ابن وزير الدفاع السوري السابق متهم في فرنسا بتمويل الإرهابيين

قالت الصحف الفرنسية ان السلطات داهمت في يوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني، مقر شركة “لافارج” لإنتاج الإسمنت ومواد البناء، ضمن تحقيقات تجريها حول دور الشركة في “تمويل جماعات إرهابية” داخل سوريا. وذلك بناءاً على تحقيق نشرته صحيفة “لوموند”، ادعت فيه أن الفرع السوري للشركة الفرنسية السويسرية، قدم دعماً ماليًا لمجموعات “إرهابية”، كضمان لاستمرار عمل المصنع.
ورفضت المتحدثة باسم الشركة الإدلاء بأي تفاصيل بسبب “حساسية” الموقف حسب زعمها، وقالت “نحن نتعاون بشكل تام مع المحققين، لكن ليس بوسعنا الإدلاء بمزيد من التعليقات حول هذا التحقيق الذي لا يزال جاريًا”.
ويواجه رجل الأعمال السوري فراس ابن وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس تهمًا بـ “المسؤولية عن إيصال الأموال إلى التنظيمات المسلحة” واستقر في دبي، كونه يملك أسهماً في الفرع السوري للشركة ذاتها. واعترفت شركة “لافارج”، في نيسان الماضي، بتورط فرع سوريا في “دعم الإرهاب”، وقالت في بيان لها إن “التحقيق الداخلي أثبت دفع أموال بالفعل، وهو ما يتعارض مع سياساتها، وإن عددًا من الإجراءات التي اتخذت لمواصلة العمليات الآمنة في المصنع غير مقبولة، وهناك أخطاء بالغة في القرارات انتهكت قواعد السلوك المعمول بها”. ويقع مصنع “لافارج” الإسمنتي في قرية “جلبية” الواقعة قرب مدينة عين العرب، وإلى الشمال الغربي من بلدة عين عيسى في محافظة الرقة، على طريق حلب- الحسكة، واشترته الشركة الفرنسية عام 2007 من شركة “أوراسكوم” المصرية. …. نزكي لكم ايضا مشاهدة: شاهد مصطفى طلاس يتحدث بوقاحة عن مغامراته النسائية القذرة

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الفنانة السورية الشاملة ديمة قندلفت في عمل جديد – روزانا

قليلات هن الفنانات الشاملات اللواتي يجدن كل الفنون السينمائية والمسرحية بإقتدار, كالتمثيل الكوميدي والتراجيدي والرقص والغناء, ومن هؤلاء كانت الفنانة سعاد حسني, وشريهان, وبلا شك الفنانة السورية المبدعة ديما قندلفت التي ستشارك البطولة مع الفنان بسام كوسا, هذا العام, من خلال عمل جديد يحمل عنوان “روزانا”، حيث سيشارك فيه كلاً من أنطوانيت نجيب وجيانا عنيد وعلي كريم وتولاي هارون ولجين إسماعيل, وهو من تأليف جورج عربجي وإخراج عارف الطويل يجسد دراما اجتماعية معاصرة، ويتناول موضوع الأزمة من وجهات نظر إنسانية, وإجتماعية عبر حكاية أسرة حلبية هجرت قسرا إلى دمشق، من خلال قصة كل فرد من أفراد هذه العائلة.
ويشار إلى أن قندلفت تنشغل بالتحضير لأغنية جديدة ستطلقها بمناسبة عيد الميلاد المسيح (الكريسماس)، والعمل المسرحي الذي بدأت الاستعدادات له منذ أيام قليلة هو من تأليف لوتس ابنة غسان مسعود، بينما يشارك فيه مجموعة من النجوم منهم محمود نصر ونظلي الرواس وديمة وروبين عيسى وأيمن عبدالسلام وآخرين. … نزكي لكم ايضا مشاهدة: شاهد حفل زفاف الوزير بالنظام السوري همام الجزائري و الفنانة ديمة قندلفت

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

شاهد: ردود أفعال غاضبة من قائمة الـ50 مفتيًا التي أصدرها السيسي

أثار إعلان دار الإفتاء المصري عن تحديد 50 عالما فقط مسموحا لهم بالإفتاء على الشاشات، ردودا واسعة في الشارع المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. (شاهد الفيديو اسفلاً ) وكانت دار الإفتاء المصرية قد فاجأت الشارع، يوم الأربعاء، بقائمة حصرية للمسموح لهم بالإفتاء والظهور على شاشات الفضائيات، وهم (50) عالما فقط، استبعد منهم حشد من الأسماء والرموز الكبيرة والمعروفة، ومنهم رموز في التيار السلفي وفي مقدمتهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحوينى، فضلا عن ياسر برهامي.. القرار لاقى انتقادات واسعة من علماء وشيوخ من مؤيدي النظام العسكري في مصر، بعد استبعادهم من القائمة، منهم مبروك عطية، وخالد الجندي، وسعاد صالح, وشمل المنع أيضا أسماء معروفة من أساتذة جامعة الأزهر، مثل الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور أحمد كريمة، وأسامة الأزهري وسعد الدين الهلالي، وصبري عبد الرؤوف.

لكن المفاجأة الأكبر كانت خلو القائمة من شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وعدد من العلماء المعروفين الذين يتهمون بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وبينهم مستشار شيخ الأزهر السابق الدكتور حسن الشافعي.
أما الخمسون الذين سُمح لهم بالإفتاء والظهور في الفضائيات، فهم:
1- الأستاذ الدكتور / شوقى إبراهيم عبد الكريم علام مفتى جمهورية مصر العربية
2- الأستاذ الدكتور/ على جمعة محمد عبد الوهاب مفتى الجمهورية السابق
3- الأستاذ الدكتور/ نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق
4- الدكتور/ مجدى محمد عاشور المستشار الأكاديمى للمفتى
5- الدكتور / على عمر الفاروق فخر مدير عام إدارة الحساب الشرعى
6- الدكتور / محمد وسام عباس خضر مدير إدارة الفتوى المكتوبة
7- الدكتور / عمرو مصطفى حسنين الوردانى مدير إدارة التدريب
8- الدكتور / محمد عبد السميع بدير مدير إدارة الفروع الفقهية
9- الدكتور / أحمد ممدوح سعد مدير إدارة الأبحاث الشريعية
10- الدكتور / عويضة عثمان سيد عويضة مدير ادارة الفتوى الشفوية
11- الدكتور / محمود محمد شلبى مدير إدارة الفتاوى الهاتفية
12- الدكتور / أحمد وسام عباس خضر مدير إدارة البوابة الإلكترونية
13- الدكتور / عصام الدين أنس الزفتاوى مدير فرع أسيوط
14- الدكتور / أحمد محمود على مدير إدارة فرع الإسكندرية
15- الدكتور / عبد الله عجمى حسن مدير إدارة فض المنازعات
16- الدكتور / خالد عبد العزيز عمران باحث شرعى
17- الدكتور / مصطفى عبد الكريم محمد مراد باحث شرعى
18- الدكتور / إبراهيم عبد السلام محمد خليل باحث شرعى
19- الدكتورة غادة على عبد الشهيد باحثة شرعية
20- أ.د / سيف رجب قزامل العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بطنطا.
21- أ.د / عطية عبد الموجود لاشين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف.
22- د / عبد الباسط محمد خلف رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية.
23- د / أحمد مصطفى محرم مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
24- د / عماد عبد النبى مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
25- د / محمود حربى مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر.
26- د / أحمد مصطفى معوض مدرس مساعد بقسم الفقه المقارن بشريعة وقانون القاهرة.
27- د / عبد الحليم محمد منصور عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الإشراف الدقهلية.
28- د / حسين سيد مجاهد مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
29- د / على محمد على مهدى مدرس الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية جامعة القاهرة.
30- أ.د / عبد الهادى زارع المشرف على لجنة الفتوى بجامعة الأزهر.
31- د/ حازم أحمد محمد شلبى عضو بمركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف.
32- د/ خالد سالم سيد عثمان عضو بمركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف.
33- د/ عطا عبد العاطى السنباطى الأستاذ بكلية الشريعة والقانون.
34- د/ سعيد عامر الأمين المساعد بمجمع البحوث الإسلامية.
35- الشيخ ياسر محمد السيد الفقى عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
36- أحمد المالكى باحث شرعى بمشيخة الأزهر.
37- سعيد رمضان محمد السيد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
38- محمد أحمد معتوق مهران عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
39- محمد عبد العزيز على عبد السلام عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
40- إسماعيل محمد عبد الحى أحمد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
41- ناصر مصطفى محمد عمارة عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
42- محمد عبد الرحمن غريب حسن عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
43- صابر حسنى صبحى عبد الوهاب عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
44- جلال سعد حامد خضر عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
45-معاوية عوض أحمد عبد الرحيم عضو بمركز الأزهر للفتوى الالكترونية.
46-أحمد عبد العظيم عبد الرءوف الطباخ عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
47-عبد الحميد السيد عبد الحميد محمد سيد أحمد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
48-محمد عماد أبو الهدى عبد الرازق الخولى عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية
49- سعيد رمضان محمد السيد عضو بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية.
50 -عباس شومان وكيل الأزهر الشريف

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

تقدم المرأة لخطبة الرجل وتقديمها منزل الزوجية مباح شرعا ً

ورد لنا على موقعنا على الإنترنت سؤال من الأنسة – فاطمة السديسى تقول فيه — ماحكم الشرع فى تقدم المرأة لخطبة رجل عجبها وماحكم الشرع ايضا فى تقديم المرأة لشقة او بيت الزوجية من مالها ؟

للإجابة على هذا السؤال نقول :-
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ——– اما بعد
فتقدم المرأة لخطبة الرجل للزواج مباح شرعا ولنا أسوة فى سيدنا النبى فقد تقدمت السيدة خديجة لخطبته وهو مايعنى أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل صالح ترغب في نكاحه، والأولى أن يكون ذلك عن طريق محرم من محارمها، أو امرأة من أهله أو أهلها أما السيدة خديجة رضي الله عنها فأعجبت بشخص النبي (ص) ورغبت في الزواج منه ، فأرسلت صديقتها نفيسة بنت منية تعرض على النبي (ص) أمر الخطبة والزواج ، فوافق (ص) على ذلك . — وأما الطريقة التي عرضت السيدة خديجة – ض – بها نفسها على رسول الله (ص) ، فقد ذكرها ابن إسحاق فى كتاب البداية لأبن كثير بقوله: وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامتها، فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها، بعثت إلى رسول الله (ص)، فقالت له -: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وَسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه. وكانت أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهنَّ شرفًا، وأكثرهنَّ مالاً، كل قومها كان حريصًا على ذلك منها لو يقدر عليه، فلما قالت ذلك لرسول الله (ص)، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه، فتزوجها عليه الصلاة والسلام.
وكان وكيل السيدة خديجة عمّها عمرو بن أسد، وشركه ابن عمها القس ورقة بن نوفل، ووكيل الرسول –(ص) – عمّه أبو طالب…وكان أول المتكلمين أبو طالب.ثم وقف القس ورقة بن نوفل فخطب قائلا: (الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله)… وعاش النبى ببيت السيدة خديجة وهو مايعنى أن تقدم المرأة لخطبة الرجل وتقديمها لشقة أو منزل الزوجية مباح شرعا .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه

الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى ورئيس الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ومفتى استراليا ونيوزيلاندا وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

هذا ما جنت أيدينا في لبنان

 بقلم حازم الأمين/
تقول النكتة التي يتداولها لبنانيون هذه الأيام: “إيطاليا خارج المونديال، وهولندا أيضاً، والوليد بن طلال محتجز، وعناصر من حزب الله يعلقون صوراً لسعد الحريري في بيروت… من لَعِب بالـ
setting”.
وهذه واحدة من مئات النكات التي لم يجد اللبنانيون طريقاً لتصريف حيرتهم غيرها، ذاك أن ما يعيشونه اليوم لم يسبق لهم أن اختبروه، على رغم أن ما اختبروه ليس قليلاً، لا سيما في العقدين الأخيرين من عمر جمهوريتهم، وكانت الذروة الأربعاء، عندما أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أن رئيس الحكومة سعد الحريري محتجز هو وعائلته في الرياض، وأن ذلك يعتبر عملاً عدائياً تجاه لبنان. وعند ذلك، لم يعد الاحتجاز قصة، إنما صار موثقاً بتصريح لرئيس الجمهورية. وها هو وزير الداخلية نهاد المشنوق وزير الحريري في الحكومة يثني على إدارة واحتضان عون لقضية الحريري، على رغم أن الأخير أعلن أنه سيتوجه إلى باريس.

أنت في بيروت اليوم ستشعر أنك فاقد بوصلة التوتر تماماً. لا تعرف مَن ضد مَن، ومن إلى جانب من! صورة الحريري علقها أناس لم يسبق أن أحبوه، لكنك تشعر اليوم أنهم فعلاً يحبونه. أقنعوا أنفسهم بأنه مخطوفـ”هم”، وأنه غائبـ”هم”، وهم لشدة ما اقتنعوا بذلك صاروا يحبونه. جرى ذلك بوقت قصير. أيام وساعات قليلة. محبوه غير الجدد نائمون في منازلهم جراء فقدانهم القدرة على تفسير ما يجري مع رئيسهم.
لكن لبنان أيضاً دخل نفق المواجهة الإقليمية والدولية قبل غيره. الساحة اللبنانية كانت سباقة في تظهير مستوى الاحتقان في الإقليم. فاستقالة الحريري، ومن ثم إقامته “غير الإرادية” في الرياض، وترجيح انتقاله إلى فرنسا، هذه الوقائع ليست أكثر من مؤشرات إلى مرحلة قاتمة لا يبدو أن لبنان محصن منها، لا سيما وأننا أصبحنا أمام حال من الانكشاف لا يرغب فيها أي طرف في إخفاء نواياه. طهران قالت علناً إن لبنان جزء من منظومتها التي انتصرت، وها هي الرياض تقول إن في لبنان رئيس حكومة يحمل جواز سفر سعوديا، يأتي إليها ويعلن منها استقالته. جرى ذلك في وقت تستعد فيه واشنطن لتنفيذ برنامج عقوبات ضد حزب الله يبدو أن الاقتصاد اللبناني لن يكون بمنأى عنها.
أمام هذه الحقائق، يستحضر اللبنانيون انقساماتهم بصفتها أقداراً. يسألون بعضهم بعضاً عما إذا كانت الرياض سترسل لهم أبناءهم الذين يعملون فيها، ويسألون عما إذا كانت إيران تخطط لحرب في لبنان. لا أثر لقناعة بإرادة لبنانية، وبقدرة أي جهة محلية على التأثير بمصائرهم. عندما تقول لهم طهران إن رئيس حكومتهم محتجز في الرياض يصدقون، وحين تقول لهم الأخيرة إن تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون هي جزء من الحملة الإيرانية على السعودية يصدقون ذلك. وهم يفعلون ذلك لأن كلا القولين صحيح، ولأنهم يدركون أن رجال السياسة في بلدهم منزوعو الإرادة، وأضعف من أن يكون لهم تأثير في مستقبل بلدهم.
في هذه اللحظة تظهر الهشاشة بصفتها قدراً صنعه اللبنانيون أنفسهم. فبلدهم ليس أثقل من ريشة في عاصفة عنيفة تنتظر الإقليم. انقساماتهم في هذه اللحظة تبقى مستمرة لكن وظيفتها هذه المرة تكف عن أن تكون احتقاناً. تتحول إلى نوع من الخوف ومن التضرع. يقبل أنصار الحريري أن رئيسهم محتجز في الرياض، ويقبل أنصار حزب الله أن تصريحات عون هي امتداد لموقعه إلى جانب طهران، لكن هذين القبولين لا يدفعان إلى أي مراجعة، إنما إلى نوع من التسليم بهذه الحقائق بصفتها أقداراً.
اليوم تحديداً يمكن للبنانيين أن يختبروا ما جنت أيديهم، وأن بلدهم هو المرشح قبل غيره أن يكون مسرحاً للمواجهة. فما جرى في الأيام الفائتة أزال ورقة توتٍ أخيرة كانت تستر الحياة العامة فيه. ما جرى مثل منتهى العراء، وحقيقة الحياد الذي كانت تدعيه حكومتهم صار فجأة منتهى الانحياز. طهران تقول إن بيروت لها، والرياض تقول إن بإمكانها تعطيل الحياة العامة فيها، واللبنانيون يشعرون أن طهران والرياض على حق.
على نحو مفاجىء اكتشفنا كم أن لبنان كان مرهوناً لدول تملك جماعات لبنانية بأكملها. نفوذ الرياض كان أقل وطأة لأسباب كثيرة، ونفوذ طهران كان مباشراً وهو ورث نفوذاً كان سبقه إلى بيروت هو نفوذ النظام السوري. اليوم حانت ساعة الحقيقة. مصالح الدول الأكبر تقتضي حرباً وتقتضي عقاباً، وما علينا سوى أن ننتظر مصائرنا ونحن فاقدو القدرة على التأثير فيها.
هذا ما جنت أيدينا طوال العقود الثلاثة الفائتة.
ــــــــــــــــــــ
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن)

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

شاهد الناشطة جود عقاد وفضائح التحرش أسماء ..من واقع المعارضة السورية ..في مصر ..

شاهد الناشطة جود عقاد والتحرش من تجارب وأسماء ..من واقع المعارضة السورية ..في مصر ..

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

السعودية ثورة حبلى بأنقلابات .. ” رؤية “

السعودية التي سبتت لعشرات العقود ، شريعة ومذهبا وحكما ونظاما ومجتمعا / قبليا ، وطريقة بيعة أولى الأمر ، أنتفضت مرة واحدة بصيغة ثورية ، الثورة بتدبير من الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ، ودائرته الضيقة ، بالرغم من معانات الملك الصحية ( فقد نقل موقع قناة العلم في الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦ ، أن الملك سلمان مصاب بتلف خلايا دماغي ملكي لا شفاء منه ، المرض هو « العته الوعائي » او « الخرف » ، الأمر بدأ العام 2008 ، وهي أحد اكبر اسرار المملكة ، جريا على ما كانت عليه امراض من صعدوا الى العرش قبله في شيخوختهم ، مع فارق وحيد ان اسلافه الملك سلمان عانوا في ابدانهم ، وامكن التعايش مع امراضهم ، وليس في ادمغتهم .. ) ، لكنه كسر تقليد العائلة المالكة !! ، بطرق مكشوفة وواضحة لدى القاصي والداني !! ، وسأشير في التالي ببعض الأضاءأت حول الوضع السعودي / رؤيتي الخاصة : 1 . الثورة .. بدأت بأقصاء الأمير مقرن بن عبد العزيز / أصغر أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود من ولاية العهد ! – في 29 أبريل 2015 ، وأختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد ، وتعيين نجل الملك ، الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد ، وكان كل ذلك حركة تمويهية ، من أجل أعتلاء الأمير محمد العرش ، وكانت هذه العملية هي بواكير شرارة الثورة ، التي ظهرت ملامحها بالأفق ، وكل مؤشراتها أخذت تتمركز بأن كل الأمور ستتهيأ للملك القادم / محمد بن سلمان ، الذي كان في حينه لم يكمل عامه الثلاثين ، الملك سلمان أنقلب على هيئة البيعة ( وهي هيئة سعودية تعنى بأختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد ، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ، ولقد أسست الهيئة في 20 أكتوبر 2006 ، وكان يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود حتى وفاته في 3 مايو 2017 ، ولم يتم تعيين رئيس لها بديل عنه ) ، وذلك بزج الأمير المدلل في خضم الوصول الى سدة الملك ، بالرغم من وجود من هو أحق منه في أعتلاء العرش! . 2 . الأنقلاب الأول ، هو تعيين الأمير محمد بن سلمان من ” وليا لولي العهد ” الى ” وليا للعهد ” بعد موافقة 31 من أصل 34 من أعضاء هيئة البيعة ، وأقصاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ، وهذا هو الأقصاء الثاني في كابينة ولاية العهد ! ، وكان ذلك في في 21 يونيو 2017 ، وتم وضع الأمير محمد بن نايف تحت الأقامة الجبرية ، وللعلم أن للأمير محمد بن نايف باع طويل بوزارة الداخلية ، وأبيه أيضا كان وزيرا للداخلية / الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ) نايف بن عبد العزيز ، شغل منصب وزير الداخلية منذ 1975 ، ووليا للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء منذ 27 أكتوبر 2011 إلى غاية وفاته. ) . 3 . حكم النساء ، لماذا الأمير محمد بن سلمان بالتحديد ! ، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود / أي هناك ستة أمراء أرشد منه ، أذن هناك دور للنساء ، ومدى تاثيرهن على الملك المريض ، وهي والدة الأمير محمد الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي ، وهذا أنقلاب أخر داخل عائلة الملك سلمان بالتحديد ، ولكنه أنقلاب نسائي ! .
4 . أنقلاب أخر وهو توقيف عدد من الأمراء و من مراكز القوى في السعودية ، فقد أشار موقع النهار الى ما يلي ( في حملة غير مسبوقة لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية ، أوقفت السلطات 11 أميراً وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين . ويفترض أن تتيح هذه الحملة لولي العهد الامير محمد بن سلمان تعزيز سلطته ، وأفاد مصدر حكومي أن بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال ، ووزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز . ومن المحتجزين الآخرين وزير المال السابق إبرهيم العساف وهو عضو في مجلس إدارة شركة “أرامكو” السعودية العملاقة للنفط ، ووزير الاقتصاد السابق عادل فقيه الذي اضطلع في يوم ما بدور كبير في وضع مسودة إصلاحات الأمير محمد ، والأمير السابق لمنطقة الرياض تركي بن عبد الله ، وخالد التويجري وغيرهم ) .
5 . أهم مؤشرين في الأنقلاب الأخير ، هو أنه أنقلاب يلد أخر ، حيث أنه من ناحية أنقلاب سلطوي ، لأنه أزاح أكثر واهم المرشحين لكرسي الحكم ، وأقواهم وهو الأمير متعب وزير الحرس الوطني / أبن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ناحية ثانية ، هو أنقلاب مالي ، وذلك بأزاحته الأمير الوليد بن طلال وأبن لادن ووليد الأبراهيم / مالك قنوات
MBC
.. ، من أجل السيطرة على أموالهم ! .
6 . سعد الحريري ، أنقلاب أخر سياسي مالي ، أن وجود الحريري بالسعودية ، هو حجز أو تقييد لحركته أو أقامة جبرية ../ سمه ما شئت ! ، الرئيس سعد / بالرغم من محيطه من الرجال ، ولكن لا تزال خبرته محدودة ليست كالراحل والده ! ، فقد أعلن أستقالته وهو في السعودية – وهي أستقالة غير معللة أو مسببة دستوريا ! لأنه خارج لبنان ! . الدكتور سعد الفقيه / معارض سعودي ، يقول : أن أستقالة الرئيس ، ترتبط بأسباب سياسية متعلقة بأيران وحزب الله اللبناني ، ويضيف : أن شركة ” سعودي أوجيه ” المملوكة للحريري ، والتي مركز أعمالها السعودية في أزمة مالية حادة ، والأمير سلمان يخطط للأستيلاء عليها ، وأنه حتى رواتب العاملين لم تدفع ! . كل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى دخلت فرنسا على خط الأزمة ، حيث بين موقع
BBC
( أعلن الرئيس الفرنسي الأربعاء – 15.11.2017 ، أنه وجه دعوة إلى الحريري وأسرته للقدوم إلى فرنسا ، بعد محادثات هاتفية أجراها مع الحريري وولي عهد السعودية محمد بن سلمان وقال ماكرون ، في تصريحات أدلى بها في ألمانيا ، إن الدعوة لعدة أيام وليس لعرض لجوء سياسي للحريري .. ) ، وأرى أنه لو كانت الأمور أعتيادية لما تتدخل الرئيس الفرنسي / ماكرون ، على خط الأزمة ! . 7 . الأمير محمد / بخبرته المحدودة ، يجعل من أمر حجز أو أطلاق سراح الأمراء ورجال الأعمال ، مرتبط بالمال ، وأرى في هذا فضيحة أخلاقية ، فالأمير محمد أما أن يسير بخطى قانونية ويترك أمر المحتجزين للقضاء ، أو أن يتصرف كملك ، ولكنه أتبع الخيار الثاني ، فقد جاء في صحيفة ” ذا فايننشال تايمز ” البريطانية ، التالي : ( إن السلطات السعودية تفاوض أمراء ورجال أعمال ، تحتجزهم في فندق ” ريتز كارلتون ” بالرياض للاشتباه بتورطهم في قضايا فساد ، لإطلاق سراحهم مقابل التنازل عن حصص كبيرة من ثرواتهم .. وتقول المصادر إن في بعض الحالات ، تريد السلطات الحصول على 70 في المئة من ثروة المشتبه بهم ، مضيفة أن مبلغ التسوية الإجمالي قد يصل إلى 300 مليار دولار ، وهو يفوق المئة مليار دولار الذي أعلن النائب العام السعودي اختلاسها في صفقات مالية شابها الفساد .. ) ، أذن القضية هي قضية السيطرة على رؤوس أموال شركات المحتجزين ، أضافة الى أنهائهم سياسيا وسلطويا !! . 8 . في الأفق / من الممكن في المستقبل القريب ، بوادر لأعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش بعد تنازل الملك سلمان عن الملك لمرضه ، فقد جاء في موقع
https://arabic.sputniknews.com
التالي ( علًق مصدر سعودي رفيع على الأنباء التي أكدت احتمالية تنحي الملك سلمان بن عبد العزيز ، لصالح ابنه ، محمد بن سلمان ، نافياً أن يكون ولي العهد قد تآمر لعزل محمد بن نايف ، وذلك تعليقاً على تقرير نشرته صحيفة ” نيويورك تايمز ” الأمريكية ) .. وهذا أحتمال وارد ، وذلك حتى ينهي الملك سلمان بيعة نجله كملك في حياته ! . 9 . زيارة البطريرك الراعي للسعودية ، نعم أنه حدث كبير ، فقد جاء في موقع / فرانس 24 ، التالي ( في 14/11/2017 – وصل البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي الاثنين إلى السعودية في زيارة تاريخية ، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد ، بالإضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري . وتأتي الزيارة وسط توتر سياسي بين الرياض وبيروت بعد إعلان الحريري استقالته من السعودية في الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري ) ، نعم أنه تحول ، ولكن العالم يريد تحقيق حدث على أرض الواقع ، مثلا – تأسيس كنائس بالسعودية مع حرية دينية ! ، لأنه حدث أمر مشابه في الماضي ، لكنه لم يثمر عن أي شي مستقبلي ! ، وذلك عندما زار الملك عبدالله البابا ، ( لاول مرة في تاريخ العلاقات بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية والسعودية ، يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء 6-11-2007 في الفاتيكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وصل الى روما في اطار جولة اوروبية / نقل من موقع العربية ) ، في هذا الشان بالتحديد أرى أن العلاقات الدولية ليست عروض وأنما أفعال على أرض الواقع ! .

رؤية :
الدول المساندة للثورة في السعودية ، من أجل ولادة مملكة جديدة بمواصفات حداثوية / أراها مجرد حلم بالرغم مما يحصل ! ، وأخذ البعض يساندون الأمير محمد حتى أعلاميا من أجل أعتلائه العرش ، وذلك من أجل تسيير المصالح الخاصة للدول الأقتصادية والمالية ! ، مصر – على سبيل المثال وليس الحصر ، فقد قال السفير سيد أبوزيد ، مساعد وزير الخارجية الأسبق سفير مصر لدى المملكة سابقاً ، التالي : ( إن تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد فى السعودية جاء كخطوة متوقعة لما شهدته السياسة السعودية من تطورات خلال الفترة الماضية اتسمت بتولى « بن سلمان » لمسئوليات وأدوار مهمة على المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، مؤكداً فى حواره لـ « الوطن » أن القرار تم بالتشاور والتوافق بين أعضاء الأسرة الحاكمة السعودية ، التى وصفها بأنها متماسكة للغاية / نقل من موقع – الوطن ) . أني أرى أن عدم الشفافية في نقل الحقائق سيجعل من الملك القادم والمملكة ونظامه في مهب الريح ، في حالة لو تحقق حلمه في كرسي العرش ! ،.. فالوضع السعودي المستقبلي جدا معقد ، ووددت أن أسرد ما يلي من مؤشرات ، لكي تتوضح صورة ما ستؤول أليه النتائج :
أولا : أن الأمير محمد بن سلمان ، وما يتمتع به من خبرة ودراية وحنكة وحكمة وعلاقات وسياسات .. ، ضعيفة ومتواضعة ، ولا يمكن ان تقاس أو أن تقارن بمن تناطح معهم ، كالأمراء – متعب بن عبد العزيز / وزير الحرس الوطني ، الأمير محمد بن نايف / ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأسبق ، والأمير الوليد بن طلال / رجل الأعمال والذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات سعوديا وعربيا ودوليا .. ، والأمر ينطبق على العشرات من المحتجزين ، نعم السلطة تتمركز الأن معظمها بيده ، ولكن هذا الحال ليس دائمي ! ، وكل المحتجزين لديهم أشقاء وأولاد عمومة من الأمراء ، ولديهم صلات مع مراكز القوى التي لا زالت فاعلة بالمملكة وهناك قبائل تؤيدهم ، ويملكون علاقات أقليمية وعربية ودولية .. فكيف سيتصرف الأمير مع كل هذه المعطيات ! .
ثانيا : دائرة الملك سلمان بن عبد العزيز / المريض والمتعب ، الضيقة ، التي هي اليوم مع الأمير محمد ، لا نعلم بعد رحيل الملك ، أتبقى مع الأبن ، أم تغير ولائها الى الأقوى ! ، وذلك حسب تغير الظروف وتبدل تطلعات مراكز القوى ! .
ثالثا : هل يبقى الحرس الوطني ، الذي بقى ضمن دائرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز ، ومن ثم أبنه الأميرمتعب ، منذ 1960 والى الأن ! هل يبقى الحرس الوطني كقوة ، صامتة دون أي رد فعل ، تجاه ما يحل بقائد الحرس ، الفريق أول الركن الأمير متعب / وليد المؤسسة العسكرية ، ونجل الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز / القائد المخضرم الأسبق للحرس ! هل سيتحرك الحرس ! ، أم ينتظر ظرف معين ! علما أن جل الحرس هم من أبناء القبائل ! هذا تساؤل !.

خاتمة الرؤية :
الخيار الاول – هل سيحدث أنقلاب ملكي وعسكري يمنع أو يحجب أعتلاء الأمير محمد بن سلمان للعرش ! ، ” قبل ” تنازل أو وفاة الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز ! .
الخيار الثاني – هل سيعتلي الأمير محمد العرش ملكا على المملكة العربية السعودية ، ثم يزاح بعد تنصيبه / مبايعته ، بحركة ، من الحرس والقبائل ، ومن الممكن حتى من العائلة المالكة / خاصة في حالة وفاة الملك سلمان قبل التنصيب الفعلي ! .
الخيار الثالث – هل ستنتفض ” هيئة البيعة ” ، تصحيحا وتقويما لوضع مبايعة الملك في المملكة ، وحقنا للدماء!.
ومن كل ما سبق من مؤشرات ومعطيات وخيارات وأحتمالات وتغيير في مراكز القوى ، أضافة الى تأثير دوائر وعوائل المتضررين من الأمراء والوزراء ورجال السلطة والأعمال .. ، كيف سيقود فيما بعد ، أبن الثلاثينات الأمير محمد ( الذي يرأس اغلب مفاصل الدولة المركزية / ومنها حرب اليمن .. ) ، كيف سيقود الأبن التركة الحبلى بالانقلابات للأب !! .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 1 Comment

شاهد المطالبة بإعدام ناشط موريتاني بالرغم من استتابته كما الدواعش

مصير المدون الموريتاني محمد الشيخ ولد امخيطير، الذي حكم عليه بالإعدام بسبب اهانته للنبي محمد , (كما جاء بالحكم), وتم تخفيف الحكم إلى السجن لمدة عامين بعد أن تمت استتابته، لا يزال يشعل المشاعر العامة, ففي حوار تلفزيوني في فرنسا في 24 تشرين الثاني / نوفمبر، دعا الناشط السياسي الموريتاني عبد الملك أحمد إلى إعدام ولد امخيطير رغم توبته قائلا: “بعد قتله، يمكن دفنه كمسلم”. فواجهه الناشط المغربي لحقوق الإنسان عبد الصمد عايض عائشة قائلا: “إن قتل شخص بسبب التعبير عن آرائه هو عقلية داعش”. وكان ولد امخيطير، قد انتقد عام 2014 استخدام الإسلام لتبرير نظام الطبقات الاجتماعية في موريتانيا، وادى إلى اعتقاله (للتفاصيل هنا: مقال محمد الشيخ الذي حوكم بالإعدام بسببه)، ثم استتاب في وقت لاحق، مما أدى إلى تخفيف عقوبة الإعدام إلى السجن لمدة عامين، و قد قضى المدة بالفعل. وبعد صدور حكم المحكمة، جرت مظاهرات جماهيرية تدعو إلى إعدام ولد امخيطير.

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الطب والرعاية الصحيّة في بلاد الرافدين قديما

في بلاد مابين النهرين القديمة توغلت فكرة الآلهة في كل جانب من جوانب الحياة اليومية للشعوب والمجتمعات الرافدينية ، لتمتد حتى للرعاية الصحية ، فقد كانت الإلهة غولا ( المعروفة ايضا باسم , نينكاراك و نينيسينا ,,) إلهة الصحة والشفاء ، ويساعدها زوجها ” بابيلساج ” ( الذي كان ايضا اله القضاء ) ، وابنائهما ” دامو ، نينازو ” وابنتهما ” غونورا ” .كانت غولا الإلهة الرئيسية في الشفاء والمعالجة والرعاية الصحية ، ومعروفة على انها ” كبيرة أطباء شعب الرؤوس السوداء ( السومريون ) .
الشعار العالمي والذي يرمز الى مهنة الطب في الوقت الحاضر بهيئة ثعبانين متشابكين على عصا او وتد، وهو في الحقيقة لايمت بصلة الى اله الطب اليوناني (اسكليبيوس) وكما هو شائع خطأ ، ولا للالهة السومرية غولا التي هي الهة الصحة والشفاء ، بل لابنها نينازو الذي كان اسمه مقرونا بالثعابين والشفاء ويعني ( الرب المعالج ) ، وكان أيضا منظما للعالم السفلي أيضا . وتختلف التفسيرات حول النقوش التي عثر عليها فيما اذا كان ابن غولا أو ” إرشكيجال ” . وأيّا كان الامر فان كليهما متشابهان بالوصف لشخصية نينازو وثعابينه وكذلك معنيان بالصحة والشفاء و بالحياة الثانية ( الحياة بعد الموت ) ، حيث كانا جزءا من الحياة والموت ايضا.
كان الثعبان يرمز الى التجدد والتحول في الحياة لانه ينزع جلده ويستعيضه بآخر سنويا ، أما الوتد او العصا الاسطوانية التي يتشابك حولها الثعبانان وحسب تفسير الخبراء فانها يمكن أن تكون إشارة إلى العلاج التقليدي للديدان الخيطية الطفيلية والتي تسمى
( دراكونكولوس ميديننسيس Dracunculus medinensis)
أو دودة غينيا. ومن اعراض الاصابة ، ظهور بثور على جلد المصاب مع آلام مبرحة في الجزء الذي تختبيء فيه الدودة . ولإزالة الطفيلي، يقوم الأطباء بعمل شق أو فتحة في الجلد مباشرة عند مكان الاصابة حيث تواجد الدودة ، وعندما تبدأ الدودة بالحركة ، يقوم الطبيب المعالج بادخال أداة طبية اسطوانية رفيعة ويلف الدودة حولها ببطء حتى ازالتها تماما من مكان الجرح أو الاصابة .والعدوى نادرة نسبيا اليوم، ولكن لا تزال تستخدم نفس طرق المعالجة. وقد كانت الاصابة بهذا النوع من الديدان معروفا ومنتشرا على نطاق واسع جدا في العصور القديمة ، وان العيدان الخشبية الصغيرة كانت تستعمل لالتقاط الديدان من جسم المصاب واصبحت بذلك رمزا طبيّا مع الديدان التي ستتحول الى ثعابين فيما بعد حسب اعتقادهم .

وارتبط نينازو بالثعابين لانه ساعد الناس بالانتقال الى الحياة الثانية ، او تمكن من معالجتهم بما حلّ بهم من الامراض ، وباي حال فان الاطباء في بلاد ما بين النهرين كانوا يعدّون وكلاء الإلهة في ممارسة مهنة الطب .

الطب والآلهة
كانت الوظيفة الرئيسية للطبيب آنذاك ، كما هو الآن ،ألا وهي شفاء الأشخاص من الأمراض وجعلهم بصحة جيدة ، وكانت الخطوة الاولى في علاج الشخص المريض هو تشخيص سبب المرض مثلما متبع حاليا ، وكان سبب الاصابة بالمرض في اعتقاد السومريين هو ” الخطيئة ” أو ارتكاب الاثم والمعصية سواء بقصد أو من غير قصد . تقول الباحثة والمؤلفة الفرنسية ” جين بوتيرو ” :
( ان كل خرق للقانون أو للاعراف السومرية النافذة هو بحد ذاته جريمة بحق الآلهة ، وبما ان الحكّام يتشددون بعقابهم كل من يتحدى سلطاتهم وأوامرهم ، فأن مثل هذا القمع لشعوبهم يوعزونه تماما الى الآلهة ، وتتمثل بعض تلك العقوبات بالعاهات والأمراض والتي تعد على انها من فعل الابالسة أو الشياطين ” كما كان يعتقد سابقا ” بل هي أوامر إلهية بحتة) .
لقد صُممت الآلهة في بلاد مابين النهرين على مقاس حكامها ، فكان الملك هو الذي يختار او يقرر العفو عن الجريمة المرتكبة من قبل اصحابها ، ويوعز بذلك على انه توجيه من الآلهة ، وكان على الشخص المريض ان يعترف بخطيئته او جريمته كي يقدم له العلاج المناسب ورفع يد الشيطان الذي ارسلته الآلهة لالحاق العقوبة بالشخص الذي يتوسل علاجه .
و كان المرض يشار اليه في كثير من الاحيان بإسم ( يد) ، مثلما يلمس المريض بيده يد ” شمش ” إله الشمس للشفاء من المرض ، أو يد الشيطان ” لا ما شتو ” للاصابة بالمرض اي بسبب الخطيئة المرتكبة ، وتلك العقوبة “المرض ” .وأيّا كان العلاج ، فان التشخيص يشير دائما الى إرادة الآلهة وتدخلها في جميع الشؤون الحياتية والاجتماعية ، فالمرض هو خطيئة وعلاجه يتطلب نوعا من الاعتراف بها .
من الممارسات والافكار العجيبة لمجموعة طرق الخداع التي كان يمارسها الملوك السومريون وكهّنتهم في تظليل الناس المرضى والذين يخضعون للعلاج على يد الاطباء والممرضين ، يأن كان للآلهة القرار الأخير والحاسم في علاج المرضى ، مثلها مثل هيئة محكمة إلهية عليا تصدر الاحكام النهائية والتي تقرر مصير حياة الاشخاص المرضى ، فلو اعترف المريض بفعلته النكراء ــ في كثير من الأحيان يقر المريض بذنب لم يرتكبه كي يحصل على العلاج ــ والاطباء قاموا بواجبهم وتقديم العلاج والمشورة الطبية اللازمة والصحيحة من الادوية والاسعافات وغيرها، والمريض قد توفى ، فان ذلك لايعود الى تقصير إلهة الصحة والشفاء بذلك ، فقد تكون هذه الإلهة عملت ماعليها ولكن إلهاً اخر قد استخدم حق النقض لشفاء هذا المريض أو ذاك وكان سببا بالوفاة ، وبهذا تكون إلهة الشفاء غير معنية بوفاة بعض الاشخاص وليست هي سبب المشكلة .
يقول الطبيب والباحث الأمريكي البروفسور روبرت د . بيغز :
( يعتقد الرافدينيون القدامى ، ان الموتى ” وخصوصا أقاربهم ” قد يكونون السبب في اضطراب حياتهم ، وقد يسببون لهم مشاكل جمّة خلال مراحل حياتهم ، منها عدم الاهتمام بالالتزامات الأسرية للمتوفي ولاسيما في العروض الجنائزية غير المهيبة والمتواضعة ، أو دفنوا بشكل غير صحيح أو لائق ، وبوجه خاص لوفيات الأشخاص الذين توفوا لأسباب غير طبيعية منها نتيجة الغرق و الحروق ، أو الموت في ساحات الحروب والمعارك ، ونتيحة لذلك فان أشباح وأرواح المتوفين تلاحق أقاربهم وذويهم وتصب فيهم لعنة الأمراض والعاهات ) .
يبدو جليّا من الألواح الطبية التي عثر عليها في مكتبة آشوربانيبال في نينوى ، ان الأطباء لديهم معرفة طبية كبيرة لكثير من الأمراض ومعالجتها ، ومعرفتهم واسعة بالاعشاب الطبية ايضا، واستخلاص الدواء المناسب لكل مرض من الامراض الشائعة آنذاك وتطبيقها بانتظام في رعاية مرضاهم ، ولاسترضاء الآلهة وأرواح الموتى . ويعتقد العلماء ، ان الرواية التي قدمها المؤرخ اليوناني ” هيرودتس ” ( القرن الخامس قبل الميلاد ) بخصوص أطباء بلاد ما بين النهرين في كتابه عن الرعاية الصحية في بلاد مابين النهرين ، هي ليست صحيحة وغير مقبولة أبدا ، وكتبت الباحثة كارين نيميت ــ نجاة :
( هم يُخرجون مرضاهم الى الشوارع والطرقات ، لان ليس لديهم أطباء يعالجونهم ، الناس الأصحاء الذين يلتقونهم على طول الطريق يقدمون لهم المشورة والنصح ، لربما عثروا على شخص يملك علاجا لحالتهم ، أو قد يلتقون شخصا أصيب بنفس المرض وشفي فيما بعد . ولايسمح لأي شخص بالمرور في الطريق مالم يسأل شخص مريض وما يعاني منه ) ( نيميت ــ نجاة ص 77 )

الأطباء في بلاد ما بين النهرين
على الرغم من أن هناك مفهوما قد يكون سائدا في أجزاء من بلاد ما بين النهرين، وفي أوقات مختلفة، بالادعاء بأن لا أطباء في بلاد ما بين النهرين أو ليس لديهم أطباء. ولكن من خلال الدراسات المعمقة للموجودات الأثرية من قبل العلماء الباحثين والمؤرخين ، تبين كان هناك صنفان أساسيان من الأطباء في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين:
ــ أسو ( ممارس طبي
medical practitioner
الذي يؤدي عمله من خلال التجربة العلمية والعملية لعلاج المريض) .
ــ أسيبو (المعالج الذي يعتمد علاجه على السحر” كهنة المعابد “).
وكان هناك أيضا الجراحين (الذين يبدو أنهم قد جاؤوا من هذه الخلفيات الطبية) ، والأطباء البيطريين (الذين يمكن أيضا أن يكونوا أسو أو أسيبو). واطباءالأسنان ،أطباء وطبيبات للولادة . ومن المؤكد كان لديهم القابلات ( سابسوتو) يساعدن الاطباء او الطبيبات في حالات الولادة .
وتدفع اجور الولادة للاطباء جراء هذه الخدمة للنساء الحوامل ، وتخبرنا الالواح الاثرية أنه يتم دفع مبالغ اكثر في حال ولادة ذكر من الإنثى المولودة. فمن الممكن لأسيبو أن يؤدي الصلوات للآلهة أو يطلق الهتافات بصوت مرتفع يقترب من الصراخ لطرد الجن أو العفاريت (وعلى الأخص الشرير لاماشتو الذي يقضي على حياة الرضّع وامهاتهم) ، أو أن أسو يمكن أن يخفف آلام المخاض بالأعشاب التي يصنع منها شراب يساعد الام الحامل على حالة الولادة ، ولكنه لايشترك في اجراءات التوليد.
ومن المعروف أن المرأة الحامل، وعندما تكون في حالة المخاض، ترتدي تمائم خاصة لحماية طفلها الذي لم يولد بعد من بطش لاماشتو، واستدعاء جنّي اوعفريت الحماية يسمى ” بازوزو “، والذي هو جنّي يقي المولود ووالدته من العفاريت الشريرة (نود ان نشير أن مصطلح ” جنّي أو عفريت ” لا يحمل دائما صفة الشر كما في العصور الحديثة، ويمكن أن يكون’ جنّي أوعفريت ‘ يعني روح خيرّة).
وعلى الرغم من أن البحوث والدراسات الجديدة تشير أحيانا إلى أسيبو كطبيب ساحر و أسو ” ممارس طبي”، فإن بلاد ما بين النهرين تعتبر الاثنين بنفس المرتبة الطبية. ويلاحظ الباحث بيغز أنه ( ليس هناك أي تلميح في النصوص القديمة بمنح الصفة الطبية الشرعية لاحدهما أكثر من الاخر . وفي الواقع ، يبدو أن هذين الصنفين من المعالجين ينظر لهم بالتساوي بطريقة العلاج، مثل تلك العبارة “إذا لم يكن الطب ولا السحر يجلب علاجا”، ” والتي تذكر عدة مرات في النصوص الطبية السومرية القديمة”. وكان الفرق كبير بين العلاجين هو أن أسيبو اعتمد بشكل أكبر على القوة السحرية الخارقة أو بالأحرى ” الخرافة “، في حين تعامل آسو بشكل مباشر مع الأعراض المرضية الجسدية التي يحملها المريض ” المعرفة “. ويعد كلا الصنفين من المعالجين لديهم قدرات خارقة للطبيعة، ومع ذلك، لا ينبغي اعتبار أسو أكثر علماً ومهارة من أسيبو بتقديرهم ).

وظيفة الطبيب
كان كلا الصنفين من الأطباء يعملان خارج المعابد ويعالجان المرضى ولكن في كثير من الأحيان يتم استدعاء الطبيب الى المنزل، وعلاج معظم المرضى في منازلهم.
كانت مدينة آيسن في بلاد سومر ، مركز عبادة الإلهة غولا، ومن المعتقد (وإن لم يكن مؤكدا تماما) أن آيسن كانت بمثابة مركز التدريب للأطباء الذين يتم إرسالهم بعد ذلك إلى المعابد في المدن المختلفة وحسب الحاجة. لا يوجد دليل على الخدمة الطبية الخاصة ، أي بمعنى ليس هناك اطباء لاشخاص محددين ( طبيب خصوصي ) على الرغم من ان الملوك والأشخاص الأكثر ثراءً يمتلكون الأطباء الخاصين بهم. وكان الطبيب يرتبط عمله دائما مع مجموعة معينة من المعابد ، فالنساء والرجال يمكن أن يكونا على حد سواء الأطباء لاي مريض كان ذكرا أم أنثى ، غنيا أم فقيرا ، عبدا أم حراً . وكما لاحظت جين بوتيرو:
“النساء الكاتبات أو الناسخات لتعاويذ طرد الأرواح الشريرة ، أو العرّافات الخبيرات [أسيبو وآسو] اللواتي يمكن الوثوق بهن ، لايتجاوز عددهن على أصابع اليد الواحدة” ( ص117).
يبدو ان هناك عدد كبير من الطبيبات في سومر أكثر من أي مكان آخر، وأن النساء لعبن دورا أكبر في الطب قبل ظهور الإمبراطورية الأكدية وترسخت الفكرة او الثقافة الأكدية عن المرأة باعتبارها تابعة للرجل. وحسب النصوص السومرية القديمة ، فمن المعروف أن الطبيب يحلق رأسه كي يمكن التعرف عليه بسهولة، وكان من التخمينات ان القليل من الطبيبات اللائي يقمن بحلق رؤسهن أيضا ، لكن هذا غير مرجح، حيث أن الرجال والنساء يحلقون رؤوسهم بشكل دائم ويرتدون شعرا مستعار (وهو عرف يمارس على نطاق واسع وفي وقت لاحق مورس في مصر ) .
من ترانيم الإلهة غولا ، ترنيمة يعود تاريخها الى 1400 قبل الميلاد ، ومن المعروف أن الأطباء يتنقلون بمدينتهم يوميا ويحملون معهم أدواتهم ومعداتهم الطبية . ويتلون ترنيمة ليتعرف عليهم الناس ، وهذا جزء من الترنيمة (بيغز ص 110):
أنا طبيب، أنا يمكن أن أُشفي …
أنا أحمل معي جميع أعشاب الشفاء، وأنا أبعد المرض …
أنا أحضر بنفسي مع حقيبة جلدية تحتوي على تعويذة جلب الصحة …
أحمل جميع النصوص التي تجلب العافية …
أعطي علاجاتي لجميع البشر…
لدي ضمادات صالحة تخفف الجروح …
لدي ضمادات ناعمة تخفف من آلام المرضى …
الأطباء ومن كلا الصنفين ، فيأتي الصنف أسو في المقام الأول والذي يعتقد بأنهم كانوا يستخدمون سرير محمول. وتلاحظ الباحثة ” إميلي ك. تيل” :
أن “قائمة تصنيف لمعدات الطبيب والتي عثر عليها في ” أوغاريت ” السورية ، فيها تفاصيل لسرير و شراشف، والأدوات الجراحية ، وغيرها من المستلزمات الطبية . يجري فحص المرضى المصابين باصابات خطيرة ويعالجون على السرير الذي يحمله الطبيب معه ، ويمكن أيضا أن تستخدم لفائف وأربطة ما بعد الجراحة “.
ولا يعرف فيما إذا كانت هذه القائمة تعني ، هل أن الأطباء يحملون سرير متنقل معهم ، أو يستخدمون أسرّة المرضى الخاصة ؟ . كان سكان بلاد ما بين النهرين يفهمون أن المرض مرتبط بالنعاس (على الرغم من أنهم لم يتعرفوا على “الجراثيم” كما هو الحال اليوم)، ونظرا لأن الناس الأفقر في المدن ينامون على الحصير وفي أرض ترابية، فإن سريرا يرفع المريض كي يعالج ، سيكون أكثر قبولا باعتقادنا ..

العلاجات والوصفات الطبية
كانت اجور الخدمات الصحية والطبية التي تدفع للاطباء ومساعديهم ، هي نسبية حسب الحالة الاجتماعية للشخص. ويُدفع الى الطبيبة التي تقوم بتوليد امرأة من طبقة النبلاء مثلا اجوراً أعلى من التوليد لامرأة من عامة الناس . وكانت الوصفات الطبية على نفس المقياس النسبي، فعندما يٌدفع الى الطبيب مقدارا من الذهب كأجرا له نظير اعداد وصفة طبية مركبة من الأعشاب والمواد الاخرى لأمير من طبقة الأمراء والنبلاء ، بالمقابل نجد أن عمل الشيء نفسه من قبل الطبيب لمريض من عامة الناس ، فان أجره قد يكون وعاء من الحساء أو قدح من الفخار لشرب الماء مثلا . غير أنه لا يوجد دليل على أن الأطباء قد رفضوا معاملة الفقراء، كما وتعطى الوصفات بدون تمييز، وبنفس المكونات، دون اعتبار للمركز الاجتماعي للمريض.
كانت الوصفات الطبية يتم اعدادها من قبل الطبيب وبحضور المريض ، ويقوم الطبيب بتلاوة بعض التعاويذ، فالوصفة الطبية البابلية لإصابة أو جروح في وجه المريض مثلا ، يقول الطبيب:
” إذا كان الرجل المريض لديه اصابة في فكه ، رطل مخلوط من خلاصة عصير شجرة التنوب ( الراتنج ــ وهي فصيلة صنوبرية لها فوائد طبية تستعمل الى الآن ) ، زيت حبات الصنوبر، زيت التربنتين ( تربنتين الخشب )، لحاء ساق شجرة الطرفاء ــ شجيرة الأثل ــ ، اقحوان، طحين إنينو( ؟ ) . مزيج من الحليب والبيرة معا ، وتجمع هذه المواد في وعاء صغير من النحاس ويعجن الخليط حتى يتماسك ، ثم يوضع على الوجه في مكان الاصابة ويربط بأربطة معدة لهذا الغرض الى ان يتعافى المريض “(تييل ص 4 ــ5).

كانت المطهرات يتم صناعتها بخليط من الكحول والعسل وعصارة جذور شجرة المُرْ. وكانت الجراحة أكثر تقدما وتطورا من مناطق أخرى في العالم في ذلك الزمان (تييل ص 5).
تقول تييل:
” لعلاج جميع الجروح بشكل أولي، هناك ثلاث خطوات ضرورية يجب اتباعها ( غسل الجرح ، ونثر الجص على مكان الجرح ، و ربط الجرح” (تييل ص 6).
لقد عرف سكان بلاد ما بين النهرين بأن غسل الجرح بالماء النظيف، والتأكد من أن أيدي الطبيب نظيفة تماما، يساعد على منع الالتهابات و كذلك سرعة الشفاء. ويتم تنظيف اليدين والجروح بمزيج من البيرة والماء الساخن على الرغم من ذلك، كما تؤكد “تييل”: ” كان الصابون السائل معروفا ومتاحا ” ( ص6). وتستمر تييل بالقول: ” في حين أن بعض طرائق تضميد الجروح في بلاد ما بين النهرين قديما تفتقر تماما الى الوسائل الطبية الحيوية الحديثة … بيد ان من جانب آخر هناك امورا تثير دهشتنا، مثل الاهتمام بالنظافة واستعمال الضمادات المناسبة لمعالجة الجروح ” .
بالإضافة إلى هذه الاجراءات العلاجية ، بتنظيف الجرح وربطه ، تصاحبها تلاوة الصلوات واطلاق التوسلات لاستعطاف الآلهة بطرد الجنّي او العفريت الشرير من جسم المصاب . ويلاحظ بيغز أن “النصوص الطبية العلاجية تجمع في كثير من الأحيان نوعين من العلاج ، الطبية (أسو) والسحرية (أسيبو) …
النصوص العلاجية المتبعة تنظم على شكل قوائم، تتضمن وصف الحالة المرضية، مع اسماء المكونات للعلاج مصحوبة بتعليمات تحضيرها، ونصائح لاستعمال هذا الدواء “( بيغز ص104). غير أن هذه النصوص لا تعطينا الكميات والنسب المحددة للمكونات المعدة للخلط . ويعتقد العلماء أن هذا إما لأن الأطباء لا يرغبون الافصاح عن سر المهنة بكتابتها، أو لأن هذه المعلومات ليست بذات اهمية لطبيب من شأنه أن يعرف بالفعل مقدار العشب الواجب استخدامه في عملية الخلط .. ان العديد من النباتات والأعشاب المذكورة في النصوص لا يمكن تحديد صنفها او نوعيتها في هذه الايام ، و “نحن لسنا في وضع يسمح لنا بإعادة إنتاج وتحضير معظم تلك الوصفات التي لدينا أو لفهم تأثيرها الخاص الناتج عن تعاطيها ” (بيغز، ص106).
ومع ذلك، فإن تلك الادوية او العلاجات كانت نتائجها مضمونة ومؤكدة ، لأن النصوص الطبية التي تم العثور عليها تتضمن قائمة الوصفات لعلاجات مختلفة من الامراض قد اتبعت على مدى قرون من الزمن لنجاحها ولفعاليتها في علاج الامراض .

العمليات الجراحية وطرق العلاج
لاحظ بيغز أن ” لدينا القليل من الأدلة على ممارسة طب الأسنان في بلاد ما بين النهرين ” (ص117). ومع ذلك، هناك أدلة على المعالجين الماهرين الذين يسمون اليوم “أطباء الأسنان”، في قلع الأسنان أو تهدئة الألام .
وكان يُعتقد أن تسوس أو التهاب الأسنان سببها ” دودة الأسنان” والتي خلقتها الالهة، وهذه الدودة باعتقادهم لا تستسيغ كل انواع الطعام باستثناء دم اللثة والأسنان. وتخاطب دودة الاسنان الإلهة :
( دعيني أعيش بين الأسنان واللثّة ! أنا سوف أمتص الدم من الأسنان ! سوف أمضغ طعامي في الفك! )(بيغز، ص127) .
طبيب الأسنان يقوم بتلاوة التعويذة الخاصة بدودة الأسنان ثم يقوم بعلاج الاسنان المتسوسة أو الملتهبة سواء كان التداوي بالأعشاب أو قلع السن المصاب ، ويقوم بدعوة الإلهة بان تسحر دودة الأسنان ولتخرجها من فك المريض. ويبدو أن هذا الإجراء كان شائعا وفعالا ، شأنه في ذلك شأن الممارسات العلاجية الأخرى .
كما تعامل الأطباء مع مشاكل الجهاز الهضمي، والتهابات المسالك أو المجاري البولية، ومشاكل الجلد، وأمراض القلب، والأمراض العقلية، وكان هناك أيضا تعامل مع أمراض العين والأذن والأنف، والفم . ولاحظ بيغز أن هناك نصّاً واحد يخبرنا عن وصفة لإجهاض الجنين. ويقرأ كالتالي :
” في حالة المرأة الحامل ، ولكي تسقط جنينها. تتكون الوصفة من ثماني مكوّنات …..، اذ يجب أن تخلط مع قارورة كبيرة للنبيذ ، وتعطى للمرأة الحامل حتى تصل الى حالة السكر الشديدة ، وعلى ان تتناول الخليط مباشرة ومعدتها فارغة. والنص ينتهي بعبارة، (أن المرأة سوف تسقط جنينها ) “.( بيغز ص129).
ولاحظ بيغز أيضا أنه “إلى جانب التعامل مع المرض وبتنوع مصادره، كان أسيبو يعتبر معالجا جنسيا ايضا وبإقتدار”. وكتب بيغز ليقول ” كانت هناك مجموعة خاصة من النصوص المعروفة باسمها السومري، (سا زي كا )… وترجمتها “رفع القلب “، والمقصود هنا بـ` القلب’ هو قضيب الرجل “(ص150). وتتناول عدد من النصوص أيضا ، مشاكل الخصوبة لدى النساء، ولكنها تركز في المقام الأول على القوة الجنسية لدى الذكور والإثارة عند الإناث. كتب بيغز، مثال على ذلك هو المقطع التالي من نص بابلي في العهد الوسيط :
” إذا فقد رجل قوته الجنسية ، عليك بتجفيف وطحن عظام الخفافيش الذكور في موسم تزاوجها ، وتخلط مع الماء وتعطيه الى الرجل ليشربه ، أن الرجل سوف يستعيد قوته. ” ( ص 155 ) .
وهناك طريقة لاختبار الحمل لدى النساء المذكورة في النصوص الطبية، حيث تضع المرأة بعض الأعشاب وتجعلها بشكل أربطة ( تشبه الفوطة النسائية ) لترتديها والتي من شأنها أن تمتص إفرازات المهبل وتغيّر الأربطة ألوانها إذا كانت المرأة حاملا. وهناك أيضا ممارسات لضمان الخصوبة، وزيادة الرغبة الجنسية للمرأة لما بعد الولادة.
لايتحمل الأطباء المسؤولية إذا لم يكن العلاج شافياً للمريض . بل الآلهة كانت هي المسؤولة المباشرة للعلاج من المرض، فإن الطبيب لا يمكن أن يكون مذنبا عما فعله أو لم يفعل في تشخيص ومعالجة المريض، حتى وان كانت الوصفة الطبية التي تم تحضيرها أو اعدادها بدقة كما كتبت بالضبط ، أو حتى لم يقم الطبيب بمعالجة المريض لأي سبب كان . الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة يتعلق بالعمليات الجراحية حيث إذا فشلت العملية ( وهي عقوبة قاسية للطبيب ) ألا وهي بتر يده !.
كان اجراء العمليات الجراحية في وقت مبكر قد يعود الى 5000 سنة قبل الميلاد ، وكتبت نيميت ــ نجاة:
” كان أطباء بلاد ما بين النهرين يعرفون القليل عن علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وكان تشريح الجثث محظوراً ويعتبر من المحرمات الدينية . وقد يكون تشريح الحيوانات قد ساعد على اكتساب بعض المعارف في العمليات الجراحية ، ولكن أطباء بلاد ما بين النهرين كانوا يقومون باستئصال فقط الكبد والرئتين من الحيوانات السليمة تماما لأغراض إلهية ” .(نيميت ــ نجاة ص 82) .
وعلى الرغم من أن الأطباء عرفوا أهمية قياس نبض المريض لتحديد الحالة الصحية له ، وكذلك ايمانهم بأهمية المطهرات والنظافة، إلا أنهم لم يعرفوا صلة سرعة النبض مع نظام الدورة الدموية بتوزيع الدم في أنحاء الجسم ، كما أنهم لم يدركوا تماما بأن عدم النظافة يشجع الجراثيم بنقل العدوى. كتبت نيميت:
” خلال ألفي سنة أو نحو ذلك من الحضارة، فان تقدم الطب في بلاد ما بين النهرين كان بطيئا ، وقد استمّر الأطباء باللجوء إلى الخرافات والتفسيرات السحرية ، على الرغم من أنها يمكن أن تقدم تفسيرات منطقية للعديد من الأعراض والأمراض. وان الاطباء لم يبذلوا جهداً بجمع البيانات و وضع النظريات ” .(نيميت ــ نجاة ص79) .. والدليل على ذلك من خلال بعض النصوص الطبية نفسها، والمعروفة باسم “سلسلة الطالع “والمكتوبة منذ قرون عديدة ، والتي تبرز مدى مهارة ونجاح أسيبو في معالجة المريض بناء على مايراه الطبيب وهو في طريقه الى منزل المريض .
( إذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى كلب أسود أو خنزير أسود، وهذا يعني ان الرجل المريض سوف يموت. وإذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى خنزير أبيض، بمعنى هذا الرجل المريض سيعيش. إذا كان طارد الأرواح الشريرة يرى الخنازير التي تبقي ذيلها مرفوع ، بمعنى هذا الرجل المريض، لا قلق عليه من الروح الشريرة ، وسوف لن تقترب منه ) .(نيميت ــ نجاة ص79)
ومن خلال تلك التخمينات والتنبؤات التي تصف بعض الامراض والعوارض الصحية ، فان المريض في تقديرهم إما أن يعيش أو يموت .
( الأحلام والرؤى الليلية للمريض تؤخذ أيضا بعين الاعتبار، فمثلا ، إذا كان الشخص يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، وفي منامه رأى كلبا، فان ذاك المرض سيعود إليه. وبعدها سيموت.اما إذا كان يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، ورأى في منامه غزال، فان هذا المريض سوف يتعافى. وايضا إذا كان يعاني من مرض قبل فترة طويلة وشفي منه، ورأى في منامه خنزيرا برّيا عندها سيتم تلاوة تعويذة له، وبعدها سيتعافى )( نيميت ــ نجاة ص81).
وفي نفس الوقت الذي كانت فيه هذه الممارسات السحرية يؤخذ بها من جهة ، ولكن من جهة اخرى كانت هناك جهود طبية علمية حقيقية متواصلة للتشخيص السليم لبعض الأمراض استنادا إلى الملاحظة التجريبية وما يسمى اليوم (التفسير العقلاني أو المنطقي ). وأشهر مثال على ذلك هو رسالة من ” زيمري ــ ليم “، ملك ماري، لزوجته بشأن امرأة في البلاط الملكي واسمها ” نانا ” التي كانت تعاني من مرض معدي، فأوعز الملك لزوجته بالعزل و وصيفتها نانا ، وكذلك الآخريات من النساء العاملات في البلاط لأن المرض لدى الوصيفة معديا وخشية اصابته هو ايضا من خلال زوجته ، لذا اتخذ هذا القرار.
لم يكن هذا المفهوم للعدوى معروفا بانتشار الفيروسات، ومع ذلك، فقد خلص بدلا من ذلك إلى أن نانا قد ارتكبت الخطيئة والتي جعلتها مريضة، وأن التقرب من الشخص المريض والاصابة بالعدوى، مما يعني ان الآلهة تسمح لهذا المرض كي ينتقل إلى الآخرين.

أجور وعقوبات الأطباء
من الواضح أن ممارسة الطب والأنشطة المهنية الاخرى في بلاد مابين النهرين تنظمها قوانين واضحة وصريحة . وتضع شريعة حمورابي عشرة مواد قانونية من أصل 282 مادة في الشريعة التي تخص الاجور أو الرسوم المستحقة للأطباء، وكذلك نوع العقوبات في حال خطأهم في العلاج أو التداوي . وهذه لائحة بمقدار الأجر الذي يتقاضاه الطبيب من المريض كل حسب موقعه الطبقي وحالته المرضية :
1. إذا عالج الطبيب رجلاً حرّا بسكين معدني وأحدث جرحاً بليغاَ، ثم شفي الرجل الحر، أو فتح ورماً في عين رجل حر بسكين معدني وشفي ، يحصل الطبيب على عشر شيكلات من الفضة .
ــــ إذا كان المريض ابن رجل حر ومصابا بمثل مرض والده ، فإن
الطبيب يحصل على خمس شيكلات من الفضة .
ــــ إذا كان المريض من العيبد، فإن مالك العبد يعطي شيكلين من الفضة للطبيب .

2. إذا عالج الطبيب رجلا حرّا بسكين معدني وأحدث جرحاً بليغاً، وتسبب في وفاة الرجل، أو فتح ورماً في عين الرجل حر بسكين معدني وفقأ عين الرجل، فأن الطبيب تقطع كلتا يديه .
ــــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد بسكين معدني وأحدث جرحا بليغا
وأدى ذلك إلى موته، فإن الطبيب يعوض مالكه بعبد صحيح .
ــــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد لفتح ورما في عينه بسكين معدني
وفقأ عينه، فإنه يدفع نصف ثمنه بالفضة الى مالكه .

3. إذا عالج الطبيب رجلا حرا وشفي لكسور في العظام ، يجب على المريض إعطاء الطبيب خمس شيكلات من الفضة.
ـــ إذا عالج الطبيب ابن رجل حر لكسور في العظام ، فإن والده يعطي
للطبيب ثلاث شيكلات من الفضة.
ـــ إذا عالج الطبيب رجلا من العبيد لكسور في العظام ، فإن مالك العبد
يعطي شيكلين من الفضة للطبيب.

4. إذا عالج طبيب ثوراً أو حماراً وأحدث جرحا بليغا ، وشفي الثور أو الحمار ، فإن أجرة الطبيب ، سدس شيكل من الفضة .

أن تقدير القيم النقدية الرافدينية القديمة بالنسبة للوقت الحاضر أمر صعب، فعندما نريد أن نقارن الأجور التي تمنح للطبيب في تلك الشريعة البابلية وحسب القانون لخمس شيكلات من الفضة على سبيل المثال ، فأنها تعادل الإيجار السنوي لفئة السكن من الطبقة المتوسطة . أو 2% من شيكل الفضة ، فهو عبارة عن الأجر اليومي للحرفي العادي .
فمن ناحية نجد ان جدول الاجور الطبية مرتفع عموما . وتقابله في ناحية اخرى عقوبات قاسية ، وهذه العقوبات الصارمة لخطأ الطبيب في العلاج أو تسبب الضرر للمريض في قوانين الشريعة البابلية (مثل قطع اليدين) مطابقة للعقوبات التي سنّها لإخفاق أو أخطاء في المهن الأخرى ، أو في حالات التجاوز لأي شخص ضد شخص آخر. وهو المبدأ الذي اقره حمورابي ( العين بالعين و السن بالسن ) .
ــــ إذا فقأ رجل نبيل عين أحد النبلاء، تُفقأ عينه.
ـــ إذا قام رجل بتحطيم أسنان رجل من نفس الطبقة، فسوف تحطم
أسنانه.
ــــ إذا قام رجل نبيل بتحطيم أسنان رجل من العامة، يجب ان يدفع
الرجل المعتدي ثلث مينا من الفضة.
ويمكن للمرء أن يتعجب عما إذا كان أي طبيب يمتلك أعصاب غير متوترة وهادئة لأداء عملية جراحية ناجحة لمريض ، تحت وابل لعقوبات وحشية وصارمة يمكن ان يواجهها عند حدوث خطأ ما ! .
وفي الحقيقة فأن الكتابات السومرية والتي اكتشفت مؤخرا تشير إلى أن العقوبات بحق الأطباء الذين يقعوا في اخطاء مع مرضاهم كانت أقل حدة من القوانين التي سنّها البابليون .

الموروث الطبي الرافديني والحضارات المختلفة
لقد شرع المصريون في اجراء معاينتهم للامراض عن طريق ” الملاحظة التجريبية ” واتخاذ مفهوم ‘العقلانية’ في الإجراءات الطبية. ومن مصر انتقلت تلك التجارب إلى اليونان ، وقد تم تدوينها من قبل
Hippocrates
ــ أبقراط (460 ــ 370 قبل الميلاد) الذي يعرف باسم “أبو الطب الغربي”. ويقول بيغز أن: “هناك بعض أوجه التشابه بين الطب اليوناني والطب في بلاد ما بين النهرين ، ولكن لا يبدو أن الطب اليوناني (على عكس بعض العلوم مثل الرياضيات والفلك) ، كان بأي شكل من الأشكال مشتقاَ من الطب الرافديني” (بيغز ص17) .

وفي الختام ، فإن خبرة الطب في بلاد ما بين النهرين ألهمت بشكل كبير الاطباءالمصريين برسوخ مفهوم الطب لديهم ، والذين كانوا ايضا يستعينون ببعض الخبرات والتجارب من اليونانيين. كتبت تييل :
” أكثر بألف سنة من الزمان اي قبل تعلم أبقراط الطب، وقبل وصف الامراض وتلقي علاج الجروح في الإلياذة … فان الطب والرعاية الصحية في بلاد ما بين النهرين كانت مهنة راسخة شملت التشخيص، واعداد العقاقير وتصنيع الدواء والقيام بجميع المهام الصيدلانية “( تييل ص 7) …

المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــ
د. روبرت. ب. بيغز ــ الشفاء والجراحة والصحة العامة في بلاد مابين النهرين ــ جامعة شيكاغو ــ قسم الدراسات الأكاديمية الآشورية ــ 2013 .
كارين نيميت ــ نجاة ــ الحياة اليومية في بلاد مابين النهرين ــ جامعة ييل ــ كونيتيكت .مؤسسة هندركسون للنشر ــ ماسيتشيوتس 1998.
جين بوتيرو ــ كان كل يوم في بلاد الرافدين ــ من منشورات جون هوبكنز ــ ميرلاند 2005 .
آميلي . كي . تييل – العلاج والتطبيب في بلاد مابين النهرين ــ جامعة الولاية غراند فالي ــ مشيغان .2014 .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

مَــنْ يُـدَحْـرِجُ ..عَـنْ قَـلْـبِـي .. الضَّـجَــرَ

مَــنْ يُـدَحْـرِجُ ..عَـنْ قَـلْـبِـي .. الضَّـجَــرَ/ آمال عوّاد رضوان
هَا رُوحِي
تَغْسِلِينَهَا .. بِأَحْلَامِكِ الْوَرْدِيَّةِ
وَمَغَاوِرُ خَيْبَتِي .. تَطْفَحُ
بِغُرْبَةٍ.. بِرُعْبٍ.. بِفَرَاغٍ!
أَنَا الْمَلْهُوفُ لِرَصَاصَةِ حُبٍّ
يُشَنِّجُنِي دَوِيُّهَا
أَنَّى لِي أَتَّكِئُ.. عَلَى جَنَاحِ فَرَاشَة؟
لَــعْــنَــةٌ رَشِــيــقَـــةٌ
تُـــهَـــادِنُـــنِـــي .. تُـنَــاوِرُنِــي
أَتَــصْــلِــبُــنِــي
عَلَى شِفَاهِ سَحَابٍ دَمَوِيٍّ .. يَتَرَبَّصُ بِي؟
أَيَــا صُــعَــدَاءَ عِــشْــقِــي
بَوْحِي.. وَرْدٌ جَرِيحٌ
عَلَى سِيَاجِ رَبِيعِكِ
لَا يَحُدُّهُ نَزْفٌ
وَلَا يَلُفُّهُ وَدْعٌ .. وَلَا حَتْفٌ!
وَأَنْتِ وَدْعِي وقَدَري!
أَنْتِ وَدَعِي وَسَكَنِي!
كَنُبُوءَةٍ وَادِعَةٍ .. فِي تَمَامِ الْأَزْمِنَةِ
تَـبْعَثِينَني شَهْوَةً .. فِي لُغَتِكِ الْيَانِعَةِ!
***
أَيَا مَعْصِيَتِي الْمُبَارَكَةُ
رُحْمَاكِ
أَطْفِئِي يَأْسِي.. بِنُورِكِ الْمُقَدَّسِ
لِأَظَلَّ أَجْمَعُ ظِلَالَكِ
أُلَمْلِمُ رَعَشَاتِ ضَوْئِكِ
لِأَسْتَظِلَّ بِقَدَرِي!
أَعِدِّي مَائِدَةَ الْحُبِّ.. لِثِمَارِ حَنَانِي
اِخْلَعِي عَنِّي مَنْفَايَ
وَأَلْبِسِينِي وَجْهَكِ
لِأَنْضُجَ .. بِحَنَانِكِ
لِمَ أَتَكَدَّسُ .. فِي مِرْآةِ جَبَرُوتِكِ
وَالْبَرْدُ يَحْطُبُ لَيْلِيَ
بِالْمَرَاثِي وعَـتْـمَـتِـكِ؟
هَا صَبَاحِي ذَابِلٌ
يَهُشُّ أَنِينَ لَيْلِي .. بِزَفَرَاتِكِ
أُلَامِسُ قَلْبَ السَّمَاءِ
وحَــــيْــــثُــــنَـــا
عُيُونُ الْمَلَائِكَةِ .. تَسْتَفِيضُ رَحْمَةً
وَأَتَحَرَّقُ عَارِيًا
إلَّا .. مِنْ هُشَاشَةِ رَجَاء!
بِوَحْشَةِ ضَوْئِكِ الْفَائِرِ
أَرْسمُنَا .. دَوَائِرَ تَتَحَالَقُ
وَ.. أُحَلِّقُ حُرْقَةً
أَ~ تَـــ~لَــــ~وَّ~ى
أَ ~ تَـــ~ لَــ~ وَّ~ عُ
فِي قَفَصِ النِّسْيَانِ!

 

Posted in الأدب والفن | Leave a comment