية عقلانية وعادلة وبإيجاد توازن في هذا العالم ينظر بعقلانية وموضوعية بالدبلوماسية الدولية الخارجية والمصالح السياسية مع دول العالم الثالث.
وان القوة التي تساند هذا النظام ويُكشف المستور عنها بالطرق المختلفة وتعطل مسيرة الثورة السورية بدعم الحركات الأصولية والوقوف لجانب النظام والتغاضي عن داعش وتمددها هي القوى والأنظمة والأحزاب والحكومات الشمولية المسيطرة في الشرق والعالم.
فنحن لا نحتاج لمواقف إنسانية فقط تفتح لنا اللجوء نحتاج لتفاعل مع قضيتنا بجدية أكثر وموضوعية واخلاقية في اسقاط هذا النظام وابداله بنظام أكثر عقلانية.
فالكر والفر في المواقف لم نجني منها سوى القتل أكثر بهذه المواقف واغتيال السوريين وزيادة معاناتهم في الداخل والخارج.
فناجي هو أحد ابطال هذه القضية الذي قُتل على ايدي قوى الظٌلم والغدر المهيمنة والمسيطرة والمتعاون معها والمتخاذل معها من قبل هذا العالم سواء كانت داعش او نظام الأسد وبعض الحركات الأصولية التي زرعت لنا لتقف في وجه كل من يطالب بالحرية وامام قضيتنا وقضية ناجي المحقة “الحرية” والحرية لا تقبل نظام سياسي مستبد وقوى ظلامية متطرفة وايادي دولية تتهاون معها بالوسائل المختلفة.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.