إنهاء التطرف الديني يبدأ من طهران

iraq-securityبقلم: نزار جاف
يمکن إعتبار التطرف الديني و ثمرته الارهاب، أهم تهديد يحدق بالمنطقة و العالم، خصوصا من حيث تأثيره على الامن و الاستقرار الاجتماعيين و الذي من الممکن جدا لمسه بجلاء في العديد من دول المنطقة.
التطرف الديني وان کان يواجه بعضا من الدول بشکل مباشر، لکن لايمکن إعتبار الدول الاخرى في المنطقة بمأمن منه، خصوصا وان الارضية الملائمة لها متوفرة بفعل مجموعة عوامل متداخلة و مترابطة مع بعضها و في ظل غياب آلية عملية مناسبة من جانب دول و حکومات المنطقة و إکتفائها بالدفاع السلبي الذي يخترقه النظام الايراني بسهولة وهو مايجعل التهديد المحدق بهذه الدول أکبر و أکثر جدية، مما يدعو لإيلاء هذه القضية إهتماما إستثنائيا يکون في مستوى التهديد الذي تشکله.
إنتشار التطرف الديني في دول المنطقة و وصوله الى المستوى الحالي من الخطر المحدق بها، معروف الترابط و العلاقة الجدلية بينه و بين ظهور النظام الديني المتطرف في إيران، حيث أن بقاء و إستمرار هذا النظام يتزامن مع زيادة ترسخ و إنتشار التطرف الديني في دول المنطقة، ولهذا فإن الوصف الدقيق الذي إختارته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لهذه الظاهرة اللاإنسانية و علاقتها الوثيقة بالنظام الايراني، يمکن إعتباره الوصفة الاساسية للعمل الجدي و الفعال في سبيل القضاء عليه، فقد قالت السيدة رجوي في معرض حديثها عن الطريقة و الاسلوب الافضل للقضاء على ظاهرة التطرف الديني ان: (الحل العملي لتحقيق السلام والتسامح والديمقراطية في المنطقة يكمن في قطع دابر النظام الايراني.)، ذلك أن النظام الايراني هو الوحيد الذي يرى في إستتباب الامن و السلام و التسامح و الديمقراطية في المنطقة خطرا عليه، لأنه يتعارض و منهجه الفوضوي المثير للأزمات و الفتن.
الحديث عن مواجهة التطرف الديني و تحجيمه و إنهاء تأثيراته السلبية، يبدأ من المنبع الاساسي له، ومن دون القيام بعمل و جهد دولي فعال من أجل تجفيف النبع تماما، فإن أي حديث عن أية آلية أخرى للقضاء على التطرف الديني يعتبر بمثابة تقليم او تشديب في الاغصان و الفروع، اننا نعتقد بأن الوقت قد حان لعمل و جهد دولي جدي و فعال يأخذ بنظر الاعتبار التحذيرات و الدعوات التي أطلقتها و تطلقها السيدة رجوي و التي يمکن جعلها خارطة طريق فعالة و مؤثرة للقضاء على التطرف الديني من جذوره الاساسية من طهران، خصوصا مع الاخذ بنظر الاعتبار الخبرة التأريخية لهذه الزعيمة المعارضة بظاهرة التطرف الديني کونها ظاهرة إنطلقت من طهران من جانب النظام الديني المتطرف نفسه و کون المقاومة الايرانية بشکل عام و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، أول من إکتووا بنار التطرف الديني و دفعوا ثمنا باهضا لرفضهم له و مواجهته.

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.