سارة الحُب

رياض الحبيّب

نُظِمَت في 19.07.2010

حبيبتي حِرتُ كيف أقنِـعُها * تفضحُ ضَعْفَ الفؤاد أدمُـعُها

قلتُ لها أنّني أحِـبّـكِ يا * حبيبتي والتـشكـيكُ يَصْـرَعُها

غِبْتُ عنِ البيتِ فترة نسِيَتْ * أنّي على جمرةٍ مُوَدِّعُها

وحين غابتْ مَضَيْتُ في عَـمَلي * ظِلالُها مِن حَوْلي وشَـعْـشَـعُها

والليلُ من دونها اٌنقضى أرَقًا * أمّا نهاري فـكادَ يصْنـعُها

تسألُني أنّى كيفَ أين متى * أسألُها ما اٌلذي يُشجّـعُها

على سؤالٍ أجَبتُهُ سَلَفًا * قالتْ رموزُ الكيمياء تدفـعُها

حـبٌّ بدون الكيمياء مَضْيَعَةٌ * للوقتِ فهْيَ الحياة أجْمَـعُها

عناصِرُ الحـبّ سِرّ مولـدِهِ * وعُمْرِهِ خابَ مَنْ يُضيّـعُها

آخِـرُها مُلفِتٌ كأوّلِـها * دائرةٌ قُـطرُها يُوسِّـعُها

وقـطْرُها عينُهُ يُضيِّـقها * ورُبّما نقطة تزعزعُها

قلتُ لها فاٌسألي بلا حَرَج ٍ * علّ جديدَ الجواب يُـشبـعُها

حبيبتي تستحقّ مِن قـلمي * أحلى البياناتِ ما أوقِّـعُها

فضولُ محبوبةٍ على غـنجٍ * راقٍ وأرقى الفنون أوجَـعُها

* * *

يا سارة الحُـبّ بل مشاكـلـنا * قد قرّبَـتـنا فكـيف نمنـعُها

ما السَّهْـلُ إمّا يعـِزّ ممتـنـَعاً * إلّا حقولًـا بالحُـبّ نزرعُها

فصْلاً ففصْلاً تـروي حدائقَنا * سحابةُ الحُـبّ حيـثُ نُبدِعُها

نُشغَلُ عنها حينًا ونشرَبُها * نخفِضُها تارةً ونرفعُها

أصْلبُ عودٍ هو النزاهة هَلْ * تـقوى رياحُ الجَفا فتـقـلـعُها

وبيننا مَسْقـط الكرامة لا * حَياءَ لا كبرياءَ تنفـعُها

كم اٌخـتبرْنا الصِّعابَ في دَعَةٍ * تُحكى لِمامًا ونحنُ نسْمـعُها

لا غيْرنا إنّما مداخَلةٌ * من غيْرِنا نتّـقي ونُرجِـعُها

تدَخُّلُ الناس حين نقـبَلهُ * كارثةٌ والإزعاجُ أفظـعُها

فلا يلومنَّ غافـِلٌ سَقطتْ * أوراقُهُ ما سِواهُ يبلـعُها

يا ليل… يا عين… مَحْضُ لعْـلعَةٍ * أنّى سرى حُلْوُها ومُمْتِـعُها

في زمنٍ بات النوحُ مسخـرةً * بديلُهُ نهضةٌ نُشرِّعُها

نكتبُ عنوانها وأسْطرَها * على بياضٍ يضوءُ مَطلَـعُها

في ساحة الفكر والحداثةِ والـ ـعَدلِ وأمّا الرُّقِـيُّ مَنبَـعُها

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

اذا كانت هاي مثل ذيج ،خوش مركة وخوش ديج

محمد الرديني

2012 / 7 / 16

البعض منكم يعرف ابو الطيب وكيف يستعمل رجليه للتصفيق حين يكون غاضبا، هذه هي عادته لسنوات خلت والبدايات كانت مع مفوض الامن ابو نوري الذ ي كان خبيرا باستعمال الفلقة.
امس صفق برجليه طويلا وكعادتي سألته عن السبب فلم يجب مباشرة بل انتظر احمرار قدميه ليقول لي بعد ذلك: والله يامحمد الدنيا تمشي بالمكلوب هالايام، تصور واحد من صحفيي جريدة الديلي ميل البريطانية كتب امس، ويبدو ما عنده لاشغل ولا عمل، تقريرا وبالارقام عن قيمة الدقيقة الواحدة التي يتقاضاها بالدولار عضو البرطمان العراقي.
وكان المسكين سعيدا حين طرح ارقاما حسبها ستهز العالم لأنها ،حسب قوله، فوق مستوى الاساطير.. فهو يقول مثلا ان عضو البرطمان يتقاضى اكثر من 1000 دولار عن الدقيقة الواحدة والتي لايحلم بها حتى بيل غيتس، ويؤكد هذا البطران (اكيد من جماعتنا ،مو محمد؟) ان النائب يشتغل 20 دقيقة بالعام وراتبه الشهري 90 ألف دولار.
ولكن بيني وبينك انا لم اصدق هذه الارقام ويوجد احتمالين(قل احتمالان حتى لايغضب استاذنا المخضرم جمعة اللامي) فاما ان هذا البريطاني به”رس” عراقي ومتعود على الكذب والمبالغة او انه مريض بمرض” عين الحسود بيها عود”، اذ كيف يعقل ان هذا النائب الذي يكدح بفمه (يعني يناقش) طيلة ايام السنة ويساهم في سن القوانين ومنها قوانين تتعلق بمستقبل الأرض الزرعية ومدى خصوبتها في الكونغو برازفيل والزام المواطنين باداء صلاة الاستسقاء تعويضا للمياه التي قطعتها سوريا وتركيا وايران(جاي دور السعودية في الصحراء) اضافة الى تعليمات نشرت بالجريدة الرسمية تتعلق في طريقة بيع الثلج في سوك مريدي بعد ان اشتكى المواطنون من شدة بياضها.
كيف يمكنه ان يكتب مثل هذه الترهات والاكاذيب على نواب انتخبهم الشعب بعد ان صبر طويلا على حرمانه من اعلاء صوته في ساحة ام البروم بالكاظمية.
لا محمد والانكى من هذا انه سطّر ارقاما اخرى ماندري من وين اخذها، اسمع شنو كتب:
نقطة نظام : ارجو ان يكون بعلمكم ان “ريوك” ابو الطيب في ايام الشباب كلاص عصير من الحاج زبالة ويتغدى كبة واحدة من سوك السراي وحين يسألوه المحبين في الليل :هل تعشيت فيقول متأففا تردوني آكل بعد هذه الوجبات الثقيلة.
ماعلينا حسد عيشة.. اسمع:
الراتب الاساسي للسيد النائب: 20 ألف دولار(صافي بدون مخصصات ساعات ومدة عمله شهريا دقيقتان ونصف أي ان الدقيقة تكلف الدولة 8 آلاف دولار).
مدة الخدمة بالوظيفة: 4 سنوات فقط (منها الاجازات في الفصل الاول والثاني والسادس عشر من الفصل التشريعي الخامس).
مخصصات حماية:60 ألف دولار في الشهر.
رواتب رجال الحماية (نصها بجيبه): 70 ألف دولار
مخصصات سائق: 3 آلاف دولار.
مخصصات سكن:20 ألف دولار.
مخصصات عناية بالحديقة:2 ألف دولار.
مخصصات صيانة البيت:2 ألف دولار شهريا.
مخصصات مناقشة قوانين متفرقة: 10 آلاف دولار.
مخصصات زوجية: 20 ألف دينار.
مخصصات سفر: 60 ألف دولار.
مخصصات راحة واستجمام (على بختكم ترى النائب يتعب هوايه باعتماد القوانين ودراستها خصوصا بالليل قرب ألكرادة داخل):30 ألف دولار.
مخصصات سفر (خصوصا الى دبي ولندن وبيروت ولندن ثم واشنطن وضواحيها):600 دولار لليلة الواحدة(رخيصة مو؟؟).
مخصصات الاقامة في فندق الرشيد والشيراتون في بغداد: 10 ألاف دولار(رغم ان الاقامة مجانية بشهادة مدراء هذه الفنادق).
الامتيازات: جواز سفر دبلوماسي له ولعائلته بدءا من ابنه الرضيع وحتى طالب الاعدادية،السفر بالخطوط الجوية العراقية مجانا، تناول وجبات الطعام مع الشاي مجانا في كافتيريا المجلس.
ويقول هذا الصحافي الانكليزي انه شاهد بأم عينه(انشاء الله تاكلها الدود) الكثير من النواب”يكطعون” ورود من حدائق المنطقة الخضراء ويحملوها معهم الى حيث ساعات الانس ليلا وتقديمها الى عابرة سبيل مثل مادلين طبر وغيرها.
لا ، محمد هذا الصحافي اكيد من السي آي آيه لأنه يريد ان يثير غضب الشعب بقوله ان معدل راتب الموظف الحكومي لايتعدى 600 دولار بالشهر.. معقولة، يعني هذا الموظف يتقاضى نص سنت عن كل دقيقة يقضيها في العمل؟؟.
لا عيني لا هذا اكيد مخابرات اسرائيلية او من جماعة الشقندحية اللي ماعدهم شغل ولا عمل.
فاصل طويل (سامحوني): الشعب الفنلندي شعب كافر وملحد ووطنهم مرتع للصوص والحرامية وبشهادة الكثيرين من اصحاب الفتاوى الذين أكدوا على ان حكومتهم سرقت تجربة “بيت مال المسلمين” وتجربة الزكاة (سموها الضريبة) واليوم سرقوا مضمون الآية الكريمة (وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) وغيّروا مضمونها وطبقوها على نظام مخالفات السرعة في الشوارع العامة..تصوروا القانون يغرّم المخالف حسب وضعه المالي فاذا كان صاحب دخل محدود فيتم تقدير قيمة المخالفة على ضوء دخله واذا كان ثريا (مبسوط حسب اللهجة المصرية) فأن نفس المخالفة تتضاعف 4 أو 5 مرات.
لصوص، سرقوا منّا الآيات القرانية ليستعملوها في تفاصيل الحياة الدنيوية الزائلة.
ولا تنسون سنغافورة فحكومتها كافرة ايضا وملحدة فقد حرفت المقولة الاسلامية الشهيرة”النظافة من الايمان” وجعلت عقوبة كل من يرمي الفضلات في الشوارع غرامة الف دولار.
بلدان اخرى سرقت الكثير منّا ،حسبي الله ونعم الوكيل، فعلا اننا خير أمة اخرجت للناس.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

زين يابه؟؟

محمد الرديني

2012 / 7 / 17

كان عزيز بن شمر اليعربي،وهو رجل اعمال عراقي ناجح، سعيدا جدا باتمام الصفقة الالكترونية التي عقدها مع احد التجار اليابانيين،ولم يبالغ اليعربي وهو يصف هذه الصفقة النادرة في الشرق الاوسط حين قال: مررت في آخر ايام الزيارة على احد اسواق الالكترونيات فاسترعى انتباهي حمام وتواليت معروض بشكل انيق وجدتلاعلاقة له مع اصناف الاب توب والكايرات التي تصور(بالنية) واثلاجات التي تنتج الثلج بمكعبات مدورة واسطوانية وحلزونية تشبه تماما ماتنتجه معامل التبريد في سوك مريدي. وحين عرف مرافقي بمايدور في ذهني قال ضاحكا” هذا التواليت يعمل بالطاقة الكهربائية ففي الشتاء يكون دافئا (حتى تاخذ راحتك، الترجمة من عندي) وبارد قليلا في الصيف لنفس الغرض ، كما ان عملية التشطيف(لاادري ما مرادفها بالياباني) تجري ايضل بشكل الكتروني وعبر ازرار معينة”.
بصراحة، والقول له، دهشت كثيرا فقد سمعت بابتكارات اليابانيين التقنية ولكني لم اسمع عن هذا الحمام الالكتروني ابدا رغم انه كما قيل لي بعد ذلك اصبح من التقنيات العادية جدا في بلاد الكفار وخصوصا الدول الاسكندنافية والقريبة من جبال الاسكيمو.
واضاف: سرعان ما قررت عقد هذه الصفقة التي اعتبرتها صفقة العمر بالنسبة لي لظني اني سوف ادخل تقنية جديدة الى بلادنا اضافة الى مساهمتي في رقي القوم ونهضتهم ولكني لم ادر ان هذه الصفقة ستوقعني في المهالك فبعد ان كادت البضاعة تنفذ من قسم المبيعات في شركتي(مقرها في الصليخ ولها 4 فروع فقط في اقليم كردستان) وصلني اشعار من المحكمة الاتحادية العليا في بغداد يطلبون الحضور لسماع اقوالي فيما نسب الي.
واستعذت بالله من هذه المصيبة وتساءلت عن سبب ذلك فانا رجل مستقيم سليم الطوية ولم اسع الى سرقة الناس كما يفعل الكثيرون من ابناء جلدتي.
توكلت على الله وذهبت المحكمة في الموعد المحدد يرافقني محامي الشركة واكتشفت هناك ان العديد من المواطنين قد اقاموا علي دعوى تعويض مالي ونفسي.
التعويض المالي بسبب ان نوع التواليت وتقنيته لايصلح مع الكهرباء المقطوعة 25 ساعة باليوم وظهر ان الادارات المدرسية انزعجت من ظاهرة تأخر طلاب المرحلة الابتدائية عن الدوام الرسمي بسبب انقطاع الكهرباء الذ ي يؤدي الى انتظار الاطفال عودتها لتنظيف مؤخراتهم بالكامل.
ويبدو ان اقسام العلاقات العامة في الوزارات الخدمية اصدرت بيانا شديد اللهجة لنفس السبب السابق وطالبت بعدم السماح الى استعمال مثل هذه الانواع من التواليت في البيوت السكنية واقتصار استعمالها على اهالي المنطقة الخضراء.
اما الضرر النفسي فيتعلق بدغدغة “الشطافة” الالكترونية لمواقع في الجسم تؤدي الى حالة غضب شديدة لدى الرجال وخصوصا الشباب منهم بحيث اصبح من المألوف ان تسمع شابا وهو يصيح بالشارع العام (احنه ناقصين ياناس).
وفي الجلسة الخامسة عشر وبعد توالي الدفاع الترافع بقضيتي العادلة التي لاتشوبها اي شائبة اقتنع القاضي بضرورة استدعاء عبد الكريم عفتان وزير الكهرباء بناء على طلب محامي الشركة.
وبالفعل تم استدعاء الوزير بعد ان رفعت عنه الحصانة النيابية امس الاول باعتباره نائب سابق لم ينتخبه احد(عضو برلمان بالكوة).
ولم يتسن بعد معرفة حثيثيات الحكم الصادر ولكن محامي الشركة اكد لي شخصيا ان القاضي الذي حجز القضية لاعلان الحكم تركها جانبا ووجه لللسيد الوزير تهمة اشاعة الاكاذيب بين الناس والاستهانة بحرمة المحكمة والجمهور المحلفين الذين كانوا (يزخون عرك) بقاعة المحكمة وهو يقول ان الكهرباء لم تنقطع عن الناس الا ساعات قليلة.
ومن المتوقع ان ينال وزير الكهرباء اياه حكما مخففا بعد ان رأف به القاضي نظرا لكبر سنه.
فاصل مرمري: توجد في النجف شركة ايرانية المنشأ اسمها شركة الكوثر الايرانية مهمتها تطوير وتحسين العتبات المقدسة وبالعودة الى السجلات التجارية تبين ان هذه الشركة تعمل (عالفاضي) منذ اكثر من 9 سنوات.. يعني معقولة شركة تجارية تقيم في بلد اجنبي كل هذه المدة (شنو عدنه صناعة قمر ابن خلدون).. في البداية قالوا جئنا لتطوير ابنية مرقد الامام علي ومضت السنوات والحال كما هو دون تبديل بعدها قالوا نريد ان نجري الصيانة على المجاري داخل العتبات المقدسات وبناء مجار جديدة وجاءت الامطار بعد سنة لتفضحهم ثم عادوا ورفعوا المرمر القديم من ارضية العتبات على اساس انه من العهد السابق واستبدلوه بمرمر جديد واتضح انه تم تقطيع المرمر القديم الى فصوص صغيرة وبيعت ابتغاء للثواب.. ويعتقد ان اسمه الحالي الثواب المرمري.
اقسم لكم ان احدهم صاح بي بعد ان قرأ هذه الكلمات “انت وين تحجي ,النجف كله تفرهدت من قبل ايران,ما صار سنه من سكن الشاهرودي بالنجف ,جلب شركة ايرانية لبناء مجمع سكني لاتباعة وفي سنتر المدينة ,(حي الغدير1)سمي بمجمع الشاهرودي السكني . الارض التي خصصت له كان فيها ثلاث ساحات شعبية لكرة القدم؟
زين يابه؟؟.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

تعلَّم-ي بحور الشعر (10) المنسرح

رياض الحبيّب

خاص – موقع لينغا

ليت الأستاذ المذكور في حلقة بحر السّريع اكتفى بالصفر وحافظ على اليمين الذي حلفه عقب تخرجه في الجامعة (أو المعهد) ولم يتجاوز حدود مهنته ليسُبّ التلميذ ويضرب. وليته تذكّر أنه يومًا كان تلميذًا مثله وتذكّر كم خشِيَ التعرّض للسَّبِّ والضرب من بعض أساتذته وكم تخفّى من معاون المدرسة المُتبختِر في مَشْيهِ خلال فترة استراحة التلاميذ حاملًـا بيده اليمنى قضيبًا من الخيزران. وليت الأستاذ والمعاون فكّرا طويلًـا في موضوع السب والضرب وتأثيره على شخصيّة التلميذ وخصوصًا الانعكاس السلبيّ يوم يشبّ عودُهُ وتقوى شوكته. وكيف ينسى المُعَلِّم أنّ كلمة “أستاذ” صفة لائقة به وحده لا يستحقها سواه؟! فمِن الغلط الشائع مناداة المهندس بها والمحامي والمحاسب والموظف وإن وصل الأخير إلى منصب وزير. فإذا نُودِيَ بها أحدُ هؤلاء، دلّت على الإحترام والتقدير، ما لم تدلّ على خوف أو تحقير! لذا يتشرّف الأستاذ بصفته كأهمّ من سِواها وإلّـا لتمَّ اختيار سِواها عوضًا عنها لتدلّ على ما تدلّ في الدوائر الرَّسميّة وشبه الرسميّة
 
لذلك عِيبَ المُعَلِّمُ على فقدان صوابه بسبّ التلميذ تارة وبضربه تارة، حتى نزل إلى مستوى أخلاق الشارع (الشرق أوسطي) ونظر إليه التلاميذ نظرة خوف ورعب. فإنْ عانى الأستاذ من تدنّي مستوى التلميذ بمادة أدبية (أو علمية) ومن تقصيره في الواجب المُناط به فلكُلِّ مشكلة سبب ولا بدّ من وجود حلّ مناسب لها، يحتاج المُعَلِّم إلى وقت قصير للتأمّل في كِلَيهِما. عِلمًا أنَّ مِن التلاميذ “القويّ” أو “المدعوم” الذي رآى شخصية هذا المُعَلِّم (أو المُدرِّس) مهزوزة فحاول استفزازه بدهاء للسخرية منه أمام زملائه وربّما أمام الناس، أي داخل الصفّ وخارجه، مُطمَئِنًّا إلى أن مُعَلِّمَه يتجنّب سبّه أو ضربه. وفي العراق يُسمّى أستاذ المرحلة الإبتدائيّة مُعَلِّمًا وأستاذ المرحلتين المتوسطة والثانويّة مُدرِّسًا، لكنّ الإثنين ينتميان إلى دائرة واحدة هي نقابة المُعَلِّمين. ومن المُؤسِف ذِكر الرواية التالية؛ يومَ أقمت في الأردنّ- تحيّاتي له من العقبة إلى الرمثا- في أوائل التِّسعينيّات، إقامة مُؤقَّتة مُدَّتها ثلاثة أشهر قابلة للتجديد مرّة واحدة، رغِبتُ في زيارة أحد البلدان العربيّة اضطرارًا، كي أعود إلى الأردن فأحصل على إقامة مؤقتة جديدة. فقال لي صديق عربي قُبيل مغادرتي إلى بلده: إيّاك أن تقول لأحد “أستاذ” إذا ما وصلت إلى هناك لأنّ معناها عندنا: حمار
 
ولا يغيب عن بالي ما رأيت خلال سفرة ما بالقطار الأوروپي؛ يوم لفتت انتباهي سيدة (غربيّة) جالسة أمامي، حاولَتْ إقناع طفلها بالتخلّي عن دُمية انتزعها من يد طفل آخر. كان طفلها عنيدًا أمّا هي فتحلَّت بالهدوء والحكمة والاتزان، حتى نجحت في تهدئته بعد إرضائه بدمية أخرى. فتذكّرتُ حينئذ ضربات موجعة رأيتُها خلال عملي في العراق، نسِيْتُها إلّـا واحدة لأنها آلمتني كثيرًا، صيف سنة 1991 في قاعة امتحان نهائي؛ إذ ضرب أحد الزملاء من مراقبي الإمتحان تلميذًا كان مِرماشًا (يُحرِّك حواجب عينيه كثيرًا) فسقط نظرُهُ بدون قصد على عـينَي الزميل فاندفع صوب المسكين كالصّاروخ وضربه ضربًا مُبرِّحًا بيديه وحذائه، ما اضطرّني إلى ترك حقل المراقبة المخصّص لي بسرعة لإيقافه. فلمّا رآى التلميذ دفاع أستاذ آخَر عنه تأثَّر فترك الإمتحان فورًا واٌنقطعت أخباره. كانت تلك الهَمَجيَّة من أسباب تَركي العراق خريف تلك السنة
 
أمّا ضَرْبُ المرأة فيكفي ذِكر مثل من بلاد الصين هو: لا تضرِب المرأة ولو بزهرة! وأغلبُ الظنّ أنَّ قائِلَهُ لا يعرف الله أو لا يؤمن به. فالسؤال الآن؛ ماذا لدى المُؤمِنِ بالله ليُقابلَ بهِ هذا المَثلَ أو قائِلَهُ؟ لعلّ الجواب: أخي الصِّينيَّ المحترم؛ ما فكَّرتُ قطّ بضرب المرأة، لا بزهرة ولا بحلوى “شعر بنات” كيف لي أن أفكّر بضرب الجنس الذي أهداني الحبيبة التي رغِـبْتُ في رشّ مِخَدَّتها بأطيب العطور الفرنسية كلّ مساء، التي تنسّمْتُ مِن كُحْل عينيها رائحة الرّضا كلّ صباح، التي حَلُمْتُ بقبولها دعوتي إلى مهرجان النبيذ القبرصي الذي يُقام سنويًّا في ليماسول بين أواخر أوغسطس وأوائل سبتمبر وإلى حضور عزف إحدى سيمفونيّات موزارت في ڤـيينا خلال الربيع وإلى مرافقتي لزيارة عِـيَل صديقة في سانت بطرسبرغ وكراكوڤ كلّما مرّت عطلة مدتها أسبوع، التي حلمت بحَمْلها على كتفيّ في شارع الشانزليزيه مُتأرجِحَين بين قوس النصر وبرج إيفل؟! فقد قيل: (عندما يشعر الله بالملل يفتح النافذة ويتأمّل في شوارع پاريس- هاينرش هاينه، شاعر ألماني) ولا بأس في إخباركَ يا أخا كونفوشيوس بشيء عن قلب حبيبتي؛ هو أرقُّ مِن الزَّهرة وأنعَمُ مِن جَناح الفراشة. وبشيء من أقوال النساء؛ من منثورة شعريّة (أميرة في قصركَ الثلجي) للأديبة السورية غادة السمان
 
أين أنت أيّها الأحمق الغالي؟
 ضيَّعْـتَني لأنَّكَ أردتَ اٌمتلاكي
  – – –
 ضيَّعْـتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معًا
 وعلى الإقلاع في الغوّاصة الصّفراء
 – – –
 حاولتَ أنْ تجعـلَ مِنّي
 أميرة في قصْركَ الثلجيّ
 لكنني فضَّلتُ أن أبقى
 صُعـلوكة في براري حُرِّيَّتي
 – – –
 
ولا بأس في إحاطتكَ عِلمًا بمعاني كلمة “ضرب” في لغتنا العربيّة؛ مِن حُسن الحظِّ أنَّكَ مُطَّلِع على لسان العرب وغيره لتكتشف حوالي أربعين معنىً. لكنّ «لسان العرب» أوجَزَ المعاني السابقة ولا يستطيع أحد اليوم أن يزوِّدَهُ بالمعاني اللاحقة، لأنّ مؤلِّفه ابن منظور (ت1311 م \ 711 هـ) قد تُوفِّي منذ سبعة قرون. فإليك معلومة إضافيّة، من العراق؛ ضَرَبَ دجاجة مَشويَّة (أي أكل) وضَرَبَ وإيّاها رُبْعِـيَّة عَرَق مِسْتَكي أو زحلاوي (أي شَرِب) ومن الجزائر، محلّ ولادة المُفكِّر الفرنسي ألبير كامو؛ روى لنا عنها أنّه سمِع الناس تقول: لنَضْرِبْ حَمّامًا أي لنستحِمّ
 
أمّا لو بحثتَ عن كلمة “ضرب” في الكتاب المقدّس لعثرتَ لها على معانٍ ومواعظ؛ هنا ضرب موسى النبيّ صخرة: {ها أنا أقف أمامك هناك على الصّخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب. ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ اسرائيل} سِفر الخروج 17 وهنا ضرب الإنسان أخاه الإنسان (الخروج 21) وهناك ضرب بالأبواق (العدد 10 ويشوع 6) قُصِد به النفخ، كذلك في سِفر الرؤيا 18 {وصوت الضاربين بالقيثارة والمُغـنِّين والمُزمِّرين والنافخين بالبوق} والضرب بالعُود لإخراج روح رديء (صموئيل 16) والضرب بالناي (الملوك الأول1) أمّا حثّ الأب على ضرب اٌبنه في العهد القديم فكانت الغاية منه تأديبيّة، كي لا يَحيد الإبن عن عبادة الله وعن تعاليمه ووصاياه: {لا تمنع التأديب عن الولد لأنك إن ضَرَبْتهُ بعَـصًا لا يموت. تضربه أنت بعصا فتُـنـقِـذ نفسَهُ من الهاوية} الأمثال 23
 
ولو بحثتَ أكثر لقرأتَ عن ضَرْب الأمثال (حزقيال 16 وغيره) وعن رؤيا رائعة من رؤى دانيال النبيّ في ولاية عيلام؛ رآى تيسًا مِن المَعَـز ضَرَب كـبْشًا وكـسَرَ قرنَيهِ وطرَحَهُ على الأرض وداسَه… في سِفر دانيال الأصحاح8 وفيه تفسير مُذهل لتلك الرؤيا، فسَّرَها جبرائيل الملاك لدانيال النبي. ذلك من العهد القديم، أمّا من العهد الجديد فاخترت لك من أقوال سيِّدنا المسيح له المجد: {مَن ضَرَبَكَ على خدِّكَ فاٌعرضْ لهُ الآخَرَ أيضا} لوقا 29:6 أي كُنْ مُستعِـدًّا للتحمّل أكثر فأكثر من أجل كسْب أخيك الذي يُعاديك. وكان السَّيِّدُ أيضًا يضرب الأمثال: وضَرَبَ لهُمْ مَثَـلًـا… إلخ
 
صحيحٌ يا أخا المليار وأربعمِائة مليون نسمة ما تقول عن ضربات إله العهد القديم وقسوته على إنسانه، لكنّه قسا على شعب مُعيَّن وأرضٍ مُحدَّدة، في ظرف زمانيّ خاصّ، لم يكن مزاجيّ الطباع- حاشا- بل كان غيورًا على عبادته وعلى شعبه الذي اختار أن يأتيَ منهُ المسيح مُخلِّصًا جميع البشر. أمّا الأقوام التي أفناها فلأنها أغـوت شعب الله وقادته إلى عبادة آلهة أخرى أي إلى عبادات وثنيّة فعَمِلَتْ رجاسات وأعمالًـا شرِّيرة (ليس صعْبًا على القارئ-ة تخيّل بشاعتها، لأنّ الإنسان الحديث قد فعل أبشع منها ولا سيَّما مجازر الأتراك بالأرمن وهولوكوست ألمانيا النازية باليهود) حتى باتت حجر عثرة أمام شعب الله. وقد أمهَلَ الله المُفسِدين في الأرض زمنًا طويلًـا قبلما محاهم عن بكرة أبيهم. والقسوة طالت شعبه أيضًا، إذ ابتعد عن عبادته بين فترة وأخرى فعَـرَّضَهُ للإضطهاد من شعوب وثنيّة، كالسَّبْي البابلي- راجِعْ لطفًا مراثي إرميا النبي- قبلما عاد فتحنّن من جديد {لأنهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتى بَذلَ اٌبنهُ الوحيدَ، لكي لا يهلكَ كلُّ مَن يُؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية} يوحنّا 16:3 وقد أوضحْتُ في ما مضى معنى {الإبن} وكيف فهِمَهُ جَهَلةُ العَرَب وغيرهم
 
فلو كان إلهنا قاسِيًا لا على التعيين لأفنى الصين! وضيّعَ علينا فرص التجوّل حِذاءَ سُورِها العظيم ومشاهدة الپاندا العملاقة والتسوّق في شنغهاي وقضاء فترة استراحة مع ألعاب بروس لي الدفاعية! ولأفنى سائِرَ مَن قدَّسَ البشر والحجر والبقر! ولو كان خائفًا على اٌسمِهِ ومركزه لَمَا ترَكَ الصين تصل بنفوسها إلى العدد المذكور ولَمَا ترك الهند جارتها! ولَمَا ترك بوذا يزهد ويسهر ويُعَلِّم وترك البقرة المُقدَّسَة تسرَحُ في شوارع الهند وتمرح! لكنّ الهند والصين لم تقِـفا حَجَر عثرة أمام شعب الله الذي كان مُزمَعًا مجيءُ المسيح من نسله، من يوسف البارّ بحَسَب الشريعة ومن مريم العذراء بحَسَب الطبيعة. هذا من جهة الإنسان، أمّا من جهة الحيوان فلو كان إلهُنا مُتشدِّدا لحَرَّم علينا لحم الخنزير كما حرَّمَه على شعبه القديم (تثنية 8:14) ولَمَنع تكاثرَهُ السريع نسبيًّا، حتى بلغ تعدادُهُ اليوم مليار رأس، نِصْفُهُ يرعى في الصين. إنَّما إلهُنا عادل؛ لمْ يَرْضَ بظُلْم وَقعَ على إنسان من أخيه الإنسان، لم يرضَ بأيّ نوع من أنواعه وأيّ شكل من أشكاله، لا على الإنسان ولا على الحيوان
 
وفي ذهني أنّ الرّبّ الإله، في أيّام ذلك العهد القاسي والعنيف، الذي انتقده النقاد بدون دراسة أكاديمية، تحنَّن على حِمارة ففتح فاها بمُعْجِزة، كي تعترض على صاحبها الذي ضرَبَها: {27 فلمّا أبْصَرَتِ الأتانُ ملاكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ. فحَمِيَ غـضبُ بلعام وضَرَبَ الأتان بالقضيب. 28 ففتح الرَّبُّ فمَ الأتان فقالت لبلعام: ماذا صنعْـتُ بك حتى ضربْتَني الآن ثلاث دفعات؟ 29 فقال بلعام للأتان: لأنَّكِ اٌزدَرَيْتِ بي. لو كان في يدي سيفٌ لكنتُ الآن قد قتلتُكِ…} والرواية حتّى الآية 35 في سفر العدد 22 أمّا بعد فإنّ الشّاعر حاتِم الطّائيّ (ت 605 م) وَبَّخَ ابنهُ لأنهُ ضَرَبَ كلبة الدار، أيّامَ كانت العرب تُوقِدُ نارَ الضّيف ليهتدي بها إلى المُضيف. فإذا خَمَدَتِ النارُ وحاتِمُ نائم اهتدى الضيف إلى بيته مِن نُباح الكلبة، لذا أوصى حاتِمُ اٌبْنَهُ خيرًا بها- من بحر المنسرح
 
أقولُ لاٌبنِيْ وقد سَطتْ يدُهُ * بكلبةٍ لا يزالُ يَجْـلِدُها
 
أوصِيكَ خيرًا بها فإنَّ لها * عندي يَدًا لا أزالُ أحْمَدُها
 
تدُلُّ ضَيْفيْ عَليَّ في غلَسِ الليل إذا النارُ نامَ مَوقِـدُها
 
* * *
 
عاشِرًا: بَحْرُ المُنسَرِح
 
هذا البحر قليل الاستعمال ومختلف قليلًـا عن غيره وصعبٌ إتقانه قبل إتقان ما سبقه من بحور. لكنّه يُصبح من أسهل البحور بعد قراءة قصائد منه لشعراء من الطبقة الأولى بتمعّن، لتذوّق موسيقاه وإتقان الوزن. وزنه (مُسْتَفْعِلُنْ مَفعُـولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ) مرّتين والجوازات فيه هي التالي
 
أوّلًـا؛ جاز في مُسْتَفْعِلُنْ الأولى الخبن مَفاعِلُنْ والطَّيّ مُفتَعِلُنْ- عِوَضَ مُسْتَعِلُنْ- في كُلٍّ من صدر البيت وعجزه
 
ثانيًا؛ جاز في مُسْتَفْعِلُنْ الثانية (أي العَروض) الطَّيّ مُفتَعِلُنْ واستُحسِن كثيرًا، هذا في صدر البيت. أمّا في عجزه (أي الضرب) فجاز فيها الطيّ مُفتَعِلُنْ وجاز أيضًا القطع مُسْتَفْعِلْ الذي يُنقَلُ إلى مَفعُوْلُنْ. إذًا جميع قصائد المُنسرِح المشهورة على نوعين؛ الأوّل عروضُه مُفتَعِلُنْ وضربُها مثلُها. والثاني عروضُه مُفتَعِلُنْ وضربُهُا مَفعُوْلُنْ
 
ثالثًـا؛ جاز في مَفعُولاتُ الطَّيّ مَفعُلاتُ= فاعلاتُ واستُحسِن كثيرًا، لكن ما جاز تنوين الضمّة التي على تاء فاعلاتُ (أي ما جازت فاعلاتٌ= فاعلاتُنْ) وإلّـا لتغيّرت موسيقى البحر. عِلمًا أنّ المشهور في المنسرح هو الطَّيّ فاعِلاتُ، لأنّ مفعولاتُ تبدو ثقيلة ما لم يُحسِن الشاعر في استعمالها. لذا بدا تعلُّم المنسرح صعـبًا على هواة الشِّعْـر وشكلُهُ مختلفًا عمّا سبق من بحور
 – – –
 الخلاصة: لبحر المُنسرِح عروض واحدة مُسْتَفْعِلُنْ لكنّ المشهور فيها هو طيُّها مُفتَعِلُنْ. فللسهولة والتعليم قلت: لبحر المُنسرِح عَروضٌ واحدة مَطويّة مُفتَعِلُنْ، لها ضَرْبانِ؛ مطويّ مثلها (مُفتَعِلُنْ) ومقطوع مَفعُوْلُنْ
 
– – –
 
أمثلة على العروض مُفتَعِلُنْ التي ضَرْبُها مثلها، أي
 مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُ مُفتَعِلُنْ * مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُ مُفتَعِلُنْ
 
أميّة بن أبي الصَّلت 1
 
قومِي إيادٌ لَوْ أنَّهُمْ أمَمُ * ولَوْ أقاموا فتُجْزَلُ النِّعَمُ
 
قومِيْئِيا- دُنْلَوْءَنْـنَـ- هُمْأمَمُو * ولَوْءَقا- مُوفتُجْزَ- لُنْـنِعَمُو
 
مُسْتَفْعِلُنْ- مَفعُـولاتُ- مُفتَعِلُنْ * مَفاعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
لكنّ الأفضل أن يُقرَأ البيت بتخفيف همزة أنّ أي اعتبارها همزة وصْل لا قطْع، ما يَلزم فتح واو “لو” عوض السكون، لذا سأعيد كتابة صدر البيت وتقطيعه
 
قومِي إيادٌ لَوَ اٌنَّهُمْ أمَمُ
 
قومِيْئِيا- دُنْلَوَنْـنَ- هُمْأمَمُو
 
مُسْتَفْعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
وهو أوّل ستة أبيات في ديوان أميّة (ت 624 م \ 2 هـ) وفيه من المنسرح أيضًا قصيدة ونُتفة رائيّة وبيتان مُفرَدَان، ما سأذكُرُ تِباعًا
 
قومٌ لهُمْ ساحةُ العِراقِ إذا * ساروا جميعًا والقِطُّ والقلَمُ
 
قَومُنْلهُمْ- ساحَتُلْعِ- راقِئِذا * سارُوجَمِيْ- عَنْوَلقِطْطُ- وَلْقلَمُو
 
مُسْتَفْعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ * مُسْتَفْعِلُنْ- مَفعُولاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
القِطّ أي الصحيفة، قيلَ: أراد بالقِطّ هنا الإنجيل (النصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة، للأب لويس شيخو اليسوعي، ق 2 ج1 ص222) مشيرًا بالقلم إلى معرفتهم بالكتابة، في زمن لم يعرف الكتابة بالعربيّة سوى قليل
 
وَيْلُ اٌمِّ قومي قومًا إذا قُحِطَ الـقطْرُ وآضَتْ كأنها أدَمُ
 
وَيْلُمْمِقَوْ- مِيْقومَنْءِ- ذاقُحِطَلْ * قَطْرُوأَءْ- ظَتْكَأنْنَ- هاءَدَمُ
 
مُسْتَفْعِلُنْ- مَفعُولاتُ- مُفتَعِلُنْ * مُفتَعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
وَيْل اٌمِّ؛ اٌمّ بهمزة وَصْل، إذ لزم تخفيف همزة القطْع في أمّ للضرورة الشعريّة أي لتمشية الوزن لا غير، مكتوبة في الديوان بأصلها: وَيْل أمِّ، لكنّها تُكتَب أحيانًا مُركّبة (وَيلُمَّ) وهي تقال للتعجّب والتفجُّع؛ قال عبيد بن الأبرص في قصيدة من المنسرح
 وَيلُ اٌمِّها صاحِبًا يُصاحِبُها * مُعتَسِفُ الأَرضِ مُقفِرٌ جَهِلُ
 
آضتْ= أَأْضَتْ [آضَ يئيضُ أيضًا: صارَ، عادَ. أيضًا: تكرارًا ومُراجِعًا، تُنصَب “أيضًا” على المفعولية المُطلقة أو على الحال- المُنجد في اللغة والأعلام] أدَم: جمع أدَمَة، قشرة الأرض الظاهرة، منها اٌشتُقَّ اسمُ آدَم لأنهُ خُلِق منها
 
– – –
 
أميّة بن أبي الصَّلت 2
 
لا يستوي المَنزلانِ ثَمَّ ولا الأعمالُ لا تستوي طرائقُها
 
المنزلان في هذا البيت: منزل النعيم ومنزل الجحيم. ثَمَّ، ثَمَّتَ: هناك
 
هُـما فريقانِ فِرقةٌ تدخلُ الجنَّةَ حَفَّـتْ بهِمْ حدائـقُها
 
هُـمَافَرِيْ- قاْنِفِرْقَ- تُنْتدْخُلُلْ * جَنْـنَـتَحَفْ- فَـتْبِهِمْحَ- دائـقُها
 
مَفاعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُسْتَفْعِلُنْ * مُفتَعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
وفرقةٌ مِنهُمُ قد اُدْخِـلتِ النّارَ فـساءَتْهُمُ مرافِـقُها
 
وَفِرْقتُنْ- مِنْهُمُوقَ- دُدْخِـلتِنْ * نارَفـسا- أتْهُمُوْمَ- رافِـقُها
 
مَفاعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ * مُفتَعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ
 
قد اُدْخِـلت= قد أُدْخِـلت؛ خُفِّفت الهمزة للضرورة الشعريّة لئِلّـا يختلّ الوزن. لاحظ-ي التدوير في الأبيات الثلاثة التي اخترتُ من بين ستّة عشر بيتًا في قصيدة الشاعر. ولاحظ-ي أيضًا وجود العَروض الأصليّة مُسْتَفْعِلُنْ (تُنْتدْخُلُلْ) مع المَطويّة مُفتَعِلُنْ (دُدْخِـلتِنْ) في قصيدة واحدة، ما جاز في المُنسرِح لكنّهُ قليل
 
هنا النُتفة الرائيّة، يليها البيتان المُفرَدان
 
يا ليلة لمْ تَبِنْ مِن القِصَرِ * كأنّها قُبلةٌ على حذرِ
 
لمْ تكُ إلّـا كَلّـا ولا ومَضَتْ * تدفعُ في صَدْرِها يدُ السَّحَرِ
 
تكُ: تكُنْ، خفِّفتْ بحذف النون للضرورة الشعريّة. كَلّـا ولا: أي قبلة سريعة كسرعة اللفظ بهذين الحرفين. وتبدو النتفة كأنها من قصيدة مفقودة، نظرًا لتصريع البيت الأوّل
 
المفرد الأوّل: مِن سَبَإ الحاضِرين مأربُ إِذْ * يَبْنون مِن دُونِ سيلِهِ العَرِما
 
سبأ: إسم يجمع قبائل اليمن. العَرِم- هنا: سدّ يُعْتَرَضُ به الوادي
 
المفرد الثاني: الحَمْدُ لله لا شَرِيكَ لهُ * مَن لمْ يَقُلْها فنفْسَهُ ظَلَما
 
– – –
 
 ومن التطبيقات على هذا الضَّرب قطعة حاتِم الطّائي المذكورة أعلى والتالي
 
 المتنبي 1
 
أَهْـوِنْ بطولِ الثَّواءِ والتّـلَفِ * والسّجْـنِ والقـيْدِ يا أبا دُلَفِ
 
غَيرَ اٌخْتِيارٍ قبِلْتُ بِرَّكَ لي * والجُوعُ يُرْضي الأسُودَ بالجِيَفِ
 
كُنْ أيّها السّجنُ كيفَ شئتَ فقدْ * وَطّنْتُ للمَوْتِ نَفْسَ مُعترِفِ
 
لو كان سُكنايَ فيكَ مَنقصَةً * لَمْ يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ
 – – –
 
البُحْتُري 1
 
لِيَكتَنِفْكَ السُّرورُ والفَرَحُ * ولا يَفُـتْـكَ الإِبريقُ والقدَحُ
 
   فَتحٌ وفِصْحٌ قد وافَياكَ مَعًا * فالفَتحُ يُقرا والفِصحُ يُفتَتَحُ
 
   واليَومُ دَجْنٌ والدارُ قُطْرُبُلٌ * فيها عَنِ الشاغِلين مُنتَزَحُ
 
   فاٌنعَمْ سَليمَ الأَقطارِ تَغتَبِقُ الـصَّهباءَ مِن دَنِّها وتَصطَبِحُ
 
   وإِنْ أَرَدتَ اٌجْـتِراحَ سَـيِّئةٍ * فهَاهُنا السَّـيِّئاتُ تُجْـتَرَحُ
 
قُطْرُبُّلُ: مَوْضِعانِ؛ أحَدُهُما بالعـراق (القديم) يُنْسَبُ إليه الخَمْرُ
 
 البحتري (ت 897 م \ 284 هـ) من أشهر شعراء العصر العبّاسي. فإذا صحّت رواية  ويكيبيديا عن اتصاله بأبي تمّام الطّائي لعرض شعره عليه وتلقّي التوجيه والإرشاد منه فالبحتري من التلاميذ الذين تفوّقوا على مُعَلِّمِيهِم! لأنّهُ كاد يخطف الأضواء كلَّها لولا سطوع نجم المتنبّي بعد موت البحتري ببضعة عقود
 
* * *
 
أمثلة على العروض مُفتَعِلُنْ التي ضربُها مَفعُوْلُنْ، أي
 مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُ مُفتَعِلُنْ * مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُ مَفعُوْلُنْ
 
أبو نؤاس
 
قد اخترت التالي من قصيدته التي مطلعها
 عُـوْجَا صُدُورَ النجائبِ البُزَّلْ * فسائِلا عَنْ قَطِينةِ المَنزِلْ
 
في سَكرةٍ للصِّبا وعمياءَ لا * نسمعُ غير الصّبا ولا نعْـقِلْ
 
فِـيْسَكرَتِنْ- لِصْصِباوَ- عَمْياءَلـا * نسْمَعُغَيْ- رَصْصِباوَ- لـانَعْقِلْ
 
مُسْـتَـفْعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُسْتَفْعِلُنْ * مُفتَعِـلُنْ- فاعِلاتُ- مَفعُـوْلُنْ
 
حتّى إذا ما اٌنجَلَتْ عَمايتُهُ * روَّحْتُ نفسِيْ والعاذِلَ المُعْـمِلْ
 
حَتْتائِذا- مَنْجَلَتْعَ- مَايتُهُو * رَوْوَحْتُنَفْ- سِيْوَلْعاذِ- لَلْمُعْـمِلْ
 
مُسْـتَـفْعِلُنْ- فاعِلاتُ- مُفتَعِلُنْ * مُسْتَفْعِلُنْ- مَفعُولاتُ- مَفعُـوْلُنْ
 
 والنَّفسُ ما لم تكُنْ لسَـكْـرَتِها * عاذلة لمْ ترُحْ إلى عُـذَّلْ
 _ _ _
 
أبو الطَّيِّب المتنبي 2
 
قد اخترت التالي من قصيدته التي مطلعها
 أَوهِ بَديلٌ مِن قولَتي واها * لِمَن نَأَتْ والبَديلُ ذِكراها
 
   أَوْهِ لِمَن لا أَرى مَحاسِنَها * وأَصْلُ واهًا وأَوهِ مَرآها
   
شامِيَّةٌ طالَما خَلَوتُ بها * تُبصِرُ في ناظِريْ مُحَيّاها
   
فقـبَّـلَتْ ناظِري تُغالِطُني * وإِنَّما قـبَّلَتْ بهِ فاها
   
فلَيْتَها لا تَزالُ آوِيَةً * ولَيتهُ لا يَزالُ مَأواها
   
كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ * إِلّا فُؤادًا رَمَتهُ عَيناها
   
تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اٌبتَسَمَتْ * مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها
   
ما نَفَضَتْ في يَدِيْ غَدائِرُها * جَعَلْتُهُ في المُدامِ أَفواها
   
في بَلَدٍ تُضرَبُ الحِجالُ  بهِ * عَلى حِسَانٍ ولَسْن أَشْباها
 – – –
 
البحتري 2
 
في أَيِّ حينٍ رَأَيتُ مَولاتي * في خَيرِ حينٍ وَخَيرِ مِيقاتِ
   
تُقبِلُ محفوفة مَحاسِنُها * بأَعيُنِ الناسِ والإِشاراتِ
 
   تَلحَظُني والعُيونُ تَلحَظُهّا * قد شُغِلَتْ بي عَنِ المُداراةِ
   
سَلَبْتُ صَدرَ النَهارِ لَذَّتَهُ * ثُمَّ اٌستَباحَ العَشِيُّ لَذّاتي
 * * *
 
شعراء القرن العشرين والمُنسَرِح
 
مَن يتصفّح ديوان البحتري يعثر له على حوالي عشرين محاولة ناجحة لرَفد بحر المُنسَرِح ما بين نتفة وقطعة وقصيدة. كذلك في ديوان المتنبي. أمّا في الشعر العمودي الحديث فمن الصعب الحصول على محاولة واحدة أو اثنتين، إلّـا في دواوين شعراء كبار؛ منهم
 
معروف الرصافي؛ في مدح المتنبّي
 
كان أبو الطيِّب اٌمرَأً قُـوَلَهْ * يبتكرُ الشِّعْرَ مُذكِيًا شُعَـلَهْ
 
في شِعرهِ حِكمةٌ مُهَذَّبةٌ * وروعةٌ بالذكاء مشتعِلهْ
 
ونغمةٌ بالشعور صادحة * وصنعة بالفنون مُـتَّصِلهْ
 
قدرتُهُ في البيان واسعة * يتيهُ فيها السؤالُ والسّأَلهْ
 
يا قاتليهِ لو تعلمون بهِ * إذنْ قتلتُمْ نفوسَكُمْ بَدَلهْ
 
لمْ يزلِ الدّهرُ بعد مقتلهِ * يضْرِبُ في الشِّعْر للورى مَثلهْ
 
الشِّعرُ معنىً ألفاظهُ حَسُنتْ * فنسَّقتْ في بَلاغةٍ جُمَلَهْ
 
وكلَّما قصَّرَتْ قوالبَهُ * عَن حُسْنِ معناهُ أوسَعَتْ خَلَلهْ
 
مَن ذاق في الشِّعر طعْمَ مُعْـجزِهِ * فأحْمَدُ الشّاعرُ الذي أكَلهْ
 
كان كما قال وَهْوَ مُفتخِرٌ * بفضْلِ ما قالهُ وما فَعَـلهْ… إلخ
 
فتىً قُوَلَة: كثير القول. أحْمَد: أحمد أبو الطيِّب المتنبّي. والقصيدة من أمثلة الضرب الأوّل- مُفتعِلُنْ. لكنّ الرَّصافي ما مدح المتنبي ولا رثاه فحسب، بل ذهب أبعد؛ إذ أراد لفت انتباه القارئ-ة إلى قصيدة المتنبّي التي من طراز هذا الوزن وهذه القافية. أي أنّه قدّم للقارئ-ة معارضة سخيّة لرائعة المتنبّي (38 بيتًا) التي مطلعُها
 لا تَحسَبوا رَبْعَكُم وَلا طَلَلَهْ * أَوَّلَ حَيٍّ فِراقُكُم قتَلَهْ
 
قد تَلِفَتْ قَبلَهُ النُفوسُ بكُمْ * وأكثَرَتْ في هَواكُمُ العَذَلَهْ
 
  لو سارَ ذاكَ الحَبيبُ عَن فَلَكٍ * ما رَضِيَ الشَّمسَ بُرجُهُ بَدَلَهْ
 
  أُحِبُّهُ والهَوى وأَدؤرَهُ * وكُلُّ حُبٍّ صَبابَةٌ وَوَلَهْ
 
  يَنصُرُها الغيثُ وهْيَ ظامِئةٌ * إلى سِواهُ وسُحْبُها هَطِلَهْ
 
لو خُلِطَ المِسْكُ والعَبيرُ بها * ولَسْتِ فيها لَخِلتُها تَفِلَهْ
 
أَنا الَّذي بَيَّنَ الإلهُ بهِ الـ — أَقدارَ والمَرءُ حَيثما جَعَلَهْ
 
 فلا مُبالٍ وَلا مُداجٍ ولا * وانٍ ولا عاجِزٌ ولا تُكَلَهْ
 
وسامِعٍ رُعْـتُهُ بقافيةٍ * يَحارُ فـيها المُنـقِّـحُ القُـوَلَهْ
 
  ورُبَّما أُشهِدُ الطَّعامَ معي * مَنْ لا يُساوي الخُبزَ الَّذي أَكَلَهْ
 
  ويُظهِرُ الجَهْـلَ بي وأَعْـرِفُهُ * والدُرُّ دُرٌّ برَغْـمِ مَن جَهِلَهْ
 – – –
 
جبران خليل جبران؛ في تأمُّل عُـرس قانا الجليل
 
يا حُسْنَها ساعةً مِن العُمْرِ * فريدةً في قلادة الدَّهرِ
 
في يومِ قانا الجليل شرَّفَها * فادي البرايا وغافرُ الوِزْرِ
 
أتمَّ فيها هناءَ سامِرها *  فأودَعَ الماءَ نشوة الخمْرِ
 
لحكمةٍ شاءَها أحلَّ لهُمْ *  شَـرْبَ الطلى مَن نهى عـن السُّكْرِ
 
وحَـبَّذا هذه السُّلافة مِن * عَريقة الأصل حرَّة  النّشْرِ
 
أنظُرْ إليها في كفِّ كاهِنِها * كأنّها ذائبٌ من التّبْرِ
 
يُسقى العَروسان مِن مُحَلِّلِها * رمز اٌمتزاج العفافِ والبِرِّ
 
وهذهِ في يدي مشعشعة * بَعـثـتُها مِن غيابة القـبْرِ
 
مِن عَهْد قانا تسَلسَلتْ قِدَمًا * ورُوِّقتْ في مَخابئ الدَّهْـرِ
 
روحَ سرورٍ في شبهِ  لؤلؤةٍ * ودَمْعَ فجرٍ بحُمرة الجَمْرِ
 
أشْرَبُها في هناءِ مَن شَرِبا * كأسَ الغرام المُنزَّهِ الحُـرِّ
 
كلاهُما كان كُفءَ صاحبهِ * بنبْعَـتيهِ ورِفعَةِ  القدْرِ… إلخ
 
والقصيدة من أمثلة الضرب الثّاني- مَفعُولُنْ. والمقالة انتهت عند هذا الحَدّ
 – – –
 
 لكنّ للكاتب قصيدة على الضرب الأوّل (مُفتعِلُنْ) قد أُعجِبَ بها بعض الأصدقاء فحازت منهم ومنهنّ على ثناء وإطراء، يمكن الإطِّلاع عليها كاملة في حقل التعليقات، بعد نشر المقالة بسُويعات؛ منها مطلعُها مع بضعة أبيات مُتفرِّقة
 
حبيبتي حِرتُ كيف أُقنِـعُها * تفضَحُ ضَعْفَ الفؤادِ أدمُـعُـها
 
قلتُ لها أنَّني أحِـبُّـكِ يا * حـبيبتي والتشكيكُ يَصْـرَعُـها
 
حـبيبتي تسـتحـقّ مِن قـلمي * أحـلى البياناتِ ما أُوَقِّـعُـها
 
فُضُولُ مَحبُوبَةٍ على غَـنَج ٍ * راقٍ وأرقى الفنونِ أوجَـعُـها
 
يا سارة الحُـبِّ بلْ مَشاكِلُنا * قد قرَّبَـتْـنا فكـيف نَمْـنَـعُـها
 
تَدَخُّلُ الناسِ حين نقـبَلُهُ * كارثةٌ والإزعاجُ أفـظَـعُها
 
¤ ¤ ¤

Posted in الأدب والفن | 1 Comment

وزير سوري خطير

وزير سوري خطير

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

المفاجئة الليبيّة !

رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com

مدنيّة , علمانيّة / بين إسلاميتين !
هذا آخر ما توقعتهُ شخصياً للحالة الليبيّة .
كنتُ , وربّما غيري كثير , ننتظر فوزَ الليبراليين في تونس نظراً لتأريخها المدني العلماني العريق نسبياً .
منذُ ( الحبيب بورقيبة ) / الرئيس العربي الأكثر واقعيّة بين الجميع في حينهِ .
بينما في الحالة المصريّة كانت محض اُمنيّة ليس أكثر بفوز الليبراليين .
نظراً لمعرفتي عن كثب بمصر وأحوال اُمّ الدُنيا , وطريقة إنتشار مظاهر التديّن من الحجاب والنقاب والزبيبة , الى ظاهرة / فريق السجّادين العرب .
ثمّ أن الشعب المصري وجد نفسهُ في النهاية أمام خيارين / أحلاهما علقم
فقرّر إستبعاد المُجرّب / أيّ العسكر الذين حكموا ستينَ عاماً .
ونكايةً بهم إضطر لقبول الإسلاميين / كمن يتجرع كأس الحنظل !
*********
لكن كيف فاز العلمانيّون في ليبيا ؟
مع أنّ النتائج الرسميّة لن تُعلن قبل الإسبوع القادم , لكن الأخبار تحدّثت اليوم , عن فوزٍ ساحق للتحالف الوطني بزعامة رئيس الوزراء السابق / محمود جبريل في طرابلس .
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/07/120712_libya_tripoli_results.shtml
فهل لسياسة ونضوج شخصيّة جبريل الذي قاد التحالف الوطني المعتدل وجمع أربعين صنفاً من القوى الوطنيّة تحت مظلتهِ / يعود الفضل الأكبر ؟
ربّما عقلانيتهِ بترك الوزارة بعد أن قادها لبضعة أشهر جمعت قلوب الليبيين حوله .
أم أنّ الشعبَ الليبي كان أذكى من الجميع , فأعاد النظر كرّتين / الى مصر في الشرق , والى تونس في الغرب ؟
فإرتد بصر الليبيّين خاسئاً , ولم يروا سوى المستقبل المجهول ؟
مبروك / كلمة لم أستطع نطقها في الحالتين المصرية والتونسيّة ( كتب يومها لمرسي / هشتكنا وبشتكنا يا ريّس ) .
( بالمناسبة / اليوم إجتمع رئيساها مُرسي والمرزوقي / خير إن شاء الله )
لكن اليوم أقول مبروك للشعب الليبي , بعد أوّل إنتخابات حُرّة , بعد أكثر من أربعة عقود , من الحكم الديكتاتوري المجنون .
ثرتم وضحيتم وصبرتم فإستحقيتم الرفعة . وكلّي أمل بأن يسود العقل والحوار في التفاصيل التي يكمن الشيطان في ثناياها .
المطلب الفيدرالي مثلاً في إقليم برقة , الذي يعود ربّما حُلم تشكيلهِ الى عام 1951 , وهو عام تأسيس دولة ليبيا الإتحادية .
أنا شخصياً , لا أرى غضاضة في الفيدراليّة ذاتها / شرط توّفر ظروف نضوجها , أيّ الديمقراطيّة
لكن مع أنّ الليبيين الذين يتبنون الفكرة ,  عقلاء تعود إصولهم الى العائلة السنوسية المالكة .
وفي الواقع الهدوء والحكمة تطغي على كلام قائدهم , السيد / أحمد الزبير السنوسي
http://akhbar.alaan.tv/video/alaan-reports/Zubair-Ahmed-al-Sanusi/
مع ذلك للشعب الليبي يعود القرار , وحتماً ستظهر التداعيات  !
وخلال الإنتخابات , أغلق مسلحون مؤيدين للفيدراليّة , مرفأ / رأس لانوف , شرق ليبيا , وقالوا أنّ إعتصامهم الذي إستمر 70 يوم لم يُقابل بالإحترام من المجلس أو الحكومة , ولم تُلبى مطالب الثوّار !
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/07/120705_libya_oil_terminals.shtml

*************
تحذير فيدرالي
لكن من جهة اُخرى / يجدر بي تحذير الأحبّة الليبيين , من التجربة العراقية بخصوص الفيدراليّة .
علماً أن لا فيدراليّة في كل العالم تشبه فيدراليتنا .
أنا شخصياً لا أدعوها فيدراليّة , وهي أبعد حتى من الكونفدراليّة .
بصراحة أنا أدعوها … منشارية !
وعذراً لأصدقائي وأحبتي الأكراد , لكن واضح قصدي منشارية ساستهم طبعاً , وكذلك بعض كتّابهم الكرام
أحدهم يُغيّر حتى أسماء المدن في سوريا ويضع شروطهِ على الثورة السورية ( ولا أفهم بأيّ صفة يفعل ) , ليوافق على تعاون الأكراد مع إخوانهم العرب في إزاحة الطاغية البعثي الأسدي .
وللعلم بقى / فإنّ أكراد سوريا ليسوا كأكراد العراق من أصل واحد . فهم وصلوا من مناطق مختلفة ,أرمينيا وتركيا وإيران وغيرها .
وهذا التنوّع , قد يزيد عندهم حالة قبول الآخر .
ثمّ أنّ طاغيتهم ليس كصدّام وعلي كيمياوي , عقّدوا أغلب أحبتنا كُرد العراق , من كلّ شيء عربي !
**************
ملاحظات
1/ نسبة المشاركة في الإنتخابات الليبيّة كانت عالية نسبياً حوالي 62 %
2/ الرقابة الدوليّة أعلنت رضاها عن نزاهة الإنتخابات رغم أحداث العنف التي سبقتها .
3 / أحداث عنف في شرق البلاد , قام بها أنصار الفيدراليّة إحتجاجاً صريحاً منهم على توزيع مقاعد الجمعية الوطنيّة بواقع 100 مقعد للغرب , و60 مقعد للشرق , و40 للجنوب .
4/ محمود جبريل , دعى الى تشكيل حكومة إئتلافيّة واسعة في ليبيا , دعى 150 حزب للمشاركة فيها .
( أنا أتمنى أن يراجع قراره هذا و يستفيد من التجربة العراقية و43 وزارة في حكومة شراكة فاشلة ) .
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/07/120708_libya_jebrilcall.shtml
5 / من مقال في الواشنطن بوست للكاتب الأمريكي / جارلس كراوتامر بتأريخ 13 يوليو بعنوان / السطوة الإسلاميّة ,  يُحذر بإنّ الثورات التي إبتدأت من الفيس بوك وقامت بها الشعوب نتيجة الظلم والفقر والمهانة التي وصلت إليها الأمور في عهد العسكر الديكتاتوريين  , ستقود بالتالي الى دول إسلاميّة فيتحوّل الربيع العربي الى ربيع إسلامي ليس إلاّ .
***********
الخلاصة
التيارات الإسلاميّة تجتاح المنطقة المُسماة العربية , من العراق شرقاً الى المغرب غرباً .
بالطبع بلدان الربيع العربي كانت مركز ذلك الإجتياح الإسلاموي .
فهل نتائج الإنتخابات الليبيّة / سيكسر هذا الطوق , أو يوّفر ثمّةَ ثغرة للأمل ؟ الأيام أو الشهور القادمة ستُجيب !
لكن علينا الإنتباه لنقطتين / قد تكون ساهمت بطريقةً ما في النتائج الليبية
أولاً / الحالة الإقتصادية , أو الفقر والعوز, عموماً في ليبيا أفضل وليس كمثيلهِ في مصر العزيزة .
لاحظوا قصدي عن تأثير المعونات السلفيّة المشروطة والمُهينة للشعب , لأنّ الإسلاميين لا يساعدون أحداً هكذا لوجه الله !
ثانياً / الحالة القبليّة , في ليبيا أكثر تأثيراً في الحياة السياسيّة والإجتماعيّة , عن جاراتها تونس ومصر .
ما يعني عندي ومن عموم قراءاتي لمعلمي الأوّل د. علي الوردي / أنّ تأثير القبيلة على سلوك الفرد وسطوتها عليه وخضوعهِ لها
يفوق غالباً تاثير الأديان ورجالها ومشايخها وسدنة وكهنة المعبد .
فهل ساهمت الحالة الإقتصادية والحالة القبليّة في النتائج الليبيّة ؟
أنا أزعم ذلك , دون شعور كبير بالمجازفة !
أخيراً
عزائي للشعب السوري البطل وللإنسانية جمعاء ,بالمذبحة الأسدية الأخيرة , أو مجزرة التريمسة لو شئتم
حتماً يوم الحساب باتَ قريباً وعسيراً , ومصير القذافي يلوح بالأفق .. يا بشّار !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
14 يوليو 2012

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 4 Comments

سور سليمان عليكم.. ومنكم

محمد الرديني

صحيح ان بعض العراقيين ان لم نقل معظمهم لايسمعون الا صوتهم ويؤمنون بالديمقراطية من (مؤخرتها) رغم ان الانسان يموت لو لم تكن له مؤخرة تطلب منه ان يذهب لبيت الراحة بين الحين والآخر(يقال ان 2 بالمائة من عدد سكان العالم يعانون من سوء الهضم والقبض المستمر بحيث سبب ذلك رزقا واسعا للملالي واصحاب التفلات الغزيرة)..
يظن الواحد من هؤلاء انه الصح او لنقل اله الصح والاخرين كلهم غلط وياويل لمن عارضه او لم يقل له (نعم .. صح، أي صحيح، كلامك كله على عيني وراسي) فأنه سيلعن ابو ابوه عن سابع ظهر.
صحيح انه،اقصد هذا البعض، يريد ان يكون كل الناس (فوتو كوبي) من حضرتهم(عفوا هذه الكلمة فارسية)،وصحيح انه قرأ كم معلومة واراد ان يكون رياضيا في استعراضها مهما جنت عليه براقش لأنه فهو يريد ان يلوي قلمك،بهذا الاستعراض، او يدك او مخك.
لكن غير الصحيح ان بعض الاعلاميين أظهروا غبائهم بشكل سافر بعد اعياد نقابة الصحفيين العراقيين في المنطقة الخضراء.
ليش ؟؟ محد يدري.
اعتقد السبب في مادلين طبر.
الصحافيون احتفلوا بعيدهم الاسبوع الماضي(صحيح التاريخ محرف بس مو مشكلة) والنقابة ممثلة برئيسها مؤيد اللامي دعت جمعا من المهتمين للمشاركة بهذه المناسبة التي يراد لها ان تستذكر شهداء القلم وكان من بين هؤلاء الفنانة ذائعة الصيط مادلين طبربحيث انها كانت اول الواصلين الى بغداد بعد ورود الدعوة لها بعشرين دقيقة.
وهي كما يقول شاهد عيان برزت وهي تحط رجلها الشقراء على ارض مطار بغداد العالمي جدا اوقعت الزوار في حيص بيص فمنهم من تذكر فتوى عدم مصافحة المرأة فهي عورة فكيف مع الآنسة طبر التي تبرزعورات جميع الانثويات(جمع انثى) معها في حلها وترحالها.
وقال شاهد عيان آخر وهو مقرب جدا جدا من الحكومة ان القوم (انخبصوا) وتعذر عليهم فتح افواههم دهشة وتلمظا ولعابا حين طلع عليهم سؤال رعديد من تحت باطن الارض.. من هي هذه المادلين الطبرية؟؟ ولكنهم اطمأنوا بالا حين عرفوا انها ستشدو لهم في المنطقة الخضراء مقابل مليون دولار فقط (مو كثير على هاي اللشة) ولكن بعضهم استمع بشغف الى ماقاله مدير دائرة الهجرة والجوازات بأنه (لم يعلم اذا اصدرت الجهات المختصة تأشير زيارة لها) الا انه نفى علاقته بالاغنية التي غنتها بعد ساعات من وصولها حين شدت(كيفك ياعيني ياحبيبي، خلي العبوة الناسفة من نصيبي).
ولم تفد صيحات بعض القوم، من اين لنقابة الصحافيين الملايين الخمسة التي صرفت على الحفل.
ماعلينا …
هذا كله كلام جرايد مايحبل.. لازم نهتم بما صرّح به عزيزنا الاستاذ علي الدباغ وزير الدولة والناطق الرسمي بأسم الحكومة حين أكد عدم معرفته بحضور طبر، لاهو ولا رئيس الوزراء رغم حضورهما الاحتفال الرسمي.
يعني معقولة اجت بنت طبر ونزلت بالمطار وسائق الهلوكوبترفتح لها باب الطائرة ونقلها الى المنطقة الخضراء تحت حراسة امنية لايحلم بها حتى اوباما بدون علم المسؤولين اياهم؟؟.
اذا لم يعرفوا يعرفون فهي فعلا بلد (تايهة) ودليلها الله.
وكما قلت اعلاه حتى مدير دائرة الهجرة والجوازات (مسمى الدائرة قديم جدا من ايام حصرم باشا) حمل القرآن معه وخاطب القوم في ساحة التحرير(هايد بارك سابقا) بالقول: اقسم لكم باني لم اشارك في اصدار تأشيرة الزيارة لها وربما جاءت تهريب مثل الهوايش العراقية التي (هجّت) الى ايران من شدة الحرارة والرطوبة في البصرة وضواحيها.
رغم اني متخلف عن اداء الخدمة العسكرية(اعني السوق) الا اني افهم على الاقل ان قائد الهليكوبتر يقلع بطائرته بناء على امر صادر من مدير غرفة العمليات الجوية وهو برتبة اعلى من القائد طبعا، وهذا القائد يستلم امره من وكيل وزارة الدفاع الذي كان وزير الثقافة والاعلام قبل فترة(ماندري كيف طبخ الاعلام ويا الدفاع) وهذا الوكيل يستلم امره من القائد العام للقوات المسلحة.
اذن القضية واضحة وما تحتاج (روحه) للقاضي، بس اللي يحتاج روحه ذولة اللي ارعدوا وازبدوا وبكوا على الملايين الخمسة (منها مليون دولار على الاغنية اياها)ولم يستثنوا زميلنا علي الدباغ الذي نشر في صفحته تظلما بكلمتين قائلا: اتقوا الله.
لماذا كل هذا الهرج والمرج؟ نقابة تحتفل بعيدها وهو احتفال سنوي مرسوم له منذ عقود بدليل ان الاحتفال في ايام الصبا والشباب كان يجري في البيت الاثري في شارع الرشيد وتقدم (الباجه) العراقية مثل المزة لكل ضيف.
لا ندري بعد ماهو غرض الاعلاميين من هذه الضجة (المفتعلة) بس الذي ندريه ان بعضهم ما عنده شغل ولا عمل بس يركض ورا اخبار من هذا النوع.
شنو يعني 5 مليون دولار تصرف في حفل ل(طبقة) اجتماعية من ارفع الطبقات التي تتغنى بالانجازات صباح مساء.
بابا الخمسة مليون صارت مصروف للجهال عند بعض الناس ومنهم ابن رئيس مجلس بلدي قضاء بلد.
فاصل تعري: حتى لايحسبها لي الله غيبة ان ابن رئيس المجلس البلدي مالك لفتة احمد الحرباوي استلم هذا المنصب منذ العام 2003 .. عليه بالعافية وطز بالانتخابات.لكن..
ممكن نسأله سؤال واحد فقط : ليش ابنك ينشر صوره بالفيسبوك وهو يضع المسدس في حزامه ويصر على ان تلتقط له الكاميرا صورا من كل الجهات حتى وهو جالس بحديقة القصر.
خويه اتق الله وتذكر يوم تخرجت من كلية الحقوق ولم تجد لك كسرة خبز تسد بها رمقك.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

المسيح,نظرة من الأفق

جهاد علاونة

الفرق بين الإسلام والمسيحية هو نفس الفروقات الموجودة في المجتمع الزراعي والمجتمع الرعوي, فالإسلام نشأ في بيئة صحراوية لا تعرف الطقوس الزراعية والمسيحية نشأت في مجتمعات زراعية لا تعرف الطقوس الرعوية ولا حتى تؤمن بها وكلمة الله خالقة تخلق من غير أنثى في المجتمعات الرعوية ولكن لا يوجد للإله أبناء,بعكس المجتمع الزراعي الذي يرى للإله أبناء أو أن المجتمع كله أبناء الله وأحبابه , فالله في مراجعنا الدينية يخلق من خلال الكلمة وما عليه إلا أن يقول(كن فيكون) دون أن يحبل ويحمل ويذهب ليسقط الحمل في المشفى ,وأول قصة عن الخلق بفعل الكلمة كانت قصة (مردوخ) الذي تحدى أمه المرأة(تعامة) التي تحمل وتنجب فأراد أن ينافسها فخلق بفعل الكلمة الخالقة الكلمة القوية السحرية التي تُميتُ وتحيي ,وهنا وقع الفقهاء المسلمون في أخطاء شنيعة أو تخبطوا في متاهة كبيرة حين قالوا بأن المسيح كلمة الله ألقاها إلى مريم البتول والذي جعلهم يقعون في التخبط هو إصرارهم على أن القرآن كلام الله, دعونا نتوقف عند هذه النقطة لنقف مع المفكر(أحمد بن أبي داؤود) أيام الخليفة المأمون المُتشرب لعلم الكلام والفلسفة ومع الجاحظ والعلاف وكبار المعتزلة الذين قالوا بأن القرآن مخلوق مثله مثل عيسى بن مريم(يسوع) ومثله مثل آدم ذلك أن آدم وعيسى بعرفهم قد خلقهم الله بفعل الكلمة وكل كلمة من كلمات الله مخلوقه وهذا معناه مرة أخرى بعرفهم السائد أن القرآن مخلوق له روح وله جسد وحتى إن لم يكن له روح وجسد فهذا لا يعني أنه ليس مخلوقا بل هو مخلوق لأنه كلام الله والله يخلق بالكلمة.

وفي اللغة العربية كلمة (خلق) من الأفعال المتعدية لأكثر من مفعول واحد , أي كلمة في اللغة العربية تؤدي معنى الخلق نقول عنها أنها فعل متعدي لأكثر من مفعول به واحد إلى أثنين وإلى ثلاثة إذا تدخل القلب وحل محل العين مثل(رأى) من رؤية العين وتتعدى إلى مفعولين,أما (أرى) فهي من رؤية القلب وتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل..إلخ.

وكلنا نعرف محنة الإمام أحمد بن حنبل حول مسألة خلق القرآن ؟فهو لا يرى القرآن مخلوقا بينما رآه المعتزلة مخلوقا لأنه كلام الله , فالله كل كلامه في القرآن فعل خلق وإبداع وابتداع وأي كلمة تؤدي معنى الخلق فإنها تتعدى لأكثر من مفعول واحد لأنها علة فاعلة وكل القرآن جملة وتفصيلا عبارة عن كائن مخلوق.

إذاً اتفقنا :على أن كلام الله هو العلة الفاعلة وهذا يعني أن الكلمة روح حية والله هو العلة الفاعلة ونحن العلة الثانية المفعول بها وهذا يعني أن كلام الله هو روحه التي يضعها أينما أراد.
لهذا المسيح كلمة الرب أو كلمة من الرب ألقاها إلى مريم البتول العذراء أكمل الإناث خلقا وخلقا .

والكلمة هنا هي الروح القدس أو الإقنوم الثاني في جسد عبد من عباد الله أصبحت به روح الله فأصبح مخلوقا مزدوجا .
وكان هذا النوع من الإيمان ليس غريبا فالوثنيون كانوا يؤمنون بأشخاص وأبطال نصفهم بشر ونصفهم إله وهذا لم يكن على الناس في المجتمعات الزراعية غريبا أن يسمعوا بشخص نصفه إله ونصفه بشر لأنهم اعتادوا على سماع حكايات مثل تلك الحكاوي وخصوصا عن ملحمة(الإينوما إيليش-عندما في الأعالي) , ومن هذه الفكرة انتقل الناس الوثنيون للمسيحية بسرعة لأنهم يحملون مثل تلك الأفكار وهي ليست غريبة عنهم أن يموت الإله ويعود من جديد طالما أن دموزي أو تموز يعود من جديد بعد سقوط المطر وبعد أن يموت في شهور الحصاد.
.
إنها رومنسية رائعة أن يولد لله ابن مقدس يعيش حياته مكفرا عن آلام البشر يصارع قوى الشر لصالح قوى الخير ويصارع قوى الظلام لصالح قوى النور وأن تنتصر في النهاية قوى الخير على قوى الشر والنور على الظلام والعبودية والنهار على الليل والأبيض على الأسود.
إذن المسيح ولد من ثنائية الكون المتصارع فهو أبن النور والنهار والخير ,وتخليص البشر هو المبرر الوحيد لنزول إبن الرب إلى ساحة المعركة لأمر ضروري جدا وهو الخلاص………إلخ .

وكل مذهب فكري يرى المسيح بمنظاره الخاص فهذا اللغز المحير تفكه أحيانا طبيعة المؤمنين بشخصية المسيح فالذين يرونه ذا طبيعة واحدة تكون أصلا شخصيتهم الخيالية غير قادرة على لمس ومس مكونات المسيح الرومنسية والشخصية غير الخيالية تكون أصولها رعوية تفتقر إلى الخيال والتخيل ولا تعرف ما معنى أن يموت الزرع ومن ثم يعود من جديد, والذين رسموا يسوع صورا مختلفة لم يكونوا وثنيين يعبدون الأصنام ولكنهم كانوا وما زالوا يرونه شخصية خيالية مثالية صوفية رومنسيتهم حالمة بعودته ولمس جراحهم أينما كانوا ,هم فنانون مرهفون في الحس والسمع والبصر وطبيعة الحياة الزراعية زادت لهم رصيدا جديدا من المخيلة المُنطلقة إلى عالم الموت والبعث والقيامة من جديد من بعد الموت,وكثيرون هم القادة العسكريون الذين ادعوا بأن أمهاتهم حملن بهم من الإله وادعوا أن نصفهم بشر ونصفهم آلهة وكانت الناس بين مصدق ومُكذب ولكن حين جاء المسيح صدق الناس أنه ابن الله ولم يكن الأمر عليهم غريبا,ولو كان غريبا لَما أصرت أم يسوع على أقوالها بأنه ابن الله,لقد كانت تعرف أن هذا الأمر ليس غريبا عن المجتمع الزراعي بقدر ما هو غريب ومستهجن عند البدو, فالناس في المجتمعات الفلاحية الزراعية سمعهم وبصرهم هي حواس غير عادية ولا تلتقط الأشياء العادية فقط لا غير وإنما تلتقط أشياء من رؤية القلب كما هي أفعال القلوب في اللغة العربية,والقرآن يعترف بذلك إذ أنه يعتبر أن أرقى الأمم في العصور الوسطى كانت الأمم والمجتمعات الزراعية الفلاحية وذلك حين يصف القرآن المؤمنون بأنهم(فالحون) ومفلحون,وكلمة فلاح تعني الإنسان المتحضر بعكس رعاة الأغنام ورعاة الإبل أصحاب المزاجات السيئة,وعلى فكرة وحتى لا أنسى أقول: بأن الذين آمنوا بعيسى على أساس أنه ابن الله وبأنه قام وصعد إلى السماء وبأنه يحيي الموتى لم يكن هذا الأمر غريبا عليهم والسبب في عدم الغرابة هو أن المسيح نشأ في مجتمع زراعي ولدى هذا المجتمع تصورٌ طبيعي عن موت النباتات في فصل الصيف وعودتها للحياة في فصل الشتاء أو بعد أن تُسقى بالماء ودائما في المجتمعات الزراعية هنالك موت وحياة من جديد تتكرر في نفس المشهد العام الذي يراقبه الفلاحون من خلال ترقبهم لعودة الربيع وعودة القمح بعد موته وحصاده لذلك هنالك الإله تموز ودموزي ورحلة عشتار إلى العالم السفلي وعودتها من جديد وكل أسماء الشهور عندنا تعني الموت والبعث من جديد للإله الذي ينزل مع نزول المطر ويموت في موسم الحصاد,وهذا هو السر الذي جعل القرآن غير مؤمنٍ بتاتا بعودة الإله بعد موته أو قيامه من بين الأموات ذلك أنهم شعوب رعوية لا تعرف الطقوس الزراعية.

وكنت في صبايا مغرم بشخصية المسيح وكنت أراه أحيانا كما تملي على مخيلتي هواجسي وأفكاري فأحيانا كنت أراه نبيا بشرا ألهه البشر بسبب سكرهم العقلي من شدة الظلم والاضطهاد الذي يقع بهم وهذه حالة نفسية فكثير هي الشعوب التي تر ى المسيح بينها يظهر ويختفي بسبب عوامل القهر الاجتماعية والذين يصرون على إيمانهم بحضوره بينهم يبقى بينهم والذين يضعف إيمانهم به يرحل عنهم مثل قصة مسلسل إدارامي يظهر به البطل ثم يختفي.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 1 Comment

علاقتي بالمسيحيين وباليهود

جهاد علاونة

إن علاقتي باليهود وبالمسيحيين هي علاقة طيبة ولستُ أجيرا عندهم كما تقولون عني من أجل معاداة الإسلام, أنا أدافع عن نفسي من الإسلام ورجاله الذين يحاولون قطع الصلة بيني وبين المسيحيين واليهود وبيني وبين الفكر والثقافة لأن كل الناس وكل الديانات بنظر علماء الإسلام أعداء لهم ويجب قتالهم كافة كما ورد في القرآن,ولستُ أدري لماذا كل هذا الكره لليهود وللمسيحيين؟ وعلى فكرة أنا عشت من حياتي الثقافية أكثر من 15 خمس طعشر سنة والمخابرات تلاحقني من قبل أن أعرف اليهود والمسيحيين وحين عرفتهم لا حقتني المخابرات والأمن الوقائي الأردني أكثر لأنني اكتشفت مع المسيحيين أن هنالك من يحبني ويحترمني فقط لأنني إنسان مُبدع والإسلام عدو للإبداع ويخاف منه ويقول (الألباني): نحن لا نُكفر جماعة التبليغ بل نطلب منهم أن لا يبدعوا, فتصوروا معي معنى هذا الكلام,إنها جريمة كبرى بحق الإنسانية كلها وبحق الثقافة والتطور,وأنا اكتشفت أننا كعرب كل الناس تكرهنا فقط لأن الإسلام يأمرنا بقتال كل من لا يدين بديانة الإسلام…والناس تقرأ بالفنجان وبالكف وبالكتب التي تحاول تفسير الأحلام,وأنا واحد من الناس الذين لا يهتمون بتفسير الأحلام والأخيلة والهواجس, بل أنا مهتم جدا في تفسير الواقع أنا أريد أن أفهم ما هو السبب الذي من أجله يعاديني المسلمون رغم أنني لا أحمل بيدي أي سلاح أهددهم به,وأكثر شيء محير بالنسبة لي هو عداء الإسلام لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية المنتشرة حول العالم,فلا يوجد فكر أو صحيفة أو مجلة إلا وتجد الإسلامَ عدوا لها,لماذا؟……لماذا لا تكونوا أصدقاء للناس كما هو أنا صديق لليهود وللمسيحيين!! أنا أجدُ نفسي معهم ولا أجدُ نفسي معكم لأنكم تكرهون كل الناس حتى أنفسكم, فالسلفيون أعداء جماعة التبليغ والسنة أعداء الشيعة وفي الشيعة كل المذاهب عدوة لبعضها, ولو أطاوع الذين يحاولون استدراجي إلى الإسلام وإلى أن أكون مفكرا إسلاميا أو داعية فإنني سأكتشف أو سأجد نفسي عدوا لأكثر من ثلاثة أرباع سكان الأرض… اذهبوا إلى العرافين لكي يفسروا لكم أحلامكم وأنا سأبقى هنا أفتش في الكتب من أجل تفسير الواقع, وأحاول جاهدا التعرف على كل أشكال الملاحقات الأمنية التي تصدر بحقي من أجل(حرماني ) من الحياة الكريمة ومن أجل إسقاطي, وأريد طمأنتكم جميعا بأنه لم يسقطنِ منهم أحد,وكل أعدائي وكل الذين يلاحقوني يحاولون جاهدين أن يربطوا بيني وبين اليهود وبين المسيحيين من أجل أرهابي وتخويفي وهذا أيضاً من أجل الإساءة إلى شخصي الطيب الذكر,ولست أدري ما العيب مثلا في علاقتي بالدوائر الصهيونية والمسيحية؟!!!!!! على الأقل لم يكذب عليّ أحدٌ منهم ومعظمهم ساعدوني من دون وعود بل هكذا جاءت معهم ومعي على السبحانية كما يقول بعض الناس, اليهود شعب طيب يحب العلم والمسيحيون شعب راقي جدا محب للسلام,وكلما قرأت في الإنجيل أكثر كلما اكتشفت بواسطته أن هنالك أحباباً وأصدقاء لي جدد يعيشون معي وأعيش معهم وكلما قرأت في القرآن أكثر أكتشف في كل مرة أعداءً جدداً يجب عليّ أن أقتلهم من أجل لا شيء, فلماذا أُعادي اليهود والمسيحيين؟ ولماذا أعادي الصهاينة وهم لم يسيئوا إلى شخصي الطيب ولم يمكروا بي ولم أعدهم بشيء ولم يعدني أحدٌ منهم بشيء وأخلف معي في وعده أو أحنفَ في قسمه معي, لماذا تحاولون زرع العداوة بيني وبين اليهود والمسيحيين أليس هم من جعلنا مثل العالم والناس؟ أليس هم من يخترع لنا الأدوية للشفاء؟ أليس هم من اخترع لنا الطائرة والسيارة؟وإذا وقع أي مسلم في مشكلة سياسية فأول شيء يفكر به هو اللجوء إلى الدول المسيحية وإلى الدول التي تقولون عنها بأنها كافرة وملحدة ومشركة من أجل توفير الأمان والسكينة والطُمأنينة,وأنا واحد من الناس الذين يفتقدون في بلدهم ووطنهم للحياة الكريمة والاحترام لفكره ولذلك أحاول تعميق العلاقة باليهود وبالمسيحيين لأنني معهم أشعرُ بالأمان وبالذات مع أصدقائي وأهمهم وفاء سلطان السيدة التي يحاولون الوصول إليها لأنها في يومٍ من الأيام مدت لي يد العون والمساعدة في الوقت الذي لم أكن به في فصل الشتاء أجد مدفئة أتدفئ عليها,وكل جيراني ومعارفي كانوا يشمتون بي,وصدقوني أنه لا يوجد لي أي صديق يدخل بيتي رغم أنني لا أطلب منهم بأن يطوفوا به سبعة أشواط ومع ذلك يعتبرني الناس كافرا, ولا يوجد لي من صديق أو قريب مني يعرفني وأعرفه ويساعدني وأعمل عند المقاولين المعماريين بالأجرة اليومية وأغلب الذين أعمل عندهم بصراحة يطردوني من العمل بدون تقديم أي سبب ولست أدري ما هي تهمتي.

أليس اليهود هم من اخترع لنا الكمبيوترات والآلات الحاسبة؟ أليس هم من حسّنَ أوضاعنا المعيشية؟ أليس هم من يقوم بتوفير الأمان والحماية للمسلمين في كل أصقاع الأرض؟… هنالك محاولات من أجل زرع بذرة الشقاق والنزاع بيني وبين أحبابي المسيحيين واليهود المساكين المظلومين الذين طُردوا من بيوتهم وأراضيهم في كافة أقطار بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وكان ذنبهم الوحيد أنهم يعرفون الحقيقة.

لماذا تريدون مني أن أكون مسلما حقيقياً؟ أنا أعرف لماذا, لأنكم تريدون مني أن أتخذ من الناس أعداء لي بدون سبب ومن أجل أن يخاف الناس من التواصل معي, أنا لن ولم أتخلى عن صداقتي باليهود وبالمسيحيين وجزاهم الرب خيرا عن كل ما فعلوه معي اليوم والأمس وغدا إنشاء الرب, أنا أتقرب من اليهود ومن المسيحيين لأنني بحاجة إلى أناس أصدقاء ولست محتاجا إلى أعداء, أنا لا أحتاج إلى خصوم بل أحتاج إلى رفقاء وإلى أحباب أحبهم ويحبونني لأنني في المملكة الأردنية الهاشمية مقطوع من الأصدقاء وكل الناس تخاف مني وتخاف حتى من رد السلام عليّ وصدقوني في الآونة الأخيرة وخصوصا منذ سنة كاملة لم يرن موبايلي ولا أي رنة ولم أتلق أي اتصال من أي أحد وهذا معناه أنني محروم أو في (دورة المحروم) أي كأنني في دورة سياسية عنوانها دورة الحرمان أو المحروم,لستُ مضطرا لأن أعادي اليهود,وإذا كانت تهمتي أنني أتعامل مع اليهود فهذا بحق شرفٌ عظيم لي ولكم ولسوف تندمون ولسوف يأكلكم الندم وأنتم على قيد الحياة بعد بضع سنين وستعرفون أنني أريد لكم الخير ولن أهتم لتهديدكم لي وللذين يتعاملون معي,قولوا عني ما تقولون فلن أهتم بما تقولونه ولن أقطع علاقتي لا باليهود ولا بالمسيحيين حتى وإن لم أعد قادرا على شراء رغيف الخبز فسأبقى ثابتا وصابرا ومحتسبا عندهم, أنتم تغارون من اليهود ومن المسيحيين وتسيئون لهم لأنكم بصراحة قد شربت كراهية الآخر شُربا وتفننتم في تخيل الأعداء لكم وأنتم بحق أعداء لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية ولو يكتشف علماء الفضاء كوكبا آخر وعليه بشر يعيشون بسلام لاتخذتموهم أعداء لكم,وأنا ليس من المستبعد أن تتخذوه عدوا لكم وتهمتي الوحيدة هي أنني أفكر,وهذا لأنكم بصراحة تقرؤون القرآن الذي يخلق لكم كل يوم أعداء جدد وأنا كما قلت لكم كلما قرأت القرآن كلما اكتشفت أعداء جدداً لي ولو طاوعتكم وقرأت القرآن وتمثلتُ كل سوره وآياته فسوف يأت عليّ يومٌ لا أجد لي فيه لا صديقا ولا حبيبا من المسيحيين واليهود وشتى الاتجاهات الفكرية.

مالهم اليهود؟ما هو العيب الموجود في اليهود؟ لماذا تتهمونني بالصهينة وبالتقرب من الدوائر الصهيونية؟ألم تقولوا عنهم أنهم أبناء عمكم؟ ما لهم أبناء عمكم؟ ثم إذا تقربتُ من دوائر يهودية وصهيونية فهذا شرف كبير لي وللعرب ولسوف يأت عليكم زمان تتذكرون فيه جهاد العلاونه وعلاقته الطيبة مع اليهود شعب الله المختار الذين ظلمتموهم على كل الصُعد؟ اليهود شعب طيب والمسيحيون شعب طيب وإذا كانت هنالك إشاعات بأنني مُتمسح أو بأنني أتقرب من المسيحيين فإنني أتمنى أن يأت يوم وتكون فيه هذه الإشاعة إشاعات حقيقية.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 2 Comments

الدكتورة وفاء سلطان / محمد يحكم مصر ؟

الدكتورة وفاء سلطان / محمد يحكم مصر ؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment