وليمة تأسيس الدستور المصري !

صلاح الدين محسن

كما لو كانت جمعية تأسيس الدستورالمصري الجديد . قصعة ثريد – فتة كوارع مصرية بالثوم , أو فتة عدس , او فتة باللحمة الضاني – .
الكل يريد الاشتراك فيها , ولهط نصيبه وحقه الوطني , من القصعة الدستورية ..!
أغلب فئات وطوائف الشعب غاضبة من تداعي وتكأكؤ الجماعات الدينية – الاخوانية والسلفية بالذات – حول قصعة الثريد الدستوري . و استيلائهم . علي أغلب المقاعد ..

ان جمعية – أو لجنة – وضع الدستور . تضم عددا كبيرا جدا .. ومطلوب الزيادة ! .
هل يحتاج تأسيس دستور للبلاد . لكل هذا العدد ؟!
أفضل اجابة علي السؤال . نجدها عند أستاذ القانون الدستوري , الذي شارك في وضع دستور تركيا , وشارك في وضع دساتير مصرية سابقة في أكثر من عصر . انه الأستاذ الدكتور ” ابراهيم درويش ” في حديث هام , أجراه منذ مدة , مع قناة الحياة .
فلمن كان يتكلم رجل بهذه الأهمية ؟! وكيف لانسان عاقل له ثمة صلة بتأسيس دستور للبلاد , ألا يستمع لما قاله , منذ وقت كاف ؟

قال الفقيه الدستوري ” في أمريكا عام 1977 , انتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور , والذين كتبوه كُتاب ومفكرون , وليس من بينهم أستاذ قانون واحد . ولا كانون نوابا في البرلمان الأمريكي .. وضعوا الدستور الأمريكي من 7 مواد , تونس أخذت هذا النموذج ” . – وقال أيضا ” الدساتير ذوات ال 100 مادة و500 مادة , موضة انتهت ” .
لعل الكلام مفهوم وواضح ..

ونضيف : — أعضاء تاسيس الدستور . يجب أن يكونوا ممن يدينون بالولاء لمصر وابو مصر واللي في مصر – دون غيرهم – . لأنه دستور للشعب ولمصر .
الدستور يتم وضعه لأجل شعب ووطن . وليس لاجل دين ما – الدين في المعبد – , ولا لاجل الله . فالله في قلوب المؤمنين به لا في الدستور . فالله يجلس علي كرسيه فوق , والشعب أدري بأمور دنياه .

الشعوب المحترمة . لا تحتاج لمساعدة السماء , ما دامت هي تسكن في الأرض .. وطالما كان لديها رجال , لهم عقول بداخل رؤوسهم . فانها لا تتغابي ولا تحب الغباء و تنبذ المتغابين , و تصنع دساتيرها وقوانينها بنفسها .

لذا لا يؤتمن جانب مفكرين وكتاب ونشطاء . يدينون بالولاء للأديان وللعرقيات بأكثر من الولاء للوطن عامة , وللشعب ككل .
ومن هنا فالجديرون بوضع دستور جديد هم : مجموعة مفكرين وشعراء وكتاب . من غير المنحازين لدين بعينه , ولا لعرقية بذاتها , ولا متشنجين لقومية ما من القوميات .. من غير المتربصين بحقوق النساء في المساواة والعدالة … وانما انتماؤهم وانحيازهم لشعب مصر ككل , ولمصر كوطن حر مستقل .

حديث دكتور درويش . منشورا علي اليوتيوب بالانترنت :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=2UPsQYGdA6U
— مقالنا ” لحن فلسفي لفقيه القانون الدستوري ! ” : الحوار المتمدن-العدد: 3682 – 2012 / 3 / 29
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=301091
مقال آخر ذو صلة ” رؤية لدستور جديد في مصر ” الحوار المتمدن-العدد: 3272 – 2011 / 2 / 9 :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245170

********************** *

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رئاسة الوزراء العراقية تنتظر محمد تميم

محمد الرديني

من بين الروايات التي نالت شهرة عراقية هذه الايام هي قصة وزير التربية العراقي محمد تميم وعلاقته مع العرافات من جهة وانكبابه على قراءة كتب المتنبأ امسترداموس.
ويقال انه كان يزور احدى العرافات في بيتها في الجوادر في آخر الليل لتقرأ له مستقبله قبل ان يصبح وزيرا.
وقيل ان هذه العرافة التي التقى بها مندوب احدى وكالات الانباء المحلية ذكرت له ان محمد تميم سيكون له شأنا وأي شأن في مستقبل العراق.
وحين استلم وزارة التربية وتربع على عرشها منذ فترة توطدت علاقته مع العرافة اياها التي اهدته كتاب داموس الخاص بتنبؤات المستقبل على المستوى المحلي والعالمي.
وقالت له وهي تودعه عند عتبة الدار :سيتكالب عليك المغرضون والحاقدون وسيتهموك بالفساد المالي والاداري ويلفقوا لك تهما ما انزل الله بها من سلطان فكن قويا ولا تبالي فانهم حاسدون لك خصوصا وانك سوف ترتقي سلم المجد تباعا.
وانكب تميم على قراءات التنبؤات الداموسية غير عابىء بالحاح مجلس البرطمان العراقي الذي طلب استجوابه اكثر من مرة ليقدم له تفسيرات عن الفساد المستشري في وزارته.
وذكر احد اعضاء البرطمان ان التعيينات في هذه الوزارة ليست عادلة
وخصوصا في محافظة كركوك.
ولكن الغريب في الامر ان الوزير محمد تميم وبدلا من ان يرد على الاتهامات الملفقة امر بتعليق صوره في معظم مدارس كركوك مما أثار حفيظة ائتلاف العراقية التي طالبت برفع صوره من جدران المدارس.
وقال رئيس ائتلاف العراقية في كركوك مازن عبد الجبار أبو كلل في بيان صدرامس ونشرته “السومرية نيوز (إن هناك بوسترات معلقة في المراكز الامتحانية بمحافظة كركوك تحمل صورة وزير التربية محمد تميم لابد من رفعها لكي تبقى المؤسسات التربوية بعيدة عن التسييس والمصالح الضيقة).
بشرفكم هل سمعتم في يوم من الايام ان وزيرا في دولة من دول العالم يطلب تعليق صوره في الاماكن العامة او الدراسية؟.
ولعل احدكم يجيب: نعم سمعنا خصوصا وان وزير التربية قد فك رموز ارقام احد الفصول في كتاب داموس ووجد ان مجموع هذه الارقام وبمساعدة العرافة اياها سيكون له مستقبلا وشأنا كبيرا في ادارة الدولة العراقية ومن المحتمل ان المحاصصة ستقوده الى منصب رئاسة الوزراء بدلا من دولة نوري المالكي في المرحلة المقبلة ولهذا فهو يتدرب عبر صوره على هذا المنصب.
تحليل منطقي .. مو؟.
لكن ابو كلل لم يترك له فرصة للاستمتاع بهذه الفرصة فقد شن عليه امس حملة جبّارة قال فيها محذرا من “استغلال قضية التعيينات لأغراض سياسية ضيقة ومصالح شخصية بعيدا عن المصلحة العليا وعلى لجنة التربية والتعليم في البرلمان استدعاء وزير التربية واستيضاح الموقف وكشف الحقائق المتعلقة بهذه القضية”.
ولم يكتف ابو كلل بذلك بل زاد” أن “قضية التعيينات الجديدة التي اعلنتها وزارة التربية في كركوك ومن ثم تراجعها عنها تؤكد أن هذه التعيينات لم تكن مدروسة بشكل جدي ولم تأخذ بنظر الاعتبار مصالح وحقوق ابناء كركوك بجميع مكوناتهم بما فيه المكون العربي”.
وكانت لجنة التربية قد اعادت قبل يومين تعيينات وزارة التربية للعام الحالي لوجود “حالات فسادفيها.
احد المقربين من الوزير سابقا والمغضوب عليه حاليا قال مهددا ان وزارة المالية خصصت 15 ألف درجة وظيفية لوزارة التربية لهذا العام ولابد لعشيرتنا ان تأخذ حصتها منها. واذا حدث مالم يكن في حسباننا فنحن على استعداد لنشر الغسيل الذي يبدأ من الزيتوني والتآمر على ثورة 14 تموز وخفارات الكاظمية والقتل بكواتم الصوت ودفن الضحايا في الحديقة الخلفية لجامع براثا.. اما ازالة آثار قبر علي الوردي فسيحين الحديث عنها في وقتها.
فاصل تزويري: الكل يعرف ان الرجال متخصصون بالتزوير ولكن ان تكتشف لجنة النزاهة البرلمانية وجود اكثر 800 امرأة زورن شهاداتهن الدراسية فهذا وايم الحق قمة في رجولة هؤلاء النسوة.
عفارم عليكن خواتي.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبته! (17)؟

وفاء سلطان

اليوم الذي تعيشه هو حصيلة القناعات التي خرجت بها من تجارب الأيام السابقة.
وسيمنحك كل يوم جديد قناعات جديدة من خلال التجارب التي تعيشها في ذلك اليوم، قد تلغي قناعة ما قناعة أخرى أو قد تدعمها وتزيدها ثباتا.
لسبب أو لآخر يتبنى بعض الناس قناعات خرجوا بها من تجارب ماضية، ويرفضون أن يستبدلوها بأخرى مغايرة لها حتى عندما يمرون بتجارب تثبت بطلانها.
لذلك الجمود أسبابه وهي كثيرة، وقد مررت على بعضها في أجزاء سابقة من هذا الكتاب، وأكدت على أن القناعات الدينية هي من أكثر القناعات التي تحجز معتنقيها أسرى الزمان والمكان التي ولدت فيه.
الحياة تتغير ولا ثبات فيها إلا للتغيير نفسه، فالتغيير هو القانون الوحيد الذي يحكم كوننا على مرّ الزمان وباختلاف المكان.
مستوى الوعي عند الإنسان يحدد قدرته على استخلاص العبر والقناعات من التجارب التي يمر بها.
عندما يتجمد الوعي عند زمن ما وفي مكان ما يتوقف عن استخلاص قناعات جديدة ويتشيأ الإنسان مع الزمن، بمعنى أنه يتجمد كأي شيء آخر، كقطعة الأثاث مثلا، فلا يتفاعل مع أحداث يومه بخيرها وشرها.
…………………………
هناك سلسلة كتب تصدر بشكل دوري في أمريكا، وتدعى
Chicken soup for the soul
بمعنى ” شوربة الدجاج من أجل إنعاش الروح”.

يحوي كلّ كتاب من تلك الكتب مجموعة قصص صغيرة، وكل قصة عبارة عن تجربة عاشها كاتب القصة وخرج منها بقناعة لعبت دورا في تغيير موقفه من الحياة.
كنت، ولم أزل، مغرمة بقراءة تلك الكتب. لا يترك أولادي مناسبة، وما أكثر المناسبات في أمريكا، إلاّ ويجلبون لي خلالها أحدث ما صدر من تلك السلسلة حتى امتلأ البيت منها. صارت بالنسبة لي كحذاء أبي قاسم الطنبوري، أرميها من الشبّاك فتعود إليّ من الباب!
المهم، قرأت مرّة قصة عاشتها الكاتبة وخرجت منها بقناعة غيّرت حياتها، تقول فيها:
“كنت أنتظر ساعة الإقلاع في طريقي إلى ولاية أخرى، فقررت أن أشتري من إحدى المحلات في المطار كتابا أقتل به وقت الطيران.
اشتريت الكتاب وعلبة من البسكويت، ثم استرخيت على أحد المقاعد المجاورة لبوابة الطائرة.
مدى وقت لا أذكر مداه، وإذ بي أرى الرجل الذي يجلس على المقعد المجاور لمقعدي يمدّ يده بدون اذني ويلتقط بسكويتة من علبة البسكويت الموجودة على الطاولة بيننا.
صُعقت من قلّة أدبه، لكنني وبصعوبة ضبطت أعصابي. مددت يدي والتقطت واحدة كي أشعره بأنني رأيته. نظر في عينيّ وابتسم ابتسامة عريضة، فتجاهلتها.
زادني الأمر دهشة عندما مدّ يده مرة ثانية والتقط بسكويتة أخرى. غلى الدم في عروقي وشعرت بحاجتي لأصفعه كفا على وجهه كعقاب لقلة أدبه. لكنّني ضبطت أعصابي والتقطت بسكويتة أخرى، فنظر إليّ مبتسما.
ظلّ الأمر على ذلك الحال، كلما التقطت بسكويتة يلتقط الأخرى وهو يوزّع ابتساماته شرقا وغربا، حتى نفذت علبة البسكويت ولم يبق سوى بسكويتة واحدة. انتظرت كي أرى إن كانت وقاحته ستسمح له بالتقاطها! وكم كانت دهشتي كبيرة عندما مدّ يده والتقطها ثم قسمها قسمين، ناولني إحداهما والتهم الآخر وهو يبتسم.
ضربته على يده بعنف وحملت حقيبتي ثم سارعت باتجاه طائرتي.
في الطائرة كنت أرتجف من شدّة الغضب، وعاتبت نفسي مرارا لعجزي عن مواجهة ذلك الرجل الوقح. استرخيت في مقعدي، ولما أقلعت الطائرة مددت يدي كي ألتقط كتابي وإذ بي أرى علبة البسكويت التي اشتريتها إلى جانب الكتاب.
أيقنت أن العلبة التي تشاطرتها مع ذلك الرجل “الوقح” كانت علبته وليست علبتي. كاد يُغمى عليّ وأحسست بالعرق يتصبب خجلا من جبيني:
ـ يا آلهي! بودي لو أستطيع أن أرى ذلك الرجل كي أعتذر منه وأشكره على طيب خاطره. لقد كان يدرك بأنني أسرق بسكويتاته دون اذنه، لكنه ظلّ محتفظا بأعصابه وبطيبة خاطره ولم يبخل أمام وقاحتي بابتساماته”.
…………..
الحياة ليست الحدث الذي تعيشه وإنّما الطريقة التي تتفاعل بها مع الحدث. الناس يختلفون في ردود أفعالهم، بعضهم كالدرع المضاد للرصاص لا تؤثر فيه أعنف الأحداث، والبعض الآخر كبحيرة هادئة تعكر صفوه نسمة الهواء والأغلبية الساحقة تتراوح بين هذين الطرفين.
تلك المرأة وذلك الرجل عاشا نفس الحدث، فكلّ منهما كان يُدرك بأن الآخر يسرق بسكويتاته، هي احترقت وهو واجه الأمر ببرودة أعصاب وظلّ يبتسم حتى آخر لحظة!
كم حقد حرقك دون أن تدري من قريب أو بعيد؟!!
كنت في بداياتي أتحسس لكل كلمة تُقال أو فعل يحدث، ثم اكتشفت بأن الحياة أقصر وأغلى من أن نعيشها ونحن نحترق. ارتديت درعا مضادا للرصاص وصارت الحجر التي لا تفجّني تسقط لبنة في سياجي!
والسؤال الذي قد يطرحه قارئي عليّ كيف توصّلت إلى تلك القناعة؟
توصّلت إليها من خلال اطلاعاتي على لغة تختلف عن لغتي وآداب لا تمت إلى آدابي بصلة.
وجودي في أمريكا غيّرني، ولدت وعشت حياتي في بلدي شخصا وأنا الآن شخص آخر.
الناس في البلد الذي أعيش فيه أحرار، عاشوا نمطا تربويا يسمح لهم بأن يغيروا قناعاتهم عندما يدخلون في تجارب جديدة، أما أنا فكنت حتى لحظة دخولي ذلك البلد ناتجا تربويّا لثقافة لا تسمح لي بتبني إلا القناعات التي فرضتها عليّ. تجمد وعي، كنتيجة لتلك التربية، عند مستوى معين مستوى لا يسمح لي باكتساب قناعات جديدة.
في بلدي الجديد رفعت مستوى وعي ورحت أخرج بقناعات جديدة من تجاربي اليومية. ليس هذا وحسب، وإنما بدأت أستفيد من تجارب الآخرين وذلك باطلاعي على قناعاتهم الجديدة والتي خرجوا بها من تلك التجارب.
في بلدي الأم لم تكن هناك وفاء سلطان كي تعلمني كيف أعيش وكيف أتعامل مع الأحداث، ولذلك أفرح الآن عندما أقرأ عن تجارب الآخرين وأتبنى بعض قناعاتهم دون الحاجة إلى المرور في التجربة نفسها، وأفرح أيضا عندما أنقل إلى قارئي بالعربية خلاصات تلك التجارب.
……………
دائما أتذكر الدكتور بشير الكاتب استاذ مادة الجراحة الصدرية في كلية الطب في جامعة حلب يوم كنت طالبة هناك. كان خريج بريطانيا ولم أسمعه في حياتي يروي لنا عن بريطانيا سوى تجاربه مع النساء هناك التي تعكس “سوء” أخلاقهن و “سموّ” أخلاقه!
أذكر كيف عاملني خلال مقابلته لي في فحص التخرج، وكنت حاملا وعلى وشك أن أضع طفلي الأول. كان الزمن رمضان والشهر تموز وعطش الصيام مع الحمل والخوف من الإمتحان يحرقني.
أثناء المقابلة وكنت أجيب على بعض اسئلته وأعصابي في أتون من نار، دخل الغرفة الإستاذ ذكي الشماعّ استاذ أمراض الجراحة البولية في الجامعة نفسها، لم انتبه إلى دخوله تحت ضغط اللحظة، فصرخ بي الدكتور بشير الكاتب: قفي على حيلك، ما أوقحك ألا تعرفين الإحترام؟!!
حملت بطني بكلتا يدي ووقفت وأنا أرتجف كعصفور داهمته عاصفة هوجاء. لا يستطيع أحد أن يعرف عمق الجرح الذي خلفه في صدري ذلك الطبيب المختص في علاج أمراض الصدر! لسنوات كانت تحرقني تلك الذكرى، لكنّها اليوم تثير شفقتي على أمة يمثل الدكتور الكاتب معظم مربيها من حملة الشهادات العليا!
تصوّروا مفهوم هؤلاء المربين للإحترام!
على امرأة حامل في أيامها الأخيرة وتخوض أقسى أنواع الإمتحانات في العالم، أن تتنصب واقفة لإستاذها، وعليه هو أن يعيد وضوئه إذا مرّت بقربه تلك المرأة وهو يصلي لأنها، على حدّ تعاليم نبيّه، كالكلب والحمار تفسد وضوئه!
لم تساعده شهاداته وعلومه واطلاعاته على ثقافات أخرى على أن يتبنى قناعة جديدة عن مفهوم الإحترام، فالثقافة المحمديّة التي بلورت موقفه من المرأة ظلت تتحكم بوعيه وبسلوكه!
انظر اليوم إلى تلك الحادثة وأتأسف لا لأنها حدثت، بل لأنني سمحت لها أن تأكل من أعصابي سنينا طويلة وهي في أصلها لا تستحق أن أقف عندها. أنا لم أفعل شيئا أستحق عليه تلك المعاملة، لكنّه رجل ضحل لم تهذبه تربيته، كيف سيحترم امرأة وقد صنفتها تعاليمه بمستوى الغائط ومع الكلب والحمار؟!!
سمحت لتلك الحادثة أن تحرق أعصابي لسنين طويلة. لم يعلمني أحد كيف أتعامل مع الحدث، ولم يقل لي أحد في حياتي بأنّ أهمية الحدث تأتي من الأهمية التي تعطيها له وليس بالضرورة منه. أكتب اليوم لقرائي خلاصة تجربتي كي أوفر عليهم المرور في التجربة نفسها.
عندما يعاملك أحد بسوء وأنت تعرف في غلالة نفسك بأنك لا تستحق تلك المعاملة، لا تعطِ ذلك الحدث أهمية كبيرة، واقنع نفسك بأن الخلل يكمن في الشخص الذي أساء اليك وليس فيك!
……………….
بصورة عامة، على الإنسان أن يتعامل مع الحدث ـ أيّ حدث ـ بعقلانية ووعي. عندما لا تكون للحدث، مهما بدا قاسيا، أبعاد سلبية لماذا تدعه يحرق أعصابك؟!!
لماذا تسمح لشخص وقح أن يحرق أعصابك لمجرد أنه سرق بسكويتاتك؟!!
معظم الأحداث التي تحرق أعصابك الآن لا تزيد في أهميتها عن ذلك الحدث، فلماذا تدعها تحرقك؟!!
ما القضية لو أكل شخص علبة البسكويت دون اذنك؟!!
كان حريّ به أن يستأذنك، وهذا أبسط حق من حقوقك، ولكن هل تُهشم وجهه لأنه لم يفعل؟!!
أن تخسر علبة البسكويت أليس أخف من أن يخسر هو وجه وتخسر أنت أعصابك؟!
دعنا نتذكر حدثا وقع لك منذ، لنقل ثلاثة…أربعة …خمسة…أو ربّما عشرين عاما، تصارعت خلال ذلك الحدث مع أحد لأنكما اختلفتما حول قضية تافهة، فضربته وكسرت أسنانه وشعرت آنذاك بأنك خرجت من المعركة منتصرا، وهو مازال يحترق بنار الحسرة لأنه لم يأخذ حقه منك، أو لنتخيل العكس تماما فهو الذي ضربك وكسر أسنانك وشعر بأنه خرج من المعركة منتصرا، وأنت مازلت تحترق بنار الحسرة والندم لأنك لم تأخذ حقك منه.
في كل الحالتين، أنت وهو الخاسران!
تنظر إلى الحدث اليوم وكأنه قد حدث البارحة، لكنك حرقت أعصابك أو أعصابه لمدة ثلاثة….أربعة….خمسة… أو ربمّا عشرين عاما.
عندما تحرق أعصابك أو أعصابك غيرك، في كلا الحالتين أنت خاسر!
وفي كلا الحالتين هو خاسر!
اسأل نفسك: لماذا أنت في حالة عداء مع أخيك…مع قريبك..مع جارك… مع زميل عملك؟!!
هل تستحق نقطة الخلاف هذا العداء؟!!
أليس عدائكما نتيجة حتمية لفماهيمكما التربوية؟!! أليست تلك المفاهيم هي التي زرعت لديكما الرغبة في الإنتقام؟!!
مفهوك ومفهومه للأخوة وللقرابة وللجوار وللزمالة مفهوم إسلاميّ قبليّ متوارث أكل الزمان عليه وشرب. مفهوم كرّسته تربيتك وتعاليمك الدينية التي قزّمت الإنسان في أعماقك!
تلك التعاليم التي شرّعت: من غشنا ليس منّا!
هذه الشرع باطل وغير أخلاقيّ! عندما تتبرمج على أن تغشّ من لا ينتمي إلى دينك تصبح قادرا على أن تغشّ أخيك باعتباره ليس أنت!
ليست درجة الولاء لقبيلة أو عشيرة أو دين أو عائلة هي التي تحلل أو تحرّم الغش. الغش بحدّ ذاته هو عمل غير انسانيّ ويجب أن يكون باطلا في كل قوانين الأرض.
من يكون قادرا على أن يغشّ جاره الذي لا ينتمي إلى دينه، سيكون قادرا على أن يغشّ أخيه وابنه وبياض عينه عندما ينحاز إلى سوادها!
إن عقيدة تشرّع الغش ما لم يتناول أبنائها لهي عقيدة مفلسة وتساهم في إفلاس أبنائها أخلاقيّا وعقليا.
……………
من غشّنا ليس منّا؟!!
وهل من غشّ غيرنا هو منّا؟!!
من غش كلبا داشرا فساقه سمّا بدلا من الماء، هو إنسان ميت عاطفيا وأخلاقيّا وبالتالي عاجز عن تقدير واحترام عواطف البشر.
أذكر ذلك اليوم وكأنه البارحة، عندما ناقشنا كطلاب ذلك الحديث مع مدرس مادة التربية الدينية وكنت في الصف الأول الإعدادي.
سألت طالبة ، كان اسمها شادية حمود وكانت متميزة بروح النكتة: “استااااااذ إذا بعت قلم مكسورا ريشتو لبنت مسيحية بكون غشيتا؟”
أخذ نفسا عميقا ونظر من النافذة كي يوهمنا بأنه يفكّر، وكأنه عالم ينظر من خلال عدسة مجهره، ثم اجتهد فقال: يا بنيتي! كل عمل تقومين به وفيه مصلحة للمسلمين لا يعتبر غشا!
طبعا لا مصلحة للمسلمين بقلم حبر انكسرت ريشته، فإذا تمكنت شادية من غش بنت مسيحية فباعته لها بـ 50 قرشا سوريا، وكان يومها كيلو الخبز بـ 35 قرش، ستكون قد حققت مصلحة للمسلمين!
أعرفتم الآن لماذا أسواقنا مليئة بالخبز ولا أحد في بلاد المسلمين يموت جوعا؟!!
جيل “شادية حمود” هو آباء جيل اليوم، وجيل اليوم سيربي جيل المستقبل، فهل من مهرب؟!
لقد شوهت تلك التعاليم مفهوم “المصلحة”!
كسب 50 قرشا قد يكون لـ “مصلحة” للمسلمين، ولكن تخريب البناء العاطفي والعقلي والأخلاقي لأجيال المسلمين ليس قضية تستحق الوقوف عندها!!
كنت حديثة العهد في أمريكا، وأقف في دوري مع طفلتي كي أشتري لي ولها بطاقتين لدخول مباراة كرة قدم في مدرستها.
كان سعر البطاقة للبالغين والأطفال فوق السابعة أربعة دولارات، وسعرها للأطفال تحت السابعة دولاران.
وقف أمامي رجل أمريكيّ ومعه طفلان. ناول البائع عشرة دولارات وقال: ثلاثة بطاقات لي ولولديّ، مايكل 7 سنوات وجان 5 سنوات. فأعاد البائع له دولارين وقال: دعنا نقول مايكل 6 سنوات، فلا أحد يعرف!
امتعض الرجل من تصرف البائع وألقى بالدولارين أمامه، وهو يقول: ولكن ابني يعرف عمره الحقيقي!
كانت تلك الحادثة درسا لي لن أنساه في حياتي، وأنا القادمة من بلاد تفضل سرقة قرش واحد إذا كان فيه “مصلحة” للمسلمين!
دولاران مبلغ قد يسمح لذلك الرجل يومها بشراء وجبة همبرغر، ولكنّ مصلحته الحقيقة كانت تكمن في بناء طفل صالح لمستقبل أمته، كان يُدرك في غلالة نفسه بأن طفله يراقبه ويتشرّب أخلاقه وسلوكه.
………………….
كتب لي قارئ مسيحيّ من الأردن يشكو من وقاحة جاره المسلم المتعصب الذي يركض باتجاه كلما رآه ثم يقول، بمناسبة وغير مناسبة: أنتم النصارى حرفتم كتاب الله!
ليذهب كتاب “الله” إلى الجحيم عندما لا يكون هذا “الله” قادرا على حمايته من التحريف!
ليذهب كتاب “الله” إلى الجحيم عندما يزرع متراسا بين الجار وجاره!
كيف يحمي الله قرآنه من التحريف ويعجز على أن يحمي انجيله؟ ولماذا يقرر أن يحمي أحدهما ويضحي بالآخر؟!!
ثم بأيّ حق يبجّل ذلك “الله” المسلمين الذين لم يحرفوا قرآنهم، وهو الذي جعله عصيّا على التحريف، ويعاقب النصارى الذي حرفوا انجيلهم، وهو الذي جعله هشا وقابلا للتحريف؟!!
أليست تلك مهزلة؟!!
هل يدرك ذلك الرجل مدى الأذى النفسي الذي أحدثه في عمق جاره لمجرد أنه استهان به وبكتابه؟!!
هل تستحق الحياة أن نجرح شخصا إلى هذا الحدّ؟!!
بالمقابل، كان جوابي لقارئي: لا تعطي الأمر أكثر مما يستحق! ليس الحدث هو المهم، بل الأهم هو الطريقة التي ترد بها على الحدث.
يأخذ الحدث أهميته من الأهمية التي توليه إياها. جارك يريد أن يجرح مشاعرك، فإذا أظهرت له بأنك انجرحت تكون قد قدمت له ما يطلبه على طبق من ذهب. أفضل ردّ عليه أن تقول ببرودة أعصاب، بين المزح والجد: هنيئا لكم أنتم لم تحرفوا قرآناكم! ثم طبطب على كتفه وتابع: “ثق، ياجاري العزيز، بأنك لن تحاسب عن النصارى” ثم أدر له ظهرك وامش!
الحدث الذي لا تعيره إهتمامك يموت بسرعة. ليس سهلا أن تتجاهل بعض الأحداث، ولكن عليك أن تمرّن نفسك على تجاهلها. فكلّ سلوك نتمرّن عليه يصبح مع الوقت طريقة حياة!
تصفحت هذا الصباح كتابا للكاتب الأمريكي
Norman Peale
بعنوان:
The amazing results of positive thinking
أي:” النتائج المبهرة للتفكير الإيجابي”.

شدّ انتباهي ما قاله في إحدى صفحاته:” اصلّي قبل أن أغادر البيت كل صباح وأقول: يارب اجعلني اقابل في مشوار اليوم الإنسان الذي يحتاج إلى مساعدتي والذي بإمكاني أن أساعده”.
تلك هي الأخلاق بعينها، لقد غيّر دعاؤه مفهومي للدُعاء. عادة ندعو الله كي يحقق لنا حاجة، لكنّ ذلك الرجل يدعوه كي يمكّنه من أن يُسدي لإنسان محتاج حاجته!
هل تستطيع أن تتصور هذا الرجل وهو يصرخ بامرأة حامل وتحت ضغط نفسيّ هائل أن تنتصب واقفة له، متهما إياها بالوقاحة؟!
طبعا لا! فالإنسان الذي يدعو ربّه كل يوم كي يمنكه من مساعدة رجل دون تحديد الهوية الدينية أو العرقية لذلك الرجل لا يستطيع أن يهين أحدا تحت تأثير أي ظرف!
…………….
في عالمنا الإسلامي ليست الأزمة أزمة حاكم أو أزمة مال، إنها أزمة ثقافة وتربية وأخلاق!
لقد فشل الإسلام في خلق بوصلة أخلاقية تهدي الناس إلى برّ الأمان، وجرّد أتباعه من قدرتهم على استنباط جهاز فكري ثقافي أخلاقي مرن يساعدهم على التلائم مع متغيرات الزمان.
علينا أن نتجاوز برمجته التي قولبتنا ونصل إلى قناعات جديدة تدحض قناعاته القديمة والبالية، وإلاّ لن يلوح في الأفق القريب أو البعيد أي أمل وسنظل نتخبط في لجّ ذلك الدوّار!
******************************

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبته! (16)؟

وفاء سلطان

أغلب عمليات البرمجة الفكرية تتم عن طريق الهيمنة العقلية، والهيمنة، تعريفا، هي السيطرة على العقل بدون إرادته.
لا تتدخل الإرادة في معظم الأحيان لأن الشخص المهيمن عليه عقليا لا يشعر بما حدث، إذ يتم ذلك بدون وعيه.
يجب رفع مستوى الوعي عند الشخص ليعي محاولات الهيمنة قبل حدوثها، وذلك عن طريق التركيز على ما يُقال وما يحدث في بيئته.
عليه أن يصغي إلى ما يقال ويمعن النظر فيما يحدث!
…………………
داخل الشركات الكبرى التي تبيع المواد الغذائية في أمريكا يقابل المستهلك عمالا يقفون وراء طاولات تعرض عينات للمواد الغذائية، ويناولون كل مستهلك قطعة صغيرة من تلك العينات كي يتذوقها قبل أن يشتريها.
ليست تلك الإجراءات سوى نوع من الهيمنة العقلية التي تدفع المستهلك إلى شراء المواد التي تذوقها حتى في حال لم يستسغ طعمها، كيف؟
في اللاوعي عند كل إنسان تستقر قناعة، بأن على الإنسان أن يقدر الخدمة التي يسديها أحد الناس إليه وأن يكون قادرا على ردّ الجميل.
عندما يتناول القطعة الصغيرة من المادة الغذائية من يد العامل يتشكل لديه إحساس خفي بأن العامل قد أسدى إليه خدمة.
ولاحقا عندما يقترح عليه العامل أن يشتري بعضا منها، لا يملك المستهلك الجرأة على أن يرفض ردّ الجميل. اللاوعي لا يحدد له بأن حجم الجميل يجب أن يتناسب مع حجم الخدمة، ولذلك يدفعه لأن يشتري المادة الغذائية ليس بالضرورة لأنه اقتنع بها، وإنما كمحاولة لردّ جميل العامل الذي أهداه قطعة صغيرة ليتذوقها قبل شرائها.
……………………..
أقوى عمليات الهيمنة العقلية تتم عن طريق زرع الخوف، ولذلك يبقى الدين بالإضافة إلى العقائد السياسية الشمولية من أقدر المؤسسات الإجتماعية على أن تتبنى الهيمنة العقلية كوسيلة للسيطرة على الناس.
في تلك الحالة، يعمد الإنسان باللاوعي إلى تجاهل محاولات الهيمنة خوفا من عواقب رفضها.
كنت مؤخرا أصغي إلى حديث مسجّل للداعية الإسلامي المصري الشيخ الشعراوي يشرح فيه “الإعجاز العلمي” للآية القرآنية: انحكوا ما طاب لكم من النساء!
يقول: “لقد أثبتت الإحصائيات العلمية بأن عدد النساء يفوق بكثير عدد الرجال في العالم، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى ولحكمة عنده حلل الزواج بأربعة كي لا يحرم امرأة من متعة الجنس والإنجاب”ّ
ولكي لا أظلم الشيخ الشعراوي، يجب أن أعترف بأنه ليس أول معتوه يدلي بتلك “الإحصائيات العلمية”، فلقد سبق وسمعتها منذ أن كنت طفلة.
جمهور الشعراوي مبرمج على الخوف من السؤال ومن عواقبه، والتي قد يكون الكفر إحداها، لذلك يسمح لعبارة “الإحصائيات العلمية” بالتسلل إلى اللاوعي عنده والهيمنة عليه، دون أن يسأل عن مصدر ومصداقية تلك الإحصائيات!
هو لا يصغي إلى حرفية ما يقول شيخه، وطالما لا يصغي فهو في مأمن من الوقوع في مغبة السؤال، وبالتالي في مأمن من الكفر بالله.
عدم الإصغاء هو طريقة يلجأ إليها اللاوعي كي يخفف عن الوعي مسؤولية مواجهة ما يصغي إليه.
إحصائيات علمية؟!!
من أين حصل “العالم” الإسلامي الشيخ الشعراوي على تلك الإحصائيات؟!!
من مراكز الإحصائيات العالمية في مكة، أم في الأزهر؟!!
أم هو يستجير بإحصائيات الغرب الكافر كي يبرر ما جاء في تشريعه؟!!
منذ أن عرف العالم علم الإحصاء، والإحصائيات تؤكد على أن عدد الولادات من الذكور هي أعلى قليلا من عدد الولادات من الإناث، وطبعا لأمّنا الطبيعة في ذلك حكمتها.
الذكور بحكم نمط معيشتهم يتعرضون للموت أكثر وخصوصا في شبابهم المبكر، ولذلك تتقارب نسبة الإناث والذكور مع تقدم العمر حتى تكاد تكون واحدة في سن الزواج.
مع الزمن تبقى نسبة الوفيات أعلى عند الذكور، الأمر الذي يجعل عدد النساء يزداد قليلا عن عدد الرجال بعد سن الستين، وعندها لا أعتقد بأن الشيخ الشعراوي يرغب في نكاح من هي فوق الستين؟
مركز الإحصاء الفرنسي يؤكد على أن تلك النسبة تصبح واحدة في فرنسا في سن الـ 35.
وبناء على المركز الرئيسي للإحصاء الأمريكي CIA world fact book يوجد 1,014 رجل لكل امرأة، وتحديدا تلك هي إحصائياته لعام 2008:
من سن 0 ـ 14:
عدد الذكورـ 933.716.943 بينما عدد الإناث ـ 877,734,429
من سن 15 ـ 65:
عدد الذكور ـ 2,205,342,972 بينما عدد الإناث ـ 2,153,959,605
من سن 65 وما فوق:
عدد الذكور ـ 222,346,221 بينما عدد الإناث ـ 284,463,751
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/print/xx.html
بناء على تلك الإحصائيات الموثوقة، لو اعتمد الجنس البشري شريعة الشيخ الشعراوي وقام الرجل بنكاح أربعة نساء (ناهيك عن ما ملكت يمينه) ثمّ احتكار من نكح، لوجد 25% فقط من الرجال نساء لهن، فأين هي حكمة الله؟!!
هذا من جهة أما من جهة أخرى، فإذا حاولنا أن نحلّ الكارثة البشرية التي قد تواجه العالم قريبا على ضوء شريعة الشيخ الشعراوي، ستكون الطامة أكبر بكثير!
العالم اليوم على مشارف كارثة بشرية، كانت قد بدأت في آسيا وستكون كبيرة جدا مالم يواجهها العالم العاقل بحلول مناسبة في أسرع وقت.
منذ أن بدأ استخدام الأشعة فوق البنفسجية في تحديد جنس الجنين، لجأ الكثيرون من شعوب آسيا الفقيرة إلى اسقاط الأجنة الأنثوية والإبقاء على الذكور باعتبار الذكور قوة عمالية لدى تلك الشعوب. وازداد الطين بلة عندما أصدرت الصين قانون “ولد واحد للعائلة الواحدة” والتي كانت الغاية منه تحديد النسل، الأمر الذي أدى إلى اختلال النسبة بين الجنسين لصالح الذكور من جراء اسقاط الأجنة الانثوية، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
في كوريا الشمالية يوجد اليوم 118 ذكر لكل 100 امرأة، وفي الهند 120 ذكر لكل 100 امرأة، وفي سينغافورا 119 ذكر لكل 100 امرأة، وفي بعض اجزاء الصين 136 ذكر لكل امرأة.
وإذا استمر الأمر على ما هو عليه سيكون عدد الذكور أعلى من عدد الإناث في الصين وحدها في عام 2020 بنحو أربعين مليون.
وبسبب هذا الإختلال في التوزان العددي، بدأت الصين مؤخرا تعاني من نسبة ارتفاع الجريمة، تلك النسبة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالهرمون الذكري التستسترون، كما وازدادت بشكل ملحوظ نسبة اللواط بين الرجال لنقص عدد النساء.

فإذا اعتمدنا العبقرية الإسلامية لحل تلك المعضلة سنضطر أن نسمح للمرأة بالزواج من أكثر رجل، وعندها سينقلب السحر على الساحر وسيواجه الشيخ الشعراوي وأمثاله مشكلة في نكاح ما طاب لهم من النساء!!!
اذا لا حلّ أمامنا إلا في حجر هؤلاء الدجالين والمشعوذين، كي نحرر العقول الفتية من الهيمنة العقلية التي تمارسها أسلنتهم الداشرة. وفي حال عدم القدرة على حجرهم تمتد مسؤوليتنا لتشمل رفع مستوى الوعي عند الجيل الشاب كي يصغي بتركيز لهذيان هؤلاء المشعوذين، ويرفض السماح لثرثراتهم بالتسرب خلسة إلى اللاوعي في حيز عقولهم.
……………
يكرر جهابذة المسلمين اليوم، وخصوصا أثناء ردّ بعضهم على ما أكتب، سيمفونية تقول: وهذا ما أثبته العلم الحديث!!
فكلّ ما يثرثرون به يلحقونه بتلك العبارة، وهم مطمئنون لا أحد سيشكّ في مصداقيتهم ويسألهم “أين يوجد ذلك العلم الحديث الذي يثبت ما تقولونه؟”. هم مطمئنون طالما بقي الخوف من حدّ السيف عاملا من عوامل نجاح هيمنتهم على عقول أتباعهم.
الإصغاء إذن وسيلة مهمة لتصفية ما نسمع وما نقرأ، وبالتالي لغربلة ما يدخل اللاوعي في حيز عقولنا، تلك الغربلة التي تحررنا من هيمنة ما يُسيء إلى برمجتنا العقلية.
قرأت مؤخرا طرفة أمريكيّة ذات معنى عميق، تقول:
قررت مجموعة من الضفادع أن تتسابق كي ترى من منها تستطيع أن تتسلق حائطا وتصل أولا إلى أعلاه.
اعتبر الناس ذلك القرار مضحكا، واجتمعوا كي يسخروا من الضفادع.
بدأ السباق وبدأ في الوقت نفسه صراخ الناس: لا أحد منكم يستطيع أن يصل!
لم تمض بضعة ثوان حتى سقطت الضفدعة الأولى، تلتها الثانية. ثم اشتد صراخ الناس: هذا مستحيل.. هذا مستحيل!
سقطت الرابعة ثم الخامسة، ثم استمر الصراخ: هذا مستحيل.. هذا مستحيل!
سقطت السادسة ثم السابعة وهكذا دوالييك، كلما علا صراخ الناس كلما ازداد عدد الضفادع المتساقطة.
في النهاية لم يبق سوى ضفدع واحد استمر في صعوده غير آبه بصراخ الناس وسخرياتهم حتى وصل إلى أعلى الحائط.
ركض الناس باتجاهه كي يسألوه عن سرّ إصراره و نجاحه، فوجدوه أصما، وبالتالي لم يستطع صراخهم أن يهمين على عقله!
طبعا ليس بالضرورة أن نكون صمّا كي نحمي اللاوعي من هيمنة أصحاب الألسنة الداشرة التي تسيء إلى برمجتنا، ولكن التركيز على الإصغاء والغربلة هو الطريقة الأفضل لمنع تلك الهيمنة.
………..
اتصل بي صديق، وهو أخصائي في علم النفس والسلوك ومدرس في إحدى الجامعات الأمريكية، عقب مقابلتي الأخيرة على الجزيرة ليدردش معي حول ما جاء في تلك المقابلة.
أبدى اهتماما بالغا بسؤال طرحه عليّ السيد المضيف وهو ” لماذا تعلقين على ردود فعل المسلمين على الرسوم الدانماركية، ولا تتناولين ردود فعل بعض المسيحيين في الغرب، والذين قاموا بحرق أكثر من عشرين دورا للسينما بعد عرض فيلم
Da Vinci Code؟”، وأعجب كثيرا بطريقة ردي على السؤال!
…………….
طبعا، من الصعب جدا أن ينتبه الإنسان لكل محاولات الهيمنة العقلية وبالتالي أن يتجنبها وخصوصا عندما تقع تحت ضغط ظرف ما، فمبالك إذا كان ذلك الإنسان ضيفا على برنامج “الإتجاه المعاكس” والذي يبث على الهواء مباشرة، والخطأ فيه بالنسبة لإنسان علماني يحترم نفسه قاتل!
السيد المضيف قدم لي ذلك السؤال وكأنه حقيقة لا مناص من مواجهتها. تحت ضغط اللحظة كان من السهل أن يهيمن عليّ عقليا ويضعني في موقف دفاعي لا اُحسد عليه، لكنني أفشلت محاولته وأخرسته بقولي:” أين هي دور السينما التي حُرقت؟ لماذا لم نسمع بها؟ يبدو أنك تعيش في الغرب وأنا أعيش في مكان آخر”.
الإعلام الغربي لا يعرف “دقن ممشطة” فهو ينشر فضائح حكامه في غرف نومهم، فهل ستخفى عليه فضيحة حرق عشرين دورا للسينما في عقر داره؟
أقرأ ذلك الإعلام كل يوم، ولم أسمع إطلاقا بحرق عشرين دورا للسينما بعد عرض ذلك الفيلم، والذي تمّ منذ زمن أقصر من أن يجف به حبر ذاكرتي!
طلب مني الصديق الطبيب أن أسمح له بذكر ذلك السؤال وجوابي عليه في كتاب يشتغل على تأليفه كمقرر دراسي، ويتناول به موضوع الهيمنة العقلية وطريقة التحرر منها، فرحبت بالفكرة وشكرته عليها.
…………
في بداية كتابي هذا كنت قد أشرت إلى أن الإنسان يخرج من كل تجربة بقناعة، وتصبح تلك القناعة جزءا من جهازه العقائدي.
لا يستطيع ذلك الإنسان أن يستبدل قناعة بقناعة أخرى إلا عندما يدخل في تجربة جديدة ويخرج منها بقناعة تختلف عن سابقتها التي استقرت في عمق اللاوعي عنده.
لكنّ القناعات التي تدخل الجهاز العقائدي في سنوات العمر الأولى تكون أشد التصاقا بذلك الجهاز، وبالتالي من الأصعب أن تستبدل بقناعات جديدة.
في بعض الأوساط التربوية والإجتماعية قد تصل تلك الصعوبة درجة تمنع عندها الإنسان من تبني قناعة جديدة، حتى ولو خاض تجربة جديدة، طالما تتعارض مع برمجته القديمة.
الطفل الذي تربى في حظيرة الشعراوي قد يخرج إلى الحياة طبيبا أو ربما عالما في حقل آخر، وقد يطلع من خلال دراساته على إحصائيات تؤكد بأن عدد الذكور أعلى دوما من عدد الإناث، لكنه يرفض الإعتراف بقناعته الجديدة طالما تتعارض مع القناعة التي استقرت في عمق اللاوعي والتي خرج بها من خلال تجربته مع الشعراوي، تلك القناعة التي تؤمن بأن “الإحصائيات العلمية” تشير إلى أن عدد النساء أعلى بكثير من عدد الرجال.
وهذا ما يفسر ندرة الأصوات العقلانيّة التي تحاول ردع تلك الألسنة الداشرة في العالم العربي والإسلامي!
…………
في المجتمعات الحرّة تعاد بلورة الجهاز العقائدي للإنسان في كل يوم، بل في كل لحظة. كلما دخل تجربة جديدة يخرج بقناعة جديدة تلغي واحدة قديمة، وهذا ما يحافظ على دينامكية جهازه العقائدي ويرفع من مستوى قدرته على مواجهة متغيرات الحياة.
تلفت نظري الطريقة التي يتكلم بها الأمريكان عن قناعاتهم الجديدة التي يخرجون بها من خلال تجارب جديدة والتي تعيد قولبتهم باستمرار.
ليست مرونتهم هي وحدها التي تشدني، وإنما قدرتهم على استنباط خلاصة جديدة عندما يمرون في تجربة جديدة.
يمر الإنسان المسلم في تجربة جديدة تثبت له عكس قناعاته القديمة لكنه يبقى أعمى البصيرة ولا يسمح لنفسه باستنباط خلاصات جديدة، وإلاّ لماذا تحول ثمانون مليون مصري إلى قطعان في حظيرة الشعراوي، علما بأن عدد الأطباء في مصر نسبة إلى عدد السكان أعلى من عددهم في بريطانيا؟!!
………………
قرأت مرّة لكاتب أمريكي من أصل ايطالي تجربته التي غيرت برمجته العقائدية وبالتالي مجرى حياته.
يقول: “ولدت لأبوين من أصل ايطالي، ورغم أنني عشت كلّ حياتي في أمريكا إلا أن مزاجي الإيطالي السريع الغضب، والذي اكتسبته من والديّ كان يسيطر على تصرفاتي، حتى جاء ذلك اليوم ودخلت في تجربة لقنتني درسا أجبرني على إعادة النظر في ذلك المزاج!
كنت في طريقي إلى قمة جبل، وكان الطريق اليها ضيقا وكثير الإنعطافات. وصلت إلى منعطف خطير ولم يعد بوسعي أن أرى الطريق أمامي، وإذ بسيارة تهبط من الطرف المعاكس. مدت امرأة رأسها من خلف مقودها وأشارت اليّ بيدها ثم صاحت بأعلى صوتها: خنزير..
لم أكد أسمع ما قالته حتى غلى الدم الإيطالي في عروقي، وصحت في سرّي: يا غيرتي على روما!
مددت رأسي من نافذة سيارتي، وصحت بصوت تردد صداه في أعماق الوادي المحيط: خنزير أبوك…يا ابنة الـ……
ولم أكد أنهي عبارتي حتى اصطدمت سيارتي بخنزير برّي ضخم وراحت تتشقلب في الوادي. لا أعرف كيف خرجت، ومن الذي نقلني إلى المستشفى. فقت من غيبوبتي بعد ستة أسابيع لأرى نفسي ككرة من الخيطان ملفوفا بالضمادات، ولم يبق فيني عظم لم ينكسر” ويتابع صاحبنا الإيطالي قوله:
“معظم الناس الذين يدخلون في غيبوبة إثر حوادث أليمة يفقدون ذاكرتهم حول الحادث، لكنني ـ ولحكمة إلهيّة ـ مازلت أذكر الحادث بتفاصيله الدقيقة. أتمنى لو يُتاح لي أن أقابل تلك السيدة كي أشكرها على معروفها، فلقد بذلت ما بوسعها لتحذيري. لقد غيرت تلك التجربة مجرى حياتي، وخرجت منها بخلاصة ستجبرني على أن أتروى قبل أن أصدر حكما على إنسان”.

هذا ما حدث لصاحبنا عندما غلى الدم الإيطالي في عروقه، ولكن ما الذي يحدث عندما يغلي الدم العربي في عروقنا؟ هل نقلّ رعونة عن صاحبنا الإيطالي؟!!
يقول أحد شعرائنا الأشاوس:
وغلى الدم العربي فيّ فواجبي تضميخ مجدي بالدم المهراق
هب أنّ رحمة آسري ستفكّني أولست أحمل منّة الإطلاق؟
أي نصر ذلك الذي نتبجح به عندما تكون أمجادنا مضمّخة بالدماء؟! وأي مجد ذلك الذي يشاد فوق جماجم الناس؟!!
بفضل الشعراوي وأمثاله، تسربت تلك القناعات إلى اللاوعي عندنا وصارت جزءا من تركيبتنا العقائدية. دخلنا في تجارب جديدة وخرجنا منها ككرات الخيطان الملفوفة، لما يبقى فينا عظم إلاّ وانكسر، لكننا لم نخرج بقناعات جديدة ومازلنا نصرّ على تضميخ أمجادنا بالدم المهراق!!
……………
لذلك، ولحكمة الهية، لم نبنِ مجدا بعد!
*****************************************

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

عمارة والكنيسة في الشريعة والحياة

طلال عبدالله الخوري 2\9\2012

محمد عمارة لبرنامج اشريعة والحياة: الكنيسة القبطية دعمت مبارك لانها عميلة للخارج؟

محمد عمارة لبرنامج اشريعة والحياة: الكنيسة القبطية دعمت مبارك لانها عميلة للخارج؟

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 1 Comment

غزوة مرسي للتلفزيون

طلال عبدالله الخوري 2\9\2012 

غزوة مرسي للتلفزيون المصري

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

بشار الأسد يتقدم

بشار الأسد يتقدم

طلال عبداالله الخوري 2\8\2012

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

ولو في الهند اطلبوا العلم

صلاح الدين محسن

تعليقا علي مقالنا ” الرئيس مرسي . يزور الصين الشيوعية ” والمنشور منذ يومين 30-8-2012
ورد تعليق من – نور ساطع – ” اطلبوا الرزق ولو في الصين ” علي وزن ما هو محسوب كحديث محمدي شهير . يتردد ذكره كثيرا ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” .
وتعليق في الفيسبوك , من الملاك الحائر – كليه العلوم جامعة المنصوره – سؤال :
اطلبوا العلم ولو فى الصين . هو حديث أم حكمه ؟
فرد عليه القاريء محمد اسماعيل – مهندس اتصالات – :
صحيح ان الشيخ الالبانى صنفه فى ضعيف الجامع ولكن يؤخذ من سبيل الحكم المتوارثة.

ولنا تعقيب :
من الضروي أن نسجل انطباعاتنا عن هذا الحديث . سواء كان حديثا صحيحا أم ضعيفا , أم غير ذلك من أنواع الأحاديث المحمدية :
هناك فرق بين القول اطلبوا العلم ولو من الصين .. وبين القول : اطلبوا العلم ولو في الصين ..
والأرجح . انه يقصد طلب العلم مهما بعدت مسافة الوصول اليه .
والعلم عند محمد – أو عند الذي وضع الحديث , من بعده , ونسبه لمحمد – ان كان حديثا موضوعا – وعند صحابته . و عند العرب بصفة عامة . لا دخل له بعلم الصين قديما أو حديثا ..
فعلم الصين القديم . كان فيه – علي سبيل المثال لا الحصر – اعجاز هندسي معماري , تجلي في سور الصين العظيم – كأثر تاريخي انساني – بينما محمد لم يترك أثرا واحدا للتاريخ , كسور الصين – مثلا – بل ترك في مسامع التاريخ . فظائعا في حرق النخيل والكروم , وما هو أشنع – غزوة الخندق – مذكورة في كتب الحديث والسيرة الاسلامية .

وكان لاهل الصين دياناتهم الخاصة التي لم يستوردونها .. أما ديانة محمد , فهي توليفة من ديانتين مستوردتين من خارج الجزيرة العربية – اليهودية والمسيحية – من فلسطين – وأمهما الابراهيمية مستوردة من العراق .

كما كان لدي الصينيين القدماء حكمة وفلسفة وفنون – حضارة كلماة اسمها الحضارة الصينية – . بعكس العرب حتي أيام محمد وللآن . حضارتهم شعر وخيل وليل وبيداء ومفاخرات وهجاء ومديح . وسيف وغزو واعتداء القبائل علي بعضها , وبمجيء الاسلام تطور ذلك للاعتداء علي الدول والشعوب المجاورة . وبنفس طريقة اعتداء قبائل العرب علي بعضها ونهش قوت وسبي واغتصاب أعراض بعضها . مع توهم انهم خير أمة عرفتها الدنيا .

هذا عن العلم عند أهل الصين في زمن محمد . والذي يختلف تماما عن العلم بالمفهوم المحمدي – والعربي في زمنه –
أما العلم في الصين الآن . فهو العلم الحديث .. علم الكمبيوتر , والعلاج بالليزر , وعلم الفضاء الخارجي والصواريخ العابرة للقارات ..
في بلاد محمد . حاليا – تسمي السعودية الآن -العلم هو علم القراءات , والفقه , وعلم الحديث , وأصول الدين – وعلم ما يسمونه بالطب النبوي المحمدي . الذي يعالج ببول البعير وبحبة البركة . وعلاج بالرقية الشرعية ! ومن ضمن العلم عند محمد وعند أحفاده والمؤمنين به حتي الآن بالسعودية وغيرها . أن الصلاة والتطهر من الجنابة والتطهر من الغائط وجواز مضاجعة الزوجة المتوفية – مضاجة الوداع – , والزكاة والمواريث ومقدارها , وكيفية ضرب الزوجة لغرض التأديب , وكيفية ضرب الأطفال لأجل الصلاة وبطحهم أيضا !.. وغير ذلك مما هو من نفس العينة .. هذا كان يعتبره محمد ومن يؤمنون به للآن : علم … ونفس علوم ومفاهيم محمد – منذ 1433 سنة مضت ! وما عدا ذلك فيعتبرونه علوم كفار , يتعالون عليها , وعندما يستفيدون منها فبأنفة .. ! .

كل علوم وفنون وآداب العصر , والألعاب الرياضية المعاصرة . ياخذ بها الصينيون . ولهم تاريخ وتراث قديم جدا في العديد منها , واضافات ومساهمات جديدة , علمية وابداعية وصناعية وزراعية …
بينما أغلب هذه الأشياء يعاديها أحفاد محمد بالسعودية ( عدا قلة من الليبراليين والعلمانيين الذين يخفون هوياتهم الفكرية ان كانوا يعيشةن بداخل المملكة , او يفرون أو يهربون بها للخارج ) .
واحفاد محمد , يستوردون – علي الجاهز – منتجات استهلاكية وترفيهية ينتجها العلم الحديث لدي الصينيين . ولكن نادرا ما يفكرون في تعلمها , وان تعلموا شيئا وأدخلوه بلادهم . فالصينيون – وغيرهم – هم المهندسون والمشغلون . وأحفاد محمد الحاليون بالسعودية , فقط يستهلكون ويتعالون علي المبدعين المنتجين الشغالين .. انها نفس عقلية الغزو .. مع تغير آداة الغزو – عند محمد كان الغزو بالسيف – لا بالعلم – واليوم .. خلفاؤه الغزو عندهم بالنفط . الذي سينتهي في يوم ما ..
وعلم الفلك عند محمد . يقول ان النجوم . هي مصابيح تزين السماء الدنيا ..! وأن الأرض ثابتة , وانها مركز الكون ! ( كما جاء بالقرآن ) وهكذا يكون علم محمد والعلم الحديث . كل منهما يكذب الآخر .. !
فمعلومات محمد . الجغرافية . لم تكن كمعلومات الفينيقيين أو الفراعنة الذين ثبت بالتجربة . انهم عرفوا قارة أمريكا و وصلوا اليها قبل كولومبوس بمئات وربما بآلاف السنين .. لم تذكر حتي الهند في قرآن أو أحاديث محمدية . يبدو أن حدود علم الجغرافيا عنده كانت اليمن والشام – رحلة الشتاء والصيف – , والحبشة . ومصر وروما والفرس ومعهم الصين .. هذا كل ما كان يعرفه عن علم الجغرافيا .. ويطلب السلامة في القول : ويخلق ما لا تعلمون – ! – .
لذا فالقول ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” يفهم منه – علي الارجح – ان الصين عند القائل . هي أبعد مكان في الدنيا

لماذا لم يحض الحديث الاسلامي علي طلب االعلم ” .. ولو في الهند ” ! بدلا من الصين ؟
– ربما لأن العلم الديني في الهند – الهندوسية – شارك العلم الحديث في تكذيب ما يعرفه القرآن عن علم الفلك , اذ ثبت اتفاق ما قالته الديانة الهندوسية , وما يقوله علم الفلك الحديث .
أي أن الديانة الهندوسية قدمت اعجازا علميا فلكيا – بعكس الهرطقة الفلكية القرآنية . غير السليمة بمقاييس كل المتحضرين سواء في عصره أو عند العرب قبل عصره أو في عصرنا الحديث – . واليكم هذا الرابط شاهدوا واقرأوا وقارنوا :
الهندوسية واعجازها العلمي
http://www.youtube.com/watch?v=OCvmpBx3NlY&feature=share
و عن الحكمة الهندية , ومعجزاتها – بالانجليزية – :
http://www.hinduwisdom.info/Advanced_Concepts.htm
**********************

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 1 Comment

لافروف والماركسية البوتينية

مفكر حر 1\9\2012

لافروف والماركسية البوتينية

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

كلي كردستان … والحب والإنسان‎

سرسبيندار السندي

إلى أجمل سيدة عرفتها من زمان

يوم كان الحب حبا مقدسا

جامحا كالموج كالطوفان

زهرة من كردستان

***

آه .. ياسيدتي 

هلا قلت لي ماذا دهاك

حتى إعتد على النوم والنسيان

قولي لي

متى ستستفيقين من سباتك

وتنزعي عنك ثوب الخدر والخذلان    

ولتعودي من جديد عروسة

يعشقها كل إنسان 

حتى الصم والبكم والعميان

***

آه  .. ياسيدتي

ياجميلة الجميلات 

كم أتمنى أن أراك ملكة

وفوق رأسك تاج التيجان

وأن تغني شفتاك أغنية

بها تزهر واحات الحب والإيمان

وحتى يلعب أطفالك من حولك

في مروج ملئ بالأحبة

وبشقائق النعمان 

وحتى تكوني لكل هوية العاشقين

في كل زمان ومكان  

مروجا لاموت فيها بعد ألأن

ولامقابر تزحف بإسم ألله والشيطان

عروسة عفيفة كالشطان

كدجلة الخير والخابور والزابان

*** 

آه .. ياسيدتي

كم أصلي لتكون بعد موتي

حرا من الترك والفرس والعربان

وليكن أبناءك كالحداد كاوا

يحملون مشاعل الحب

والتسامح والغفران

في السهول وفوق الجبال والوديان

 وأن لايدينو بغير دين الحب

دين المسيح الحي والقيوم والديان

فمجدا له في عليائه

وفي ألإرض لكل زهرة في كردستان

***   

سرسبيندار السندي

مواطن عراقي

يعيش على رحيق الحقيقة والحق والحرية 

Posted in الأدب والفن | Leave a comment