بعد الزعماء العرب وحزب الله والإخوان المسلمين, بالفيديو داعش أيضاً تعتبر اسرائيل ظهيراً يؤمن جانبه! فمن يقتلون اذاً؟

وثق موقع “ماكو” العبري عملية تسلل ليلية ل #الجيش_الإسرائيلي بعمق الأراضي #السورية (شاهده بالاسفل), وذلك نقلاً عن القناة التلفزيونية الثانية, البارحة, وضمن برنامج “ستوديو الجمعة”، نفذتها وحدة “أمان” الخاصة في الاستخبارات العسكرية ، بمرافقة مقدم البرنامج ” داني كشمارو”, لجمع المعلومات عن تحركات الجماعات المسلحة التابعة للنظام والمعارضة في منطقة الجولان جنوب سوريا, وتمكنت الوحدة من التعرف على كل ما يجري داخل القرية المرصودة ومحيطها من خلال منظومة رؤية ليلية مؤتمتة ومتطورة .. ويستدل الجيش الإسرائيلي من خلال سهولة وصول عناصره الى أي نقطة يريدونها داخل الأراضي السورية على أن النظام والمجموعات المسلحة مثل داعش تأمن ظهرها لإسرائيل وتوجه بندقيتها للداخل السوري, وهذا يدل على ان لهم اهداف اخرى, هي قتل السوريين للسيطرة عليهم وفرض عليهم إرادتهم بقوة السلاح اما اسرائيل فليست بحساباتهم مع العلم انهم يصرعوننا ليل نهار بالمقاومة والممانعة وتحرير الأرض المحتلة وهذا كل كذب ورياء فقد تم كشفهم بالصوت والصورة. … الصورة من برنامج اسرائيلي عن الجنود العرب في صفوف الجيش الاسرائيلي شاهده هنا: شاهد وحدة القصاصين البدو بجيش الدفاع الاسرائيلي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هكذا تحدث يسوع الناصري عن نفسه \ حوارات في اللاهوت المسيحي 14

شخصية يسوع الناصري, تعتبر من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ وواقع الإنسانية, وهي الشخصية الوحيدة التي قسمت التاريخ
البشري إلى قسمين , ما قبل ولادة يسوع المسيح وما بعد ولادته.
وفي عصرنا الراهن يعتبر الإيمان بشخصية يسوع الناصري وتقديسها من شروط العقيدة في الديانتين الاكبر والاوسع انتشارا
على سطح الأرض (المسيحية والاسلام) مع الاختلاف في تفاصيل الإيمان و درجة التقديس.
وكما هو معلوم, فقد اختلفت النظرة التقييمية لهذه الشخصية وتباينت إلى حد كبير ومثير, حيث بلغ خصومه أقصى مدى في
السلبية ,من حيث توصيفه والصاق أبشع الاتهامات حوله, بنفس الوقت كان رد بعض أنصاره عكسيا ومناقضا ,فترقى تقييمهم لهذه الشخصية تدريجيا, حتى وصل الى التأليه وإضفاء صفة الربوبية عليه, وبين هذين الطرفين هناك ملايين البشر يعتقدون أن يسوع من اعظم الانبياء واحد أفضل
رسل الله, في حين يعتبره أتباع عقيدة (شهود يهوه) المسيحية أعظم ملك في السماء وهو يحكم بتفويض من الله رغم عدم اعتقادهم بألوهيته.
ومن أجل الوقوف على حقيقة هذا الشخص, يحتاج الباحث إلى مراجعة الجمل والعبارات التي تحدث فيها يسوع الناصري عن نفسه,
وكذلك إلى تقييم تصرفاته وافعاله, وخصوصا تلك الاقوال و الافعال الواضحة والمباشرة التي لا مجال فيها للتأويل و الشك في مدلولها.
وهنا اعاود التذكير بأهمية الأخذ في الاعتبار ان يسوع الناصري كان شاب يهودي, يعيش في مجتمع يهودي, ويستخدم عبارات
وألفاظ مفهومة ومعروفة ومتداولة ضمن ثقافة ذلك المجتمع, والسبب الذي دفعني لتكرار هذه الملاحظة, هو ان معظم الاخوة المسيحيين لا يقرأون كتابهم المقدس و يكتفون بالتقاط بعض العبارات والفقرات منه, والجمود على بعض معاني الألفاظ التي تتلائم مع عقيدتهم, مع تعمد إهمال
دلالة اللفظ في ثقافة المجتمع اليهودي الذي كان الخطاب موجها له بالدرجة الأولى
فمثلا وجدت البعض يحاول الاستدلال على ألوهية يسوع, لأنه تم توصيفه بلفظ ( رب) رغم أن أي قارئ للكتاب المقدس يدرك
ان هذه الكلمة لا تعني دائما (الإله) وكان اليهود يستخدموها لوصف السيد او المعلم احيانا , لان كلمة (رب) قد تأتي على صيغة ( الوهيم) وتعني (الإله) وقد تأتي بصيغة (ادوناي) وتعني السيد كما هو واضح في النص التالي
(قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ) متى 22\44

كذلك وجدت البعض يستدل على ألوهية يسوع بسجود التلاميذ له!! ولو أنهم قرأوا كتابهم المقدس لعرفوا أن اليهود – والذين ينتمي لهم يسوع والتلاميذ-
كانوا -أحيانا- يعبرون عن الاحترام والتبجيل المبالغ فيه بالسجود , ولا يقصدون بذلك عبادة الشخص الذي يسجدون له,كما نرى في سجود الملك سليمان لوالدته ,وسجود إخوة يوسف له, وكذلك سجود يوسف لأبيه يعقوب, وغيرها من الأمثلة الكثيرة المذكورة في الكتاب المقدس

(دخلت بثشبع إلى
الملك
سليمان، لتكلمه عن أدونيا. فقام الملك للقائها، وسجد لها. وجلس على كرسيه، ووضع كرسيًا لأم الملك، فجلست عن يمينه) (1ملوك 2: 19)
(فأتى أخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض) (تكوين 42: 6)

لقد كان يسوع الناصري شاب يهودي متحمس لخلق تغيير إصلاحي جذري في مجتمعه اليهودي, يقوض سيطرة واستغلال كهنة المعبد وأعوانهم على الدين, من اجل انصاف
غالبية المجتمع من الفقراء والبسطاء, من خلال إعادة فهم وتطبيق تعليمات الكتاب المقدس لليهود (العهد القديم) وكذلك من خلال تفعيل روح الشريعة اليهودية ( الناموس) وإحياء القيم الأخلاقية والروحية التي تضع حدا لجشع واستغلال وتسلط كهنة المعبد

وقد أعلن يسوع الناصري التزامه الواضح بشريعة قومه اليهود, وتوصيات العهد القديم وتعاليم الانبياء

(
لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل)

وكما رأينا في المقال السابق, حين أجاب يسوع الناصري تلك المرأة السامرية التي سألته عن عبادته هو وقومه, أجابها
يسوع بأنه مثل بقية قومه يعبد ويتبع الإله المعروف لديهم ( اما نحن فنسجد لما نعلم) يوحنا 4
فيسوع الناصري يتبع ويعبد الإله الذي يعبده ويعرفه جميع ابناء قومه اليهود, وهو الإله الواحد الموصوف في العهد القديم
وبالعودة إلى توصيفات هذا الإله في نصوص العهد القديم, نجد هناك تركيز كبير على وحدانيته ووجوب تخصيص العبادة له
وحده فقط, وأن هذا الإله هو (الله) الساكن في السموات, الحي الذي لا يموت ولا يتغير, وانه ليس (انسان) ولا (ابن انسان!) وهو وحده الإله , ولا يشتمل على (آخر)

(وَحْدَكِ اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ)
(أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ) سفر اشعياء 45 \ 14و5
( ليس
الله انسانا فيكذب و لا ابن انسان فيندم ) سفر العدد 23\ 19

فالله هو وحده الإله الخالق, وليس معه (آخر) وهو بمثابة (الاب) بعلاقته مع (ابنائه) المؤمنين به.

ومن خلال تتبع كلام وعبارات يسوع الناصري نجده يكرر بشكل مستمر على المستمعين له على انه (انسان) وانه (ابن إنسان)
والتي تكررت على لسانه في نصوص الأناجيل القانونية حوالي 80 مرة

(أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله) يوحنا 8 \40
(من
يقول الناس اني انا ابن الانسان؟) متى 16

ونجد يسوع كذلك يوضح علاقته بالله بشكل واضح ومباشر. وأنه (ذات) مختلفة عنه فهو (آخر) ويسوع مرسل من قبله

(الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌ) يوحنا 5\ 32
(وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي ) يوحنا 5\ 37

فالله هو الإله المستحق وحده للعبادة وليس (اخر) اما يسوع فهو رسول بعثه الله (الآب )والذي هو (آخر) بالنسبة ليسوع.
وهذا الرسول المبعوث من قبل الله (الآب) لليهود – والذين يعتبرون انفسهم جميعا بمثابة أبناء الله الذين يرتبطون معه بعلاقة الأبوة والبنوة بالمعنى
المجازي- قد حدد بشكل واضح لا يقبل اللبس طريق الخلاص ونيل الحياة الابدية

(وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ
الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ) يوحنا 17\ 3
وكلام يسوع الناصري هنا واضح ومباشر وسهل جدا على الفهم!

الله (الآب) هو (وحده الإله الحقيقي) المستحق للعبادة, ويسوع هو المسيح الذي (أرسله) الله وكل من يقر بهذه
الحقيقة ويقبلها, فهو مستحق للحياة الابدية, لان اتباع وطاعة يسوع (المرسل) من الله بالحق ونور الهداية هو (الطريق) الوحيد الذي يتوجب على قومه اليهود أن يسلكوه من أجل الوصول إلى مرضاة الله واستحقاق الحياة الأبدية, من خلال الإيمان القويم المختلف عن الإيمان المزيف
و الطقوسي, الذي اجتهد الكهنة في ترسيخه في أذهان الناس, من أجل مصالحهم الدنيوية

(أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلاّ بي)

واللافت أننا نجد في نصوص الأناجيل, ان يسوع الناصري يغرس في أذهان تلاميذه بشكل مكثف انه مثلهم, وأن الله هو (إلهه) مثلما هو(الههم) وأن الله
هو (أباهم) مثلما هو (أباه)

(إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ) يوحنا 20\ 17

فهو مثلهم, انسان لا يستطيع عمل شئ من نفسه, وإنما ينفذ مشيئة الله (الآب) الذي( أرسله) وجعله طريق للهداية,
من خلال تبليغ الناس رسالة وتعاليم الرب وتوضيح الحق لهم, من اجل ان يؤمنوا ويحصلوا على الحياة الخالدة

(أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ
مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)

(تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي) يوحنا 5\30

وبالاضافة الى تركيز يسوع الناصري على التأكيد للناس أنه (إنسان) أرسله الله(الآب) من أجل تخليص مجتمعه من الضلال وهدايتهم بنور الحق إلى طريق الإيمان
القويم , رأينا – في المقال السابق – تلاميذ يسوع والناس الذين صدقوه واتبعوه , يخاطبونه ويتعاملون معه على أنه نبي مبارك ومسدد من الله
( قد قام فينا نبي عظيم) وانه ( هو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم) يوحنا 6\14

وهو الأمر الذي رضيه يسوع منهم ,ولم يعترض عليهم, بل وجدنا يسوع نفسه يؤكد ذلك, ويكرر على اتباعه انه النبي (الماشيح) الذي اصطفاه الله ومسحه بالزيت
المقدس, فقد اعلن يسوع بنفسه وبشكل صريح انه ( الماشيح) وأنه (نبي)

( بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ، لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ!) لوقا
13\33
(فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ) متى 13\ 57

ولم يكتف يسوع الناصري بالإعلان الصريح الواضح على انه (انسان نبي) وأنه ( المسيح) المرسل من الله الذي أيده بآيات ومعاجز لينقذ الناس من الانحراف
والضلال, بل نجده كذلك يقوم بأفعال وتصرفات تؤكد هذا المعنى, فتارة يقوم بالتضرع الى الله , شاكرا وممجدا له ,وسائلا منه ان يحقق على يديه معجزة إحياء الشاب الميت (لعازر) ليكون ذلك سببا في إيمان الناس وتصديقهم له

(فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ
سَمِعْتَ لِي،
وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي)
يوحنا 11\ 41

وتارة يقوم يسوع بالدعاء والتضرع والتوسل إلى الله وهو يتصبب عرقا ويطلب منه أن ينقذه و يعينه في محنته

( ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ،
وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ) متى 26\39

و مع كل هذه الإعلانات الصريحة بالقول والفعل ,من يسوع الناصري, والتي تؤكد على (بشريته) و(مسيحانيته), وانه نبي مرسل من الله الإله الواحد, وتؤكد
عبودية يسوع وافتقاره إلى الله , لا يوجد في الكتاب المقدس اي جملة او عبارة صريحة يقول فيها يسوع انه ( الله) او ان الله (تجسد) فيه!
ومع كثرة تمجيده وتقديسه لخالقه ( الله الآب), لم يرد على لسان يسوع ابدا, انه ( الله الابن) او ( الله الكلمة), ولم يذكر يسوع الناصري ولا جملة
واحدة عن (اللاهوت الذي حل بالناسوت) ولا عن الأقانيم الثلاثة, ولا عن (الجوهر الواحد) المكون للثلاث اشخاص المختلفين, الذين شكل منهم- لاحقا- آباء الكنيسة الصورة الجديدة المستحدثة عن (الله) الذي حل في الجسد ولم يفارقه طرفة عين ابدا!!
رغم أن السادة كتبة الأناجيل ذكروا أن يسوع الناصري في آخر لحظات حياته على الصليب كان يصرخ متألما
(الهي الهي….لماذا تركتني!!)
و لا نعلم هل خفي على يسوع أن (اللاهوت) لايمكن ان يتركه أو يفارقه ابدا؟!!, أم أن يسوع اصلا لا يعرف شيئا عن تأويلات واستنتاجات اللاهوتيين المسيحيين
المبررة لشرعنة وعقلنة وثنية عبادة (الإنسان) بدلا من خالق ذلك الإنسان؟!

ان الادعاء بحلول جزء من قداسة (اللاهوت) في المعبود (المشخص) أو (المجسد) هي دعوى مشتركة لدى جميع المعتقدين بأفكار وثنية تؤسس لعقائد تؤدي الى
عبادة (إنسان) او(صنم) او تقديس (بقرة) وغيرها من الاعتقادات المتنوعة, فنجد جميع معتنقي هذه الأفكار يبررون تاليههم لمعبودهم (المجسم) من خلال الادعاء أن (اللاهوت) قد حل في (الناسوت) أو (الصنموت) ..وربما ( البقروت!!)….و الله اعلم !!

د. جعفر الحكيم

Posted in فكر حر | Leave a comment

2- آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود أحد الكنوز – كنوز المسيحيين

كنزك هو ما يخرج من ملكيتك و ليس ما يدخل إليها.هكذا بدل الرب يسوع مقاييسنا.كنزك يتضخم حين لا يكن في حوزتك.حين تنفقه يصل ليد المسيح.يسبقك و يستوطن السماء. ما نكنزه هنا هو سبب فقرنا و ليس سبب غنانا.ما نكنزه هو للسارقين و الفساد.لكن ما نعطه ليس قابلاً للسرقة أو الإتلاف.ما نعطه يبقي و ما نتمسك به يفني .هكذا صارت العظة من فم الرب تغير ما يعتقده الناس ها هو رب المجد يرتقى بالغني من الأرضي إلي السماوى و بالكنوز من التي تفسد إلى غير الفاسدة .المسيح يصعد بنا على جبل العظة بأدوات أعطاها لنا. عرفناها من كلماته المقدسة لكي لا نظن أنه من الصعب الصعود إلى فوق رغم أن هذا ضد الطبيعة الترابية.على الجبل تتصحح لنا مفاهيم الغنى و تنكشف اسباب الفقر و سيطرة اللصوص و الفساد.
ينقب السارقون في الإنسان العتيق
كان في القديم بيوت الناس من طين .و كان اللصوص يجدون سهولة في ثقب الجدار.لعلنا نتذكر أصحاب المفلوج الذين نقبوا السقف بسهولة لكي ينزلوا بصديقهم قدام المسيح.مر 2 :1-12. ما هو البيت الذى من الطين الذي يسهل علي السارقين أن ينقبوه و يتسربوا داخله و يسرقون منه أغلى ملكياتنا.البيت الطيني هو أنا و أنت و كل إنسان .ألسنا من الطين قد جُبلنا؟ البيت الطيني هو الإنسان الترابي و ليس المولود من فوق. و ما الذي ينقب البيت.هو أن يبقي طيناً دون أن يتغطي بحماية تمنع الناقبون عن نقبه. لذلك أمر الرب في القديم أن يتغطي المذبح الخشبى بالذهب. و مع أنه مذبح من خشب خر 30 إلا أن الله يدعوه مذبح الذهب خر 39 نعم لأن الإنسان الترابى إذا إكتسي بالمسيح ينسى ما كان قديماً و ينسب إلى ما صار إليه جديداً .فلا يعود ترابى بل سماوى لأنه قد ولد من السماء بالروح القدس و لبس المسيح السماوى..هذا السماوى لا ينقبه السارقون لأنه ليس من طين بل من الروح القدس قد وُلد. .هكذا يتوقف الناقبون و السارقون قدامنا عاجزين .و لا يعد ظاهراً للناس طين أو تراب بل مسيح و إنجيل حى.و هل هذان يفسدان؟ إنه غير الفاسد.مع أن البيت فى الأصل طين و الإناء الخزفى في الأصل للهوان لكن وقتما نكتسي بالمسيح يصير الطين إنساناً جديداً ويصير الإناء للمجد 2 كو 4 : 7.وقتها حتى الثعالب الصغيرة لن تجد منفذاً .الإنسان الجديد غير قابل للنهب أما الإنسان العتيق الترابى فينقبه السارقون و يتسللون بغنيمتهم بكل يسر.
حيث كنزك هناك قلبك
في مثل الغني لو 16 مع أن الرجل كان غنياً لكنه كان خائفاً من المستقبل و كان يطمئن نفسه بنفسه كل يوم متكلاَ على كنوزه الوفيرة في مخازنه .لم يكن يدرى أن لا مستقبل له سوى بضع ساعات حتي الليل.حينها مات و ذهب الغني و ذهب غناه كلاهما إلى الضياع فلا علمنا مَن هذا الغني المجهول لكننا علمنا مَن هو لعازر الذى حملته الملائكة.ليس لأنه كان فقيراً لكن لأنه كان على المسيح متكلاً.لذلك إدخر كنزه في قلبه .حيث ذهب الغني ذهب كنزه معه. و حيث إتكل لعازر ذهب أيضاً.فالغني هو كل من أغلق قلبه عن إخوته و عاش لنفسه . الآن أنت حى بعد.أخوتك يحومون حولك في كل لحظة هؤلاء ضعهم في شبكة محبتك.إقتنص الفرص لتحويل العملة التي تملكها من أرضية إلي سماوية.ففى السماء لا يتداولون سوى الحب.حول كل شيء إلي حب.المال و الصحة و المواهب و النفوذ و السلطة و الفقر و الغني والمعرفة و اللغة .كل ما يصير حباً يصير كنزاً سماوياً.هذا رصيدك الوحيد المتداول سمائياً المحبة .إلي السماء تسبقك.تسبق صلاتك أيضاً فتصعد لمصدر الحب فالحب صلاة.. الحب وحده كنزك.متى ملأ الحب قلبك صرت أغنى الناس. أنت غني بمقدار ما تحب و ليس بمقدار ما تجمع.أنت سماوي بقدر ما تتاجر و تربح محبة و نفوس للمسيح .بحب المسيح تتاجر و تستثمر حب الناس للمسيح فيصير لك أكاليلاً و نعمة.مشكلة الغني الغبى لم تكن في كثرة غناه بل في إنعدام محبته.فالفقر فقر محبة و الغني غني محبة.
الكنز و العين
ما هى العين البسيطة إلا عين المسيح . لإنه إذا كانت عينك مسيحاً فجسدك كله يملأه الروح القدس. ما هو القلب المستنير إلا الذى يسكنه الروح القدس. لا يوجد قلب مستنير بغير عين بسيطة لأنه لا يوجد روح بدون مسيح . .إذا أخذت الكنز السماوى أى الروح تأخذ معه عيناً سمائية أى المسيح .تنظر للناس كالمسيح.ترى الأحداث بعينيه. تكون عين المسيح وسيلة إتصالك بالناس لذلك لا يصيبك إنذهال أو صدمة و لا زهو أو غرور.فليس في عين المسيح خوف أو تباهى.إذا سمعت المسيح يتكلم عن الجسد النير فهو يتكلم عن عودتنا للإنسان الجديد الذى إقتنيناه من المعمودية.و إذا سمعته يتكلم عن الظلام فهو يقصد الإنسان الطيني الذى لم يلبس المسيح و لم يسكنه روح الله فبقى على هوانه و ظلامه.
الإنسان العتيق يخدم التراب و ينشغل بالأرضيات التي منها أتى و إليها ينتمى.أما الإنسان الجديد فهو منشغل بالله و يتبحر في وصاياه بعشق لمعشوق.العتيق يحب الأخذ و لا يكتف بشيء مهما أضناه الطمع .الجديد يعط بتلذذ لأنه يقلد سيده. لا يمكن أن تكون الإثنين معاً العتيق و الجديد لأنه ليس لك قلبين بل قلب واحد و هو يحركك..فالإنسان الجديد ينتمي للمسيح و يخدمه أما العتيق فينتمى للترابيات و يخدمها .لذلك يقول السيد الرب أنه لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين..يلزمنا أن ننتبه و نسأل أنفسنا.من نحن؟ هل نعيش العتيق أم الجديد؟ و من ثمارهم تعرفونهم.فالعتيق يظلم القلب و العقل و يصد عنك الفضائل و يقسى القلب كالخزف.بينما الجديد يعيش المسيح و مع المسيح كل لحظة لذلك فالحب طبيعته, اللين فطرته,الرحمة منهجه و البر في لغته.تَعرف من أنت إذا عرفت مَن يشغلك.أعتيق أنت أم جديد؟

لا تهتموا بشيء
الأكل و الشرب و اللبس هو للعتيق.الهم هم العتيق.إنه مأخوذ من دنيا أصابها الضيق في كل شيء.الشكوى لغة العتيق.التذمر سلوك العتيق.كل هذه هموماً يحملها العتيق و يريدك أن تحملها له.أما المسيح فيحرر من كل هَم.لأنه صنع فينا إنساناً منتسباً إليه هو إنسان المسيح الكامل. يصير المسيح له متفرغاً.حاملاً لأثقاله.متكفلاً بإحتياجاته.تماما كما تفعل النباتات و الطيور و بقية الخليقة.إنها مرتمية بالكمال إتكالاً على خالقها.أنت مولود المسيح المدلل.يحمل كل ما تحتاجه و ما ستحتاجه على عاتقه.يجعلك لا تستصعب الإتكال عليه لأنك إنسانه الجديد.فالذى يُحَملك الهم عدو بداخلك ينبغي طرده.الذى ينشر فيك الكآبة خصمٌ لا يسعده سلامك فإنتصر عليه بسلام المسيح و رجاء الروح القدس.لا تهتم بما للعتيق بل بما للجديد و الرب سيتولى تجديدك يوما فيوم حتي تصل إلي الكمال.إن للثالوث خطة لتطهيرك و تنقيتك و ترقيتك حتي تتحد به بغير عائق.فأترك ذاتك خارجاً فهى أكثر العوائق تعطيلاً لخطة الثالوث.إنتمى في تصرفاتك لإنجيل المسيح لأنه يصبغك بصبغة السمائيين.آه لو تعلم كم أنت غال على قلبه ؟لكنت لا تتردد لحظة في التمسك به حتي يلوح فجر الأبدية و تكون بركة.
طيور السماء لا تكف عن الصعود و لا تسكن الأرض فكن مثلها.زنابق الحقل لا تباهى أحد بجمالها فكن مثلها.عشب الأرض لا يكف عن النمو فكن مثله.بهذا تصير لك صفات المسيح.سمو و جمال مع إتضاع و كمال دائم هذا كله يصير لنا بالنمو في المحبة.
أنا لحبيبي و حبيبي لى
يا غِناى و يا غُناى أيها الحبيب الذى حبه لم يدعني معوزاً لأحد غيره.أنت كنزى أنا الفقير لكنني لم أعد فقيراً بعدك.حين وهبتي روحك صار الجود كله يسكنني.و غمرة الإحسانات تشملني. حين صرت لى صارت كل العطايا ملكاً لى.أنا إبن الثالوث.أنا صناعة الله كثير الغني و الكرم.أنا إبن الخزاف الذى يعرف كيف يصنع من الطين أوان للمجد.و يجعل المنازل السمائية تتزين بأولاده .
أنا طير ضعيف الأجنحة فإحملني علي منكبيك أيها النسر العظيم و علمني السباحة نحو العلو.أنا زنبقة قد تنمو اليوم و تدهس غداً لكنني في يدك أحيا مجدداً و لا يتشوه الجمال الذى راح لأنه يعود فيصير على صورتك و جمالك.أنا عشب للدوس .اصير غذاءاً لمن صارت طبيعتهم حيوانية.لكن هذا العشب المأكول يتحول إلى شعب كثير بيدك.و أنت تأكل الذين يأكلونهم .تسترد الحقوق كاملة .و هذا العشب قصير العمر يترنم بالأبدية.فأنا لست عشباً للهلاك .يدوسنى الناس لأجلك و لأجلك أنا أصمت و اشكر و أغفر و أحب.لكن رجاءى فيك لا يخبو يا مانح العشب الضعيف عمراً أبدياً.
جدد فيً قلب كقلبك.لغةً كلغتك.ألبسنى من جديد فأكون جاهزاً بثوب العرس.و حين لا أجد كنوزا تسبقني إليك أجد دمك يفوق كل الكنوز.و تتصدر بشخصك الشفيع محاكمتى قدام الآب و تعلن له أنني مبارك بسببك.و أنني مختار بروحك.و أنني مستحق بغفرانك.و أن الفرح ينتظرنى من جودك و فداءك السخى.لا تتركني وحدى و لا بعد أن اسكن السماء لأني سأبقى مشتاق إلى حب لا أعرفه الآن.و ستتملكني إشتياقات لا أدركها هنا.يا حبيبي ستبقى حبيبي .حتي و أنا في حضنك سأشتاق إليك و لا أشبع.
#Oliver_the_writer

Posted in فكر حر | Leave a comment

شاهد الناشطة السورية نداء عبد الرحمن كيف تسخر من حالة اللاجئين

شاهد الناشطة السورية نداء عبد الرحمن كيف تسخر من حالة اللاجئين

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

عن جد غبي هالنظام

عن جد غبي هالنظام بهدل حالو و صار مجرم و قتل و عذب و اعتقل فقط لانو خاف ان ينجح احد المعارضين المأجورين في جنيف ان يجلس مكانه بانتخابات ديمقراطية .. عن جد غبي لو كان تارك اعلام حر لكانوا انكشفوا أصلا اغلبهم لا يجيدون النقاش و لا رأي لهم . فأغلبهم تلاميذه و ترباية عصاباته و اغلبهم انشقوا عنه و لو كان تارك حرية اعلام و لو كان ما قاتل الناس و معذبهم لكانوا سقطوا هؤلاء لان جشعهم واضح و لكان ظهر حجم قلة أخلاقهم و ضحالتهم : من ؟ اعشيقة الملك فهد ام عشيقة ابن الخولي ؟ ام عشيقات علي مملوك اللواتي سيطرحن برنامج اصلاحي ؟ ام المافيات ام موظفي الدول الأجنبية و الحقيقة انو الديمقراطية كانت كفيلة بان تضع كل في حجمه الطبيعي .. و لكن هكذا يكون الغباء في دول العالم الثالث.. و لقد وضع النظام سوريا في مأزق بعد العنف الذي سببه .. و أصبحت عملية الإصلاح مستحيلة ..

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أثر الكهنوت العباسى فى تأليه الخليفة العباسى فى عصر ضعف الخلفاء العباسيين

أحمد صبحى منصور
أثر الكهنوت العباسى فى تأليه الخليفة العباسى فى عصر ضعف الخلفاء العباسيين
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية
الباب الأول : الأرضية التاريخية لنشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية
الفصل الرابع: تطور أديان المسلمين الأرضية فى العصر العباسى ( 132 ـ 658 هجرية ) (750-1258م )
أثر الكهنوت العباسى فى تأليه الخليفة العباسى فى عصر ضعف الخلفاء العباسيين
تعاظم الكهنوت العباسى فى العصر العباسى الثانى
1 ـ تعرضنا لإعلان أبى جعفر المنصور أنه : (.. سلطان الله في ارضه.. وخازنه علي فيئه (ماله) أقسمه بارادته وأعطيه بأذنه .) (تاريخ الطبرى 9 / 297 )، وقلنا إنه أول من أعلن مذهب الحاكمية الثيوقراطية ، أو الحكم الالهى المقدس:
( The Divine rights of kings )
الشائع وقتها فى العصور الوسطى،أو الحاكم الذى يحكم باسم الله تعالى ويستمد سلطته من الله وليس من الناس ، ويكون مسئولا ليس أمام الناس ولكن أمام الله تعالى فقط يوم القيامة.. وذكرنا دوره فى تأسيس هذا الكهنوت السياسى العباسى على أحاديث موضوعة ومنامات أو وحى مزعوم . وبعده تكاثرت هذه الأحاديث التى تؤكد بقاء الخلافة العباسية حتى قيام الساعة ، وصار هذا من معالم ( الدين العباسى ) .

2 ـ بمرور الزمن تطورت وتسيدت الديانات الأرضية فى العصر العباسى الثانى من تشيع وتصوف ،وتكاثر تأليه الأولياء والأئمة من الصوفية والفقهاء وما سمُّوهم ( آل البيت ). وإذا كان مقبولا تقديس بعض العوام وجعلهم أولياء كما فى دين التصوف فمن المقبول أكثر تقديس الخليفة العباسى .
3 ــ ومن الغريب أن يتعاظم الكهنوت العباسى الدينى مع ضعف الخلفاء العباسيين ، أو أن تقوى ( الخلافة العباسية ) بنفوذها الدينى الكهنوتى ، أو ما يسمى ب ( النفوذ الروحى ) فى الوقت الذى ضعُفت فيه ( الدولة العباسية ) وإنحسر فيه نفوذ الخليفة السياسى والعسكرى. 4 ـ وقع الخلفاء العباسيون تحت سيطرة السلاطين البويهيين الذين سيطروا على الدولة العباسية أكثر من قرن، ( 334 ـ 447 ). ومع أنهم كانوا شيعة حسب المعتقد إلا إنهم إحتاجوا الى النفوذ ( الروحى ) للخلافة العباسية ــ الذى تركز فى العصر وقتها ــ لكى يحكموا بإسمها . إستمر تعاظم هذا النفوذ الكهنوتى العباسى للخلافة العباسية بمرور الزمن ، خصوصا عندما حكم الأتراك السلاجقة الدولة العباسية وأملاكها فى الشرق والشرق الأوسط ، كان السلاجقة سنيين متعصبين ، وخلال أجيال متعاقبة من طغرلبك وملكشاه وسنجر حكم السلاجقة من 1038 الى 1157 أداروا حكمهم بتقليد وتفويض من الخلافة العباسية وكهنوتها الدينى .
5 ــ بإختصار تراجع الكهنوت السياسى العباسى الذى أرساه أبو جعفر المنصور وتعاظم بديلا له الكهنوت الدينى العباسى . ونعطى لذلك مشهدين تاريخيين : فى عهد السلطان البويهى عضد الدولة أقوى سلاطين بنى بويه، وفى عهد السلطان السلجوقى طغرل بك، أقوى سلاطين السلاجقة .
المشهد الأول :
الزمان : عام 369 .
المكان : قصر الخلافة العباسية ( الحضرة )
الأبطال : الخليفة العباسى ( الضعيف ) الطائع لله . السلطان البويهى المتجبّر عضد الدولة البويهى .
شخصيات أخرى : تتبع الخليفة وتتبع عضد الدولة .
الموضوع : عضد الدولة يطلب من الخليفة الطائع أن يزيد فى لقبه وصفا جديدا ليزداد طغيانه ، ويتم منحه هذا الوصف الجديد فى إحتفال كهنوتى عباسى جرى وفق طقوس يتضح منها تأليه الخليفة العباسى وقتها .
المصدر : تاريخ ابن الجوزى ( المنتظم ) ح 14 عام 369 .
ملاحظة : ننقل النّص التاريخى كما هو ، ومطلوب التمعُّن فيه لنتعرف على طقوس عبادة وتأليه الخلافة العباسية وقتها .
يروى ابن الجوزى : ( وسأل عضد الدولة الطائع في مورده الثاني إلى الحضرة ( أى الحضرة العباسية المقدسة ) أن يزيد في لقبه تاج الملة ويجدّد الخلع عليه ويلبسه التاج والحلي المرصع بالجواهر فأجابه إلى ذلك . وجلس الطائع على سرير الخلافة في صدر صحن السلام ، وحوله من خدمه الخواص نحو مائة بالمناطق والسيوف والزينة ، وبين يديه مصحف عثمان وعلى كتفيه البردة وبيده القضيب ، وهو متقلد سيف النبي صلى الله عليه وسلم . وضرب ستارة بعثها عضد الدولة وسأل أن يكون حجابًا للطائع حتى لا يقع عليه عين أحد من الجند قبله . ودخل الأتراك والديلم ولم يكن مع أحد منهم حديد ، ووقف الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين. فلما وصل عضد الدولة أوذن به الطائع ، فأذن له ، فدخل ، فأمر برفع الستارة ، فقيل لعضد الدولة‏:‏ ” قد وقع طرفه عليك فقبل الأرض .! ” ، ولم يقبلها أحد ممن معه تسلمًا للرقبة في تقبيل الأرض إليه ، فارتاع زياد من بين القواد لما شاهد وقال بالفارسية‏:‏ ” ما هذا أيها الملك ؟ أهذا هو الله عز وجل ؟ ” . فالتفت الى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف وقال له‏:‏ ” فهّمه، وقل له‏:‏ هذا خليفة الله في الأرض. “
ثم استمر يمشي ويقبل الأرض تسع مرات، والتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال له‏:‏ ” استدنه‏” .‏ فصعد عضد الدولة وقبل الأرض دفعتين. فقال له الطائع‏:‏ ” إدنُ إلي ، ادن إلي . ” فدنا ، وأكبّ ، وقبّل رجله ، وثنى الطائع يمينه عليه ، وكان بين يديه سريره مما يلي الجانب الأيمن للكرسي ، ولم يجلس. فقال له ثانيًا‏:‏” إجلس .” فأومأ ، ولم يجلس ، فقال له : ” أقسمت عليك لتجلسنّ . ” فقبّل الكرسي ، وجلس . فقال له الطائع‏:‏ ” ما كان أشوقنا إليك وأتوقنا إلى مفاوضتك‏.‏” فقال‏:‏ ” عذري معلوم‏.!”. فقال‏:‏ ” نيّتك موثوق بها وعقيدتك مسكون إليها‏.‏” . وأومأ برأسه ، ثم قال له الطائع‏:‏ ” قد رأيت أن أفوض إليك ما وكّل الله تعالى إلي من أمور الرعية في شرق الأرض وغربها وتدبيرها في جميع جهاتها سوى خاصتي وأسبابي وما وراء بابي ، فتول ذلك مستخيرًا بالله تعالى‏.‏” . فقال له عضد الدولة‏:‏ ” يعينني الله عز وجل على طاعة مولانا وخدمته . وأريد المطهر وعبد العزيز ووجوه القواد الذين دخلوا معي أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين‏.‏” ، فأذنوا . وقال الطائع‏:‏ ” هاتوا الحسين بن موسى ومحمد بن عمرو بن معروف وابن أم شيبان والزيني . ” فقدموا ، فأعاد الطائع لله القول بالتفويض إليه والتعويل عليه. ثم التفت إلى طريف الخادم فقال‏:‏ ” يا طريف ، يُفاضُ عليه الخلع ويُتوّج‏.‏” ، فنهض عضد الدولة إلى الرواق ، فألبس الخلع، فخرج ، فأومأ ليقبل الأرض، فلم يطق ، فقال له الطائع‏:‏ ” حسبك حسبك‏.” ، وأمره بالجلوس على الكرسي ، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته ، فقدم لواءان. واستخار الطائع لله الله عز وجل وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعقدهما ثم قال‏:‏ ” يُقرأ كتابه‏.‏”. فقُرأ . فقال له الطائع‏:‏” خار الله لنا ولك وللمسلمين ، آمرك بما أمرك الله به‏ ، وأنهاك عما نهاك الله عنه ، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك. انهض على اسم الله‏.‏” . وأخذ الطائع سيفًا كان بين المخدتين اللتين تليانه ، فقلده إياه ، مضافًا إلى السيف الذي قلده مع الخلعة. ولما أراد عضد الدولة أن ينصرف قال للطائع‏:‏ ” إني أتطير أن أعود على عقبي فأسأل أن يؤمر بفتح هذا الباب لي‏.‏” فأُذن في ذلك . وشاهد في الحال نحو ثلثمائة صانع قد أعدهم عضد الدولة ، حتى هيئ للفرس مسقال، وركب وسار الجيش وسار في البلد‏.‏).
المشهد الثانى :
الزمان : عام 369 .
المكان : قصر الخلافة العباسية ( الحضرة )
الأبطال :الخليفة العباسى ( الضعيف ) القائم بالله.السلطان السلجوقى المتجبّر:(طغرلبـك ) .
شخصيات أخرى : تتبع الخليفة القائم وتتبع طغرلبك .
الموضوع : طغرلبك يطلب من الخليفة القائم تفويضا بالحكم . ويتم منحه هذا التفويض فى إحتفال كهنوتى عباسى جرى وفق طقوس يتضح منها تأليه الخليفة العباسى وقتها .
المصدر : تاريخ ابن الجوزى ( المنتظم ) ح 16 عام 449
ملاحظة : ننقل النّص التاريخى كما هو ، ومطلوب التمعُّن فيه لنتعرف على طقوس تأليه وعبادة الخلافة العباسية وقتها .
يروى ابن الجوزى : ( وفـي هـذه السنـة‏:‏ لقـي السلطـان طغرلبـك الخليفة القائم بالله ، وكان السلطان يسأل في ذلك إلى أن تقـرر كـون هـذا في ذي القعدة. فجلس رئيس الرؤساء في صدر رواق صحن السلام وبين يديه الحجّاب ، ثم استدعى نقيبي العباسيين والعلويين وقاضي القضاة والشهود . فلما تضاحى النهار كتـب إلـى السلطـان طغرلبـك بمـا مضمونـه الإذن عن أمير المؤمنين في الحضور. فأنقذ ذلك مع ابني المأمون الهاشميين ومن خدم الخواص خادمين ومن الحجّاب حاجبين . ولما وُوفق السلطان على ذلـك نزل في الطيار ( سفينة نهرية سريعة ) وكان قد زيّن ، وأنفذ إليه، فانحدر ، ومعه عدة زبازب سميريات ( سفن صغيرة ) وعلى الظهر فيلان ( إثنين من الفيلة ) يسيـران بـإزاء الطيـار . فدخل الدار والأولاد والأمراء والملوك يمشون بين يديه ونحو خمسمائة غلام تُـرك ، فلمـا وصـل إلى باب دهليز صحن السلام ، وقف طويلًا على فرسه حتى فتح له ، ونزل فدخل إلى الصحن ، ومشى وخرج رئيس الرؤساء إلى وسطه ، فتلقاه ، فدخل على أمير المؤمنين وهو على سرير عال من الأرض نحو سبعة أذرع ، عليه قميص وعمامة مصمتان ، وعلى منكبه بـردة النبـي صلـى اللـه وعليـه وسلـم ، وبيـده القطيـب. فحيـن شاهـد السلطـان أميـر المؤمنين قبّل الأرض دفعات . فلما دنا من مجلس الخليفة صعد رئيس الرؤساء إلى سرير لطيف دون ذلك السرير بنحو قامة، وقال له أميـر المؤمنيـن‏:‏ ” أصعـد ركـن الديـن إليـك وليكـن معـه محمـد بـن منصـور الكنـدري‏.‏” ، فأصعدهما إليه وتقدم ، وطُرح كرسي جلس عليه ، وقال أمير المؤمنين لرئيس الرؤساء‏:‏ ” قل له يا علي‏:‏ أمير المؤمنين حامد لسعيك شاكر لفضلك آنس بقربك زائد الشغف بك . وقـد ولاّك جميع ما ولاه تعالى من بلاده ، ورد إليك فيه مراعاة عبادة ، فاتق الله فيما ولاّك ، واعرف نعمته عليك وعبدك في ذلك ، واجتهد في عمارة البلاد ومصالح العباد ونشر العـدل وكـفّ الظلم‏.‏” . ففسّر له عميد الملك القول ، فقام وقبّل الأرض، وقال‏:‏ ” أنا خادم أمير المؤمنين وعبده، ومتصرف على أمره ونهيه ، ومتشرف بما أهلني له واستخدمني فيـه. ومـن اللـه تعالـى استهـداء المعونـة والتوفيق‏.‏” . واستـأذن أميـر المؤمنيـن فـي أن ينهـض ويُحمـل إلـى حيـث تُفـاض الخلـع ( لبس التشريف ) عليـه . فنـزل إلـى بيـت في جانب البهو ، ودخل معه عميد الملك ، فأُلبس الخُلع ، وهي سبع خلع في زي واحد . وتُرك التاج على رأسه . وعاد ، فجلس بين يدي أمير المؤمنين سيفًا . ورام تقبيل الأرض ، فلم يتمكن لأجل التاج ، وأخـرج أميـر المؤمنيـن سيفـًا من ين يديه فقلّده إياه، وخاطبه بملك المشرق والمغرب . واستدعى ألوية وكانـت ثلاثـة‏:‏ اثنـان خمريـة بكتائـب صفـر وآخـر بكتائب مذهبة سمي لواء الحمد، فعقد منهم أمير المؤمنين لواء الحمد بيده . وأحضر العهد فقال‏:‏ ” يسلم إليه، ويقال له‏:‏ يقرأ عليك عهدنا إليك ويفسر لك لتعمل بموجبه وبمقتضى ما أمرنا به . خار الله لنا ولك وللمسلمين فيما فعلنا وأبرمناه . آمرك بما أمرك الله به وأنهاك عما نهاك الله عنـه ، وهـذا منصـور بـن أحمـد نائبنـا لديـك وصاحبنـا وخليفتنا عندك ووديعتنا ، فاحتفظ به وراعه ، فإنه الثقة السديد والأمين الرشيد وانهض على اسم الله تعالى مصاحبًا محروسًا‏.‏” .وكان من السلطان طغرلبك في كل فصل يُفصّل له من الشكر وتقبيل الأرض ما نمّ عن حُسن طاعتـه وصـادق محبتـه. وسـأل مصافحتـه باليـد الشريفة، فأعطاه أمير المؤمنين يده دفعتين، قبل لبسه الخلـع ، وعند انصرافه من حضرته، وهو يقبّلها ويضعها على عينيه. ودخل جميع من في الدار من الأكابر والأصاغر إلى المكان فشاهدوا تلك الحال .وخرج إلى صحن دار السلام ، فسار والخيل والألوية أمامه . ولما خرجت الألوية رفعت من سطح صحن السلام وحطت على روشن بيت النوبـة ، ومنـه إلـى الطيـار لئـلا تخـرج فـي الأبـواب فتُنكّـس،ومضـى. وهنـأه عـن الخليفة ، وقال له‏:‏ ” إن أمير المؤمنين يأمرك أن تجلس للهناء بما أفاضه عليك من نعمة وولاك من خدمته وحمل إليه خلعة. ” فقـام وقبّل الأرض ، وقال‏:‏” قد أهّلني أمير المؤمنين لرتبة يستنفذ شكري ويستعبدني بما بقي من عمـري . ” وأتـاه بسـدة مذهبـه وقـال لـه‏:‏ ” أمير المؤمنين يأمرك أن تلبس هذا التشريف وتجلس في هذا الدست وتأذن للناس ليشهدوا ما تواتر من إنعامه فيبتهج الولي وينقمع العدو‏.‏”)

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (4)

فاطمة ناعوت
سعيدةٌ بالتفاعل الراقي الرصين البعيد عن الإسفاف، الدائر في خانات التعليقات، بين الدكتور طبيب الأسنان هاني شنودة (صاحب الرسالة التي أنشرها بنافذتي هنا)، وبين قراء “اليوم السابع” الأجلاء. ولاضطراري في المقال السابق، بسبب ضيق المساحة، لاجتزاء النقطة رقم (6) بسبب طولها، ما أحدث نقصًا في المعنى، فإنني أنشرها اليوم كاملة.
***
6- يستنكر القرآنُ الكريم قول َاليهود إنهم قتلوا يقينًا السيدَ المسيحَ عليه السلام. جاء في سورة النساء على لسان اليهود: “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.” النساء 157. تتمحور كتبُ التفسير حول ما أسموه: “الشبيه”. واقتبس المفسرون في هذا الكثيرَ من أقوال الصحابة والتابعين. وكيف لهؤلاء أن يعرفوا شيئًا عن حدثٍ جرى قبل ميلادهم بحوالي ستة قرون؟ إلا إذا قال أحدٌ إنما كان يوحى إليهم. وتتعدد الرواياتُ في هذا الأمر، وتتضارب.
فمنهم من قال إن عيسى قال لأصحابه: “مَن يشترى نفسَه منكم اليومَ بالجنة؟” فقال رجلٌ منهم: “أنا.” فخرج إليهم فقال: “أنا عيسى”؛ وقد صورّه الُله على صورة عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه. لاحِظوا أن العرب كانوا يصلبون القتلى تشفّيًا فيهم؛ ولهذا يقول القرآن: “وما قتلوه وما صلبوه”، بينما كان الرومانُ في عهد السيد المسيح يصلبون المحكومَ عليه وهو مازال حيًّا، فيموت بعدئذ على الصليب. ولهذا قال بطرس لليهود: “وبأيدٍ أثمةٍ صلبتموه وقتلتموه.” أعمال 23:2.
وقال آخرون: “صلبوا رجلا شبّهوه بعيسى يحسبونه إياه.” وقال آخرون: “إن الله ألقى بشبه عيسى على رجل كان ينافقه. فلما أرادوا قتله قال: أنا أدلّكم عليه فدخل بيت عيسى فرُفِع عيسى وأُلقى شبهُه على المنافق؛ فدخلوا عليه وقتلوه وهم يظنون أنه عيسى.” نلاحظ أن الآية 157 من سورة “النساء”، هي الآية الوحيدة في القرآن كّله التي تتحدث عن صلب السيد المسيح. بينما يشغل هذا الموضوع أربعةَ عشرة إصحاحًا في “العهد الجديد” (الإنجيل)، بخلاف ما ورد عن واقعة الصلب في بقية “الكتاب المقدس” (الذي يضمُّ التوراة والإنجيل معًا)، بما في ذلك النبوءات بواقعة الصلب في “العهد القديم” (التوراة). لقد كتب العهدَ الجديد أناسٌ معاصرون للحدث، وقد أسهبوا في تفاصيل المحاكمات، ونقلوا أقوال السيد المسيح التي نطق بها قبل تلك الأحداث، وذكروا تنبؤه بها، وأقواله أثناء الأحداث، بل والأقوال السبعة التي نطق بها وهو مُعلقٌ على الصليب، ومنها حديثه إلى أمّه، السيدة مريم العذراء عليها السلام. فلو كان هناك شبيهٌ لكانت له جثةٌ، ولكان اليهود سارعوا بإبرازها حتى يقضوا على المسيحية في مهدها. فأين جثمانُ الشبيه؟ لقد قتل اليهودُ أنبياءَ عدّة بحسب القرآن: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” البقرة 61، وكذلك: “ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بأنهمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.” آل عمران 112. وهذا يؤكد ما سبق وقاله السيدُ المسيح لليهود: “لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ.” متى 23:34. ولقد توفي ّاللهُ السيدَ المسيحَ بحسب القرآن أيضًا في آيتي: المائدة 120، وآل عمران 55. والوفاةُ تأتى بمعنى “الموت” في القرآن الكريم خمسًا وعشرين مرةً، وبمعنى “النوم” مرتين فقط، الأنعام 60، والزمر 42. والقرينةُ في سورتي: “المائدة” 120، و”آل عمران” 55، لا تؤيد تفسيرَ الوفاة بمعنى: “النوم.” إذن فإن تفسير “الوفاة” بمعنى “الموت” في سورة “النساء” 157، يُبرئ القرآنَ الكريم هنا من شبهة التناقض؛ خصوصًا وأن القرآنَ نفسه يُلمح إلى قتل السيد المسيح في سورة البقرة 87: “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ.”
أما بخصوص رفع السيد المسيح إلى السماء حيًّا، فهذا يؤكد ما جاء في الإنجيل أيضًا:” “وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ.” أعمال 9:1. إن التفسير الأكثر معقولية للآية 157 من سورة النساء، والذى يستقيم مع بقية آيات القرآن الكريم، هو أن قول اليهود بأنهم قتلوا السيد المسيح وقضوا عليه وعلى رسالته قضاءً مبرمًا، إنما هو ادعاءٌ يستنكره القرآنُ بقوله إنهم لم يقتلوه يقينًا بل شبه لهم.
وللرسالة بقية.

Posted in فكر حر | Leave a comment

الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية

كنت قد قررت أن اترك الكتابة عن موضوع الانتخابات, ولا اكتب فيه سطرا واحدا, ليقيني بان لعبة الانتخابات في العراق خاسرة بالنسبة للشعب, فالنتائج لن تكون في مصلحة الجماهير, والفوز سيكون حليف سكان قصور الجور فقط, لكن ألح علي صديق بان اكتب توقعاتي للانتخابات المقبلة؟ وهل يمكن أن نتأمل خيرا من إفرازات العملية السياسة, فكانت هذه السطور.
لبناء توقعات منطقية للانتخابات القادمة, علينا أولا أن نجيب على سؤالين أساسيين, كي تنضج الفكرة وتكون التوقعات قريبة من اليقين, والسؤالين هما:

أولا: هل ستنتج الطبقة السياسية افراد صالحين؟
سؤال مهم وهو ” هل ستنتج الطبقة السياسية افراد صالحين”, وقبل الإجابة على هذا التساؤل, علينا أن نوضح حقيقة أحزاب السلطة وطبيعة أنتاجها للإفراد المستحقين للترشح بالانتخابات, حيث تعتمد أكثرها على رموز محددة, لن تبعدهم حتى مع جبل من الاتهامات, وهو حاصل اليوم, فرموز الأحزاب مازالوا في أماكنهم لا تزحزحهم فضيحة او تظاهرات, ثانيا أن الأحزاب تدفع بشخوص حسب ما ترغب هي, فهي تضع مقاسات معينة لمن يترشح للانتخابات! بحيث يخدم مصالح الحزب, ثالثا أن الأحزاب تعتمد في الأغلب نظام العوائل والبطانة, فلا يكون مرشحيهم خارج هذا القانون, أي المرشح يكون واحد منهم, رابعا الأحزاب أذا رغبت بترشيح مستقل فهو يجب أن يخضع لشروط الحزب المرشح عنه.
بعد كل هذا يمكن القول أن ما ستنتجه الأحزاب من مرشحين, لن يكون في صالح الجماهير, بل هم أولا وأخيرا في صالح الأحزاب, أي لا يمكن أن نتأمل خيرا بمن تدفع بهم أحزاب السلطة, وسيكونون نسخ كاربونية عن السابقين, بنفس النهج والسلوك, حتى أن اختلفت المسميات,
هنا نؤكد انه على المواطن الواعي أن يدرك هذا جيدا, وان يقدر حجم المسؤولية التي عليه أن يتحملها.

ثانيا: الناخب هل سينتخب من خارج دائرة أحزاب السلطة؟
الناخب العراقي يعيش في فوضى كبيرة, خلقتها له الطبقة السياسية, نتيجة فشلها في أدارة الدولة, وانتشار الفساد بشكل استثنائي في مؤسسات الدولة, مما عطل الحياة وحولها الى جحيم حقيقي, فالقلق لا يغادر المواطن, القلق على راتبه من تهديدات الحكومة باقتطاعه أو عدم دفعه! تهديدات تلت موسم التظاهر تحت عنوان خواء الخزينة, او القلق الدائم نتيجة الإعمال الإرهابية التي لا تتوقف, او التعب النفسي من غياب الكهرباء والماء الصالح للشرب, او الخوف أن يأتي له الغد بشيء ما من صنع الطبقة الحاكمة.
تحولت فئة واسعة من الجماهير لموجودات تسعى فقط لتستمر بالعيش, من دون طموح او أحلام حقيقية, هكذا حصل في العراق نتيجة جماعة حاكمة مفرطة الأنانية تعمل لمصلحتها فقط.
هذا الفئة الجماهيرية الواسعة تعرضت لعمل ممنهج طيلة سنوات, كي يتم تسفيه وعيها لتصاب بلوثة التقديس وعبادة الشخوص, وتصبح ذو فكر “داجن” تابع للأحزاب لا تحيد عن اختيارهم في كل انتخابات تحصل, مما يعني انه لا يمكن أن نرفع سقف التفاؤل ونضع آمالنا على الناخب بصيغته الحالية.

● النتيجة القادمة
ستفرز الانتخابات القادمة شخوص بنفس ما أنتجته كل الانتخابات السابقة, بحسب المقدمتين السابقتين, حيث يكون الفائزون تابعون تماما لقادة الأحزاب ولقرار الأحزاب, فهو شرط رضا الأسياد وصك الترشح, مع ما يتبع ذلك من استمرار الفساد وغياب الرقابة الحقيقية, مما يعني أن الخاسر سيكون الوطن والجماهير, فالأحزاب الحاكمة تبحث عن أفضل الطرق لديمومة سطوتها على الحكم, واستمرار تقاسم الكعكة!

● أين يمكن أن نجد الأمل؟
مع كل الليل الأسود وانتشار الظلم, لكن يمكن أن نتأمل فجرا يزيل كل السواد, ويتحول الواقع الى شكل مختلف, وهذا الأمل بيد المرجعية الصالحة, فكما نجحت قبل سنوات في إقصاء المتمسك بالعرش, فإنها من الممكن أن ترشد الأمة للابتعاد عن الأحزاب التي جاءت بالويلات لهذا الوطن, وتفتي بحرمة انتخاب الفاسدون, وتشير الى حرمة انتخاب من جرب فساد وفشله وخيانته, وان تطلب من الأمة صراحته عدم تجريب المجرب, وكما هو واضح فالأحزاب الحالية تم تجريبها وفشلت تماما, فيكون الإرشاد الصريح من المرجعية الصالحة, هو الحل الوحيد الذي يعطينا الأمل كي تكون الانتخابات القادمة مثمرة.

Posted in فكر حر | Leave a comment

شهداء العريس و شعب العريش

من سيناء و العريش و الفرما مرت العائلة المقدسة في هروبها من إسرائيل إلى مصر .لم يستطع جند هيرودس قتل المسيح حينئذ و لا إستطاع قطاع الطرق النيل من هذه العائلة المقدسة المسالمة .لكن الشيطان لا زال يتحسر على تلك الفرصة الضائعة التي أطاحت بسلطانه من كل الأرض.لذلك أرسل إبليس رسله القتلة في نفس المسار في نفس الطريق بين نفس الشعاب و الجبال ينتقمون من بنى العلى أولاد المسيح في مصريذبحون يقتلون يطلقون الرصاص عليهم ثم ينهبون و يحرقون الأرض خلفهم و لا يدركون أن تاريخ شهداءنا قد إتخم من كثرة الشهداء و الشهيدات و أن الكأس قد قارب على الإكتمال و بقدر إمتلاء كأس الدم يمتلأ فوق في يد المسيح كأس غضبه على هؤلاء الذين نعرفهم و الذين لا نعرفهم الذين جعلوا المسيحيين هدفاً لأنهم فشلوا في الإنتصار على المسيح.
شهداء العريش
سبق الجميع في العريش إستشهاد الأنبا مكارى على يد داعش ثم تلاه القس روفائيل موسى ثم الكاهن مينا عبود .كانت هناك داعش تعترف ببيان و تتفاخر بعد كل إغتيال لأولئك الشهداء.ثم تسارعت الوتيرة بدلاً من حادثة سنوية تستهدف القادة الروحيين صار كافياً لداعش أن تغتال الرجال مسيحيي العريش فإغتالت قرابة العشرين شخصاً خلال عام 2015 و في 2017 صارت الوتيرة أسرع فتم إغتيال سبعة أشخاص مسيحيين إستشهدوا في أقل من شهرين .
كانت داعش تعمل بأعضاءها في حوادث الإغتيال 2014حتي أواخر 2015 و من بعدها صارت تعمل بأفكارها من خلال أياً ممن يعتنق الفكر أو حتي يدعى ذلك و ينفذ الجريمة ثم يتصل بأى عضو من داعش ليتسلم المكافأة مع تكليفات جديدة.فالقتلة في العريش الآن هم من أهل العريش.و الشهداء في العريش كانوا بينهم متجاورين.و لا زالت 400 أسرة تعيش في العريش .تسير مهددة و تذهب إلى أعمالها و جامعاتها مهددة و تصلي في كنيسة مهددة و رائحة الدم لا زالت تفوح من تحت المذبح.كما من فوقه.
الشرطة تذهب إلى هناك متخاذلة و خائفة فهي أيضاً مستهدفة و بعضهم متواطئ و يقبض نصيبه من داعش من خلال شيوخ القبائل بما يكفى للتشجيع على مزيد من الحوادث.و الذين يكذبون وجود منشورات تحث على قتل المسيحيين لا يعرفون أو يعرفون و يكذبون.لأن المنشورات لا توزع على المسيحيين بل هي تكليفات للخلايا النائمة مثل بيانهم المذاع الأخير يهدد أقباط مصر و يمتدح المرابضين على حدود سيناء .فالإستهداف والتكليف والهدف واضح و ما أسهل قتل الأقباط في وطن لا يعتبر الأقباط مواطنيه.
الآن ماذا يفعل 400 أسرة
هل يبقون هناك حتي نحتفل بذكرى إستشهادهم و ننشر صورهم على الفيس بوك و نطلب شفاعتهم؟
هل ننصحهم أن يهجروا وطناً هم جذوره.و أرضاً هي ممتلكاتهم؟ هل عندنا لهم بديل كي يغادروا أرض الموت؟ أم نظل نفكر و نفكر و نفكر ثم ننتهى إلا لا شيء حتي تلهينا عنهم أحداثاً ساخنة أو مباراة كرة أو تصريح أو حادث مستفز؟
أقول لهم رأياً شخصياً يفكر فيه من يشاء و ينفذه من يشاء.إذهبوا قدام السفارات الأمريكية و الفنلندية و السويدية و الهولندية و تظاهروا.أرفعوا لافتات تكتبون فيها نحن في أرض الموت بلا نصير.نحن نقتل لأننا مسيحيون و ليس من يهتم.نحن لا نخش الموت و لكننا أيضاً نحب الحياة.نحن لا نقبل التهجير القسرى الذى تفرضه علينا داعش.
إن لم ترفعوا مثل هذه اللافتات أكتبوها في رسائل ألكترونية و ارسلوها إلي مواقع تلك السفارات.و أما أقباط المهجر فعليهم أن يفعلوا المثل قدام الأمم المتحدة.و يكتبوا لنا مناشدة نوقع عليها جميعاً و نرسلها إلي جميع السفارات الأوروبية و إلي أمريكا و الولايات المتحدة.وقتها ستتحرك الدولة المصرية.سنر الشرطة و الجيش قادمون إلى العريش يلاطفون الأقباط و يطمئنونهم.هذه طريقتهم و هذه طريقتنا و نحن نفهم بعضنا البعض جيداً.ساعتها ستبقون في أرضكم و سوف تمتد إليكم دروع الجيش.
من طبيعة الخلايا النائمة أنها تظل نائمة إلى ما لا نهاية إذا طوقها الخطر.لذلك وقتما يصل الجيش إلى العريش ستموت الخلايا النائمة و ينقطع التمويل فالقتلة لا يقتلون مجاناً في العريش و لا لأي سبب فكري أو عقيدي إنهم قطاع طرق منذ سنوات عاشوا مهربين للبشر و للسلع و للبضائع و المخدرات و الأسلحة.ليس عندهم ولاء إلا لمن يدفع و داعش تدفع لهم بسخاء و لا يهمها أن تستميلوهم فكرياً فهؤلاء لا يفكرون أصلاً.في اللحظة التي يقف فيها التمويل سيبحثون عن شيء يسرقونه أو مخدر يبيعونه أو أفريقي يهربونه و يعودون إلى وظائفهم القديمة.فحاصروا العريش و ضعوا رؤساء القبائل جميعهم تحت المراقبة إفصلوا الإنترنت ستجدون هؤلاء خارجون من جحورهم كالثعابين إذا جاعت.
تصريحات لا داع لها
لا أحد يشك في وطنية الكنيسة القبطية لكنهم يشكون جميعاً في وطنية الأقباط هل تر الإنفصام في الرؤية؟ إذا صرحت الكنيسة أن الإعتداء يستهدف مصر و ليس الأقباط فسيأخذون التصريح بأن الأقباط غير مستهدفين لأننا نعلم أنهم يتلقفون الكلمات بالطريقة التي تخدمهم فلا تعطونهم تلك التصريحات.قولوا و لو سراً للمسئولين أن الأقباط في خطر.قولوا و لو بينكم و بينهم أننا نحن المستهدفين و أن كنائسنا مستهدفة و بناتنا مستهدفة و أهلنا في العريش و في المنيا مستهدفين و أننا نقتل ليس لأننا مصريون لكن لأننا مسيحيون.
قولوا شهادة نثق أنكم أهل لها و تملكونها و تمارسونها لكن النتائج على أرض الواقع لا تحمل جديداً حتى الآن.فالدولة تتجمل بتصريحاتكم النابعة من قلب صادق يضع المصلحة العامة أولا لكننا نرجو أيضاً أن تعرفوا يا قادتنا الأحباء أن هناك مسئولية خاصة جداً عن كل مسيحي يجب أن تظهروا للشعب المسيحي أن هناك قادة تشعر بما يهددهم و تشاركهم التصرف و لا تنتظر ردود الأفعال بل تبدأ مستغلة مكانتها السامية في الكنيسة و في المجتمع و لدى كل المسئولين.تكلموا و طمئنوا الرعية بأى طريقة ملائمة مفادها أنكم لستم صامتين بل بنعمة الروح تتكلمون قدام الولاة و الملوك و الرؤساء هذا وعد الروح لكم.
يا آباءنا الأساقفة الأجلاء إذا لم تستطيعوا أن تصرحوا بأننا مضطهدين و مطاردين و مهددين فعلى الأقل أصمتوا لكن لا تقولوا عكس ذلك.فالإنجيل لم يقل لنا عكس ذلك بل قال طوبي لكم إذا إضطهدوكم و عيروكم و قالوا فيكم كل شر من أجل إسمي كاذبين.الإنجيل يشهد بالإضطهاد و التعيير أو التقليل من الحقوق و يشهد بالإدعاءات الكاذبة ضد المسيحيين التي بسببها يسجنون و بسببها يعدمون و بسببها يهجرون و بسببها يفصلون من أعمالهم و دائرة الأكاذيب لا تنقطع فقولوا كالإنجيل كلمة الحق.حتي و لو لم يستجب لنا و لكم أحد فعلي الأقل أظهرتم أنكم آباء تشعرون بأبناءكم و تعيشون ما يعانونه.لكن إحذروا التصريحات حمالة الأوجه.
أيها المصلوب في مصر
لم تكن مصر سلاماً لك يوم هربت إليها كما لم تكن سلام لشعبك حين صرخ إسرائيل فسمعته.لم يتركك قطاع الطرق تجوز دون أن يتلصصوا على هدايا المجوس التي إصطحبتها معك.هل أخذوا منك الذهب في سيناء هل نهبوا اللبان في العريش هل إنتزعوا المر من قنينتك في الفرما أم أن هيبتك وقعت عليهم فإنسحبوا.لكننا ندرك أن مصر لم تكن سلاماً لأنك لم تستقر في مكان أكثر من اسابيع أو شهور قليلة.كنت منذ مولدك ليس لك أين تسند راسك.لأنه حين كنت تحل في موضع تنحنى قدامك الأوثان متهدمة فيهاجمك كهنة المعابد و يطردونك لذلك مصر لم تكن لك سلاماً.لم تجد فيها بيتاً بل حتى الأقمطة كانت أمك العذراء العظيمة تغسلها في نيل مصر ليتبارك من أقمطتك ففى مصر لم يكن لك بيتاً.كنت تمض عن المناطق السكنية و تصنع لعائلتك عين ماء يرتون منه حتي يأتى من يطمع حتي في الماء فتترك العائلة المقدسة مكانها لهم دون مشاجرة لقد جربت التهجير القسرى في مصر .جربت النهب و المطاردة.جربت كهان الأوثان و معابد الشيطان.لذلك قيل عنك أنك صلبت في مصر فلم تكن مصر سلاماً لهذا بمجرد أن مات هيرودس ظهر الملاك يبشر يوسف بالعودة فلم تكن مصر موطنا لك بل كنت فيها غريباً فجربت الإغتراب فيها قبل أن نتغرب مثلك.
الآن نحن في رعاية من جرب تجاربنا.من سبق و عاش آلامنا و أكثر منها.من ظل مسالماً رغم التهديدات و المطاردات.الآن نحن ضمن نفس العائلة المقدسة في مصر و معنا نفس الإله لكنه الآن ليس هارباً إليها بل نحن هاربون إليه نرتجى.
من ذا الذى قلت أنه يسكن مطمئناً.من ذا الذى قلت له من يقدر أن يمسكم.من ذا الذى له كل وعد فلا يخاف حتي في وادى ظل الموت.من هذا الذي قلت له أنا معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر.أليس لجميع من قبلوك تلك الوعود فالآن عليها نتكل .
ايها المصلوب في مصر نحن نختبر الآن شركة آلامك و نترجى أن نعيش بالحقيقة أيضاً شركة قيامتك.
#Oliver_the_writer

Posted in فكر حر | Leave a comment

لَيْلَةُ حُبٍّ فِي ثَلَاثَةِ أَنَاشِيدَ

نظم: خُولْيَا دِي بُورْغُوسْ*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

I – شَفَقٌ
يَا لَكَيْفَ تَعْتَمِلُ فِي رُوحِي فِكْرِةُ
قَضَاءِ لَيْلَةٍ كَامِلَةٍ بَيْنَ ذِرَاعَيْكَ
ذَائِبَةً كُلِّي فِي غَمْرَةِ الْمُدَاعَبَاتِ
بَيْنَمَا أَنْتَ تَسْتَسْلِمُ لِي مُنْتَشِيًا!
***
يَا لَرَعْشَةِ النَّظَرَاتِ اللَّامَحْدُودَةِ
الَّتِي سَتَكْتَنِفُ انْفِعَالَ الْعِنَاقِ،
وَ مَا أَوْدَعَ حِوَارَ الْقُبُلَاتِ
الَّذِي سَأَقُومُ بِهِ مُرْتَعِشَةً عَلَى شَفَتَيْكَ!
***
يَا لَنَفْسِي كَيْفَ أَحْلُمُ بِالسَّاعَاتِ الزُّرْقِ
الَّتِي تَنْتَظِرُنِي كَيْ أَنْبَطِحَ إِلَى جَانِبَكَ،
بِدُونِ مَزِيدِ نُورٍ إِلَّا نُورَ عَيْنَيْكَ،
بِدُونِ فِرَاشٍ سِوَى حُضْنِكَ!
***
يَا لَكَيْفَ أُحِسُّ بِحُبِّي يُزْهِرُ
فِي صَوْتِ غِنَائِكَ الرُّوحَانِيِّ:
نَغَمَاتٌ حَزِينَةٌ، سَارَّةٌ وَ عَمِيقَةٌ،
وَ الَّتِي سَتُؤَلِّفُ بَيْنَ شُعُورِكَ وَ نَشْوَتِكَ!
***
يَا لَلَّيْلَةِ الْمُرَصَّعَةِ بِالنُّجُومِ
وَ الَّتِي سَتُرْسِلُ مِنْ كُلِّ كَوَاكِبِهَا الْمُنِيرَةِ
أَنْوَارًا آيَةً فِي الِانْسِجَامِ الصَّافِي
كَهَدِيَّةِ زَوَاجٍ إِلَى فِرَاشِي!
***
II – مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ
لَقَدِ انْتَهَتِ الْفِكْرَةُ الْمُرْبِكَةُ
وَ أَشْعُرُ أَنِّي فِي غَمْرَةِ عِنَاقِكَ،
قَدِ انْقَلَبْتُ إِلَى هَمَسَاتٍ خَرْسَاءَ
و َالَّتِي تَتَوَغَّلُ فِي أَعْمَاقِي مُغَنِّيَةً.
***
اَللَّيْلُ شَرِيطٌ مِنَ النُّجُومِ
الَّتِي أَحَاطَتْ وَاحِدَةً تِلْوَ الْأُخْرَى بِفِرَاشِي؛
وَ حَيَاتِي أَشْبَهُ بِهَذَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا هَبَّةُ رِيحٍ
شَابَتْهَا انْدِفَاعَاتٌ وَثَنِيَّةٌ.
****
وَ تَخْرُجُ حَمَامَاتِي الصَّغِيرَةُ
مِنْ عُشِّ أَشْوَاقِهَا الْغَرِيبَةِ
وَ تَمْشِي مُجَسَّدَةً
تُجَاهَ سَمَاءِ يَدَيْكِ الْمِثَالِيَّةِ.
***
يَا لَكَيْفَ أَشْعُرُ بِنَفْسِي فِي جَسَدِكَ
مِثْلَ دَبُّوسٍ فِي ظُلْمَةِ كَوْكَبٍ!
يَا لَكَيْفَ أَشْعُرُ أَنِّي أَصِلُ إِلَى رُوحِكَ
وَ أَنَّكَ تُوجَدُ هُنَالِكَ مُنْتَظِرًا إِيَّايَ!
***
لَقَدِ اجْتَمَعَتْ يَا حُبِّي، لَقَدِ اجْتَمَعَتْ
ضِحْكَاتُنَا الْأَكْثَرُ بَيَاضًا مِنَ الْبَيَاضِ نَفْسِهِ،
وَ يَا لَلْمُعْجِزَةِ! فَعَلَى ضَوْءِ دَمْعَةٍ
تَلَاطَمَا نَحِيبُكَ وَ نَحِيبِي…
***
يَا لَكَيْفَ انْتَهَتِ الْأَمْيَالُ الْأَخِيرَةُ
الَّتِي كَانَتْ تَفْصِلُنِي عَنْ قِطَارِ الْمَاضِي!
يَا لَهَا مِنْ عُذُوبَةٍ تُحَرِّكُنِي كَيْ أَمْكُثَ
فِي الْفَجْرِ الَّذِي شَاطَرْتَنِي إِيَّاهُ!
***
III – فَجْرٌ
يَا لَلَّيْلَةِ الْمُرَصَّعَةِ بِالنُّجُومِ
وَ الَّتِي أَرْسَلَتْ مِنْ كُلِّ كَوَاكِبِهَا الْمُنِيرَةِ
أَنْوَارًا آيَةً فِي الِانْسِجَامِ الصَّافِي
كَهَدِيَّةِ زَوَاجٍ إِلَى فِرَاشِي!
***
يَا لَكَيْفَ تَعْتَمِلُ فِي رُوحِي
هِزَّةُ مَحْبُوبِي الْعَاطِفِيَّةُ،
إِذْ تَحَوَّلَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَى أَخَادِيدَ عَمِيقَةً
حَيْثُ أَمْشِي وَ يَدِي فِي ذِرَاعِ حُبِّي!
***
لَقَدْ أَضْحَى حَنَانُ الْأَخَادِيدِ كُلِّهَا
حَائِرًا فِي خُطَايَ،
وَ اللَّحَظَاتُ الْعَذْبَةُ الَّتِي عِشْنَاهَا
لَا زَالَتْ، خَافِتَةً، تَحْلُمُ فِي رُوحِي…
***
إِنَّ الْعَاطِفَةَ الَّتِي انْبَلَجَتْ مِنْ حَيَاتِهِ
– الَّتِي كَانَتْ نَبْعًا فَيَّاضًا فِي حَيَاتِي -،
قَدْ سَارَتْ فِي طَرِيقِ الْفَجْرِ
وَ هَا هِيَ الْآنَ تُحَلِّقُ فَوْقَ كُلِّ الْمُرُوجِ.
***
لَقَدْ رَحَلَ اللَّيْلُ؛ وَ بَقِيَتِ السِّتَارَةُ
الَّتِي تَعْلَقُ بِالذَّاكِرَةِ، مُتَضَايِقَةً،
تَنْظُرُ إِلَيْنَا مِنْ بَيْنِ النُّجُومِ الآفِلَةِ،
وَ مِنَ السَّمَاءِ تَطُوفُ عَلَيْنَا…
***
لَقَدْ رَحَلَ اللَّيْلُ؛ وَ بِعَوَاطِفِ الْفَجْرِ
الْمُتَجَدِّدَةِ بَقِيَ عَالِقًا.
يَعْرِفُ النَّاسُ كُلَّ شَيْءٍ عَنِ الْأَغَانِي وَ الْفَوَاكِهِ،
وَ فِي يَدِي يُوجَدُ طِفْلُ حُبٍّ.
***
لَقَدْ أَمْسَتْ حَيَاتُكَ فِي حَيَاتِي
كَمَا يُمْسِي الْفَجْرُ فِي الْقُرَى؛
وَ يُوجَدُ أَلْفُ عُصْفُورٍ حَيٍّ فِي رُوحِي
مِنْ لَيْلَةِ الْحُبِّ هَذِهِ ذَاتِ الْأَنَاشِيدِ الثَّلَاثَةِ.
*القصيدة في الأصل الإسباني:

Noche de amor en tres cantos
I – Ocaso

¡Cómo suena en mi alma la idea
de una noche completa en tus brazos
diluyéndome toda en caricias
mientras tú te me das extasiado!
***
¡Qué infinito el temblor de miradas
que vendrá en la emoción del abrazo,
y qué tierno el coloquio de besos
que tendré estremecida en tus labios!
***
¡Cómo sueño las horas azules
que me esperan tendida a tu lado,
sin más luz que la luz de tus ojos,
sin más lecho que aquel de tu brazo!
***
¡Cómo siento mi amor floreciendo
en la mística voz de tu canto:
notas tristes y alegres y hondas
que unirán tu emoción a tu rapto!
***
¡Oh la noche regada de estrellas
que enviará desde todos sus astros
la más pura armonía de reflejos
como ofrenda nupcial a mi tálamo!

II – Media noche

Se ha callado la idea turbadora
y me siento en el sí de tu abrazo,
convertida en un sordo murmullo
que se interna en mi alma cantando.
***
Es la noche una cinta de estrellas
que una a una a mi lecho han rodado;
y es mi vida algo así como un soplo
ensartado de impulsos paganos.
***
Mis pequeñas palomas se salen
de su nido de anhelos extraños
y caminan su forma tangible
hacia el cielo ideal de tus manos.
***
Un temblor indeciso de trópico
nos penetra la alcoba. ¡Entre tanto,
se han besado tu vida y mi vida…
y las almas se van acercando!
***
¡Cómo siento que estoy en tu carne
cual espiga a la sombra del astro!
¡Cómo siento que llego a tu alma
y que allá tú me estás esperando!
***
Se han unido, mi amor, se han unido
nuestras risas más blancas que el blanco,
y ¡oh milagro! en la luz de una lágrima
se han besado tu llanto y mi llanto…
***
¡Cómo muero las últimas millas
que me ataban al tren del pasado!
¡Qué frescura me mueve a quedarme
en el alba que tú me has brindado!

III – Alba

¡Oh la noche regada de estrellas
que envió desde todos sus astros
la más pura armonía de reflejos
como ofrenda nupcial a mi tálamo!
***
¡Cómo suena en mi alma la clara
vibración pasional de mi amado,
que se abrió todo en surcos inmensos
donde anduve mi amor, de su brazo!
***
La ternura de todos los surcos
se ha quedado enredando en mis pasos,
y los dulces instantes vividos
siguen, tenues, en mi alma soñando…
***
La emoción que brotó de su vida
-que fue en mí manantial desbordado-,
ha tomado la ruta del alba
y ahora vuela por todos los prados.
***
Ya la noche se fue; queda el velo
que al recuerdo se enlaza, apretado,
y nos mira en estrellas dormidas
desde el cielo en nosotros rondando…
***
Ya la noche se fue; y a las nuevas
emociones del alba se ha atado.
Todo sabe a canciones y a frutos,
y hay un niño de amor en mi mano.
***
Se ha quedado tu vida en mi vida
como el alba se queda en los campos;
y hay mil pájaros vivos en mi alma
de esta noche de amor en tres cantos.

*تحتل الشاعرة خوليا دي بورغوس مكانة أديبة بارزة في بورتوريكو، فهي الأعظم شهرةً بين شاعرات بلادها، كما تعتبر من أهم شاعرات أمريكا اللاتينية. وعلاوة على شهرتها، عرفت بنشاطها النضالي في مجال الحقوق المدنية وحقوق المرأة. ولدت بورغوس في 17 شباط / فبراير 1914 في مدينة كارولينا في بورتوريكو. أنهت دراستها الابتدائية في مدرسة منيوز ريفيرا عام 1928، ثم ارتحلت عائلتها إلى مدينة ريو بييدراس، حيث أنهت دراستها الثانوية. وفي عام 1931 التحقت بجامعة بورتوريكو، وتخرجت عام 1933 لتعمل معلّمة في إحدى المدارس الابتدائية وهي في سن التاسع عشرة. وفي نفس الوقت عملت كاتبةَ في برنامج إذاعي للأطفال. لكنها ما لبثت أن فُصلت من عملها بسبب آرائها السياسية. كذلك، توفقت عن التدريس عام 1934 بسب الزواج. إلا أن زواجها لم يمنعها من العمل السياسي والنضال من أجل استقلال بورتوريكو عن الولايات المتحدة. فقد انضمت عام 1936 إلى منظمة بنات الحرية، حيث تم انتخابها أمينة عامة للمنظمة التي كانت تابعة للحزب الوطني. في عام 1937 انفصلت عن زوجها بالطلاق. وبعد ذلك بفترة وجيزة وقعت في حب طبيب من الدومينيكان. وكان لتلك العلاقة أثر كبير في شعرها، إذ استلهمت العديد من قصائدها من مشاعر الحب التي تُكنّها له. وقد سافرت معه إلى العاصمة الكوبية هافانا في عام 1939. وهناك درست لبعض الوقت في جامعة هافانا. بعد ذلك سافرت معه إلى مدينة نيويورك وعملت صحفية لدى صحفية تقدمية تصدر بالإسبانية. ثم عاد العشيقان إلى كوبا، إلا أن العلاقة بينهما بدأت تتوتر. حاولت بورغوس أن تنقذ العلاقة لكنها لم تلبث أن تركته وعادت إلى نيويورك. وهناك اضطرت إلى قبول أعمال وضيعة لتأمين لقمة العيش. في عام 1943 تزوجت موسيقاراً يدعى أرماندو مارين. لكن علاقتهما لم تدم طويلاً، وانتهى رباطهما إلى الطلاق في عام 1947. وقد أفضى ذلك بها إلى مزيد من الاكتئاب وإدمان الكحول. صدرت للشاعرة ثلاث مجموعات شعرية. الأولى عام 1938، والثانية بعدها بفترة وجيزة. وقد جابت بورغوس جزيرة بورتوريكو لتسويق هاتين المجموعتين. أما المجموعة الثالثة فقد صدرت عام 1954، بعد وفاتها بعام واحد. في 28 حزيران / يونيو عام 1953 غادرت بورغوس منزل أحد أقاربها في حي بروكلين في نيويورك، واختفت. وتبيّن فيما بعد أنها انهارت على رصيفٍ في المنطقة الإسبانية القريبة من حي منهاتن في 6 تموز / يوليو 1953، ونقلت إلى المستشفى، ثم فارقت الحياة لاحقاً لإصابتها بالالتهاب الرئوي. ونظراً لأن هويتها كانت مجهولة فقد دفنت في مقبرة خاصة بمجهولي الهوية. إلا أن بعض أصدقائها وأقاربها تمكنوا من العثور على قبرها وتم ترتيب نقل جثمانها إلى ديارها في بورتوريكو، حيث دُفنت في احتفال رسمي في مسقط رأسها كارولينا. و فيما بعد أقيم لها نصب تذكاري في المدينة تخليداً لذكراها. عبرت بورغوس في قصائدها عن مشاعرها الذاتية وعن النضال الاجتماعي الذي يخوضه الفقراء والمحرومون الذين يتعرضون للظلم والاضطهاد، كما عبرت عن طموحها في استقلال بلدها عن الولايات المتحدة. تأثر بها العديد من شاعرات وشعراء أميركا اللاتينية الذين يكتبون بالإسبانية. وكان بابلو نيرودا من أشد المعجبين بشعرها، كما رأى العديد من النقاد أن شعرها مهد الطريق أمام كاتبات وشاعرات الحركة النسوية. (هذا التعريف مأخوذ عن الصديق نزار سرطاوي أثناء تقديمه للشاعرة عندما ترجم بعض قصائدها إلى العربية، فتحية عالية مني إليه).
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment