دمعة وابتسامة (مختارات)

دمعة وابتسامة (مختارات)

جبران خليل جبران

المقدمة

أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي و تصير ضحكا .أتمنى أن تبقى حياتي دمعة و ابتسامة……….

حكاية

أيتها المحجوبة عني بستائر العظمة وجدران الجلال ،أيتها الحورية التي لا أطمع بلقائها إلا في الأبدية حيت المساواة ،يا من تطيعها الصوارم و تنحني أمامها الرقاب و تنفتح لها الخزائن و المساجد ،قد ملكت قلبا قدسه الحب و استعبدت نفسا شرفها الله و خلبت عقلا كان بالأمس حرا بحرية هذه الحقول فصار اليوم أسيرا بقيود هذا الغرام

الحروف النارية

أهذه هي الحياة ؟هل هي ماض قد زال و اختفت آثاره ،وحاضر يركض لاحقا بالماضي ، ومستقبل لا معنى له إلا إذا ما مرّ وصار حاضرا أو ماضيا؟

رحماك يا نفس رحماك

رحماك يا نفس فقد ابنت لي الجمال و أخفيته :أنت و الجمال في النور ،و أنا والجهل في الظلمة،وهل يمتزج النور بالظلمة؟

أنت يا نفس تفرحين بالآخرة قبل مجيء الآخرة وهذا الجسد يشقى بالحياة وهو في الحياة

نظرة إلى الآتي

من وراء جدران الحاضر سمعت تسابيح الإنسانية .سمعت أصوات الأجراس تهز دقائق الأثير معلنة بدأ الصلاة في معبد الجمالٍ أجراس سبكتها القوة من معدن الشواعر و رفعتها فوق هيكلها المقدس ،القلب البشري

خليلي

….والدموع التي تذرفها ،أيها الحزين ،هي أعذب من ضحك المتناسي و احلى من قهقهة المستهزئ .تلك دموع تغسل القلب من أدران البغض و تعلم ذارفها كيف يشارك منكسري القلب بشواعره ،هي دموع الناصري

حديث الحب

ولكن مثلما شاء الله فجعل النفوس في اسر الأجسام شاء الحب فجعلني أسير الكلام…يقولون يا حبيبتي أن الحب ينقلب بالعباد نار آكلة ، وانا وجدت ان ساعة الفراق لم تقو على فصل ذاتينا المعنويتين ، مثلما علمت عند اول لقاء ان نفسي تعرفك منذ دهور ،و ان اول نظرة اليك لم تكن اول نظرة لم تكن بالحقيقة أول نظرة …يا حبيبتي،ان تلك الساعة التي جمعت قلبينا المنفيين عن العالم العلوي هي من ساعات قليلة تدعم اعتقادي بأزلية النفس و خلودها .في مثل تلك الساعة تكشف الطبيعة القناع عن وجه عدلها المتناهي و المظنون به ظلما…..

يوم مولدي

في الخمس و العشرين سنة الغابرة قد أحببت كثيرا .و كثيرا ما أحببت ما يكرهه الناس و كرهت ما يستحسنوه.والذي أحببته عندما كنت صبيا ما زلت أحبه الآن .والذي أحبه الآن ساحبه إلى نهاية الحياة.فالمحبة هي كل ما استطيع أن أحصل عليه و لا يقدر أحد أن يفقدني إياه

صوت الشاعر

قل عني ما شئت ،فالغد يقضي عليك و يكون قولك قرينة ظاهرة أمام حكمه و بينة صائبة لدى عدله

خذ مني ما شئت ،فلست بسالب غير مال لك الحق بقسم منه و عقار استأثرت به لمطامعي ،فأنت خليق ببعضه إن يرضيك بعضه

افعل بي ما تشاء ،فلست بقادر على مس حقيقتي .اهرق دمي و احرق جسدي فلن تؤلم نفسي و لن تميتها .كبّل يديّ و رجليّ بالقيود و انزل بي الى ظلمة السجون،فانك لن تقوى على اسر فكرتي ،لأنها حرة كالنسيم السائر في فضاء لا حد له و لا مدى

 

خاتمة

لي من نفسي صديق يعزيني إذا ما اشتدت خطوب الأيام و يؤاسيني عندما تلم مصائب الحياة ،ومن لم ير مؤنسا من ذاته مات قانطا لان الحياة تنبثق من داخل الإنسان و لن تجيء مما يحيط به

جبران خليل جبران (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | 1 Comment

قراءات متنوّعة , وحوار !

قراءات متنوّعة , وحوار !
رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com
أولاً / البدولوجيا
تقول الباحثة اللبنانيّة ريتا فرج في مقالٍ لها بعنوان المجتمعات العربيّة والبدولوجيا , ما يلي :
http://www.assafir.com/article.aspx?EditionId=2055&ChannelId=48850&ArticleId=1700

{ ليس من السهل دراسة البُنى الإجتماعيّة العربيّة من زاوية سوسيولوجيّة …. الى أن تقول : وقد يسأل قارئ المقال ما معنى البدولوجيا ؟
وتجيب : هذا المُصطلح الجديد إستعرناه من عالم الاجتماع / خليل أحمد خليل . الذي عالجَ أبعادهِ في كتابهِ الصادر حديثاً عن دار الطليعة
« لماذا يخاف العرب الحداثة ؟ بحث في البدوقراطية »
فتُقال البدولوجيا عن الأيديولوجيا البدويّة . كثقافة عامة تشمل في آنٍ عرب البوادي والحواضر .
وتشكل مُحركاً لسلوك العرب في إتجاه ماضيهم وتراثهم الإعتقادي .
ثمّ تُلخص فكرة خليل أحمد خليل
( بالمناسبة هذهِ الفكرة تشبه , أو مستقاة من فكرة د.علي الوردي )
بأنّ العالم العربي لم يحقق حتى اللحظة تصالحه مع الحداثة والعلم والتمدّن .وأنّ المجتمعات العربية تقوم على نمطين متناقضين :
الأول / يقبع في البنى القبلية .
الثاني / ينهض من القديم ويحاول تحديثه على مستوى المحركات المادية .
بمعنى أن هناك مزيجاً إنفصامياً بين القبلي والمدني .مع غلبة واضحة للثقافة القبلية على ثقافة المدينة .
ثم تصف ثورات الربيع العربي ( هي لا تسميها ثورات ) كما يلي :
الثورة الحقيقية تعني بالدرجة الأولى / الحداثة السياسية , والحداثة الاجتماعية والإصلاح الديني .
حتى اللحظة يبدو أنّ هذه (( الفورات المتنقلة )) لم ترق بعد الى المستوى الثوري المطلوب.
وإذا أجرينا مقاربة أولية للنتائج التي أفضى اليها الحراك الشعبي في عدد من الدول العربية ,نجد أن الخطاب السياسي الذي تتبناه القوى الجديدة لا يحمل في طياته أيّ مُعطى حداثوي .
فهذه القوى تتحدث عن الدولة المدنيّة والتعددية . لكنها لاتجرؤ على تبنّي العلمانية كمشروع متكامل !
ما يحتاجهُ العرب في ربيعهم هو النظر الى الماضي بعين نقدية , والتخلص من الثقافة البُكائية , والسعي لاستكمال نهضتهم بالإنتاج العلمي والحداثة السياسية وإستقلالية الفرد .
وليس بالعودة الدوريّة الى التراث الذي يخافون تجاوزه بدعوى قداسته .
القراءة النقدية للتراث الديني لا تعني القطيعة معه , رغم أننا نحتاج أحياناً الى تلك القطيعة !
*************
ثانياً / الدبلوماسيّة الأمريكيّة في مصر اليوم !

http://www.assafir.com/article.aspx?EditionId=2055&ChannelId=48850&ArticleId=1702

من مقال / توماس فريدمان المنشور في صحيفة السفير / يوم 20 يناير 2012 ترجمة هيفاء زعيتر , يقول ما يلي :
{ إنّ مصر اليوم ليست إيران . والإخوان المسلمين ليسوا نسخة عن المسيحيين الديموقراطيين .
هناك عملية حراك سياسي تجري الآن داخل المجتمع المصري .
السبيل الأفضل لكي يكون للأميركيين تأثير فيما يحدث , لا بدّ أن يأتي عن طريق العمل على وضع مبادئ وأسس للخطاب الذي سيتعاطون به مع الإسلاميين والمؤسسة العسكرية في مصر .
عليه , فإنّ على واشنطن أن تدعم المؤسسة العسكرية المصرية , لتنشئ دوراً «بَنّاءً» على غرار الدور الذي لعبته المؤسسة العسكرية في تركيا وليس في باكستان !
وفي النهاية على أميركا ألا تنسى أن أيام التعامل مع مصر بإتصال هاتفي واحد لرجل واحد لمرّة واحدة فقط .. قد ولت !
وسوف يتطلب الأمر منها الآن الكثير من الدبلوماسية } .
بالمناسبة / هناك مشاكل حالياً في العلاقات الأمريكيّة المصريّة أظنّها مُختلقة من الإسلاميين بعد تعالي الأصوات عن ميكافيليتهم وبرغماتيتهم وتلوّنهم لأجل الإمساك بالسلطة في مصر , بحيث حذرت أمريكا اليوم رعاياها في مصر , من تداعيات مُحتملة .
*****************
ثالثاً / آراء متنوّعة
{من حوار مع صديق ماركسي , سأترك له ذكر إسمهِ لو شاء }
ماذا كان حُلم وهدف كارل ماركس ؟
هدفه كان سعادة الفقراء / العمال . نظراً لما عايشه عن كثب من ظروف معيشتهم البائسة في القرن التاسع عشر .
جاء لينين وبمساعدة الأمريكان والألمان وسويسرا وخطف ثورة الجياع فصنع نظام ديكتاتوري .وللروس موروث قاسي من عهد القياصرة !
نعم لينين كان ثورياً , لكنّهُ دعى الى تشكيل أحزاب شيوعيّة في جميع أنحاء العالم ,ليس إنتصاراً للماركسيّة , بل لدعم نظامهِ اُمميّاً !
نعم , وِلِدّت الثورة الإشتراكيّة ( التجربة ) ونمت وتفاعلت وكبرت قليلاً .
لكن مالذي حصل بعد ذلك ؟
فشلت التجربة , ( وهي ليست أوّل أو آخر تجربة بشرية تفشل )
ومن يقول عن نقيضها ( أيّ الرأسماليّة ) أنّها بلا عثرات وسقطات فهو واهم أو حالم .
فالأفكار والنوايا مهما كانت حسنة وخيّرة , لايُمكنها تجاوز كل العوائق والمطبّات المتعلقة بطبائع البشر المختلفة , المتفاوتة الى حدٍ بعيد !
ومازال (الأتباع ) يختلفون حول أسباب الفشل , وتتراوح إختلافاتهم بين النقيضين . أيّ من ستالين وطريقتهِ , الى أمريكا وأتباعها خصوصاً البرجوازية الوضيعة .
لكن لنعُد الى أحلام ماركس عن الفقراء والعمّال
اليوم العامل النرويجي والهولندي و السويدي و الدانماركي والألماني والإنكليزي والفرنسي والامريكي , وكلّ عمّال العالم الحُرّ
يعود من عملهِ ليخرج بعدها الى المسبح والساونا أو قاعة التدريب الرياضي والترشيق أو يذهب لكازينو القمار أو البارات أو للديسكو والسينما و المسرح . أو يترك بعض ذلك لعطلة نهاية الإسبوع الطويلة والمريحة .
بينما كان العامل في زمن ماركس يعود لبيتهِ ( مصخّم ) الوجه والرأس من الفحم والزيت , يعمل طوال الوقت كالحمار لأجل المعيشة , وغالباً يضطر لتشغيل زوجته وأبنائهِ لإتقاء شبح الجوع والفقر , وتحوطاً لزمن البطالة التي تكون بلا أجر طبعاً .
اليوم العامل يعمل 40 ساعة كحّد أقصى في الإسبوع .
أغلب المصانع في السويد فيها قاعات رياضية وغرف للتدليك (المساج) والأجر تدفعهُ الشركة وليس العامل , مع ذلك أغلب العمال لايرغبون بهذا المساج , فيذهبون على حسابهم الى العيادة الخاصة ذات الرفاهيّة الأكثر .
أنا شخصياً أفضّل إستعمال كرسي المساج الأوتوماتيكي مرتين في الإسبوع ,و فيها تدليك حتى الاقدام ( وهذا لا يُشعرني بالخجل والإستغلال لأحد ) .وفقط عند الضرورة الجادة أذهب الى عيادة للمساج !
أمّا في حالة بطالة العامل لأيّ سبب , فالراتب يستمر لكن ليس كاملاً كمن يعمل , بل 80% منه فقط .
اُكرّر 80% ثمّ تقّل بعد سنتين الى 70 % من راتب العامل بكامل طاقته يعني 40 ساعة في الإسبوع يحصل عليها العاطل , لمدّة تصل الى خمس سنوات أحياناً .
وإن لم يجد عمل خلالها سيتحول الى صندوق ضمان العمّال , لكن على أن يقبل بعمل خفيف ( براكتيك ) زيّ حالاتي أنا الآن .
أمّا لو رفض كلّ العروض ( البراكتيك ) ولم يحصل على عمل يناسبهُ أيضاً , فسوف يضطر الى قبول فلوس المساعدة الإجتماعية (السوشيال )
وهي تكفي لإحتياجات الحياة الأساسية طبعاً وأغلبهم يلعبون بالفائض منها بعض المراهنات والقمار طبعاً ناهيك عن المشروب .
ألم تتحقق أحلام ماركس بعد ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟
أنا أجيبكم … بل تحققت أحلامهِ وأكثر بكثير !
وحتى تعريف البروليتاريا ( العمّال الواعين لحقوقهم ) ينطبق على عمّال الغرب بنقاباتهم الفعّالة , والتي تُسقط أكبر حكومة منتخبة .
بينما لاينطبق على أغلب العمّال في ما يُسمى الدول الإشتراكية مثل كوريا الشمالية وكوبا , والصين ( الشيوعيّة كما يظنّ البعض ) والتي تُعتبر عند المُنصفين ( فؤاد النمري مثلاً ) أكبر سارق لجهود العمّال على هذا الكوكب , حيث لايحصل العامل على نصف حقّهِ الطبيعي من الأجور .
مع ذلك تجد بلاد الغرب تعّج بالمهاجرين من كلّ الألوان والأصناف وكثير منهم شيوعيين , يأكلون ويتغوطون بنفس الماعون مع سبق الإصرار والترصّد . وهذا أكثر ما يغيظني في الأمر !
مشكلتنا نحنُ الشرقيين , أننّا حملنا معنا أمراضنا الفكرية من شرقنا الى دول الرفاه !
لكن من لا ينتبه لهذا , سيُصبح إضحوكة لأولادهِ والجيل الجديد .
تخيّلوا سلفي يقول / مهما نسمع عن أفعال إنسانيّة من أمريكا فهي ستبقى دولة الكفر .
بينما يقول محمد نفّاع ( الشيوعي ) / لو قالت أمريكا , أنّ الشمس تُشرق من الشرق , لن اُصدقها
فما الفرق بين الإثنين ؟ وما إسم سائق القطار ؟ أقصد ماذا تسمون هكذا فكر ؟
***********
الخلاصة
العالم اليوم ليس بحاجة الى لينين البتّة !
( أنا هنا لا أرّد على مقالة الأستاذ النمري الأخيرة ولستُ مؤهّل لذلك ) .
ناهيك طبعاً عن عدم الحاجة الى ستالين وأمثالهِ من القادة الثوريين .
والعالم لايحتاج ماو سي تونغ جديد ولا كيم إيل سونغ ولا كاسترو ولا حتى جيفارا جديد .
العالم يحتاج تعاون و تنوّع وحريّة الافكار لتتفاعل وتمتزج مع بعضها . فلا يثبت على أرض الواقع سوى الأفضل والأصلح للغالبية العظمى من البشر . أمّا الزَبّد فيذهب أدراج الرياح , وبالديمقراطيّة حتماً .
الماركسي الحقيقي لايخشى الزمان والمنطق والديالكتيك , أنا أعرف العديد منهم ( في السويد / حامد الحمداني ومثنى حميد مجيد ) وغيرهم كثير .
وكثير من الماركسيين المعروفين تحوّلوا الى الفكر الليبرالي الديمقراطي الحُرّ المفتوح لكلّ الآراء حتى لأفكار ماركس الأصيلة النبيلة .
ومن يقول أنّ الغرب الليبرالي عدواً لأفكار ماركس فهو واهم .
ما رأيكم بالاسماء التالية :
العفيف الأخضر , جورج طرابيشي ,عزيز الحاج , يعقوب إبراهامي , إبراهيم أحمد , د. عبد الخالق حسين ؟
وأضيف الى هؤلاء صديقان أعرفهم عن كثب , هم مثال للعلميّة والواقعيّة / د. إسماعيل الجبوري , وجاسم الزيرجاوي .
المسألة ليست عناد و عجرفة وغطرسة وفنطزة ( شنو فنطزة ؟ )
واقع الحال أثبت أنّ الناس اليوم لا تحتاج الأفكار والأحزاب الشموليّة , بل من كلّ حديقة وردة .
وهذا هو الوضع والتطوّر الطبيعي للعقل البشري . وهو بالتأكيد عكس الدوغما , والتحجّر الفكري !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 فبراير 2012

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

التقية … بين السلف والإخوان

** التقية … بين السلف والإخوان **

سرسبيندار السندي

المقدمة

كذب لسلف والإخوان وإن صدقو بدليل المقولة الشائعة  (أسمع كلامك أصدقك … أشوف أعمالك أستغرب ) ؟

إن  1400 عام من التاريخ ألإسلامي في منطقتنا والعالم يقطع الشك باليقين من أن ألإسلام لم يكن دينا بل إيديولوجية قمعية لم تنفع حتى أصحابها في الماضي كما لم ولن تنفعهم بعد ألأن ، وما حروب الردة إلا الدليل القاطع أن لا حرية في ألإسلام منذ نشأته ومن يقول عكس ذالك فهو واهم أومنافق أو رواد التقية ، فماضي وتاريخ هذه ألأمة  التي تدعي أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر لم يعد يزكيها عاقل أو ذي ضمير بدليل واقعها المؤلم والمخزي ، ولسبب بسيط لأنه يستحيل أن يكون ما في القرأن من كلام من إله أو سماء ؟
بل هو إيديولوجية وضحة وضوح شمس الظهيرة وهذه ألإيديولوجية لم تنتشر بالموعظة الحسنة كما إدعي صاحبها يوم كان ضعيفا كغيرها من الإيديولوجيات بل إنتشرت بالسيف والإرهاب وعبر الغزواة ، وأصدق دليل على قولنا هذا هو واقع المسلمين لغاية اليوم وما تكفير زيد وعبيد إلا براهان على إستمرارية ذالك الطاعون الذي لن يستطيع أن ينكره إنسان عاقل كما لم تستطع أن تنكره كتب السيرة والتاريخ ، أيعقل إله يناقض كلامه في ليلة وضحاها والملوك لا تلغي كلامها ولو كان في ألأمر فناها ، ثم كيف يعقل دين يؤخذ نصفه من حميراء وكأن الخالق لم يخلق سواها ، إنه تساءل يترك للباحثين المتنورين والمنصفين ؟

*         *          *
المدخل

إن ما يصرح به ألإخوان المسلمين لا يخرج أبدا عن كونه تقية مبتذلة ورخيصة لا تخفى حتى على السذج من المسلمين ، فما بال المسلمين الذين يعرفون جيدا ماضيهم وأهدافهم ؟

لذا يجب يدرك  الجميع أن في عالم اليوم لا يصح إلا الصح حتى وإن طغى الطغاة وبغى الغزاة أعداء الحرية والإنسانية والحياة  ، إن تهاوي صنم ألإسلام قدر لامفر منه شاء المسلمون أم أبو ، لأنه لم يعد بمقدورهم الصمود أمام سيل المعرفة الجارف ، فإنكشاف الحقائق أدت إلى تهاوي الكثير من قلاع التخلف والجاهلية  والتي لم تعد تقوى غرابيل العروبة المتهرئة من حجبها ولا سيوف الإسلاميين المتصدئة ، لذا فسقوط ألإسلام لن يختلف كثيرا عن سقوط أي دكتاتورية في عالم اليوم مالم يرتكز على الحقائق والواقع وهذا ماإفتقده ألإسلام في الماضي وما يفتقده اليوم ، لأن لغة التهديد والوعيد وتزيف الحقائق لم تعد تجدي نفعا ، بل بالعكس صارت وبالا عليهم حتى أنهم لم يعد في مقدورهم الرد على أسئلة المسلمين أنفسهم ؟

وما طاغية مصر إلا إستمرارا لتلك المدرسة المتخلفة التي تسعى إلى تأليه الفرد ، لذا تراه بالرغم من كل ما حدث يتشدق بماضيه وببطولاته بينما الواقع يقول عكس ذالك تماما ، فجولة من البطولة لا تزكي تاريخ ثلاثين عاما من القهر والظلم والفساد والإستبداد ، وما سماحه بتغلغل أفكار التخلف والجاهلية سواءا من ألإخوان أو الوهابية هذه ألأفكار التي أكل الدهر وشرب عليها إلا دليل على سذاجته وغبائه وسوء نيته ، وفي كلتا الحالتين لقد دفع ثمن تقيته ولكن بعد فوان ألأوان ولسبب بسيط لأن الطيور على أشكالها تقع وأن الحقائق لايمكن حجبها بغربال المتخلفين والمنافقين والمتزلفين ؟

وما إصراره على البقاء وإن إحترقت البلاد والعباد إلا دليل على صدق القول ومن يقول عكس ما قلنا فهوى مع كامل إحترامنا واحد من ثلاث إما ساذج أو متزلف أو منتفع  والأخير هو ما يفعله إخوان الأمس واليوم لقد خانو الثورة والثوار مع العسكر الذي لازال للغاية ألأن ربيب مبارك الصادق ألأمين ، وهذا هو وجه ألإسلام الحقيقي الذي لم تعد تنفع معه كل عمليات الترقيع والتجميل وخير من يقول هذا ليس أعداء ألإسلام ، بل من تركو ألإسلام بعد أن إكتشفو ما فيه من كفرا لايقل عن كفر عباة اللات ومناة والذين عروه حتى من ورقة التوت ألأخيرة رغم التهديد والوعيد والإنتقام واصلو المسيرة بتحدي ليبان الحق ويزهق الباطل وتنتهي لخزعبلات وألأوهام  ؟

*          *          *
مسك الختام
لهذا السبب ولأسباب أخرى لم تعد خافية على الباحثين المنصفين ، فأجلا أم عاجلا سيسقط صنم ألإسلام كما سقطت قبله الكثير من ألإيدولوجيات المتزمة والمريضة والتي لم تزرع في داخلها إلا بذور فنائها وهلاكها ، لذا فإن صمود ألإخوان لبعض الوقت تحت قبة البرلمان لا يعني عودة العافيته ، لأن صمودهم هذا لن يدوم طويلا خاصة وقد ذاب الثلج وبان المرج ، فإذا كانت ثورة ألأمس تبحث عن الحرية فثورة الغد تبحث عن الحرية والرغيف والمدنية شاءو أم أبو ولأن مقدرتهم على الف والدوران والمناورة قد إنتهت ، ولأن إيدولوجية تمسخ عقول الملايين يستحيل أن تكون صحيحة أو سليمة ، فبالرغم من كثرة الخيرات والنعم لدى أمة أقرى إلا أنها مع ألأسف لازالت ترضى لأصحابها البقاء في الحضيض ، ثم أن دينا تحميه سيوف الصعاليك والمجرمين والمنتفعين يستحيل أن يدوم طويلا شأنه شأن الطغاة والبغاة ، فتاريخ 1400 عام من الخزي والعار يكفي ليدين أمة لاتعرف غير ألأكل والنوم ومن الواقع والحقائق الفرار ؟

ويبقى السؤال : ماذا بإمكان ألسلف والإخوان أن يفعلوه مع من يغردون خارج قبة البرلمان ، خاصة وقد سقط حكم العسكر رغم أنف الشيطان ؟

*          *           *

وأخر تساءلي … من سيطلق رصاصة الرحمة ألأخيرة على العسكر والسلف والإخوان ؟

سرسبيندار السندي

مواطع يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟

10/ Feb / 2012

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الطّفلة الذكيّة

الطّفلة الذكيّة
قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم

أوقف ابو أمير حافلته الصغيرة ، المُلوَّنة بأجمل الألوان ؛ أوقفها في ساحة بيته وأقفلها ” بكبسةٍ” من مِفتاحه، بعد أن أوصل الطّلاب الصغار أبناء صفّ البستان الى بيوتهم عائدين من المدرسة،فهو يعمل في نقل الطلاب الصِّغار الى المدرسة صُبحًا ويعيدهم بعد الدّوام الى بيوتهم.
إنّه يُحبُّ الأطفال محبّة كبيرة ،وعلى الأخصّ البراءة في حديثهم وعيونهم، وكثيرًا ما كان يُردِّد: ” يا ليتني أعود طفلاً مثلهم لا همًّا ولا غمًّا”.
كان الفصل ربيعيًّا والجوُّ مريحًا ، وكانت الساعة تقارب على الثانية بعد الظهر، وهو موعد تناول طعام الغداء مع زوجته وطفلته الصغيرة ” محبّة” ذات السنتين والمملوءة بالبراءة  وخفّة الظلّ.
كم يحبّ ابو أمير الدّجاج المُحمَّر وحساء الخضراوات ، وهو موعود بمثل هذه الوجبة اليوم ، فقد أخبرته زوجته صباحًا أنّ غداءه سيكون دجاجًا مُحمَّرًا.
دخل ابو امير الى البيت مُسرعًا وأذا بزوجته ما زالت منهمكة في اعداد الطعام، فتأفّف شاكيًا ، فطمأنته زوجته الى أن الطعام سيجهز خلال دقائق معدودة فلا حاجة للتأفُّف.
جلست العائلة الصغيرة الى مائدة الطعام ، وأخذوا يتلذذون باحتساء الشوربة وأكل المُحمّر الذي يُحبّون.
وبعد ان انتهى ابو أمير من تناول غدائه ، غسل يديه ووجهه وجلس على الكنبة ليطالع صحيفة اليوم ، في حين دخلت الزوجة الى المطبخ لتحضّر القهوة.
وما هي الا لحظات حتى رنّ جرس الهاتف ، فقام إليه ، وقبل ان يصله سمع صوت زامور حافلته يُزمِّر بشدّة، فجمد في مكانه …إنّه زامور حافلته وقد اقفلها فمن يا تُرى… ؟!! ألعله نسيَ ….؟!! وضرب بيده على جبينه: “يا ساتر أستر “.
ترك ابو أمير الهاتف يرنّ وأسرع الى الحافلة ليجدَ ” رفيف” الطفلة الصغيرة تقف بجانب المقود وهي تضغط بقلق على الزّامور…
لقد كانت المسكينة نائمة ونزل الطلاب ولم ينتبه اليها أحد.
فتح السائق باب الحافلة بسرعة واحتضن رفيف وأخذ يعانقها ويُقبّلها وهو يلوم نفسه: ” كم أنا آسف يا صغيرتي ..وكم أنت رائعة وذكيّة..منذ الغد سأفتّش حافلتي قبل اقفالها مقعدًا مقعدًا”.
حمل ابو أمير رفيف والخجل يملأ كيانه ، ودخل بها الى بيته وأذا بزوجته تقول له : أين أنت يا رجل ، لقد اتصلت أمّ رفيف تسأل وتستفسر عن ابنتها قلقةً، فابنتها لم تعد بعد من المدرسة رغم عودة جميع الطلاب.
وما إن رفعت الزوجة رأسها حتى شهقت قائلة : ” ألعلّ هذه هي رفيف ؟ ألعلّك نسيتها في الحافلة؟
فقالت رفيف بلغتها الطفوليّة البريئة : لقد كنت نائمة.
ركض ابو امير وهو يحمل رفيف الى دكان قريب واشترى لها دُبًّا أحمرَ جميلا واعطاه لرفيف  ثمّ توجّه الى بيتها القريب ليجد امّها تقف في الخارج تنظر هنا وهناك بقلق، وما أن رأتهما  حتى صرخت : أين كنت يا صغيرتي ؟!
اعتذر ابو امير بشدّة وأخبر الأمّ بالقصّة ووعدها ان لا يعود ويفقل باب الحافلة مرّة أخرى قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.
عانقت ام رفيف ابنتها بشدّة قائلة : قبلت اعتذارك ولن اخبر احدًا غير زوجي شريطة ان تفي بوعدك.
هزّ أبو أمير برأسه خجلاً وقال : وعدت وسأفي.
عاد ابو امير الى بيته مسرعًا يلوم نفسه ، فوجد وحيدته الصغيرة محبّة  تنام في هدوء ، فقبّلها بحنان وهو ينظر اليها طويلاً طويلا.

ومنذ ذلك اليوم لا يقفل ابو أمير باب حافلته الصغيرة المُلوّنة قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أنا وفالانتينا

أنا وفالانتينا

قصة قصيرة من تأليف: أديب الأديب

قفزت فالانتينا من الفراش, والغضب يرسم تعابير وجهها المحمر نزقاُ, وتمتمت بالروسية كلمات لم افهمها, ولكن من الواضح انها كانت شتائم  قاذعة من القاموس الغني للشتائم الروسية الشعبية, والتي تبدأ بتسميات الاعضاء التناسلية الذكرية والانثوية, والتي تشكل الأم القسم الأعظم منها وموضوعها الرئيسي, مرورا بإرسالك الى الأبعد,على وعن طريق العضو التناسلي الذكري بالأخص ……..

في تلك الليلة من ليالي كانون الأول ( ديسمبر) كانت هذه المدينة السلافية تكتسيها ما يقارب سماكة المتر من الثلج الناصع البياض, والذي يعكس ضوء القمر ممزوجاُ بإضأة المصابيح الكهربائية التي تضيئ شوراع المدينة وازقتها.

كنت قد وصلت الى هذه المدينة قبل شهرين من اجل الدراسة, وكل ما تعلمته من اللغة الروسية  هو بضعة جمل تكاد تكفي للتعارف على زميلة روسية من طالبات المعهد الذي انتسبت اليه, مع بضعة شتائم شعبية يرددها الطلبة العرب هناك.

وبعد ان قفزت من الفراش, اخذت فالانتينا ملابسها الداخلية المرمية على السجادة بجانب السرير, وبدأت بأرتدائها بسرعة فائقة تسابق بها الريح من دون ان تتوقف عن ترديد جملها الغاضبة و التي لا افهم معانيها؟

قلت لها: ماذا هناك ما الذي حصل؟؟ طبعا لغتي الروسية المحدودة لم تساعدني لكي اعبّر لها عما اريد ان اقوله بدقة, فأنا اردت القول: بأننا كنا نمضي وقتا رائعا ومن اجمل ايام حياتي فهل لبسك شيطان او جني حتى يتلون وجهك الجميل غضباُ اسوداُ ؟؟

استلت فالانتينا بنطالها الجينز, تهم بإرتدائه…, فقلت لنفسي …يجب ان اتصرف….. فمسكت يدها وقلت لها ماذا تفعلين؟

قالت: اتركني اريد ان اذهب ولن أراك بعد الآن!

قلت: ولكن لماذا؟ ما هو السبب؟

فكالت لي شتيمة الارسال الى الأبعد, ثم قالت: لاشئ فقط اريد ان ارحل!

فقلت: لن ادعك تذهبين الى أي مكان, قبل ان اعرف السبب؟ ماذا حصل؟

فقالت وكررت لاشئ ..فقط اريد أن ارحل, ولا تستطيع ان تمنعني من المغادرة!

لقد تجادلنا وكررنا نفس الشئ عدة مرات وأنا اصر على معرفة ما الذي حصل وهي تصر على انه لم يحصل أي شئ وهي فقط تريد الرحيل؟ لا أكثر ولا أقل….

فقلت لها: هل تريديني ان اصدقك بأن شيئاُ لم يحصل؟؟ وانك مجرد تريدين الذهاب بعد كل هذا؟ … حسناُ, تريدين ان تذهبي, فهذا حقك, وتريدين عدم رؤيتي ثانية فهذا أيضاً حقك, وأنا كجنتلمان لي كبريائي, سأقوم بايصالك بالسيارة الى حيث تشائين, في هذا الليل, لأني حريص عليك وعلى سلامتك, وها قد ارتديت ثيابي كما ترين, وأنا جاهز لكي اقوم بتوصيلك الى بيتك, ولكن من فضلك اريد أن اعرف لماذا؟ هذا حقي, وبعد ذلك أقوم بتوصيلك, وأعمل لك كل ما تطلبين… فقط اريد ان اعرف لماذا؟ وماذا حصل؟ وقلت لها وبحزم: وإذا لم يبق امامي إلا استخدام القوة لمنعك من المغادرة قبل ان اعرف السبب فلن اتوان حتى عن هذا!

طبعاً هذه كانت محاولتي الأخيرة لاقناعها بالكلام قبل ان اقوم بايصالها الى منزلها ولكن لن استخدم القوة ولا بأي شكل من الاشكال او الأحوال…….

وعندما رأت جديتي وحزمي, لانت وهدأت, وعاد لون وجهها الأبيض الجميل وعينها الزرقاوتين التي تعرفان على عرقها السلافي الأبيض,مقابل العرق الأسمر الشرق أوسطي … فقالت لي وهي تجمع شعرها الذهبي الأشقر: أنت لا تحترمني!!

لقد صدمت من ردها!! فهذا اخر جواب كنت اتوقعه منها؟ بالحقيقة لم يكن لدي أي توقع على الاطلاق على أي جواب محتمل…., فهذا مجتمع غريب علي تماماً, وهذا النوع من العلاقات هو المجهول بعينه بالنسبة لي, كشاب عربي شرق أوسطي تكبله كل أنواع المحرمات والتابوهات؟

للوهلة الأولى ظننت بأني لا أعرف معنى كلمة تحترمني الروسية, لأن ردها كان غريباُ!!

فقلت لها: حسناً, اريد ان أحضر القاموس لكي أتأكد من أني فهمت ما قلتيه! ولاختصار الوقت, وبسرعة البرق تناولت فالنتينا القاموس من جانب السرير الذي كثيرا ما استخدمناه لكي نتفاهم مع بعضنا بعضاً, فهي اسرع مني بكثير بإيجاد الكلمات الروسية, وقرأت معنى الكلمة وتأكد لي معناها,كما أعرفها, ومعناها كان بالضبط: كلمة يحترم العربية.

فأرتسمت على وجهي كل أسارير الإستغراب والدهشة وقلت: أنا لا احترمك ؟؟ لماذا؟ من قال لك هذا؟ كيف عرفتي؟
فأجابت: نعم انت لا تحترمني ولن أقول أكثر من هذا؟

قلت هذا مستحيل: فأني احترمك كما احترم ذاتي وأكثر, واحبك من كل قلبي, وأنا مستعد لأن افعل كل ما تطلبينه مني لكي اثبت لك حبي واحترامي! ولكن ما الذي جعلك تظنين بأني لا أحترمك؟

عندها استسلمت فالانتينا لكثرة إلحاحي وقررت الخوض بالتفاصيل, فقالت: لقد رأيتك بعد ان انهينا ممارسة الحب, كيف انتزعت الشرشف الجديد والنظيف والذي فتحناه سوية وفرشناه على السرير سوية, ولم يكن عليه سوى بقعة ندية واحدة في طرف الشرشف هو السائل الانثوي لي, وأنت ذهبت بقرف الى الطرف البعيد من البقعة, كي تنزع الشرشف برؤوس اصابعك, وترميه بالزبالة في زاوية الغرفة وكأنه نجس, وتطلب مني بأن نضع سوية شرشف جديد…. فإذا كنت تقرف مني بهذا الشكل فكيف تقول لي بأنك تحبني وتحترمني, ولهذا السبب اريد المغادرة….. وأنا لا اصدقك أبداُ,.. كلكم كذابون….. كل الرجال كذابون؟؟  وانهارت بالبكاء…..

كل هذه المدة وهي تتكلم بحدة وتصرخ وأنا أستمع بدهشة ولا أنبس بحرف, ولا اصدق ماذا أسمع, وعيناي مفتوحتان الى اقصى درجة ممكنة, لا أعرف بماذا اجيب أو ماذا أقول, وكيف أهدأ من روعها؟؟

وبالفعل, أنا كشاب شرقي قد تم رميي بدار الأيتام بطفولتي بعد وفاة والدي, مما أدى بي الى اني عشت حياة عزلة اضطهادية, ولهذا قصة طويلة, سأقصها عليكم لاحقاُ….

لأول مرة  في حياتي أعرف بأن للمرأة سائل أنثوي  ينزل عندما تمارس الحب وتصل الى الذروة؟
قبل ذلك كنت اظن بأن الشئ الوحيد الذي يمكن ان ينزل من عضو المرأة التناسلي هو البول….. فعندما انهينا ممارسة الحب ورأيت هذه البقعة الندية بقطر ثلاثين سنتيمتراُ, فالشئ الوحيد الذي خطر لي هو بأن فالنتينا قد تبولت ونحن نمارس الحب!!!! …. فتسآلت في نفسي: ما قلة الاحترام هذه؟؟ الم تستطع فالانتينا ان تنتظر حتى ننهي ممارسة الحب وتذهب الى المرحاض… وشعرت بالقرف والامتعاض…. وقد قررت بأن لا أراها ثانية على فعلتها الشنيعة هذه…. وقررت مباشرة برمي الشرشف القذر بالزبالة وفرش شرشف نظيف, وعلامات القرف ترتسم على محياي!!

عندما انهت فالانتينا كلامها, ورأيتها تذرف الدموع, فهمت بأني أنا المذنب هنا, وأني قد آذيتها, وليس كما كنت اظن بأنها هي التي لم تحترمني… ويجب ان اصلح الامر بأكبر سرعة…..

كنت اتوقع بأن شيئاُ من هذا القبيل سيحدث لي يوما ما, لأني كنت أعرف مسبقاُ بأن حياة العزلة التي فرضت علي, لم تكن طبيعية… فأنا مختلف عن كل بقية الناس منذ طفولتي,……. وكنت اعرف بأنني أتأخر عن جميع زملائي بالمعرفة الحياتية والاجتماعية… وكل ما اعرفه هو ما سمعته صدفة من الناس هنا وهناك … أو قرأته صدفة بكتاب أو مجلة.

كنت اشعر أن ما حدث بيني وبين فالانتينا في هذا اليوم هو نتيجة طبيعية للظروف الغير صحية التي عشتها اجتماعياُ…… فماذا افعل؟؟ ماذا أقول لها ؟؟ كيف افسر لها؟؟ الوقت يمر وهي تنتظر رداُ مقنعا؟؟ واذا لم يكن مقنعاُ فسأخسرها مدى الحياة… وأنا لم اصدق قبل هذا بأن هذه الفتاة الرائعة الجمال ستقبل ان تمارس الحب معي …. وشعرت بأني سأخسرها؟؟  ولم اجد امامي اي شئ  اقوله لها سوى الحقيقة!

فقلت لها: أنا عذراء وهذه اول مرة امارس الحب مع فتاة؟؟

قالت: ماذا اول مرة؟؟ كيف هذا؟ أنا لا اصدق؟ شاب درس بالجامعة وجاء الى هنا لتحضير شهادة الدكتوراة وهذه اول مرة  له مع امرأة؟؟…. الم تقل لي بأنك ذهبت الى فرنسا وكنت  مع فرنسية ….. ثم ذهبت الى ايطاليا وكنت مع ايطالية…. وبأميركا كنت مع اميركية…. وعشرات بل مئات القصص التي قصصتها علي خلال فترة تعارفنا…. كل هذا وتريدني ان اصدق بانك عذراء وهذه المرة الاولى لك بالفراش مع فتاة؟

فقلت: هذا دليل أخر على أني كنت اختلق هذه القصص, وهذا دليل على اني عذراء… لأن الشاب الذي لم يمارس الجنس من قبل, هو الذي يتخيل مثل هذه القصص,….فهذه القصص اما سمعتها صدفة اوقرأتها بمكان ما او شاهدتها بفلم ما! وأنا لم اغادر سوريا قط, وهذا اول مكان تطأه قدمي خارج سوريا!

قالت: لا.. ولكن كنت فحلا وخبيراُ, ومن المستحيل أن هذه المرة الأولى لك؟؟ فأنا أعرف عندما تكون المرة الأولى, فالشاب لا يعرف حتى اين وكيف.. أما أنت  فمباشرة دخلت بالمكان الصحيح….؟؟؟

فقلت لها: لست ادري ! كل مافعلته هو انني ذهبت به الى ذلك المكان و كان كل شئ سهل وعلى مايرام و طبيعي!!! ربما صدفة كانت بأني صوبت الى المكان الصحيح … فهذه هي المرة الأولى بالنسبة لي اقسم لك.

قلت لها: انت حتى اول فتاة قبلتها؟

بالفعل كانت معها قبلتي الأولى أيضاً,… وكان ذلك بعد ان حاولت عدة مرات خلال فترة تعارفنا من تقبيلها…. وكانت ترفض وتتمنع بالبداية …كأي فتاة تريدعلاقة طويلة الأمد مع الشاب الذي تعرفت به… فهي تفكر حينها بعلاقة زواج متستقرة ودائمة,…….. وبعد صبر طويل ومحاولات كثيرة…., شفقت علي فالانتينا … وقررت السماح لي بتقبيلها, وفي اللحظة التي وافقت أن تقبلني …تجمدت للحظة…  وفكرت…ماذا سأفعل؟؟ هل سأضع فمي على فمها ؟؟ كيف هذا؟؟ وأنا الذي كنت اقرف اذا لمسني اي احد؟؟ وكنت أنا نفسي لا المس نفسي؟؟ اذا قضم اخي او اختي من سندويشتي أرفض أكلها!!! واذا لمس اي شخص ملعقتي ارفض استعمالها قبل جليها من جديد؟ واذا تنفس بوجهي, اي أحد, حتى من عائلتي, كنت اسود عيشه؟؟ وعندما كنا نهنئ بعضنا بالعيد, كنت فقط اقبل اصدقائي وأقربائي القبلة الهوائية بحيث اكاد المس خدي بخده وبعيدا عن الشفة والفم…….فكيف الأن يجب علي أن ضع فمي بفم انسان غريب؟؟؟؟ فكرت بهذه الامور خلال ثوان قليلة….. ولكن الطبيعة كانت تنادي ….والطبيعة كانت اقوى من كل العاهات التي اكتسبتها خلال نشأتي الاعتزالية الاضطهادية الشرقية من دون أب او قريب حقيقي لي …. واندفع فمي نحو فمها وذبت بأول قبلة بحياتي لفتاتي الرائعة الجمال……

لاحظت فالانتينا بأني اصبحت ضعيفاُ وشفقت علي, فهذا الشاب صاحب الكبرياء الذي لا تحده السماء, وصاحب الصولات والجولات, والذي كان نمراُ بالفراش قبل قليل اصبح ضعيفا , وقد أنكشف وانكشفت نقاط ضعفه,….  فبدل من ان تستغل ضعفي قررت ان تشفق علي…..

صمتت فالانتينا لفترة من التفكير…. وبعد وهلة, نظرت الي وقالت: الآن فهمت…. عندما كنت أمارس الحب مع أي من اصدقائي قبلك, كان عندما يصل اي منهم للذروة وينهي, كان يرتخي وينجعص على جنب, وكان عضوه التناسلي يصبح كالعجينة الصغيرة,…… ولكن الأمر معك, كان مختلفاُ… فأنت وصلت للذروة المرة الأولى…. وأنهيت وقذقت بداخلي وكنت اشعر هذا…ولكن عضوك الذكري ظل منتصباُ وتابعت… حتى وصلت للذروة للمرة الثانية…. وقذقت بداخلي ثانية… ولكن عضوك الذكري ظل منتصبا….. وتابعنا ممارسة الحب حتى وصلت للذروة للمرة الثالثة…. وقذفت بداخلي وشعرت بذلك ومع ذلك ظل عضوك الذكري منتصباُ,… وحتى بعد أن انهينا المرة الثالثة…. وقد تعجبت من ذلك وكنت سأقول لك عن هذا الأمر, ربما فيما بعد…… ولكن الآن عرفت السبب… والآن انا اصدق بأنك بالفعل كنت عذراء ….. لأن هذا لا يحصل الا اذا كان الشاب ما زال عذراءاُ.

قالت فالانتينا بعد ذلك: أنظر… اذا اردت ان نستمر بعلاقتنا فعليك أن تعرف بأن هذه المادة التي تفرزها المرأة هي مادة نظيفة ونقية وطاهرة, وهي عبارة عن مادة دهنية….هكذا قالت ……. ويجب ان تعلم بأنك اذا قرفت من السائل الأنثوي للمرأة, فهذه اهانة للمرأة ولن تقبل اي فتاة بأن تعيش معك…… لقد شرحت لي هذه المعلومات وقد احتجنا القاموس عدة مرات من أجل ايجاد كلمة السائل الانثوي وكلمة المادة الدهنية..

فقلت لها: أنا احبك واحترمك واريدك ان تعيشي معي ولا اريدك ان تذهبي….. فضممتها وضمتني, وقبلتها وقبلتني …. ثم اعدنا ثيابنا ثانية الى حيث كانت, على الأرض بجانب السرير, قبل ان تغضب فالانتينا,… و قمت أنا بنفسي بأعادة الشرشف الجديد الى مكانه وأخذت نفس الشرشف الاول من الزاوية حيث رميته , وساعدتني فالنتينا باعادة فرش الشرشف على السرير ثانية.

هذا كان  احد الاثمان التي اضطررت ان ادفعها نتيجة للحياة العزلة وحياة المحرمات والتابوهات التي نشأ الكثير منا عليها في بلاد الغرائب ومجتمع التناقضات, المجتمع العربي الشرق اوسطي..

………….يتبع……….

أنا وفالانتينا 2 (ثقافتها وثقافتي)؟

أديب الأديب (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | 7 Comments

اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟

اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟

طلال عبدالله الخوري

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الأربعاء إنه لن يوقع المبادرة الخليجية التي تدعو إلى تسليم السلطة في البلاد إلا إذا قدمت له الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية ضمانات لم يحددها.
انتهى الخبر كما تناقلته وكالات الانباء عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟

في هذه المقالة لا يهمنا على ماذا يجب ان تقدم الولايات المتحدة ضمانات لصالح؟ هل يريد ان يضمن عدم محاكمته على جرائمه ضد شعبه بعد تسليم السلطة؟ وربما يريد أيضا الاحتفاظ بثروته التي نهبها من الشعب اليمني؟ هو واقربائه واعوانه وجميع مساعديه؟؟
كل هذا لا يهم في مقالاتنا! لأنه ما نريد ان نلفت الانتباه له,هنا, هو طلب الرئيس اليمني المسلم والذي يحكم بالشريعة الاسلامية, ولقد كانت وما تزال جيوشه الاعلامية من اثيرية وورقية وانترنيتية ومسموعة تصدع رؤوس اليمنيين ليل نهار لكي تصوره لهم كرئيس مسلم ورع, يقوم الليل ويصوم النهار, ويحكم بما يرضي الله ورسولة, هذا عدا عن الدعاية له من على منابر المساجد في كل صلاة, حيث لديه جيش من الشيوخ الذين يعيشون على فتاته, و يفصلون له الفتاوي التي يريدها, وحسب اصول الشريعة الاسلامية, وآخرها كانت فتوى عدم الخروج عليه بالمظاهرات…!!!

هكذا اذا..!! وبكل بساطة…حاكم مسلم, ويطلب ضمانات الكفار حصريا لكي يسلم السلطة لمسلمين من شعبه!!

هل يحق للمسلم ان يطلب ضمانات من الكفار الذين لا تقبل شهادتهم بالمحكمة؟

لماذا لم يكتف بضمانة دول الخليج الاسلامية؟

لماذاهو كمسلم لم يطلب ضمانات القرضاوي وجمعيته لعلماء المسلمين مثلا؟

لماذا لم يكتف بضمانة خادم الحرمين الشرفين؟

لماذا لم يطلب ضمانة منظمة الدول الاسلامية؟؟

لماذا لم يطلب ضمانات شيخ الازهر مثلا؟؟

لماذا لم يجتمع مع المعارضة مباشرة ويقسمون معا على القرآن وبحضور الشيوخ وبذلك يكون القسم على القرآن هو الضمانة؟

يبدو ان علي صالح تعلم درس علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وحادثة رفع المصاحف على اسنة الرماح, ثم خديعة خلع الخاتم كما يخلع صاحبة المعروفة بالتاريخ!

طالما ان المسلمين انفسهم لا يثقون باي من الضمانات التي فيها مسلمون, ويريدون ان تكون الضمانات اميركية واوروبية, اي ضمانات الكفار حصريا, فلماذا تريدون من الاقليات ان تقبل وتطمأن لحكم الشريعة الاسلامية والأسلاميين لهم؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يحمي الاقليات؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يكفل حقوق الاقليات؟

عندما كانت الحرب الاهلية اللبنانية باوجها, طلب احد السياسيين اللبنانيين الاسلاميين من الاطراف الاخرى ان يصدقوا وعودهم ومعاهدتهم لانهم وقعوا هذه المعاهدة بمكة المكرمة؟؟ مع العلم بان المعاهدة كانت حمالة اوجه؟؟

احد رجال الدين السياسيين الايرانيين طلب من الولايات المتحدة والغرب والعالم ان يصدقوا بان ليس لدى ايران برنامج نووي عسكري لانهم رجال دين, ورجال الدين لا يكذبون؟؟؟

من هنا نرى بأن المسلمين يريدون من غير المسلمين ان يصدقوهم لمجرد انهم مسلمون! اما المسلمون فهم انفسهم ليس لهم ثقة لا بالمسلمين ولا بدينهم.
فمتى يتم التصالح مع الذات ويتم تخليص بلادنا من هذه الازدواجية والفصام؟

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قصيدة الديك

قصيدة الديك

نزار قباني

1
في حارتنا ديك سادي سفاح .
ينتف ريش  دجاج الحارة ،كل صباح .
ينقرهن .
يطاردهن .
يضاجعهن .
ويهجرهن .
ولا يتذكر أسماء الصيصان!!

2
في حارتنا .. ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار .
يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلاً  ونهاراً .
يخطب فينا ..
ينشد فينا ..
يزني فينا ..
فهو الواحد .

وهو الخالد وهو المقتدر الجبار .

3
في حارتنا ..
ثمة ديك عدواني ، فاشيستي ، نازي الأفكار .
سرق السلطة بالدبابة ..
ألقى القبض على الحرية والأحرار .
ألغى وطناً .
ألغى شعباً .
ألغى لغة .
ألغى أحداث التاريخ ..
وألغى ميلاد الأطفال ..
و ألغى أسماء الأزهاء ..

في حارتنا ..
ديك يلبس في العيد القومي لباس الجنرالات ..
يأكل جنساً ..
يشرب جنساً ..
يسكر جنساً..
يركب سفناً  من أجساد
يهزم جيشاً من حلمات !!..

5
في حارتنا ..
ديك من أصل عربي
فتح الكون بآلاف الزوجات !!

6
في حارتنا …ثمة ديك أمي
يرأس إحدى الميليشيات ..
لم يتعلم .. إلا الغزو .. و إلا الفتك ..
و إلا زرع حشيش الكيف ..
وتزوير العملات .
كان يبيع ثياب أبيه  ..
ويرهن خاتمه الزوجي ..
ويسرق حتى أسنان الأموات ..

7
في حارتنا ..ديك .

كل مواهبه أن يطلق نار مسدسه الحربي على رأس الكلمات  ..

8
في حارتنا .. ديك عصبي مجنون .
يخطب يوماً كالحجاج ..
ويمشي زهواً كالمأمون ..
ويصرخ من مئذنة الجامع :

يا سبحاني .. يا سبحاني .. فأنا الدولة ، والقانون!!.

9
كيف سيأتي الغيث إلينا ؟
كيف سينمو القمح ؟
وكيف يفيض علينا الخير ، وتغمرنا البركه ؟
هذا وطن لا يحكمه الله ..
ولكن .. تحكمه الديكه !!

10
في بلدتنا ..
يذهب ديك .. يأتي ديك ..والطغيان هو الطغيان .
يسقط حكم لينيني .. يهجم حكم أمريكي .. والمسحوق هو الإنسان ..

11
حين يمر الديك بسوق القرية مزهواً ، منفوش الريش ..
وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير
يصرخ كل دجاج القرية في إعجاب
:
يا سيدنا الديك  .
يا مولانا الديك  .
يا جنرال الجنس ..
ويا فحل الميدان ..  .
أنت حبيب ملايين النسوان  .
هل تحتاج إلى جارية ؟
هل تحتاج إلى خادمة ؟
هل تحتاج إلى تدليلك ؟

12
حين الحاكم سمع القصة ..
أصدر أمراً للسياف بذبح الديك .
قال بصوت الغاضب :
كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة
أن ينتزع السلطة مني ..
كيف تجرأ هذا الديك  ؟؟
وأنا الواحد دون شريك!!.

نزار قباني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | 3 Comments

حسم الجدل من جهة سيّدتنا مريم العذراء- ثالثًا وأخيرًا

حسم الجدل من جهة سيّدتنا مريم العذراء- ثالثًا وأخيرًا
بقلم: رياض الحبيّب؛ خاص- كلام الأول
بحثت في قِسْمَي المقالة الأوّل والثاني بعض المفاهيم التي خصّت سيّدتنا مريم العذراء. وسأبحث في هذا القسم (وهو الأخير) مفاهيمَ أخرى. فأوّلًـا: أرى الغالبية من المسيحيّين متفقين على تسمية العذراء {والدة الله} وعلى دوام بتوليّتها وعلى شفاعتها- من النوع التوسُّليّ. فالمقصود بوالدة الله هو أنّ العذراء مريم هي والدة كلمة الله المتجسّد بشخص يسوع المسيح إبن الله (أي المنبثق من الله) ولا يُقصَد بها والدة الذات الإلهية إطلاقًا. وبالمناسبة؛ ظنّ الجهلاء باللغة أنّ ابن الله هو ابنه بالجسد- حاشا- شأن الله في ذلك شأن الإنسان، بدون أن يرجعوا إلى الكتاب المقدَّس أو إلى أيّ كتاب مسيحي مُعتمَد مسيحيًّا للتفسير أو أيّ موقع الكتروني مسيحي مختصّ. فغابت عنهم معاني كلمة الإبن (أو البنت) المتنوّعة وخصوصًا في اللغة العربيّة؛ مثالًـا: إبن النيل وبنت الرافدين وابن السبيل وبنت الشفة وأبناء النور وبنات الضَّادِّ… إلخ. إنما الله في المسيحيّة واحد بثلاثة أقانيم هم الآب والإبن والروح القدس (متّى 19:28) وهؤلاء الثلاثة هم واحد (رسالة يوحنّا الأولى 7:5) فلا يمكن فهْمُ شخصية الله بدون الأقانيم الثلاثة؛ الأقنوم الأوّل: الذات الإلهية الدالّـة على وجود الله. والثاني: إبن الله الدّالّ على كلمة الله وفكر الله. والثالث: الروح القدس وهو روح الله. بل لا يمكن للمسيحي تصوّر إلهه بدون ذات أو وجود وبدون عقل أو فِكر وبدون روح. كذلك الإنسان المخلوق على صورة الله كشَبَهِهِ (تكوين 26:1) خواصُّهُ ثلاث: الذات والعقل والروح. وفي الإنجيل بتدوين البشير لوقا تعبيرٌ كافٍ ووافٍ بلسان أليصابات أمّ يوحنّا المَعْمَدان، يوم حَظِيَت بزيارة من العذراء، هو: {فمِن أين لي هذا أن تأتي أمُّ رَبِّي إليَّ؟}- لوقا 43:1
وبالمناسبة؛ قال مارتن لوثر (1483– 1546) عن مريم العذراء في إحدى مقالاته: (كانت بتولًـا قبل الحَبَل والولادة وظلّت بتولاً حَتَّى الوِلادَة وبَعْدَهَا. هذه الأقوال الّتي أؤمن بصحّتها تدعم، بكلّ تأكيد، الحقيقة القائلة أنَّ مريم هي والدة الله) والمزيد في الرابط المدوّن أوّلًـا في هامش المقالة. ويسرّني بالمناسبة أيضًا أن أردِّد الترنيمة التالية والتي حفظتها من الطقس البيزنطيّ: {يا نصِيرة المسيحيِّين التي لا تُخْزى. ووسيطتَهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعْرضِي عن أصواتِ الخطأةِ الطّالبين إليكِ. بل بما أنّكِ صالحة، بادِري إلى معونتِنا- نحن الصّارخين إليكِ بإيمان- هَلُمِّي الى الشَّفاعة. وأسرِعِي إلى الابتهال. يا والدةَ الإله. المُحامِية دائمًا عن مُكرِّمِيكِ} ويمكن الإستمتاع بسماعها (دقيقتين) عبر الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=S9Ed_EP-AjM
ثانيًـا: لعُرس قانا الجليل أهميّة كبيرة ومفاهيم عدّة؛ لعلّ أوّلها: {وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أمُّ يسوع هناك. ودُعِيَ أيضا يسوعُ وتلاميذه إلى العرس} يوحنّا 2: 1-2 كان يوحنّا الإنجيلي من تلاميذ المسيح؛ ما ذكَرَ في بشارته وجودَ أبناء لمريم أو بنات ولا إخوة أشِقّاء ليسوع أو أخوات وإلّـا لكان أصحابُ العرس دعوهم جميعًا إلى العرس إلى جانب أمِّ يسوع وتلاميذه. ولعلّ الثاني: حين نستمرّ في القراءة نجد تاليًا أي يوحنّا 2: 3-5 {ولما فرغت الخمر، قالت أمُّ يسوع له: ليس لهم خمر. قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة! لم تأتِ ساعتي بعد. قالت أمُّهُ للخُدَّام: مهما قال لكم فافعلوه} فنستنتج أنّ ساعة بدء أولى مُعْجزات يسوع لم تأتِ بعد، لكنّه سَمِعَ لأمِّه (وهذا دليل على شفاعة مريم العذراء ودليل أيضًا على احترام يسوع لأمِّه) وحين قالت أمُّ يسوع للخدّام أن يفعلوا ما يقول لهُم يسوعُ كانت واثقة بأنّ يسوع يُطيعُ أمَّه ولن يخذلها ولن يخذل أحدًا. ولعلّ الثالث: لقد رآى عدد من دارِسي اللاهوت ودارساته رؤية أبعد؛ هي أنّ العذراء قد اشتركت في مشروع الخلاص الإلهي سواءٌ بقولها للملاك {أنا أمَة الرّبّ. ليكُنْ لي كقولك- لوقا 38:1} وبحَثِّها يسوع على بدء عمل المعجزة الأولى في عرس قانا الجليل (يوحنّا 2) وبرعاية يسوع الطفل والصّبي والسير معه في طريق الفداء إلى نهاية المطاف. علمًا أنّ مشروع الخلاص، الذي أصبحت العذراء شريكة به، قد اشترك به أيضًا شعبُ الله والأنبياء والكتبة وتلاميذ يسوع ورسله وخُدّامُه وخادماته والمُبشِّرون به والمُبَشِّرات، لكنَّ الفادي والمُخلِّص هو واحد: يسوع المسيح له المجد. ولعلّ الرابع: كانت الخمرُ التي صَنَعَ يسوعُ في عرس قانا الجليل خمرًا جيّدة (إشارة إلى العهد الجديد) لكي يصحو بها الذين أمسوا سكارى بالخمر الدُّون (إشارة إلى العهد القديم) ولم يصنعها يسوع لكي يسكر الناس- حاشا- والدليل على صحّة هذا الإستنتاج هو أنّ رئيس المُتَّكإ قد صحا من سُكره إذ تنبّه إلى الخمر الجيِّدة- يوحنّا 10:2
ثالثًـا: شكرًا جزيلًـا للرّوح القدس على إلهام قداسة پاپا روما پيوس التاسع بإقرار عقيدة الحبل بلا دنس عام 1854 (أي أنّ الطوباويّة مريم العذراء حُفِظت معصومة مِن كلِّ دنس الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، وذلك بامتياز ونعمة خاصة من الله القدير بالنظر إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشري- نصّ العقيدة) والهدف مِن العقيدة هو تبرئة العذراء من أيّة علاقة بالخطيئة. فنقلًـا عن مقالة في موقع الأب الدكتور أغسطينوس موريس بقلمه- أنقله بسرور وبتصرّف واختصار: [هناك بعض الآيات التي فسَّرَها علماء الكتاب المُقدَّس واللاهوت على أنها تدعم هذه القضية منها؛ الآية الأولى: “أجْعَلُ عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنت ترصُدين عَقِبَهُ” – تكوين 15:3 أي أن انتصار مريم (حوّاء الجديدة) على الشيطان ما كان ليتمَّ كاملاً لو أن مريم كانت يوماً ما تحت سلطانه- حاشا- فكان عليها أن تدخل إلى هذا العالم بدون الخطيئة الأصلية
وبالمناسبة؛ قال القديس مار أفرام السُّرياني (306-373): {ٳمرأتان بريئتان بسيطتان كُلَّ البساطة، مريمُ وحوّاءُ، كانتا في كُلِّ شيء متساويتين، غير أنَّ حوّاءَ صارت سَبَبَ موتِنا أمّا مريمُ صارت سبب حياتنا} وقال القديس أغسطينوس (354-430 م): {إنَّ على البشر أن يعرفوا أنفسهم خطأة، باستثناء العذراء مريم، التي هي أبْعَدُ مِن أن يدور الكلام عليها في موضوع الخطيئة، بسبب قدر المسيح} آمين
والآية الثانية: “السَّلامُ عليكِ يا ممتلئة نعمة، الرَّبُّ مَعَكِ”- (لوقا 28:1) والممتلئة نعمة هي بمثابة إسم مريم الخاص وتاليًا صفتها المميّزة، أي أنَّ النعمة تجعل الشخص مَرْضِيًّا عنه تماماً أمام الله وأقرَبَ إلى الله من الآخرين، وعلى هذا الأساس نؤكِّد شفاعة السيّدة العذراء، فحال الإمتلاء بالنعمة يخالف تماماً حال الخطيئة. ونجد في بعض الترجمات عبارة “المُنعَم عليها” وهذا اللفظ يجعلنا نتساءل عن زمن بداية هذا الإنعام وعن هذا الٳمتلاء بالنعمة، فلا بُدَّ مِن أن يمتدَّ ليشتمل على حياة العذراء كُلِّها منذ اللحظة الأولى. فنجد مثالًـا قول أليصابات لمريم “مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك” لوقا 42:1 وهنا يظهر تفضيل الله الخاص لمريم كما يظهر التساوي في المباركة بينها وبين ثمرة بطنها (المسيح) ونجد أيضًا في رسالة القديس بولس: “لأنّ الذين سَبَق فعَرَفهم سَبَق فعَيَّنهم ليكونوا مشابهِين صورة ابنه ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعيَّنهم فهؤلاء دعاهم أيضًا. والذين دعاهم فهؤلاء برَّرَهم أيضًا. والذين برَّرَهم فهؤلاء مجّدَهُم أيضًا” – روما 29:8-30 إذاً العذراء هي في فكر الله منذ القِدَم وممتلئة نعمة منذ الحَبَل بها وليس في ساعة ولادتها ولا في ساعة حبلها من الروح القدس بمُخلِّص العالم يسوع المسيح. وبالمناسبة؛ تقول الآية- النبوءة عن العذراء: “كالسَّوسنة بين الشَّوك كذلك خليلتي بين البنات” كذلك: “كُلُّكِ جميلة يا خليلتي ولا عَيْبَ فيكِ” – نشيد الأنشاد 2:2 و 7:4 وبالمناسبة أيضًا؛ كتب في هذا راهب إيطالي من القرن الثاني عشر (ٳسمُهُ إدمر) فأوجز بقلمه العقلي الكلمات التالية “قدر، لائق، إذن فعل” قائلًـا: {إنَّ الله قادرٌ على إعفاء مريم العذراء (أو وقايتها) مِن دنس الخطيئة الأصلية. وكان من اللائق بمكانة مريم كأمٍّ للفادي أن تكون كذلك، إذن فعَلَ الله ذلك} والخلاصة: هذه العقيدة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسِرِّ الخلاص الذي هو بمثابة خلق جديد، لأنهُ فِعْلٌ بهِ جَدَّدَ الله العالمَ بعد عبور سَدِّ الخطيئة وأنّ الحبل بلا دنس هو الخطوة الأولى في هذا الخلق الجديد] انتهى. عِلمًا أنّ الكاتب أوجز اعتراضات على هذه العقيدة بأربعة بنود، لا يتسع مجال هذه المقالة لذكرها ولا يتسع للردّ عليها، من جهة الكاتب ومن جهتي. فتحيّة للأخ الكاتب وشكرًا على تعب محبّته
أمّا من جهتي فأتمنّى على الأحبّاء، المختلِفين على هذه العقيدة، مناقشة وجهة النظر المذكورة بانفتاح على الآخر الذي اختلفوا معه، ما قبل توجيه أيّ حُكم مُسَبَّق، من خلال التفكّر في قداسة الله التي يؤمِنون أنّها بلا حدود وبالتمعُّن في مفهوم القداسة والتدقيق أيضًا. إنها في نظري حقيقة وليست عقيدة فحَسْب {فإنّهُ هكذا يقول العَلِيُّ الرفيعُ ساكن الأزل الذي قدُّوسٌ اٌسمُه: في العَلآء والقُدس أسكن. ومع المُنسحِق الرُّوح المتواضِع لأحْييَ أرواحَ المُتواضِعِين وأنعِشَ قلوبَ المُنكسِرين}- إشَعْيَاء 15:57 كذلك: {بتسْبيحِ الرَّبِّ يَنطِقُ فمِي وليُبارِكْ كُلُّ بَشَرٍ اسْمَهُ القُدُّوسَ إِلى الدَّهْرِ والأبَد}- مزمور 21:144 وهو المزمور الـ 145 في العبرانيّة. لذا وذاك وباختصار شديد: لا يمكنني تخيّل الله القدّوس ساكنًا هيكلًـا دنِسًا أو تخيّل كلمتِهِ (المسيح) ساكنًا رحمًا مَسَّتِ الخطيئةُ صاحِبَتَهُ من قريب أو بعيد، أيًّا كان نوع الخطيئة. وهذا الخيال يتفق مع الوارد في الرسالة إلى روما- الأصحاح الثالث- ولا يختلف مع قول الوحي الإلهي: {الجميعُ أخطأوا وأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ الله- روما 23:3} فمِن العقلانيّة أن يُفهَمَ من قوله {الجميع} ما عدا المسيح لأنه قدّوس وما عدا أمّ المسيح لأنّ الكلمة القدّوس لا يمكن أن يتخذ جسدًا مِن جسد مَسَّتهُ الخطيئة أو جَسَدٍ وَرِث الخطيئة. إذ أعَدَّ الله كلّ شيء للفداء والخلاص بإتقان مُحْكَم:- الشعب الذي اختار أن يأتِيَ منه المُخلِّص والأنبياء والكهنة والكتبة، إلى درجة تحديد السِّبط (يهوذا) والنسل (داود) والمكان (بيت لحم)- راجعْ لطفًا سِفر ميخا 2:5 والأسفار: متّى 6:2 ولوقا 1: 26-38 ويوحنّا 42:7
عِلمًا أنّ پاپا روما المذكور قد أقرّ هذه العقيدة بتاريخ الثامن من كانون الأوّل-ديسمبر 1854 أي قبل ظهور العذراء بتاريخ الحادي عشر من شباط- فبراير 1858 (تاريخ الظهور أوّل مرّة من ثماني عشرة مرّة، آخرُها في 16 تمّوز-يوليو من العام عينه) للصبيّة برناديت (1844– 1879) وهي في سنّ الـ 14 في مدينة لورد الفرنسيّة (أنظر الرابط المدوّن ثانيًا في هامش المقالة) مُعَرِّفة عن نفسِها: {الحَبَل بها بلا دنس} بعدما سألتِ الصبيّةُ (أي برناديت- القديسة في ما بعد) السيّدةَ عن اسمِها أربع مرّات وبطلب من كاهن المدينة. فأكَّدت السيّدة العذراء حقيقة الحَبَل بها بلا دنس بنفسها وبطريقتها. والجدير ذكره بالمناسبة هو قيام عالم بريطاني في حقل الإيثولوجيا (عِلم السلوك الحيواني) يُدعى ريتشارد داوكنز (المولود سنة 1941 في نيروبي- كينيا) بزيارة عام 2006 إلى لورد التي اشتُهِرت بمزار سيّدة لورد (العذراء) فشاهد داوكنز باستغراب وتعجّب حجّاجًا يزورون المكان بالألوف ومن أديان مختلفة سواء من الأصحّاء والمرضى- وفق شريط منشور على يوتيوب أعدّه العالِم نفسه بالإنگـليزية. وقد تُرجم إلى العربيّة تحت عنوان: أصل الشرور، الفصل الأوّل: وَهْم الإله- وقد تساءل في بداية الشريط: (ما الدليل على وجود أيّة معجزة؟) ثمَّ عَلِمَ من أحد خدّام المزار بحصول 66 معجزة مُوَثَّقة. وبحصول ألفي حالة شفاء بدون تفسير. مع بَرَكات روحيّة شهد لها كثيرون. فصرّح داوكنز أخيرًا: (يزور المكان سنويًّا ثمانون ألف شخص منذ قرن ونصف ولم تحصل سوى 66 معجزة فإحصائِيًّا لا يُقدِّمُ هذا العددُ دليلًـا على وجود معجزة) فقلتُ- مع احترام مؤهّله العلمي: تكفي لإثبات أيّة قضِيَّة شهادتان مُوثَّقتان أو ثلاث. وأمامي، حتى تاريخ تصريح داوكنز، سِتٌّ وستّون وثيقة وألْفا حالة شفاء
أخيرًا؛ قيل لي: دَعْكَ من ذلك كلِّه ووَجِّهْ نظرَكَ صوب المسيح المُخلِّص الذي {ليس بأحد غيره الخلاص- أعمال 12:4} فقلت: أتَّفقُ معك تمامًا، كما أترك لك الحقّ في تكريم مَن تشاء مِن أحبّائك. لكنْ دعني وشأني لُطفًا فأعبد ربِّي وإلهي كما أشاء وأكرِّم أيًّا مِن مُختاريه ومن أحبّائي كما أشاء. فإنّي دعوتُ الرَّبَّ يسوع دعوة خاصّة لكي يتعشّى معي (رؤيا 20:3) كما دعوتُ أمَّهُ العذراء وتلاميذه والرُّسُلَ وسائرَ مُختاريه الذين لهم في قلبي منزلة مُميَّزة. تعشَّينا جميعًا أطيب عشاء. فأتمنّى عليك ألّـا تتناسى وجود أمِّ يسوع هناك، في قانا الجليل، قبلما دُعِيَ يسوع وتلاميذه إلى العرس- آمين
* * *
1. http://en.wikipedia.org/wiki/Lutheran_Marian_theology
Posted in فكر حر | 2 Comments

ثورتنا السورية وسر نجاح الليبية!

ثورتنا السورية وسر نجاح الليبية!

بقلم: طلال عبدالله الخوري

اصاب بالغثيان والتقيوء كلما ظهر احد مهرجي اعضاء المجلس الانتقالي السوري لكي يهرج لنا على قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الفضائية, بطريقة مشابهة للتهريج الذي عهدناه منهم على مدى 1430 سنة من تهريج الحكم الاسلامي لبلدنا سوريا!

على ما يبدوا بأن بهلوانات المعارضة السورية من الاسلاميين لم يعوا بعد بأننا نحن نعيش الآن بالقرن الواحد والعشرين وهو عصر التكنولوجيا والانترنت والفضاءات المفتوحة وهو عصر الشفافية التي اصبح العالم بها قرية صغيرة يتفاعل الناس مع بعضهم البعض, وان امهات كتبهم وكتب تراثهم التي اكل عليها الدهر وشرب لا تفيد كمراجع سياسية لهذا العصر؟

خرج علينا احد معتوهي المجلس الوطني السوري لكي يطالب الجامعة العربية بموقف من الثورة السورية مماثل لموقفهم من الليبية , أي باسقاط شرعية الاسد واعتبار المجلس الوطني السوري هو الممثل الشرعي لسوريا بالجامعة العربية!! لكي يستخدموا هذا الاعتراف كورقة ضغط على المجتمع الدولي لكي يعترف بهم ايضا, وكما قلنا سابقا في مقالنا: الزعماء العرب يرشون الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين وغليونهم, للاسف هم مازالوا يعتقدون بان السياسة الدولية هي بيعة فجل كما يقول المثل السوري الدارج؟ راجعوا مقالنا هذا للاستزادة.

يقول المثل: اذا كانوا يعلمون الحقائق ويتصنعون البلاهة بتجاهلها فهذه مصيبة ! واذا كانوا فعلا لا يعلمون بسبب عدم كفائتهم فالمصيبة اكبر!

في هذه المقالة سنحاول توضيح سر نجاح الثورة الليبية وسر اعتراف جامعة الدول العربية بالمجلس الانتقالي الليبي, وسر قبول الناتو للمساندة العسكرية للثورة الليبية؟
اذا اراد أعضاء المجلس السوري ومرشدهم محمد الشقفة ان يعرفوا سر نجاح الثورة الليبية وقبول الناتو للاستثمار بالثورة الليبية عسكريا, فليسأل هذا الاخير زميله بالحزب مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي عن هذا السر وهو الاخونجي الشهير؟؟

لو لم يذهب مصطفى عبدالجليل ومجلسه الليبي الى الغرب, وجثوا على ركبهم, وقبلوا سكربينة كلينتون, ومؤخرة ساركوزي, ويد ميريكل….. وغيرهم من زعماء الغرب…طبعا الجثو هنا لايكفي! وأنما قدموا الضمانات والتعهدات المكتوبة, على ان ليبيا ستكون دولة ديمقراطية مستقرة وفيها احترام لحقوق الانسان والاقليات وان الدستور سيكون مدنيا شفافا يساوي بين الجميع لمواطنيه وان القضاء سيكون مستقلا, لما قبل الغرب بالاستثمار بالثورة الليبية ومساعدتها؟ اي السر هنا تقديم كل الضمانات التي يطالب بها الغرب!

نحن هنا لا نعيب على مصطفى عبد الجليل ومجلسه على ما قاموا به, وانما نرفع له القبعة على وطنيته هذه.. .. فهذا تصرف بقمة الوطنية لانه بالنهاية جنب ليبيا الدخول بحرب اهلية تمتد امدها لعشرات من السنين القادمة وتنهك الشعب الليبي وتدمره وتدمر مقدراته؟

اما اعتراف مجلس الجامعة العربية وهو كما نعلم ناد للطغاة العرب الجبناء, الذين لا يجرأون على رفض اوامر الغرب, فقد تم الطلب منهم من قبل الناتو بأن يصدروا قرارهم هذا بتجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية لان الناتو قد اتخذ قراره بالبدء بالهجوم على جيش القذافي, واما قرار الجامعة العربية فهو تحصيل حاصل لقرار الناتو هذا لكي تكتمل الشرعية الدولية لتدخلهم العسكري هذا؟ اي لو ان الناتو لم يتخذ قرار البدء بالهجوم لما تجرأت امعات الجامعة العربية باستصدار مثل هذا القرار؟؟
(راجعوا مقالنا الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثورات الشباب.)

سؤالنا هنا: هل يفهم سفهاء المجلس الوطني السوري هذه الحيثيات التي ذكرناها اعلاه, ويقوموا بالخطوات الوطنية اللازمة لانقاذ بلدهم سوريا؟؟ ام انه سيبقى همهم الوحيد هو مستقبلهم السياسي وحصتهم من كعكة الحكم بسوريا؟؟ حيث ان كل ما فعلوه حتى الآن هو التهريج على ابواب الفضائيات العربية وشبابنا يهرق دمه بكل وحشية؟؟

طلال عبدالله الخوري
هوامش:
https://mufakerhur.org/?p=293

https://mufakerhur.org/?p=295

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثورات الشباب!

الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثورات الشباب!

بقلم: طلال عبدالله الخوري

قلنا في مقال سابق لنا ( مقال: المعاهدات والاتفاقيات العربية) بان جامعة الدول العربية هي عبارة عن نقابة للطغاة العرب, وان اهدافها الاساسية هي تسخير مقدرات البلاد العربية وتسخير شعوبها وثرواتها وعلاقاتهم الدبلوماسية الدولية, للتضامن ولمساعدة المستبدين العرب لبعضهم البعض من اجل ديمومة حكمهم لبلدانهم, وتوريثها لابنائهم واحفادهم, وأيضا لمساعدة بعضهم البعض عندما يكون لديهم ازمات أو عندما تثور شعوبهم ضدهم مطالبة بالحرية والعدالة والكرامة!

ومع ان تاريخ السياسة العربية, وعلى مدار مئات السنين, يذخر بالخيانات الشنيعة للقادة العرب والمسلمين, الا أننا نجد انفسنا مضطرين, هذه المرة, لأن نرفع القبعة احتراما للقادة العرب المعاصرين, للوفاء الذي اظهروه ولأول مرة بتاريخ العرب والمسلمين, لهذا العهد الذي اقسموا عليه كأعضاء بالجامعة العربية وذلك بعمل المستحيل لمساعدة بعضهم البعض لاستمرارية حكمهم حتى ولو كان ذلك على حساب ابادة شعوبهم!!

لقد كانوا اوفياء لصدام حسين عندما كان يبيد شعبه ولم يتجرؤا حتى على نقده لفظيا, ثم كانوا اوفياء له عندما ارادت اميركا والغرب عزله ولو بالقوة, وحاولو حمايته وبقائه بكل ما استطاعوا!! ولكن كما يقال: العين بصيرة واليد قصيرة فلم يستطيعوا انقاذه بالنهاية, لان الغرب كان اقوى منهم؟

لقد كانو اوفياء للبشير بالسودان وعملوا وما زالوا يعملون ما بوسعهم لابقائه بالسلطة بالرعم من انه اباد شعبه وفكك بلده! فهذا كله لا يهم! المهم ان يبقى بالسلطة لان هذا ما ينص عليه العهد فيما بينهم!

لقد كانوا اوفياء حتى للقذافي, وقدر استطاعتهم, ولم يبدؤا ادانته الشفهية الباهته والمتواضعة, الا بعد ان بدأت جيوش الناتو القضاء عليه وعلى جيشه وبعد ان انفصل عنه كل مساعديه؟ ومن المعروف بانه لولا العداوة الشخصية بين ملك السعودية والقذافي الذي حاول اغتياله لكانوا تمسكوا به اكثر واكثر…

هم اوفياء الى الآن لعبدالله صالح في اليمن ويعملون المستحيل لابقاءه بالسلطة, لانهم يعلمون بان سقوط اي لبنة من جدار نظام الاستبداد العربي هي ايضا سقوط لهذه اللبنة في جدارعرش كل من عروشهم, وان دق اي مسمار في نعش اي عرش من عروش اعضاء نقابتهم الاستبدادية هي بالنهاية دق لمسمار في نعش كل منهم!

وها هم يعملون المستحيل لابقاء بشار الاسد بالسلطة, وفاءا للعهد الذي قطعوه فيما بينهم!! ولن ننخدع بالتصريحات الخجولة التي يرمونها هنا او هناك, فهم بهذا يتصنعون البلاهة ليس الا!
في البداية ارسل الزعماء العرب, امين الجامعة العربية نبيل العربي, وهو عبارة عن دمية عرائس يحركها الزعماء العرب باصابعهم, الى بشار الاسد بدمشق, لكي يمده بالدعم السياسي ويسفه الجهود الغربية والاميركية والتي وصلت الى مرحلة متقدمة بالوقوف الى جانب الشباب السوري الثائر ودعم مطالبه وتطلعاته, وقام هذا الامعة العربية بمديح النظام السوري وخططه الاصلاحية, والاكثر من هذا, فقد تهجم على الغرب عندما قال : بانه لا يحق لاي دولة اسقاط شرعية الرئيس بشار الاسد؟؟

اما خطوتهم الاخيرة لمساعدة بشار الاسد فكانت قمة بتصنع البلاهة؟؟ تصوروا بان هذه الخطوة اتت بعد الجهود الصادقة والجبارة التي قام بها الغرب لمساعدة الشعب السوري ولايقاف حملات الدم والمجازر اليومية التي يرتكبها النظام ضد شعبه…. هذه الجهود الغربية من عقوبات اقتصادية وعزل للنظام , وعقوبات ضد اركانه…. بعد هذا كله تأتي خطوة جامعة الدول العربية لتقوض هذه الخطوات المتقدمة للمجتمع الدولي وتعطي الروح لزميلهم بالاستبداد بشار الاسد.

نعم ان الخطوة الاخيرة للجامعة العربية ما هي الا عرضاً عربياً لمساعدة النظام السوري على الخروج من مأزقه الأمني والسياسي. وهو مشابه للعرض التركي السابق وهم يعرفون ماذا كان مصير مثل هذه العروض, فلماذا التصنع بالبلاهة والتكرار؟؟؟
تسريبات هذه المبادرة العربية للحل تتضمن: اصلاحات سياسية واسعة وانتخابات رئاسية مفتوحة في نهاية الولاية الثانية للرئيس بشار الاسد في العام 2014.

هذه المبادرة ما هي الا طعنة خنجر عربية بظهر الشعب السوري, لانها تطيل عمر النظام وتعطيه الامل, وبالتالي تصعب الامر على شعبنا, والاكثر من هذا فهي تضاعف كمية الشهداء والدم السوري المسفوك ليس الا؟؟

فنظام بشار الاسد يعرف, والزعماء العرب يعرفون, والعالم كله يعرف بان اي خطوة اصلاحية ولو كانت بالحد الادنى ستؤدي بالنهاية الى خسارة بشار الأسد ونظامه للحكم, فلماذا التصنع بالبلاهة والمطالبة بالاصلاح؟؟

هل هناك اصلاح اقل من السماح للشعب السوري بالتعبير عن رأيه سلميا؟؟ هذه الخطوة الاصلاحية الوحيدة بحدها الادنى حتما ستؤدي الى خروج الشعب السوري بكامله الى الشارع ليسقط بشار الاسد, فما معنى المطالبة بالاصلاح والحوار؟؟ هذا هو تصنع البلاهة بعينه!

للآسف هناك بعض اقطاب المعارضة السورية ومنها الديناصورية ومنها المعارضة التي ليس لديها خبرة سياسية والتي تطالب بمثل هذه المطالب بالاصلاح والحوار, وهم بهذا يشاركون الزعماء العرب وجامعتهم العربية بتصنع البلاهة!
هذا بلا شك تراجع عربي واضح عن الموقف الغربي والاميركي الذي أعلن أن النظام فقد شرعيته ودعا الأسد الى التنحي.

مما سبق نرى بان جميع المطالبات بالحوار او الاصلاح ما هي الا الاعيب سياسية هدفها الابقاء على النظام واطالة عمره فقط لا غير, لانه نظام زائل لا محالة! وان اي خظوة اصلاحية هي بالنهاية تعني نهاية النظام واحالة رموزه الى القضاء, وهذا معروف للجميع, فنرجو من العرب والمعارضة السورية الديناصورية الفاشلة, ان لا يتصنعون البلاهة, ولنضع النقاط على الحروف ولنسمي الاشياء باسمائها فالمطلوب هو رحيل النظام . نقطة على السطر انتهى.

تحياتي للجميع

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment