للسحر في الإسلام قصة مدهشة ومحيّرة تستمد قدرتها على الإدهاش وإثارة الحيرة بفعل ما في طبيعة السحر نفسه من غموض وما في علاقة الإنسان به من غرابة، وبسبب ما يثيره ذلك كله في النفوس والعقول من قلق وحيرة وتوتر بين التصديق والتكذيب.
فمن معاني السحر الكثيرة كما نجدها في معجم “لسان العرب”، وهو أشمل وأغنى معاجم العربية، معنى “الأخذة”، والأخذة هي التي: “تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس الأصل على ما يرى”، وهو تعريف يربط بين السحر والشعوذة وخداع العين وخفة اليد.
ونصادف في معاني السحر أيضاً أنه “كل ما لطف مأخذه ودق”، وهو ما يجعل أصل السحر “صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه، أي: صرفه عن حقيقته”.
ورغم أن كل ما سبق يكاد يجعل السحر طريقاً من طرق الخداع والتزييف غير الحقيقي إلا أن صاحب “لسان العرب” يربط أيضاً بين السحر وبين معونة القوى الخفية الماورائية غير المنظورة (الشياطين) فيقول إنه: “عملٌ فيه تقرب إلى الشيطان وبمعونة منه وكل ذلك الأمر كينونة السحر”.
السحر في القرآن
يرد السحر صراحة في القرآن الكريم، ففي سورة الفلق نقرأ {ومن شر النفاثات في العقد}، والمقصود بهنّ، بحسب تفسير الطبري، “السواحر اللواتي ينفثن في عُقَد الخيط حين يرقين عليها”.