تحليل من الساحة السورية

ادوار حشوة : كلنا شركاء

الذين قالوا من مختلف الدول وحتى كوفي عنان وخليفته الابراهيمي أن المسألة السورية

معقدة وتصطدم بحواجز دولية وداخلية توقف الحل السياسي أو تؤخره أو تتآمر عليه

هو قول صحيح من كل الجهات . وفي التحليل التالي نجد التفاصيل .

 

في الوضع الداخلي:

 

1-فشل الحل الأمني الذي ذهبت اليه السلطة و اغرقت البلد في مستنقع حروب داخلية على امتداد الارض السورية و رغم مرور سنتين من المهل التي اعطيت لها من المجتمع الدولي.لم تحقق حسما ولا نصرا.

2- المعارضة المسلحة لم تستطع وخلال سنتين إسقاط النظام وما حققته حتى الان هو إضعافه

عسكريا وإضعاف شرعيته دوليا ومناطق سيطرتها العسكرية على الارض معرضة لهجمات

النظام وتفتقد الاستقرار اللازم لاقامة قاعدة سلطة دائمة ولو على جزء من الارض .

3-المعارضة السياسية في الداخل ضعيفة التأثير بسبب القمع الطويل لها وتحولت الى رموز

قيادية نظيفة ولكن الشارع المنفجر ليس تحت سيطرتها وتحولت هي الى دعم الشارع

واصبحت حاضنه له لاقائدة ولو بالمعنى السياسي .

 

4-المعارضة السياسية في الخارج هي تجمع لمعارضين عاشوا في الخارج هربا من بطش

النظام او طوعا وتخويلها منفردة حق القيادة لايلقى قبولا من الجميع وما عدا تجمع رياض

الترك (حزب الشعب) وتجمع الاخوان المسلمين فإن الافراد الاخرين في المعارضة الخارجية

لايؤثرون بفاعلية كافية .

 

5-الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لم يات بجديد على وضع المعارضة في الخارج

سوى أنه اضاف اليها ممثلين محترمين من دمشق (سيف والحمصي والمالح) والشىء

الجديد هو احمد معاذ الخطيب كوجه دمشقي معتدل ونظيف ومؤهل راهن الكثيرون من

اليمين الى اليسار على حكمته وشجاعته في الذهاب الى حل سياسي يوقف المذابح ويخفف

حالة استرهان بعض المعارضة للدول التي تدعمها

 

6- فشل الذين اعتقدوا ان قيام الائتلاف الوطني بوجه قيادي دمشقي سيؤدي الى فك التحالف

بين اهل السنة في دمشق وتجارها من جهة وبين النظام لان دمشق وخلال سنتين من الثورة لم يغلق تجارها اسواقهم يوما واحدا والسبب ان المعارضة السياسية الدمشقية ما كان منها من

هو داخل الائتلاف الوطني او خارجه قليلة التأثير على الشارع الدمشقي الذي يقوده عشرة من كبار التجار مدعومين بعدد كبير من رجال الدين الذين اغتنوا مثلهم من النظام وبعضهم تولى تكفير الثورة

لان الحاكم في الاسلام كما يقولون لايجوز خلعه وطاعته واجبة وان حسابه عند الله في الآخرة.!!

 

7- انفجر الخلاف باكرا بين الاخوان المسلمين واليسار القومي والعربي في المعارضة بسبب ما

تم اعلانه من سيطرة الاتجاه الديني الاخو اني الذي كما يقولون اخل بتعهداته في قيام دولة ديمقراطية

مدنية غير دينية مما يجعل التحالف مهددا في الزمن القادم ويضعف المعارضة .

 

8-دخلت على خط الحراك الشعبي السلمي والعسكري قوى متطرفة جاءت من الخارج وتولت

قطاعات عسكرية مهمة وانضم اليها شباب سوريون مأخوذين بالجهاد ضد حرب طائفية

تشن عليهم فشكلوا جيشا قيادته من قاعدة الخارج وتخدم برامجها اولا .

هذه القوى تدعمت بالجناح الذي يسمي نفسه الطليعة في تنظيم الاخوان وهو جناح متطرف يواجهه

جناح الاعتدال الذي يقوده البيانوني وعمليا لم يعد من الممكن التفريق بين مجموعة القاعدة وبين

مجموعة الطليعة الا في اسماء القياديين

 

9-التحريض الديني انصب على اقليات مسيحية ودرزية بعضها يوالي النظام واغلبها على الحياد وخائفة اكثر مما هي مقتنعة بالنظام وبعض المعارضة تقذف التصريحات التي تبرر خوفها

في حين ان اي تصريح ضد اهل السنة في دمشق ورجال الدين الموالين للنظام لم يصدر من قبل أي فصيل متطرف معارض فلماذا ؟؟

 

10-بدأت الاحتجاجات من شباب الطائفة العلوية في مناطق تواجدهم وخاصة في حمص والمخرم وقراها والتي قد تهدد بانقسامات عسكرية في الجيش اذا توفر لها دعم وتطمين حقيقي من

من الجيش الحر تخصيصا وكثيرون يعولون على نجاح مثل هذه الجهود في تحقيق انتقال للسلطة لايكون مرهونا للخارج .

 

11-مما لاشك فيه ان القتل والخراب والخطف المتبادل انزل الاذى بالمدنين اكثر بكثير جدا من

القوى العسكرية في الطرفين ولكن رغم ان الهدف من غارات الطائرات والمدافع على المدن

والقرى والاعتقالات هو فك التحالف بين الشعب والمعارضة المسلحة التي تملك حرية حركة

ومساندة من الناس كحاضنة للثورة ولكن هذا لم يتحقق للنظام خلال سنتين من القتل العشوائي

ولكن في السياسة ايضا لايمكن المراهنة على صبر الناس الى مدى غير منظور.

 

12- الوضع في الجيش السوري النظامي يميل نحو الضعف وتسيطر على حركة ضباطه الشكوك واعدامات كثيرة تمت تحت ذرائع تقوم على الشك ولا تستند الى اي تحقيق مما يدل على وجود

قرارات فردية مسموح لها ان تحل محل القضاء الى حدود الاعدام وهذا يدل على بداية انهيار الدولة

كمؤسسة ليحل محلها منطق العصابات .

 

13- الوضع الاقتصادي متدهور وهذا طبيعي حين تخوض الدولة حربا مفتوحة ضد معارضة منتشرة في كل مكان وسريعة التنقل ولا تحتاج لمصروفات كتلك التي تحتاجها الجيوش النظامية في الحرب بالاضافة الى تدمير المعامل وتوقف خدمات الدولة وهرب الاموال للخارج وعمليا توقف

الانتاج بما فيه النفط والغاز والفوسفات وامكانية نقل المنتوجات صارت صعبة لان خطوط

المواصلات لم تعد آمنة .

14-العنف السلطوي العشوائي وغياب الحل السياسي وطول فترة الحرب ادت الى تدفق

عناصر خارجية متطرفة الى قاعدة عسكرية موالية لها منظمة وممولة جيدا واكتسبت

انصارا لانها غنية جدا وتدفع اجورا لمقاتليها كاي جيش نظامي في حين ان قوى المعارضة

الاخرى فقيرة بالموارد والمقاتلون يقاتلون مقابل لقمة الطعام وكلهم مشاريع شهداء .

استمرار المذبحة وغياب الحل ستدفع الى مزيد من التطرف الذي لايمكن ضبطه بسهولة .

 

15-الاعلا نات الصادرة عن قوى متطرفة في المعارضة تدعو الى دولة دينية وتنشر تصريحات تبرر القتل الطائفي انزلت بالثورة اذى كبيرا واوقفت امدادات عسكرية واقتصادية لها كما انها جعلت بعض الدول تتريث في الاعتراف بمشروعية المعارضة وعمليا هذه التصرفات كما يقول المثل الشعبي

اشتراها النظام بطربوشه!! 

الوضع الاقليمي

1-لبنان منقسم سياسيا حيال الوضع السوري وحزب الله ذهب بعيدا في تأييد النظام السوري عسكريا

مشتركا علنا في الحرب الجهادية لللدفاع عنه الامر الذي قد يفجر حربا اهلية بين السنة والشيعة

تكو ن من اهدافها تجريد حزب الله من السلاح وانهاء الدولة الايرانية في الجنوب ما لم يتدارك العقلاء الامر وهو احتمال ضعيف لارتباطات مختلف القوى في لبنان بدول خارجية .

والانتقال السريع لكتلة جنبلاط الى موقف جديد اخل بالاكثرية المتوفرة للحكومة التي يسيطر عليها

جزب الله فاستقالت وكما يبدو سنشهد عودة للنفوذ السعودي مستقبلا حيث يتحالف السنة مع اكثؤية

مسيحية فاعلة ومعادية للنظام السوري في الانتخابات المقبلة وهذا سيضعف حزب الله حتما .

 

2-الاردن حاول كثيرا النأي بنفسه بعيدا عن الازمة السورية ولكن تدفق الالوف من اللاجئين اليه

وعدم قدرته على الانفاق والضغوط العربية عليه لتسهيل حركة المقاومة جعلته في مرمى التهديدات السورية التي لديها شبكة علاقات مع المعارضة الاردنية قد تستخدمها لارباك السلطة ومنعها

من الذهاب بعيدا في الاصطفاف مع المعارضة السورية .وعمليا الاردن يتبع سياسة الحد الادنى الذي لايجعله خصما ولا يستدرج غضب الدول العربية الخليجية التي تموله.

وتناقلت الانباء وجود الف ومائتين ضابط سوري منشق في الاردن يؤسسون ويدربون جيش تحرير نظامي ولكن الاردن نفى ذلك في حين مصادر دولية اكدته .

3- العراق

المدهش ان الشيعة في العراق الذين عانوا من وحشية نظام صدام حسين الديكتاتوري يوالون

الان النظام السوري الذي يقمع كصدام الشعب السوري مما يدل على اولية الطوائف على المبادئء

وحاليا ان العراق هو منطقة مرور بري وجوي لامدادات النظام الايراني لسورية والحكومة العراقية تواجه ضغطا دوليا لوقف ذلك ولكن هذا يثير غضب ايران التي صار لها نفوذ كبير في العراق يمكن ان يهدد التحالف الشيعي الحاكم في ظروف خلافه مع سنة العراق وسنة الاكراد

والتدخل الاميركي لم يعد فاعلا كالسابق لان التحالف مع شيعة العراق عند احتلال العراق

صار من الماضي حيث الان من نتائج الحرب الاميركية على العراق سقوط صدام وتسليم

العراق لايران !!

4-تركيا كعضو في الحلف الاطلسي تؤيد المعارضة السورية وقدمت مساعدات انسانية

كبيرة للاجئين ووفرت للمعارضة السياسية منبرا ومكانا وحرية حركة ولكنها لجهة التدخل العسكري او السلاح المهم ملتزمة بالحلف الاطلسي وتظل تركيا ترغب بدور ايجابي مع الحلف لان هذا يعزز مطالبها في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

بالاضافة الى ذلك هناك وجود بشري علوي في لواء اسكندرون حصل افراده سرا على الجنسية السورية ليزيد في حجم الطائفة العلوية وهؤلاء يرتبطون بعلويين في الشمال التركي (البكداشيون

العلويون) وهم من اليساريين المعادين لحزب العدالة وقد يفجرون ازمة بوجهه اذا ذهب للتدخل .

5-دول التعاون الخليجي

دخلت هذه الدول على خط الازمة السورية ودعمت المعارضة اعلاميا وماليا وهدفها استبدال

النظام الذ ي تحالف مع ايران ضد المحيط العربي الذي يشعر بالخوف من تنامي قوة ايران في الخليج

وتريد وقف امتداد الثورة الايرانية الى المنطقة العربية وتنظر بخوف من الخط الشيعي الديني الذي

يمتد من ايران الى جنوب العراق الى سورية فجنوب لبنان وتريد تفكيكه انطلاقا من الحلقة

السورية علما ان الحراك الشعبي السوري كان داخليا وليس مؤامرة كما يزعم والتدخل الخارجي

جاء لاحقا من كل الدول للحصول على مصالحها .

6-اسرائيل هي الاخرى معنية بالمسألة السورية فهي ليست مستعجلة على اي حل سياسي يوقف

الحرب الداخلية التي تضعف الجيش النظامي وتكشف اسلحته وتريد مهلا كثيرة ما دامت لا تدفع

شيئا مقابل تدمير سورية وما يهمها اولا في اي حل مستقبلي هو نظام يوفر لها حدودا آمنة

كالتي وفرها النظام الحالي لاربعة عقود والخبراء في السياسة يقولون ان زيارة نيتنياهو

الى واشنطن بعد قطيعة أدت غرضها في وقف الاندفاع الاميركي في تاييد المعارضة السورية ومدها بالسلاح والفيتو الحقيقي في الازمة ليس الروسي ولا الصيني بل هو الاسرائيلي..!

 

7-تونس الحكومة ايدت المعارضة ودفعت اموالا للمجلس الوطني السوري ولكن مجموعات

شعبية متطرفة ارسلت الى سوريا للجهاد بتسهيلات من المخابرات التونسية التي تعتقد ان هذا

سيودي الى الخلاص من هؤلاء بدفعهم الى خارج البلد !!؟؟

8- ليبيا

الحكومة الليبية ايدت المعارضة ولكن كتونس ارسلت مقاتلين للمشاركة في الحرب للخلاص منهم ايضا ودفعت اموالا في هذا الشأن للمتطرفين واسلحة تم تهريبها من ليبيا.

9- الجزائر

رفضت الحكومة الجزائرية فكرة اسقاط النظام وتحفظت على قرارات الجامعة بطرد سورية كما تحفظت على اعطاء المعارضة مقعد سورية في الجامعة والخبراء يقولون ان ذلك الموقف وليد

وضع داخلي فقط حيث قوى عديدة فاعلة تنتظر الفرصة لاسقاط النظام الجزائري !!

10- المغرب

يؤيد المغرب سياسيا دول التعاون الخليجي ويدعو الى اصلاحات في سورية لحل الازمة ولم يقدم المغرب اي نوع من الدعم لطرفي الازمة السورية.

11- ا لموقف المصري

يؤيد المعارضة سياسيا ولكنه يعمل على خط حل سياسي مع ايران ولم تقدم مصر للمعارضة غير حرية الحركة للقيادات المعارضة ولم تدعم ماليا ولا ارسلت مقاتلين الى سورية وهي مشغولة في تثبيت سيطرة الاخوان على السلطة .

12- الموقف السوداني

الموقف السوداني مع النظام السوري ولكن كالاردن لايريد مواجهة مع المحيط العربي ولديه من المشاكل والخوف على نظامه الديكتاتوري ما يجعله غير مهم ولا فاعل في الازمة السورية ولم

يرسل مقاتلين ولا أي دعم مالي للاجئين او المعارضة .

الوضع الدولي

1-الولايات المتحدة

في بدايات التظاهرات السلمية دعت الولايات المتحدة الى رحيل الرئيس ودعمت الحراك الشعبي

وفي مجلس الامن بعد الحل الامني القمعي حاولت الحصول على تغطية دولية للادانة ولكن

اصطدمت بالفيتو الروسي والصيني.

التحول الكبير تم بعد زيارة نيتنياهو الى الولايات المتحدة حيث شهدنا تراجعا اميركيا اعطى

للنظام مهلا متكررة للحسم العسكري واخيرا اعتبرت استخدام الاسلحة الكيماوية خطا أحمر

فاعطت النظام بطاقة مرور لاستخدام الدبابات والطائرات لانها تحت الخط الاحمر.!

التصريحات بعدم وجود خطط للتدخل العسكري او لاقامة منطقة عازلة تساعد على انشقاقات

كبيرة من الجيش النظامي وتساعد على هجرة السكان اليها بدلا من تدفقها الى دول الجوار كل

هذا شجع النظام على الوحشية بعد سقوط الخوف من قوة خارجية توقف المذبحة .

من ناحية اخرى فوجئت الولايات المتحدة من دخول جماعة القاعدة على خط الازمة وحصولها

على قاعدة انطلاق على الارض كما فوجئت بعدم وجود تصور موحد للمعارضةعن شكل الحكم في المستقبل الامر الذي جعلها تتريث خاصة وان تصريحات من بعض الكتائب المسلحة لا تخلق

الثقة وبعضها من منتجات القاعدة ولا تريد دولة ديمقراطية

صار ت سياسة الولايات المتحدة ت هي عدم التدخل الخارجي العسكري والقبول باتفاقية جنيف التي

تقوم على تحقيق انتقال سلمي للسلطة بديلا عن الحرب الداخلية والدولية ايضا.

السماح باستمرار الحرب والوحشية وعدم التسليح للمعارضة يكشف ان السياسة الدولية

هي عدم السماح بسقوط النظام بالقوة المسلحة وعدم السماح بالقضاء على المعارضة ولابد

من تحقيق توازن يسمح ويدفع الطرفين الى طاولة المفاوضات وفق اتفاق جنيف حين يتعب

الطرفان فيجدان الحل الدولي بالانتظار.

ليس للولايات المتحدة مصالح في سورية غير ضرورة انتقالها الى الديمقراطية

الحكومات العسكرية في المنطقة واستعصاء السلام بين اسرائيل والعرب اد ت الى

صعود التيارات المتطرفة ووفق هذه الاستراتيجية يكون دعم الانتقال الديمقراطي في محله

ولا رجوع عنه ولو استغرق وقتا طويلا .

الموقف الروسي

حصلت روسيا من دعمها للنظام على قاعدة عسكرية في طرطوس بدلا من مجرد ميناء للتزود بالوقود

وحاليا اساطيلها لاول مرة موجودة بشكل دائم في المتوسط وثانيا حصلت على امتيازات في التنقيب

عن الغاز في المياه الاقليمية وفي الداخل السوري كما حصلت على رفض سورية مرور انابيب للغاز

القطري الى المتوسط لانه سيزاحم الغاز الروسي الذي يورد الغاز الى اوروبا كما انها الدولة الوحيدة في شرقي المتوسط التي تشتري السلاح الروسي وما يزال جيشها يتسلح منه .

والشركات الروسية تشتري باسعار هابطة النفط السوري مقابل ديونها وتبيعه لدول المتوسط الاوربية ولاسرائيل وتحقق ارباحا خيالية من احتكار سوقه .

واخيرا دخولها على الازمة يتعلق باستراتيجيتها لنقل ا لعا لم من نظام القطب الاوحد الى تعددية دولية

تكون الولايات المتحدة الاول بين متساوين لا القائد بين اتباع وفي هذا الموضوع تتلاقى مع الصين

التي تؤيد النظام من باب وقف سيطرة الولايات المتحدة واوروبا على العالم كما حدث في ليبيا.

هذا الوضع الدولي يدل على وجود اتفاق دولي على انتقال سلمي للسلطة ورحيل النظام الدديكتاتوري

الى نظام ديمقراطي متفق عليه من الاطراف وتضمنه الرعاية الدولية ولا يمر بحرب اهلية طائفية

وهذا يستلزم طاولة حوار يرفضها النظام بشدة في حين يقبلها المعارضون بشرط ان تكون مع شرائح

من النظام لم تتلوث ايديها بالدم والوحشية وهذا الاستعصاء هو وراء تاخير الحل الدولي الذي ينتظر الروس والاميركان ان يضعف طرفا الازمة الى الدرجة التي تجعلهما يقبلان بالتفاوض

بدون شروط لانجاز حل دولي شبيه باتفاقية الطائف في الحرب اللبنانية.

دولة ايران الفارسية

دعمت الولايات المتحدة ثورة الملالي على الشاه لاعتقادها ان رجال الدين الشيعة وحدهم قادرون على تصفية حزب تودة الشيوعي الموالي للسوفيات والذي اصبح قويا وقد يحول ايران الى دولة

موالية للمعسكر الاشتراكي وفعلا قام الملالي بتصفية حزب تودة بوحشية امتدت الى عائلات بكاملها

ولكنههم لم يخضعوا للاميركين ولديهم مشروعهم الخاص بامتداد الثورة الى العراق والى الخليج

فاصطدموا بالاميركين الذين دفعوا العراق لمقاومة هذا الامتداد وتولت دول الخليج دعم العراق

وكذلك الغرب كله فاستطاع بعد ثماني سنوات وقف الامتداد بعد ان استشهد له ما يقارب المليون

من اهل وجيش العراق.

بعد احتلال العراق من الاميركين بمعونة ايران والشيعة حصلت ايران على ما كانت تريده

من امتداد ثورتها الى الاماكن الشيعية المقدسة وعمليا كانت ايران هي المستفيد الاكبر من حرب

الاميركين على العراق حيث جنوبه يخضع لها سياسة وشعبا وقوى عسكرية .

لم يكتف الايرانيون بالعراق فتوجهوا الى لبنان مستغلين نضال اللبنانين ضد الاحتلال الاسرائيلي

فشكلوا جيشا شيعيا مقاوما واقصوا كل اللبنانين والفلسطينين ومنعوهم من الكفاح واعتبروا

المقاومة شأنا شيعيا فادى الامر حاليا الى قيام دولة فارسية لهم سرعان ما سيطرت بقوة سلاحها واموالها على الساحة اللبنانية .

ثم ولضمان دولتهم في لبنان ىحتاجون الى نظام في سورية يواليهم فاستغلوا ضعف النظام السوري داخليا وكون قيادته من طائفة شيعية ليست من طائفتهم فامدوها بالدعم ثم مع قيام الثورة ضد

النظام صار الايرانيون يتحكمون بالقرار السوري ويتصرفون في سورية كبلد تابع لهم

فحققوا امتداد ثورتهم الشيعية من ايران الى جنوب العراق الى سورية الى جنوب لبنان وشكل

هذا خطا شيعيا ضد المحيط العربي كله .

نجحت ايران في الصراع على سورية التي صارت ورقة من اوراقها السياسية مع حزب الله

في لبنان ضد خصومها في العالم لتحقيق التفوق العسكري النووي الذي لايستهدف اسرائيل

بل السيطرة على الخليج العربي كله وامتداد الثورة الشيعية اليه فتعود الامبراطورية الفارسية

الى المنطقة مسلحة متفوقة ومسيطرة على النفط العربي كله .

لذلك فان ايران تعتبر ان سقوط النظام السوري هو سقوط لمشروعها بالكامل وخسارة

الدولة الفارسية في جنوب لبنان ثم تراجع نفوذها في العراق والارتداد الى الداخل الايراني

الذي تواجهه جبهة اصلاح وجبهة علمانية قد تفجره في ربيع فارسي قادم .

هذا هو الوضع السياسي من الساحة السورية نورده لعله يساعد على رؤية أفضل

للمأساة وقد يدفع الجميع الى حل داخلي وطني يسحب هذا الكم الهائل من التدخلات

التي اذا استمرت ستخرب ما تبقى من البلد شعبا وعمرانا فهل نحن على وعي

يضع مصلحة الوطن فوق الاشخاص والكراسي والايدولوجيات ونحقق بارادتنا انتقالا

وطنيا الى سلطة ديمقراطية ونظام برلماني غير رئاسي ودولة مدنية يتساوى فيها جميع الناس

في وطن يحترم الاديان والعناصر في اطار الولا ء الوطني فهل نحن على هذا الطريق ؟1

هذا هوالسؤال .

14-4-2013 .

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.