تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السادسة

رياض الحبيّب

قال أديب العراق الكبير معروف الرصافي في ما تقدّم- في كتابه “الشخصية المحمدية أو حلّ اللغز المقدّس” إنّ آيات القرآن قسّمت إلى أقسام مختلفة في الطول والقِصر وسمّي كل قسم منها سورة وجمعها سُوَر. والسّورة في اللغة تطلق على القطعة المستقلة من البناء فأطلقت على قطعة من القرآن تشتمل على آيات كثيرة أو قليلة وأقلّها ثلاث آيات كسورة الكوثر.

وتطرّق في الصفحة 570 من كتابه إلى أسماء السور قائلاً:
أمّا أسماء السور فاضطربت أقوال الرواة في كونها توقيفية أي سمّيَت بتوقيف من النبي، فيكون هو الذي سمّاها بأسمائها. والذي تطمئنّ إليه النفس أنها ليست كلها توقيفية، إذ يجوز أن يكون النبي قد ذكر بعضها اتفاقاً لا بقصد التسمية، أو بقصد توقيف الناس على اسمها فسمّاها باٌسم أخذه منها، فصار الناس يذكرونها بذلك الإسم، كما يجوز أن يكون الناس قد سمَّوا بعضها بأسماء أخذوها: إمّا من كلمة مذكورة في أولها كسورة {الحمد} للفاتحة، والفجر والضحى والليل والمُدّثِّر والمُزّمِّل، لأنّ هذه الكلمات مذكورة في أوّل السورة [تعليقي: وفق مصحف عثمان، ليس الحمد أوّل سورة الفاتحة، إنما البسملة] وإمّا أنهم جعلوا لها إسماً ممّا اشتملت عليه من القصص والأخبار ومن أسماء الأنبياء المذكورين فيها؛ فقالوا سورة البقرة لما ذكِر فيها من قصة البقرة وسورة آل عمران لأنها ذكِر فيها آل عمران وسورة المائدة لما ذكر فيها من خبر المائدة.

[تعليقي: في القصص القرآنية كالتي في سور البقرة وآل عمران والمائدة ويوسف وهود وغيرها- باستثناء أسماء الأنبياء والأساطير عن أهل الكهف وذي القرنين والهدهد والصَّيحات وغيرها- اختلافات واضحة ما بينها وبين القصص التي في التوراة ولا سيّما أسفار التكوين والخروج والعدد وكتب سائر أنبياء اليهود والإنجيل. ولا يستطيع قائل أن يقول بأنّ ما ورد في القرآن هو الصحيح وهو مؤلّف في القرن السابع الميلادي، لأنّ اليهود أدرى بكتبهم وأنبيائهم وأنّ المسيحيّين- ومنهم اليهود الذين تنصّروا حينذاك- أدرى بالكتاب المقدس وإلّا فأهل مكة ليسوا أدرى بشعابها!]

عودة إلى كتاب الرصافي-
وليس غرضنا هنا استقصاء ما ورد من الأقوال في أسماء السور إذ لا يهمّنا ذلك، فسواء عندنا أكان النبي هو الذي سمّى سور القرآن بأسمائها أم كان الناس من المسلمين هم الذين سمُّوها بها، إنما تسمية السورة من المباح في الدين لا يخالفه بشيء ولا يصادم القرآن والسنّة. وإلّا فلو أراد النبي أن يسمّيها ويذكر للناس أسماءها توقيفاً لهم عليها لما اختار لها هذه الأسماء الدالّة على بساطة في النظر وسذاجة في المعرفة، فإنّ تسمية السورة القرآنية إذا أريدت وقصِدَتْ فيجب أن يُلاحَظ فيها الرّوح الذي تنطوي عليه تلك السّورة، والغاية التي ينزع إليها فيها، أو يجب على الأقل أن تسمّى بأفضل آية ذكرت فيها، فبدلاً من سورة النمل كان يجب أن تسمّى بسورة سُليمان العجيبة، ولما أوتيه من المُلك الذي لم يؤتَهُ أحد قبله ولا بعده. وبدلاً من أن تسمّى سورة البقرة لقصّة إسرائيلية ذكِرت فيها البقرة كان تسميتها بسورة الكرسي لأنّ آية الكرسي هي أفضل آية ذكرت في تلك السورة!

[تعليقي: رُبّما فات على الرصافي أنّ المفاضلة تكون بين أفكار البشر وأقوالهم وأفعالهم وليست بين آيات منسوبة لله، لأنّ الله حكيم فلا كلمة من كلماته خير من أخرى ولا آية أفضل من أخرى]

وأردف الرصافي-
كما سُمّيت إحدى سور القرآن بسورة النور لأنّ أفضل آية ذكرت فيها هي الآية 35 (اللَّهُ نورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشْكَاةٍ…) أمّا أنا [والكلام للرصافي] فلو أردت أن أختار لسورة النور اسماً غير اسمها لقلت سورة “الآداب الإجتماعية” لاشتمالها على ذكر آداب اجتماعية قيّمة.

[تعليقي: الجدير ذكره عمّا في سورة النور أن الآية 31 (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهِنَّ…) قد اتخذها بعضهم حجّة لإذلال النساء بتغطية أجسادهنّ بخُمُرِهِنَّ (أو الحجاب- كما هو شائع) بَيْدَ أنّ كتب السيرة المحمدية تؤكد أنّ المقصود كان لتمييز الحرائر من الإماء في الزمن المحمدي والذي صنعَ محمدٌ منه زمناً ذكوريّاً صِرْفاً- ولم يغفل كتاب الرصافي هذا الموضوع فيما تقدّم من كتابه. فأرى أن على المرسَل من الله أن يصحّح الأخطاء الشائعة في المجتمع من جهة اضطهاد الإنسان أخاه الإنسان فينآى بالمجتمع عن العبودية بدون محاباة ولا مساومة بدلاً من تشريعها ولا يزال التشريع قائماً حتى اليوم. ومن جهة أخرى قد عُرف الرصافي بدفاعه عن حقوق المرأة وحريّتها وله في الحجاب قصيدة- من بحر الطويل- أقتطف منها:

وإني لأشكو عادة في بلادنا … رمى الدهرُ منها هضْبة المجد بالصدْعِ

وذلك أنًا لا تزال نساؤنا … يعشْنَ بجهل وانفصال عن الجمعِ

وأكبر ما أشكو من القوم أنهم … يَعُدّون تشديدَ الحجاب من الشرعِ

يقولون لي إنّ النساء نواقصٌ … ويُدْلون فيما هُمْ يقولون بالسمعِ

فأنكرْتُ ما قالوه والعقل شاهدي … وما أنا في إنكار ذلك بالبدْعِ

إذا النخلة العَيْطاءُ أصبح طلْعُها … ضعيفاً فليس اللومُ عندي على الطلعِ*

ولكنْ على الجذع الذي هو ثابتٌ … بمنبت سوءٍ فالنقيصة في الجذعِ
…………..

ولم يتفرّد الرصافي بهذا الموقف الإنساني فقد عُرفت في عصره قصيدة للشاعر جميل صدقي الزهاوي عن الحجاب- من بحر الخفيف- والتي كانت من ضمن القصائد المدرسية خلال أيّام دراستي الثانوية في العراق وربما استمرّ تدريسها إلى اليوم، علماً أنّ الزهاوي (1863-1936) شاعر عراقي كبير وفيلسوف وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب:

أسفِري فالحجابُ يا اٌبنة فهْرٍ … هو داءٌ في الاجتماع وخيمُ

كلّ شيءٍ إلى التجدد ماضٍ … فلماذا يُقرّ هذا القديمُ؟

أسفري فالسفورُ للناس صُبحٌ … زاهرٌ والحجابُ ليلٌ بهيمُ

أسفري فالسفور فيه صلاحٌ … للفريقينِ ثمّ نفعٌ عميمُ

زعموا أنّ في السفور اٌنثلاماً … كذبوا فالسفور طهرٌ سليمُ

لا يقي عفّة الفتاة حجابٌ … بلْ يقيها تثقيفها والعلومُ

وقال الزهاويّ- من بحر الخفيف أيضاً:

مَزّقي يا اٌبنة العراق الحجابا … أسـفري فالحياة تبغي اٌنقلابا

مزقيهِ وإحرقيهِ بـلا رَيـــثٍ فقدْ كان حارســاً كذّابــا
…………..

ومن جهة ثالثة ممّا يدعو إلى الإنتباه في سورة النور: 4 (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقونَ) ما يناقض الواقع من جهة الشهود، لأنّ الزاني والزانية قلّما كان لفعلتهما شاهد فمن أين الإتيان بأربعة شهود وبالشرط التعجيزي- وهو رؤية المرود في المكحلة كما قيل- كما رُوي من قصّة للخليفة عمر بن الخطّاب (الملقب بالفاروق ولم يكن عادلاً في تلك القصّة أيّما عدل) بما اتضح فيها من انحيازه إلى واليه على البصرة حينما زنى مع امرأة متزوّجة بل قام بمعاقبة ثلاثة من أولئك الشهود بعدما تراجع الرابع، كما روى تلك الحادثة الشهيد المصري فرج فودة في كتيّبه: الحقيقة الغائبة. ورأيي في هذا الموضوع اللافت: أين محلّ ما تقدّم من الإعراب أمام الموقف العظيم للسيد المسيح متسامحاً كعهده ومُعطياً فرصة جديدة للحياة؛ إذ قال لليهود الذين همّوا برجم الزانية {من كان منكم بلا خطيئة فليرمِها بحجر} ومن حينه اتخذ المسيحيّون هذا الموقف مرجعاً في إنهاء حدّ الزنا الذي كان مشرّعاً عند اليهود بسبب القساوة التي في قلوبهم في العهد القديم. فأيّ إله ترون أقرب إلى إنسانيّتكم أيها القرّاء الكرام إمّا آمنتم بالله، هل هو إله القرآن أم إله الإنجيل؟ هنيئاً لكم ما تختارون مع احترامي لخياراتكم ولكنّي أرى- وهذه وجهة نظر قابلة للنقاش- انّ على الزناة من اليهود والمسلمين خصوصاً أنْ يتصوّروا كارثة الرجم فيما لو تمّ تطبيق الحدّ عليهم وهم يزنون داخل أوطانهم أو خارجها فإن رفضوه على أنفسهم وقبلوه على غيرهم فليس من العدل أن يكيلوا بمكيالين وإنْ قبل الرجال منهم على أنفسهم الزنا فعليهم تالياً أنْ يقبلوه على النساء أيضاً، أمّا المسيحي- رجلاً وامرأة- الذي يعرف الخطيئة ويرتكبها فعليه أن يتوقف عن الإدّعاء بأنه مسيحي حتى يتوب إلى الله توبة صادقة]
…………..

وأضاف الرصافي-
ومما يدل على أنّ أسماء السور ليست كلها توقيفية ما ذكره صاحب الإتقان [أي جلال الدين السيوطي في كتابه- الإتقان في علوم القرآن] قال: أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ فقال: تلك سورة {بَدْر} فيُفهَم من هذا أن الناس قد سمّوها سورة الأنفال لمّا رأوا في أولها الآية (يسألونك عن الأنفال…) ولكنّ ابن عباس سماها بسورة بدر لاشتمالها على حكم الأنفال في بدر، وعلى ما جرى يوم بدر. وهذه التسمية [من جهة الرصافي] أحسن لتاريخ الإسلام وأنسب من تسميتها بسورة الأنفال.

وفي الإتقان عن عكرمة قال: كان المشركون يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها، فنزل (إنّا كَفَيْنَاكَ المستهزئين- الحِجْر: 95) فيُفهَم من هذا أنّ التسمية كانت مبعثاً لاستهزاء المشركين. ولذا قال صاحب الإتقان: وقد كره بعضهم أن يُقال سورة كذا لما رواه الطبراني والبيهقي عن أنس مرفوعاً:- لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كلّه، ولكنْ قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة والتي يُذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله. فهذا الحديث ينفي أسماء السور وينكر على الناس ما يقولون من سورة البقرة وما إلى ذلك، ويمنعهم من إضافة السورة إلى البقرة أو غيرها، أي يمنعهم من هذه التسمية ويقول لهم: قولوا بدل هذه:- السورة التي تذكر فيها البقرة، وليس في هذا القول تسمية، وإنما تعريف للسورة بذكر ما فيها. ولكنّ ابن الجوزي قد ادّعى أنّ هذا الحديث موضوع، وما أدري [يتساءل الرصافي] لماذا يكون موضوعاً وهو معقول وليس فيه ما يخالف الكتابَ ولا السّنّة.

وممّا يدلّ على أن أسماء السور ليست كلها بتوقيفية هو تعدد الأسماء للسورة الواحدة. فقد يكون للسورة اسم واحد، وقد يكون لها اسمان فأكثر. وقد عَدّوا للفاتحة خمسة وعشرين إسماً ذكرها صاحب الإتقان وقال في آخرها {فهذا ما وقفت عليه من أسمائها} ولعلّ هناك [ممّا استنتج الرصافي] ما لم يقف عليه!

وكان خالد بن معدان يسمي البقرة بفسطاط القرآن لعظمها، ولما جمع فيها من الأحكام التي لم تذكر في غيرها. قال: وفي المُستدرك تسميتها سنام القرآن، وهذا لعمري [في رأي الرصافي] خير من تسميتها بسورة البقرة.

أمّا براءة فأخذوا اسمها مما جاء في أولها (براءة من الله ورسوله…) فقالوا براءة أو سورة براءة، وقد سمّيت التوبة أيضاً أو سورة التوبة لقوله فيها- التوبة: 117 (لقد تاب الله على النبي…) وفي الإتقان أخرج البخاري عن سعيد بن جُبَير قال: قلت لاٌبن عباس: سورة التوبة، فقال: التوبة؟ بل هي {الفاضحة} ما زالت تنزل ومنهم… ومنهم… حتى ظننّا أن لا يبقى أحد منا إلا ذكِر فيها! قال: وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم أنّ رجلاً قال لابن عمر: سورة التوبة، فقال وأيّتهنّ سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي؟ ما كنا ندعوها إلا {المقشقشة} أي المُبرّئة من النفاق. وقد سمّاها المقداد {البَحوث} فقد أخرج الحاكم عن المقداد أنه قيل له: لو قعدتَ العامَ عن الغزو، فقال: أتت علينا البَحوث، يعني براءة لأنها بحثت عن قتال المشركين وعن المنافقين ففضحتهم. فهذا كله يدل [والرصافي هو المستدِلّ] دلالة صريحة على أنهم كانوا يسمّونها بأسماء من عندهم مما يرون مناسباً لما جاء فيها.

وختمَ الرصافي:
إنّ بعض السور سمّي بأسماء أنبياء ذكروا فيها كسورة نوح وسورة هود وسورة إبراهيم وغير ذلك، ولكن من العجيب خلوّ القرآن من سورة تسمّى باٌسم موسى مع أنه أكثر الأنبياء ذكراً في القرآن [هذا تعجّب منطقي من الرصافي وتساؤل مشروع] حتى قال بعضهم: كاد القرآن أنْ يكون كلّه لموسى، كما في الإتقان، وكذلك خلوّه من سورة تسمّى باٌسم آدم مع أن قصّة آدم ذكرت في سور عدّة من القرآن. ولكنّ صاحب الإتقان قال: رأيت في جمال القراء للسخاوي [جمال القراء وكمال الاقراء- لمؤلّفه: علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي، ت 643 هـ] أنّ سورة طه تسمّى بسورة {الكليم} قال: وسمّاها الهذلي في {كامله} بسورة موسى، قال: ورأيت في كلام الجعبري أنّ سورة الصافات تسمّى سورة {الذبيح} قال وذلك يحتاج إلى مستند من الأثر. أقول: ولا حاجة إلى المستند إذ ليس من المنكر تسمية سورة من سور القرآن باسم مأخوذ ممّا يذكر فيها ولا من المحظور، وقصّة الذبيح مذكورة في الصافات، خصوصاً وقد علمنا أنّ أسماء السور ليست كلها توقيفية وليس في الدين ما يدعو إلى أن تكون توقيفية- أنظر الإتقان ج1: 52-57 [الذي استقى الرصافي من صفحاته الكثير]

[وتعليقي الأخير وليس الآخِر- مع اعتذاري للقرّاء الكرام على الإطالة:
ليس لاٌسم امرأة مسلمة أيّ نصيب بأيّة سورة، حتى من أقارب رسول الإسلام،
في وقت حظيت بعض الحيوانات بأسماء السّور جنباً إلى جنب مع الأنبياء وهم إسلاميّاً من الرجال-
مجرّد تعليق]
……………………………..

والحديث طويل في هذا البحث ومفتوح للحوار وأتحمّل مسؤوليّتي العلميّة كاملة عمّا ورد فيه وسائر مقالاتي السابقة منها واللاحقة- مع محبّتي والتقدير
____________________________________

* العيطاء: الطويلة العنق في اعتدال وحُسْن قِوام. والعيط: طول العنق- عن لسان العرب

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

اكذبوا الكذب الممكن تصديقه يا إعلاميي الأسد

احترموا عقل المشاهد يا قناة الدنيا

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

كاريكاتور مرسي وخامنئي

طلال عبدالله الخوري 27\8\2012

كاريكاتور مرسي وخامنئي

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

خواطر سياسية – 3

صلاح الدين محسن 

1 – حوارات الأديان والمذاهب . بعد تجارب كثيرة , ثبت انها بروباجندا لمن يدعون اليها
… وفوائد لمن يشتركون في مؤتمراتها …
وخسائر علي الشعوب – انفاق علي مؤتمرات ثبت عدم جدواها ..
انها محاولات لا تهديء ولا تسكن من الصراع بين الأديان والمذاهب
الأفضل هو السعي للشفاء والخلاص من أكبر مصادر شقاء الانسان بالدول العصية علي ملاحقة العصر الحديث . باخراج الدين خارج السياسة . وتحرير السياسة من تدخلات الدين ..

2 – ردا علي نشرة لاحدي الجهات التي رفضت الاشتراك في مظاهرات 24 أغسطس الجاري بحجة الانتظار حتي انقضتء ال1مائة يوم . التي وعد فيها الشيخ مرسي . بعمل بعض الانجازات : ولكن الجواب بائن من عنوانه . نتمني انه عند اكتمال المائة يوم . ألا يجدكم الناس و معكم باقي
المعارضين . خلف أسوار المعتقلات , نعتقد في ان الاسلاميين الاخوان – د. مرسي – سوف يفصلون معارضة علي مقاسهم . علي طريقة النظام السابق – معارضة مستأنسة – والمعارضون الحقيقيون . بعضهم سيضطرون لاغلاق أفواههم, وفريق سيكونوا بمثابة المؤلفة قلوبهم , يحصلون علي زكاة وصدقة من النظام الاخواني ( باشراكهم في منافع اقتصادية . أي : بزنس اسلامي بما لا يخالف شرع الله ! ) , وفريق آخر سوف يقام عليهم الحد : حد الحرابة …!
عملها العسكر الخونة . وامريكا الخادعة .. لقد حقنوا مصر بفيروس الاخوان والسلفيين
العلاج بات شاقا ومكلفا . ولكن لا يأس مع الحياة , ولا حياة مع الياس .

3 – لانهاء الانفلات الأمني . هل تحتاج مصر لعبقري في الأمن لم تلده امرأة من قبل ؟!
– انه قرار جمهوري ( أو قانون استثنائي . محدد المدة والهدف . يصيغه رجال القانون ) لانقاذ البلاد : علي كل هارب من السجون من أرباب السوابق المسجلين . تسليم أنفسهم , ما معهم من سلاح في مدة أقصاها اسبوع واحد . للستفادة بفرصة العفو , أو تخفيض الأحكام السابق صدورها ضدهم . ومن يتخلف عن تلك المهلة . يواجه عقوبة الاعدام في محاكمة سريعة وعاجلة
كل من يأوي مسجل خطر هرب من الأحكام . ما لم يبلغ عنه في مدة لا تزيد عن أسبوع . يعاقب بالسجن لمدة 5 سنوات
المسجل من أرباب السوابق الذي يتعدي علي المواطنين . في حالة تصديهمم له – منفردا أو مع مجموعة من عصابتهم . عند تعرضه للقتل . دفاعا عن النفس – سواء علي يد فرد أو جماعة من المواطنين . يتم اغلاق ملف التحقيق حول ظروف وفاته في تحقيق سريع أية مسؤولية علي قاتلة أو قتلته .
تعاد محاكمة كل مسؤول أطلق سراح المسجلين خطر , وكل من فتح لهم مخازن السلاح . بتهمة القتل العمد , والخيانة العظمي . وتهديد سلامة الشعب والبلاد . في ظروف تضاهي ظروف الحرب .

سوريا : يجب علي قيادة الثورة السورية . الاسراع باعلان عفو شامل . عن العلويين الذي غرر بهم النظام . وشاركوه في جرائمه . عفو 4 –
يسارع . في بحر اسبوع واحد بالانشقاق عن النظام والانضمام للثورة . والوعد بعدم اتخاذ اجراءات انتقامية بعد سقوط النظام .الدماء فالثورة لا تريد مزيدا من اراقة الدماء . والتأكيد علي حرص المجلس الوطني علي وحدة الشعب السوري . وأن العلويين جزء من شعب سوريا . . ومنهم من ناضلوا ببسالة ضد النظام ومن تضرروا شأنهم شأن كل فئات الشعب
لابد من تنازلات . هناك حسابات يجب أن تترك للتاريخ
لحسم الصراع لصالح الثورة ولحقن الدماء . هذا خيار ضروري جدا
وسيعي ثوار سوريا ما تعلمه الليبيون من تجبة مصر . وسيتجنبو الوقوع بمستنقع الدولة الدينية . التي ارتكب عسكر مصر جريمة توريط تسليم وطنهم لجماعة الاخوان المظلمين . واقامة دولة دينية

5 – حيث يرقد صلعم العرب : تقرير للايكونومست: استهلاك الخمر بالسعودية أكثر من ليبيا وباكستان
صحيفة المرصد 24-8-2012
——
6 – بالصورة التى لاتكذب نجاح مليونية ثورة 24 أغسطس يزلزال عرش الاخوان والامريكان فى مصر
موقع جريدة القاهرة اليوم 24-8-2012
http://www.cairo-now.com/news-0-11222.html
—— تعليق : أيا كان حجم تلك المظاهرات . فهي دليل علي وجود عروق تنبض بجسد أمة . وأن أفيون الدين . لن يقدر علي تخدير كافة أعضاء جسد الوطن . هناك عقول سنبقي يقظة دائما . يوم 24 أغسطس . يجب أن يفهمه الاخوان . انه انذار مبكر . و جمرات ثورة قادمة . ما لم يفهموا ويعوا . أن الزمن الذي يفكرون بأدواته . قد انتهي . .. ولا خوف علي مستقبل مصر . فما زالت تلد شبابا قادة مناضلين مثل : البرلماني محمد أبو حامد , والأزهري الثائر : الشيخ محمد عبدالله نصر .
استمعوا للشيخ البطل ” محمد عبد الله نصر ” :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=pDy67sOLw5g
—-
7 – الآسيويون يغزون أمريكا بسلاح العلم
http://aljadidah.com/2012/08/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%BA%D8%B2%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85/
تعليق : والعربان غزواتهم لأمريكا بالحجاب والنقاب . واللحية والارهاب .. !

8 – الكوميديا الالهية الصلعمية :
قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم إن برنامج إيران النووي لا يهدد أمن إسرائيل فحسب، بل مناطق عدة في العالم بما فيها دول أوروبية. —
http://www.el-balad.com/245303
انهم – شيعة وسنة – يؤمنون بأن الله قال لمحمد ( الذي نقل من التوراة والانجيل ) انه علي المؤمنين به . أن يقتلوا غير المؤمنين لأنهم أعداء الله .. فيبتهج قلب الله عندما يقوم أحبابه بقتل أعدائه..
.. انه كلام حتي نزلاء مستشفيات المجانين لا يقبلونه لتفاهته . ولكن خارج مستشفيات المجانين يوجد من يؤمنون بانه كلام الله . ومروجوا هذا الكلام , يسمونهم علماء ! – علماء الدين – ! وهكذا تتداخل حدود العقل مع حدود الجنون , ويختلط العقلاء بالمجانين . فلا يستطيع أحد معرفة او تحديد من العقلاء حقا , أو من هم المجانين .. ! .
—–
9 – نحن نحمل أمريكا مسؤولية ما حدث لشعب مصر . من تسليم زمامه للجماعات الارهابية .. بتمويل ومساعدة ومباركة أمريكا ,, ولكن
هل ننكر ان أمريكا , قد نصحت منذ سنوات ليست بالقليلة .. وألحت , وضغطت . لأجل عمل اصلاح سياسي , واحداث تغيير ؟
للأمانة : أمريكا قد بح صوتها , من كثرة ما قالت لأنظمة الحكم بالدول المصابة بالاسلام والعروبة . لاجراء اصلاح سياسي .. وعلت الأصوات بداخل تلك الدول . لأجل الاصلاح السياسي .. وجرت وعود كاذبة كثيرة من هؤلاء الحكام , بعمل الاصلاح السياسي .. لدرجة ان علي “عبد الله صالح – آخر امام لليمن , تم خلعه – قال ذات يوم مؤكدا عزمه علي عمل الاصلاح ” يجب أن نحلق لانفسنا , من قبل أن يحلق لنا غيرنا ” أتتذكرون ذلك ..؟
ولكن .. لا هو حلق لنفسه , ولا باقي الحكام حلقوا لأنفسهم .. – من” حسني مبارك ” , لزين العابدين , للقذافي . للعائلة الأسدية في سوريا , وغيرهم . لم يحلق أحد لنفسه ..
فها هي أمريكا بطريقتها الخاصة . تقوم بالحلاقة لهؤلاء الحكام .. ليس فقط , بل تقوم بالحلاقة للشعوب التي لم تعرف كيف تحلق لنفسها وتحلق لزعمائها الجهلاء الأغبياء الطغاة ..
يبدو أن أمريكا قد تعاملت مع شعوب وحكام تلك المنطقة . بالمثل الشعبي المصري القائل – بعد بترجمته للفصحي – :
” انصح صاحبك . من الصبح للظهر , فان لم ينتصح . فعليك بتضليله ”
!! .
—-
10– الحكام الجهلاء , ومنافسوهم في السلطة . يتلقون التوجيهات والدعم من أمريكا . وهم في نفس الوقت يحتفلون ويشاركون في كل عام في الاحتفال بأعياد الاستقلال (!). وأعياد ما يسمونها ثورات – وكلها انقلابات عسكرية – !

11 – لانهاء الانفلات الأمني . لا تحتاج مصر لعبقري في الأمن لم تلده امرأة من قبل ؟!
بل كل ما في الامر قرار ( يذاع بكافة وسائل الاعلام ). لانقاذ البلاد :
(( علي كل الهاربين من السجون من أرباب السوابق المسجلين . تسليم أنفسهم , وما معهم من سلاح في مدة أقصاها اسبوع واحد . للتمتع بفرصة العفو , أو تخفيض الأحكام السابق صدورها ضدهم . ومن يتخلف عن تلك المهلة . يواجه أقصي عقوبة في القانون الجنائي , وفي محاكمة سريعة وعاجلة
كل من يأوي مسجل خطر هرب من الأحكام . أو يعلم بمكانه . ما لم يبلغ عنه في خلال أسبوع . يعاقب بالسجن لمدة 5 سنوات
المسجل من أرباب السوابق الذي يتعدي علي المواطنين . في حالة تصديهم له – منفردا أو مع مجموعة من عصابتهم . فانه ان عند تعرضه للقتل . دفاعا عن النفس – سواء علي يد فرد أو جماعة من المواطنين . يتم اغلاق ملف التحقيق حول ظروف قتله في اجراء سريع , دون أدني مسؤولية علي قاتله أو قتلته .
– تعاد محاكمة كل مسؤول أطلق سراح المسجلين الخطرين , وكل من فتح لهم مخازن السلاح . بتهمة القتل العمد , والخيانة العظمي . وتهديد سلامة الشعب والبلاد . في ظروف تضاهي ظروف الحرب )) .

12 – انجازات ترسم مستقبل مصر في ظل حكم الاخوان :
الشعب يعاني من نقص الكهرباء . والواجب تشجيع مخترعين علميين لاختراع ما يحل المشكلة .. ولكن لا ..
والشعب يعاني من مشكلة نقص المياه .. والمفروض تشجيع مخترعين علميين لابتكار وسيلة لتحلية مياه البحر وترشيد الاستهلاك .. ولكن كلا ..
وهذا نموذج من اهتمامات وأولويات جماعة , وحزب الرئيس محمد مرسي – الاخواني . حزب العدالة – : تحفيظ النشء , ومكافأتهم علي حفظ كتاب مملؤ بتخاريف عن ” يأجوج ومأجوج ” , و ” ذي القرنين ” ! , وآيات تقول : : قاتلوا واقتلوا , وما لكم لا تقاتلوا ..! (1), وبالقول ” وانكحوا , وانكحوا ” ! (2) وىيات قطع الأيادي والارجل من خلاف (3) .
والمكافآت المالية المدفوعة كجوائز لحفظ ذاك الكتاب . مطلوبة لتوفير رغيف الخبز الذي لا يحصل عليه المصريون سوي بالمشقة البالغة ّ! :
جريدة الفجر :
– الحرية والعدالة يكرم حفظة القرأن بمركز أطسا بالفيوم
نظم حزب الحرية والعدالة بالفيوم بمركز اطسا حفل تكريم لعدد من أبنائها من حفظة القرءان الكريم بمسجد “حسان” بالفيوم .
وقد شارك بالحفل عدد كبير من الأهالى و أعضاء من حزبى الحرية والعدالة والنور وأئمة المساجد ومسئول الجمعيات الأهلية بالقرية بدء الحفل بتقديم للمواهب من حفظة القراءن، وتم تسليم 225 من الاولاد الحفظه جوائز مالية وهداية تشجيعية
.جدير بالذكر أن عزبة قلمشاه التي تم إقامة الحفل بها مدرسة لتحفيظ القران الكريم تم بنائها العام الماضى بالجهود الذاتية من أهل القرية تحت إشراف الجمعية الشرعية بالقرية .
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?secid=34&nwsId=168561&vid=2
– تعليق : مثل ذاك النشاط المخرب للنشء . والمجافي للنهوض بالعلم وتحفيز وتشجيع العلماء . هو أهم ما يشغل بال الرئيس مرسي , وجماعته الدينية وحزبه الديني ! .
—-
13 – شيوخ ثلاثة ..
, وقالوا كلاما آخر ومن القرىن والسنة ! مدعين ان الاسلام ليس دين ارهاب أو اكراه !
أن الشيوخ الذين طالبوا بتطبيق حد الردة علي المرتد عن الاسلام – قطع الرقبة – لو سألوهم في برنامج آخر . عن حد الردة في الاسلام . لانكروا وجوده ! وقالوا لا اكراه في الدين , وأتوا بآيات واحاديث تثبت ذلك ! – مناورون ومراوغون – , انهم ثعابين ناعمة ماكرة .. ويبدو لي ان المواجهة مع هؤلاء وامثالهم بالحوار والحجة . قد استنفذت كل مهامها .. ولم تعد هناك فرصة للبقاء سوي للاقوياء من يستطيعون فرض انفسهم فرضا .. أو فلنستقبل ردة حضارية لعقود وربما لقرون لا ندري كم سيكون عددها و في ظل حكم ” خلافة اسلامية ”
العار علي العسكر , وعلي أمريكا . فهم الذين مكنوا هؤلاء من مصر . رابط حديث شيوخ فتاوي القتل والارهاب :
http://www.youtube.com/watch?v=HXbjJ6YOBoo

14 – حزب التحرير شقيق تنظيم القاعدة :
هذه مقدمة نشرة من نشرات من وقت لآخر تصل لبريدنا :
Date: Mon, 20 Aug 2012 20:18:24 +0300
Subject: *KHILAFAH GROUP* ورقة حزب التحرير السياسية لثورة الشام: نحو ولادة خلافة راشدة ثانية
التاريخ الهجري 29 من رمــضان 1433
التاريخ الميلادي 2012/08/16م رقم الإصدار: SY-M01-160812

بيان صَحَفي
نص الكلمة التي ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا المهندس هشام البابا،
في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مركز حزب التحرير في طرابلس – لبنان،
يوم الخميس 28 رمضان 1433هـ الموافق 16/08/2012م، تحت عنوان:
“ورقة حزب التحرير السياسية لثورة الشام: نحو ولادة خلافة راشدة ثانية”
… الخ .
تعقيب : نكرر ما قلناه في مقالات سابقة : المهد والمقر الرئيسي لميلاد وحضانة واقامة مثل تلك المنظمات هو بلاد الغرب – لندن – .
—–
هوامش :
(1) سورة التوبة 9 – 29 , سورة التوبة 9- 123 , سورة الاحزاب 33 – 20 , سورة البقرة 2-191 , النساء 4-89 , سورة النساء 4-91
(2) سورة النور 24-32 , سورة النساء 4-3 ,
(3) المائدة 5-33 ,الاعراف 7- 124 , طه 20-71 , الشعراء 26- 49
******************************************

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | Leave a comment

زعماء البلطجة: النخنوخ مقابل بشار الأسد

زعماء البلطجة: النخنوخ مقابل بشار الأسد

زعماء البلطجة : النخنوخ مقابل بشار الأسد

طلال عبدالله الخري 27\8\2012

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

الشرع بنفسه أن يعرف؟

الشرع بنفسه أن يعرف؟

طلال عبدالله الخوري 27\8\2012

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 2 Comments

يقولون ما لا يفعلون

كامل النجار

هناك بعض أمراض نفسية تصيب المريض بإنفصام في الشخصية، فيتصرف بشخصيتين متضادتين، فقد يظهر المريض في وقت ما بمظهر الشخص الوقور المتزن، ثم بعد ساعات يظهر بشخصية القاتل المتعطش للدماء، وقد يقتل من يصادفه في الطريق دون سابق أي معرفة بينهما. الإنكليز يصفون مثل هذا الشخص بأنه

Dr Jekyll and Mr Hyde

 الذي خلده الروائي الاسكتلندي روبرت لويس ستيفنسن في روايته التي تحمل نفس العنوان.
وهذا بالضبط هو حال الإسلام وشيوخه المتاجرين به والدول الإسلامية. ولا يخفى على أحد أن الأمة العربية أمة صوتية تعتمد على الخطب الجوفاء التي تجافي الحقيقة في أغلب الأوقات. ولذلك يتفوه فقهاء الإسلام ووعاظ سلاطينه بعدة كليشيهات محفوظة منذ مئات السنين، رغم أنها لا تعكس جوهر الإسلام. وبما أن الكذب والخديعة مباحان لهم، فقد أجادوا تمثيل دور دكتور جيكل ومستر هايد. ويظهر هذا جلياً في مؤتمراتهم العديدة التي ينامون في أغلبها ويخرجون لنا في النهاية ببيان ختامي لا يسمن ولا يغني من جوع. ولا يسع المرء إلا أن يسأل لماذا تنفق السعودية ملايين الدولارات على المؤتمرات الإسلامية لا تقدم، بل تؤخر من شأن الأمة.
ففي مايو (أيار) من العام الماضي (2009) استضافت السعودية، لمدة 3 أيام المؤتمر الثامن لاجتماعات وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، وذلك في محافظة جدة تحت عنوان: «الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه»، بمشاركة 62 دولة، حسب ما جاء في الشرق الأوسط. وناقش المؤتمر عدة موضوعات، أبرزها:
– خطة الارتقاء بالمساجد موقعا ورسالة،
– وخطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي،
– والتجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات،
– ودور الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية،
– وحوار الأديان والحضارات،
– ومشروع برنامج الوسطية منهج وحياة،
– والتنصير في بلاد المسلمين،
– وتقرير حول تقدم العمل بصندوق الاستثمار في ممتلكات الأوقاف بالبنك الإسلامي،
– وتقرير عن إنجازات المشاريع التنفيذية لتنسيق جهود الدول الإسلامية في الأوقاف.
ونظرة سريعة لعدد هذه المواضيع المدرجة في أجندة المؤتمر تقنعنا أن المؤتمرين لن يجدوا وقتاً كافياً لدراسة وتمحيص كل هذه الأجندة في الثلاثة أيام التي يضيع نصفها في العناق والتقبيل والوضوء والصلاة.
(وأكد الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي ورئيس المجلس التنفيذي للمؤتمر، على أن رسالة المسجد تأتي الدعامة الأساسية لبناء الأمة الواحدة في عقيدتها وأخلاقها وآدابها, فالمسجد يترجم رسالة الإسلام، وهو طريق لجمع الكلمة ووحدة الصف، فلا مجال لأن ينحرف المسجد عن هذه الرسالة لأن الإسلام جاء ليربي في الأمة العزة.) (الشرق الأوسط، 22 مايو 2009).
وقد تقاضى الشيخ عن حقيقة أن المسجد، ومنذ أول يوم دخل فيه محمد المدينة وبنى مسجده، أصبح المسجد أداةً للفرقة والشقاق بعد أن بنى بعض المسلمين مسجداً آخراً ودعوا محمداً ليصلي فيه، فسماه محمد مسجد الشقاق، وأمر بهدمه. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المساجد مكاناً للنيل من الخصوم المذهبيين، كما حدث أيام معاوية بن أبي سفيان عندما استعمل مساجد الشام والعراق لسب على بن أبي طالب ومؤيديه، ومن بعده استمر ابنه يزيد على نفس المنوال، بينما استعمل عبد الله بن الزبير مساجد المدينة لسب يزيد الذي سموه بالفاسق، وكما يحدث الآن في مساجد الشيعة في العراق وإيران واليمن والبحرين وباكستان، والتي يُسب فيها عمر وأبو بكر وعائشة، ويقابل ذلك مساجد أهل السنة في بقية البلاد الإسلامية التي يُسب فيها “الروافض”. ولذلك تمنع السلطات الدينية أقامة مساجد للبهائيين في مصر، وللشيعة في المملكة السعودية. فكيف يقول الشيخ صالح آل الشيخ إن المسجد هو طريق لجمع الكلمة ووحدة الصف؟ وهل توحد صف المسلمين منذ إنعقاد مجلس سقيفة بني ساعدة؟ والكل يعلم أن مملكة آل سعود وآل الشيخ قد شجعت المساجد على تبني الخط المتشدد وحشو عقول الشباب بآيات الجهاد والحور العين. ولم تتحرك الدولة لضبط المساجد إلا عندما طالتها التفجيرات التي كانت قد عمت جميع أنحاء العالم ونفذها الشباب السعودي الذي تربى في تلك المساجد. ثم ما هي رسالة الإسلام؟ هل جاء ليربي في الأمة العزة، والقرآن يقول (فإن العزة لله جميعاً) (النساء 139، فاطر 10)، أم جاء ليهدي الناس إلى عبادة رب السماء الذي سماهم عبيد الله، بدل أبناء الله. وهل للعبيد عزة؟
ثم أكد الشيخ (على أهمية تكوين قاعدة معلومات شاملة عن الأوقاف تتضمن حصر وتسجيل جميع الأوقاف في البلدان الإسلامية، ليمكن من خلال ذلك حصر وتسجيل جميع البيانات المتعلقة بالأوقاف في العالم الإسلامي، بحيث تكون هذه البيانات مشروعا رائدا ومفيدا في وجود (أطلس كشاف) عن الأوقاف في العالم الإسلامي، يوثق ويحصر ويضبط جميع أعيان الأوقاف، مبينا أن المملكة تقدمت بخطة متكاملة في هذا الشأن خلال اجتماعات الدورة التاسعة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي الذي عقد في الكويت قبل أربع سنوات) (نفس المصدر).
وهذا الطرح يُثبت أن الأمة الإسلامية أمة صوتية فقط. فالمملكة قد تقدمت بطلب إنشاء كشوفات للوقف الإسلامي قبل أربع سنوات في مؤتمر الكويت، ولم يحث شيء بخصوص التوصية، وهاهم يناقشونها مرة أخرى. والسبب أن شيئاً لم يحدث هو أن القائمين على الأوقاف مشغولون بنهبها. ففي عهد المماليك بمصر كان الرجل الغني يهب أمواله اسمياً للوقف، (والأهم من ذلك كله أن يجعل نفسه القائم على الوقف ،أى إن كل أملاكه تكون تحت يده ومحصنة من المصادرة عن طريق التنازل الظاهرى عنها ووقفها صوريا للانفاق على تلك المؤسسة الدينية ، بينما يكون النصيب الأكبر من الدخل له هو ولورثته ، باعتيارهم القائمين على الوقف.) (احمد صبحي منصور، الحوار المتمدن، 17/5/2009).
وفي مصر الحديثة (عندما راى الشيخ الذهبى ما يحدث من سرقة لأوقاف المسلمين حاول التدخل مستخدما سلطته القانونية ضد مرءوسه محمد توفيق عويضة (رئيس هيئة الأوقاف) ، فلم يفلح ، استغاث بمجلس الوزراء فاكتشف أنه يؤذن فى مالطة ، أخيرا لجأ الشيخ الذهبى الى مجلس الشعب ليشكو موظفا يعمل عنده ، وهذه سابقة لم تحدث من قبل ، وتفسيرها أن الشيخ المغلوب على أمره ذهب الى مجلس الشعب ليكشف المستور ليخلى مسئوليته وليرضى ضميره
وعوقب على ذلك بأن إغتالته جماعة التكفير كما يقولون) (نفس المصدر).
وأضاف وزير الأوقاف السعودي ( أن أحد المعلقين من رؤساء الوفود على الورقة، أكد أهمية الطرح، وقال: «لو كانت هذه الورقة لدينا منذ مدة في العالم الإسلامي وبهذه الأفكار، لما ضاع الكثير من الأوقاف) (الشرق الأوسط، 26/5/2009). فيبدو أن سرقة أموال الأوقاف متفشية في جميع الدول الإسلامية.
ثم استمر الشيخ صالح آل الشيخ، فقال: (حثنا القرآن على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، فالإسلام يشرع مخالطة الناس والتعامل معهم أيا كانت اتجاهاتهم على أساس القول الحسن والفعل الجميل، ما لم يظلموا أو يعتدوا. وأكد أن «التجديد في أمر الدين، والتجديد في وسائل الإبلاغ، والتجديد فيما يدخل في نطاق الاجتهاد، هذا من واجبات المجتهدين والمصلحين؛ لأنه لولا التجديد أو التحديث ونقل الناس إلى ما هو أفضل من التنظيمات، أو من الاجتهادات الفقهية وما أشبه ذلك، لبقي الناس بعيدين عن هذا الدين) (الشرق الأوسط، نفس التاريخ)
ولغة الشيخ هنا ما هي إلا ترديد للكليشيهات، إذ هي لا تمت لتعاليم الإسلام بشيء. فتعالوا نقرأ ما يقوله القرآن عن مخالطة الناس والتعامل معهم بالقول الحسن. (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم أولياء ولا نصيرا) (النساء 89). وكل ما فعله القوم في مكة أنهم تمنوا أن يكفر المسلمون، وهذا شيء طبيعي أن يتمنى الإنسان أن يكون الآخرون مثله. فالمسلمون عندما يبشرون بإسلامهم يحدوهم الأمل في أن يكفر الآخرون بأديانهم ويعتنقوا الإسلام. ولكن بدل أن يجادل أهل مكة بالتي هي أحسن، أوصى رب الإسلام المسلمين بأن يأخذوا هؤلاء البؤساء ويقتلوهم حيث يجدونهم. وهذا هو الحوار الإسلامي. وكأن هذا لا يكفي، نجد القرآن يحث المسلمين بمقاطعة المسلمين الذين آمنوا في مكة لكنهم لظروف خاصة بهم لم يهاجروا إلى المدينة، فقال عنهم (والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا) (الأنفال 72). فحتى المسلم الذي لم يهاجر مع محمد إلى المدينة لا يسمح الإسلام بتوليهم ومعاملتهم كأصدقاء. وأوصى محمد أتباعه في المدينة عام تسعة هجرية، أن يقاطعوا الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فأصبحوا مختلفين. ومع ذلك يقول لنا الشيخ (حثنا القرآن على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، فالإسلام يشرع مخالطة الناس والتعامل معهم أيا كانت اتجاهاتهم). ولا يسعنا هنا إلا أن نقول للشيخ، كما قال قرآنه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) (الصافات 3).
ويقول الشيخ (لولا التجديد أو التحديث ونقل الناس إلى ما هو أفضل من التنظيمات، أو من الاجتهادات الفقهية وما أشبه ذلك، لبقي الناس بعيدين عن هذا الدين)، فما هو التجديد والاجتهاد الذي قام بها فقهاء الإسلام منذ القرن الثاني عشر الميلادي عندما أقفل فقهاء الكوفة باب الاجتهاد؟ فهل ما اصدره مجلس البحوث بالجامع الأزهر من العلاج ببول الرسول ورضاع الكبير يُعتبر اجتهادا وتجديداً؟
ويستمر الشيخ فيقول (إن الإسلام هو دين القوة كما أنه دين السلام، وهو دين الاعتدال والحوار والاحترام للآخر.) ياله من إدعاءٍ أجوف. احترام الآخر هو قوله (حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون).
(وشدد المؤتمرون على أهمية الاتصال مع الآخر، كون الغرب دأب على أن يقدم مصطلحات جديدة ينسبها إلى الإسلام والمسلمين بغرض تغريب الفكر الثقافي الإسلامي وتقديم أجندة خاصة من جانبه عن طريق صياغة مقترحات عن الإسلام في أساسها سيئة السمعة في الغرب مثل الأصولية والإرهاب وغيرها، وذلك نوع من الغزو الثقافي الحوار.) (نفس المصدر)
وهل نلوم الغرب إن صاغ مقترحات سيئة السمعة عن الإسلام بعد أن بنى لهم المساجد وآواهم من خوفٍ وأطعمهم من جوع، ثم جاء الشباب السعودي ليفجر برجي التجارة بنيويورك، وجاراهم الباكستانيون بتفجير قطارات وبصات لندن، وجاراهم الأصوليون الجزائرون والمغاربة بتفجيرات مدريد وباريس؟ ألا يعرف هؤلاء الشيوخ قول الحق، والحديث يقول لهم (قل الحقَ ولو كان مراً) (كنز العمال للمتقي الهندي، ج15، حديث 43572).
(ومن جهته اعتبر القاضي محمود عبد الحميد الهتار وزير الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية أن الأمن الفكري يعد أساسا للأمن المجتمعي، ذلك لأن كل عملية إرهابية لا بد لها من فكر تستند إليه وتنطلق منه أيا كان ذلك الفكر، سواء أن كان دينيا أو غير ديني، مشددا على أن الفكر لا يواجَه إلا بالفكر، وأن المشكلات الفكرية لا تُحَلّ إلا عن طريق الحوار، معربا عن اعتقاده أن الحوار والمناصحة يمثّلان أفضل الحلول لهذه المشكلات.)
وقد أصاب القاضي اليمني في أن الإرهاب لا بد له من فكر يستند إليه وينطلق منه، وأن الحوار هو الحل الأمثل. فمقولة الإسلاميين أن الإرهاب لا دين له، مقولة كاذبة أكد كذبها القاضي اليمني في كلمته، كما أكدنه جميع النفجيرات في العشرين عاماً الماضية، إذ لم يحدث أي تفجير قام به شخص غير مسلم. ولكن لأن القاضي محمود وزير في دولة الإرهاب اليمنية التي تكمم أفواه مواطنيها وتحرمهم الحوار، لم يتعرض الوزير لاعتقال وسجن المعارضين ومنع الصحف من الصدور في بلاده لأن آراءها تختلف عن رأي الحكومة. وكان الأولى به أن يقدم نصيحته تلك للرئيس علي عبد الله صالح الذي يسمح لوعاظ السلاطين المتراكمين حول قصره الرئاسي بأن يصدروا فتاوى تكفر جميع أعضاء الحزب الإشتراكي اليمني.
وقد قالت وزيرة حقوق الإنسان باليمن، السيدة أمة العليم السوسوة، في مقابلة مع الشرق الأوسط: (أتمنى أن تُعطى مساحة من الحريات للمعارضة اضافة للموجودة حالياً، ونحن في وزارة حقوق الانسان نطالب بمساحات أكبر لأن ذلك سيكون في مصلحة اليمن ولأنه من حق كل ألوان الطيف السياسي أن يعبروا عما يريدون من تصورات للمستقبل وأن يكون صوتهم عالياً وأعتقد أنه لا توجد أي حساسية لأن الطبيعي هو تعدد الرؤى ولكن لدى الجميع في النهاية ثوابت في السياسة اليمنية يتفق عليها من هو في المعارضة ومن في الحكومة) (الشرق الأوسط). فحتى السياسة جعلوا لها ثوابت تتفق عليها الحكومة والمعارضة، مع أن السياسة هي فن الممكن، وهدفها مصالح الدولة، وتتغير مواقف السياسيين كما يتغير الطقس في البلاد الغربية، ولا يمكن أن يكون بها ثوابت. لكن يبدو أن ثوابت الإسلام تنسحب على كل شيء له علاقة بالمسلمين.
وأضافت (تلقينا رسالة وجهت إلينا من الحزب الاشتراكي تفيد أن هناك بعض المناهج في التربية والتعليم تدعو لتخوين الحزب وتكفر أعضائه. وبموجب هذه الرسالة قامت وزارة التربية والتعليم بعمل ورشة عمل كاملة منذ ثلاثة أسابيع للبحث في الكتب المدرسية بمستوياتها الدراسية عن هذا المضمون.) (نفس المصدر). وهذا هو نوع الحوار الإسلامي الذي يُكفّر من يختلف عنهم في الرأي ويربي قادة المستقبل على ذلك التكفير بحشو عقولهم بالمناهج التكفيرية.
أما مفتي السعودية الشيخ آل الشيخ فقد قال (إن عالمنا الإسلامي جزء من ذلك العالم، والعالم الإسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام ومن جرأة بعض المنافقين على قضايا الأمة وعبادتها وثوابتها، كما يشكو من ضعف فكري عند بعض أبناء المسلمين مما يستدعي من بعض العقلاء والمفكرين والمسؤولين أن يوحّدوا صفهم ليضعوا الخطط المناسبة لإنقاذ الأمة.) فليت مفتي السعودية يتصل بالرئيس البشير قائد ثورة الإنقاذ الذي أنقذ السودان بفضل أسلمة قوانينه وجلد صحافياته وسجن معارضيه. والشيخ المفتي يجزم أن العالم الإسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام وجرأة المنافقين على قضايا الأمة، ويغمض الشيخ عينه عن تآمر الدول الإسلامية على بعضها البعض وعن نفاق “علمائها” آكلي أموال الأوقاف، وعن فساد حكامها الذين هم أولو الأمر (وأطيعوا أولي الأمر منكم)
فالشيخ هنا يضرب بالحوار عرض الحائط ويتهم المسلمين الليبراليين الذين ينتقدون منهاج الكبت والتعصب في السعودية، بأنهم منافقون يتهجمون على ثوابت الأمة وعبادتها. وليت الشيخ المفتي يعرف أن الحياة ليست بها أي ثوابت غير الجماد. كل شيء من تعاليم وتقاليد وعادات ولغات، يجب أن تتحرك وتواكب عصرها وإلا انقرضت. فحتى الرمال التي تحيط به في الربع الخالي وفي صحراء الرياض ليست ثابتة، بل متحركة مع الرياح.
الورقة الوحيدة في المؤتمر التي تستحق أن تُسمى ورقة، هي ورقة الدكتور المصري سالم عبدالجليل، التي قُدمت في الجلسة السادسة بعنوان «التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات»، عن أهم وسائل تجديد الفكر الإسلامي، والتي تتمثل في تدريس مادة مناهج البحث العلمي في المدارس والجامعات الإسلامية، والتركيز على نشر البحوث التي تتناول التراث وإخراجه بشكل يتلاءم مع المستجدات العلمية الحديثة، وربط بحوث الدراسات الحديثة بمشكلات العصر. وطلب طرح الحلول القابلة للتنفيذ مثل مشكلات الأمية والفقر والمرض والتخلف والهزيمة النفسية.
ولا أعتقد، رغم ورقة الدكتور سالم، أننا سوف نتخلص من إدعاءات شيوخ الإسلام الفارغة، والتي تتعارض تعارضاً تاماً مع نصوص القرآن والأحاديث. فعقليتهم هي عقلية المنهزم التي تبالغ في إعطاء صورة معاكسة للواقع، كما كان يفعل الإذاعي المصري أحمد سعيد أيام حرب الأيام الستة مع إسرائيل، عندما كان يجهش بالبكاء ويصيح أن الجيوش العربية أضحت على بُعد عشرة كيلومترات من تل أبيب، وتهلل له الجموع المغلوبة على أمرها.
ورغم إدراج فقرة “التنصير في بلاد المسلمين” في أجندة المؤتمر، لم يحتو البيان الختامي عن أي شيء يتحدث عن التبشير. فالتبشير بالنسبة لهم هو السماح لهم بنشر الإسلام في الغرب بالكذب والخداع وزواج النساء الغربيات وتحويلهن إلى الإسلام، أما أن يعاملوا المسيحيين بالمثل ويسمحوا لهم بالتبشير في بلاد المسلمين، فهذا “تابو” يحرّمه الإسلام لأن الدين عند الله الإسلام فقط، ولأن دين الإسلام من الهشاشة بحيث لا يستطيع أن يقف أما التبشير المسيحي. وكم من مسيحي سُجن وعّذب في الجزائر ومصر والسودان والمغرب بتهمة التبشير للمسيحية. الكيل بمكيالين هو القاعدة في بلاد الإسلام، رغم أن القرآن يقول لهم (واوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ لكم وأحسن تأويلا) (الإسراء 35). وللأسف فسوف يظل المسلمون يقولون مالا يفعلون، ولذلك أتى فقهاؤهم بمقولة (اتبعوا أقوال العلماء ولا تتبعوا أفعالهم) لأن أفعالهم فعلاً مشينة.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 1 Comment

الإسلام يزرع الجهل والخزعبلات في أتباعه

كامل النجار

الأديان وليدة مجتمعاتها، وبالتالي تأتي بصورة تعكس طبيعة تلك المجتمعات. عندما كانت المجتمعات تتكون من ما يسميه علماء الاجتماع hunter gatherer أي الإنسان الذي يصطاد الحيوانات ويجمع الثمار من الأشجار، كانت سرعة الحركة والتنقل من سمات تلك المجتمعات، ولذلك كان إلههم صنماً صغيراً يسهل حمله معهم أينما حلوا. وباكتشاف الزراعة واستقرار المجتمعات، بدأت فكرة الآلهة المتعددة والمتخصصة في شتى فروع الحياة الإنسانية، بخيرها وشرها. وكانت هذه الآلهة تسكن السماء. وكل الأديان الحديثة، سواء ما يُسمى منها سماوية أو فلسفيه، نتجت في مجتمعات زراعية مستقرة تعرف وتعتني بالزراعة والري، ولذلك سموا آلهتهم بأسماء تعكس هذه المتطلبات الدنيوية، مثل إله البحر، وإله السحاب وإله الخصب وما إلى ذلك.
الإسلام هو الدين الوحيد الذي بدأ في صحراء جرداء، عند قومٍ لم يعرفوا الاستقرار ولا السلطة المركزية، وتسيطر على طبيعتهم عوامل الصحراء القاسية، والتي تتطلب نصرة القبيلة لأن الفرد في صحراء الربع الخالي لا يختلف عن ذرات الرمال التي تحيط به، فلا بد له من عُصبة تحميه من الطبيعة ومن القبائل الأخرى. ولذلك قال محمد (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما). فالانتماء للإسلام عند المسلم هو بمثابة القبيلة التي تحميه من القبائل الأخرى. ولما كانت القبيلة تعجز عن حماية الفرد من الموت والمرض والعوامل الطبيعية، احتاج إنسان الصحراء إلى قوى فوق الطبيعة وغير مرئية له لتساعده، فخلق منظومة الجن والسحر واعتقد أن الجن يستطيع أن ينصره ويضر بأعدائه، ويجلب له الخير إذا رضي عنه، أو الشر إذا غضب عليه.
ولما كان الجهل هو سيد الموقف في الصحراء، والقاعدة تقول إن فاقد الشيء لا يعطيه، جاء محمد بدين لا يفهم رائده عن الطبيعة أكثر مما يفهمه البدوي العادي، ولذلك تبنى محمد كل معتقدات قبائل الصحراء وجعلها جزءاً مهماً من دينه الجديد. ومن أوائل السور المكية في قرآنه الجديد، كانت سورتا المعوذتين (قل أعودذ برب الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجِنةِ والناس). ثم (قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب. ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسدٍ إذا حسد).
ولكي يثُبت لأتباعه من البدو أن الكُهان يستطيعون أن ينفثوا في الخيط ويعقدونه وتستمر تلك العقد في احتواء الشر والأذي للناس إلى أن يقرأ محمد عليها القرآن، فيبطل مفعولها، أتى بقصة مرضه الذي سببه له أحد اليهود عندما نفث في خيطٍ إحدى عشرة عقدةَ ودفنه في بئر. فمرض محمد وأوشك على الهلاك لولا مجيء جبريل بالرسالة السماوية التي كشفت لمحمد مكان النفاثات في العقد، فأخرجوا الخيط من البئر وقرأ محمد المعوذتين (ومجموع آياتهما إحدى عشرة آية) فشُفي محمد لتوه.
فبدل أن يحاول محمد محاربة السحر والدجل، كما فعلت اليهودية قبله، جارى ما وجد عليه آباءه. والمثل الإنكليزي يقول: if you can’t beat them, join them. وهاهو محمد قد شاركهم جهلهم وخرافاتهم لأنه لم يكن مؤهلاً علمياً لمحاربة الجهل والخرافة، وكما قلنا: فاقد الشيء لا يعطيه.
وزاد محمد من توطين الخرافة في مجتمعه بآيات عديدة من القرآن تؤكد وجود الجن والشياطين والسحر الذي أنزله الله من السماء وبعث به الملكين هاروت وماروت إلى بابل ليعلموا الناس السحر الذي يُفّرق بين الرجل وزوجته، فقال (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) (البقرة 102).
فهاهو رب محمد يرسل الملكين ليتعلم منهما الناس ما يضرهم ولا ينفعهم. ولكن هذا الضرر الذي يحاول الساحر إنزاله بالمدعو عليه، لا يصيبه إلا بعد أن يأذن الله للسحر بالعمل. فالله شريكٌ في ضرر الناس مع السحرة. ولتوكيد مفهوم السحر والجن والشياطين، أتى محمد بسورة كاملة سماها سورة الجن، وبها ثمان وعشرون آية، أي تقل بعشر آيات فقط عن سورة محمد نفسه. وجعل محمد لهذا الجن مقدرات فائقه تجعله يسنطيع أن يغيّر حتى الوحي الإلهي، كما حدث في قصة الآيات الشيطانية (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) (الحج 52). فكيف يستطيع البدوي مقاومة جن أو شيطان بهذه القوة والمقدرة، فليس أمامه إلا أن يقرأ عليه القرآن ليستعيذ به، وبالتالي يصبح القرآن هو المسيطر على حياته.
ثم تطور استفحال الجهل في الرسالة المحمدية لدرجة أن الإنسان العادي، وليس الكاهن فقط، يستطيع أن ينظر إلى إنسان آخر أو حيوان، فيصيبه بالعين الشريرة التي تقضي عليه بالمرض أو بفقدان ثروته أو بتطليق زوجته. وجاء محمد بآية قرآنية تؤكد هذا الخوف (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) (القلم 51). فالذين كفروا كادت أعينهم أن تزلق محمد. يقول النيسابوري في سبب نزول هذه الآية: (نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه ،وكانت العين في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها ثم يقول: يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه، فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر) (أسباب النزول للنيسابوري، سورة القلم، الآية 51). فلو كان فينا من بني أسد عددٌ كبير لما احتجنا لكل الجيوش العربية لحرب إسرائيل، فكان يكفي أن ينظر بنو أسد إلى الإسرائيلي فيقع ميتاً أو مريضاً.
ومن مفهوم هذه العين اللعينة ظهرت منظومة الحسد. وكالعادة جاء محمد بآيات تدعم هذا المفهوم: (أعوذ برب الفلق …. ومن شر حاسدٍ إذا حسد) (سورة الفلق). ثم أردف في سورة النساء في ذم اليهود (أم يحسدون الناسَ على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيما) (الآية 54). مع ملاحظة أن اليهود هم نسل إبراهيم من ابنه إسحق (حسب التراث الإسلامي واليهودي)، فكيف يحسدون المُلك في أنفسهم؟
وبالطبع عشعش الحسد واستفحل في المجتمعات الإسلامية حتى أصبح المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يعلقون الخرز الأزرق على أطفالهم خوفاً من العين. وفي العراق وبعض البلدان الأخرى يعلقون على أبواب منازلهم كفاً من خشب أو غيره، به فتحة في منتصف الكف على هيئة العين، ليكف ذلك الكف عين المارة من أمام ذلك البيت فلا يحسدون ساكنيه، كأنما بيتهم قصر من قصور سليمان أو بلقيس.
ولباس الخرز، الأزرق منه والأحمر، عادات أتت إلينا من القبائل الإفريقية البدائية التي يحب أفرادها التزين بالألوان الصاخبة وبريش النعام أو ريش الطاؤوس الملون. وقد استغل عرب ما قبل الإسلام هذه القبائل البدائية وباعوهم الخرز مقابل العبيد والإماء والأحجار الكريمة. وجاء الإسلام فجعل الخرزة الزرقاء وقاءّ من العين. وقال محمد في أحد أحاديثه (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) (الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطي، ج2، سورة النساء، الآية 54). وأخرج البيهقي عن أبي هريرة أن محمداً قال (لا يجتمع في جوف عبدٍ الإيمانُ والحسد). ولذلك عندما يرى المسلم طفلاً جميلاً ويقول إنه جميل، ترتفع الأصوات ب (ما شاء الله). ولأن المسلم يردد كالببغاء دون أن يعي ما يقول، نجده يردد “ما شاء الله” دون أن يفكر فيما يقوله. فكيف يمكن لمقولة “ما شاء الله” أن ترد العين عن الصبي الجميل؟ فالقرآن يخبرنا أن السحرة الذين تعلموا من هاروت وماروت لا يضرون أحداً إلا بعد أن يأذن لهم الله. فلو كان الله قد قرر أن يصيب ذلك الطفل بالأذى من عين الحاسد، فسوف يصيبه الأذى لأن ما قدرّه الله لا يُرد. وكل شيء يحدث بمشيئته. فمقولة “ما شاء الله” فقط تؤكد أن الضرر يحدث بمشيئته، ونحن نعلم هذا مسبقاً. فلماذا تكرار هذه المقولة؟ وهذا التكرار الأعمى لا يختلف عن تهليلهم “الله أكبر”. فشبه الجملة هنا ناقص المعنى ولا يفيد السامع شيئاً. لو قالوا “الله كبير” لعرفنا قصدهم. أما أن يقولوا “الله أكبر” فلا نفهم منها شيئاً. فهو أكبر مِنْ مَنْ؟ هل هو أكبر من الشخص، أم من الصنم أم من العالم بأسره؟
وما هو هذا الحسد الذي جعل أصحاب البصات المهلهلة في المدن والقرى الإسلامية يكتبون بالخط العريض على بصاتهم (عين الحسود فيها عود)؟
(الحسد هو أن يتمنى الرجل زوال النعمة عن صاحبه سواء تمناها لنفسه أم لا، وهو حرام. والغبطة أن يتمنى لنفسه مثل ما لصاحبه وهو جائز. قال الكلبي لا يتمنى الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا خادمه ولكن ليقل اللهم ارزقني مثله) (تفسير البغوي، ج1، سورة النساء، الآية 33). يقول الكلبي هذا وكان يجب عليه أن يستغفر الله له ولنا، لمنعه الرجل من أن يتمنى امرأة أخيه، وقد تمنى محمد امرأة ابنه بالتبني.
ويقول النسفي في تفسيره (الحسد هو الأسف على الخير عند الغير) (تفسير النسفي، ج1، سورة البقرة، الآية 83). بينما يقول الحافظ المنذري (تصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه على عاتقه ،أنا ملك الحسد. إنه كان يحسد الناس ممن يتعلم ويعمل بمثل عمله، وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم. أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري) (الترغيب والترهيب للحافظ المنذري، ج1، افتتاح الكتاب في الإخلاص واتباع السنة). ويقول نفس المنذري (والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمحسود لا تمني زوال تلك النعمة عنه فإن ذلك الحسد المذموم) (نفس المصدر، ج2، كتاب قراءة القرآن). ويقول القاموس المحيط (حَسَدَهُ الشيءَ، وعليه، يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحُسوداً وحَسادَةً، وحَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّلَ إليه نِعْمَتُه وفَضيلَتُه، أو يُسْلَبَهُما، وهو حاسِدٌ من حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدَةٍ، وحَسُودٌ من حُسُدٍ. وحَسَدَنِي اللهُ إن كنْتُ أحْسُدُكَ، أي: عاقَبَنِي على الحَسَدِ. وتَحاسَدوا: حَسَدَ بعضُهم بعضاً) (القاموس المحيط، للفيروزآبادي، باب الحاء).

فإذاً الحسد قد يكون تمني زوال نعمة الغير، أو تمني انتقال تلك النهمة للحاسد، أو حتى غبطة الحاسد وتمني أن تكون له نعمة كنعمة المحسود، دون زوال نعمة الأخير. ولا يختلف تعريف الحسد في القاموس الإنكليزي. فكلمة حسد envy، تعني في القاموس الإنكيزي:
Mortification or ill-will, or longing occasioned by others good fortune
وكلمة mortification تعني إماتة الجسد أو الشهوات. فالحاسد الغربي يحاول أن يقتل رغبته بما عندك، أو قد يتوق لأن يملك مثل ما تملك، وفي حالات أخرى قد يكن لك نوايا سيئة. ولكن في الغالب عندما يقول لك الشخص الغربي إنه يحسدك على عملك أو على رحلاتك فإنما يتمنى أن يكون مثلك. وفي بعض الأحيان عندما يكون عملك شاقاً، قد يقول لك أحدهم:
I do not envy you
فلا نجد هنا أحاديث عن يسوع أو موسى تهدد الحاسد بعقاب رادع، ولا وجود لملك الحسد الذي يمنع أعمال العبد من الصعود ‘لى السماء السادسة وما فوقها.

فالغيبيات اللا معقولة، مثل الجن الذي يسكن جسم الإنسان ويشاركه في معاشرة زوجته، ويستخرجه الشيخ بالضرب المبرح الذي قد يؤدي بحياة المصاب، والشياطين، وإبلبيس الذي نكيل له اللعنات صباح ومساء، والعين، والحسد، والشفاء الذي نطلبه في جرعةٍ من عسل أو كيةٍ من نار، وآيات القرآن التي نكتبها على اللوح ونمحوها بماء نشربه للعلاج، والتمرغ بأضرحة الأولياء ليخاطبوا الله نيابةً عنا حتى يمنحنا ما نطلب منه، رغم أنه يقول في القرآن (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (لبيقرة 186)، كل هذه الخزعبلات لا نجدها إلا في الإسلام. فهل هناك أي أمل في أن تتقدم هذه الأمة لتلحق بركب الحضارة؟

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

وين ننطي وجهنا ياناس

محمد الرديني

الداخلية تكول ان اداراتها مخترقة وبعد ما باقي الا ان تكمل “حاميها حراميها”.
ادارة هيئة النزاهة اصبحت بينها وبين النزاهة مثل الحية و”البطنج”.
دولة القانون تؤكد وجود فساد اداري ومالي لدى معظم العاملين مع دولة رئيس الوزراء.
دماء العراقيين يسيح بالشوارع ولا احد يلتفت لا بل هناك من يستغل الفرصة ل”يشلح” المتوفي مايلبسه.
مسؤول امني تجول امس في الكاظمية وشاهد احدى السافرات فاصدر اوامره الملكية بمنع السافرات من دخول الكاظمية.
كما صدرت الاوامر بتشكيل شرطة للآداب تراقب من لايحترم الزي الاسلامي رجالا ونساءا.
معقولة بس الساكنين بالمنطقة الخضراء عندهم آداب واولاد الملحة كفرة وملحدين وزنادقة؟.
زين.. بعد هذا وين ننطي وجهنا؟.
خلي ناخذها من الاول ونشوف وين تاليها.
الداخلية اكدت امس ان اجهزة فحص المتفجرات اودت بحياة الكثير من العراقيين! يعني ببساطة هذه الاجهزة بدل ما تفحص المتفجرات “تغلس” عنها وتسمح لها بالمرور الى حيث الاسواق العامة ومواقف الباصات وبوابات الدوائر الخدمية.. وخلي يموت كم واحد ،شنو يعني؟ واكيد من الكم واحد خريجين عاطلين عن العمل وكم بطّال عطّال، شفتو الحكومة كيف توفر عليكم، تريد تفسح المجال للاخرين حتى ياخذوا دورهم في بناء الوطن.
المهم راس الوزير سالم واهله واقربائه بخير، هذا هو المهم ،اما اللي ماتوا قبل يومين في سوك مريدي فذولة “شروك” او معدان حياتهم و موتهم سوا.
والسونار وما ادراك ما السونار فامره عجب حين ظهر في احدى ليالي رجب، وفي تلك الليلة العصماء،اقصد امس، حيث يفتقد البدر قال عقيل الطريحي مفتش عام وزارة الداخلية في تصريح صحفي “أعتقد أن هذا الجهاز أسهم في هدر وسفك دم العراقيين لأنه لم يكن فعالا بالدرجة المطلوبة”.وأضاف أن “تقريرا صدر عن قيادة عمليات بغداد أشار إلى أنه في منطقة واحدة استخدم فيها جهاز الكشف (أيه دي آي 651) إضافة إلى وسائل أخرى، تم كشف 19% فقط من الهجمات بالقنابل”.
وأوضح أن الداخلية أنفقت أكثر من 143,5 مليار دينار عراقي (حوالي 119,5 مليون دولار) لشراء أجهزة كشف من هذا النوع عام 2007، عندما “كان البلد في شبه حرب أهلية والإرهابيون يمارسون التفجيرات على نطاق واسع، وكان هذا الجهاز معروضا”.
تصوروا ياناس الاخ يعتقد وموت العراقيين بالنسبة له مجرد ظن واعتقاد.
بشرفكم هذا مفتش بالداخلية لو حشاش ب”عكد” النصارى.. ولكم ياعمي حتى الحشاش يمر في حالة صحو ويكون كلامه مثل العسل.
الطركاعة الثانية جاءت من السيد النائب عزيز العكيلي امس اذ وضع مئات الكيلوغرامات من الملح على جروحنا حين كشف عن ارتفاع نسبة الفساد الاداري والمالي واستشرائه في جميع مؤسسات الدولة وارتفاع مستوى الفساد على الرقابة، عازيا ذلك الى” ضعف ادارة هيئة النزاهة وارتباط المفتشين بالوزارات وبقائهم تحت “رحمة ” الوزير”. بحسب قوله.
و”ان احد اسباب استشراء الفساد هو الروتين القاتل بين الهيئات والجهات وكادر هيئة النزاهة ورئيس الهيئة الذي يرأس هيئة النزاهة اضافة الى رئاسة هيئة دعاوى الملكية وان هذا الشيء خطأ فادح حيث ان رئيس الهيئة لم يسيطر على ادارة هيئة النزاهة فكيف يمكنه ادارة الهيئتين في ان واحد ويجب فصل ادارة الهيئتين”. واضاف ان “المؤسسات الرقابية وهي ديوان الرقابة وهيئة النزاهة ومفتشي الوزارات ليس لديهم الحق في محاسبة الوزير وان المفتش العام في وزارة معينة هو تحت رحمة الوزير .مبينا ان, الكثير من المفتشين يشكون من الامور التي تعطل داخل الوزارة برغبات الوزير”
الملح الذي اقصده هو ماقاله ايضا مصدر مقرب من الحكومة حول منح اكثر من 75%من الدرجات الوظيفية الشاغرة الى أقارب المسؤولين ومن جاء بتوصية منهم، وان الحكومة تبحث عن الية لمنع احتكار اصحاب النفوذ لتلك الدرجات”اكو خوش تتن بالحلة”.
مسكين هذا المصدر، انه يبحث عن طريقة جديدة في اللطم واذا تبرع احدكم في مساعدته فسيكون اجره عند الله سبحانه وتعالى خصوصا حين يقول ان “المسؤول عن توزيع الدرجات الوظيفية يجد نفسه امام كم هائل من الوساطات قد تفوق ما بجعبته من درجات وظيفية بمجرد الاعلان عن إطلاقها في موازنة الدولة”.
ولكن هذا المصدر ولأنه يخاف من الكواتم فقد استدرك قائلا فيما يشبه النكتة إن “الامر لا ينطبق على الجميع فعدد من المسؤولين يقومون بتوزيع الدرجات الوظيفية بشكل عادل ولكن يأخذ أقاربه بعين الاعتبار”.
شفتوا كيف العدالة .. بعض المسؤولين يضعون الله بين اعينهم فهم يأخذون اقاربهم بعين الاعتبار .. بيها شي؟.

Posted in فكر حر | Leave a comment

حبيبي من اين لك هذه الطائرة؟

محمد الرديني

لو اشترى بيل غيتس قارة من القارات الخمس لما اثار حفيظة احد..ولو اشترى اسطولا من الطائرات وسلسلة لاتحصى من فنادق السبع نجوم لما اعترض احد.
فهذا الرجل الذي حاز على اعجاب شعوب الارض بدءا من سكان السيبة في جنوب العراق وانتهاءا بالشباب المراهقين في هضبة التبت والذي بدأ حياته مع الكمبيوتر وهو لم يزل في الرابعة عشرة من عمره، له كل الحق ان يفعل مايريد،كيف لا وهو العصامي الذي قدّم للبشرية البيان رقم 1 في ثورة المعلومات.. كيف لا وهو الان يتقاضى 20 مليون دولار يوميا بعرق جبينه.. لم يسرق، لم يسطو على نفط بلاده،لم يرافقه جيش جرار من الحماية اين ما رحل، لم يوقع عقودا وهمية للكهرباء او السونار ولم..ولم.
كانت آخر مآثره انه صرف راتبا تقاعديا لعائلة الشابة الباكستانية التي كانت “فلتة” في الكمبيوتر قبل ان تموت.
انه انسان بمعنى الكلمة ،لم تغره مظاهر الحياة بل مازال يسعى ليقدم للبشرية اروع ما عنده.
ومع هذا فهو لم يملك طائرة خاصة رغم حاجته الماسة اليها، ولايملك قصرا على الريفيرا رغم انه وبجرة قلم يستطيع شراء الريفيرا ومن فيها.
ظل محافظا على تاريخه الشخصي.. تأريخ الكفاح والعمل من اجل البشرية.
اللهم لاحسد.
اللهم زد وبارك.
لست بصدد ان اسأل الزعيم الشاب مقتدى الصدر عن كيفية امتلاكه لطائرة خاصة وكيف؟. ولكني اعرف مثل كل البسطاء في هذه المعمورة ان الطائرة الخاصة تكلف الملايين سنويا حتى ولو كانت جاثمة على الارض.
فهي بحاجة الى طاقم يقودها وبالتأكيد تصرف لكل واحد منهم راتب حسب الاهلية عدا ان راتب ملاح الطائرة ومساعده يفوق راتب عميد في كلية من كليات التعليم العالي والبحث العلمي التي ستبنى فيها جوامع ذو منارتين.
وهي ايضا بحاجة الى طاقم فني يجري عليها الصيانة بشكل دوري ولكل واحد منهم راتب يفوق وارد الحاج زبالة من عصيره لمدة سنة كاملة.
وهي بحاجة ايضا لطاقم غذاء يجهز الطائرة بالمأكولات والمشروبات في كل اقلاع وهذا الطاقم يستلم راتبه من شركته الخاصة ولكن الذي يدفع هو صاحب الطائرة.
الطائرة ايضا بحاجة الى قطع غيار للاستدامة، وهذه القطع غير متوفرة محليا ولابد من استيرادها من بلاد الكفار، والاستيراد يشمل سعر القطعة مع العمولة مع تكاليف الشحن الى بلد المسلمين ثم الى مكان الطائرة الجاثمة.
لاندري كم سعة خزان الوقود الذي صمم في هذه الطائرة ولكن المعروف ان خزان الطائرات العادية وليست العملاقة يستوعب اكثر من 5 اطنان من الوقود ويمكن لأي مطلّع على اسعار وقود الطائرات ان”ينورنا” بها وبسعر هذه الايام.
لاننسى طاقم الحماية الذي سيكون مرابطا ليل نهار جنب الطائرة خوفا من ارهابي يضع كمية من السكر في خزان الوقود.
لسنا معنيين بتكلفة الطائرة ولا حجمها ولا لونها ولا الحناء التي على جدرانها، ولكن ولأننا من اتباع هذا الدين الحنيف اعتقد انه يحق لنا ان نتساءل عن ضرورة امتلاك رجل دين مثل مقتدى الصدر لطائرة خاصة؟.
ويقسم كل الذين رأواه وهو يقرأ احدى الصحف في طائرته الخاصة انهم لايكنون اي حسد او غيرة منه ولكنهم يتساءلون عن السبب.
فاذا كان كثير الزيارات الى ايران فيمكن لحكومة قم ان تبعث له طائرة خاصة في كل مرة رغم اننا لانعتقد ذلك لأنه اصبح من المغضوب عليهم في الايام الاخيرة.
واذا كانت له زيارات مكوكية الى كردستان العراق فطائرات الهليكوبتر متوفرة والحمد لله ورأسمالها مكالمة هاتفية موجزة الى سعادة رئيس الوزراء.
واذا كانت له زيارات مكوكية اخرى لدول الخليج فحكامها “غصبا” عليهم يبعثون له طائرة بل اسطول طائرات خاصة كما فعلت الكويت.
اذن لماذا؟.
هل يمكن القول ان الطائرة الخاصة اكثر امانا ضد الارهاب من سيارات مونيكا؟.
افتونا يرحمكم الله.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment