ألهلال الشيعي والقدر المحتوم

سرسبيندار السندي  

١ : بداية لم يكن عنوان مقالي هذا الهلال الشيعي والقدر المحتوم ، بل كان الهلال الشيعي بين سندان السنة ومطرقة الناتو، واللبيب يفهم من ألإشارة ؟

٢ : مقولة في الحياة تقول من يضحك أخيرا يضحك كثيرا ، ولكن لليوم لم نجد من ضحك حتى نهاية المشهد ؟

٣ : المالكي مدرك جيدا ما هو فاعله ألأن ، لأنه بزوال أسد الشام سيمتد الحريق إلى جنوب لبنان شاء البعض أم أبى ، وعندها سيبدأ الهلال الشيعي بالتآكل من رأسه ، وإذا ماتدخلت إيران وهذا ما يسعى إليه الغرب لتبرير ماهو مقدم عليه تجاهها ، والسبب في كل هذا الفلم الهندي هو خيانة الشيعة للأمريكان سواء من في العراق أو من هم ألأن في إيران ، وهذه الخيانة لم ولن تنساها أمريكا ولا ولن تغفر لهم خيانتهم مرتين ، خاصة بعد أن ملكوهم حكم بلدين على طبق من ذهب ، فبتهشم رأسي الهلال الشيعي سيخسف وسطه دون مقاومة ولن يكون لحكام البلدين من ملجأ يلتجؤون إليه وهذا أصعب مايكون ، فالعم سام وكما هو معروف عنه أن لم ولن يرحم خونته ، كما أنه لم ولن يرحم من يخونون بلادهم وهذه من أجمل قبائحه ؟

٤ : وسؤالنا هنا هل ستتحق نبؤة الشاه الراحل الذي قال بعد لجوئه إلى مصر [ سيأتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم ] فهل ستمتد نبؤته لتشمل مصر والعراق ؟

٥ : بالنسبة للأحبة الكرد أحب القول [ إن ألإستعمار ألإسلامي كان ولم يزل سبب تعاستكم وتخلفكم ووجهلكم وسبب كل مصائبكم ، بدليل رغم إسلامكم لم يتشفع هذا الدين فيكم ] والعاقل من يتعض قبل فوات ألأوان ، لأن من يضحك أخيرا يضحك كثيرا ؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | Leave a comment

ثورة أهل الجحيم- ج 7

جميل صدقي الزهاوي؛ نُظِمت في تشرين الأول- أكتوبر 1929

مراجعة: رياض الحبيّب؛ تموز- يوليو 2012
https://mufakerhur.org/?author=6

خاص: المُفكِّر الحُرّ

– – –

عاشرًا: عودة إلى الجحيم

أخرَجاني منها وشَدّا وثاقي * بنُسُوعٍ كما يُشَدُّ البعيرُ

ثمَّ قاما فدَلََّياني ثلاثًا * في صميم الجحيم وهي تفورُ

وأخيرًا في جوفها قذفا بي * مثلما يقذف المتاعَ الحقيرُ

لست أسطيع وصفَ ما أنا قد قاسيتُ منها فإنهُ لَعَسيرُ

ربِّيَ اٌصرفْ عني العذاب فإني * إن أكنْ خاطِئًا فأنتَ الغفورُ

لكأنَّ الجحيم حُفرة بركان عظيم لها فمٌ مغفورُ

تدلعُ النارُ منه حمراءَ تُلقي * حِمَمًا راح كالشّواظ يطيرُ

ثم أني لها سمِعتُ حثيثًا * فاقشعرَّتْ منه برأسي الشُّعُورُ

خالطتهُ اٌستغاثة القوم فيها * كهدير إذا استمرّ الهديرُ

إنها في أعماقها طبقاتٌ * بعضُها تحت بعضها محفورُ

وأشَدُّ العذاب ما كان في الهاوية السفلى حيث يطغى العسيرُ

حيث لا ينصر الهضيمَ أخوه * حيث لا يُنجدُ العشيرَ العشيرُ

الطعامُ الزقّوم في كل يوم * والشرابُ اليَحمومُ واليَحمورُ

ولقد يُسقى الظامئون عصيرًا * هُو من حنظل وساءَ العصيرُ

ولهُمْ من بعد الزفير شهيقٌ * ولهمْ من بعد الشهيق زفيرُ

ولهمْ فيها كلّ يوم عذاب * ولهمْ فيها كل يوم ثبورُ

ثمّ فيها عقاربٌ وأفاعٍ * ثم فيها ضراغمٌ ونُمورُ

يضرعُ المجرمون فيها عطاشى * والضراعاتُ ما لها تأثيرُ

ولهُمْ مِن غيظ تأجّج فيهِمْ * نظراتٌ شرارُها مستطيرُ

وُقِدتْ نارُها تئزّ فتغلي * أنفسٌ فوق جَمْرها وتخورُ

ولقد كانتِ الوجوهُ من الضّالين سُودًا كأنهُنّ القِيرُ

ولقد كانت الملامحُ تخفى * ولقد كانت العيون تغورُ

لست أنسى نيرانها مائجات * تتلظى كأنهُنَّ بُحورُ

ولقد صاح الخاطئون يريدون نصيرًا لهُمْ وعزَّ النصيرُ

وتساوى أشرافهُمْ والأداني * وتساوى غنيّـهُمْ والفقيرُ
– – –

نُسوع: جمع نِسْع: سَيرٌ يُنْسَجُ عَريضًا على هيئة أعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ به الرِحالُ، القطعة منه نِسْعَة، وسُمِّيَ نِسْعًا لطُولِه¤ المَتاع: السِّلْعة، المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به¤ مغفور؛ الغَفْرُ: التغطية¤ الشَّواظ والشُّواظ: اللَّهَب الذي لا دُخان فيه¤ حَثِيثا: مُسرِعًا¤ شُعور: جمع شَعَرٍ¤ العشير: القريب والصديق، ج عُشَراء، عَشِيرُ المرأَة: زوجُها لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه¤ الزقوم: الزّقُّومُ بلغة إفريقيَة التمر بالزُّبْد، أمّا إسلاميًّا؛ شجرة الزَّقُّوم: طعامُ الأَثِيمِ، شجرة تَخْرُجُ في أصل الجَحِيم طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين¤ اليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء¤ اليَحمور: الأحمر

* * *

الحادي عشر: لقاء ليلى

كنت أمشي فيها فصادفتُ ليلى * بين أترابٍ كالجُمان تسيرُ

فوق جَمر يشوي ونار تَلَظّى * وأفاعٍ في نابهِنَّ شُرورُ

وعيونُ الحسناء مُغرورقاتٌ * بدموع فيها الأسى منظورُ

قلت ماذا يُبكي الجميلة؟ قالتْ * أنا لا يبكيني اللظى والسعيرُ

إنما يُبكيني فراقُ حبيبي * وفراق الحبيب خَطْبٌ كبيرُ

هُوَ عنيَّ ناءٍ كما أنا عنهُ * فكِلانا عَمّن أحَبَّ شَطيرُ

فرَّقوا بيننا فما أشهَدُ اليومَ سميرًا ولا يراني سميرُ

قذفوهُ في هُوَّةٍ ليس منها * مَخرَجٌ للمقذوف فيه قُعورُ

آهِ إن الفراق أصعَبُ مِن كلِّ عذاب يشقى به الموزورُ

ولو اٌنّا كنا جميعًا لخَفّ الخطبُ في قُربهِ وهان العسيرُ

لا أبالي نارًا وعندي حبيبي * كلُّ خَطْب دون الفراق يسيرُ

قلتُ ماذا جنيتِ في الأرض حتى * كان حَتمًا عليكِ هذا المصيرُ؟

فأجابتْ قد كان لي وسميرًا * قبل أن نردى للجحيم نَكورُ

جَهْلُنا للجحيم أوجَبَ أنّا * بعد أن نردى للجحيم نُذورُ
* * *

الأَترابُ؛ جمع تِرب: اللِّدةُ والسِّنُّ، غلب في الـمُؤَنَّثِ فيُقال: هي تِرْبُها أي من عمرها وهُما تِرْبان¤ الجمان: اللؤلؤُ الصِّغارُ، ج الجُمانة: حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة¤ شَطِير: بعيد¤ السَّمِير: المُسامِر¤ وسميرًا؛ تقديره: كان لي حبيبًا وسميرًا¤ نكور؛ كارَ العِمامَةَ على الرأس يَكُورُها كَوْرًا: لاثَها عليه وأدارها. وقيل: الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها. وقيل: معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة¤ كار يكور كَورًا في مشيته: أسرع¤ نُذورٌ جمع نَذْر، أَي كأَنا قد نَذَرْنا أن نموت بسبب جهلنا للجحيم

¤ ¤ ¤ ¤ ¤

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تعلَّم-ي بحور الشعر (15) المتقارِب

 رياض الحبيّب

خاص: موقع لينغا   الاربعاء، 08 آب 2012، 11:58:51

التقارب وما أحلاه خلاف التباعد والقريب والبعيد على طرفي نقيض. للتقارب وسائل كثيرة لا حصر لها أمّا التباعد فوسائله معدودة. ما يهمّ الإنسانيّة هو تقارب وجهات النظر وتلطيف المشاعر. لا توجد وسيلة للتقارب بين فكرين مختلفين أرقى من المحبّة إذ كل ما سواها مصالح متنوّعة وحاجات وقتيّة، لكن المحبّة ثبُت أنها أكثر فعّاليّة واستمراريّة. فإذا رجع باحث عن الحقّ إلى قول السيّد المسيح في المحبّة {تُحِبّ الرَّبَّ إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مِثلها. تُحِبّ قريبك كنفسك. بهاتين الوصيّتين يتعلَّق الناموس كلُّهُ والأنبياء} متّى- الأصحاح 22 يجد أنّ السيّد له المجد قد قدّم محبّة الإله على محبّة القريب. وفي هذا التقديم حكمة وأبعاد؛ تكمن الحكمة في إعطاء أولويّة المحبّة إلى الله لأنه مصدر المحبّة وواهبها، أمّا الأبعاد فهي أنّ الإنسان لا يستطيع أن يُحبّ قريبه (أخاه الإنسان) ليشاطره الحياة ما لم يلتزم بوصايا الله العشر كُلِّها بدون نقصان ويتفاعل معها إيجابيًّا فيجعلها دستورًا لحياته. هو يرقى بها فتُقرِّبه إلى الله تقرّبًا أهمّ ثماره الدّنيويّة محبّة القريب. لكنّ الإخلال بواحدة منها كافٍ لإبعاد الإنسان عن الله وعن قريبه، لأنّها السبيل الوحيد إلى الكمال والرُّقيّ والتقارب والتعايش، إذ لا نقص فيها ولا عيب. أمّا إذا وُجدَ تعليم ليخالف واحدة منها فثماره كارثيّة؛ خصومة، نزاع، حرب، هلاك

* * *
الخامس عشر: بَحْرُ المُتقارِب

هو الأخير في سلسلة بحور الخليل الخمسة عشر والأسْهَلُ على الإطلاق، لأن له تفعيلة واحدة خماسيّة فَعُولُنْ. فوزنهُ فَعُولُنْ ثماني مرّات وعَروضُهُ واحدة (فَعُولُنْ) لها أربعة أضرب: الأوّل مثلها: فَعُولُنْ، محذوف: فعَلْ أو فعِلْ، مقصور: فعُولْ، أبتر: فَعْ أو لُنْ. جاز القبض فَعُولُ في جميع أجزاء المتقارب. وجاز في العروض الحَذفُ فَعَلْ أو فَعِلْ عوض فَعُوْ واٌستُحسِن. فنجد أيًّا من التفاعيل الثلاث (فَعُولُنْ، فَعُولُ، فَعَلْ) ممكنة كعروض في أيّ بيت من القصيدة، سواء أكانت قافيتها موحَّدة كما في الشعر القديم أم منوَّعَة كما في الشعر الحديث. وهذا ما سنرى في أمثلة المتقارب التالية
 
بيْدَ أنّ بعض العَروضيّين تدارك على الخليل فأبدع؛ منهم من أضاف فَعُولُنْ المجزوءة قائلًـا (المتقارب له عروضان وخمسة أضرب- العقد الفريد ج 4:5) ومنهم من زاد على ذلك قائلًـا (للمتقارب عَروضتان الأولى صحيحة فَعُولُنْ ولها أربعة أضرب… والثانية مجزوءة محذوفة ولها ضربان… إلخ- ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ص 90) فلعلِّي أوفَّق في المُقارَبَة بين وجهات النظر الثلاث
* * *

أمثلة على الضرب الأوّل فعُولُنْ؛ أي
 فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ * فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ

امرؤ القيس
 
نقرأ في «شعراء النصرانيّة» للأب لويس شيخو اليسوعي ج1 ق1 ص8 أنّ أوّل شِعر نظمه امرؤ القيس هو التالي
 
أذودُ القوافيَ عنّي ذِيادا * ذيادَ غلامٍ جَريءٍ جَوادا
 
أذودُلْ- قوافِ- يَعَنْنِيْ- ذِيادا * ذيادَ- غُلامِنْ- جَريئِنْ- جَوادا
 فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ * فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ
 
فلمّا كثُرنَ وعَنَّينَهُ * تخيَّرَ مِنهُنَّ سِتًّا جيادا
 
فلَمْما- كَثُرنَ- وَعَنْنَيْ- نَهُوْ * تخَيْيَ- رَمِنهُنْ- نَسِتْتَنْ- جيادا
 فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعَلْ * فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ
 
فأعْزِلُ مَرجانها جانِبًا * وآخُذُ مِن دُرِّها المُستجادا
 * * *
 
طرفة بن العبد
 
ومَلأى السّوارِ مع الدُّمْلُجَيْنِ * وأمّا الوِشاحُ عليها فجَالا
 
ومَلْـأَسْ- سوارِ- مَعَدْدُمْ- لُجَيْنِ * وأمْمَلْ- وِشَاحُ- عليها- فَجَالا
 فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُ * فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ
 
تَصَدّقْ عَلَيَّ هَداكَ المَليكُ * فإنَّ لكُلِّ مَقامٍ مَقالا
 * * *

 الخَنسَاء 575 – 664 م
 
تماضر بنت عمرو بن الشّريد المعروفة بالخنساء، من أشعر العرب. قالت تَرثِي زوجَها وأخَوَيْهَا (معاوية وصخر) في واحدة من أشهر القصائد وممّا تذكّرت من أحد مناهج الدراسة الثانويّة في عراق السبعينيات

تَعَرَّقنِي الدَّهْرُ نَهْسًا وحَزّا * وأَوْجَعَنِي الدَّهْرُ قَرْعًا وغَمْزَا
 
وأفنى رِجالي فبادُوا مَعًا * فغُودِرَ قلبي بهِمْ مُستَفَزَّا
 
بِبِيضِ الصِّفاح وسُمْرِ الرِّماح * فبالبِيضِ ضَرْبًا وبالسُّمْرِ وَخْزا
 * * *
 
بشار بن برد
 ومرّتْ فقالتْ متى نلتقي * فهَشَّ اٌشتياقًا إليها الخبيثُ
 
وكاد يُمزِّقُ سربالَهُ * فقلتُ إليكِ يُساقُ الحديثُ
 * * *
 
المتنبي
 بُسَيطَةُ مَهلًـا سُقِيتِ القِطارا * تَرَكتِ عُيونَ عَبيدي حَيارى
 
فَظَنّوا النِعامَ عَلَيكِ النَخيلَ * وظَنّوا الصِّوارَ عَلَيكِ المَنارا
 
فأَمسَكَ صَحْبيْ بأَكوارِهِمْ * وقد قصَدَ الضِّحْكُ فيهِمْ وجارا
 * * *
 
أمثلة على الضرب الثاني فَعَلْ؛ أي
 فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ * فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعَلْ
 
المُهَلهِل
 
أشاقتْكَ منزلةٌ داثِرهْ * بذاتِ الطّلوحِ إلى كاثِرَهْ
 
وخيلٍ تكدَّسُ بالدّارِعِين * كَمَشْيِ الوُعولِ على الظّاهِرَهْ
 
وخَيلِنْ- تَكَدْدَ- سُبدْدا- رِعِينَ * كَمَشْيِلْ- وُعولِ- عَلَظْظا- هِرَهْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُ * فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعَلْ
 
تكدّس: تتكدّس، حُذِفت إحدى التّاءَين تخفيفًا لضرورة شعرية. والبيتان في «شعراء النصرانيّة» ج 1 ق 2 ص 180 من قصيدة ذكر فيها الشاعر مآثره وحروبه
 
* * *
 
امرؤ القيس
 
أرِقتُ لبَرقٍ بليلٍ أهَلْ * يُضيءُ سناهُ بأعلى الجَبَلْ
 
أتاني حديثٌ فكذَّبتُهُ * بأمْرٍ تزعزعُ منهُ القُلَلْ
 
بقتلِ بني أسَدٍ ربَّهُمْ * ألا كلّ شيءٍ سواهُ جلَلْ
 
ربّهُمْ؛ أراد به أباه حِجْر إذ كان مَلِكًا على بني أسد فقتلوه. وقد رُوِيَ البيت الأخير
 بنو أسدٍ قتلوا رَبَّهُمْ * ألا كلّ شيءٍ سواهُ خلَلْ
 ولاٌمرئ القيس في ديوانه المنشور الكترونيًّا قصيدة في ثلاثة وأربعين بيتًا، منها
 
أحار بن عَمرٍو كأنِّي خَمِرْ * ويعدو على المرءِ ما يَأتمِرْ
 
أحاربْ- نعَمْرِنْ- كَأننِيْ- خَمِرْ * ويَعْدُوْ- عَلَلْمَرْ- إِمايَأْ- تَمِرْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعِلْ * فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعِلْ
 
فلا وأبيكِ اٌبنة العامِرِيّ لا يَدَّعي القومُ أني أفِرْ
 
فلاوَ- أبيكِبْ- نَتَلْعا- مِرِيْ * يِلايَدْ- دَعِلْقَوْ- مُؤنْنِيْ- أفِرْ
 فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعِلْ * فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فعُولُنْ- فَعِلْ
 
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وأشْيَاعُهَا * وكِندةُ حولي جميعًا صُبُرْ
 
إذا ركِبوا الخيلَ واٌستلأمُوا * تَحَرَّقتِ الأرْضُ واليَوْمُ قُرْ
 * * *
 
طرفة بن العبد
 إذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلًـا * فأَرسِلْ حَكيمًا ولا تُوصِهِ
 
وإنْ ناصِحٌ مِنكَ يَومًا دَنا * فلا تَنأَ عَنهُ ولا تُقصِهِ
 
وَئِنْنا- صِحُنْمِنْ- كَيَومَنْ- دَنا * فَلاتَنْ- أَعَنهُ- وَلـاتُقْ- صِهِيْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعِلْ * فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعِلْ
 
وإِن بابُ أَمرٍ عَلَيكَ اٌلتَوى * فَشاوِر لَبيبًا ولا تَعْصِهِ
 
وذو الحَقِّ لا تَنتَقِصْ حَقَّهُ * فإِنَّ القَطيعَة في نَقصِهِ
 
ولا تَذكُرِ الدَّهْرَ في مَجلِسٍ * حَديثًا إذا أنتَ لَمْ تُحْصِهِ
 
ونُصَّ الحَديثَ إلى أهلِهِ * فإنَّ الوَثيقَةَ في نَصِّهِ
 
ولا تَحرِصَنَّ فرُبَّ اٌمرِئٍ * حَريصٍ مُضاعٍ عَلى حِرصِهِ
 
وكَم مِن فتىً ساقِط عَقلُهُ * وقد يُعجَبُ الناسُ مِن شَخصِهِ
 * * *
 
الأعشى قيس
 ألَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمَّا بِهَا * بَلَى عَادَها بعضُ أَطْرَابِهَا
 
وكأسٍ شربتُ على لذّةٍ * وأخرى تداويتُ منها بها
 
ليعْلمَ كلّ الورى أنني * أتيتُ المروءة من بابها
 * * *
 
بشار بن برد
 وإنّي لأكتمُهُمْ سِرّها * غداة تقول لها الخاليَهْ
 
عُبيدَةُ ما لَكِ مسلوبة * وكنتِ مقرطقة حاليَهْ؟
 
فقالتْ على رُقْبةٍ أنني * رَهَنتُ المُرَعَّثَ خَلخالِيَهْ
 
بمجلسِ يومٍ سأوفي بهِ * ولو أجلبَ الناسُ أحواليَهْ
 – – –
 
بشار بن برد
 ألا ايّها السّائلي جاهدًا * ليَعْرفني أنا أنف الكرَمْ
 
وجاريةٍ خُلِقتْ وحْدَها * كأنّ النساءَ لديها خدَمْ
 
أصفراءُ ليس الفتى صخرةً * ولكنّهُ نُصْبُ هَمٍّ وغَمْ
 
صبَبْتِ هَواكِ على قلبهِ * فضاق وأعلن ما قد كتَمْ
 
أقولُ لها حين قلَّ الثراءُ * وضاق المرادُ وأودى النّعَمْ
 
إذا ما افتقرتُ فأحْيي السّرى * إلى اٌبن العَلاء طبيب العَدَمْ
 * * *
 
أبو العتاهية؛ العراق 747 – 826 م
 
من طبقة بشّار بن بُرد وأبي نواس. هنا قصيدة مدح فيها الخليفة العباسي المهدي متغزِّلًـا في بدايتها بإحدى جواريه
 
ألا ما لِسَيِّدَتي ما لَها * تُدلُّ فأحمِل إدلالَها
 
وإلّـا فَفيمَ تَجَنَّتْ وما * جَنيتُ سَقى اللهُ أطلالَها
 
ألا أنَّ جارِيَةً لِلإمامِ قد أُسكِن الحُبُّ سِربالَها
 
مَشَت بَين حُورٍ قِصارِ الخُطا * تُجاذِبُ في المَشْيِ أَكفالَها
 
لقد أتعَبَ اللهُ نَفسي بها * وأتعَبَ في اللَومِ عُذّالَها
 
كأنَّ بعَينَيَّ في حَيثُما * سَلَكتُ مِن الأَرضِ تِمثالَها
 
فلمّا وصل إلى المديح قال: أتَتهُ الخِلافةُ مُنقادَةً * إليهِ تُجَرِّرُ أذيالَها
 
فلمْ تَكُ تَصْلُحُ إلّـا لَهُ * ولم يَكُ يَصلُحُ إلّـا لها
 
ولو رامَها أحَدٌ غيرُهُ * لَزُلزِلَتِ الأرضُ زِلزالَها
 
ولَو لَم تُطِعْهُ نِيَاتُ القُلوبِ * لَمَا قبِلَ اللَهُ أعمالَها
 * * *
 
 البحتري
 
روى أبو الغوث يحيى بن البحتري أنّ أباه دخل إلى مجلس (فيه راوية من البصرة وشاعر يُدعى أبا هفان المهزمي) وهو ينشد- من المتقارب
 تَلَبَّسْتُ لِلحَربِ أثوابَها * وقُلتُ أنا الرَّجُلُ البُحتُريْ
 فأجاب أبو هفان مُعارِضًا
 فلمّا رأى الخيلَ قد أقبلتْ * إذا هُوَ في سَرجِهِ قد خَـ رِ يْ
 
وللبحتري قصيدة هجاء احتوت على ألفاظ قبيحة، لكنّ مقدمتها غزلية
 
تَظُنُّ شُجونِيَ لَم تَعتَلِجْ * وقد خَلَجَ البَينُ مَن قد خَلَجْ
 
أَشارَت بِعَينَينِ مَكحولَتَيـنِ * مِنَ السِّحرِ إذ وَدَّعَتْ والدَعَجْ
 
عِناقُ وَداعٍ أَجالَ اعتِراضَ دَمعِيَ في دَمعِها فاٌمتَزَجْ
 
عِناقُ- وَداعِنْ- أَجالَعْ- تِرا * ضَدَمْعِ- يَفيدَمْ- عِهافَمْ- تَزَجْ
 فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعَلْ * فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعَلْ
 
فهَل وَصْلُ ساعَتِنا مُنشِئٌ * صُدودَ شُهورٍ خَلَت أو حِجَجْ
 
وما كانَ صَدُّكَ إلّـا الدَلالَ * وإلّـا المَلالَ وإلّـا الغُنُجْ
 * * *
 
المتنبي
 لَئِن كان أحسَن في وَصْفِها * لقد تَرَكَ الحُسْنَ في الوَصفِ لَكْ
 
لِـأنَّكَ بَحرٌ وأنَّ البحارَ * لَتَأنَفُ مِن مَدحِ هَذي البِرَكْ
 
كَأَنَّكَ سَيفُكَ لا ما مَلَكْـتَ يَبقى لَدَيكَ ولا ما مَلَكْ
 
كَأَنْنَ- كَسَيْفُ- كَلاما- مَلَكْ * تَيَبقى- لَدَيْكَ- ولاما- مَلَكْ
 فَعُولُ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعَلْ * فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعَلْ
 
فأكثَرُ مِن جَرْيِها ما وَهَبْتَ * وأكثَرُ مِن مائِها ما سَفَكْ
 
أسَأتَ وأحسَنتَ عَن قُدرَةٍ * ودُرتَ عَلى الناسِ دَورَ الفَلَكْ
 – – –
 
المتنبي
 وجارِيَةٍ شَعْرُها شَطْرُها * مُحَكَّمَة نافِذ أمْرُها
 
تَدُورُ وفي كَفِّها طاقةٌ * تَضَمَّنها مُكرَهًا شِبْرُها
 
فإن أسكَرَتْنا ففي جَهْـلِها * بما فَعَلَتهُ بنا عُذرُها
 * * *
 
جميل صدقي الزهاوي
 
من قصائده التي قرأتُ في أحد مناهج الدراسة العراقيّة القديمة
 
لماذا تحَرَّكتِ الأنجُمُ * كأنَّك مِثليَ لا تَعلَمُ
 
وما هُوَ كُنْهُ الأثير الَّذي * فَسِيحُ الفَضاء به مُفعَمُ
 
وبين الجواهِر جَذبٌ فما * دَواعيهِ إنّيَ مُستعلِمُ
 
هَلِ الدَفع  أقدَرُ في ذاته * من الجذب أم هَل هُما توأمُ؟
 – – –
 ويأبى لسان الطَّبيعة أنْ * يَبوحَ بما نحن نَستَعلِمُ
 
فإنْ جئتُ أسألُ ما عِندَها * تقُلْ كلماتٍ لها تُعْجمُ
 
كعَذراء تحمِلُ في قلبها * غَرامًا ولكنَّها تَكتُمُ
 * * *
 
أحمد شوقي
 
أَمينَةُ يا بِنتِيَ الغالِيَهْ * أُهَنّيكِ بالسَّنَةِ الثانِيَهْ
 
وأسألُ أنْ تَسْلَمي لي السِّنينَ * وأن تُرزَقي العَقلَ والعافِيَهْ
 
أتَدرينَ ما مَرَّ مِن حادِثٍ * وما كان في السَّنَةِ الماضِيَهْ
 
وكَمْ بُلتِ في حُلَلٍ مِن حَريرٍ * وكَم قد كَسَرتِ مِن الآنِيَهْ
 
وكمْ سَهَرَتْ في رِضاكِ الجُفونُ * وأنتِ عَلى غَضَبٍ غافِيَهْ
 
وكم قد خَلَتْ مِن أبيكِ الجُيوبُ * وليسَتْ جُيوبُكِ بالخالِيَهْ
 – – –
 
أحمد شوقي
 جَعَلتُ حُلاها وتِمثالَها * عُيونَ القوافي وأمثالَها
 
وإنّي لَغِرّيدُ هَذي البِطاحِ * تَغَذّى جَناها وسَلسالَها
 
أدارَ النسيبَ إلى حُبِّها * ووَلّى المَدائِحَ إجلالَها
 * * *
 
معروف الرصافي
 اخترت التالي من قصيدتين للرصافي شبيهتين بالموشَّحات
 
الرصافي 1
 فتنتِ الملائكَ قبل البَشَرْ * وهامت بكِ الشمس قبل القمَرْ
 وسُرَّ بك السمع قبل البَصَرْ * وغنىّ  بك  الشعر قبل الوَتَرْ
 فأنتِ بحُسْنِكِ بنتُ العِبَرْ
 
ترفّ لمَرآكِ روحُ الغرامْ * ويهوى طلوعَكِ بدرُ التمامْ
 ليطلعَ مثلكِ بالإحتشامْ * ويَرْقبَ خطرة هذا القوامْ
 لكيما يهبّ نسيمُ السَّحَرْ
 – – –
 
الرصافي 2
 أدِرْنَةُ مَهْلًـا فإنَّ الظُّبى * سترعى لك العهد والموثقا
 وداعًا لِمَغناكِ زاهي الرُّبا * وداعًا ولكنْ إلى المُلتقى
 
رُوَيدًا أدرنة لا تجزعي * وإنْ قد أمَضَّك هذا الأذى
 إذا أنتِ بالسَّيف لم تُرجَعي * فلا حَبَّذا العيشُ لا حَبَّذا
 
أدرنة: محافظة تركيّة قريبة من الحدود مع بلغاريا واليونان؛ يمر بها نهر ماريتزا. هي أدريانوپل التي أسَّسها الملك الروماني أدريان في القرن الثاني الميلادي، ثمّ أصبحت يونانية خلال عهد الإمبراطورية البيزنطيّة. لكن العثمانيِّين احتلُّوها سنة 1362 م فباتت عاصمة لهم حتى سنة 1453 م- بتصرّف عن ويكيپـيديا
 
* * *
 
أخي جعفرًا- محمد مهدي الجواهري
 
من جواهر الجواهري الشهيرة والمطوَّلة؛ قالها في أخيه جعفر بعدما سقط قتيلًـا سنة 1948 خلال تظاهرة نظّمها الحزب الشيوعي العراقي (على الأرجح) احتجاجًا على توقيع معاهدة بورت سموث بين المملكة العراقية وحكومة بريطانيا
 
أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ * بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
 
فمٌ ليس كالمُدَّعي قولةً * وليس كآخَرَ يَسترحِمُ
 
يصِيحُ على المُدْقِعين الجياعِ * أريقوا دماءَكُمُ تُطْعَمُوا
 – – –
 أخي جعفرًا إنّ رجْعَ السنين بَعْدَك عندي صَدىً مُبْهَمُ
 * * *
 
أبو القاسم الشابي؛ تونس 1909 – 1934 م
 
من قصيدة غنيّة عن التعريف للشاعر أبي القاسم الشابي الملقَّب بشاعر الخضراء
 
إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ * فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القدَرْ
 
ولا بُدَّ لِلَّيلِ أنْ ينجلي * ولا بُدَّ للقيدِ أن ينكسِرْ
 – – –
 إذا ما طَمِحْتُ إلى غاية * لَبِسْتُ المُنى وخَلَعْتُ الحَذَرْ
 
ومَنْ يتهيَّبْ صعود الجبال * يَعِـشْ أبَدَ الدَّهْرِ بين الحُفرْ
 
فعَجَّتْ بقلبي دِماءُ الشَّباب * وضَجَّتْ بصَدرِي رِياحٌ أُخَرْ
 * * *
 
رياض الحبيّب
 
مقتطفات من أولى قصائده الروحيّة المنشورة الكترونيًّا، بلغت خمسة وثمانين بيتًا
 
هَبيني القصيدة يا مريمُ * مضىٰ زمنٌ وأنا أحلُمُ
 
بأنشودةٍ لكِ مِن قلمِي * بعَونِكِ يَنجَحُ ما أنظِمُ
 
وقد قلتِ يَوْمَ حُضور المَلاكِ * نعَمْ، نِعْمَ ذلِكُمُ النَّعَمُ
 
فتحْتِ طريق الخلاص بهِ * وإلّـا لقِيلَ متىٰ يَقدَمُ
 – – –
 سَلامًا من القلب يا مريمُ * عليكِ وقلبيَ يضطرمُ
 
بنار المَحَبّة مِن أصْلِها * فإنَّ المَحَبَّة لا تُكتَمُ
 
وقد فاقتِ الوصفَ بالكلماتِ * وقصَّرَ في حَقِّها المُعْجَمُ
 
بكِ المُعْجِزاتُ اٌبتَدتْ أوَّلًـا * بِقانا الجليل سَرىٰ البَلسَمُ
 
ليَصْحُوَ مَن غَطَّ في سَكْرَةٍ * ويَبْرَأَ مَن شَحْمُهُ وَرَمُ
 
ويُلقِيَ عُكّازَهُ مُقعَدٌ * ويَنطُق بالنِّعمةِ الأبكَمُ
 
ويُبصِرَ أعمىٰ البصيرة في * زمانٍ مضىٰ والفضا مُعْتِمُ
 
أمَا أنتنتْ جُثّة في الثرىٰ؟ * لَعَازَرُ قامَ كما النُّوَّمُ
 
فأيُّ اٌفتخارٍ لمُفتخِرٍ * بغَير الصَّليب ومَا المَغنمُ؟
 
وأيُّ فداءٍ بدون دَمٍ * وأيّ خلاصٍ لمَن يندَمُ؟
 
لقد جادَ ربُّ العبادِ بهِ * بشخصٍ هو الأطهَرُ الأكرمُ
 
لأنَّ الأنامَ بأقداسِهمْ * خُطاةٌ جَميعًا بما قدَّموا
 * * *
 
مِثالًـا على الضرب الثالث فَعُولْ؛ أي
 فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ * فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولْ
 
البحتري
 
ألَمْ تَرَني يَومَ فارَقتُهُ * أُوَدِّعُهُ والهَوى يَستَزيدْ
 
أُوَلّي إِذا أَنا وَدَّعتَهُ * فيَغْـلِبُني الشَوقُ حَتّى أعُودْ
 
أَفي كُلِّ يَومٍ لَنا رِحْلَةٌ * فَيَنأى قريبٌ ويَدنو بَعيدْ
 
فإِنْ يُبْلِني الشَوقُ مِن بَعْدِهِ * فإِنَّ اشتِياقي إلَيهِ جَديدْ
 
فئِنْيُبْ- لِنِشْشَوْ- قُمِنْبَعْ- دِهِيْ * فَئِنْنَشْ- تِياقي- إلَيهِ- جَديدْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعِلْ * فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولْ
 * * *
 
مِثالًـا على الضرب الرابع فَعْ أو لُنْ؛ أي
 فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ * فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ لُنْ
 
الخليل بن أحمد الفراهيدي
 
أكَفّاكَ لَم تُخلَقا لِلنَدى * ولَم يَكُ بُخلُهُما بِدعَهْ
 
فكَفٌّ عَنِ الخَيرِ مَقبوضَةٌ * كَما نُقِصَتْ مِئَةٌ سَبعَهْ
 
فكَفْفُنْ- عَنِلخَيْ- رِمَقبُوْ- ضَتُنْ * كَمانُ- قِصَتْمِ- أَتُنْسَبْ- عَهْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعَلْ * فَعُولُ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- لُنْ
 
وكَفٌّ ثَلاثَةُ آلافِها * وَتِسعُ مِئيها لَها شِرْعَهْ
 * * *
 
أبو نؤاس- من قصيدة هجائيّة
 
ودارٍ تؤدَّبُ فيها البُزاةُ * ويُمتَحَن الفهْدُ والفهْدَهْ
 
ودارِنْ- تُؤدْدَ- بُفيهَلْ- بُزاةُ * وَيُمتَ- حَنُلْفهْ- دُوَلْفهْ- دَهْ
 فَعُولُنْ- فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعولُ * فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- لُنْ
 
وَصَلْتُ عُراها إلى بلدةٍ – بها نحَرَ الذابحُ البَلْدَهْ
 
إذا اٌغتامَها قرِمُ المُعتفِينَ * طُروقًا غدا هَرِمَ المِعْدَهْ
 * * *
 
البحتري
 أبا جَعفَرٍ كُلُّ أُكرومَةٍ * بأخلاقِكَ  البِيضِ مَنسُوجَهْ
 
ونَفسُكَ نَفسٌ إذا ما النُفوسُ * تَوَقَّدنَ لِلشُحِّ مَثلوجَهْ
 
وَنَفْسُ- كَنَفْسُنْ- إِذامَنْ- نُفوسُ * تَوَقْـقَدْ- نَلِشْشُحْ- حِمَثْـلُوْ- جَهْ
 فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُ * فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- لُنْ
 
وأحسَنُ مِن بَهجَةِ الخِلقَتَيــنِ عِندَهُمُ سَقيُ دَستيجَهْ
 
وَءَحْسَ- نُمِنبَهْ- جَتِلخِلْ- قَتَيْ- نِعِندَ- هُمُوسَقْ- يُدَسْتيْ- جَهْ
 فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- فَعَلْ * فَعُولُ- فَعُولُنْ- فَعُولُنْ- لُنْ
 * * *
 
المتقارب والإبداع
 
حان الآن دور الإبداع؛ إذ نقرأ في العقد الفريد المذكور أعلى مجزوءً للمتقارب، أكتبه بطريقتي: (العروض المجزوء المحذوف المعتمد ضربه مثله
 أَأُحْرَمُ مِنْك الرّضا * وتذكر ما قد مَضى
 قَضىَ الله بالحُبّ لي * فصبرًا على ما قضى
 رميتَ فؤادي فمَا * تركتَ بهِ مَنْهضا
 فقَوْسُك شِريانُهُ * ونَبْلك جَمْرُ الغَضا
 تقطيعه: فعولن فعولن فعل * فعولن فعولن فعل) انتهى. في وقت يمكننا اليوم أن نُبدِعَ ونتفنن فنصنع للمتقارب مشطورًا وغيره كما صُنِعَ لبحر الرَّجَز. لكنّي أكتفي بمقولة الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: (الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيرًا، أما الذين يعرفون الكثير فلا يتحدثون إلا قليلا) فمثالًـا على التفعيلة المستحدَثة من قصيدة الشاعر محمود سامي البارودي
 لَوَى جِيدَهُ واٌنصَرَفْ * فمَا ضَرَّهُ لَوْ عَطَفْ
 غَزَالٌ لَهُ نَظْرَةٌ * أعَانَتْ عَليَّ الكَلَفْ
 تَبَسَّمَ عَنْ لُؤلُؤٍ * لَهُ مِنْ عَقِيقٍ صَدَفْ
 وتاهَ فلَمْ يَلْتَفِتْ * وشَأْنُ الجَمَالِ الصَّلَفْ
 – – –
 فلَمَّا رَآى أدمُعِي * توَالتْ وقلبي رَجَفْ
 تَبَسَّمَ لِي ضَاحِكًا * ومانَعَ ثمَّ اٌنعَطَفْ
 فأغرَمْتُهُ قُبلةً * عَفا اللَّهُ عَمَّا سَلَفْ
 
* * *

المُتقارِب وشِعْـر التفعـيلة
 
لقد سبقت الإشارة إلى أنّ المتقارب من البحور الرائج استعمالها في شِعْر التفعيلة (المسمّى بالشِّعْر الحُرّ في ما مضى) إذ احتوى على تفعيلة واحدة بما فيها من جوازات. وقد قررت اليوم أن أشكر الروّاد على بقائهِم-نّ داخل دائرة الشعر المُمَيّز بالإيقاع (الوزن) والقافية وإن نُوِّعَتِ القافية في قصيدة ما أو خلت قصيدة أخرى منها. فما يزال الوزن عامِلًـا يُمَيِّز القصيدة عن غيرها. أمّا الشاعر المتحرِّر من الوزن والقافية السّائر على نهج أسفار الكتاب المقدّس الشعريّة أو نهج الشِّعر المترجَم إلى العربيّة عمومًا فهو شاعر ينظر إلى الشعر بمنظار حديث ويكتبه بطريقته، لا اعتراض على نوع منظاره ولا على طريقته ما لم يقع في مشاكل لغويّة؛ لأنّ الشعر المحتوي على غلط بالإملاء وآخر بالقواعد تصعب قراءتُه أكاديميًّا لتقويم الإحساس الذي فيه والصورة التي يعكسها والهدف الذي ينشده. فقد ذكرتُ في حلقة السَّريع ما معناه أنّ الصِّفر الشِّعْري الذي ينطلق منه الشاعر الجديد، أيًّا كانت لغتُه، عبارة عن وجود إحساس مُرهَف وثقافة عامّة وضبط إملاء اللغة التي يكتب بها والإلتزام بقواعدها. أمّا من شعر التفعيلة الذي على المتقارب فالتالي

أسطورة الوفاء- فدوى طوقان
 
وتسألُ: أين الوفاء؟
 أما مِن وفاء؟
 وأضحَكُ في وجهِك المتجهِّم
 اسأل مثلك: أين الوفاء؟
 وماذا عن الأوفياء
 – – –
 نريد من الآخرين البقاء
 على عاطفة
 ذوت وتلاشت
 بأعماقنا واٌستحالت
 إلى صورة زائفة
 أنانية يا رفيقي تُعشِّش فينا
 تُسيِّر رغباتنا في الخفاء
 و تحجبها بنقاب كثيف
 نُسمِّيهِ نحن
 وفاء… إلخ
 * * *
 
شجرة القمر- نازك الملائكة
 
على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ
 وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجَوٌّ مُعَنبَرْ
 
وترسو الفراشاتُ عند ذرَاها لتقضي المَسَاءْ
 وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ
 
هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيد الخيالْ
 إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولون الجبالْ
 
ويشربُ عطر الصنوبر والياسمين الخَضِلْ
 ويملأ أفكارَهُ من شَذى الزنبق المنفعِلْ… إلخ
 * * *
 
وداع- بدر شاكر السياب
 
أريقي على ساعِدَيَّ الدموعَ * و شُدِّي على صدرِيَ المُتعَبِ
 فهَيهاتَ ألّـا أجُوبَ الظلامَ * بعيدًا إلى ذلك الغيهَبِ
 فلا تهمسي: غاب نجم السماءِ * ففي الليل أكثرُ من كوكبِ
 – – –
 إذا ما قرأتُ اللقاء الاخير * تمنيتُ في غفلةٍ هاربة
  لو اٌسترجَعَتْ قبضتاك السِّنين * لو استرجعت ليلة ذاهبة
 ولكنَّ شيئًا حواه الجدار * تحدّى أمانيَّكِ الكاذبة
 – – –
 تلفَّتُّ عن غير قصد هناكَ * فأبصرتُ.. بالإنتحار الخيالْ
 حُروفًا من النار.. ماذا تقولُ؟ * لقد مَرّ رَكْبُ السنين الثقالْ
 وقد باح تقويمُهُنَّ الحزينُ * بأنّ اللقاء المُرَجّى.. مُحالْ
 * * *
 
اللقالق- عبد الوهاب البياتي؛ بغداد 1926 – 1999 م
 
تحطّ الرِّحَالَ بأعلى الكنائسِ
 أعلى المساجدِ
 فوق القباب
 تُجَمِّعُ عيدان أعشاشها
 مِن هنا أو هناك
 تَبيضُ، تُفرِّخُ، تُفْـرِدُ في الريح أجنحةً
 لتزقّ الفراخ
 فإنْ ضوَّأَتْ نجمة القطب فوق المدينةِ
 ذارفة نورها في العراء
 نما ريشها
 واستطالت قوادمُها في الهواء
 تطير اللقالق عائدةً
 لبلاد الضباب
 مُخَلِّفةً صرخة في أعالي السماء
 * * *

أخيرًا؛ توجد على الإنترنت مقاطع يوتيوب بأصوات شعراء، أدعو إلى تصفحِّها لتعلّم طريقة قراءة الشعر، ما يُسهّل على الشاعر-ة الجديد-ة فنّ التقطيع الشعري وتاليًا استيعابه. وفي ذهني الآن موقعان الكترونيّان “واحة المعلقات” و”واحة المتنبي” يمكن من خلالهما سماع قصائد كثيرة، للتمرّن في البداية على القصائد المنظومة على البحور السهلة. فمن لا يعرف كيفية قراءة القصيدة يصعب عليه تقطيع بيت من أبياتها

¤ ¤ ¤ ¤ ¤

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

كريوستي CURIOSITY , وأشياء اُخرى !

رعد الحافظ

كطاووسٍ غارقٌ في دنياه !

لا تستغربوا الكراهيّة والقتل والغدر الذي تشهدهُ بلادنا البائسة .
كذاك الذي جرى في سيناء عندما قتلوا 16 جندي ساعة الأفطار .
أو عندما أعدموا رمياً بالرصاص ( عائلة برّي ) في سوريا دون مُحاكمة , ولا حتى صوريّة .
لو شئتم المتابعة لسمعتم كلّ يوم عن فضائع مُماثلة , فما خفي في السعودية والبحرين والعراق واليمن وباقي دولنا .. كان أعظم .
الأصح أن نستغرب ترك أصحاب تلك الفتاوى أحرار طلقاء ينخرون مجتمعاتنا كما يحلو لهم دون صدور ولو قانون واحد يمنعهم ويجرّمهم .
في هذا المجال أنقل لكم تعليق قديم ل عبد الحليم قنديل / يقول فيه :
{ وقد اُتيحَ لي أن أستمع وأشاهد فتوى غاية في الشذوذ للشيخ أبو اسحاق الحويني . وهو إسم إتخذه شيخ سلفي مصري لنفسه، وليس إسمه الحقيقي، وهو حرّ طبعا في أن يُغيّر إسمه كما يشاء .
والرجل له أتباع كثيرون، ويسمونه (( المُحدّث الأكبر )) , ويصف الحويني شيخ الأزهر, بأنه رجل جاهل !
ما علينا، المهم ما يقوله هذا الحويني . تحدّث مرّة عن فريضة الجهاد في الإسلام، وبعبث ظاهر وسوقية مفرطة، حدث مستمعيه المأخوذين عن الفقر والجهاد، وقال لهم أن فقركم سببه تناسى فريضة الجهاد !
كيف يامولانا ؟
قال إنّ الغزوات تجلب السبايا , و بيع السبايا يحلّ المشكلة الاقتصادية وعلى حد قوله :
{ الواحد يرجع من الغزوة، ومعاه شحط وأربع نسوان وجيبه مليان }
إلى هذا الحد بلغَ سفه القول بإسم الدين، وتحقير فريضة الجهاد في سبيل الله، وكأنّ الجهاد في الإسلام يشبه ـ والعياذ بالله ـ تكوين عصابة لسرقة الأموال والنساء .
ويضيف قنديل ما يلي :
ولو أراد أشد أعداء الإسلام أن يطعنه، فلن يبلغ في عداوتهِ مثل هذا الذي قاله هذا الحويني . ولم يعتذر عنه، أو يستغفر ربه، وإستمر في الإنتفاخ كطاووسٍ غارق في ملذات الدنيا وأموالها ونسائها، ومتقاعس قاعد عن قول كلمة حق واحدة في وجه سلطانٍ جائر } إنتهى
************
أولمبياد وأحلام وحسرات !

في اليوم السابع من أولمبياد لندن , المُصادف الجمعة 3 / 8 / 2012
وبالذات في مسابقة الدراجات الفرقية / الرجال ( عدد 4 )
فاز بالميدالية الذهبيّة / الفريق البريطاني , ثم تلاه بالفضّية / الفريق الاسترالي , ثمّ تلاهم بالبرونزية / الفريق النيوزلندي .
إرتفعت الأعلام الثلاث بطريقة جميلة تخلب الألباب يتوسطها العلم البريطاني , وهو نفس العلم المتواجد في زاويتي العلمَين الآخرين .
تسائلتُ مع نفسي / ماذا كان حالنا اليوم , لو كان العراق في إتحاد الكومنويلث مثلاً ( كما أرادت له بريطانيا ) , هل كنّا لنشبه ماليزيا أقلّهُ ؟
أو في حلف بغداد أو الناتو / هل نشبه تركيا ساعتها ؟
ثم سحبتُ نفساً عميقاً من سيكارتي ودوّنتُ ملاحظتي هذهِ , كي لا أنساها
( وليستمر القلب في القفز كمثلِ ضفدعٍ في العشب ) , كلّما لمحتُ ما يشبه علم العراق !
يعني حتى قطر والكويت والسعودية حصلوا على برونزية , من دون العراق / فمتى تنتهي خيباتنا ؟
***********
وبمناسبة الأولمبياد والمستوى العربي
ف تونس في ظنّي هي الأفضل عربياً , نظراً لصغر حجمها مقارنةً مع الفعاليات التي تُشارك فيها .
وهي فازت بكرة اليد على فرق كبيرة مثل كرواتيا . فيما فريقاها بالسلّة والطائرة قارعوا الكبار وأطاحوا ببعضهم .
شوفوا شويّة العلمانية ( زمن الحبيب بورقيبة ) بتعمل إيه ؟
أملي بتونس أن تقود الثورة الثانية على البغاة المشايخ هذه المرّة , لتبقى رائدة في هذا الربيع العربي الطويل !
*************
شفافيتهم وفسادنا
http://sverigesradio.se/sida/artikel.aspx?programid=2494&artikel=5221872
خبر اليوم الذي نسختهُ من الإذاعة السويدية باللغة العربية الى موقعي في الفيسبوك هو التالي :
جهاتٌ شعبية ونقابية تنتقد الحكومة السويدية , لماذا ؟
لأنّهم إستوردوا سيارات إسعاف (في مقاطعة واحدة هي فيسترا يوتلاند ) من شركة بولندية تُصدّر عربات عسكريّة الى السعودية .
يا للهول !
يقول مُمّرض الإسعاف السويدي ( في ألينغسوس) وإسمهُ / پير آنديش أوستروم , تعليقاً على الخبر
إنّ الديمقراطيّة تُباع مقابل الحصول على عقود رخيصة .
ويضيف هذا البطران ما يلي :
أنّه لأمر مخيّب أن تقوم جهات رسمية بالتبضع من شركة تقوم في نفس الوقت بالتصدير الى دكتاتوريات تقمع شعوبها.
بينما ( لينا هولت ) مُمثلة حزبنا الإشتراكي الديمقراطي في مجلس المقاطعة ومسؤولة المشتريات فيه قالت عن الصفقة ما يلي :
إنّ هذا غير مقبول أخلاقياً , لدينا في الحقيقة قواعد مشتريات و شروط أجتماعية وبيئية يتعين الألتزام بها عند أبرام عقود الشراء .
إنّها جوانب يتوّجب علينا الآن النظر ,فيما أذا كان قد تم الإلتزام بها .
هل سيكون فضول منّي لو بعثتُ لها برسالة تحكي عن قصّة الكهرباء الحزينة في العراق التي دخلت عقدها الثالث ( منذ 1991 ) دون حلّ ؟
لا بل أنّ دول كبيرة في المنطقة كمصر أصابتها عدوى الكهرباء العراقية .
*************
الصورة فجرُ الكلام
( تعبير للشاعر السويدي ترانس ترومر / الفائز بنوبل للآداب )
إنظروا الى صورهم التي بثّوها لنا من الكوكب الأحمر / المريخ .
Curiosity lands on Mars
مسبار كريوستي روفر ( الفضول ) يحّط على كوكب المريخ , في السادس من أغسطس 2012
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2012/08/120730_mars_rover.shtml

هذا أمرٌ مُذهل / قال ألن تشين , نائب قائد فريق الهبوط ,وأضاف : لا أستطيع تصديق ما أرى .
وهو مُحّق في فرحته فمعظم المركبات السابقة كانت تحترق عند محاولة إختراقها جو المريخ .
والتقنية التي إعتمدوها هذه المرّة تقوم على سلسلة من المناورات التلقائية بإبطاء سرعة المسبار من 20 ألف كم / ساعة ( عند إحتكاكهِ الأوّل بجو المريخ ) الى أقلّ من متر بالثانية لحظة الإرتطام بالسطح .
والفضول ليس مقتصراً على إسم المركبة ذات الكلفة 2,5 مليار دولار . ولا على سرعتها والمسافة التي قطعتها وهي أكثر من نصف مليار كيلو متر
لكن الفضول موجود في عملها أيضاً , حسب العالم المصري / فاروق الباز .
حيث ستقوم بحفر الصخور والتربة وأخذ عيّنات وتحليلها بالليزر أو ال X-ray لمعرفة خصائصها الكيمياوية والفيزياوية وإرسال صور ومعلومات بالغة الدّقة الى مركز المراقبة على الأرض في وكالة ناسا
وفي الواقع هم يبحثون عن إمكانية وجود عناصر الحياة البايولوجية مثل الهيدروجين . إنّهم يريدون معرفة فيما إذا كان الكوكب الأحمر , قد إستضاف الحياة في فترة سابقة . وهل مصير الأرض سيكون مثل مصيره لو حصل إصطدام بنيازك كبيرة مثل التي أصابته ؟
إنّه ليس فضولاً بالمعنى الحرفي . وبالتأكيد ليس ثمّة ترفاً معرفياً تقوم بهِ الرأسماليّة العميلة الخائنة للبشريّة .
إنّهُ بحث عن مستقبل الأرض والكون والمزيد من المصادر الإقتصاديّة .
بالمناسبة هم أطلقوا قبل فترة جهاز لتنظيف الفضاء من بقايا الاقمار الصناعية المحترقة , فهم لا ينسون حتى مخلفاتهم .
سيقول المؤدلجون / هؤلاء الجشعين , يبحثون عن مصالحهم فقط .
ويقول آخرون / وإيه يعني ؟ الإتحاد السوفيتي ( المرحوم ) كان أشطر وأسبق منهم .
ويقول المشايخ / الفضلُ لنا فقد ترجمنا لهم آية تقول :
{ يا معشر الجنّ والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا الى أقطار السماوات والأرض , فإنفذوا .. لا تنفذون إلاّ بسلطان } .
وأنا أجيبها لهم من الآخر , وبجواب مختصر قدر الإمكان .
أعزائي المستمعين / السلطان موجود هناك . جالس على سطح المريّخ .
طن من العقل والتقنيّة الغربيّة المتطورة موجودة الآن هناك , وتبعث الى الأرض بما يستجد من صور ومعلومات
أفلا تتفكرون ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
7 / 8 / 2012

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

ثورة أهل الجحيم- ج 6

جميل صدقي الزهاوي؛ نُظِمت في تشرين الأول- أكتوبر 1929

مراجعة: رياض الحبيّب؛ تموز- يوليو 2012
https://mufakerhur.org/?author=6

خاص: المُفكِّر الحُرّ

– – –

ثامنًا: شوط العقاب والإذلال والعذاب

قال ما أنتَ أيّها الرِّجْسُ إلّـا * ملحِدٌ قد ضلَّ السبيل كَفورُ

ما جزاء الذين قد كفروا إلّـا * عذابٌ بَرْحٌ وإلّـا سَعيرُ

ثمَّ تَـلّـاني للجبين وقالـا * لِيَ ذُقْ أنت الفيلسوفُ الكبيرُ

قلتُ صَفْحًا فكلُّ فلسفتي قد * كان مما يُمليهِ عقلي الصَّغيرُ

ثم قولي من بَعْدِها: أنت ربّي * هُو منّي حَماقةٌ وقصورُ

لم تكن أقوالي الجريئة إلّـا * نفَثاتٍ يرمي بها المَصدورُ

قد أسأتُ التعبير فالله ربّي * ما لهُ في كل الوجود نظيرُ

فأجاباني قائلَينِ بصوتٍ * لا يسُرّ الأسماعَ منه الهديرُ

قُضِيَ الأمرُ فاٌستعِدَّ لضَربٍ * منه تدمى بعد البطون الظهورُ

لا يفيد الإيمان من بعد كفر * وكذا جدّ الطائشين عثورُ

وأمَضّاني بالمَقامع ضربًا * كدتُ منه في أرض قبري أغورُ

لم يكن فيهما يثير حنانًا * جَسَدٌ لي دامٍ ودمعٌ غزيرُ

ولقد صِحتُ للمضاضة أبغي * لِيْ مُجيرًا وأين منّي المُجيرُ

ثم صَبّا بقسوة فوق رأسي * قَطِرانًا لسوء حَظّي يفورُ

فشوى رأسيْ ثم وجهيَ حتى * بان مِثلَ المجدور فيه بُثورُ

ثم أحسَسْتُ أنّ رأسيَ يغلي * مثلما تغلي بالوقود القدورُ

وقد اٌشتـدَّتِ الحرارة في قبريَ حتى كأنهُ تَـنّورُ

وأطالا فيَّ العذابَ إلى أنْ * غاب وعيي وزال عني الشّعورُ

ثم لمّا انتبهْتُ ألفيتُ أني * مُوثَقٌ من يدي وحَبْلي مَريرُ
– – –

تَـلّـاني: تبعاني¤ نفثات؛ جمع نفثة، النُّفَاثة: ما يُرمى به من الفم كالبصقة وسمّ الحيّة، ما ينفثه المصدور أي المصاب بداء في الصدر كالسّل. نفث القلمُ: كتبَ. نفثات الشاعر: شِعْرُه¤ أمَضَّني الجُرحُ إمْضاضًا: آلمَني وأوجَعَني وأحرقني. مقامع؛ جمع مِقمَعَة: خشبة أو حديدة يُضرَب بها الإنسان ليُذَلّ¤ المجدور: المصاب بمرض الجُدَري¤ التَنّورُ: مَخبَز بدائي¤ حبل مرير: شديد الفتل على أكثر من طاق

* * *

تاسعًا: جولة في الجنّة

ثم طارا بي في الفضاء إلى الجَنّة حتى يَغرى بلَومي الضميرُ

وأسَرَّا في أذْن رِضوانَ شيئًا * فأباح الجوازَ وهو عسيرُ

لمَسَتْ إذ دخلتُها الوجهَ منّي * نفحةٌ فاح عطرُها والعبيرُ

أخَذَتنْي منها المشاهدُ حتّى * خِلتُ أنّي سكرانُ أو مسحورُ

جَنّةٌ عرضُها السّماوات والأرض بها مِن شتّى النعيم الكثيرُ

فطعامٌ للآكِلين لذيذٌ * وشرابٌ للشاربين طَهورُ

سَمَكٌ مقليٌّ وطير شَوِيٌ * ولذيذ من الشواء الطيورُ

وبها بعد ذلكمْ ثمَراتٌ * وكؤوسٌ مليئةٌ وخُمورُ

وبها دوحة يقال لها الطوبى لها ظلٌ حيث سِرتَ يسيرُ

تتدلّى غصونها فوق أرض * عرضُها من كل النواحي شُهورُ

وجَرَتْ تحتها من العسل المُشتار أنهارٌ ما عليها خفيرُ

ومن الخمرة العتيقة أخرى * طعْمُها الزنجبيلُ والكافورُ

ومن الألبان اللذيذة ما يشربُهُ خَلْقٌ وهْوَ بَعْدُ غزيرُ

ثمّ للسلسبيل يطفح والتسنيمُ ماءٌ يجري به التفجيرُ

وجميع الحصباء دُرٌ وياقوتٌ وماسٌ شعاعُهُ مستطيرُ

كل ما يرغبون لهْو حلال * كل ما يشتهونهُ ميسورُ

وعلى أرضها زَرابيُّ قد بثّتْ حِسانًا كأنّهُنّ زُهورُ

وعليها أسِرَّةٌ وفِراشٌ * مثلما يهوى المؤمنون وثيرُ

وعلى تلكمُ الأسِرَّة حُورٌ * في حُلِيٍّ لها ونِعْمَ الحورُ

لسْنَ يَخْشَين في المَجانة عارًا * وإنِ اٌهتزَّ تحتهُنَّ السَّريرُ
 
كلّ مَن صلَّى قائمًا وتزكَّى * فمِن الحُور حَظّهُ موفورُ

ولقد يُعطى المرءُ سبعين حَوراءَ عليهِنَّ سُندُسٌ وحَريرُ

يتهادَين كالجُمان حِسانًا * فوق صَرْحٍ كأنه البَلُّورُ

حبَّذا أجيادٌ تَلِعْـنَ وأنظارٌ بها كل مُبْصِرٍ مسحورُ

وخُصُورٌ بها ضُمورٌ وأعجازٌ ثِقالٌ تعيا بهِنَّ الخُصورُ

وكأن الوُلْدان حين يَطُوفون على القوم لؤلؤٌ منثورُ

إئتِ ما شِئتَهُ ولا تخْشَ بأسًا * لا حَرامٌ فيها ولا محظورُ

إنَّ فيها من الحدائق غابًا * تتغنّى من فوقهِنَّ الطيورُ

إنَّ فيها جميعَ ما تشتهيهِ النفسُ والعينُ واللهى والحُجورُ

فإذا ما اٌشتهيتَ طيرًا هوى مِن * غُصْنِهِ مَشْويًّا وجاء يَزورُ

طِينُها مِن فالوذجٍ لا يَمَلُّ المرءُ منهُ فهْوَ اللذيذ الغزيرُ

وإذا رُمتَ أن يحالَ لك التينُ دَجاجًا أتاك وهْوَ يطيرُ

أو إذا شئتَ أن تصير لك الحصباءُ دُرًّا فإنها لَتَصِيرُ

إنَّ فيها مشيئة المرء تأتي * عَجَبًا عنه يعجزُ الإكسيرُ

ليس فيها موتٌ ولا موبقاتٌ * ليس فيها شمسٌ ولا زمهريرُ

لا شِتاءٌ ولا خريفٌ وصيفٌ * أترى أنّ الأرض ليست تدورُ؟

جنّةٌ فوق جنّةٍ فوق أخرى * دَرَجاتٌ في كلِّهِنَّ حُبُورُ

وحِياضٌ قد أترعَتْ ورياضٌ * قد سقى الطلُّ زهْرَها وقُصُورُ

كلُّ هذا وكلّ ما فوق هذا * منهُ طَرْفُ الأقوام فيها قَريرُ

ولقد حلّوا فوق ذلك فيها * فضة في أساور تستنيرُ

ولهُمْ فيها نعمةٌ بعد أخرى * ولهُمْ فيها لَذّةٌ وسُرورُ

ولقد رُمتُ شَرْبةً مِن نَميرٍ * فتيمَّمْتُهُ ففرَّ النميرُ

وكأنَّ الماء الذي شِئتُ أن أشربَهُ باٌبتعاده مأمورُ

وتذكَّرتُ أنني رَجُلٌ جيءَ بهِ كي يُراعَ منهُ الشعورُ
 
أيّ حق في أنْ أنال شرابي * بعد أن صحّ أنني مثبورُ؟

قلتُ عُودا من حيثما جئتُماني * إنّما هذهِ لهمِّي تُثيرُ

أنا راضٍ من البيوت بقبر * يتساوى عشيُّهُ والبكورُ

أيّها القبرُ اٌرحمْ طوالعَ شيبي * أنا في كَرْبتي إليكَ فقيرُ
– – –

بعض المعاني- بمساعدة القاموسين المذكورين في الأجزاء السابقة وغيرهما

غَرِيَ بلومي الضمير يَغْرى: يلصَق، كأنه أُلصِق بالغِراءِ¤ أَسَرَّ الشيء: كتمه وأَظهره- وهو من الأَضداد¤ ذو رِضْوان: خازِنُ الجَنَّة¤ العسل المُشتار: المستخرج من خلايا النحل¤ الحَصْباءُ هو الحَصى الصغار¤ التَسنِيم: عين في الجنة أو ماء سُمِّي بذلك لأَنه يَجْري فوق الغُرَف والقُصور¤ الزَّرابيُّ: البُسُطُ، كلُّ ما بُسِطَ واتُّكِئَ عليه¤ المَجانة؛ مَجَنَ مُجونًا ومَجانَة: صَلُبَ وغَلُظَ، منه الماجِنُ لمن لا يُبالِي قولًـا وفِعْلًـا كأنه صُلْبُ الوجهِ¤ أجياد؛ جمع جِيد: عنق¤ تَلَع الظبْيُ: أخرج رأسَهُ وسَمَا بجِيدِه¤ اللهى؛ جمع لُهوة: ما يُلقي الطاحن من الحبّ في فم الرّحى بيده، العَطيّة¤ الحُجُور: الأحضان¤ فالوذج؛ الفالوذ من الحَلْوَاءِ: هو الذي يؤكل، يُسوَّى من لُبِّ الحنطة، الفالوذ والفالوذَق مُعَرَّبان عن الفارسيّة ولا يقال الفالوذج¤ الإكسير: ما يُلقى على الفضّة ونحوها فيحوّلها إلى ذهب خالص وذلك من الخرافات¤ الماء النَّمِير: الكثير، الناجع في الرِّيِّ وغيره. قال امرؤ القيس في معلّقته
كبِكْرِ المُقانَـاةِ البَيَـاض بصُفْـرَةٍ * غَذاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غيرُ المُحَلَّلِ
يُراع؛ راع عليه القيءُ يَرِيع: رجع وعاد إلى جَوفه، كلُّ شيء رجَع إِليك فقد راعَ يرِيع. قال طرفة بن العبد في معلقته
تَرِيعُ إلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي * بذي خُصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ
مثبور: ملعون مطرود مُعَذَّب؛ ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَـبْرًا وثَـبْرَة: حَبَسَهُ

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

كاريكاتور إقالة الشعب السوري

هل انشق الشعب السوري ام تمت اقالته

طلال عبدالله الخوري 6\8\2012

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

يا مصر قومي وتوّحدي

رعد الحافظ

لا مجال للمُهادنة , سنلاحقهم أينما تواجدوا .
هذا ما قالهُ الرئيس المصري / د. محمد مُرسي , بعد إستشهاد 16 جندي وضابط مصري في رفح على أيدي عناصر جهاديّة ( ويا لها من جهاديّة ! )
تسللوا خلسةً ونفذوا طعنتهم الغادرة بليل , أو ساعة الإفطار لو شئتم الدّقة .
بركاتك يا رمضان ,هذا لا يحصل في مصر الحبيبة وحدها . بل في سوريا والعراق وأماكن اُخرى .
فهل جزاء الصائمين , إلاّ القتل على أيدي الإرهابيين ؟
{ غداً سيرى هؤلاء, كيف سيكون ردّ الفعل على هذا الإجرام }
إختتم الرئيس تصريحهِ للأمّة المصريّة , أعقاب إجتماعهِ بالقيادة العسكرية والمخابرات .
واُغلق معبر رفح , واُعلنت حالة الطواريء , ونُقِلَت جُثث الضحايا الى مستشفيات / رفح وشيخ زويّد والعريش .
وثمّة مواطنين سارعوا للتبرع بدمائهم للجرحى .
و … حسبي الله ونعم الوكيل / قالت المذيعة المصرية بعد أن أعلنت النبأ .
***********
رُبّ ضارةٍ نافعة
وأيّ ضارة هذهِ المرّة أكثر من قتل الشباب المصري الصائم في ثكنتهِ العسكريّة ؟
القيادات القبلية في سيناء أعربت عن إستعدادها للتعاون الوثيق مع الدولة لمطاردة هؤلاء المجرمين السفلة , وإعادة نشر الأمن والأمان في جميع سيناء .
فهل تكون هذهِ ( النافعة ) كثمن لتلك الجريمة البشعة ؟
لكن / مادور حكومة حماس ورئيسها إسماعيل هنيّة ؟
هل سيردّون بعض الدين المصري القديم الجديد , ويتعاونون مع حكومتها وشعبها ؟
سمعتُ أنّهم سيغلقون الأنفاق التي يتسلل عبرها كلّ شيء , من الطعام والدواء الى الوقود وحتى السيارات
لكن هذا يتطلّب علاج المشكلة الأصليّة , أقصد حالة حصار شعب غزّة
فتح المعابر الرسميّة هو الحلّ وبإشراف حكومات الجهتين . ليكون كلّ شيء بالنور , على رأيّ المصرين
ولتغلق أنفاق الظلام وتختفي الخفافيش الباحثة عن إمارة في سيناء .
*******
إستراحة
لا أدري لماذا كلّما أسمع عن حادث يتعلّق بأنفاق غزّة , أتذكر الرواية الفلسفية لفرانز كافكا / مستوطنة العقاب .
التي تدور في رقعة معزولة قاحلة , وناس يعيشون في مستوطنة كلّها عقاب .
يا تُرى هل عليّ التلويح بنظرية المؤامرة ( التي أمقتها ) والتي أوصلت أحوال غزّة الى ما هي عليه ؟ ومن هو المستفيد على الأرض ؟
ولماذا صارت طريقة الحياة بهذا الشكل , لا غير ؟
***********
كنتُ فرحاً بمتابعة الأولمبياد في يومهِ العاشر و البطلة المصرية برفع الأثقال (( نهلة رمضان )) تخطف 122 كغم وتنتر 155 كغم .
وأنتظر حصولها على إحدى الميداليات , بعد أن خيّب ظنّي فريق كرة القدم بخسارتهِ الثقيلة مع اليابان .
لكن هاتفي رنّ , وصوت مصري حزين يسألني / هل سمعتَ ما جرى في مصر ؟
عزائي الحار لأهالي وأصدقاء الضحايا , وكلّ شعب مصر العزيز
توّحدي يا مصر ضدّ الغادرين , فليس كشعبكِ يُحبّ بلدهِ  , اُمّ الدُنيا  !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
6 / 8 / 2012

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 1 Comment

لمــاذا يرجـم الزنـاة … وليس الحكـام والطغــاة

سرسبيندار السندي  

 لماذا يرجم الزنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة

وكل جرمهم أنهم كانو ذات يوم عــــــــــــــــــراة
ولماذا لا يرجم حكامنا والطغــــــــــــــــــــــــــــاة
أليسو هـم مـن حـولـو شــــــــــــــــــــــعوبنا  إلى
رعاع حفـــاة العقــل والضمــير حـتى إمتهنـــــــو

القتــل والسـلب والنهــب كالوحوش وكالعتــــــــاة
أليــس شــرع أللـــــه من إصطـــــف مــعــهـــــم

 منذ 1400 عام ومع الظلام والعصاة والبغـــــــاة

***
واليوم تراهم يقولون للفيســــبوك والتويـــــــــــتر
إنهـا من صنع الكفــار ومن أصحــاب الرايـــــــات
أليــس بهــا قــد تتحــرر بـنــي يعــــــــــــــــــرب

 ممـن كانــو في غـار حراء سجناء وسجينـــــــات
ومنهـم أصحــاب مســــــــواك وزبيبـــــــــــــــات 
ومن عشاق الغـلـمـــــان والحوريـــــــــــــــــــات 
***
وأنت أيها الشرع ماذا تقــول لو بــك كفــــــــــــر

كــل التــقـــاة والمؤمنون وحتى العــــــــــــاهراة
ألا يكفيــك أيـهـا الشـــرع 1400عـــام من القتل 

والذبح والسلب والنهب وإستباحة الحرمـــــــــات

حتى تحــرم حق التظـاهــر وحق المعدمــــــــــات

 وعجبي كيــف تكـــون شــرعــا من سمــــــــــاء

  تأمــر بـالـصــوم مــرة وبـالصــلاة مــــــــــرات

ومـرات أخـر تـأمــر بطـاعـة الطغــاة وبالغــزوات
***

سرسبيندار السندي  

مواطن عراقي / يعيش على رحيق الحقيقة والحق والحرية

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

رسائل بوتين وجين تاو إلى الأطلسي تكتب بالدم السوري

طلال عبدالله الخوري

لقد كتبنا اكثر من مقال حول بوتين وروسيا الاتحادية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والشيوعية بالعالم, وقلنا بان بوتين يحكم روسيا على طريقة الطغاة العرب , حيث هو الأب القائد الملهم والذي لم تجلب النساء مثيلا له ليحكم روسيا, أي انه وكما يتندر السوريون في مثل هذه المواقف: فإن والدة بوتين قد وضعته ثم كسرت القالب لكي لا تنجب النساء مثيلاُ له!

وقلنا بان السبب الرئيسي الذي يجعل فلاديمير بوتين من أن يؤيد نظام الطاغية بشار الأسد هو ارسال رسالة للعالم الغربي المتحضر مفادها بأن منع المستبدين من قتل شعوبهم, فيما إذا ثاروا من اجل الحرية والكرامة, يعتبر تدخل بالشؤون الداخلية للبلد حتى ولو اضطر المستبد أن يبيد شعبا كاملا, لان بوتين يعرف بانه على طريق الطغاة العرب وبان الشعب الروسي قد بدأ ربيعه وخاصة بأن الوضع الاقتصادي  في روسيا من السيئ إلى الأسوأ, وهذا حتما سيسرع من سقوط نظام بوتين الاستبدادي, وهو يحضر نفسه لخوض حرب مماثلة لحروب الطغاة العرب ضد شعوبهم.

بينما بالجهة المقابلة, يعتبر العالم المتحضر والمواثيق الدولية بان للشعوب حق مقدس ومكفول بالمطالبة بالحرية والكرامة, وان الطاغي الذي يستخدم الأسلحة ضد شعبه هو عبارة عن مجرم يجب إيفاقه ووضع حد له .

تعتبر المواثيق الدولية مجرد وجود معدات حربية بالأماكن العامة هو إرهاب, حتى إذا لم تسل قطرة دم واحدة, لان مكان المعدات الحربية هي في الثكنات العسكرية وليس التنزه بالشوارع العامة, أما عندما تسيل الدماء فليس هناك أي عذر لعدم إسقاط هذا المستبد الإرهابي.

وقلنا بأن التحليلات السياسية والتي تهوّل من مسألة المصالح الروسية في سورية, وان هناك قاعدة عسكرية لروسيا في طرطوس,وان روسيا تريد موطئ قدم لها في شرق المتوسط والشرق الأوسط, فهذا تحليل سطحي لا يعتمد على دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه المصالح المزعومة لروسيا في سوريا, وقلنا بان الأسطول الروسي والقاعدة الروسية بطرطوس هي مجرد خرده صدئة بتكنولوجيا متأخرة لا تصلح حتى للمزابل, وان هذه القاعدة تشكل عبئا اقتصاديا على كاهل الاقتصاد الروسي المتهالك.
والأكثر من هذا فان روسيا تخسر كل يوم حليفاُ من حلفائها التاريخيين والذين ترتبط معهم بتاريخ مشترك وبمعاهدات دفاعية واقتصادية وتحالف, كدول للاتحاد السوفياتي السابق, مثل اوكرانيا وكازاخستان وجورجيا؟ فما حاجتها لسوريا إذا لم تستطع أن تحتفظ بحلفائها المقربين جغرافيا وتاريخيا واقتصاديا وسياسيا وعسكرياً؟

وقلنا بان ما لم يستطع تحقيقه  الاتحاد السوفياتي بجبروته وإمكانياته الضخمة لن يستطع تحقيقه ديكتاتور سخيف مثل بوتين بإمكانيات متواضعة ولا تصل إلى 1% من إمكانيات النظام السلف والذي تمخض عنه هذا النظام المسخ لحكم بوتين.

في الجهة المقابلة, فان النظام الشيوعي الصيني الكاريكاتوري ليس له أي مصالح تذكر مع النظام الاستبدادي في سوريا سوى أن كلا النظامان متشابهان بالاستبداد ويعتبران بان منع المستبد من إبادة شعبه هو تدخل بالشؤون الداخلية للبلد!!

النظام الصيني هو كاريكاتوري من حيث انه نظام شيوعي ولكنه فتح بلده للاقتصاد الحر ؟ ومن المعروف أن  الذي يحدد أي نظام ويعرفه  هو نوع الاقتصاد المعتمد من قبل هذا النظام؟ فالنظام الشيوعي يكون شيوعيا فقط عندما يستخدم الاقتصاد الحكومي الذي يضع الخطط الاقتصادية المبرمجة ويحتكر كل الاقتصاد لتنفيذ برامجه الاقتصادية !! أما عندما يستخدم النظام الشيوعي الكاريكاتوري الصيني الاقتصاد الحر فماذا تبقي من شيوعيته؟؟
بالواقع الذي تبقى من ديكتاتورية البروليتاريا الصينية هو الديكتاتورية  المقيته والتي تعيث فسادا بالبلاد وتستعبد البشر وتستنزف طاقات البلد وتكدسها بحسابات مصرفية خاصة بالبنوك الغربية.

من هنا نرى بأن بوتين الروسي وجين تاو الصيني يستميتان بدعم طاغية سوريا بشار الأسد لكي يرسلوا رسالة للمجتمع الدولي والحلف الأطلسي مفادها بأن منع أي ديكتاتور من استخدام القوة ضد شعبه هو عبارة عن تدخل بالشؤون الداخلية لهذا البلد, وهذا غير مقبول من قبل القوتين النوويتين المرعبتان, الروسية والصينية, العضوتين بمجلس الأمن الدولي واللتين تملكان حق النقض الفيتو! ولكن للأسف تتم كتابة هذه الرسائل بالدم السوري.

ولكن السؤال الحيوي هنا: هل يرضخ المجتمع الدولي لإبتزاز هاتين الدولتين المارقتين واللتان لا تقيمان للإنسان وحقوقه أي وزن؟
التجربة تقول لنا بـأن المجتمع الدولي لن يرضخ لهما وسيساعد الشعب السوري بالإنتصار على طاغيته, هذا ما علمته لنا تجربة كوسوفو, وليبيا وتونس ومصر واليمن.

2012-08-05

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

حوار الدكتورة وفاء سلطان مع موقع صوت العقل

مفكرة سورية حرة لا سلطان لأحد عليها……نود أن نغوص أعمق في حياتها لنتعلم بعض حكمها….
 الدكتورة وفاء سلطان مرحبا بكِ في منظمة صوت العقل ..
……
 
1- الدكتورة وفاء سلطان ، أغلب المثقفين يعتبروكِ ” مُفكّرة و فيلسوفه ” وبعض الإيديولوجيون يعتبروكِ مُعادية للدين و للإسلام خاصة ، كيف تُعرّفين عن نفسك ؟

******
 
كلمة مفكرة ـ بالمعنى المتعارف عليه ـ تعجبني، ولكن حسب مفهومي الشخصي، لا أشعر حيالها بالإرتياح
 
الإنسان حيوان مفكر، كلنا نفكر، صغيرنا وكبيرنا، جاهلنا والمتعلم فينا، الخير منا والشرير، الحليم والأحمق
 
إذن، على الأقل بالنسبة لي، الكلمة لا تميزني، لا تحدد حقيقتي، ولا تقدم للآخر هويتي الفكرية
 
اسامة بن لادن كان مفكرا، هتلر كان مفكرا، وستالين أيضا، لكن يبقى السؤال: ماذا قدم هؤلاء “المفكرون” للبشرية؟
 
لذلك، وطالما تضعني كلمة “مفكرة” في خانة هؤلاء الشريرين، ولا تميزني عن غيري، لا أرتاح لها
 
فيلسوفة؟؟؟
 
،أحبها، وإن كنت لا أتقن الفلسفة بالمعني الإحترافي لها
 
أتمنى أن أصل يوما إلى مرتبة المعلم البوذي المستنير، بمعنى أن أصل إلى مستوى قدرته، عندما أنقل إلى قرائي ما أعرفه وما اؤمن به من أفكار
 
أعتبر نفسي مستنيرة فكريا وروحانيا، وإن كنت لم أصل بعد إلى المستوى الذي أنشده

كل يوم من حياتي ينقلني إلى يوم أكون فيه أكثر استنارة، وأنا سعيدة بانجازاتي
 
……
 
ما يقوله عني هؤلاء المؤدلجون ـ حرام أن تسميهم “ايدلوجيون” ـ لا يهمني، ولا يحرك ساكنا عندي
 
الإيدلوجي إنسان صاحب ايدلوجية واضحة، بما فيهم الإسلامي، ولكن من قصدتهم في سؤالك هم مخلوقات مؤدجلة عاطفيا وبطريقة سلبية، وأهم العواطف السلبية التي تؤدلجهم هي الغيرة والحسد، وليس للخلافات الفكرية دور هنا
 
أنا أختلف مع الإسلامي فكريا، وخلافاتنا واضحة جدا، ولكن هؤلاء المرضى لا يعرفون ماذا يريدون مني تحديدا، إذ ليس لديهم فكر كي يقارنوه بفكري
 
هم ينتقدونني لأنهم يشعرون بأن وجودي يهدد وجودهم الهش، انطلاقا من ضعف ثقتهم بقدراتهم وايمانهم الدفين بقدراتي
 
هم يعجزون على أن يبلوروا خلافهم معي فكريا، لأنهم رفضوني في الأصل بناءا على مشاعرهم السلبية التي لها علاقة بتكوينهم الطفولي تربويا وفكريا وروحانيا واجتماعيا، وليس لها أية علاقة بفكري وانجازاتي
 
الحسد والغيرة شعوران طبيعيان، لكن بعض الظروف والأنماط التربوية تفشل في تعليم الإنسان كيفية السيطرة على هذين الإحساسين السلبين
 
في الحالات العادية تدفع الغيرة الإنسان إلى تحسين وضعه كي يرتقي إلى مستوى وضع الشخص الذي يغار منه
 
أما في حالة هؤلاء المؤدلجين، تدفعهم غيرتهم إلى محاولة شدي إلى الأسفل كي يهبطوا بي إلى مستواهم
 
عد إلى خربشاتهم وأتحداك أن تعرف نقطة الخلاف معي، تجد تلك الخربشات مجرد لغط كلامي، يتناولني شخصيا وبطريقة بذيئة لا تقدم ولا تؤخر
 
استنادا إلى تلك النقطة بالذات، مهما اختلفت مع الإسلامي أحترمه أكثر مما أحترمهم، لأنني أعتبره ـ وببساطة ـ صاحب ايدلوجية، وإلى حد ما يحق له أن يدافع عن ايدلوجيته
 
هؤلاء المؤدلجون ـ بناءا على سؤالك ـ يعتبرونني ضد الدين عموما وضد الإسلام خصوصا، انطلاقا من خبث متعمد، وهذا بالذات ما يميزهم عن الإسلامي.
 
الإسلامي يعرف بأن وفاء سلطان ضد الإسلام دون غيره من الأديان، وهو صادق في معرفته تلك
 
أما هم فكذابون ومحتالون، أنا لست ضد الأديان، أنا ضد الإسلام تحديدا
 
يفترون علي، لأنهم يعرفون بأن سر نجاحي هو تحديد رسالتي ووضوح هدفي
 
عندما يروجون بأن وفاء سلطان ضد الأديان تضيع الطاسة ويضيع معها الهدف، وتقل أهمية الفكرة باعتبارها عامة
 
هذا من جهة ومن جهة أخرى، إنها محاولة فاشلة لتجييش مشاعر أصحاب الديانات الأخرى ضدي
 
أعلنت أكثر من مرة بأنني لست ضد الأديان وإن كنت لا اؤمن بأي دين، فكل الأديان عندي غيبيات لم تضع أجوبة لأسئلتي، ولم تستطع أن ترتقي بي روحانيا
 
لكنني أحترم حق أي انسان في أن يؤمن بدين، طالما يحترم حقي في أن لا اؤمن
 
الإسلام لا يقبل ذلك، وهذا سر موقفي منه
 
الدين بالنسبة لبعض الناس حاجة ملحة لا يستطيعون أن يعيشوا بدونها، وليس من حقي أن أتطفل على حقهم في تحقيق تلك الحاجة، طالمما لا يسيء تحقيقها إلى الآخرين
 
الإسلام يقتصر ـ في معظم تعاليمه ـ على موقف المسلم العدواني من الآخر
 
عندما يجيش الدين مشاعر الكراهية ضد الآخر، هو يسيء إلى أتباعه أكثر بكثير مما يسيء إلى الآخرين
 
ولذلك انعكست تلك التعاليم سلبا على أتباعها أكثر بكثير مما أساءت إلى “الأعداء” المفترضين
 
الحياة برمتها موقف، ووضع الإنسان هو نتيجة حتمية لمجمل مواقفه

يصر المعلم البوذي المستنير إلتشي لي في كتابه
 
Brain Wave Vibration
 
بأنه لا يوجد مشكلة أبدا، بل يوجد أحداث

وردة فعل الإنسان على أي حدث (أي موقفه من الحدث) هي التي تجعل منه مشكلة
 
موقف الإسلام العدواني من المسيحيين واليهودـ ناهيك عن أتباع الديانات الأخرى ـ لا يُخفى على أحد
 
هذا الموقف هو الذي كهرب العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وهو وحده المسؤول عن وضع المسلمين اليوم
 
اليوم، وضعت التكنولوجيا العالم كله في قرية واحدة، وصارت العلاقة المهكربة بين المسلمين والآخرين، أكثر تجسيدا ووضوحا، وبالتالي آكثر تأثيرا وسلبية
 
بالعودة إلى سؤالك، وبناء على ماقلت سابقا، أنا أعتبر نفسي إنسانة عقلأنية ومستنيرة، ولدي القدرة للتعبير عن نفسي وبالتالي نقل أفكاري إلى قرائي.
 
باختصار أعتبر نفسي امرأة مستنيرة، وليمُت المؤدجلون بغيرتهم!
 

**********
 
2- صوت الدكتورة وفاء صوت يُنادي بالحقيقة بدون تجميل أو تخفيف لها و التي تُعتبر حقيقة مُجرّدة و صادمة ، لماذا تلجئين إلى هذا الاسلوب الحاد في جميع مقالاتك ومناظراتك مع الإسلاميين ؟ و هل تعتبرين هذه الطريقة هي الأفضل لإيصال الحقيقة لمن غابت عنه ؟
 
…………
 
لقد حاول الكثيرون عبر التاريخ الإسلامي أن يصلحوا ما أفسد الإسلام، لكن لسبب أو لآخر، اتبعوا اسلوب اللف والمواربة ولذلك فشلوا ولم تنجح أية محاولة
 
ربما دراستي للطب قد ألزمتني باسلوب “أنت مصاب بالسرطان ونحن مضطرون للبتر”، وهو اسلوب تعلمته في أمريكا.
 
ربما شخصيتي التي حملت في مورثاتها الرغبة الحارقة في التمرد على الغش والكذب والنفاق
 
ربما، بل ومما لا شك فيه، التجارب الحياتية التي عشتها وأهمها الهجرة إلى بلد حر لعبت هي الأخرى دورها في موقفي
 
لا تنسى أنني امرأة، والنساء عموما أكثر قدرة على مواجهة الحقيقة بتفاصيلها، وأقل قدرة على المواربة واللف والدوران
 
لا يمكن أن يكون الإنسان نفسه عندما يحاول أن يصل إلى هدفه بطريقة ملتوية
 
وعندما لا يكون نفسه لن يُكتب له النجاح
 
عندما تدرك في غلالة نفسك بأنك تلف وتدور وتلعب بالألفاظ لتصل إلى هدفك بأقل الخسائر، لن تصل إليه أبدا
 
الطريق الذي مشت به وفاء سلطان لم يكن موجودا، أنا التي صنعته، وكل هدف يحتاج إلى طريق خاص به
 
فشل من سبقني لأنهم أختاروا طريقا معوجا وغير واضح
 
على كل حال، قد يخطر ببالك سؤال: وهل وصلت إلى هدفك؟
 
وجوابي عليه: مازلت في الطريق إليه، ولكن معالم الطريق تثبت لي بأنني على الخط الصحيح
 
قد أرحل عن هذا العالم قبل أن أصل إلى هدفي، ولكن هذا الأمر لا يخفيني لأن فكري سيتابع المسير حتى يصله
 
الدلائل تشير إلى أن كل كلمة أكتبها تدفعني خطوة باتجاهه
 
ستلد أفكاري جيلا جديدا نقيا وصالحا، تلك الحقيقة أراها واضحة كالشمس ولا أمتلك ذرة شك حيالها
 
أتواصل يوميا مع قرائي في كل أنحاء العالم، والمتحمسون لأفكاري أكثر مما تتصور
 
لا أحد يستطيع أن يقيم نجاحي سوى قرائي، حتى من يكرهني منهم
 
ردة فعل الجميع لما أكتب تؤكد أهمية ما أكتب، والأيام ستثبت حقيقة تلك الأهمية.
 
**********
 
3- تُتهمين دائما بالتطاول على الذات الالهية وقلتِ في إحدى المقابلات التي اجريتيها بأنك لست ملحدة وقلت أيضاً بأنك لا تؤمني بالغيبيات ، بماذا تؤمن وفاء سلطان؟

……..
 
لم أتطاول إلا على الإله الذي تتطاول علي، لا أكثر ولا أقل، وهذا ابسط حق من حقوقي
 
الإله الذي يأمر بضربي سأضربه ولو بفردة حذائي!
 
أنا لست ملحدة بالمفهوم التقليدي للإلحاد، ولست مؤمنة بالمفهوم التقليدي للإيمان
 
الكون لغز وسر، وعظمته تكمن في لغزيته وفي أسراره
 
حاولت الأديان ـ خصوصا تلك المسماة سماوية ـ أن تحل أسرار الكون، فقدمت لنا إلها معلبا كالسردين، ومحددا كجدول الضرب، ولذلك لم أستطع أن أتقبل أيا من آلهتها، من منطلق إيماني واحترامي للغزية الكون وعظمته التي تكمن في تلك اللغزية
 

اتبع الملحدون نفس اسلوب المتدينين، فحاولوا أن يبرهنوا على إلحادهم بحل لغزية الكون، وبأن لكل ظاهرة كونية سببا
 
عندما فعلوا ذلك جردوا الكون من عظمته، باعتبار عظمته تكمن في لغزيته، وتحولوا مع الوقت إلى شكل من أشكال الدين، بل ـ وربما ـ أكثر الأديان تعصبا
 

وفاء سلطان تؤمن بتلك القوة الكونية العصية على فهمنا وإدراكنا لأبعادها، وتؤمن أيضا بأنها جزء لا يتجزأ من تلك القوة
 
الروحانية حسب مفهومي، هي الرابطة التي تشدني إلى تلك القوة وتساعدني على أن أتوحد فيها.
 
لا أستطيع أن أتواصل مع تلك القوة وأستمد منها قوتي إلا عندما أدوزن نفسي كي أتناغم مع إيقاعاتها.
 
هي قوة خير بالمطلق، ويجب أن تكون توجهاتي خيرة بالمطلق كي أتناغم معها
 
تخيل نفسك تسير مع الريح، ألا تشعر عندها بأن قوة خفية تدفعك إلى الأمام وتساعدك على السير قدما
 
تخيل نفسك تسير عكس الريح، ألا تشعر عندها بأن قوة خفية تدفعك إلى الوراء وتعرقل سيرك
 
هذا هو الإله الذي تؤمن به وفاء سلطان، إنه تلك القوة الكونية الإيجابية التي لا حدود لها، فعندما تتناغم معها تدفعك بطريقة خفية إلى الأمام، وعندما تعاكسها تعرقل سيرك
 
كلنا مؤهلون ـ بشكل أو بآخرـ للتواصل مع تلك القوة، لكن لسنا كلنا بنفس المستوى من الوعي الذي ندرك عنده تلك المؤهلات ونستخدمها.
 
تلك المؤهلات لا تشترط الإيمان أو الإلحاد، بل تشترط أن تكون جزءا من تلك القوة الكونية، وأن تسعى لتبقى جزءا منها.
 
أسعى يوميا إلى تعزيز روحانيتي، وذلك عن طريق رفع مستوى وعي للإحساس بذلك التواصل والتفاعل معه
 
كل عمل أقوم به، بما فيه الكتابة، أدوزنه بناء على إيقاعات تلك القوة
 
أنا إنسانة سعيدة، لأن هناك قوة خفية تشدني إلى الأمام وتسهل سيري، وبالتالي لا يستنزف قواي ذلك المسير
 
أفضل طريقة لتعزيز ذلك التواصل هي العودة إلى رحم الطبيعة، الطبيعة العذراء التي لم تفض بكارتها بعد تكنولوجيا الإنسان وبلدوزراته وسماده وطرق مواصلاته
 
لقد جربت الحياة في منتجع يقع في بقعة عذراء بعيدة من كل ما يمت لمدينة اليوم بصلة
 
قضيت هناك اسبوعا لا أرى فيه إلا الطبيعة المجردة، دون أي تواصل مع العالم الخارجي، لا كومبيوتر ولا تلفون ولا أية وسيلة نقل، كان طعامي من حشائش الأرض وخضراوتها التي يزرعها المشرفون على المنتجع والمطهية على نار الحطب بطريقة بدائية جدا، فشعرت خلال ذلك الإسبوع بحالة من الصفاء العقلي والنفسي والروحاني لا أستطيع أن أصفها
 
طبعا كنا نمارس اليوغا، كتمارين تساعدنا على أن نتخلص من كل مشاعرنا السلبية، ونتحول إلى كائنات نقية نقاء الطبيعة التي تحيط بنا
 
أخطط اليوم للإنتقال بشكل شبه دائم للحياة في منتجع خاص بي، كي أتفرغ للتوحد مع تلك القوة، ومن ثم نقل شحناتها الإيجابية إلى قرائي من خلال كتاباتي
 
هذا التوحد، لو حدث، سينعكس حكما على كتاباتي المستقبلية، وستكون تلك الكتابات أكثر تركيزا على روحانية الإنسان ونقائه، بعد أن ساهمت إلى حد كبير في تحطيم أكبر برج شيطاني في تاريخ العالم
 
في عالمي، هذا الذي أنشده، سأرحب بالمؤمن والملحد، إذ أن رفض الآخر يتعارض مع ذلك التوحد، بشرط أن لا يتعارض الملحد والمؤمن مع توحدي!
 
************
 
4-كانت آخر مشاركة لك في الاتجاه المعاكس في 4-3-2008 وبعدها قاموا بتقديم الإعتذار رسمياً على إنكِ شتمتي الإسلام . من كان وراء عملية التشهير بكِ بقناة الجزيرة ؟
 
………
 
إعتذارهم كان عملية تشهير بإفلاسهم الأخلاقي، ولم يكن عملية تشهير بي!
 
عندما تضع اصبعك على جذر المشكلة، أنت لا تشتم القائمين عليها، بل ترفع مستوى الجميع لإدراك طبيعة الحل!
 
عندما أعلنت ـ ولأول مرة في تاريخ الإعلام العربي ـ من على منبر الجزيرة بأن الإسلام هو المشكلة، لم أشتم أحدا، ولم أستخدم كلمة نابية واحدة، لأنه لا يوجد في قاموسي تلك الكلمات!
 
هم يزعقون من على منابر مساجدهم “لعن الله اليهود بما فعلوا”، ولا يشعرون إطلاقا بانه يشتمون أحدا، هل هناك إسفاف فكري وأخلاقي أكثر من ذلك؟؟
 
هم يعتبرون استنكاري لتلك الشتائم شتيمة، إنها مهزلة!
 
استضافوني ثلاث مرات، في محاولات يائسة لتحطيمي أمام قرائي، فلقد كنت حتى تاريخ تلك المقابلات مجرد كاتبة محجوبة خلف ستار.
 
ظنوا بأن المواجهة على الشاشة أصعب بكثير من الكتابة من خلف ستار، وقد تكون تلك حقيقة، لكنهم فشلوا في تقدير إمكانياتي!
 
عندما ـ وللمرة الثالثة ـ تجسدت تلك الإمكانيات وبوضوح عال المستوى، انسلوا كالأفعى مكتفين باعتذار هش لا يقدم ولا يؤخر.
 
في عالم اليوم لا تستطيع أن تلغي إنسانا، ومتى انفلتت الكلمة من سجنها، لا أحد يستطيع حجزها مرة أخرى!
 
خصوصا عندما تكون تلك الكلمة إفراز لطبيعة العلاقة التي تشد صاحبها إلى كونه بلا حدود!
 
كلمتي هي البرق الذي يشع عندما أتوحد مع كوني، ولا يمكن لأحد أن يحجب ضوء البرق!
 
أنا اليوم أكثر إنتاجا وعطاءا ووضوحا مما كنت قبل ظهوري على الجزيرة.
 
نعم الكون يشتغل بطريقة لغزية من الصعب فهمها، وهو يشتغل لصالحك عندما تكون متناغما معه، حتى ولو تراءى لك بأن كل شيء يمشي ضدك!
 
لا اُخفي عنك بأن اعتذارهم قد أصابني بحالة من الإحباط في وقتها، لكنني الآن أدرك بأن الكون كان بكل ثقله يحارب يومها على جبهتي!
 
أما من كان وراء محاولاتهم اليائسة تلك، فلا شك إنها آلة الدعاية الإسلامية التي يقودها شيوخ الظلام وتوقدها أموال النفط!
 
هؤلاء الشيوخ وتلك الأموال ستنضب ـ عاجلا أم آجلا ـ وسيظل الكون منبعي الذي لا ينضب!
 
**********
 
5-في الفترة الأخيرة ومن خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لوحظ وجود عدد كبير من الملحدين في العالم العربي ولكن للأسف غالبية هؤلاء يدخلون بأسماء وهمية لماذا لا يُجاهر الملحد العربي بحقيقته بين محيطه ؟ وما هي نظرة وفاء سلطان للإلحاد؟
 
……..
 
أعتقد أن الإلحاد في تلك الحالة هو ردة فعل على الإسلام عموما والرديكالية الإسلامية تحديدا، أكثر مما هو فهم لإيدلوجية الإلحاد واقتناعا بها.
 
بالنسبة للجيل الجديد، والذي يحق لنا أن نسميه جيل الانترنت، صار الأمر ـ عندما يتعلق بتطبيق التعاليم الاسلامية ـ غير مقبول.
 
رضخت الأجيال السابقة لقسوة تلك التعاليم لأنها لم تكن تعرف وضعا أفضل.
 
أما اليوم، الشاب المسلم يعرف بالتفصيل كيف يعيش شباب العالم من حوله، ولذلك من المستحيل أن تقنعه بضرورة قبول ما يُملى عليه.
 
عندما يتبنى ذلك الشاب الإلحاد يشعر بأنه انتقم من تعاليمه الاسلامية وتمرد على واقعه، وبالتالي اكتسب هويته الفكرية الخاصة به، إذا أخذنا بعين الإعتبار أن سن الشباب هو سن “البحث عن الهوية الذاتية”، ومن الصعب أن يتقبل هوية تُفرض عليه بالقوة.
 
لذلك، الإلحاد في تلك الحالة ردة فعل أكثر مما هو فعل مدروس وهادف!
 
لا يهم، المهم أنهم يتمردون وبطريقتهم، طالما لا يقف إلحادهم حجرة عثرة في طريق تعاملهم وقبولهم للآخرين.
 
عندما يكون الإلحاد ردة فعل لواقع مفرط في هوسه الديني، للأسف الشديد، يتحول هو نفسه إلى دين مفرط في تعصبه!
 
هذا ما لاحظته، ليس فقط لدى قرائي الملحدين، وإنما لدى بعض الملحدين في أمريكا أيضا.
 
في العشرين من الشهر الخامس الماضي حضرت المؤتمر السنوي للملحدين في أمريكا ـ لا أعرف لماذا اُدعى إليه علما بأنني لم أصرح يوما بأنني ملحدة ـ ولمست كالعادة نوعا من التعصب لدى البعض منهم، ومرد هذا التعصب ـ في أغلب الحالات ـ إلى الوضع العائلي المفرط في هوسه الديني والذي جاء منه الملحد.

أما لماذا لا يجاهر الملحد العربي باسمه وهويته، فالجواب بسيط ويتجسد في كلمة واحدة، ألا وهي “الخوف”
 
سيف الإسلام مازال مسلطا على الرقاب منذ أن شهره محمد، واليد التي تحمله لا تعرف الشفقة ولا تعرف المزح….
 
لا أملك شيئا ضد الإلحاد، و على العكس، أتواصل مع الكثيرين من الملحدين العرب، وأشد على أيديهم وأحترم حقهم في أن يكونوا أنفسهم، طالما لا يفرضون قناعاتهم على الآخرين.
 
مهما كان الملحد متطرفا، أجد نفسي أقرب إليه من أي متدين متطرفا كان أم معتدلا.
 
لا أعتقد بأن الأمر سيطول أكثر مما طال، لكي يجمع هؤلاء الملحدين شملهم ويشكلوا قوة تخفف ـ على ألاقل ـ من حدة الهووس الديني الإسلامي، إن لم تقضِ عليه.

هم يتواصلون بشكل جدي عبر الإنترنت، وأنا على تواصل دائم معهم، وأقرأ تعليقاتهم ويعجبني الكثير من أفكارهم.
 
*********
 
6 – أنتِ من أشد المدافعين عن حقوق المرأة وقد قرأنا في العديد من مقالاتك عن قصص مأساوية لنساء عربيات أين تجدين المرأة العربية الآن ؟ وماذا تحاولي أن تقدمي للمرأة الشرقية بشكل عام ؟
 
……..
 
أجدها في نفس المكان الذي تركها به محمد، مقهورة مظلومة مهمشة وخرساء!
 
أجدها لا تختلف في شيء عن عائشة وزينب وسوده وصفية وماريا القبطية وقرفة وعصماء بنت مروان، أو أية امرأة أخرى في حياة محمد!
 
لا شك أن بعض النساء العربيات قد استطعن أن يخرجن من حيز “ما ملكت” اليمين، ولكن الغيرة مازالت تقف حائلا بين تعاضد الواحدة مع الأخرى، وقد لا ألومهن!
 
عندما أجاز الإسلام النكاح غير المضبوط ( تضبطه فقط رغبة الرجل) دمر سلفا كل علاقة ودية يمكن أن تنشأ بين امرأة مسلمة وأخرى.
 
فالمرأة ـ وفي اللاوعي عندها ـ لا تستطيع أن ترى امرأة أخرى إلا كمنافسة وعدوة، طالما تستطيع أن تشاطرها فراش زوجها!
 
هذا هو السبب في اللاوعي، وفي حيز وعيها تشعر بالغيرة من كل امرأة دون أن تعرف السبب الحقيقي لمشاعرها تلك!
 
أعتقد، أن الغيرة، وعلى مدى أربعة عشر قرنا صارت جزءا من الشيفرا الوراثية للمرأة المسلمة، ليس ذلك عجبا طالما تستطيع التأثيرات البيئية على مر الزمن أن تحفر وتستقر في الشيفرا الوراثية.
 
منذ عدة أعوام حضرت مؤتمرا للعلمانين العرب، ألقت خلاله سيدة “محسوبة” على العلمانين كلمة، وكانت جيدة بمضمونها ولغتها.
 
اقتربت منها أمد يدي وأنا أقدم نفسي، فمدت يدها بقرف، وكأنها على وشك أن تقول: متوضاية، أعتذر!
 
لامست أصابعها أطراف اصابعي، ثم تجاهلتني واستدارت للجهة الأخرى كي تتحدث مع شخص آخر.
 
لو لم أكن وفاء سلطان لنخر الحدث عظمي، ولكن تفهمي لتصرفها أثار شفقتي عليها.
 
لم تترك مناسبة بعدها، إلا ووجهت صاروخا باتجاهي، لتفاجئ بأنني من معدن مضاد للصواريخ!

لم تكن المرأة “العلمانية” الوحيدة التي قذفتني بصواريخها، وحتى تاريخ تلك اللحظة لا أعرف سبب مواقفهن، ربما الأدلجة العاطفية المبنية على الغيرة والحسد.
 
يبدو أننا نحتاج إلى ألف وأربمائة سنة أخرى، كي نصلح ماخربته نظرية النكاح الإسلامية من العلاقة بين المرأة والمرأة.
 
أتوقع الجيل الجديد أفضل بكثير وأكثر انفتاحا، وأتمنى أن تكون أنثى اليوم أكثر وعيا وأكثر دعما لأختها الأنثى، وأقدر على الوقوف معها، فقضية أية امرأة هي قضية كل امرأة!
 
أما بخصوص ماقدمته وفاء سلطان لتلك المرأة فكتاباتي شاهد حي، وما جاء في تلك الكتابات من دعم للمرأة وتشجيع لها لا يمكن أن يلغيه قلب حاسد تنهشه الغيرة.
 
أحب المرأة لأني اُدرك معاناتها، وتعذبني تلك المعاناة…
 
كامراة لم أعانِ شخصيا، ولكن ـ لسوء الحظ أم لحسنه ـ لي قلب كالاسفنج يمتص آلام الجميع، وأجد نفسي معنية بتخفيف تلك الآلام وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمرأة!
 
********
 
7-أنتِ قدوة لكثير من الشابات ما هي نصيحتك للجيل الجديد من النساء من أجل التمكن من الدفاع عن حقوقهن وحريّتهن في هذا المجتمع الذكوري؟
 
……..
 
حتى لو كان المجتمع غارق في ذكورته حتى نخاع عظمه، المرأة وحدها المعنية بتغيير واقعها.
 
لن يتخلى الرجل المسلم عن السلطة المطلقة التي منحه إياه الإسلام برضى وطواعية
 
حتى لو خفف من غلو تلك السلطة، يجب أن تكون المرأة مهيأة لأخذ موقعها والقيام بدورها.
 
أود أن أذكر كل شابة بما قالته رئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير أحد المرات: (استغرب كيف تطالب النساء بالمساواة، طالما لا يستطيع الرجل أن يحبل وينجب فهو المظلوم)
 
نعم، لقد حملتك الطبيعة مسؤولية تخصك أنت، ولا شك أنها زودتك بالمهارات اللازمة لإنجاز تلك المهمة بنجاح.
 
لذلك، إياك أن تقتنعي بخزعبلات البدو من أنك ناقصة عقل، ومن أن الرجل قوام عليك.
 
لم تحمل الطبيعة الرجل أية مسؤولية تخصه دون المرأة، ولذلك لا يمكن أن تحبيه بمهارات تفوق مهاراتك.
 
اقتصر دوره حتى عهد قريب، وفي كل المجتمعات قاطبة، على جني اللقمة، ولذلك منحته تلك المجتمعات اليد العليا.
 
لكن اللقمة مطلب غريزي لكل من الرجل والمرأة، ولذلك يُفترض أن يكون كل منهما مزودا بالمهارات اللازمة لجنيها، وهذا ما أثبتته المرأة اليوم.
 
لم يعد الرجل مسؤولا بشكل مطلق عن عائلته في عالم اليوم، ولكن ظل البدو متمسكين بنظريتهم التي أفرزتها عصابات القرن السابع، لأنهم لم يرتقوا بوعيهم بعد إلى مستوى إدارك تلك الحقيقة.
 
غولدا مائير توصلت إلى تلك القناعة ومارستها، ولذلك أصبحت رئيسة وزراء اسرائيل، وأصبحت اسرائيل بالتالي واحة في قلب الصحراء الإسلامية.
 
أنت أيضا معنية بتبني تلك القناعة، علك تستطعين أن تحولي تلك الصحراء إلى واحة كبيرة!
 
***********
 
8- يظن بعض المفكرين أن المرأة العربية هي عدوة نفسها لا تستطيع أن تعترف بأن لديها حقوق تماما كالرجل كيف تجدين المرأة العربية ؟ هل هي المسؤولة عن ضياع حقوقها أم المجتمع هو المسؤول؟
 
………
 
كأنك هنا تسألينني من أنجب الآخر البيضة أم الفرخة؟
 
عندما يستمر وضع ما على مدى قرون تضيع الأسباب ويختلط عباس بدباس!
 
في هذا السيناريو الضبابي الكل مسؤول، الرجل والمجتمع والمرأة نفسها!
 
قد لا تكون المرأة مسؤولة كليا عن وضعها، لكنها بالتأكيد مسؤولة ـ دون سواها ـ عن تغيير ذلك الوضع!
 
كل مشكلة اجتماعية مستعصية على الحل، لا بد، وأن يكون لها جذور فكرية وتربوية ونفسية متغلغة في عمق اللاوعي عند إنسان المجتمع الذي يعاني من تلك المشكلة.
 
وهنا تبرز التعاليم الإسلامية كجذر ضارب ومتشبث في أعماق ذلك اللاوعي.
 
عملية نبش ذلك الجذر ـ العقيم غير المثمر ـ وقلعه واستبداله مسؤولية ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، وتقع في معظمها على عاتق المرأة.
 
باختصار، المرأة العربية ليست هي المسؤولة بالمطلق عن وضعها اليوم، ولكنها مسؤولة بالمطلق عن تغيير ذلك الوضع!
 
ويجب أن تكون مسلحة بالمهارات اللازمة للقيام بتلك المهمة المقدسة، وأهم تلك المهارات العلم والمعرفة والثقة بالنفس!
 
*********
 
9-من الذي يقف عائقاً امام تحقيق العلمانية في الشرق الأوسط؟ الحكام أم الشعب أم طرف آخر ” الغرب ” كما يقولون ؟
 
………..
 
الكل مسؤول!
 
الشعب مغيب عن الوعي، ومن صالح الحكام أن تكون الشعوب مغيبة عن الوعي، ومن صالح الغرب أن يستمر ذلك الوضع!
 
للغيبوبة مستويات، وأشبه الغيبوبات بالموت، هي الغيبوبة الدينية، بمعنى عندما يغرق الإنسان في هوسه الديني!
 
عندها تتجمد المجتمعات، وتصبح أشبه بمستنقع بشري نتن، تقتله ذيفاناته!
 
هذا هو الواقع اليوم في العالم الإسلامي عموما والعالم العربي خصوصا!
 
هناك مثل أمريكي يقول: لا تعطِ فنجانا من القهوة لسكران!
 
فعندما يشرب المرء حتى الثمالة، لماذا تريدني أن أصحيه من سكرته، وخصوصا عندما تقتضي مصحلتي أن يظل سكرانا!
 
هنا، قد يحق لنا أن ننتقد موقف الصاحي من السكران، ويحق لنا أن نعتبره موقفا لا إنسانيا، ولكن!!
 
أليست أولا وأخيرا هي مسؤولية السكران؟؟؟
 
هنا أتذكر مثلا أمريكيا آخر، قد يجيب على هذا السؤال، ذلك المثل الذي يقول: أن الله معك بقدر ما تكون مع نفسك؟
 
فكيف نطالب الغرب بأن يكون معنا أكثر مما نقف نحن مع أنفسنا؟؟
 
للغرب مصالح مع بعضه البعض كما هي مصالحه مع أية دولة أخرى سواء في الشرق الأوسط أو في الشرق الأقصى، ولكن وضع كل دولة يفرض طبيعة علاقتها مع الدول الأخرى.
 
الدول السكرانة ـ المهووسة دينيا ـ لا تستطيع أن تفرض ما تفرضه دولة صاحية ارتقت بنفسها فوق مستوى الهلوسة الدينية!

************
 
10- الدكتورة وفاء سلطان ما هي التجارب التي أثرت بكِ والتي ساهمت في تشكيل قناعاتك ؟
 
……..
 
كل تجربة في حياتي تركت بصماتها علي، من أصغرها إلى أكبرها، فالإنسان هو الناتج الكلي لتجاربه!
 
لا شك أن نواة الشخصية تولد مع الإنسان، ولكن تجاربه الحياتية تتراكم فوق تلك النواة الوراثية لتشكل مع الزمن مجمل كيانه.
 
أنا نواة وراثية، اُضيفت إليها تجاربي بمجملها.
 
أول تلك التجارب وأهمها، وجودي في اسرة علوية لا تؤمن بالخرافات الدينية ولا تفرضها على أبنائها.
 
لا شك أن المجتمع بدءا من المدرسة ومرورا بالشارع والحي وانتهاءا بمكان العمل قد لعب هو الآخر دوره، ولكن يبقى دور الأسرة الأقوى والأبقى!
 
صحيح أنني ولدت ونشأت في مدينة صغيرة، ولكن باعتبارها مدينة ساحلية كانت أكثر انفتاحا على العالم الخارجي من العاصمة دمشق.

كانت عائلتي باعتبارها ناتج للثقافة العلوية المنفتحة على الآخر، أقرب بعاداتها وتقاليدها إلى المجتمع الريفي الأبسط والأكثر عفوية من أي مجتمع مدني آخر!
 
في هذا الجو العفوي والمنفتح تفتقت مواهبي وانتعشت مشاعري وتشكلت شخصيتي!
 
كما أشرت سابقا لعب المجتمع المحيط بأغلبيته المهووسة دينيا دورا في كبت طاقاتي، ولكن الهجرة إلى بلد حر لاحقا أطلق العنان لما كان مكبوتا داخلي!
 
لعب زوجي دورا كبيرا في من أكون اليوم، فهو رجل منفتح ولد قبل عصره بقرون!
 
هو، كابن تيمه، متطرف في موقفه من المرأة، ولكنه الوجه الآخر للتطرف!
 
ابن تيمه يصر على المرأة كالكلب الأسود تفسد الصلاة، وزوجي يؤمن بأن المرأة هي الصلاة، بل هي أطهر الصلوات وأقربها إلى الله!
 
ابن تيمه ـ وبموقفه هذا ـ دمر المرأة، بينما زوجي ـ وبموقفه هذا ـ حملني مسؤولية أكبر من أية مسؤولية أخرى!
 
عندما أقنعني بأنني صلاته، بل أطهر صلواته، حملني مسؤولية أن أبقى طاهرة، وان ابقى الأقرب إلى الله!

جدتي هي الأخرى لعبت دورا مهما في طفولتي، وكانت مثلي الأعلى.
 
لو كتب لها قدرها أن تكون حرة ـ كما أنا اليوم ـ لكانت مارغريت تاتشر العرب، ولكنها ظلت رهينة العادات والتقاليد التي يفرضها مجتمع غارق حتى شوشة رأسه بهوسه الديني!
 
كانت الـ “فولتير” الذي قضى حياته في زنزانة، ولم تستطع طاقاته ان تتجاوز حدود تلك الزنزانة!
 
ماتت هي، وظلت طاقتها تحوم حولي، فأستمد منها طاقتي!
 
أنا اليوم طالبة يوغا، واليوغا تثبت لك بأن الكون عبارة عن طاقة بالمطلق.
 
الإنسان يموت جسديا، لكنه يبقى طاقة هائمة في الكون.
 
لقد تبنيت تلك القناعة، وأنا اليوم ـ بين حين وآخر ـ استجمع طاقة جدتي التي مازلت تلازمني، وأستمد منها مايلزمني كلما احتجت إلى مزيد من الطاقة!
 
لذلك نبعي لا ينضب، وهو نبع صاف وشفاف ومفرط في عطائه!
 
وجودي في أمريكا ـ وكما أشرت سابقا ـ لعب دوره في تشكيل قناعاتي.
 
في أمريكا ملكت الحرية الكافية لأكون نواتي الوراثية، ومنشأي العائلي، وصلاة زوجي وطاقة جدتي…
 
في أمريكا ملكت الحرية لأكون ذاتي بلا رتوش وبلا قيود…
 
في أمريكا ملكت الحرية لأكون وفاء سلطان اليوم!

*********
 
11-إن سمحتي لنا سندخل قليلاً في الخصوصيات. كيف قمتي بتربية بناتك ؟ نقصد ما هي المبادئ التي أنشأتي بناتك عليها دينياً و إجتماعياً ؟ و ما هي الطريقة التي تتعاملين بها معهن الآن ؟ وهل أنت راضية عن النتيجة ؟
 
………
 
سُئل مرة الشاعر المبدع نزار قباني: هل تعامل النساء في حياتك كما تعامل المرأة في قصديتك؟
 
فرد: من يحمل الشمس بيمينه عليه أن يُضيء بها بيته قبل أن يضيء بيوت الآخرين!
 
ووفاء سلطان قد أضاءت بيتها قبل أن تضيء عقول الآخرين.
 
قدمت للإنسانية ثلاثة ملائكة، شاب وشابتين!
 
لو وقعت ابنتي من على جبل ستصل الأرض واقفة على رجليها ورأسها مشرأب في السماء!
 
زودتهم بكل ما يحتاج إليه الإنسان كي ينجز الغاية من وجوده على سطح الأرض، هم مهذبون خلوقون وأقوياء في الوقت نفسه.
 
لم أربيهم بالوعظ ولكن بالإيحاء…
 
كنت اُدرك بأن الطفل يقلد أكثر مما يصغي، فنصبت نفسي قدوة لهم.
 
كنت اُدرك أيضا بأنهم لن يقموا بأي فعل مالم أقوم به أولا، ولذلك ضبطت مواقفي وأفعالي أمامهم تحت عدسة مجهر…
 
في أمريكا المناسبات كثيرة، وفي كل مناسبة أتلقى بطاقة من كل واحد منهم، أصاب عند قراءة تلك البطاقات بالذهول أمام قدرة الطفل على امتصاص أحداث طفولته، فدائما يذكرني أحدهم

بحدث ما وبطريقة تفاعلي مع الحدث، وكيف أثرت على حياته.
 

استشف من سؤالك بأنك تريدنني أن أدخل في تفاصيل تربيتي لبناتي، وليس لدي أي مانع…
 
زرعت لدى كل واحد ثقتها بنفسها، وبأنه لا أحد يستطيع أن يسيء إليها إلا باذنها!
 
علمت كل واحدة بأن جسدها وعقلها ملكا لها، وبأنه لا أحد غيرها يملك سلطة عليها، وعلمتها في الوقت نفسه أن تحترم قدسية عقلها وجسدها، ولا تسمح لأحد بأن يعبث بتلك القدسية.
 
عواطفها هي أيضا ملكها، ومن حقها أن تشبع تلك العواطف وتجيد ضبطها وإطلاقها بتحفظ وبلا ابتزال.
 
ابنتي الكبيرة تحمل ماجستر في علم النفس/اختصاص عائلة، وتحضر للدكتوراه.
 
متزوجة من رجل أمريكي علماني من خلفية كاثولكية، وهي سيدة بيتها، ولديها طفلة في الرابعة من عمرها وطفل على الطريق…
 
الصغيرة طالبة في كلية الطب ومرتبطة مع زميل لها، وهو أمريكي علماني ومن خلفية يهودية.
 
ابني تزوج مؤخرا من صبية سورية حلوة وخلوقة ومن عائلة مسلمة. تعرف عليها من خلال الانترنت وقابلها لأول مرة في تركيا.
 
عقدت قرانها ـ عقد نكاح !!! ـ على الطريقة الإسلامية حيث مثل أخي أهل العريس في سوريا، ثم جاءت إلى أمريكا وتزوجا ضمن مراسيم عرس جميل بدون أية طقوس دينية!
 
هي اليوم ـ وبعد عامين من وجودها في أمريكاـ أكثر علمانية من والت ويتمان…
 
اليوم، أمازحها بقولي: هل جلبت معك عقد النكاح؟
 
فتصرخ: Moooooooooooom ….Be quite :
 
حماية وكنة، ماذا تتوقعون؟!!!!
 
**********
 
12- كيف تصفين العلاقة بينك وبين زوجك ؟ و هل يوافقك جميع أفكارك و مبادءك ؟ ؟ هي أسئلة من باب الفضول لنعرف كيف تتعامل سيدة العقل مع من حولها .
 
………
 
الأهم من أن يوافقني على أفكاري ومبادئ، أن نكون منسجمين روحانيا.
 
هو شقي الروحي، نحن روحان في جسد واحد….
 
تعرفت عليه في سنتي الجامعية الأولى وكان ذلك ١٩٧٥، ومازلت أذوب في عينيه كلما التقت نظراتنا…
 
ليس لقهوة الصباح ولا للشاي بعد الظهر أي طعم مالم أشاطره نفس الفنجان…
 
أحبه بلا حدود، ويحبني بلا حدود، وكتاباتي ـ كما هم أولادي ـ ثمرة ذلك الحب!
 
عطره يفتح كل مساماتي، وهو هوائي الذي أملئ به رئتي!
 
عموما لا أحب الموسيقا ولست من عشاق الغناء، ولكن مازال صوته عندما يغني لصباح فخري يسحرني…
 
لم أختلف معه في حياتي إلا على فريد الأطرش، فهو يعشقه حتى الثمالة وأنا لا أرتاح لنحيبه!

عندما يصدح مع فريد: (ليت يا يوم مولدي كنت يوما بلا غد) تسود الدنيا في عيني وأصرخ في وجهه “حرام عليك يا زلمي…شو ذنبي لو تحقق نحيبك هدا”
 
سُئل زوجان معمران في أمريكا عن كيف يتحقق الزواج السعيد، فردت الزوجة ـ ودائما الزوجة أذكى ـ: الزواج السعيد يتحقق عندما يلتقي رجل محظوظ بامرأة محظوظة!
 
قد لا أتفق بالكامل مع جوابها، على أساس أن الزواج الناجح يعتمد كليا على الحظ، ولكن عندما استعيد تاريخي معه وكيف التقينا لابد أن أعترف بأننا محظوظان!
 
*******
 
13-متى ستعود وفاء سلطان إلى سوريا ؟ وهل أنت ممنوعة من الدخول إلى سوريا؟
 
……..
 
أنا لم أغادر سوريا كي أعود إليها..
 
سوريا تعيش في قلبي وفي وجداني..
 
سأعود ـ آملُ قريبا ـ إليها بها…
 
سأعود إلى سوريا المزيفة بسوريا الحقيقية..
 
سأعود إلى سوريا التي خربتها أحذية العسكر كي أستبدلها بسوريا التي صنعتها أقلام الأحرار…
 
لست ممنوعة من دخولها بقرار رسمي، ولكن الواقع الذي تعاملت به الطغمة الحاكمة مع الأحرار يجبرني أن أتريث رغم وهج الحنين..
 
كوني من اسرة علوية يزيد من مخاوفي، فالعلويون في قبضة السلطة، وليست السلطة في قبضتهم كما يدعي الطائفيون والعنصريون…
 
الأسد ـ الابن اليوم كما كان الأب في الأمس ـ عاش عقدة علويته وظن أنه يستطيع أن يتجاوز حدود تلك العقدة بسهولة، فقص أصابع المفكرين العلويين قبل أن يقص أصابع غيرهم، عله يثبت للبوطي وللقبيسيات بأنه أكثر إسلاما من ابن تيمه!
 
فشل مخططه وأفشل سوريا معه، فانتشرت ظاهرة الأسلمة على الطريقة البوطية بشكل رهيب ومخيف، واليوم سيفترسه المد الإسلامي بلا ملح….
 
لا أسف عليه، ولكن الأسف أنهم سيفترسون سوريا معه، مالم يتصدَ أحرار الوطن للطغمة الحاكمة وفي الوقت نفسه لتلك الظاهرة الإرهابية المرعبة!
 
آمل أن أعود إلى سوريا فأجدها دولة علمانية لا علاقة للدين بها، تتبنى قوانين تحمي كل الناس بلا تمييز..
 
يبدو أنه حلم أكبر من قراءات الحاضر، ولكن يحق لنا أن نحلم…
 
******
 
14-ما هي الرسالة التي تودين توجيهها إلى الجيل الصاعد بشكل عام ؟
 
…….
 
حطم الزجاجة التي حنطوك داخلها…..
 
واخرج كالمارد لتصنع مستقبلك بيدك…
 
التعليب الفكري على الطريقة الإسلامية جريمة اُرتكبت بحقك، وأنت المخول الوحيد لفتح تلك العلب….
 
لا تقيم إنسانا إلا من خلال إنسانيته، وحاول أن تتفهم سلوكيات البشر كي لا تخطئ فهمها، ولكي لا تحكم عليها ظلما..
 
تعلم كيف تغفر وكيف تسامح وكيف تتجاوز أحقادك، لأن الحقد كالأسيد يحرق الصدر الذي يخزنه أكثر من السطح الذي يُصب عليه…
 
حاول أن تنجح حيث فشل أباؤوك وأجدادك، كي لا تترك لأطفالك التاريخ المزيف والواقع المهين الذي تركوه لك…
 
اقرأ وبعقل منفتح، فالقراءة تساعدك على فهم الحياة وتساعدك على أن تعيشها بأقل الخسائر…
 
لا تخف، وإن خفت واجه خوفك بشجاعة وافعل ما أنت تخاف منه…
 
* الحياة موقف، وموقفك من كل حدث، هو الذي يحدد طبيعة الحدث ويبلور نتائجه بخيرها وشرها، وليس طبيعة الحدث… (أحب هنا أن اشاطرك قصة وردت في أحد كتب المعلم البوذي المستنير إلتشي لي، والتي ذكر فيها بأنه كان شابا فاشلا على مستوى الدراسة، ومنبوذا من عائلته ومجتمعه، وكان في مدينته يومها ( في كوريا) جسرا يقوم فوق أرتال من الزبالة التي تعفنت وانتشرت رائحتها الكريهة حتى سممت جو المدينة، دون أن يحرك أحد ساكنا.

استمد من إحباطه قوة ـ وكان عندها متنسكا في احد كهوف الجبال ـ وقرر أن ينظف المنطقة تحت الجسر من قمامتها. بدأ بنقل تلك القمامة شيئا فشيئا، إلى حفرة كبيرة كان قد حفرها في أحد السفوح بقرب كهفه، ولما انتهى طمر الحفرة وزرع فوقها كميات كبيرة من بذور القرع الأصفر، ونتيجة للسماد الموجود في القمامة، امتلأت الأرض قرعا، وتوافد عليها فقراء القرية من كل حدب وصوب)
 
ما أراد أن يتوصل إليه ذلك المعلم المستنير، من خلال ذكره لتلك القصة، هو أنه ـ وبموقفه الإيجابي ـ استطاع أن يتجاوز احباطه وأن يحول القمامة إلى إنتاج عاد على فقراء قريته بالخير!
 
لا شك أن الواقع العربي اليوم متخوم بالقمامة حتى أعلى شعرة في رأسه، ولكن عليك أنت ـ أيها الجيل الجديد ـ أن تنظف تلك القمامة وتزرع البذور علها تعود على مجتمعك بالخير!
 
إذا كان بامكانك أن تمشي فلا تحبو، وإن كان بامكانك أن تركض فلا تمشي، وإن كان بامكانك أن تطير فلا تركض، وإن طرت اعلم بأنه ليس للسماء حدود…
 
لقد ولِدت مزودا بقدرة موصولة بالقدرة الكونية، ولذلك لا حدود لتلك القدرة إن عرفت كيف تتواصل مع كونك وكيف تستخدم قدرتك…
 
حلق بروحك فوق مستوى المادة، وكن سيد عقلك وجسدك…
 
كن نفسك، لأن الحب الحقيقي هو حبك اللامشروط لنفسك….
 
أصل كل الشرور في العالم هو كره الذات، فالنفس كالوعاء عندما تفرط في ملأه يفيض على ما حوله، فعندما تملأها حبا تفيض حبا، وعندما تملأها كرها تفيض كرها…
 
تذكر: الغزو والسبي والغنائم جرائم تُرتكب بحق الغير، ولا يمكن للجريمة أن تكون شريعة!
 
أخيرا، سأقرأ عليك الصلاة التي نتلوها كل يوم وقبل دخولنا درس اليوغا، أملا في أن تتبنى تلك الصلاة:
 
أنا أعلن وأقر بأنني سيد دماغي
 
أنا أعلن واقر بأن دماغي يملك إمكانيات لا محدودة وقدرات إبداعية.
 
أنا أعلن وأقر بأن دماغي يمتلك الحق ليقبل أو يرفض أية معلومات أو معرفة تقدم له.
 
أنا أعلن وأقر بأن دماغي يحب البشرية كلها، ويحب الأرض
 
أنا أعلن وأقر بأن دماغي ينشد السلام

I declare that I am the master of my brian
 
I declare that me brain has infinite possibilities and creative potential,
 
I declare that my brain has the right to accept or refuse any information and knowledge that it is offered
 
I declare that my brain loves humanity and and the earth
 
I declare that my brain desires peace
 

هل بامكان الجيل الجديد أن يتصور لو تتم برمجته اليوم على أساس تلك الصلاة، بدلا من الآية التي تقول: ” أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ”، كيف سيكون حاله وحال الأجيال المقبلة بعد مائة عام؟؟؟؟
 
*************
 
15- سؤال أخير : حضرتك من الداعمين لمنظمة صوت العقل كما علمنا من مدير المنظمة الذي يُلقبكِ بسيدة العقل ، هل لنا أن نعلم تطلعاتك و نصائحك لهذا المشروع الكبير ؟
 
……
 
بودي أن استمد نصيحتي من خلال تجربتي مع موقع “الحوار المتمدن”
 
عاملوا كل كتابكم بمساواة وبما تفرضه أخلاق المهنة…
 
انشروا للجميع، ولا تحذفوا كلمة، فالقارئ هو المسطرة الوحيدة التي تقيس مستوى نجاح أي كاتب
 
لا تتركوا مجالا للـ “مؤدلجين” عاطفيا وبطريقة سلبية أن يسيطروا على الموقع
 
كونوا سعداء بنجاح أي من كتابكم لأنه في الحقيقة هو نجاحكم
 
اصبروا فالموقع يحتاج إلى جهد كبير ووقت كاف
 
الفنان الأمريكي الكوميدي بيل غاسبي يقول: لا أعرف سر النجاح، ولكنني أعرف سر الفشل، وهو أن تحاول جاهدا أن ترضي كل واحد!
 
إياكم أن ترضوا أحدا على حساب مبدأكم وشرف المهنة، فالنجاح الحقيقي أن يرضي الإنسان ضميره متحملا ضغوط الآخرين!
 
أتمنى لكم النجاح، وأتمنى مع الأيام أن تمتلكوا قناة تلفزيونية تصل إلى العالم العربي.
 

المفكرة د. وفاء سلطان نشكركِ على سعة صدرك ونتمى لكِ دوام الصحة ونتمنى منكِ المزيد من العطاء التنويري … ريما نعيسة قسم الحوارات بمنظمة صوت العقل.

……
 
ريما؟؟؟؟؟؟؟
 
هذا أنت؟؟؟؟
 
لم أعرف يا بنيتي أنك أنت من كتبت الأسئلة حتى قرأت السطر الأخير، وأنا جدا فخورة بك
 
ظننت أن كاتبا مخضرما وبـ “خبث” وذكاء أراد أن ينبش مالم يُنبش عندي بعد، ولكن كل الظن إثم حتى يُثبت العكس!
 
الكبار يتسللون إلى ما يريدون بخبث ودهاء..
 
والأطفال، الذين لم يتلوثوا بعد، يصلون إلى ما يبغون ببراءة وعفوية…

لا تزعلي لأنني اعتبرتك طفلة، فالإنسان يبقى طفلا مالم يتلوث…
 
لا تزعلي إن اعتبرتك طفلة، فعبد الوهاب وفي الستين من عمره قال: سأظل طفلا مادامت أمي حية!
 
ومادمتِ في نظري كواحدة من بناتي فسأظل أراك طفلة!
 
الحياة تفتح أبوابها لك على مصراعيها، لا تدعِ الواقع المر يقف حائلا بينك وبين دخولها من كل أبوابها.
 
المرأة هي سيدة هذا الكون، فتتوجي على عرشه، ولا تسمحي لمخلوق أن يحط من عظمتك.
 
أتمنى يا ريما أن تنجحي وبنات جيلك حيث فشلت نساء جيلي والأجيال التي سبقتنا.
 
تمسكي بالأمل واقرنيه بالعمل…
 
إن الدرب طويلة ولكن ثمرة الصبار تظهر بحلاوتها من بين الأشواك..
 
أحبك وأتمنى لك كل الخير
 
ملاحظة: بامكانكم التواصل مع الدكتورة وفاء سلطان عن طريق بريدها الإلكتروني
 
talk2sultana@yahoo.com

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment