مهرجانات مقدس أعراس الدم الإنساني

القدس : هي الوليمة المتجددة للميتافيزيقا الكونية ( في تبجيل الدم والدموية المقدسة المترسبة في الديانات التوحيدية الإسلامية واليهودية والمسيحية) عبر عشرات القرون …وذلك لاستمرار مهرجانات مقدس أعراس الدم الإنساني …
د. عبد الرزاق عيد
هل حضور التعدد الديني الإسلامي والمسيحي واليهودي في القدس وفق السجالات التي أثارها الأديب والمفكر المصري المميز يوسف زيدان صاحب الرواية العالمية ( عزازيل)، مدعاة لرؤية كونية القدس التوحيدية الدينية التي توحد ( الديانات :الإسلام واليهودية والمسيحية حول وحدانية الله باعتباره ربا لكل هذه الديانات السماوية التوحيدبة التي هي ليست سوى تجليات لذاته وأنفاسه اللامتناهية بلا تناهي الوجود… ….
سيما أن أمريكا القائدة للعقل العالمي العالمي في العصر الحديث هي من سيصوت على ذلك خلال أيام حول (القدس) كعاصمة لإسرائيل، أي هل ستحابي أمريكا (ترامب) إسرائيل وتنحاز سياسيا لنخبتها اليمينية المتعصبة ( نتنياهو) أصوليا كإيران وداعش في فهم سيرورة تشكل الكيانات البشرية بوصفها كيانات مذهبية ومللية نحلية وصف الفلسفة الإسرائيلية –الأمريكية الراهنة ، كنا نعتقد أن العقل العلمي التقني الإسرائيلي قد تجاوزها معرفيا و(ابستميا ) في مواجهة ، الخمينية الإيرانية منذ عقود في إعادة منطقة الشرق الأوسط إلى مناخات ثقافة وحروب وهويات العصور الوسطى الدينية …
نعيش اليوم حالة ترقب لموفف ترامب ( الرئيس الأمريكي) خلالى يومين من موضوع الموقف من القدس، إن كان سيعترف بها عاصمة لإسرائيل!!؟؟ أم تبقى ( عاصمة للروح الإنسانية للديانات التوحيدية الثلاث : اليهودية والإسلامية والمسيحية ( بمثابتها هي هي : ايلياء التي عقد فيها عمر بن الخطاب ( العهدة العمرية) واعترف بها بكنيسة القيامة، التي رفض أن يصلي بها حتى لا يلغي المسلمون من بعده ( قدسيتها المسيحية ) ويجعلوا من صلاته سنة إسلامية !!! وبنى جامعا خاصا للمسلمين للصلاة الخاصة بهم …!! أم أن القدس هي أورشليم ( العبرانية اليهودية القديمة ) حيث التاريخ الديني لليهود حول ( هيكل سليمان ) الذي يتحول اسمه فيها إلى تاريخ رمزي لليهود وتاريخ علاقتهم بالمنطقة ، مما يترك الخلافات الدينية حول ذلك مفتوحة ….
المشكلة الأساسية أن إسرائيل وأمريكا كنموذج متقدم للحداثة التقنية والعقلية في عالمنا المعاصر ، أننا نجد أمريكا التي تقدم نفسها كقائدة للعالم الجديد، لكنها في الآن ذاته تدعم اعتقادات أصولية توراتية حول الأصول الإلهية للمسائل التاريحية الإنسانية والدينية ، وهي نلتقي –بذلك – في منظورها وبنيتها المعرفية مع داعش ( الهمجية ) التي تعتبرها أمريكا رمز الشر الإرهابي، متغاضية عن حقيقة أن الأسدية والخمينية هي الوجه الآخر الطائفي ( الشيعي) للأصولية الطائفية الداعشية ( الهمجية) ، وأن نتنياهو الذي يعلن أن مشكلته ليست مع النظام العربي المنصاع والمذعن له ولأمريكا، بل مع الرأي العام العربي ( الشعب ) ، يتجاهل حقيقة أن العرب المسلمين لا ينظرون للقدس إلا كمدينة إلهية تتسع لجميع الديانات حكما إذ تتسعها روح ونفس الله ، وذلك بالتعارض مع رؤية النظام العربي واليهودي الذي يحول القدس (إلى مزاد سياسي منحط ) للكراهية والعدوانية ، عبر التاريخ كغطاء مقدس لدناءة طموحاتهم في الهيمنة والسيطرة والتغلب والاستبداد والاستعباد …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.