عذرا مدينة النجف الاشرف

تتذكرون طبعا ما حدث لشرطي المرور حسين العبيدي في النجف الاشرف قبل شهور.
كل تهمته انه اراد تطبيق القانون في دولة القانون،فما كان من اصحاب القانون الا نقلوه الى محافظة نينوى ثم استدعي مرة اخرى ليجرد من سلاحه ويطرد من الخدمة فورا.
العبيدي يعيش الان في مكان آمن بعد ان استلم قبل ايام ظرفا وبداخله طلقة ووريقة صغيرة تقول “لاتعد الى النجف ابدا”.
قد يحدث هذا مع قطاع الطرق ومع حرامية ايام زمان ولكن ان يحدث ذلك مع موظف حكومي اراد تطبيق القانون ولم يفرق بين مواطن عادي وعضو مجلس محافظة وفي مدينة لها هيبتها بين الناس،فهذا والله منتهى الغرور والتمادي على مصائر الناس.
في الماضي كنا نعتقد ان المسؤولين الذين يديرون حكم المدن الدينية يضعون دائما الله بين اعينهم ولكن يبدو ان الآية قد انقلبت هذه الايام بحيث جعلوا الله وراء ظهورهم وتناسوا حتى ابسط حقوق البشر.
مدينة النجف صاحبة لها الافضل الاكبر في اندلاع ثورة العشرين،ولكن يبدو ان بعض ناسها الان قد تدجنوا واصبح لايعنيهم الامر ابدا.
كنا نتوقع منهم ان يسارعوا الى نجدة هذا الرجل وهو الاب لثلاث بنات ويستعملوا كل الوسائل من اجل الضغط على مجلس المحافظة للمحافظة على حياة هذا الشخص.
سيقول البعض لماذا نتدخل وهناك دولة وقضاء ؟.
نعم هذا صحيح لقد وعدت الدولة وعلى رأسها رئيس الوزراء باحالة من تسبب في حادثة العبيدي الى القضاء ولكن بعد ايام وكالعادة تناسوا الامر ،بالضبط كما تناسوا قضية ابن وزير النقل هادي العامري.
كنا نعتقد ان المرجعيات ستتدخل بالامر لأنها تناصر المظلومين ولكن يبدو ان الظالم في هذا الزمن الاغبر هو المنتصر دائما. سيحتج البعض ايضا :ارجوك المرجعيات لاتتدخل في مثل هذه الامور.
ويضحك البعض:اذن بماذا تتدخل وهي التي صدعت رؤوسنا من عدة اشهر بوصايا عن كيفية الانتخابات وبالتالي عادت نفس الوجوه؟.
هل من رجل حكيم يجيبني على سؤال:ماهو دور المرجعيات في قيادة العراق نحو بر الامان؟هل الساكت عن الحق شيطان اخرس؟.
من المسؤول الان عن حياة العبيدي الذي يعيش مثل”الفأر” الخائف من القطة؟.
ستقولون :ياعمي ترى انت بطران حيل،هناك آلاف مثل العبيدي فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.