الحل السياسي في سوريا ..

syrchildالحل السياسي في سوريا ..
قالت العرب سابقا المستحيلات ثلاث هي :الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي ام عرب سوريا اليوم اليوم فالمستحيلات عندهم اربع : الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي والحل السياسي
بعد جدل بيزنطي مع احد رموز المعارضة السورية المدجنة حول الحل السياسي للازمة السورية سالته : ماهو الحل السياسي من وجهة نظرك
قال : الانتقال السلمي للسلطة ايجاد هيئة حكم انتقالي لا دور للاسد في مستقبل سوريا ولا للنظام الامني واسترسل بالحديث عن الايدي غير الملطخة بالدماء وما الى ذلك
قلت له حسنا هذا مفهومك انت عن الحل السياسي ولكن عند المجتمع الدولي هنالك فريقين و هنالك اكثر من مفهوم للحل السياسي :
الحل السياسي عند امريكا والغرب : أنتقال سلمي للسلطة حكومة انتقالية لامانع من وجود الاسد في المرحلة الانتقالية على ان تتولى رئاسة الحكومة معظم الصلاحيات الرئاسية بقاء الاجهزة الامنية تحاشيا للفوضى واعادة هيكلة الجيش وفق مفهوم عقائدي جديد ومن ثم البحث بمصير الاسد وطريقة خروجه نهائيا من السلطة
الحل السياسي عند روسيا وايران : حكومة انتقالية تشارك فيها المعارضة مع بقاء الاسد في السلطة وفق الخيار الديمقراطي للشعب و انتخاب رئيس للدولة الاسد يحق له الترشح
بينما رؤية للنظام للحل السياسي تتخلص بانهاء حالة التمرد خروج المسلحين الغرباء تسليم الثوار لاسلحتهم وانتظار عفو عام عودة العسكريين ممن لم يمارس اعمال القتل حكومة جديدة للمعارضة المدجنة نصيبها بعض الحقائب الوزارية غير السيادية بقاء الاسد الى ما شاء الله السماح بتعدد الاحزاب وفق مفهوم وطني يقيم مع الاسد و حاشيته حالة توافقية على مبدأ الاذعان السياسي
اما مفهوم الثوار للحل السياسي فيتلخص باسقاط النظام ومحاسبته من رأس الهرم فيه الى اصغر مسؤول اهدر دماء السوريين مع تفكيك لبنية الاجهزة الامنية وانهاء حالة الحكم الشمولي و المكاسب الطائفية والمحسوبيات والانتقال الى حكومة برلمانية وفق مفهوم تبادل السلطة وفصل السلطات
هذه المفاهيم المتناقضة والمتنافرة هل تتوقع ان تتنج مفهوما مشتركا ترضى عنه كل الاطراف
قال معارضنا السياسي : لاحل عسكري للازمة لايمكن ان تنتصر المقاومة ولايمكن ان ينتصر النظام والشعب قد انهك وناله التعب وهو يتطلع الى مخرجا يكفل وقف اراقة الدماء والهدم بأي ثمن وبأي طريقة
قلت : مهلا من هم اولئك المنهكون الذين يريدون الخروج من الازمة باي ثمن ؟
هل اولياء الدم مستعدون الان لتنازل عن حقهم بالقصاص العادل و يعودون الى حضن النظام ويقولون عفى الله عما مضى ؟؟؟
هل من شرد وخسر بيته و مصدر رزقه وعاشت اربع سنوات من التشرد نازحا او لاجىء سيرضى بمصالحة تقفز فوق معاناته و اوجاعه وكأن شيء لم يكن ؟
أنا احيلك الى لافتات كفرنبل لتقرأ فيها الصمود الى حديث الامهات الثكلى بالداخل كيف تصر على طلب الثأر الى المجاهد المرابط مع كل ما يعوذه من المدد مازال متمسكا بموقفه
قال صاحبنا : الدول الراعية لمؤتمر جنيف او موسكو ستوفر حل سياسيا مقنعا للجميع
قلت اذا كنتم تدعون ان الحل العسكري لن يسقط النظام ولن يمكن الثورة من الانتصار فهل سيقدم لكم الغرب او الشرق تنازل بشار على طبق من فضة ؟
هل سيأتي وليد المعلم و بثينة شعبان و بشار الجعفري الى المؤتمر يحملون بايديهم خطاب اعتذار من بشار للشعب السوري وتنازل عن السلطة ويغادر البلاد طواعية مع صحبه ؟؟؟
نحن نفهم خلفية الطرح السياسي عند الغرب هو مكر وخديعة لاطالة امد الصراع لغاية في نفسه وعند روسيا اذعان لحل يحفظ مصالحهم وعند النظام مخرجا له من الازمة يبقيه بالسلطة
اما الحل السياسي عند معارضينا السياسين فهو طفولة سياسية مع غباء و جهل لقراءة المشهد السياسي واوهاوم نتيجة تعاطيهم المورفين السياسي والاستمناء الثوري
يبقى الحل السياسي للازمة السورية وفق تضارب المفاهيم والرؤى الدولية والاقليمية والداخل السوري واحدا من المستحيلات الاربعة التي يصعب تحقيقها او الوصول اليها

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.