عن الدكتور المراهق والقاصرات الحصينات

لا احد يدري لحد هذه اللحظة كيف يمكن ان يحضر محافظ البصرة ماجد النصراوي وهو من حملة شهادة الدكتوراه حفل قيدت اليه اكثر من 500 طالبة بمناسبة بلوغهم السن الشرعي للزواج. انها كارثة فاقت كوارث السرقات والفساد الاداري والمالي وغياب ابسط معاني المنطق.
انها أيضاً كارثة ان تجد ان طفلات تركن لعبهن في صفوف مدارسهن ليحضرن غصبا عنهن الى تجمع ليقول عنهن أنهن بلغن السن الشرعي للزواج.
لم يتسن التأكد فيما ان بقية الحاضرين ، وأغلبيتهم حضروا للفرجة، قد قرر بعضهم ان “يحط”عينيه على واحدة منهن للشروع في كتابة عقد النكاح،ولكن من المؤكد ان عددا من أعضاء مجلس المحافظة “الخايب”قد قرروا عقد القران بعد ان استلفوا من خزينة المحافظة قرضا على الحساب لشراء الحليب والبسكويت غير الصالح للاستهلاك البشري وأنواع من لعب البنات شريطة الا يكون من بينها دمية”باربي”.
كان النصراوي يبتسم بسعادة اثناء تقديم البنات ولكن بعضهم رأه يعبس فجأة رغم ان طابور الفتيات اللواتي لم يكملن العاشرة يمر من أمامه .
وتبين فيما بعد ان سبب العبوس كان بسبب ما همس به احد الخبثاء في أذنه .
قال له:سيدي الدكتور ان ما تقوم به مخالف للدستور فالبرلمان لم يقر بعد قانون شيخنا الجليل حسن الشمري ولا يمكن ان نقول لهؤلاء الطالبات أنهن بلغن السن الشرعي للزواج.
وتوالت الأخبار المسربة وهي عبارة عن أسئلة أزعجت الدكتور كثيرا:
س1،منذ متى لم تزر المجر الصغير او الكبير؟
س2،هل تفقدت عيشة سكان قضاء القرنة.
س3،هل حللت ضيفا على اولاد العم في الفًاو ورأيت بآم عينيك كيف حولوا هذا القضاء الى عزبة بيت “الخلفوهم”.
س4،يقال ان خور عبد الله اصبح خورييا ولحق أمه شط العرب في جفافه ونعتقد أنكم أعدتم دراسة لتقديم الحلول الى الحكومة المركزية لإعادة الحليب اليه بعد فطام دام سنوات.
س5،سمعنا ان عددا من اعضاء المجلس الأعلى يعيشون برفاهية لامثيل بها بسبب “تكسبهم”من بيع البترول المهرب الى دول الجوار وبأسعار تعتبر “خردة”للتجار ونأمل ان يكون الخبر “مصلخ”عن الصحة.
س6،يقال ان مدينة البصرة الرياضية التي صرفتم عليها “دم قلبكم”قد أصبحت زريبة للأبقار والماعز فقط وقد بادرتم الى تنظيم حملة لجمع التبرعات لطرد هذه الحيوانات الى حيث يعيش سكان المنطقة العشوائية الممتدة بين المناوي وأبو الخصيب فما صحة ذلك؟.
س7،يقال ان مجلس المحافظة قد وافق على تنفيذ مشروع لتحلية المياه وتحويلها من مياه “مج”الى صالحة للشرب بعد ان رصدتم مليارات المليارات لهذا المشروع الحيوي،فماهو تعليقكم ادام الله ظلكم.
س8،هل حضوركم في هذا الحفل هو من ضمن الدعاية الانتخابية ام هو بدافع ديني محض؟.
السؤال والأخير اذا كُنْتُمْ حريصين على اتباع سنة الرسول فلماذا لاتتركوا سياراتكم المصفحة وتستبلدوها بالجمال وقصورهم العامرة ببيوت الشعر ولحم الخرفان والدجاج باللبن والتمر فكل ذلك وغيره كان من ضمن السنة، أليس كذلك أيها الدكتور؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.