علموا أولادكم ما يشتهون … وما فيه قد يبدعون.

الڤيديو المرفق يُبين فحوى رسالة أرسلها مدير مدرسة في سنغافورة إلى أهالي تلاميذ المدرسة، وفيها يدعوهم إلى تشجيع أولادهم في المجالات التي قد يبرعون فيها وعدم تقريعهم عندما لا يحصلون على علامات جيدة في مواد قد لا تؤثر على نجاحهم المهني في المستقبل.

وفي هذه الرسالة يشير المدير إلى أنَّ من سيصبح فناناً قد لا تفيده الرياضيات كثيراً ومن سيُصبِح لاعباً رياضياً لا تهمه الفيزياء ومن سيُصبِح موسيقاراً لا تهمه الكيمياء ومن سيُصبِح متعهد أشغال لا يهمه التاريخ …الخ.

هذا الأسلوب المنقول عن الأسلوب الأميركي في معالجة التعليم المدرسي ناجح لأنه يعتمد على تطوير ما يمكن أن يبرع فيه الطالب وعدم إثقاله في مناهج لا يستسيغها.
وقد حقق هذا الأسلوب نجاحات في شحذ إمكانيات الطالب في البحث والتقصي في مجالات هو مهيأٌ للإجادة فيها.
وطبعاً ساعد جاذب النجاح الإقتصادي في تدفق الكفاءات إلى الولايات المتحدة دون أن يكون لها دور في تكوينهم الأساسي.

وقد جرت في سورية محاولات لتنظيم برامج موازية للطلاب الذين لم يتكيفوا مع النظام التعليمي التلقيني السائد. أهم هذه المحاولات برنامج ‘المهارات الذي يشرف عليه
مركز المؤسسات والأعمال السوري بإدارة الدكتورة نهى شق.

كيف نستطيع أن نطور النظام المدرسي في المستقبل في غياب الجاذب الإقتصادي لإستدراج الكفاءات إلى بلادنا.
أظن أن المناهج المدرسية التخصصية ضرورية منذ بداية المرحلة الإعدادية، • مناهج عامة للتلاميذ الذين لا يشتكون من كراهية أي مادة.
• مناهج تخصصية أحدها فني وآخر علمي وثالث أدبي وهكذا.
وهذا لا يعني طبعاً إلغاء مواد أساسية بل توزين أهميتها وفقاً للمنهاج المعني.
أما المواد التي يجب أن تبقى في كل المناهج فهي اللغة العربية واللغة الإنكليزية واستخدام الكومبيوتر والتربية الوطنية الإجتماعية والمواطنة …الخ.
ما هو حتماً أساسي منذ الآن هو أن نبدأ الجهود لصياغة الخطة التربوية وتجنب التلقين والحشو والبصم وعدم إعتماد العلامات فقط في سلم تقييم
التلاميذ. الڤيديو لطيف فشاهدوه.

samikheiami

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.