يعز علينا قول الوداع

 يعز علينا قول الوداع

المقدمـة

يعـــــــز علينا قول الوداع                   لنجم سما سمو السماء 

قدت الكنيسة بحرص ومجد               وشعب المسيح في كل لقاء

فكنت الصديق وكنت الرفيق             لكل من تاه ومن الغرباء

فكنت الطبيب وكنت الحبيب             لكل مريض ونعمة الدواء

فرغم السنين عبرت الفيافي             تزرع الحب في كل فناء

   كما المسيح تصنع خيرا                 لمن في مصر وفي الصحراء

  بنيت بيوتا وبنيت ديورا                 ومثلها كنائس رغم الجفــــاء

   تجول بالخير لكل محتاج                دون خشية علنا وفي الخفاء   

****

  يانبراس عصر فاق عصره                 حكمة وتواضعا وبشهاده العلمــاء 

  فأنت بغير الحب لم تنادي                  وبشريعة تفوق العقل والخيـــــلاء

   فنم قرير العين في كل قلب                     مع شكر يفوق الوصف والثنــــــــاء

   فنم قرير العين مع من رحلو                    في المقطم وماسبيرو وكل الشهداء

وصلي لمصر في كل ضيق                مع القديسين والإخوان والأبـــــاء

لقد رحلت ويبقى السؤال                   متى يزول الجهل من مصر والغباء

****

الخاتمة

    لقد رحلت وخلفك كلب يعوي            فرحا فتلك شيمة ألأنذال والحقراء

          فسجل أيها التاريخ وبإفتخار            كلاب مصر تعوى فرحا بدل الرثاء         

            فكم من كلب يسير الهوينة             ولكن القافلة تسير بشموخ وإباء          

    فمثالكم معذور لأنه كالإناء          ينضح بما فيه بـــول أو خــــراء

فإنعقو حتى تموتو في غيضكم             فالكلاب لاتجيد غير لغة العواء

فكم من كلب أجرب شوه أمة             فإستحق لعنه ألأرض قبل السماء

*****

وأختم قصيدتي بقول شاعر أخر إذ قال 

  تموت ألأسود في الغابات جوعا         ولحم الظان يرمى للكلاب

    وذو جهل ينام على السرير             وذي علم ينام على التراب

           

سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية

من بلاد الرافدين

MARCH / 19 / 2012

**** 

Posted in فكر حر | 1 Comment

شادن وباقة الورد

        شادن وباقة الورد

                                        قصة للاطفال : زهير دعيم

تعيش الظبية ” حنون”  وابنها الصّغير” شادن” في مغارة تقع على تلّة وسط  الطبيعة الجميلة والسّاحرة في كلّ الفصول، وخاصّة في مثل هذا الفصل من السّنة ؛ فصل الرّبيع، حيث الاعشاب الخضراء والأزهار المُلوّنة والطيور المُغرّدة.
 وكانت الظبية تخرج صباحًا الى الحقول البعيدة  لتفتّش عن الطعام، في حين يبقى شادن في المغارة. وعندما تعود في ساعات العصر كانت تلعب هي وصغيرها على العشب الاخضر امام المغارة ، فتارة تداعبه واخرى تركض امامه وثالثة تتدحرج معه على الاعشاب والازهار.

  كانت الام “حنون” توصي ابنها في كل صباح الا يخرج من المغارة والا يفتح بابها  لأيّ طارق.
 وكان شادن يطيع امّه، ولا يخرج من المغارة . بل انه كثيرًا ما أخبر أمّه أنه سمع طرقًا على الباب ولم يفتح .
   في أحد الأيام عادت الظبية “حنون” الى المغارة مبكرًا على غير عادتها؛ عادت قلقةً بعد أن أخبرتها جارتها الأرنبة بأنّها رأت من بعيد  انّ الثعلب ” ثعلوب” يطارد صغيرها شادن بين الصّخور والاعشاب .
  عادت “حنون” مسرعة وقلبها يخفق خوفًا.

 وكم كانت فرحتها كبيرة حين رأت أنّ باب المغارة مُقفل  وصغيرها شادن  جالسٌ في المغارة يلعب بدبدوبه  الذي اشترته له قبل ايام.
 ضمّت الظبية صغيرها الى صدرها  بحرارة وقبّلته، ثمّ ما لبثت أن تذكرت مخالفته لأوامرها وخروجه من المغارة بدون إذنها، فعبست وصاحت بغضب  : لماذا خالفت أوامري أيّها الصغير وخرجت من المغارة ؟ لا.. لا..لم أعد احبّك……
لماذا خرجت وعرّضت نفسك للخطر … قلّ لي ؟.

 فتلعثم شادن وقال : كنت…كنت..
 فقالت الأمّ غاضبةً : لا أريد ان اسمع..ابتعد عن وجهي.

   ذهب “شادن” الى فراشه وهو حزين يبكي ونام وهو يتنهد، في حين قامت الظبية حنون  بالبدء بتنظيف المغارة وترتيبها، وإذا بها ترى على الطاولة وأمام المرآة باقة من البرقوق وعصا الرّاعي والزنابق ، مُزنّرة بشريط أزرق جميل مكتوب عليه : 
كلّ عام وأنت بخير يا حبيبتي..يا أمّي الغالية
ابنك المُحبّ شادن…3\21

  فطفرت الدموع  من عينيها وهي تقول : اذن اليوم عيد الأم ، وشادن حبيبي  يعرف ذلك ولقد غامر بنفسه من اجل ان يقطف لي باقة من الورد الجميل ..آه ما أروعك يا صغيري !!.
  ولم تتمالك”حنون” نفسها فهجمت على صغيرها  وهو يغطّ في النوم وراحت تعانقه بحرارة وتضمّه الى صدرها..وهي تقول : وأنت بخير يا حبيبي..وأنت بألف خير.سامحني لقد ظلمتك..

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

نساء الأسد تحكم سوريا

نساء الأسد تحكم سوريا

Posted in كاريكاتور | Leave a comment

الثعبان الإسلامي متعدد الرؤوس

الثعبان الإسلامي متعدد الرؤوس

كامل النجار

في الميثولوجيا اليونانية القديمة هناك ثعبان متعدد الرؤوس اسمه الهايدرا

The hydra of Lerna

 وقد كان يقتل ويفسد كل شيء يعترض طريقه. وقد كلفت الآلهة البطل هيراكليوس بقتل الهايدرا، ونجح هيراكليوس في مهمته. ولا بد أن قدماء المصريين قد سمعوا بهذه الميثولوجيا، التي أخذها عنهم العبرانيون ثم أخذها محمد وربطها بقصة موسى الذي ألقى عصاه فانقلبت ثعباناً التهم جميع ثعابين الحواة. وللأسف لم يمت ثعبان موسى مع سيده بل عاش في رمال الصحراء حتى عام 1928 عندما خرج بعد سقوط الخلافة العثمانية. وفي زمن وجيز أصبحت لثعبان موسى عدة رؤوس مثل الهايدرا، ومد رؤوسه في عدة بلاد عربية أولاً ثم أصبح عابراً للقارات، كالصواريخ النووية متعددة الرؤوس.

اشتهر هذا الثعبان متعدد الرؤوس بالكذب لأن الإسلام يبيح للمسلمين الكذب إذا كان فيه مصلحة لهم وللإسلام، وأصبح من المستحيل الإمساك بهذا الثعبان أو بما يصدر عنه من أحكام وفتاوى، لأن حديثه أملس كجلده، ويمكنه بنفس السهولة التي يتخلص بها من جلده أن يتنكر لما صدر عنه من قول أو فعل. وانتشر هذا الثعبان متعدد الرؤوس إلى سبعين بلداً حول العالم، وولد ثعابين صغيرة بأسماء مختلفة مثل حركة النهضة في تونس، وحزب العدل والإحسان في المغرب، وجبهة الإنقاذ في الجزائر، وحماس في غزة، وحركة الرفاه في تركيا وغيرها الكثير.

تعتمد فلسفة هذا الثعبان على قاعدتين: النوم مع السلطان في سريرٍ واحد، والتعامل مع الشيطان من أجل الوصول إلى سدة الحكم. وبالطبع تعلمت الحركات الإسلامية وتعلم شيوخها هذه الفلسفة وأصبحوا من البارعين فيها. فإذا نظرنا حولنا في الشرق أو الغرب، نجد أن النوم مع السلطان قد أنجب لنا وعاظ السلاطين الذين أصبحت مهمتهم في الحياة، بجانب جمع المال وبناء القصور، تخدير الشعوب بفتاوى تحث على طاعة السلطان وتُحرّم الخروج عليه. ففي الأسابيع القليلة الماضية، وبعد انتشار ثورات الشباب في البلاد العربية، تبارى وعاظ السلاطين في نشر الفتاوى التي تُحرّم المظاهرات والاضرابات. الشيخ يوسف البدري أحد أشهر علماء الدين في مصر (أصدر فتوى يحرم فيها المشاركة في الإضراب ويؤكد أن من يشارك فيه (آثم ) شرعاً، والأهم أنه طالب الرئيس مبارك ألا يستجيب لأية دعوة للاستقالة تأتيه من (العوام والروبيضات) على حد وصف البدري لدعاة الإضراب، والأهم أن البدري طالب مبارك بأن يقتدي بالخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي رفض أن يتنازل عن الحكم حين طالبه بذلك مجموعة من المصريين) (الشرق الأوسط 4/5/2008).

ووصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء، وسائل الإعلام التي «تُجيش» الشعوب ضد حكامها بـ «أعداء الله»، و«المنافقين»، الذين يسعون لأن تعم الفوضى بين الناس، بحسب وصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. ولم يؤيد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الخروج في مظاهرات سلمية في رده على أسئلة أحد الحاضرين، وقال «لا أجد الخروج في مظاهرات سلمية ذا جدوى، فهذا حماس مؤقت، لا فائدة منه، فالمظاهرات لا يمكن أن تُخلف سوى العويل والصياح، وقد تقود إلى عدم الانضباط، (الشرق الأوسط 14/1/2009)
ووافقت لجنة كبار العلماء في السعودية مع مفتيها وأصدرت بياناً يُحرّم المظاهرات، وأضاف البيان أن السعودية قائمة على “الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة” وأن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها.
وكذلك فعل شيوخ اليمن الذين يسمون أنفسهم “علماء اليمن” وأصدروا بياناً يُحرّم المظاهرات والخروج على ولي الأمر، ثم كلّفهم علي عبد الله صالح بالقيام بالوساطة بينه وبين المحتجين، وقد اجتهدوا في مهمتهم غير أن التوفيق لم يكن من نصيبهم.
من فلسفة الثعبان التصريح بشيء ما ثم العمل بعكس ما صرّح به. يقول الشيخ محمد الصالح الحدري التونسي الذي كان عضواً مهماً في حركة النهضة الإسلامية الإرهابية، والذي انشق عنها بعد ثورة الياسمين وكوّن حزباً إسلامياً جديداً، يقول: (لاحظت خلال عقود من الزمن أن هناك فرقاً واضحاً بين القول والفعل، وأقر بأن هناك عناصر متزمتة في حركة النهضة، وأنا من الذين أدانوا في حينها عمليات التفجير والرمي بماء النار التي نفذتها الحركة خلال الثمانينات وبداية التسعينات، وعلى الرغم من تبرؤ القيادات حالياً من تلك الأفعال ونسبتها إلى القواعد التي لم تلتزم بقراراتها، فإن ذلك يبدو لي من باب المستحيل إذ المعروف أن كل أعضاء حركة النهضة منضبطون ولا يمكن القيام بمثل تلك العمليات دون الرجوع إلى القيادات) (الشرق الأوسط 10/3/2011).
فهاهو شاهدٌ من أهلها يقول إن الحركة قامت بالفجيرات وبرمي الحامض على وجوه النساء غير المحجبات، في الوقت الذي يصرح فيه الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بأن حركته ديمقراطية وتنبذ العنف وتؤمن بالتعددية. وبما أن لهذا الثعبان عدة رؤوس، فقد قام أحد رؤوسه في أفغانستان بتطبيق نفس الأفعال التي كانت تقوم بها حركة النهضة في تونس، ورموا الحامض على وجوه طالبات المدارس.

أما في إيران فقد صرح قائد الشرطة بأن المشاركين في المسيرات غير الشرعية سيواجهون معاملة أقسى وستتصدى لهم السلطة القضائية بحزم أكبر. وأضاف: يُعتبر بعض المحتجين يوم الأحد “أعداء الله” وستتم مواجهتهم بحزم (الشرق الأوسط 31/12/2009). وحديثاً شن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هجوما حاداً على من وصفهم بالمستبدين في المنطقة الذين يقتلون شعوبهم بالسلاح الأمريكي، وأشار إلى الحوادث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مؤكداً أن الرؤساء المستبدين في المنطقة يقتلون أبناء وطنهم بأسلحة أمريكية (الشرق الأوسط 1/3/2011). فالمتظاهرون ضد السلطة الإيرانية أعداء الله ويجوز قتلهم بأسلحة إيرانية، أما المتظاهرون في البلاد العربية فهم أبطال ولا يجوز قتلهم بالأسلحة الأمريكية. إنها رؤوس الثعبان العديدة تتحدث بآراء مختلفة.

أما مملكة آل سعود فقد صوتت مع الجامعة العربية على فرض حظر الطيران فوق ليبيا لأن العقيد القذافي يقتل شعبه، بينما يقتل الجنود السعوديون متظاهري القطيف الذين تجرءوا على الخروج في مظاهرة، وأرسلت آلاف الجنود والسيارات المدرعة إلى البحرين لمساعدة ملك البحرين على قمع المتظاهرين وقتلهم. ولذلك أخرج لنا فقهاء الإسلام حكمة تقول “اتبعوا أقوال الفقهاء ولا تتبعوا أفعالهم”.

أما الذراع الآخر من فلسفة الثعبان فهو التعامل مع الشيطان من أجل الوصول إلى دفة الحكم. فالشيخ حسن البنا بدأ حركته في مسجد في الإسماعيلية بنته له الشركة الإنكليزية التي كانت تدير قناة السويس. ومن ثم تمكن جهاز المخابرات البريطاني

MI6

 من الاتصال بالبنا واستعماله فيما بعد بواسطتهم وواسطة السي آي اى

CIA

 للتخلص من جمال عبد الناصر والتغلب على الاشتراكية والحزب الشيوعي المصري

( the Devil’s Game, Robert Dreyfuss, p 47)

. كما استعان الملك فؤاد ومن بعده فاروق بحسن البنا ضد الحركات القومية المطالبة بخروج الإنكليز من مصر، ففي مظاهرات عام 1936 ضد الإنكليز، كان الإخوان يهتفون “الله مع الملك، والشعب مع زغلول”. وبالطبع يد الله هي العليا وسوف ينتصر من كان معه الله. وفي عام 1937 عندما تُوج الملك فاروق، كان بلطجية الإخوان يحفظون النظام في احتفالات التتويج. وأغدق فاروق المال على البنا الذي كان يمده بالمعلومات عن الأحزاب اليسارية. وكانت للبنا والإخوان اتصالات عديدة بالسفارة الأمريكية والسفارة البريطانية. وكوّن الإخوان نقابات عمالية هدفها الأول إفشال إضرابات النقابات اليسارية. وفي ثلاثينات القرن الماضي تعاون الإخوان مع الحزب النازي في ألمانيا وأرسلوا الشيح أمين الحسيني إلى ألمانيا لمقابلة هتلر. وقد أكدت وثائق حكومية سويسرية أن سعيد رمضان، صهر حسن البنا، كان عميلاً للإنكليز والأمريكان (نفس المصدر ص 79). وقد اجتمع الإخوان مع نورمان داربشير، رئيس

MI6

 في جنيفا لتدبير محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.

أما في إيران فقد اشترى السي آي اي بالاشتراك مع المخابرات البريطانية، ولاء الملالي للتخلص من مصدق، رئيس وزراء الشاه، لأنه كان ذا ميول شيوعية وقد أمم شركة البترول الأنجلوإيرانية

Anglo Iranian Oil Company

. وقد كان رجل السي آي اي في إيران هو آية الله أبو القاسم كشاني، أستاذ الخميني وممثل الإخوان المسلمين في إيران. وقد دفع له السي آي اي مبالغ طائلة من المال لتأجير مرتزقة يخرجون في مظاهرات تطالب بإقالة مصدق ورجوع الشاه الذي كان قد هرب من إيران وقتها (نفس المصدر، ص 110). واستأجر الكشاني مرتزقة وأمرهم برشق المساجد بالحجارة وزعم أنهم من حزب Tudeh الشيوعي، لتشويه صورة الشيوعيين. وعندما رجع الشاه إلى عرشه اشترى كذلك ولاء الملالي ودفع لهم بسخاء، كما يقول فريدون هوفيدا، سفير إيران الأسبق بالأمم المتحدة.

تعاون إسلاميو مصر وغزة والضفة الغربية مع مناحم بيغن، وآريل شارون في محاربة حركة التحرير الفلسطينية ذات الميول اليسارية. وفي النهاية تمخض هذا التعاون بين الموساد والإسلاميين في خلق حركة حماس بقيادة الشيخ أحمد ياسين في عام 1986. واستمرت حماس، بتشجيع من الموساد، بقتال أعضاء منظمة فتح أينما كانوا. وعندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية في عام 1987 لم تشترك حماس بها، مما دعا ياسر عرفات إلى التصريح بأن (حماس قد خلقتها إسرائيل وأغدقت عليها الأموال وفتحت لها أكثر من سبعمائة منشأة منها المدارس والمساجد وحتى الجامعات). وفي يوم 4 يونيو عام 1983 أصاب أعضاء الإوان المسلمين بغزة ما لا يقل عن مائتي طالب من أنصار فتح في جامعة غزة الإسلامية.
وفي أفغانستان احتضن السي آي اي الأستاذ الإسلامي غلام محمد نيازي، أستاذ الثيولوجي بجامعة كابول، وأغدقوا عليه الأموال ليكوّن حركة “الشباب المسلم”

Muslim Youth

 وببداية عام 1972 انضم عبد الرسول سياف، وحكمتيار ورباني إلى منظمة الشباب المسلم تحت رعاية السي آي اي. وأخيراً خلق السي آي اي، عن طريق السعودية وباكستان، حركة طالبان، ومولها عن طريق السعودية.

ورغم أن إسرائيل كانت، وما زالت، العدو الأول لإيران، حسب الدعاية الإيرانية، كانت إسرائيل الممول الرئيسي لإيران الخميني بالأسلحة من عام 1980 إلى عام 1987، وأمدت إسرائيل حكومة الخميني بأسماء أعضاء اليسار الإيراني (نفس المصدر، ص 274). وفي عام 1980 زار أحمد كشاني، ابن آية الله سيد ابو القاسم كشاني، إسرائيل لتسهيل تصدير السلاح من إسرائيل إلى إيران.

هذا الثعبان الأملس ذو الرؤوس المتعددة، والذي صرح مراراً في الماضي بأن الديمقراطية بدعة لأن الإسلام يملك الشورى، وصرح عدد من رؤوسه أن الانتخابات حرام، يحاول الآن هذا الثعبان الالتفاف على مكتسبات ثورات الشباب في تونس ومصر. ففي تونس رجع الشيخ راشد الغنوشي الذي عاش في لندن لأكثر من عشرين عاماً، إلى تونس وصرّح أن حركة النهضة تؤمن بالديمقراطية وسوف تشترك في الانتخابات ولكنها لن ترشح أحداً للرئاسة. وبالطبع هذه خطة مرحلية أولى تمكن حركة النهضة من بناء قواعدها بعد أن انشقت عنها عدة شرائح، وبعد أن فقدت من يقودها عندما هرب الغنوشي إلى لندن. أما الرأس المصري فقد تآمر مع حكومة الضباط لترميم الدستور القديم بحيث يحتفظ الإخوان بالمادة الثانية، ثم صرح كبيرهم بأنهم يؤيدون حكومة مدنية بمرجعية إسلامية. وهذا التصريح يعني بالعربي الفصيح أن الإخوان يريدون تكوين مجلس إسلامي مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الذي يفرض رأيه على البرلمان، وبالتالي يكون هذا المجلس هو الحاكم الفعلي، ويصبح البرلمان عبارة عن واجهة للديمقراطية فقط. أو يمكنهم إذا فازوا بالانتخابات أن يصوت برلمانهم بأن يتنازل عن كل واجباته عن رقابة الأجهزة الحكومية لرئيس الجمهورية (لأول مرة في تاريخ برلمانات إيران منذ تأسيس مجلس الشورى الوطني بعد الثورة في مستهل القرن الماضي، تخلى البرلمان الإيراني «مجلس الشورى الإسلامي» عن أحد أهم مسؤولياته القانونية ووظائفه الدستورية لصالح الولي الفقيه تخطيا بذلك لما وصفه نائب إصلاحي معارض لقرار البرلمان «حدود الوكالة الممنوحة من قبل الناخب الإيراني للنواب». وبموجب لائحة 198 الملحوظة رقم 7 للقانون الداخلي للبرلمان فان النواب قد سلبوا عن أنفسهم مسؤولية الرقابة على المؤسسات والدوائر التابعة للولي الفقيه أي قائد البلاد آية الله علي خامئني. وعند إرسال اللائحة بعد مصادقة البرلمان عليها الى لجنة صيانة الدستور لابداء رأيها، أعادت اللجنة اللائحة الى البرلمان، وأدخل البرلمان تعديلات في اللائحة التي تشير الى أن مسؤولية التحقيق والتفحص (في أداء ونزاهة أجهزة الحكم) لن تشمل مجلس الخبراء ومجمع تشخيص مصلحة النظام ولجنة صيانة الدستور بشكل قاطع. وبالنسبة لبقية المؤسسات والأجهزة التابعة للولي الفقيه فان إذن المرشد ضروري مسبقا، أي لا يمكن على سبيل المثال التحقيق والتفحص في أداء ونزاهة وسلوكيات الإذاعة والتلفزيون ومؤسسة المستضعفين ومؤسسة الشهيد ومنظمة التبليغات الإسلامية وممثليات الولي الفقيه في الخارج وتصرفات ممثليه مهما بلغ سوء تصرفاتهم إلا إذا سمح الولي الفقيه بذلك) (الشرق الأوسط 12/12/2008). وهذه هي الديمقراطية التي يصبو إليها الثعبان الإسلامي الأملس.

وفي محاولة يائسة لطمأنة الثوار أشاد زعماء الإخوان المسلمين بالنظام الديمقراطي في تركيا، وهم يعلمون علم اليقين أن تركيا بعد أتاتورك كانت دولة علمانية بحتة يشرف الجيش والقضاء المستقل على علمانيتها، حتى جاء حزب الإخوان المسلمين بقيادة أوردغان وبدأ في نخر قواعد الدولة العلمانية، كما ينخر السوس قواعد البناء، فبدأ أوردغان بإخصاء المؤسسة العسكرية بتهمة التآمر على نظام الحكم، ثم تحول إلى القضاء وحاول تعديل الدستور ليبعد القضاء عن الإشراف على التشريعات البرلمانية. وقريباً سوف تتحول تركيا، بعد أن تيأس من انضمامها إلى المجموعة الأوربية، إلى دولة إسلامية مثل إيران.
فالديمقراطية والثعبان الإسلامي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجتمعا. فبعد أن أصبح الجيش المصري حليفاً للثعبان، هل نطمع في ظهور هيراكليوس يقتل لنا ذلك الثعبان الأملس متعدد الرؤوس؟

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل أصبح إسم مقتدى الصدر / خطاً أحمراً ؟

هل أصبح إسم مقتدى الصدر / خطاً أحمراً ؟

رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com

أظنّ أنّ العراق بحاجة الى داروينهِ الخاص , لتطوير فكرة القائد الضرورة . لأنّهُ يبدو للمتابع أنّ الزمن يتوقف عندهم بدون ذلك القائد .
وكلّما ظهرَ مُغامر بحياة الناس سَفيه (شلاتي بالعراقي) قالوا عنهُ هذا رجل المرحلة , وصار الزعيم المُفدّى ومعبود الجماهير بإنتظار ظهور صاحب الزمان .
لكن ثمّة مفارقة عجيبة في هذا الخصوص تتمثل بالآتي :
هم يمجدّون الزعيم ويغنّون لهُ ويرفعون صورهِ ,منذُ بداية صعود نجمهِ مهما كان وضيع الأصل .
حتى إذا إشتّد عوده وإستحكم أمرهُ وظهرت بعض حقاراتهِ وإقترب ليصبح إيفان الرهيب , إنقلبوا شكائين بكائيين نواحيين من كثرة المظالم التي تنزل على رؤوسهم . بلا أدنى شعور بالذنب أنّهم صنعوه ديكتاتوراً , وإنْ بسكوتِهم عليه .
أليس وضعاً عجيباً ينطبق على الأقلّ على صدام حسين ومقتدى الصدر . وكلاهما لُقّبَ بالسيّد القائد ؟ فإلى أين تمضي سفينة العراق ؟ لستُ أدري !

*****

كمْ ماردٍ خُتِمَتْ عليهِ قلوبنا … ما إنفضّ إلاّ ليلة الإسراءِ
كلٌ سليمانٌ برّدةِ طرفهِ … يأتي بعرش التبرِ للفقراءِ
هذا وصف الشاعر حازم التميمي ,لأحلام العراقيين بالمارِد المُنقذ .
العراقيّون لايُحسنون العيش بلا القائد الملهم المُفدّى , بينما العالم المتقدّم أسقط تلك الفكرة ورفع قيمة البشر جميعاً وساوى بينهم .
ويضيف التميمي , عن العراق في قصيدتهِ / لوّح الى الأثداء
اُخفيني عن وطنٍ أذاب شموعهُ … ببرودةِ الناطورِ والخُفراءِ
سَعَفي فوانيسٌ وجُذعي سلّمٌ … والصاعدون تعلّقوا بلحائي !

*****

و يا مكثر الصاعدين الحقراء في عراق اليوم , مُتعلقين بل راكبين ومستنسرين على أكتاف و رقاب الشعب .
كُلٌ يركب طائفتهِ وبالأخصّ البائسين المُعدمين منهم , ليصبح هو وليس غيره / السيّد القائد !
فإذا كان (السياسيّون مثل الحضينة تحتاج الى تغيير دائم ) فما بالكم لو كانوا سياسيّن وبعبائة دينية ؟ أليست كارثة حقيقية ؟ وهل من مناص وخلاص ؟

*****

الجميل في عراق ما بعد صدام , سقوط الطاغيّة الصنم الأرعن وبدء مرحلة جديدة قد تطول غالباً لبضعة عقود , نظراً للتخريب الكبير المكتنز في النفوس والعقول , المهم هناك ضوء في نهاية النفق .
لكن القبيح جداً , هو ظهور طواغيت بديلة يصنعها بعناية العراقيّون بأنفسهم .
لا تستغربوا , فنحنُ اليوم نشهد صناعة وكتابة تأريخ جديد للعراق والمنطقة عموماً . ولو قُدّر لنا العيش بعد عقد من الزمان ربّما سنقرأ التالي من أحد المُعارضين ( يمكن أنا نفسي ) يومها , سيكتب :
بعد أن حرّر الأمريكان وحلفاؤهم العراق من صدّام , قام العراقيّون { بين عامي 2003 , 2013 } بدل تعاضدهم لبناء وطنهم وتساميهم على جراحِهم .
بصناعة بضعة طواغيت صغار , أبرزهم كان طاغيّة متخلّف ذو مرتبة متواضعة عقلياً وعلمياً وفكرياً وأخلاقياً .
أسموه السيّد القائد / مقتدى الصدر . تركوه باديء الأمر يفلت بجريمتهِ (عندما قتل أتباعهِ علناً ) , السيّد عبد المجيد الخوئي ومعهُ الكليدار ومثّلوا بجثثهم .
بينما الخوئي كان قد وصل النجف تواً ,كأوّل مُعارض للطاغية صدّام وقبل سقوطهِ ب3 أيام .هذا ليس وهماً أو إشاعة هزّت المجتمع النجفي يومها ,ستجدون عشرات المقالات من مواقع شيعيّة , منها هذا من شبكة أخبار النجف الاشرف الذي يؤكد فيه السيّد جواد الخوئي عدم أهليّة أيّ جهة حكوميّة في العراق غلق ملف القضيّة / الجريمة !
http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=1409
ثمّ إشتهر مقتدى أكثر إبّان الحرب الطائفية عام 2006 , التي كادت تمّزق وحدة العراق .
ثمّ عُرِفَ أكثر , عام 2012 عندما أصدر أوامره لزبانيتهِ بقتل شباب الإيمو , فحطموا جماجمهم بالكونكريت ومنعوا عوائلهم من مراسيم الفاتحة بحجة أنّهم عار , وَجَبَ غَسلهِ !
ثمّ إتسعت قاعدتهِ الشعبية البائسة أكثر عندما أغلق جميع النوادي ودور السينما ومنع الموسيقى والغناء وكرة القدم وأمر (بحجاب التماثيل ) وجميع نساء العراق حتى البنات الصغيرات عام 2015
( هذا إسترسال منّي بإعتبار ما هو متوقع منهُ )
*************

الغريب اليوم , ليس تنامي قوّة وسطوة مقتدى الصدر وجيشهِ اللامهدي
بحيث لا رئيس وزراء ( أبو صولة الفرسان ) ينطق بكلمة ضدّهِ , ولا أحزاب ولا برلمان ولا مجلس قضاء يُفكر مجرّد تفكير بإدانتهِ . فكلٌ غارق حتى اُذنيه في الفساد .وكلّهم يطلبون ودّهِ ( 40 مقعد برلماني ) .. تلك صارت حالة يوميّة يعرفها الجميع .
الأغرب من ذلك هو تنامي تلك القوة الى درجة أكاد ألمسها في موقع يساري تقدمي يصدر من إحدى دول الغرب هو الحوار المتمدن .
بحيث ( وربّما هذه محض صدفة تحدث معي فقد قرأتُ لآخرين ذكراً سيئاً له ) يُحذف أيّ تعليق لي أذكر إسمهُ مجرّد ذكر
كأن أقول / مقتدى يقود العراق نحو مستقبل مظلم أو كارثة أكيدة .
ما الحكاية يا جماعة الخير ؟ هوّ فيه إيه ؟ إش معنى أنا كلامي يزعل ؟
وهل تشعرون بمثل تلك المشاعر أنتم أيضاً ؟
أرجوكم إكتبوا حقيقة ما تحسوه وبدون سِباب أو مبالغة , فأنا لا أنشد التهويل بل سأكون سعيداً لو كنتُ مُخطئاً في فهمي بهذا الخصوص .
لكن كيف أكون مُخطيء وكثير من أصدقائي الأعزاء سألني / لماذا تورّط نفسك مع جماعة مقتدى ؟ هل كلّهم مُخطؤون ؟
وهل لهذا الحدّ إستفحلَ أمرهُ ؟
أنا فعلاً لا أعلم (لأنّي كنت ساعتها وما زلت في الخارج ) , هل بهذهِ السرعة يُصنع الديكتاتور في العراق ؟
و ما فائدة كلّ ما نكتب لو أشحنا البصر عن (سرطان ) وكارثة حقيقية تنمو وتكبر أمام أعيننا في بلدنا البائس ؟
أنا أكاد لا اُصدّق أنّ العراقيين اليوم مُستعدين لخلق طاغية جديد بعد كلّ الويل والقتل والخراب والدمار الذي لا قوه من آخر الطغاة صدّام .
وبعد هذا الربيع العربي الذي إقتلع أربعة منهم وفي طريقهِ ليقتلع خامسهم جُرذهم ( بشار ) وليس كلبهم , فالأخير محترم جداً على الأقل في أوربا .
ودليلي على ذلك الإحترام , تشبيه الشاعر السويدي ترانسترومر / الحائز على نوبل للآداب للعام الفائت , نفسهِ بالكلب قائلاً :
{ أمشي على آثار الحقيقة كمثلِ كلبٍ يتعقّبُ الأثر }
ويلّه إرحل .. يا بشار !
*****

مواقف بعض الكتّاب , من ذكري لمقتدى الصدر حسب تسلسلها الزمني
ملاحظة / أنا في أسوأ حالاتي النفسيّة وتعليقاتي الغاضبة لا أسبّ ولا أشتم , بل أحترم نفسي وشروط الموقع الذي أكتب فيه والجميع .
كلّ ما هنالك أذكر المقصود بتهكم أو (لا إحترام ), لكن ليس سبّاً !
1 / عزيز الحافظ
كاتب مُحترم غزير العطاء , قرأتُ لهُ سابقاً
لكنّي علّقتُ مؤخراً على موضوعهِ / حول توزيع جزء من ورادات النفط على العوائل العراقيّة , بالتشكيك بالنوايا مادامت صادرة من جهة مقتدى الصدر .
مستنداً ( ومتكئاً ) الى فهمي لطريقتهِ بكسب الجماهير المسحوقة ليوحي لهم أنّهُ الزعيم / قاسم العراق الجديد . قد أكون مخطئاً بالطبع !
إمتعض الصديق الكاتب فأجابني بنوع من الحدّة قائلاً :
{ تركيزي دائما على الفكرة قبل أن أنظر للشخصنة التي قد اتفق أو لا مع الاخرين بنقدها ليس مهما نقد الشخصيات العراقية قدر الاهتمام بحال الشعب الصبور}
لكن عزيزي إذا صارت تلك الشخصيّات مُحرّمة على النقد فتلك بداية المأساة . هكذا تبدأ عندنا المصيبة فتتحول الى / الطامّةُ الكبرى !
بالأمس شاهد الجميع من على ال BBC رسم كاريكاتوري من صحيفة الغارديان عن رئيس وزراء بريطانيا ( كاميرون ) بشكل كلب يلتقط الطبق الذي يرميه أوباما المتكيء على كرسيهِ , في إشارة لتبعيّتهِ لهُ . لكن أحداً لم يعتقل ويُحاكم الرسام , ولا حتى إنتقد الصحيفة , و أغلب الظنّ زادت مبيعاتها شعبياً .
سيقولون لي وكيف تقارن مع أعرق الديمقراطيات في العالم ؟
وجوابي / أنا لا اُقارن لكنّي أتشبّث بأضعف الإيمان , وفي هذهِ الحالة تمرير إسم مقتدى ليس إلاّ !
******

2 / د. جعفر المظفر
كاتب معروف بموضوعيتهِ وعقلانيتهِ
علقتُ بحذرٍ ( بعد ما جرى لي مع عزيز الحافظ ), على مقالهِ البديع / الإيمو , المجتمع حينما يقتل نفسهُ !
كتبتُ لهُ لا أريد إحراجكَ وفقدان صديق عزيز آخر بسبب مقتدى لكنّي أصرخ بإسمي / مالم يُقدموا القتلة الى المُحاكمة فإقرؤوا على العراق السلام !
أجابني الرجل بمنتهى الشجاعة والحكمة في آنٍ معاً , فقال
{ إنّ ضحايا الإيمو هم اليوم إمتحان للسلطة أولاً وللشعب ثانياً وللمؤسسات الثقافية والقضائية العراقية . فإن هم سكتوا عن متابعة القاتل فإنّ الشعب العراقي سينام في الظلماء إلى عصور مفتوحة .
أما وأنّي ساُحرَجْ من الأسماء التي تذكرها هنا , فذاك لن يحدث مطلقا ! يكفيني إعتزازاً أنك شاركتني هذه الصفحة, فقل ما تشاء أخي ,لأن الحقيقة واضحة ولا يمكن إخفاءها حتى ولو بعمامة } .
3 / رفعت نافع الكناني
كاتب محترم أقرأ لهُ رُبّما للمرّة الأولى .جذبني عنوانهُ البديع
الأيمو تقرر إلقاء السلاح والدخول في العملية السياسية !
تهّكم فيهِ على الحكومة التي تحترم فقط مَنْ يرفع السلاح بوجهها .
شجعني جواب د. جعفر المظفر , على الإقدام ثانية على ذكر إسم مقتدى قلتُ لنفسي , ربّما عزيزاً كانت لهُ أسبابهِ الخاصة .
لكن الأسوء حدث / فحُذف تعليقي كلياً من مقال رفعت , هل تصدّقون ؟
كتبتُ إحتجاج وأعلنتُ توقفي عن التعليق فقط لمدّة إسبوع ( ما يعني عدم ردّي على تعليقات هذا المقال , فعذراً وسأجيب عنها بمقال لاحق )
عاد الرجل المُحترم ( رفعت ) فكتبَ ردّاً يخفف عنّي ويُعلن مسؤوليتهِ عن حجب التعليق لورود أسماء فيه .
فأجبتهُ برسالة خاصة شاكراً وموضحاً فكرتي ومرحباً بصداقتهِ الجديدة
وفي هذا الخصوص يتحتم عليّ شُكرِ الاحبّة الذين إعترضوا على الحجب أو بعثوا برسائل خاصة على بريدي .
اُكرر : أحبتي المشكلة ليست في حجب تعليقاتي , فهناك آلاف غيرها تقول أفضل منّي . لكن مشكلتي لو صحّت توقعاتي / هي صناعة وتأليه الطاغية !
حتى أنّي عدتُ لمقال الناشطة السيّدة ينار محمد وهي أوّل من كتبَ عن جرائم (الإيمو) البشعة , فوجدتها تجنبت ذكر إسم مقتدى الصدر .
وهي لها كلّ العذر في ذلك , فهي سيّدة تناضل من الداخل , والشجاعة لا تعني الإنتحار .
**************

الخلاصة
أنا لا أدّعي البطولة , ولن أطلبها من غيري ليكتبوا بجرأة قد تقود الى القتل . بالعكس أنا واقعي وأطلب منهم ( خصوصاً لمن كان في الداخل ) أن يتقصى الأمن ويحترس جيداً من الزبانية والمليشيات , فقد مَللنا شعارات التضحيّة بالنفس مقابل المباديء . خصوصاً بعد إختلاط الحابل بالنابل في تلك المباديء . وأكره حتى في حالة مقتدى المناكفات و كيل الشتائم الرخيصة كالقول بلواطهِ وما شابه ممّا تجدوه على عشرات المواقع . فهذا ليس نقداً بنّاءً البتة !
لكن التوازن والكتابة بضمير , مطلوب أيضاً
لأنّهُ ما قيمة كتاباتنا إذا كنّا نرى القاتل فلا نُسميّهِ , ونمنع الآخرين من تسميتهِ ؟ سنكون مُحامين عن القتلة ( والشيطان ) في هذهِ الحالة .
ومرّة اُخرى / هل نحنُ نعيش اليوم عمليّة خلق طاغوت جديد في العراق , يا تُرى ؟
الطريق الرئيس يقول كلا , لكن تفاصيل معيّنة كثيرة , تقول نعم !
وفي جميع الأحوال / يعود الأمر للعراقيين أنفسهم , و ليس للأمريكان أو الإيرانيين أو الجنّ الأزرق , طريقة تقرير مصيرهم ومستقبل بلدهم .
وتذكروا دوماً / أنّ الجاهل يفعل بنفسهِ , ما يفعلهُ العدو بعدوّهِ !
*******

إستراحة عزاء
عزائي الحار لجميع الأحبّة المصريين المسيحيين / الأقباط , لوفاة البابا شنودة الثالث
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة , بعد رحيلهِ عن ( 89 عام ) إثر أزمة قلبيّة .
ولترقد روحهِ بسلام , ولمصر وجميع شعبها تمنياتي بالنهوض والخير الدائم !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
18 مارس 2012

 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

كاريكاتور من أجل الحب ام من أجل المال

تزوجتني من أجل الحب أم من أجل المال

Posted in كاريكاتور | 1 Comment

عزاؤنا …أنّك مع يسوع

  عزاؤنا …أنّك مع يسوع

                                         زهير دعيم

سارَ مع الله…
سارَ يحمل صليبه ويبتسم رغم الصِّعاب ، ورغم التحدّيات والاضطهاد..
  لقد تمثّل بسيّده ، الذي ذاق المرارة وارتشف العلقم فلِمَ لا يكون مثله ؟
 تمثّل بيسوع الذي احبّه وأخلص له وغنّاه شعرًا لأنّه يستحق.
 سارَ يحمل هموم شعبٍ يعيش التسبيح ويتنفّس نُسيمات الايمان، ويطرب لترنيمة تُغنّي الجليليّ الشّابّ الذي كتب بدمه ملحمة الفِداء.
  …إنّه رجل الله الفائز السعيد ببطاقة المثول بين يديْ يسوع.
 طوباكَ يا أيّها الرجل العظيم المنتقل عنّا …
   حيْرة ما بعدها حيْرة…ماذا أقول ومن أين أبدأ ؟ والرجل …رجل الله قداسة البابا شنودة الثالث ، رجل ” قدّ ” الدُّنيا، حارب بالمحبّة وجاهد الجهاد الحَسَن في زرع بذور الايمان في نفوس شعبه ، حتى أنّ أريج ايمانه  وعبير تقواه وصدى وعظاته  وصل الينا في الجليل …وصلت نفحاتٍ ملأى بمحبّة يسوع.
  ما عرفته عن قُرب ، وكم كنت اريد ذلك !!  كنت أريد أن أقابله ففي محيّاه الكثير من سِمات الربّ يسوع وتواضعه.
   أليسَ الربّ يسوع مُعلّمه؟…والطالب المثابر يعشق نهج معلّمه..
كان الفقيد العظيم تلميذًا في مدرسة يسوع ومعلّمًا رائدًا في مدرستنا.
  سنفتقدك …وسيفتقدك شعبك العظيم ايّها الراحل العظيم ، خاصّة ورحيلك جاء والظروف  التي تمرّ بها مصر ضبابيّة ، مُسربلة بالغموض وموّشحة بالغيوم..
  إنّنا في أمسّ الحاجة اليك.
   كنتَ رجل المواقف يا قداسة البابا..كنت الأب الحنون والصدر الدافىء للملايين في كل أركان المعمورة..كنت اللون والطعم والايمان.
   أنبكيكَ أم نُغنّيك؟
  أنبكيكَ وقد تركت شعبك في احلك الظروف …أم نُغنّيكَ ونبتهج فرجل الله البابا شنودة الثالث أنهى الشّوط حائزًا على المرتبة الاولى ، ويحظى الآن بآكاليل المجد من الذي أخرس العاصفة وأقام الموتى..
  من هنا من أرض الجليل ؛ الأرض التي عطّرها يسوع بعبير قدميه ، أشارككم أهلي الاقباط والمصريين جميعًا وأشاطركم الحزن والأسى.
  نم قرير العين يا سيّد ..ففي عرينك أشبال يملؤون الارض وكلّهم يعشقون – كما عشقت- يعشقون أسد يهوذا.
 ويبقى عزاؤنا…أنّ البابا شنودة مع يسوع.

Posted in فكر حر | Leave a comment

حوار الدكتورة وفاء سلطان مع وكالة العراق الأخبارية

مقدمة بقلم رئيس التحرير:

أعزائي القراء
أجرى موقع وكالة العراق الإخبارية حوارا مع الدكتورة وفاء سلطان ، لكنه لم ينشر الأجوبة بالتفصيل كما وردت، ولذلك قررنا أن ننشرها في موقعنا كما هي ونتمنى أن تستمتعوا بها..

رئيس التحرير

الحوار:

دكتوره وفاء هل اشتقت لسوريا مسقط رأسك وذكريات طفولتك ؟

ماذا تتوقع أن أقول؟ لا ….لم أشتق لسوريا؟؟
الحنين يقتلني، وكلما تقدم بي العمر يزداد هذا الحنين.
عندما هاجرت حملت سوريا بين قلبي والشغاف، وكما الجنين ينمو في رحم أمه، مازالت سوريا تنمو في أحشائي.
صارت أكبر من أن يتسع لها قلبي، ولذلك راح هذا القلب يتوجع كما يتوجع جسد حشروه في زنزانة أصغر من أحلامه.
ولأن سوريا تتوجع اليوم صار وجعي أشد ولم يعد قلبي يحتمله. أنا اليوم ضائعة، يقتلني الخوف على وطن أعشقه إلى حد الثمالة…

قال أحدهم: (يهاجر الإنسان بحثا عن ضالته، يلف العالم ويعود بعد مضي العمر ليجدها في وطنه) أخشى أن يذهب الوطن كله و أعود بعد مضي العمر لأجده خواءا من ضالتي….
منذ اللحظة التي هاجرت به وآلام الوطن تؤلمني، لقد طفحت كتاباتي تعبيرا عن هذا الألم…
اليوم، الألم يزداد حدة بينما الوطن يتمخض من جديد…
أتجنب أحيانا قراءة الأنباء الواردة من سوريا خشية على أعصابي من الإنهيار.
الصور التي تحملها وسائل الإعلام تقض  مضجعي وتؤرقني، ولذلك أحاول التخفيف من حدة الألم بالهروب منها والتظاهر بالإبتعاد عنها.
في لحظة ضعفه، يؤمن الإنسان بالمعجزات، وأنا اليوم أتعلق بمعجزة كما يتعلق الغريق بقشة، أتعلق بمعجزة تنقذ سوريا من دمار يكاد يكون أمرا واقعا.
لا يستطيع إنسان أن يؤمن بالمعجزات إلا بعد أن يضع ملكاته العقلية وعلومه وحكمته جانبا، ويسلم أمره لقدر لا حول ولا قوة له به.
أعيش اليوم لحظات أحس من خلالها بحاجتي الماسة لأن أضع حكمتي جانبا، وأحلم بسوبرمان يأتي من الغيب وينقذ حبيبي المشرف على الهلاك.
إنها آلية دفاع يلجأ إليها الإنسان في اللاوعي عنده، كمحاولة للتخفيف من حدة الضغوط التي يعيشها في وعيه.
 فهل تستجيب السماء؟

*********

*ـ ما الذي يحصل في سوريا الان ؟
…….

 ما يحصل في سوريا عملية إبادة للبشر والشجر والحجر! عملية إبادة تمتد جذورها عميقا في تاريخ المنطقة، وتستقر في عمق اللاوعي عند إنسانها. كنت من الأوائل الذين تتبعوا تلك الجذور في محاولة لفهم الواقع والتنبأ بالمستقبل.
لكن ، وبغض النظر، عن تلك الأسباب والجذور أحمل الطغمة الحاكمة في سوريا المسؤولية المباشرة لما يجري.
عائلة الأسد ارتكبت حماقات وجرائم كثيرة بحق الأغلبية الساحقة من الشعب وبمختلف طوائفه وانتماءاته، كان أكبرها بحق الطائفة العلوية.عندما يقبل رجل من أقلية أن يستلم مقاليد الحكم في وطن هويته الطائفية أكبر مقدساته يرتكب جريمة بحق طائفته أولا.
عائلة الأسد تبيد اليوم من يقف في وجهها من أي طائفة كان. بالإضافة إلى هذا الواقع، لا شك أن ما يجري اليوم في سوريا هو تصفية حسابات محلية ودولية.

*********

* نظام الاسد يقول ان هؤلاء الثوار هم ارهابيون ، وانت اكثر شخص لديك ذكريات قاسية عن الارهاب ، فهل هؤلاء هم بالفعل ارهابيون كما يصورهم نظام الاسد ؟
……

لا يهمني ما يقوله نظام الأسد، ولا يهمني في تلك اللحظة طبيعة هؤلاء الثائرين ضد نظامه.ما يهمني هو أن يسقط ذلك النظام ويذهب إلى مزبلة التاريخ بدون إراقة المزيد من الدماء.

أربعون عاما من القهر و الفقر والتجويع والظلم يجب أن تأتي إلى نهايتها. لا يمكن أن يدوم وضع، وخصوصا عندما يكون ذلك الوضع ضد إنسانية الإنسان. لقد استفحل  الفساد وضرب الظلم أطنابه في حياة الناس، ولم يعد الواقع المؤلم محتملا.
إسقاط الأسد دين مستحق الدفع منذ عقود، ولكن الثمن سيكون باهظا، وستدفعه كل الطوائف بلا استثناء. طالما يدعي السلفيون وجماعة الإخوان المسلمين بأنهم إلى جانب الثورة، لا أستطيع أن أمنح تلك الثورة شهادة حسن سلوك بالمطلق.
هم مجرمون وإرهابيون، ودماء الأبرياء من شعب سوريا لم تجف بعد من على أيديهم.
هم الشق التوأمي للطغمة الحاكمة، والبرئ من الشعب السوري مطحون بين هذا السندان وتلك المطرقة.
لا فرق عندي بين الطرفين، يا ويلنا إذا استمر نظام الأسد ويا ويلنا إذا تسلل الإرهابيون إلى الثورة السورية اليوم وتسلموا السلطة، في كلا الحالتين سنخسر الوطن.
لقد  استطاعت الطغمة الحاكمة بقيادة عائلة الأسد من جهة وجماعة السلفين والإخوان المسلمين من جهة ثانية أن يقطبا الوطن ـ إذا صح التعبير ـ
انقسم السوريون بما فيهم الطبقة “المثقفة ” إلى قطبين الهوة بينهما ساحقة جدا جدا. لا أحد في أي طرف يرى أخطاء وجرائم الطرف الآخر. وطالما لا يوجد جهات معتدلة ترى الواقع على حاله، وتحارب التطرف لدى الطرفين، الوطن لا محالة مقبل إلى دمار! عندما أتابع الإعلام العربي المؤيد للنظام والمعارض له، أرى قطبين لا أحد بينهما.
أنصار الأسد يمجدونه إلى حد الإلوهية، ولا يستطيعون أن يروا الأبرياء تحت مدافع دبابته، والمناصرون للجانب الثائر يتعامون بالمطلق عن حوادث الخطف والقتل التي يرتكبها المندسون من الإرهابين بين الثوار والشعارات التي يرفعونها.
لا أستطيع أن أسمع شعارات يرفعها الخارجون يوم الجمعة من المساجد السورية على سبيل المثال “لا نصارى و لا نصرية بدنا دول اسلامية” أو “النصارى عا بيروت والعلوية عا تابوت”، لا أستطيع أن أسمع تلك الشعارات وأبصم بنزاهة الثورة بالمطلق، وخصوصا عندما آخذ بعين الإعتبارات تاريخ الأقليات في سوريا، وطبيعة التعاليم الإسلامية المملوءة بالحقد الطائفي والديني.
حتى الإعلام الغربي ـ بما فيه الإعلام الأمريكي ـ لم يكن نزيها في نقله لما يجري، نقل ما تفعله السلطات السورية بحق شعبها، ولكن لم يشر من قريب أو بعيد إلى ما يفعله المندسون من الإرهابين في صفوف الثوار.
نريد أن نتخلص من الاسد بأسرع وقت، ولكننا لا نريد أن ننتهي في دولة طالبانية تعيد الوطن إلى القرن السابع.
سوريا لوحة من الفسيفساء، لا نستطيع أن نزيل منها لونا، وإلا ستخسر هويتها وجمال تنوعها، ولكن وجود العرعور والقرضاوي وأمثالهما ، وتجاهل العامة من المثقفين لهم لا يبشر بالخير!
في سوريا اختلط الحابل بالنابل ولم نعد قادرين على أن نميز بين ما يفعله كل طرف، وهنا تكمن الخطورة.
الشعب يموت طحنا وكل طرف يتهم الآخر، وأنا لا أبرأ أي طرف فتجربتي مع الطرفين مرعبة جدا.

********

 ما رأيك بالعلويين اللذين على ما اعتقد متورطين كثيرا هم واعضاء حزب الله وعناصر من ايران في جرائم اباده في سوريا

…….

تعتقد بأن العلويين متورطون؟؟؟؟؟؟؟
حتى أنت يا عزيز؟؟؟
لا أقبل هذا السؤال من صحفي
لو قلت لي (أعتقد بأن علويين متورطون) لبصمت لك بأصابعي العشرة

أنا من خلفية علوية، وإن كنت لا أشتري الأديان ـ ناهيك عن المذاهب ـ بفلس أكله الصدأ، فهل أنا متورطة مع الأسد في جرائم إبادة؟؟
لقد هربت من بلدي في عز شبابي وذروة عطائي، هربت من الظلم والفقر والقهر وسوء المعاملة، علما بأنني كنت كطبيبة من أعلى شرائح المجتمع اجتماعيا واقتصاديا
أنا على ثقة من أن أفقر فقراء سوريا موجودون في الطائفة العلوية، فأين العدل أن تضع كل
العلويين مع الأسد في نفس قفص الإتهام؟
الأسد ـ كرئيس أية عصابة في العالم العربي ـ عمد إلى تسخير أبناء الطائفة لحمايته، وسقط بعض فقرائها وضعاف النفوس في نفس المصيدة
كان بشار الأسد، ومن قبله والده، أكثر وحشية في تعامله مع من رفض طاعته العمياء من أبناء تلك الطائفة
هناك قرية علوية في ريف محافظة اللاذقية  تدعى  (بسنادا)، لم يترك الأسدـ الأب والأبن ـ شابا واحدا فيها إلا زجه خلال فترة ما في السجن وأذاقه ابشع أصناف العذاب.
لسبب أو لآخر، هناك نسبة عالية من الشباب العلويين ينتمون إلى أحزاب يسارية، وخصوصا على ما أذكر “رابطة العمل الشيوعي”. كان يخافهم الأسد الأب ولقد انتقم منهم ومن عوائلهم بطريقة ولا أبشع.
نعم هناك علويون متورطون، وهناك سنة متورطون، وهناك متورطون من كافة أطياف المجتمع.
للأسف من المثبت أنه يتم تقييم الأقليات في أي مجتمع من خلال أشرارها،  بينما تقيم الأكثريات من خلال أخيارها، وطبعا لن تخرج مجتمعاتنا العربية المبرمجة على الطائفية والكره عن هذه القاعدة
لم يكن صدام حسين أقل إجراما عن الأسد، ولكنني لم أسمع يوما صحفيا يطرح سؤالك هذا على مفكر سني
هل من العدل أن تحاسب سنة العراق بناء على ما ارتكبه صدام حسين من جرائم؟؟
ألم يكن بعض السنة متورطين معه في ارتكاب تلك الجرائم؟؟
ثم لماذا تسألني عن تورطه مع عناصر من حزب الله، ولم تطرق على تورطه مع حماس؟؟؟
هل كانت علاقته بحزب الله أقوى من علاقته بقادة حماس؟؟؟
لا أتصور
ولكن لأسباب طائفية صرفة، انسحبت حماس من ساحته عندما أحست بأنه وقع، وخرجت من الورطة كالشعرة من العجين

اليوم يدعي قادة حماس بانهم يقفون بجانب الشعب السوري، أين كانوايقفون طيلة الأربعين سنة الماضية؟
عندما كان خالد مشعل ـ بكرشه المندلق ـ يجتر على مائدة الأسد، كان الشعب السوري يذوق أقسى أنواع الفقر والحرمان والظلم حزب الله حركة ارهابية بالمطلق، وحماس حركة ارهابية بالمطلق، والأسد وطغمته من العلويين وغيرهم مجرمون وسينالون عقابهم
أتمنى من كل قلبي أن ينال كل علوي متورط مع الأسد عقابه العادل، ولكن المشكلة التي لا مهرب منها  أن العلويين كلهم سيدفعون الثمن باهظا
والدليل على ذلك الطريقة التي طرحت بها علي سؤالك
سيدفعون جميعهم الثمن، لأنه في مجتمع يتبنى “الثقافة التكفيرية” لا يحتاج المهووسون دينيا إلى مبرر كي يقتلوا من يكفرونه، فما بالك وقد قدم لهم الأسد ذريعة قوية على طبق من ذهب، وراحت دول الخليج وعلى رأسها السعودية تصب الزيت على نار الطائفية
تصور أن السعودية اليوم تدافع عن حقوق الإنسان في سوريا، هل هناك إهانة بحق السوريين أكبر من تلك
لقد أوصلنا الأسد وطغمته إلى هذا الوضع المهين، التي انتفضت عنده السعودية، أسوأ دولة في التاريخ عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، انتفضت لحماية السوريين؟

القذافي كان مجرما هو الآخر، لماذا لا يوصمه أحد بسنيته؟
يقولون اليوم أن ليبيا تعيش حالة من الإنقسام الحاد بين الشرق والغرب، وكلا  القسمين يكرهان بعضها البعض إلى حد الإنتقام
حكومة البحرين أبادت المتظاهرين من الشيعة، فهل من العدل أن نتهم سنة البحرين بحرب ابادة؟
اليمن غارق حتى صلعته بالدماء، وهم على حد علمي سنة بالمطلق، فلماذا لا يتهم كل سنة اليمن بالإجرام؟
أتمنى أن يثور أهل السعودية يوما على الظلم الذي يعيشونه، لأرى كم هي رحيمة حكومة  خادم الحرمين؟
أظهرت كل وسائل الإعلام العالمية صوره الخادم وهو يحتسي الخمرة مع الرئيس بوش، لم أسمع أحدا يقول: وهابي ويشرب الخمرة؟

إنها الثقافة الإسلامية المسؤولة عموما عن هذا الواقع المخزي
إنها ثقافة الغزو  والسبي والغنائم
إنها ثقافة ـ والله خير الماكرين ـ
إنها ثقافة ـ الفرقة الناجية الوحيدة والآخرين في النار ـ

إنها ثقافة قطع رأس كعب بن الأشرف وتقطيع جسد عصماء بنت مروان
الديكتاتور ـ ياسيدي ـ عموما هو إرث إسلامي، والقتل وحرب الإبادة هي ثقافة اسلامية، بغض النظر عن كون القاتل علويا أو سنيا
لم يكن هناك سنة وشيعة ولا علويون  عندما بقر المسلمون بطون خلفائهم الراشدين؟
على كل حال، لا أملك إلا أن أحني رأسي ذلا وخجلا، من ابن عاق خرج مع شرذمة من ضعاف  النفوس، عن تربيته واصول طائفته التي لا تكفر ولا تقتل، وتتبنى الثقافة الدينية الأكثر شفافية والأقل تعصبا
وكلي أملي أن يرتفع السوريون بمختلف انتماءاتهم إلى مستوى مسؤولياتهم

********

  *ـ ما السبيل للتخلص من نظام الاسد ؟

…..

هناك السبيل الأفضل والذي أحلم به، ولكنه يبدو مستحيلا،، وهو أن تتشكل قيادة واحدة من قوى معارضة تمثل جميع طبقات المجتمع وانتماءاته، وأن يتم دعم تلك القيادة معنويا وإعلاميا لتوعية الشعب السوري، أملا في أن تصبح الإنتفاضة عامة وتطيح بالطغمة الحاكمة، ومن ثم تنتقل السلطة انتقالا سلميا إلى حكومة ديمقراطية علمانية، تفصل الدولة عن الدين وتساوي بين جميع أطراف الشعب بلا استثناء.
هذا مجرد حلم عاقل، لا يستطيع الإنسان السوري عموما أن يرتقي إلى مستوى تحقيقه، لأنه غير مؤهل تربويا وفكريا.
والمعارضة السورية ـ كإفراز طبيعي ـ مشتتة كما هو الشعب الذي أتت منه،وتوجهها إنتماءاتها الطائفية والعرقية والسياسية، أكثر مما يوحدها حرصها على سلامة الوطن.
لا أريد أن أنفي وجود طبقة واعية ومدركة لحقيقة الواقع ، ورغم أنها الأكبر حجما في المجتع السوري مقارنة بنظيرتها في أي مجتمع عربي آخر، لكنها محجمة ومهمشة وغير متعاونة.

أما السبيل الآخر والذي يكاد يكون واقعا لا محالة، فهو أن يستمر ما يجري اليوم في سوريا حتى يسقط النظام، ويسقط معه الوطن في حلبة صراعات طوائف ومصالح وقوى سياسية تأتي على الأخضر واليابس.
سيبدو الأمر للذي يراقب من الخارج وكأنه صراع بين السنة يمثلهم الطرف الثائر وبين العلويين يمثلهم الطرف السلطوي.
لكن الحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك.
في ثقافة تفضل الأخ على ابن العم وابن العم على الغريب بغض النظر عن صحة وأخلاقية مواقفهم، سيختلط الحابل بالنابل ويصبح كل واحد ضد الآخر.
سيجد الإنسان ما يفضله في نفسه على أخيه وسيجد الأخ ما يفضله في أخيه على ابن عمه، وهكذا حتى يصبح الوطن “حارة كل مين ايدو الو”
تنحدر عائلة الأسد من الطائفة العلوية، وخلال أربعين عاما تعاملت مع العلويين كقطيع في اسطبلهم، توقعت منهم الطاعة العمياء والولاء بلا حدود، ومن خرج منهم عليها فنت كل أثر له.
وطبعا كإفراز لثقافة (الأقربون أولى بالمعروف) لم تخرج عائلة الأسد عن الخط العام، فلجأت إلى ابناء الطائفة لحمايتها على مبدأ “الأخ ضد ابن العم وابن العم ضد الغريب”
اليوم ينتهز السلفيون والإخوان المسلمين هذا الواقع الذي قدمته لهم عائلة الأسد على طبق من ذهب ، ليفرغوا حقدهم الموروث عبر مئات السنين وليمارسوا عقيدة “اقطعوا أيدهم وأرجلهم من خلاف” دون أن يأخذوا بعين الإعتبار أنه في الوقت نفسه لولا دعم القيادات الدينية السنية وتجار السنة لعائلة الأسد لما بقيت في الحكم يوما  واحدا.
نسمع اليوم أصواتا تضع الطائفة العلوية دون غيرها على المحك، وتطالبها بأن تثور ضد الطغمة الحاكمة، وكأن كل الطوائف الأخرى ـ صغيرها وكبيرها ـ قد ثار ولم يبق سوى العلويين  في صف الأسد.
دون أن يعترفوا بأن الأغلبية من السنة والطوائف الأخرى مازالت صامتة، وعندما تثور برمتها لن يبقى الأسد في السلطة يوما.
أعود وألخص الأمر، بأن سوريا اليوم بين شرين، شر الطغمة الحاكمة وشر السلفيين والإخوان المسلمين وباقي الشعب قد سقط ضحية لهذين الشرين.
المسؤول الأول عن هذا الوضع هو بشار الأسد وعائلته وزمرته والمتواطئين معهم من كانوا ويكونون.
لم يعد وجود هذه الطغمة مقبولا أخلاقيا وضميريا، مهما كان حجم الخطر المحدق بالوطن من جراء سقوطها.
التغيير مطلوب مهما كانت النتيجة.
سيكون مخاضا عسيرا وسيدفع الكل ثمنا باهظا، ولكن لا أجد مخرجا آ خر.

******

ـ هل الاصلاحات التي ينتهجها كما يدعي نظام الاسد كافيه لانهاء الازمة في سوريا
…….

أولا، ليس بمقدور النظام أن يجري أيا من الإصلاحات، فالأمر خرج من يديه.
أربعون عاما من الفساد والتخريب العقلي والإفلاس الأخلاقي لا يمكن إصلاحها بين ليلة وضحاها، أو بقرار يخطونه على  ورق.
الإصلاح يحتاج إلى زمن طويل، ويتطلب جهودا جبارة.
الإنسان هو الذي تم تخريبه، ساهمت التعاليم الإسلامية بتخريبه، وقام نظام الأسد بتعزيز ذلك التخريب، ولن يصلح الوطن إلا بإصلاح ذلك الإنسان.
حاول الأسد أن يثبت للسنة بأنه سني أكثر من ابن تيمة، فتغاضى عن عملية الأسلمة التي خضع لها الشارع السوري على مدى عدة عقود خلت.
الحقد الطائفي استشرى في زمنه، وضاعت الحقوق على أساس المواطنة.
حول البلد إلى دولة طالبانية، وأوهم الجميع بعكس تلك الحقيقة.
السلفيون والإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مبرر جديد كي يقوموا بعمليات التطهير الطائفي، فهم محقونون على مدى أربعة عشر قرنا، ولكن الأسد قدم لهم ذريعة قوية وجديدة ليشبعوا عشطهم الدموي.

*****

ـ لماذا لم نجد تدخل دولي سريع كما حدث في ليبيا لحماية المدنيين في سوريا ؟

………

لا أعرف، إذ ليس لدي مدخلا لدفتر الحسابات الذي تملكه القوى المتحكمة بالمنطقة، بما فيها أمريكا وروسيا وأوروبا، فأنا لا أمتهن السياسية ولا أستطيع قراءة الواقع سياسيا.
كل ما أستطيع أن أستشفه كمراقب عادي لما يجري، هو أن مصالح تلك الدول في سوريا أقل بكثير مما هي عليه مصالحها في ليبيا أو العراق كدول  تعوم على بحر من النفط.
لكنني لا أستبعد تدخلها في المستقبل القريب، وبعد أن تتقارب وجهات نظرها.
الحالة مازالت ـ على الأقل من خلال منظار تلك الدول ـ في بدايتها، ومن المحتمل أنها تنتظر  كي يستفحل الأمر إلى حد تتشكل عنده الذريعة اللازمة للتدخل.
شخصيا  لست مع التدخل، إلا إذا حمل إلينا ذلك السوبرمان الذي أحلم بأن يأتي وينتشل حبيبي من هلاك محقق.
الأخبار التي تصلني من ليبيا تؤكد على أن الإنقسام مازال على أشده والبلد يعيش حالة من الفوضى المدمرة.
ألا يحق لي أن أقلق حيال ما يجري وما نتوقع أن نصل إليه؟

*******

ـ كيف تصفين الموقف الروسي والصيني والايراني حيال المجازر التي ترتكب في سوريا
………..

الأحرى بي أن أصف موقفهم أولا من شعوبهم، على حد القول”خيركم لأهله خيركم لغيره”
هذه الدول المسماة اشتراكية أو ماركسية أو شيوعية (تعددت الأسماء والموت واحد) قد أوهمت شعوبها وحاولت أن توهم العالم بأنها جاءت لتحرر الإنسان من براثن الإستغلال، فساهمت في الإستغلال والقهر أكثر من أية حكومة في تاريخ البشرية شعب روسيا يعاني أكثر مما يعاني أي شعب عربي آخر.
كنت أقرأ مؤخرا تقريرا عن المواد الغذائية في موسكو، حيث مد الصحفي يده إلى سلة سيدة تقوم بالتسويق، وأشار إلى علبة من الجبنة المعفنة فيها، فضربته السيدة على يده وقالت بغضب: اتركها…..على الأقل وجدت ما سآكله اليوم، حتى ولو كان معفنا.
والوضع في الصين ليس بأفضل.
عندما تدافع حكومات هذه الدول عن نظام الأسد هي في حقيقة الأمر تدافع عن نفسها وعن وجودها.
الأمر في ايران يختلف، أعتقد بأن الإيرانيين هم أكثر شعوب المنطقة وعيا وانفتاحا وجاهزية ليتخلوا عن الإسلام، ويطوروا أنفسهم إلى دولة علمانية ديمقراطية
لقد ذاقوا مرارة حكومة الملالي، وكل ما يحتاجون إليه بعض الدعم من الخارج ليطيحوا بها.
لا أعرف مدى رغبة الغرب في تقديم هذا النوع من الدعم، أو ربما على حد قول المثل الأمريكي: لا تعطِ  فنجانا من القهوة لسكران!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 4 Comments

الخلود والخوف من الموت

الخلود والخوف من الموت

مرثا فرنسيس

داخل الإنسان جزء ما يؤمن بالخلود بشكل أو بآخر، مهما اعتنق من قناعات خاصة بالله وسواء آمن بوجوده أو أنكره وحتى لو كان يؤمن بآلهة متعددة، فهو بشكل ما يؤمن بالخلود في أعماقه!

كان المصريون القدماء يؤمنون بالبعث والخلود، وأن الروح ستعود للجسد مرة ثانية ولكنه خلود أرضي، وإيمانهم هذا كان يدفعهم إلى تزيين القبور وتجهزيها لإستقبال الروح عند عودتها ثانية، وكانوا يضعون مع الجسد الميت كل ماكان هذا الإنسان يحبه ويفضله ويستعمله في حياته اليومية من أدوات كتابة وأدوات صيد وأقلام وملابس وحُليِّ وحتى أواني الأكل، كما إهتم المصريون القدماء ببناء الأهرامات والتحنيط لنفس السبب، وبهدف تخليد الأسماء أيضا كانت الرغبة في انجاب الذكور، لتظل اجيال واجيال تحمل اسماء الأباء والأجداد.

اما الهندوسية والتي يؤمن بها مايقرب من مليار شخص فهي مجموعة من العقائد والفلسفات تشمل العديد من الطوائف والعبادات وهي ليست دينا ًواحداً بل مجموعة من الديانات تدور حول ستة آلهة، وهذه الألهة تجسد قوى الطبيعة كالشمس والمطر، وهم يؤمنون بأن الحيوانات مقدسة وخاصة البقرة يليها القرود والأفاعي، تؤمن الهندوسية بتناسخ الأرواح ، فالروح تغادر الجسد بعد الموت ولكنها تنتقل لتحل في جسد آخر ليس بالضرورة أن يكون جسد إنسان بل يمكن أن يكون حيوان أو حشرة! ولهذا يقدسون الحيوان ولا يقتلون الحشرات، وفكرة انتقال الروح إلى جسد آخر هي في معناها الايمان بالخلود بشكل ما.

أما الخلود عند المسلمين فهو امتداد لحياتهم على الأرض، وهو استمرار لنفس الحياة بنفس المتع الحسية التي كانت متاحة للجسد كالأكل والجنس، فآمنوا بالخلود في جنة كل مافيها هو متع حسية بشكل أكثر مما كان على الأرض، وقد يبذلون حياتهم مقابل الاستمتاع بهذه الجنة، بل قد يسعون إلى الموت للحصول على تلك الجنة الموعودة

من ينكرون وجود الله وينكرون بالتالي الخلود والأبدية هم يخافون بل يرتعبون من الموت، ويخافون اذا ماكان هناك ابدية بالفعل، وقد قال لينين زعيم الشيوعية  الذي كان خائفا جدا من الموت: أخاف أن أموت وأفتح عيني هناك! رغم إنه لا يؤمن أصلا بوجود الله، وهذا مثير للعجب فإذا كان الإنسان لا يؤمن بوجود الله فما الذي يخيفه ويزعجه من الكلام عن الجحيم او السماء؟

الخلود في عقيدة المسيحيين هو خلود الروح بعد أن تنفصل عن الجسد بالموت، فيعود الجسد إلى التراب وتعود الروح لتسكن في الأبدية مع خالقها، في عالم جديد لا يشبه الأرض بكل صراعاتها ومتاعبها والآمها.

لا يستطيع إنسان على وجه الأرض ان يجزم بعدم وجود حياة أبدية؛ ولو اعتبرنا فرضا أن هناك احتمال بنسبة50% لوجودها فهي تستحق الاهتمام، ولايستطيع إنسان الهروب أو انكار سابق معرفته بواقع وجود الحياة الأبدية بطرق ووسائل متعددة خاصة مع التقدم الهائل للإنترنت والفضائيات، أما محاولة تحليل الأمر بأنه مجرد راحة نفسية فهو هروب من تحليل الأمر بشكل موضوعي، قد تأتي الراحة النفسية عند ضمان مكان الأبدية ونوعيته فكم عدد الضامنين لأبديتهم؟ وجود الأبدية يجعلني اشعر بالفخر كإنسان فأنا كائن أبدي خالد وليس مجرد تراب ولا فرق بيني وبين اي كائن آخر.  

هل قبول قناعة أو ايدولوجية معينة بخصوص الخلود تمنع أو تقلل خوف الإنسان من الموت مهما كانت الفئة التي يندرج تحتها؟

محبتي للجميع

Posted in فكر حر | 11 Comments

الأنظمة العربية بلا ورقة

نظام الأسد يرد على كوفي عنان بلا ورقة؟

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 2 Comments