أيها العلويون … ارفعوا صوتكم

Bassam Yousef
 الله يجيرني من هالبوست … خدوني على قد عقلي خيو.
بالتأكيد كل السوريين مستفيدين من محاكمة فترة حكم عائلة آل الأسد، وسوريا لن تتعافى تماما إلا بعد محاكمة هذه المرحلة، وهذه المحاكمة قادمة لا محالة إن لم يكن اليوم فغداً.
مرة أخرى كل السوريين مستفيدين من هذه المحاكمة، لكن المستفيد الأكبر منها هم “العلويون”… لماذا؟؟. .
يجب الإقرار أولا أن حجم الجريمة التي ارتكبتها – ولا تزال ترتكبها – عصابة آل الأسد بحق سوريا والسوريين وحتى اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين هي جريمة تفوق الوصف.
ثانيا هذه الجريمة لا يمكن للتاريخ أن يطوي صفحتها وأن يودعها في دائرة النسيان، وسيُدفع ثمنها إن عاجلا أو آجلا.
ثالثا إن تمت المحاكمة في هذه الفترة فإن تحميل وزرها سيتم على من قام بها فعلا بشكل أساسي، أما إن تأجلت فإنها ستتخذ وجها آخر.
في حال تأجلت فإن من شارك بها من كل الطوائف الأخرى سيحاكمون بصفتهم أفرادا، ووحدهم العلويين سيحاكمون كطائفة … والسؤال ؟؟.
هل يستطيع العلويون تحمّل وزر جريمة بهذه الفداحة ؟؟.
هل يستطيع العلويون أن يورثوا أجيالهم تبعات جريمة لم يتكشف منها حتى الآن إلا الجزء اليسير ؟؟.
إن الحديث عن مجتمع مواطنة قادم وسيبحث عن العدالة وفق مفهومها الحقيقي، هو حلم لن يتحقق بالتمني، أو بالشعارات، أو بتغيير أشخاص السلطة، إنه ثقافة شعب، ومستوى حضاري لن نصل إليه إلا بعد زمن طويل من الاشتغال عليه ثقافيا وسياسيا ودينيا واقتصاديا، ويجب أن لاننسى للحظة أن قوى كبرى تعمل بلا كلل على ابقاء شعوب هذه المنطقة رهينة ثقافة الطوائف وصراعها وأن لها حشودا في الداخل وتربة جاهزة للإخصاب دائما.
أيها العلويون … ارفعوا صوتكم وطالبوا مع كل السوريين بمحاكمة هذه العائلة وعصابتها، يكفيكم مادفعتموه ثمنا لحكمها فلا تورثوا أجيالكم وزر جريمة هي أفدح من أن تحملها أي جهة.
إن بقاء عائلة الأسد في واجهة السلطة يعني استمرار الجريمة أولا، ويعني توريث تبعاتها لأجيال قادمة.
إن فشلنا جميعا في الدفاع عن سوريا وحمايتها فلا أقل من أن نجنب أجيال سوريا القادمة ما نستطيع من تبعات هذا العجز.