رُؤْيَةٌ مُرْتَابَةٌ

تأليف: لْوِيسَا بَالِنْثْوِيلَا*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

الحقيقة، الحقيقة هي أنه أنبت يده في عجيزتي و أنا كنت على وشك أن أصيح به بينما كان الجمع قد عبر من أمام كنيسة و رأيته يتبرك. هو فتى طيب بعد كل شيء، قلت مع نفسي. ربما لا يفعل ذلك عن قصد أو لعل يمناه تجهل ما تفعل يسراه. حاولت أن أفر إلى داخل العربة – لأن في هذا الأمر أولا تبريرا و ثانيا شيئا مختلفا هو أن أذعن للَّمس – لكن المسافرين كانوا يصعدون أكثر فأكثر و بالتالي لم يكن ذلك أمرا ممكنا. لم تكن التواءاتي إلا لتساعده على أن يدخل يده جيدا بل حتى على أن يداعبني. كنت أتحرك منرفزة. هو كان كذلك. مررنا من أمام كنيسة أخرى و لا هو انتبه بل رفع يده إلى وجهه ليمسح العرق فقط. بدأت أنظر إليه شزرا متظاهرة باللامبالاة، لئلا يعتقد أنه كان يعجبني. لم يكن بإمكاني أن أهرب و هذا ما كان يهزني. قررت أن آخذ ثأري و بدوري أنبتُّ يدي في عجيزته هو. بعد أمتار، أزاحتني موجة من الناس من جانبه دفعًا. اقتلعني من ذاك الجمع أولئك الذين كانوا ينزلون و ها أنا أتأسف الآن على فقدانه فجأة لأنه كان في حافظة نقوده فقط 7.400 بيسو قديمة، و أكثر من هذا و ذاك كنت لأستطيع أن أفوز معه بلقاء على انفراد. كان يبدو حنونا و كريما جدا.
*القصة في الأصل الإسباني:

Visión de reojo
La verdá, la verdá, me plantó la mano en el culo y yo estaba ya a punto de pegarle cuatro gritos cuando el colectivo pasó frente a una iglesia y lo vi persignarse. Buen muchacho después de todo, me dije. Quizá no lo esté haciendo a propósito o quizá su mano derecha ignore lo que su izquierda hace. Traté de correrme al interior del coche – porque una cosa es justificar y otra muy distinta es dejarse manosear – pero cada vez subían más pasajeros y no había forma. Mis esguinces sólo sirvieron para que él meta mejor la mano y hasta me acaricie. Yo me movía nerviosa. Él también. Pasamos frente a otra iglesia pero ni se dio cuenta y se llevó la mano a la cara sólo para secarse el sudor. Yo lo empecé a mirar de reojo haciéndome la disimulada, no fuera a creer que me estaba gustando. Imposible correrme y eso que me sacudía. Decidí entonces tomarme la revancha y a mi vez le planté la mano en el culo a él. Pocas cuadras después una oleada de gente me sacó de su lado a empujones. Los que bajaban me arrancaron del colectivo y ahora lamento haberlo perdido así de golpe porque en su billetera sólo había 7.400 pesos de los viejos y más hubiera podido sacarle en un encuentro a solas. Parecía cariñoso. Y muy desprendido.

*روائية و قاصة أرجنتينية شهيرة. ازدادت بالعاصمة بوينس آيرس في 26 نونبر من سنة 1938. و هي ابنة الكاتبة لويسا مرسيديس لفينسون و الطبيب بابلو بالنثويلا ميابي. كان منزل أمها صالونا أدبيا و ملتقى فنيا يتردد عليه كتاب معروفون من قبيل خورخي لويس بورخيس و أضولفو بيو كساريس و إرنيستو سابطو و غيرهم. بدأت الكتابة و النشر و هي في سن السابعة عشر رغم أنه استهوتها العلوم الطبيعية بداية، كما اشتغلت بإحدى الإذاعات هنالك. في سن العشرين تزوجت من رجل أعمال فرنسي و معه رحلت إلى عاصمة الأنوار باريس حيث اشتغلت بالإذاعة و التلفزة الفرنسيتين. تعرفت هناك على أعضاء مجموعتي “تيل كيل” و “الرواية الجديدة”. نالت مجموعة من المنح الدراسية كمنحة “غوغنهايم” و “فولبرايت” و توجت بعدة جوائز لعل أبرزها جائزة “أسترالبا”. و نذكر من بين أهم أعمالها العناوين التالية:
– يجب أن نضحك (رواية)، 1966.
– القط النشيط (رواية)، 1972.
– كما لو في الحرب (رواية)، 1977.
– الصباح (رواية)، 2010.
– المهرطقون (مجموعة قصصية)، 1967.
– هنا تحدث أشياء غريبة (مجموعة قصصية)، 1975.
– لعبة الأشرار (مجموعة قصصية)، 2008.
لا أحد يمكن أن يجادل في القيمة الأدبية الكبرى و المتميزة التي تحظى بها لويسا بالنثويلا لدى مجهور القراء الناطقين بالإسبانية بل حتى الذين قرأوها مترجمة في لغات حية أخرى كاللغة الإنجليزية. إنها صوت أدبي نسائي انطلق من هذه القارة الأمريكولاتينة الساردة و دوى في باقي أرجاء العالم. إن بالنثويلا كاتبة كوسموبوليتية قولا و فعلا إذ تنقلت بين دول و ثقافات و حضارات مختلفة في الواقع و عبرت عن ذلك في بعض من أعمالها بصورة واضحة جدا للعيان.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

دليلك إلى حياة مقدّسة (الفصل السابع)

هناك مثل افريقي يقول: لو أن كل الناس مشوا باتجاه واحد سيختل توازن الأرض.
هذه هي الحقيقة المغيّبة عند معظم الناس، والحقيقة التي تجسّدها حديقتي!
تلك الحديقة التي تضم أكثر من مائة نوع من النباتات أزهارا وورودا وصباريّات من كافة الألوان والأشكال.
عندما بدأت بهندستها منذ حوالي ست سنوات، وكانت عندها مجرد جبل صخري، رحت أغوص في أعماق الكتب التي تختص
بعلم الحدائق كي أسرق منها بعض الأفكار.
لم أقتنع بأي منها…
يركّز علم الحدائق على الأرقام والأشكال الهندسية عندما يزرع، والطبيعة لها طريقة أبدع
وأجمل وأكثر عفوية..
كانت الفكرة العامة من تلك العلوم هي أن تبدو الحديقة متناظرة للعين، بمعنى أينما نظرت ترى
تقريبا الأزهار بألوانها وأشكالها تكرر نفسها بطريقة هندسية متواترة..
لم تدخل الفكرة في ذهني، فالتناظر غير موجود في الطبيعة، وكل شيء ينمو تلقائيا وعفويّا.
لذلك، بدأت أزرع وبطريقة عشوائية، كي لا يختل توزان الأرض!!!
اليوم أشعر وكأنني داخل أدغال مفرطة في عفويتها، ليس هذا وحسب، بل مفرطة في تناغمها…
………
لو سألتني: كيف السبيل إلى الحياة؟
لأجبت وبدون محض تفكير: لا تحمل السلّم بالعرض، بمعنى لا تمشِ في الحياة معارضا لدفقها العفوي، كي لا تصطدم بتيار معاكس.
أسمعك تصرخك في وجهي: فلان من الناس شرير وتريدينني أن لا أحمل سلّما في وجهه؟؟؟
ابتسم: الشر هو الدفق المعاكس للحياة، وليس دفقها الطبيعي!
لكن، عندما تجد نفسك بالصدفة المطلقة في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ، لا تلعن تلك الصدفة، ولا تحمل سلما بالعرض،
هي ليست في الحقيقة صدفة بل دفقا عفويّا للحياة.
قد تحملك الحياة في دفقها إلى مكان لا تشعر فيه بالارتياح، عندها لا تفرد سلمك كي تحمله بالعرض، بل انهمر مع دفقها، وتأكد أن لك في هذا المكان درسا كي تتعلمه، وكذلك للطبيعة غاية كي تنجزها!
……….
فيكتوريا سيدة أفغانية تسحرني ابتسامتها وخضرة عينيها…
كلما سألتها عن سرّ فرحها الطفولي الدائم، تجيب: لأنني انثى!
كم من المرّات غصت عميقا في جوابها، وتعلمت منه أن لا أحكم بالمطلق على من يختلف عني، لأننا لو مشينا جميعا
في اتجاه واحد سيختل توزان الأرض، وسيكون لحديقتي زهر واحد بشكل واحد ولون واحد، وتصميم ممل للغاية يكرر
نفسه في كل زاوية منها…
فيكتوريا لم تولد أنثى، لكنها خضعت لثمانية عشر عملية جراحية حتى تحولت من رجل أفغاني ذي سحنة خشنة جبلية التضاريس اسمه “آشوك” إلى انثى تحمل رقة الفراشة اسمها “فيكتوريا”.
قبل أن تخضع لعملية استئصال “تفاحة آدم” من رقبتها وقّعت على وثيقة أنها توافق على اجراء العملية رغم أن هناك احتمال
أكثر من 80٪— أنها ستموت.
قالت للجرّاح: هناك احتمال 20٪— أن أعيش أنثى ولو ليوم واحد، هذا رائع ويدعو إلى التفائل!
….
عندما التقيتها كانت المرّة الأولى التي ألتقي فيها بمتحول جنسي.
دخلت تفاصيل حياتها كما يدخل جرّاح ماهر بمشرطه الالكتروني تجويف العين.
أذهلتني تلك التفاصيل…
قُتلا والدها معا في تفجير انتحاري في العاصمة كابول في أواسط الثمانينيات.
كانت (أو بالأحرى “كان” باعتبارها كانت ذكرا يومها) في التاسعة من عمرها، وكانت اختها في السادسة.
ساقوهما إلى بيت شيخ القرية المتكفّل بايواء الأيتام الذين لا أحد لهم.
فصله الشيخ عن اخته وضمه إلى معكسر للذكور ليتعلم فنون القتل والجهاد، بعد أن أقنعه بضرورة
أن يضم أخته إلى حريمه كي يحلل ويشرّع وجودها في بيته!
لقد شهد باذنيه صراخ أخته ذات الستة ربيعا، بينما يحاول الشيخ أن “يدخل” بها التزاما بسنة نبيّه!
لم يطل الأمر كثيرا حتى هرب باخته بعد أن أولع النار في بيت الشيخ.
انتهى الأمر بهما في معكسر للأطفال تابع للأمم المتحدة في مكان ما بين جبال افغانستان.
يعود آشوك ـ اسمه يومها ـ بذاكرته إلى الوراء وهو يروي لي تفاصيل قصته.
(كان والديّ يعتنقان الزرداشتية، وقد ورثاها سرّا عن أجداد أجداد أجدادهما، أذكر كيف كانا يُشعلان النار ويمارسان بعض
الطقوس وهما يدوران حولها، ولكنهما كانا في الخارج مسلمين بالمطلق!)
أسأله عن سرّ انوثته، فيردّ: لم أعرف نفسي إلاّ انثى منذ أول يوم وعيت فيه على الحياة، كنت في الرابعة عندما قرر والدي
ختاني التزاما بالتعاليم الاسلامية، أذكر ذلك اليوم ولا يمكن أن أنساه، شعرت بغبطة كبيرة، وسألت والدي مترجيّا: هل لك أن
تقطعه كله؟
يتابع آشوك (فيكتوريا): نظر والدي إلي نظرة غريبة جدا، وقال: ما بالك أن أقطع رأسك معه؟
ثم يعود إلى قصته في المعسكر التابع للأمم المتحدة…
كان هناك زوجان يترددان على المعسكر كمتبرعين للعناية بالأطفال، فاقترحا على آشوك واخته أن يتمّ تهريبهما من افغانستان إلى طاجيكستان، ومن ثم إلى بلد غربي ما!
في طريقهما اقترحت السيدة على آشوك، وكان يومها في الرابعة عشر من عمره، أن يلعب دور المرأة ويلبس برقعا افغانيا خوفا من أن يتم منعه من السفر كذكر يحتاج إليه المجاهدون الأفغان.
يصف آشوك “فيكتوريا” تلك التجربة بطريقة تجعلك تعيش اللحظة بعمقها وبكل جوارحك، يصف كيف لبس البرقع الذي منحه
لأول مرّة إحساسا بهويته الانثوية الحقيقية، وكيف رفض أن يخلعه عندما وصلوا إلى طاجيكستان، وتمسك به كما يتمسك
الغريق بمن يحاول انقاذه.
يرى علامات الدهشة على وجهي، فيتساءل: هل لك كأنثى أن تتخيلي لو استيقظت يوما ما ورأيت نفسك ذكرا، كيف ستشعرين؟؟
فأرد: لا أعتقد أنني سأتمكن من الاستمرار في الحياة!
تنبسط أسرار فيكتوريا، وتتابع: هكذا شعرت منذ أول يوم وعيت فيه على الحياة، فلقد ولدت أنثى في جسد ذكر، ماهو سرّ
الحياة؟
ثم تشرح فيكتوريا العملية الجراحية التي استبدلت عضوها الذكري بمهبل انثوي ـ وبكثير من التفصيل ـ
وكيف استردت روحها ـ على حدّ تعبيرها ـ في ذلك اليوم.
….
مضى على وجود فيكتوريا في حياتي عام ونيّف، وبامكاني أن أقول لم أصادف في حياتي سيدة بهذا الجمال
الآخّاذ قلبا وقالبا.
قصة فيكتوريا علمتني الكثير.
ليس هذا وحسب، بل شكّلت نقطة انعطاف في حياتي.
ساعدتني على أن أتصالح مع أشخاص كنت أظن أن الشياطين لا تقبلهم، ومن حينها وكلما التقيت بـ “شيطان” ـ أو
هكذا يتخيل لي ـ أتساءل: من أنا كي أحكم عليه؟
لا أعيش مشاعره، ولا أعرف مايدور بذهنه، ولا أَلمّ بقصته من ألفها إلى يائها، فكيف لي أن أقيّمه أو أحكم عليه؟؟
….
كنت حتى تاريخ معرفتي بفكتوريا، لو قُدّر لي وصادفت رجلا يتقمص شخصيّة انثى أو العكس لصحت ملىء رئتي “انظروا
إلى هذا المجنون”،
هذا وأنا الطبيبة التي أعرف أن للطبيعة في خلقها شؤون، فما بالك بغيري؟
لكن، ساعدتني فيكتوريا أن أغوص في عمق بعض اللحظات التي عاشتها كأنثى في جسد رجل، فتفهّمت أنه
لا يحقّ لأحد أن يصدر حكما ضد أحد حتى يعيش داخل جلده ويمشي في حذائه.
كيف أستطيع أن أحكم على فيكتوريا بالجنون وهي تشعر منذ أن بدأت تحسّ بوجودها أنها انثى؟؟
كيف أستطيع أن أحكم عليها بالجنون وقد وافقت أن تتعرض لمخاطر 18 عملية جراحية صغيرة وكبيرة، لو تعرض
لها فيل يزن طنا لمات؟؟
