لماذا ترفع روسيا والصين حق الفيتو لإفشال العقوبات ضد المجرم بشار الأسد؟

بوتين يضع سترته على كتف زوجة الرئيس الصيني

رأي أسرة التحرير 28\2\2016 © مفكر حر

لماذا كل من روسيا والصين, الدولتان الكبيرتان اقتصادياً وجغرافياً وبشرياً وسياسياً, والعضوتان الدائمتان بمجلس الأمن الدولي, تستخدمان حق النقض الفيتو لإفشال العقوبات على مجرم سوريا وجزارها بشار الأسد؟

هل لأسباب اقتصادية مثلاً؟ .. هذا غير معقول, فالاقتصاد السوري حجمه اقل من اقتصاد مدينة واحدة في كل من روسيا أو الصين.. والتبادل التجاري معهما ضعيف جداً؟؟

تكلمنا كثيراً عن الأسباب السياسية لدى روسيا وطموحها في فرض نفسها كدولة عظمى, وكلاعب اساسي في الساحة الدولية, كوريث طبيعي للمنظومة الاشتراكية وحلف وارسو , وهي تريد استرجاع دول الحلف الى فلكها وساحتها لكي تلعب في ملعبها الخلفي, وهي قامت بخطوة ضد القانون الدولي واحتلت شبه جزيرة القرم الإوكرانية, ففرض الغرب عليها عقوبات اقتصادية.. وقد أشبعنا هذا الموضوع بحثاً في عشرات المقالات السابقة ولا داع للتكرار.

ولكن هناك سبب آخر يجمع كل من الصين وروسيا في دعم المجرم بشار الأسد تغافله معظم المحللين, وهو منع ان تصبح إزاحة الأنظمة الإستبدادية بالعالم سابقة يحتذى بها دولياً … لأنه كما يقول المثل الشعبي السوري” يلي فيه شوكة بتنغزو” والنظامان الروسي والصيني هما استبداديان, ويريدان ان يضمنا بأنه اذا قامت شعوبهما ضدهما, ان تمتنع دول العالم الحر من تأييدهما, لأنهما تعرفان مسبقاً بأن شعبيهما قد تعبا من الإستبداد الذي يمارس عليهما, وهما يتوقان للحرية كما الشعب السوري , لهذا السبب يريدان كبح اي محاولة في العالم الحر لإدانة المجرم بشار الأسد, لأنهما يعرفان مسبقا بأن الدور سيأتي عليهما!! وقد رأينا كل من بوتين والسفراء الصينيون يؤكدون على القانون الدولي بسيادة الدول, ويعتبرون قتل الطغاة لشعوبهم ووأد ثوراتهم من أجل الحرية والكرامة هو شأن داخلي من ضمن سيادة الدول … اي بكلام أخر يجب عدم مساعد شعوب الدول التي ترزح تحت الإستبداد مثل سوريا والصين وايران وروسيا وكوبا وكوريا الشمالية… الخ مع معظم الدول العربية, بأن تتحرر من العبودية .

لذلك رسالتنا لوفد هيئة التفاوض العليا في المعارضة السورية ان يتوقفوا عن استجداء روسيا لتغيير موقفها من دعم الأسد, فبقاء الأسد هو بنفس الوقت بقاء للرئيس الروسي والصيني بمنصبيهما ايضاً, اي ان موضوع بقاء الأسد هو مسألة حياة او موت بالنسبة لهما, وننصحهم بأن ينحازوا 100% للمشروع الأميركي في المنطقة, لانه الوحيد القادر على إنقاذ سوريا والشعب السوري من استبداد عائلة الأسد المدعوم روسياً,.. ولكننا للأسف نشكك بقدرة الوفد السوري بفهم هذه الرسالة, لانهم مجموعة من الإسلاميين او اليساريين السابقين والذين تحولوا ايضاً لاسلاميين او من القوميين وهم كلهم فاشلون, فلا تتوقع النجاح منهم لان فاقد الشئ لا يعطيه, وهذه هي قوة بشار الأسد الحقيقية.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.