أين عقول هذه الأمة

لا يستوعب عقلي ولست أدري كيف بأُمّة على طولها وعرضها وعدد سكانها ومنذ أكثر من 1400 سنة، وبكل مساجدها، وكل خطب الجمعة في كل بلدانها بالمشرق والمغرب وعلى مدى كل تلك القرون أن تستسيغ خرافات تم تدوينها باسم الأئمة الأربعة، وخرافات بكتب باسم البخاري ومسلم والنسائي وابن حنبل وغيرهم.
وكيف بالمجامع الفقهية بذلك العالم وهي تستسيغ كل تلك الخرافات وبخاصة تلك التي تناقض القرءان وتضع تلك الخرافات كمناهج دراسية وتمنح بها شهادات التخرج والتقدير…ويتم بها التعيين وصرف مرتبات الوظيفة من أموال الدولة…بل ويتم تجنيد أجيال من العمائم لتبرير خرافاتها والترويج لذلك التبرير على انه علم؟..
كيف بأمة كان خطباء الجمعة فيها يصعدون إلى المنابر أيام صباي ومعهم السيوف بأيديهم ليخطبوا فينا خطبة الجمعة…..
كيف تكونت دولة كالمملكة العربية السعودية وهي تفخر بالسيف وتضعه على راياتها تحت عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله…في إشارة إلى أن السيف هو سلاح هذا الدين وعنوانه….
أي أن ذلك اعتراف كامل بأننا مجموعة من السفاحين وقُطّاع الطُرُق باسم لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وكيف استساغ حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين بمصر أن يكون شعارهم سيفين متقاطعين وتحتهما كلمة [وأعدوا] في اعتراف وفخر بدموية الإسلام، بينما هم يقدمون أنفسهم للمجتمع بأنهم رعاة الدين والأخلاق..
لست أدري أي أُمّة هذه التي استبدلت سماحة القرءان بفظاظة السُنّة وما كان عليه منهاج الصحابة من قتل وسفك للدماء ونهب حتى أنهم قتل بعضهم بعضا في معارك نشبت بينهم….أين كان الجميع من القرءان الذي تنزل بينهم ايام رسول الله.
يكاد رأسي ينفجر من تناقض صارخ أصاب عقول هذه الأمة منذ وفاة نبيها…فأي دين استساغته تلك العمائم ليقنعوا بأن حمل المرأة يمكن أن يستمر ببطنها لأربع سنوات.
ولماذا لم يتم تكفير الإمامين مالك وابن حنبل حينما أنكرا أن تكون [بسم الله الرحمن الرحيم ] آية من الفاتحة؟…بينما تم تكفير كل من يعارض الخرافات..
كيف ارتأت الأمة فقها فصل جثث النساء عن الرجال بالمقابر واعتبرت ذلك من الشريعة؟…..
وكيف استساغوا السلام على الأموات بأنه شريعة وتصوروا بأن تلك الجثث تَرُدُّ عليهم السلام …وأن هؤلاء الموتى يتزاورون في اكفانهم..وأفكار درامية من تصورهم لعذاب للموتى بالقبور.. فكانت تلك الخرافات جزءا من فقه الجنائز الإسلامي في ديدنهم!!!..
كيف هضموا فكرة إمكانية أن تتزوج الفتاة ولو رضيعة ويمكن طلاقها وهي في سن الخامسة من عمرها مثلا….والمصيبة الأكبر أن يقولوا بأن هذا تفسير للقرءان.
كيف بأمة بكل من لهم عقول بها لم يعرفوا الفرق بين الساعة والقيامة….
وكيف بهم طعنوا في كتاب ربهم وعبثوا به فيما اطلقوا عليه الناسخ والمنسوخ بالقرءان والذي لم يتفقوا عليه.
كيف استساغوا الإسائة للنبي فيما ائطلقوا عليه أنه السنن فأشاعوا عنه محاولات متكررة للانتحار وفضحوه بما كان يفعله مع زوجاته وبما افتروا عليه به في القبلات ومص اللسان حال صيام رمضان ومباشرة المرأة وهي حائض من خلف إزار ومجامعة كل نسائه في ساعة واحدة من ليل او نهار…أهذه سنن أم فضائح وافتراء على الرسول؟!!!.
لن أستطرد كثيرا فالخطب جلل والمصاب فادح، ولا يزال عندنا مشايخ يؤمنون بقتل المرتد، وقتل تارك الصلاة، أو الزكاة، وقتل الزنديق، وقتل الأسرى، وقتل شاتم الرسول وإن تاب، وقتل الساحر، وقتل المثليين…. ويتصورون فكرهم أنه شريعة إسلامية….بل ولا يزال ذلك مناهج دراسية بتم تدريسها بالمجامع الفقهية بالعالم.
وعندنا فئة تنتظر بشوق تطبيق تلك الشرائع الدموية على أنها الإسلام…فهم ينتظرون بشوق تنفيذ الجلد والرجم والقتل والبتر …في تصور كامل بأنهم إن قاموا بتنفيذه فإن الله سيرضى عن البلاد والعباد….إنهم أبدا لا يريدون أبدا أن يفهموا بأن التطور الحضاري لا يتنافى مع تطور تنفيذ العقوبات وذلك من قوله تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199.
يجب سرعة إزالة ذلك الدين الموازي لدين الإسلام والذي احتل الوعي العام للأمة لمدة أكثر من 1400 سنة …فصارت أسوأ أُمَّة في الناس بعد أن كانت مؤهلة أيام حياة رسولها لتكون خير أُمَّة أُخْرِجَت للناس.
يجب وقف لقب عالم عن جميع العمائم فهم علماء دين إبليس وليسوا بعلماء دين الله، ولن تفلح أمة يستضيف إعلامها العاهات العقلية والفكرية لتطلق سعار غبائها على الأمة باسم لا إله إلا الله محمد رسول الله……ألا تستحون من الله ومن رسول الله؟..
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.