هي اليوم تتعاطى الهرمونات الانثوية وتعرف أنها لن تعيش طويلا بسبب مضاعفاتها، لكن لا يهمها طالما تعيش الانثى
وتملك دماغ ومشاعر الانثى.
من أنا كي أنفي حقها في أن تعيش مشاعرها وهويتها الجنسية؟؟
من أنا كي أشكّك في صحة تلك المشاعر؟؟
ومن أنت؟
لا تحمل السلّم بالعرض، وانهمر مع دفق الحياة، وليست فيكتوريا إلا جزءا من هذا الدفق!
…….
تزامنت معرفتي بفيكتوريا مع قراءتي لكتاب بعنوان
Other Lives, Other Selves
للمختص في علم النفس، وتحديدا التحليل النفسي، العالم الأمريكي
Roger J. Woolger
الكتاب يدور عن تجارب ذلك المعالج النفسي مع بعض مرضاه الذين استطاع أن يعود بهم إلى حيوات (جمع حياة) سابقة عاشوها،
ويشرح بكثير من التفصيل الممتع كيف تراكمت مشاعر تلك الحيوات حتى تجسّدت في شخص المريض في هذه الحياة.
بمعنى آخر، يحاول المعالج أن يشرح أن بعض المشاعر والحالات المرضيّة هي نتيجة حتمية لتجارب عاشها المريض في حياة
سابقة، ولقد استطاع أن يعالج حالات بدت عصيّة على العلاج من خلال العودة بأصحابها إلى حياة سابقة.
يؤكد الدكتور وولجر، في أكثر من مكان في الكتاب، أنه لا يحاول أن يقنعك بأن تؤمن بالتقمّص، فالأمر أقل ما يعينه، ولكن
يحاول أن يشرح تجاربه وما يؤمن هو به.
ويصرّ على أن مخزون اللاوعي عند الإنسان، أي انسان، لا يمكن أن يكون قد تشكل في حياته الحالية، فهو أكبر حجما بكثير
من تجارب الشخص التي عاشها في تلك الحياة حتى الآن.
ويطرح ثلاثة تفاسير لتلك الظاهرة:
التفسير الأول: إن المخزون قد تراكم ليس فقط من التجارب، وإنما من القصص التي سمعها الشخص وقرأها خلال حياته،
وقصصا أخرى لفقتها الذاكرة المعطوبة، والتي لا تستطيع أن تسجّل دقائق الأمور. وهنا يطرح مثالا: لو كنت تروي فيلما
لشخص آخر، هل سترويه بحذافيره تماما، أم سترويه وفقا لما تبقى في ذاكرتك منه، ووفقا لما لفّقت تلك الذاكرة من تفاصيل؟
التفسير الثاني: الكون يملك ذاكرة أو حيز لـ “اللاوعي” أيضا ويطلق عليه
Universal Subcouncious،
وحيّز اللاوعي
عند كل انسان موصول بشكل أو بآخر بهذا الحيّز، ومنه يستمد الكثير.
التفسير الثالث: وهو أن الروح لا تموت بل تنتقل من جسد إلى آخر، وفي كل حياة تدفع ضريبة الأفعال التي قامت بها في الحياة السابقة.
يتأرجح العالم وولجر بين التفسيرين الثالث والثاني، ولكنني أجده أكثر تمسكا بالتفسير الثالث!
طبعا، لا أستطيع أن أختصر الكتاب في صفحة واحدة، فهو كتاب صعب جدا وتفصيلي جدا، ولا يستطيع
أن يستوعبه إلا على الأغلب شخص من خلفية علمية تتعلق بالموضوع.
لست هنا لاروّج لما جاء في الكتاب، فالأمر أقل ما يعنيني ولكن تعلمت منه شيئا واحدا، ألا وهو أن الإنسان أعقد مافي الكون،
ومن المستحيل أن نصل إلى يوم نستطيع أن نفهم فيه كل ما يخصّ تكوينه وطريقة تفكيره وسلوكياته.
لذلك، وباختصار شديدا جدا، ليس من حقنا أن نقيّم أي انسان، ناهيك على أن نتعامل معه بناءا على تقييمنا له.
هذه القناعة التي خرجت بها ساعدتني جدا على استيعاب قصة “آشوك” وساعدتني على أن أرى فيه فيكتوريا،
وأتعامل معها كانثى كما تريدني أن أتعامل معها.
هذا الكتاب ساعدني على أن أرى في الحياة أطيافا اخرى بين الأبيض والأسود. إذ لا يوجد شخص شرير بالمطلق
ولا آخر خيّر بالمطلق!
وساعدني على أن أجد تبريرا لكل تصرف سيء يصدر بحقي من شخص آخر، بدلا من أحاول رد الصاع صاعين!
أهمس لنفسي: من يدري قد يكون هذا الشخص مستاءا مني في حياة سابقة، ولم يستطع في هذه الحياة
أن يتجاوز اساءتي!
لا اؤمن بالتقمص كما اؤمن بجدول الضرب، فأنا أرفض أن أجدول الحياة وأن أعطيها صيغة ثابتة كما فعلت كل الأديان.
لكنني اؤمن به كاحتمال وارد، وكل ماهو وارد يجب أن نتعامل معه على هذا الأساس!
….
الحياة معقدة إلى حد تجعل امتلاك الحقيقة أمرا مستحيلا.
نملك حقائق
(Facts)
لكن لا أحد فينا يملك الحقيقة الكليّة والمطلقة
(The Truth)
2+2=4 تلك حقيقة، ولكنها ليست الحقيقة المطلقة!
وطالما كانت الحقيقة المطلقة عصيّة على الفهم والامتلاك يصبح كل حكم تصدره بحق الآخر مجرد رأي شخصي لا يلم
بالقصة من كل جوانبها.
طالما استطعت أن أتجاوز برمجتي الفكريّة وأقبل فيكتوريا في حياتي كبنت من بناتي لاشك
أنني استطيع أن أتجاوز شيطنة ابليس وأجد له مبررا، كي أقبله هو الآخر جزءا من الحياة،
وهكذا يجب أن تكون أنت!
……
تستطيع أن تسبر كل شيء، أي شيء، مستخدما مجهرك ومساطرك وخرائطك ومشرطك وعمليات الحساب وجدول اللوغاريتم
وكسور الجبر وقوانين الفضاء والفيزياء والكيمياء والفيزيولوجيا.
تستطيع أن تفعل ذلك وتصل إلى قناعة مبرهنة ومجدولة!
إلاّ أغوار النفس البشرية….
إلاّ أغوار النفس البشرية…
فهي عصيّة على المجهر الالكتروني وكل قوانين الأرض…
إذ كلما قادتك علومك لتضيء دهليزا من دهاليزها يقودك الباب الخلفي لذلك الدهليز إلى دهليز آخر أشد غموضا وعتمة.
تكتشف عندها أنك أكثر جهلا بها وأشد حيرة أمام تعقيدها.
وأمام جهلك وحيرتك لا تملك الحق أن تصدر حكما!
………
يجرفني الدفق العفوي لعبارتي السابقة (لا تملك الحق أن تصدر حكما)، يجرفني أكثر من ثلاثين عاما إلى الوراء.
كانت عيادتي تطل على ساحة الشيخ ضاهر وسط مدينة اللاذقية، تلك الساحة التي تعج بالناس، يأتون إليها كل صباح
من كل فج بعيد وقريب.
ذات صباح رحت أراقب من نافذة مكتبي مشنقة نُصبت في وسطها، وعُلق عليها مجرم قطع يدي امرأة وسرق أساورها
الذهبية.
على الفور كتبت على قصاصة ورقية مرميًّة على طاولة مكتبي عبارة، مازالت محفورة في تلافيف دماغي مع لون حبرها
وشكل القصاصة:
(هذاالمجرم المعلق على حبل المشنقة هل يداه أوسخ من ذاك الذي يرفع الآذان من على منبر الجامع المقابل للساحة (جامع العجّان)؟؟
من يدري؟
القاضي الذي أصدر الحكم قرأ السطور، لأنه لا يجيد قراءة مابينها، ولو أجاد هذا الفن لربما كانت المشانق أكثر من عواميد
الكهرباء)
كنت يومها غضّة وأقل علما وتجربة، ولا أدري من كتب تلك العبارة حينها..
ربما هوسي بسبر أغوار النفس متأصل في اللاوعي التراكمي عندي، من يدري؟
هذه العبارة التي كتبتها قبل ثلاثين عاما تجسّد القناعة التي توصلت إليها من خلال قراءتي لكتاب العالم والمعالج
النفسي الدكتور روجر وولجير.
لم أكن أقصد من تعبيري “مابين السطور” إلا اللاوعي التراكمي عند كل منا.
فنحن على ما يبدو لسنا ثمار تجاربنا في تلك الحياة القصيرة جدا، ولكننا ثمار تجارب ضاربة في عمق التاريخ.
فسواء كنت في عشرينياتك أو في آواخر تسعينياتك ليس كلا العمرين كافيا لأن يترك تلك البصمات المحفورة
بعمق على جدارن وعيك وشخصتك!
ناهيك عن الكثير من التقارير الموثقة لأطفال ولدوا يتقنون مواهب ابداعية للغاية، ولبعضهم الآخر الذي ولد يتقن لغات لم يسمعها
من قبل.
كما هو الدكتور وولجير، لست هنا لأقنع قارئي بعقيدة التقمص، فالأمر لا يعنيني، ولكنني أحاول أن أبلور قناعة وهي أنه ليس
من السهل أن تستوعب سلوكيات البشر، وطالما لا تستوعبها لا يحق لك أن تصدر حكما عليها!

لم يكن سهلا على الإنسان أن يسبر أغوار الكون وأسراره، ويصل إلى
قناعات ومعادلات ونظريات ساهمت لاحقا في تحسين حياته.
لكن لم يكن الطريق إلى حقل من حقول العلم أصعب مما كان الطريق إلى مكامن النفس البشرية
وسبر أغوارها وأسرارها!
هو لا شك الأصعب لأن النفس البشرية عصيّة على الفهم المطلق!
لقد استطاع الإنسان أن يرصد أبعد الكواكب والنجوم ويعدّها، لكنه لم يزل قاصرا على أن يرصد
عمق أعماقه ويتعرف على مكنوناته!
هذا القصور يتجلى في عجزنا عن فهمنا ـ وبالتالي رفضنا ـ لبعضنا البعض، مع العلم هو وحده ما يجب أن يوحدنا!
فطالما لانستطيع أن نفهم سلوك الآخر ولا نستطيع أن نسبر أغواره، لماذا نحكم عليه؟ ولماذا نأخذ موقفا منه؟
لا يتعارض هذا القول مع حق الإنسان في أن يحارب الشر،
ولكن في سياق حربه تلك يجب أن يقتنع بأنه لا يوجد شرير، بل يوجد انسان اُصيب بالشر،
ومهمة تلك الحرب يجب أن تكون تحرير هذا الإنسان من براثن شره!
……..
الحياة معقدة جدا ووجودك فيها أكثرها تعقيدا….
لكي تعيشها، أو بالأحرى لكي تحياها، يجب أولا أن تقبل طبيعتها المعقدة،
هذا القبول هو بحدّ ذاته الشكل المبسط لها..
عليك أن تسترخي وسط صخبها، وتهدأ داخل هديرها، وتعيش اللحظة بعمقها حتى وأن تمرّ من فوهة بركانها…
قبل أن أصل إلى قناعتي تلك بعقود قرأت عبارة للفرزدق يعبّر من خلالها عن اعجابه ببيت من الشعر
لمنافسه جرير. تقول العبارة: (لو سمعت هذا البيت من الشعر وأنا أقع في بئر لحفظته!)
سحرتني يومها، واليوم أستطيع أن أستشف منها فلسفة كونية جميلة للغاية..
ليست الحياة في معظم لحظاتها إلا وتشعر عندها أنك تقع في بئر، ولكي تحياها عليك أن تكون
يقظا وفطنا لتستمتع ببيت من الشعر، حتى لو كان قائله خصمك!
ليس سهلا أن تستمع بابداع خصمك، ناهيك أن تستمع به وأنت تقع من فوهة البئر وقبل أن ترتطم
بقاعه!
تلك هي الحياة وفلسفتها تقتضي أن تعيشها يقظا وقادرا على أن تتجاوز آلامها إلى كلّ ماهو جميل فيها!
………
الشاعر البريطاني الرومانسي
John Ceats،
يقول:
The life of man, if properly understood, is a continual allegory
(حياة الإنسان، هذا إذا فُهمت بطريقة صحيحة، ليست إلا لغزا روحانيا مستمرا)
ورغم آلاف النظريات والدراسات والاحتمالات التي طُرحت لشرح تلك الحياة،
مازالت لغزا روحانيا مستمرا، وستبقى!
*******************************
للموضوع صلة!
أعزائي القراء: ستتحول قصة فيكتوريا قريبا جدا إلى كتاب وفيلم هولييودي وفيلم وثائقي!

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

DNA – 01/03/2017 موسكو: كلكم حبايبي

DNA – 01/03/2017 موسكو: كلكم حبايبي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد: عاد … كيف مات

شاهد: عاد … كيف مات

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

قبل سجن تدمر وبعد سجن صيدنايا

مصطفى علوش

كلما تعرفَ الرأي العام في العالم (إن صحت التسمية) على فظاعات جديدة للنظام السوري، كالتقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية عن ضحايا سجن صيدنايا، زادت قناعتي بأننا نعيش عصراً مختلاً تماماً، لا سيما لجهة حالة الشلل والتفرج التام على مأساة الشعب السوري المستمرة من قبل المجتمع الدولي.

ضمن السياق نفسه ولتعرية كل أوراق التوت عن أعنف نظام عرفه التاريخ المعاصر، عرضت قناة «العربية» أخيراً فيلماً وثائقياً عن سجن تدمر، فيلماً رهيباً، قام بتأدية الأدوار فيه سجناء لبنانيون سابقون قضوا فيه سنوات عدة.

تدمر السجن، أو سجن تدمر، لا فرق، حيث المعتقلون أرقام فقط، والسجّان هو الجلاد والحاكم والقاضي.

من فتحة صغيرة في باب المهجع يتلصص أحد المعتقلين على سلوك أحد الحراس. كان التاريخ يشير إلى 8 آذار (مارس) أي إلى «عيد» وصول البعث إلى السلطة. فقط في هذا النهار رأى المعتقل أن الطعام هو رزّ وفروج وصنوبر، بينما في بقية الأيام يحصل سجناء كثيرون على حبة بطاطا. من تلك الفتحة رأى السجين المتلصص كيف أن الحارس وقد التهم بعض لحم الفروج، تبوّل على بقية طعام السجناء.

توثيق هذه الجرائم بالمعنى الحقوقي أمر في غاية الأهمية، ولكن متى تُترجم تلك الوثائق الحقوقية إلى فعل سياسي قانوني، كي تأخذ العدالة مجراها؟ فبمقدار الرعب الذي عاشه المعتقلون يكون السؤال الموجع، الذي أراه بلا جواب بسبب الصمت عن تلك الجرائم، فكأن هذا العالم يمشي مقلوباً مع السوريين، بلا رأس قانوني أو أخلاقي.

نظامٌ مروع تاريخه مسلسل من المجازر، وبمقدار الضياع الذي يراه السوريون في سياسة أنظمة العالم المؤثرة، هناك أيضاً وجه آخر قبيح ما زال السوريون بعيدين عن فضحه وتعريته، هو أن كل هذا القمع العاري والمديد الذي مارسه النظام كان بأيدي سوريين: فالحارس الذي تبول على طعام سجناء لبنانيين في سجن تدمر سوري.

سوريون مع النظام وجدوا في بوط بشار الأسد قبلتهم، سوريون يعتقلون سوريين، يعذبون سوريين، يقتلون سوريين.
هي حقيقة عارية نتجاهلها من شدة فظاعتها. الجلادون والقناصون ورماة المدفعية والطيارون درسنا معهم في المدارس نفسها، لكنهم هم أنفسهم بعد حين رأيناهم يعملون على تثبيت ركائز استبداد النظام، فصاروا ضباطاً وعساكر ومخبرين يخدمون نظامهم المروع ويهتفون بحياة قائده.

مروعٌ حال العالم إذاً، ولكن حالنا السوري الاجتماعي والنفسي أيضاً مروع أكثر. فالانقسام الاجتماعي، الطائفي والأخلاقي يأخذ شكل التشظي.
لذلك فإن من يعّول على أي تغيير سياسي عبر المفاوضات مع هذا النظام واهم، حتى لو رغبت موسكو بوتين بذلك. فليس النظام الإيراني وحده من يعيق أي اقتراب جدي من حل سياسي، إنما أيضاً النظام وبنيته الأمنية الصارمة. فهو لا يمكن تغييره إلا عبر الكسر والإزاحة.

صدى صوت السجان في سجن تدمر ما زال يروع حياة سجناء خرجوا أحياء من هناك، وما زال صراخ سجاني صيدنايا مروعاً أيضاً.
الثورة السورية وصفت باليتيمة، ولكن من وصفها بذلك لم يشاهد هذا الخراب والإجرام الهائل الباقي في نفوس السوريين الواقفين مع النظام. ثورة يتيمة، نعم، لأن بوط النظام العسكري والأمني بوط سوري قبل أن يتدخل البوط الإيراني والروسي.

في الأدبيات السياسية عادة ما يستخدم الكتاب والصحافيون عبارات كثيرة التلخيص والدقة حين يدرسون الظواهر السياسية لأي نظام سياسي، لكن في حالة النظام السوري لا بدَ من استعارة الكثير من مصطلحات الطب النفسي. وفي العمق الجارح هذا لا بدّ أن يدرك السوريون مأساتهم الذاتية مع جلاديهم السوريين، قبل أن يبدأوا بتفقد خرائط السياسة ونقدها في محيطهم العالمي.
نقلاً عن الحياة

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تَهْدِيدُ الزَّهْرَةِ

نظم: أَلْفُونْسُو رٍيِّيسْ أُوتْشُوَّا *
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

يَا زَهْرَةَ الْخَشْخَاشِ:
أَلْقِي بِي فِي أَحَابِيلِكِ وَ لَا تُحِبِّينِي.
***
كَمْ تُبَالِغِينَ فِي إِطْلَاقِ الشَّذَا،
وَ كَمْ تَتَوَرَّدِينَ،
يَا زَهْرَةً تَرْتَسِمُ هَالَاتٍ سَوْدَاءَ
وَ تَزْفِرُ الرُّوحَ إِلَى الشَّمْسِ!
***
يَا زَهْرَةَ الْخَشْخَاشِ.
***
إِنَّ إِحْدَاهُنَّ كَانَتْ تُشْبِهُكِ
فِي التَّوَرُّدِ الَّذِي بِهِ تَخْدَعِينَ،
وَ لِأَنَّهَا كَذَلِكَ تَمْلِكُ مِثْلَكِ،
هُدُبًا سُودًا.
***
يَا زَهْرَةَ الْخَشْخَاشِ.
إِنَّ إِحْدَاهُنَّ كَانَتْ تُشْبِهُكِ…
وَ أَنَا أَرْتَعِدُ بِمُجَرَّدِ أَنْ أَرَى
يَدَكِ فِي يَدِي:
أَرْتَعِدُ خَوْفَا مِنْ أَلَّا أَسْتَفِيقَ
يَوْمَا قَدْ تَنْقَلِبِينَ فِيهِ إِلَى امْرَأَةٍ!
*القصيدة في الأصل الإسباني:

La amenaza de la flor
Flor de las adormideras:
engáñame y no me quieras.
****
¡Cuánto el aroma exageras,
cuánto extremas tu arrebol,
flor que te pintas ojeras
y exhalas el alma al sol!
***
Flor de las adormideras.
***
Una se te parecía
en el rubor con que engañas,
y también porque tenía,
como tú, negras pestañas.
***
Flor de las adormideras.
Una se te parecía…
Y tiemblo sólo de ver
tu mano puesta en la mía:
¡Tiemblo no amanezca un día
en que te vuelvas mujer!

*شاعر وكاتب مقال وروائي و دبلوماسي ومفكر مكسيكي، ولد في مدينة مونتيري في 17 مايو 1889 وتوفي في مكسيكو، عاصمة المكسيك في 27 ديسمبر 1959. وعرف أيضا بالكاتب العالمي المنتمي لجامعة رخيو مونتانو بولاية مونتيري. يعد ألفونسو رييس الابن التاسع للجنرال برناردو رييس وللسيدة أوريليا أوتشوا. وقد شغل والده مناصب هامة في حكومة الرئيس بورفيريو دياث 1830- 1914 الذي حكم المكسيك على مدار 30 عاما في الفترة ما بين 1876 – 1911، حيث كان حاكما لولاية ليون الجديدة ووزيرا للدفاع. وقد بدأ رييس دراسته في مدارس حي مونتيري، حيث التحق بالمدرسة الفرنسية بالمكسيك، ثم بالمدرسة المدنية بمونتيري، وبعد ذلك المدرسة الإعدادية الوطنية. وأخيرا كانت المدرسة الوطنية للقانون هي محطته الأخيرة، والتي تحولت في وقت لاحق إلى كلية الحقوق بالجامعة المستقلة بالمكسيك، بمكسيكو سيتي، حيث تخرج فيها رييس بوصفه محامٍ في 16 يوليو 19133. وقد أسس رييس مع بعض من الكتاب الأخرين منتدى الشباب في عام 1909 حيث كان يتجمع بيدرو هنريكيز أورنيا وأنطونيو كاسو وخوسيه فاسكونسيلوس كالديرون لقراءة ومناقشة كتاب الكلاسيكية اليونانية والتعبير عن الانعكاسات الحادة في الأدب والفلسفة العالمية مع نشر التوعية الثقافية اللازمة لذلك. وكان النقد الذين يوجهونه للفلسفة الوضعية وللتطور الذي لاقته في المكسيك خلال فترة بورفيرياتو ذات أهمية كبيرة. وكان هو الدافع الرئيسي الذي تسبب في اندلاع الثورة الثقافية الحقيقية في المكسيك. وفي عامه الواحد والعشرين، قام رييس بنشر كتابه الأول “قضايا جمالية”.
*الأعمال الأدبية:
1 – الشعر:
– آثار.
– أعشاب تاراهومارا.
– دقائق.
– هوميروس في كويرنافاكا.
– شمسُ مونتيرِي.
2 – المسرح:
– إيفخنيا كروول (أوبرا في ثلاثة مشاهد من قصيدة درامية لألفونسو رييس؛ روبرتو تيليس أوربسا ولكنها لم تعرض).
– إيفخنيا كروول (أوبرا في خمسة مشاهد من قصيدة درامية لألفونسو رييس؛ لياندرو اسبينوزا ولكنها لم تعرض).
3 – المقالات:
– القضايا الجمالية 1911.
– الانتحاري 1917.
– رؤية أنووكا 1917.
– صلاة الغروب من إسبانيا.
– علب من مدريد 1917.
– صور حقيقية و خيالية 1920.
– التعاطف و الاختلاف.
– تقويم.
– عظة من الثقافة.
– قضايا غونغورية 1927.
– خطاب فيرجيل 1931.
– فصول في الأدب الإسباني 1939 – 1945.
– لغتنا.
– الماضي القريب.
– الدراسات الهيلينية.
– الفلسفة الهيلينية.
– ذكريات من المطبخ و السرداب.
– الإثارة حقا.
– المكسيك بإيجاز.
4 – الرواية:
– الكنوز الثلاثة.
– المستوى المنحرف.
– شجرة من البودرة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

طفلان يأكلان من القمامة في محافظة اﻹسماعيلية ..واقع مصر اليوم..

طفلان يأكلان من القمامة في محافظة اﻹسماعيلية ..واقع مصر اليوم..

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تكفير داعش مسألة أمن قومي

فاطمة ناعوت

أين يختفي مسوخُ داعش ولماذا عسيرٌ على رجال أمننا العثور عليهم وسط أحراش العريش وكهوف الجبال؟ ليست الصخورُ ظهيرَهم، إنما ظهيرهم بشريٌّ، بكل أسف.
هذه لحظةٌ من أعسر اللحظات التي تمرُّ بها مصرُ عبر تاريخها. ما يحدث في العريش الآن للأقباط المسيحيين على يد مسخ داعش الدميم، شيءٌ فوق قدرة العقل على استيعابه. يريد ذلك المسخُ الشيطانيّ الوغد أن يُكرّس في الذهن الجمعيّ للعالم تلك الصورة الوحشية التي لا يملك غيرها ليعلن بها عن وجوده. “نحن ندمّر الحضارة الإنسانية، وننحر العُزَّل الأبرياء، ونغتصب الأسيرات، إذن نحن موجودون.” لكن الأزهر الشريف لا يُقرُّ بكفرهم، ولا برِدّتهم وخروجهم من تحت مظلّة الإسلام! كيف ولماذا؟! لأن الأزهر لا يُكفّر كلَّ من نطق بالشهادتين؛ مهما قتل أو حرق أو اغتصب أو استلب أو سرق أو شوَّه صورةَ الله، حاشاه. إنهم يشوّهون صورة الله حين يُكبِّرونه وهم يذبحون البشر ويحرقون قلوب الثكالى ويغتصبون العذراوات. لهذا يجدُ مسوخُ داعش مَن يساندهم ويأويهم ويُخفيهم عن عيون جنود جيشنا ورجال شرطتنا، من أبناء سيناء وعائلاتها وقبائلها. كيف يساعدهم أبناءُ سيناء وعوائلها على التخفّي والاحتماء داخل أركان دورهم؟ لأنهم يرون مسوخَ داعش “مسلمين”، بقرار رسمي من الأزهر الشريف؛ صاحب الكلمة العليا، والوحيدة، في إيمان المسلمين، أو كُفرهم ورِدّتهم. ألم يحن الحينُ بعد حتى يُصدّق الأزهرُ الشريف أن في يده “وحده” الآن العصا السحرية التي تئد الإرهاب في مصر، وتدحر داعش في العالم، وتحقن دماء المسيحيين في العريش؟ فتوى واحدة مُعلنة وقاطعة وصريحة بتكفير داعش، سوف ترفع عنهم الغطاء الاحتمائي البشريّ الذي يُخفي مسوخ داعش عن عيون رجال الأمن من الجيش والشرطة في العريش، وفي سيناء وفي كل بقعة من بقاع العالم.
يا أزهرنا الشريف، اِعلمْ، إن لم تكن تعلم، أن بسطاءَ المسلمين يفهمون الحديث الشريف “انصرْ أخاك ظالما أو مظلومًا”، على نحو مغلوط ومنقوص. لأنهم في غالب الأمر لا يعرفون بقية الحديث: “بأن تأخذ فوق يديه” أو “بأن تردّه عن ظلمه”. فحين أنت أيها الأزهر الشريف، لا تريد أن تُكفّر داعش، فإنك بذلك تجعله “أخًا” لكل مسلم في سيناء، ورعيةً لكل شيخ قبيلة، وابنًا لكل امرأة في دارها. أنت، دون أن تقصد يا أزهرنا الشريف، جعلت الداعشيَّ “مسلمًا أخًا” وجبت نُصرته ظالمًا، دون قيد أو شرط، مادام هو مسلمًا، ومادام شِطرُ الحديث الشريف غائبًا عن الوعي الدارج العام لدى معظم البسطاء. وأهلنا في سيناء، ما أبسطهم!
أما تهجير الأقباط الاضطراري من دورهم في العريش إلى بور سعيد والإسماعيلية، لتأويهم الكنائس هناك، فهو أمرٌ لا يليق بدولة هائلة مثل مصر. فدور العبادة جُعلت للصلاة والتعبّد، وليس لإيواء المُهددين والمُطاردين. حماية المواطن المصري هو واجب الدولة، وحق المواطن الأصيل بموجب الدستور والقانون. فإن تعذرت الحماية ومنع الأخطار لأسباب قهرية مثل ما يحدث في العريش الآن من حرب عصابات خسيس مع مسوخ داعش الذين يختبئون في الكهوف والجبال مثل اللصوص والخفافيش، فلا بديل عن أن تُخصص القوات المسلحة والدولة المصرية فنادق محترمة، أو وحدات سكنية لائقة لأبناء العريش الأقباط، حتى تنتهي المحنة، بإذن الله، ويعودوا إلى ديارهم معززين مكرمين.
ونما إلى علمي الآن، أثناء كتابة المقال مساء السبت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد كلّف وزير الإسكان، مهندس مصطفى مدبولي، بتخصيص وحدات سكنية للمُهجّرين من مسيحيي العريش، فشكرًا للقرار الواجب.
كذلك أرفعُ إلى وزير التعليم العالي رجاء أهالينا في العريش بنقل أبنائهم من جامعة سيناء إلى جامعات مصرية موازية في مدن مصر الآمنة، مثل جامعة 6 أكتوبر، خصوصًا لطلاب الكليات العملية الصعبة كالهندسة والطب. ذاك أن تأخيرهم عن محاضراتهم وسكاشنهم ومَعاملهم من شأنه أن يهدد مستقبلهم الدراسي والعملي، وهم النشء/ الثروة الذي نراهن عليه من أجل غد مصر. وقد أرسل أولياء الأمور في العريش بالفعل مطالب رسمية إلى رئيس جامعة 6 أكتوبر، ورئيس جامعة سيناء بهذا الشأن، نرجو سرعة التصديق عليه.
اللهم ارفع عن مصر الطيبة التي ذكرتها في كتبك السماوية، هذا البلاء الصعب.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 2 Comments

هل رعاية الوالدين هي طاعة وخضوع للسلطة (الأبوية البطركية )

هل رعاية الوالدين هي طاعة وخضوع للسلطة (الأبوية البطركية )، أم هي عنوان للرعاية الحضارية للقيم الأخلاقية الثقافية والوطنية ..!!!

منذ قيام الثورة ونحن نتوجه لأبنائنا ، أن لا تنتظروا منا ما نقدمه لكم لمستقبل الحرية والديموقراطية ،لأن جيلنا أفردا وأحزابا تكونت في مناخات شمولية (يمينا ويسارا –علمانيين أم إسلاميين )، غير قادرة على تمثل قيم كونية حقوقية عالمية جديدة بدون العولمة الثقافية والمواطنة الانسانية التي لا يمكن تمثلها قكريا وثقافيا إلا لجيل المعلوماتية ذهنيا عضويا وجينيا وليس بالضروة اختصاصيا..

يبدو أن هذه الفكرة لسنا كثوريين أول من أنتبه لأهميتها المستقبلية الثورية في ثورات الربيع العربي، بل قوى الثورة المضادة دوليا وإسلاميا وعربيا، وبالتحديد عصبويا أقلويا طائفيا عسكريا أمنيا أسديا في سوريا……..
إذ طحنت آلة القمع عشرات آلاف الناشطين المتظاهرين سلميا، في ذات الوقت الذي كانت تخرج الأصوليات الداعشية والقاعدية والجهادية من السجون لصناعة العدو المسلح المناسب سوريا (أسديا ) عربيا ودوليا، وفي الوقت الذي لم تقترب به عنفيا ضد الأحزاب السياسية التقليدية ( اليسارية والإسلامية )، لتتفرع لطحن الجيل الثوري الشاب بغض النظر عن توجهاته الايديولوجية ( علمانية أم دينية) ..

هذه الظاهرة الشابة الثورية التمردية تمت مواجهتها من السلطة عربيا وخاصة سوريا سحلا وابادة، والتعامل معها من قبل المعارضة تجاهلا وانكارا، ولاحقا استخداما وركوبا وتطويعا في خدمة قواها التقليدية المفوتة وبمساعدة وتأييد قوى السلطة الأسدية الحاكمة التي رحبت بالمساعي الدولية (لتحويل الثورة إلى معارضة للمفاوضة) حول فلسفة (لا غالب ولا مغلوب). …..

لكن هذه الظاهرة الشبابية المباركة ثوريا وسياسيا لم يتح لها الهضم والتمثل الاجتماعي والقيمي لقيم الثورة التي ينبغي أن تكون متواصلة جيليا، وان المعركة هذه ضد الطغيان والاسستبداد الديكتاتوري الهمجي الأسدي لا يعني أنه ( صراع أجيال ) ، حيث كنا نتلقى الكثير من الدعوات الطيبة من الأجيال الجديدة التي تدعونا للالتحاق بها كجماهير لها لتقودنا …

بل وانعكست روح التمرد على القيم الاجتماعية والثقافية لمجتعاتنا القائمة على الاحترام وتقدير الأكبر عمرا وتجربة وثقافة عبر الحياة اليومية وصفحات النت التي عولمت وكرست ثقافة (عدم الاحترا م القيمي الاجتماعي والثقافي) باسم الحداثة أو مابعد الحداثة، ومن ثم رفض التراتبية القيمية والاجتماعية والثقافية …مما جعلنا نتساءل إن لم تكن قطاعات كثيرة من شباببنا الثوري الصانع للربيع العربي والسوري المتطلع للثقافة الكونية والمواطنة العالمية أنه بحاجة قبل هذا إلى التعرف على ثقافته (البيئية الاجتماعية والسلوكية والدينية (بالوالدين احسانا …ولا تقل لهما أف …وقل لهما قولا رحيما ..)، حيث هذه القيم الطيبة هي قيم خالدة لدى الانسانية بتعدد دياناتها وثقافاتها ….
وهذا ما يعبر عنه هذا المقطع من الفيديو الجميل الذي لا يتحدث بخطاب العروبة أو الاسلام أو الحداثة أو الأصالة والمعاصرة أو أية ايديولوجية دينية أو علمانية، بل باسم قيم وأخلاق الانسان …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حوارى للدفاع عن محمد عبد الله نصر

مصطفى راشد
د راشد-:” محمد عبد الله نصر ” لم يخطىء عندما فسر القطع بعدم البتر الكامل
قال الشيخ الدكتور مصطفى راشد، إن القنوات التلفزيونية ترفض اعطاءنا الفرصة للدفاع عن محمد عبد الله نصرالشهير بالشيخ “ميزو” الذى حكم عليه بالسجن 5 سنوات لمجرد انه فسر القطع بعدم البتر الكامل ومحمد لم ينكر الحد بل فسر لغويا كلمة القطع واجتهد والمجتهد يصيب ويخطىء ويثاب فى كل الأحوال ، والغريب أن الاخ سمير صبرى المحامى رافع الدعوى يكلمنا فى الدين ويفتينا فيه رغم أنه ليس دارس أو متخصص ورغم أنه المحامى والمدافع ووكيل المطربة نجلا المعروفة بمطربة الحصان فكيف نصدقه ؟
وأضاف راشد في تصريحات خاصة ل”القرار المصري”، أن حكم المحكمة غريب من نوعه وأعتقد أن فيه نوع من الإنتقام لأن القاضي حكم على الشيخ محمد بالحد الأقصى للعقوبة 5 سنوات رغم ان العقوبة ممكن ٲن تكون غرامة او ستة ٲشهر ومن بعد جلستين ، ومن المفترض أن يكون هناك إستئناف ومحمد خارج السجن لكن القاضى طلب حضوره واثبات وجوده رغم وجود محامى وكيل عنه وفى الجنح لا يلزم اثبات حضور المتهم وهو مايعنى ان نية القاضى مبيتة وايضا قرر القاضى ان محمد يظل محبوسا حتى الاستئناف رغم ان غالبية القضايا المتهم يستٲنف ويخرج او على الاكثر يدفع كفالة من اجل ان يستٲنف اما الاستئناف محبوسا تكون فى اشد انواع الجرائم الخطرة ، وهذا نادرا ما يحدث.
وتابع راشد، أن القانون الذي يحاكم به الشيخ محمد هو قانون إزدراء الأديان،وانا هنا لا ٲناقش الحكم ولكن اتناوله من الزاوية الدينية والفنية كمتخصص ، وكان من المفترض أن يرجع القاضي لعلماء الدين للحكم عليه فالرجوع للخبراء امر قانونى لان القاضى رجل قانون وليس رجل دين ولذلك هناك مصلحة الخبراء بوزارة العدل فى الطب والهندسة وكل الامور ويرجع لها القاضى والمتهم من حقه ان يقدم رٲى من الخارج والقاضى لم يفعل ذلك ، وهذا الٲمر ماجعلنى اخرج من مصر فقد اجد نفسى فى السجن لمجرد اجتهادى ولا استطيع ان احاسب من حبسنى ، في حين ان القاضي أعتبر نفسه هو القاضي والخبير والخصم والحكم، وهذا شيء عجيب، وهذا الامر محتاج بحث، مشيرا إلى أن الإزدراء يقع على كل الٲديان لكن فى الشق الإسلامى ينحصر الإزدراء في ثلاثة امور وهي 1- سب الذات الالهية أو سيدنا النبى ص 2- ٲو ٲنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة من القرآن الكريم أوالٲحاديث الصحيحة المتواترة 3- ٲو السخرية من الدين الإسلامى ، والشيخ محمد لم يفعل أيا منهم.
وأضاف راشد، أن الشيخ محمد عضوا في الإتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام، الذي يتولى رئاسته، والشيخ محمد اجتهد عندما فسر الأية 38 من سورة المائدة قوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعواٲيديهما — وفسر القطع هنا بمعنى التجريح او التشريط وليس البتر واشار إلى قوله تعالى فى سورة يوسف “وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ” بأن القطع ليس البتر الكامل بل تقطيع لليد أو تشريط لها، وهذا إجتهاد من محمد وانا لى بحث سابق بذلك منذ20 سنة وقال بكلام قريب من ذلك ابن رشد والكواكبى وطه حسين وغيرهم والإجتهاد له حسابين إن أصاب له أجرين وإن أخطأ له أجر.
واستطرد راشد، أن مصر في حاجة إلى إصلاح كامل للقضاء لأن منذ 30 عاما، عندما كان عضوا في جماعة الإخوان الإرهابية وهو يعلم جيدا أن من مبادئهم التركيز على دخول النيابة والقضاء والإعلام والصحافة والتعليم وكانوا يفعلوا المستحيل من أجل التواجد في هذه الأماكن المهمة المحترمة ، ويخشى من إختراق الإخوان والسلفيين لهذه الأماكن ولابد من إعادة إصلاح القضاء في ظل العدالة الغائبة فى عدة امور .
كانت محكمة جنح شبرا الخيمة، قد قضت، الأحد الماضي، بالقضية رقم 1277 ازدراء أديان، بمعاقبة محمد عبدالله عبد العظيم الشهير بالشيخ “ميزو” بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment