آشوريو القامشلي على خط المصالحات الوطنية!

آشوريو القامشلي على خط المصالحات الوطنية!! وفد من جنرالات روس، التقى، أكثر من مرة، ( مجلس الكنيسة السريانية الارثوذكسية) بالقامشلي. تمحور حديث الوفد حول أهمية وضرورة أن يتمسك السريان الآشوريين والمسيحيين بأرضهم ووطنهم وأن يكونوا، كما كانوا عبر التاريخ، عنصر وطني نوعي ومتميز، فاعل في الحياة السياسية والفكرية والاقتصادية في البلاد ، خاصة إبان الأزمات الوطنية، كما هو حال سوريا منذ ست سنوات. ثم تحدث الوفد الروسي عن تطورات الأزمة السورية وأهمية المصالحات الوطنية التي جرت في المناطق الساخنة على صعيد وقف العنف في البلاد والوصل الى حل سياسي ينهي الأزمة السورية، والدور الذي يمكن للكنيسة السريانية الارثوذكسية ( كبرى الكنائس الآشورية المسيحية في سوريا) أن تلعبه في المصالحات الوطنية التي يريد الروس العمل عليها قريباً في منطقة الجزيرة السورية. وقد ركز الوفد على المصالحة بين القوى الفاعلة على الارض مثل (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي وجناحه العسكري( قوات حماية الشعب الكردية) و(النظام السوري)، من غير ان يدخل الوفد في التفاصيل . ثمة تساؤلات عديدة يطرحها مثل هذا القاء الغير مسبوق، بين جنرالات ومؤسسة طائفية. فما هي طبيعة الدور المنتظر من (المؤسسة الكنسية) في المصالحة الوطنية ؟؟.. لماذا الوفد الروسي التقى مجلس الطائفة، ولم يلتقي القوى والأحزاب والحركات السياسية السريانية الآشورية ؟؟ ما هي رؤية القيادة الروسية، وهي أكثر الدول النافذة والممسكة بالملف السوري، للمستقبل السياسي للآشوريين(سرياناً وكلداناً) لجهة الحقوق القومية ومكانهم على الخريطة السياسية لسوريا الجديدة؟؟. هل “الأرثوذكسية” الجامعة بين الروس و الكنيسة السريانية الارثوذكسية، سبباً لاختيارها من بين الكنائس الأخرى؟؟ .. ثم اليس حزب الاتحاد الديمقراطي من حلفاء النظام أو على الأقل من المقربين له وليس في حلف أعداءه؟؟ قوات الحزب قاتلت وتقاتل في اكثر من جبهة الى جانب قوات النظام؟؟.. إذا فما الحاجة لإجراء مصالحة بينه وبين النظام السوري؟؟.. ما هي التنازلات المطلوبة من حزب الاتحاد الديمقراطي في إطار هذه المصالحات؟؟. هل المطلوب من الحزب تسليم المؤسسات والدوائر الحكومية التي سيطرت عليها ميليشياته وتسليمها للدولة، كذلك المدارس الحكومية، وسحب المظاهر المسلحة من الشوارع والغاء الحواجز الأمنية التي اقامها في المدن والبلدات ومن ثم تسليم سلاحه الثقيل لجيش النظام ؟؟… بالمقابل ماذا سيقدم النظام لحزب الاتحاد وللأكراد السوريين من مكاسب سياسية وغير سياسة لقاء كل هذا؟؟؟ هل سيعترف النظام بما يسمى بـ”الإدارة الكردية” التي يعمل عليها حزب الاتحاد، كما لو أنه في سباق مع الزمن السوري، لجعلها امر واقع؟؟.. تساؤلات كثيرة من دون إجابات!!!. قد يطيب للمجلس الملي السرياني أن يقوم بدور ما في المصالحات الوطنية؟ لكن هل هو مؤهل للاضطلاع بهكذا دور وقادر على تحمل الأعباء السياسية وغير السياسية لمثل هذه المهمة في واقع سوري شائك ومتشابك، اشبه بحقل ألغام. ؟؟ ما هي “المرجعية” التي سيعود اليها مجلس الكنيسة في تحديد مواقفه ، إذا ما انخرط في المصالحات الوطنية؟؟. هل ستكون مرجعيته من داخل المؤسسة الكنسية السريانية أم سيعود لمجالس باقي الطوائف المسيحية وللأحزاب السريانية الآشورية؟؟ .. أخيراً: أعتقد بأن مجرد لقاء جنرالات روس مع مجلس الكنيسة السريانية ، هي رسالة عسكرية أكثر من كونها رسالة سياسية. بمعنى ، ربما أراد الروس تطمين السريان الآشوريين ومن خلالهم عموم مسيحي الجزيرة بأنهم قادمون وبأن الجزيرة السورية هي من ضمن مناطق النفوذ الروسي، خلافاً لتقديرات الكثير من المتابعين والمحللين للشأن السوري، بأن (الجزيرة وكامل منطقة شرق وشمال الفرات) هي من ضمن مناطق النفوذ الامريكي..
سليمان يوسف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.