طراطير في مجلس البرطمان

محمد الرديني

في الاسبوع هاجمت الصحف المحلية في احد بلاد الكفار حكم القاضي الصادر بسجن قاتل كلب سنة واحدة مع وقف التنفيذ.
بايجاز، القصة لاتتعدى احدى نوادر جحا في العصراليتيم فقد كان احد المواطنين الذي يسكن في غابة من الغابات التي انعم بها رب العزة عليهم ناشدا الهدوء والتأمل والاسترخاء بعيدا عن صخب المدينة ونقاط السيطرة و”عفرتت” رجالها.
وقبل حوالي 9 أشهر ازعجه كلب يبدو انه متشرد ،لاصاحب له، كان ينبح وكأنه، كما قال الرجل في افادته، بشكل متواصل رغم انه حاول ان يطعمه ويقوده لبيته ولكنه كان شرسا فرفض الطعام كما رفض الضيافة.
وتكرر نباحه في الليلة التالية وحين تأكد الرجل ان هذا الكلب متشرد اطلق النار عليه وارداه قتيلا.
وبعد ان نطق القاضي بالحكم وسكت عن الكلام المباح القت الصحف لومها على القاضي الذي اصدر حكما مخففا ضد هذا الرجل “القاتل” والذي سيشجع الكثيرين على قتل الكلاب السائبة دون وجه حق.
لنأخذ اركان الجريمة : كلب سائب بدليل ان لا بطاقة لعنوانه تعلق عادة في رقبته.. رجل يحب الهدوء..الكلب قد ينقلب الى حيوان شرس بدون سبب لأنه ظل ينبح بشكل متواصل وبدون سبب ايضا.. الدافع شرعي ومسبب.
نقطة نظام: معظم بلديات الدول العربية تمنح مكآفات مالية لمن يقتل كلبا ويأتي برأسه كدليل على ذلك.
ماعلينا..
ولأن الكلاب انتهى عصرها منذ ايام حصرم باشا ولم يعد يشاهدها الناس الا في اقاصي القرى الطينية حيث الماء والكهرباء لايدخل لها الا بموافقة موسوعة”جينيز”،فقد بدأ القوم بالالتفات الى البشر منطلقين من قناعة ان الانسان ارخص بكثير من الكلب وقتله لا يتطلب جهدا يذكر.. ومن هم وصاحبنا المفتش العام لوزارى الصحة الذي يحمل اسم لاعلاقة له به “عادل محسن”.
وحسب شهادة عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلسالبرطمان حسن الجبوري التي ادلى بها في مؤتمر صحفي ” ان “مجلس النواب شكل لجنة مكونة من الصحة والبيئة واللجنة القانونية وكذلك من لجنتي النزاهة وحقوق الانسان للتحقيق في تجاوزات مفتش وزارة الصحة عادل محسن”.
ولأن رجال الاعلام الحاضرين تعودوا على مثل هذه المصطلحات فلم يصغوا اليه تماما الا حين قال “ان هذا المفتش تسبب في وفاة 20 امرأة حامل في مستشفى البتول في ديالى ولم يكتمل التحقيق في القضية لحد الان منذ2010”.
شفتوا؟؟ المرأة الحامل ارخص بكثير من الكلب السائب!
مضى على وفاة هؤلاء الحريم سنتين ولك يهتم احد بمباشرة التحقيق فيه.. سنتين على وفاة 40 انسانا، المرأة وجنينها، ومجلس البرطمان يسأل هل نناقش البنى التحتية ام زيادة الرواتب التقاعدية ام استضافة وزير الكهرباء ام نستمع الى ارشادات حسنة ملص؟.
هذا الاخ العادل ليس قاتلا فقط وانما مصيبته الكبرى ايضا انه:
1- امر باغلاق المجلس التحقيقي بشأن التزوير في التعيينات في دائرة صحة الكرخ.
2- التدخل في تأخير بعض المشاريع الخاصة ببناء المستشفيات.
3- مكتب مفتش وزارة الصحة غير متعاون مع لجنة الصحه والبيئة النيابية.
هل تريدون الالعن في هذه الفوضى؟.
كانت المحكمة الاتحادية قد رفضت في وقت سابق تجديد خدمة المفتش العام لوزارة الصحة الا بعد موافقة مجلس النواب بالاغلبيةو ذكرت في بيان نشر على موقع مجلس القضاء: اصدرت المحكمة قرارها المرقم 70 بتأريخ 26/12/2011، بألزام رئيس مجلس الوزراء أضافة لوظيفته بإتباع الالية المنصوص عليها في الامر رقم (57) بعرض أمر تجديد خدمة المفتش العام لوزارة الصحة (د.عادل محسن عبد الله) على مجلس النواب للمصادقة عليه او بعدم المصادقة وذلك باغلبية أصوات اعضائه.
واصدر مجلس البرطمان توصياته في جلسته 45 المنعقدة في 27 / 3 / 2011 الى مجلس الوزراء التي يطلب فيها إقالة المفتش العام (عادل محسن عبد الله).
ماذا حدث بعد ذلك؟.
سعادة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه اعطى مجلس البرطمان “اذن من طين واذن عجين” واهمل الامر ومازال الدكتور عادل محسن العبد الله على رأس وظيفته رغم قرار البرطمان الذي اتضح بعد طول بحث واستقصاء انه وشقيقته المحكمة الاتجادية “لايهش ولا ينش”.
اين انت يا الجواهري حتي “تطرطر لهم”.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ضحايا صدام حسين 6

صباح ابراهيم

الفصل السادس
ضحايا صدام ونظام البعث

لصدام حسين ضحايا لايعرف لحد الان اعدادها واسمائها الحقيقية ، فقد كان صدام دمويا منذ صباه ويميل ان يكون قياديا بالفطرة ، ولا يقبل ان ينافسه احد او يعترض على ما يقرره او يريده ، ومن يجروء ان يعترض عليه او يتحداه يكون مصيره الموت مهما كانت منزلته وقربه من صدام حسين .
وقد كان حلمي ان اجمع اكبر عدد من اسماء ضحايا صدام حسين ونظام البعث وحاولت ذلك جاهدا في هذا الكتاب ولكني اعترف اني لم اصل الى الحقيقة كاملة لمعرفة كل الضحايا رغم البحث الكثير عنهم من مصادر عديدة لكثرتهم واختفاء الكثير منهم في المقابر السرية والجماعية التي اكتشف قسم منها وبقي القسم الاخر مجهولا حتى يحين وقت اكتشافها . ولكني اعرض للتاريخ وللاجيال القادمة ما استطعت معرفتة من اسماء بعض الضحايا ونبذة عن حياتهم ومناصبهم و وطريقة موتهم .
واليكم اسماء تلك الضحايا *

عبد الرزاق النايف
شغل المقدم عبدالرزاق النايف منصب معاون مدير الاستخبارات العسكرية في عهد عبد الرحمن عارف، تعاون مع حزب البعث بتكليف من المخابرات البريطانية والامريكية لعمل انقلاب عسكري على عبد الرحمن عارف، وتم تعيينه رئيس للوزراء من 17 تموز ولغاية 30 تموز 1968.

——————————————————————————————-
* المؤلف
 اقصي من منصبه حيث نفاه صدام حسين تحت تهديد السلاح الى المغرب بحجة انه من عملاء الامريكان وأنه سرق الثورة من حزب البعث بالتهديد وفرض نفسه رئيسا للوزراء على قيادة الانقلاب، ظلت عناصر المخابرات الصدامية تطارد عبد الرزاق النايف في الخارج اينما حل ورحل، وفي 9 تموز (يوليو) 1978 تمكنت من اغتياله في لندن على يد عميل المخابرات العراقية اسمه خالد احمد بمساعدة احد افراد من عائلة الخربيط .
اعتقل القاتل وسجن في لندن 25 سنة، توفي النايف فجر اليوم التالي بعدما كان قد توفى سريرياً عقب الحادث مباشرة. بذلك اسكت البعثيون من يعرف اسرار مجيئهم للسلطة وعلاقتهم بالمخابرات الامريكية البريطانية .
أعترف عبد الرزاق النايف في مؤتمر صحفي بعلاقته بالامريكان قائلا ما يلي : [ أنا لا أنكر علاقتي بالامريكيين ، ولكنهم هم الذين فرضوا عليّ التعاون مع البعثيين ] .
جاء في مذكرات عبد الرزاق النايف:
[ حاول الحُكم التكريتي البعثي القائم في بغداد اغتيالي عدة مرات .. وبدأت محاولاتهم هذه في حزيران ( يونيو) عام 1969 حيث كنت اقيم في جنيف…]
علم النايف من حردان التكريتي – وكان وزيرا للدفاع- عن طريق المحامي جاسم مخلص وهو من اقارب حردان وتربطه بع علاقات كثيرة وصداقة خاصة ، بأن صدام التكريتي أرسل فرقة من عصابته لقتله في جنيف حيث يقيم … ]

كان النايف يترأس حركة الثوريين العرب، وكان يروم القيام بحركة تصحيحية ضد عبد الرحمن عارف ، وقد ذكر في احد اجتماعاته انه قرر التعاون مع حزب البعث للقيام بالحركة التصحيحية، لأنه كان واقعا تحت ضغط السفارة البريطانية التي اشترطت عليه التعاون مع احمد حسن البكر في أحد اللقاءات مع السفير البريطاني بصحبة البكر .
قال النايف لجماعته في الاجتماع الحزبي ما يلي : ( اقسم بالله لقد اتصل بي السفير البريطاني في بغداد ، وقال : ( ان حركتكم لا تتم حسبما تريدون، وسوف نجهضها، ونجهض عارف معكم ، ما لم تشركوا من نريد.. فأعطاني موعدا ، فالتقيته وبصحبته أحمد حسن البكر، وقال : (هذا ومن معه سوف تتعاونون معه على الثورة ).

العقيد ابراهيم عبد الرحمن الداؤود
كان الداؤد يشغل في عهد عبد الرحمن عارف منصب آمر الحرس الجمهوري ومسؤول عن حماية القصرالجمهوري، وقيل عنه انه ضابط قوي وشجاع وقومي الاتجاه ولديه ميول دينية واضحة نقطة ضعفه تأثره الشديد والمفرط بمعاون مدير الاستخبارات العسكرية عبدالرزاق النايف، كان الداوود ينقاد بشكل أعمى للنايف .
قال صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية لحزب البعث لاخفاء دور المخابرات البريطانية في انقلاب البعث : “ان البكر فاتحَ الداؤود لتسهيل مهمة الانقلابيين السيطرة على القصر الجمهوري ولكن الداؤود افشى الخبر لمدير الاستخبارات العسكرية عبد الرزاق النايف بذلك” . وانكشفت الخطة الانقلابية . استغل النايف الوضع لصالحه، وارسل النايف رسالة للانقلابيين بمباركة حركتهم كي يعرفوا انهم مكشوفين من قبله وطالب بمنصب رئيس الوزراء، بعد النقاش ارسلوا الجواب للنايف بتعيينه رئيسا للوزراء بعد نجاح الانقلاب كي يشتروا سكوته مؤقتا. وخططوا للتخلص من النايف والداؤود لاحقا، واعترف صدام انه هو من تبنى موضوع تصفية عبد الرزاق النايف والداؤود لاحقا.
هذه هي القصة التي يرويها صدام عن علاقتهم بعبد الرزاق النايف، لكن مذكرات عبد الرحمن عارف والنايف تشير الى ان السفير البريطاني فرض على النايف التعاون مع البكر وحزب البعث للانقلاب على حكومة عبد الرحمن عارف لتسهيل تغلغل شركات النفط الامريكية والبريطانية والغاء عقد شركة ايراب الفرنسية .                                 
 عيّن النظام الجديد عبد الرحمن الداؤود وزيرا للدفاع وأُرسِلَ لتفقد القطعات العسكرية العراقية المرابطة في الاردن لابعاده عن الجيش تمهيدا للتصفية، وفي حركة الثلاثين من تموز تم اقالته ومنعه من العودة للعراق وطُلِبَ من قائد القوات العراقية المرابطة في الاردن اعتقاله وارساله للعراق مخفوراوهذه هي مكافأة حزب البعث لمن سهل لهم دخول القصر الجمهوري للاستيلاء على السلطة.
الدكتور ناصر الحاني
كان يشغل منصب السفير العراقي في بيروت، والوسيط بين المخابرات المركزية الامريكية ومعاون مدير الاستخبارات العسكرية العراقية المقدم عبد الرزاق النايف للتنسيق مع البعثيين للانقلاب على نظام عبد الرحمن عارف. عين اول وزير للخارجية بعد انقلاب 17 تموز1968 لفترة قصيرة ثم أُعفي من منصبه في 30 تموز وعين مستشاراً لاحمد حسن البكر. كان البكر يتظاهر امام الحاني بأنه هو مهدد من قبل صدام ومجموعته في العلاقات العامة، الذين هم ناظم كزار وعلي رضا ومحمد فاضل وسعدون شاكر وطاهر محمد امين وغيرهم. كان البكر عندما يأتيه الحاني الى غرفته ليتكلم في موضوع ما، يأخذه الى حدائق القصر ويقول له “أخشى ان يسمعنا الاولاد ويؤذوك”. ويبدو ان الحاني كان مطمئناً الى رئيس الجمهورية، الى ان ذهب ثلاثة ازلام من مكتب العلاقات العامة التابع لصدام حسين ، واقتادوه في احدى الليالي وقتلوه ورموا جثته في احد شوارع بغداد في مكان محاذ لقناة الجيش . قاتلْ ناصر الحاني هو عبد الوهاب كريم الملقب وهاب الأعور وهو معلم من اهالي الحلة ، استقدمَ الى بغداد ودشن عمله باغتيال الحاني، ورقيّ الى مرتبة عضو في القيادة القطرية وعضو مجلس قيادة الثورة ايضاً مكافاءة له، ثم تمّ قتله هو الاخر بحادث مروري مدبر. وهكذا تم تصفية الرجال المهمين الذين سهلوا امر البعثيين للاستيلاء على السلطة بالدعم الامريكي البريطاني لاخفاء الاسرار.
عبد الوهاب كريم
 عضو قيادة قطرية ومجلس قيادة الثورة مساهم في 8 شباط قُتلَ بحادث مدبر بعد ان كُلِفَ هو بقتل اشخاص كثيرين على راسهم اول وزير خارجية بعد 1968 الدكتور ناصر الحاني.

هاني الفكيكي
شارك في أنقلاب 1963 واصبح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو قيادة قطريه ومن قادة
انقلاب8 شباط ،اطيح به في انقلاب11-11 و18-11- 1963 فصل بعدها من حزب البعث عام 1964 . أكمل دراسة الصيدلة عام 1969 وأعتقل بعدها عدة مرات حتى مغادرته العراق نهائيا عام 1979م الى لندن حيث توفي عام 1997م ودفن في دمشق منطقة السيدة
زينب. كتب عن تجربته في حزب البعث كتابه الموسوم ( اوكار الهزيمة )، وهو كتاب سيرة ذاتية .

اللواء طاهر يحيى التكريتي 
رئيس وزراء العراق في عهد عبد السلام عارف، اعتُقل في فجر 17 تموز 1968 ولم يُفرج عنه حتى عام 1973 ، فخرج عليلا فاقدا للبصر بعد تعذيب شديد واهانات كبيرة وجهت له في السجن ، ولازم بيته يأنّ من جِراحاتِ التعذيب ، ويتبول على فراشِه حتى وفاته عام 1986.

اللواء حسن مصطفى النقيب
قائد عسكري وسياسي عراقي، أحد مؤسسي حركة الضباط الاحرار في الخمسينات. قاد في حرب حزيران 1967 الجيش العراقي ضد الجيش الإسرائيلي. كان حينها آمرا للواء الآلي الثامن ليقود بعدها القوات العراقية في الأردن. عُرفِت قيادته باسم قيادة قوات صلاح الدين شارك في حرب الاستنزاف في الجبهة الشرقية حتى عام 1970، اذ تم تعيينه نائبا لرئيس اركان الجيش العراقي.
في نهاية عام 1970 وبسبب مواقفه الوطنية غير المؤيدة لسياسة البعث تم تعيينه سفيرا للعراق في اسبانيا والفاتيكان لابعاده عن الجيش، ثم في عام 1976 عين سفيرا للعراق لدى السويد والدول الاسكندنافية، ترأس الهيئة العراقية المستقلة مع طالب الشبيب، الذي اغتالته المخابرات العراقية في بيروت. صدر بحقه أكثر من حكم بالاعدام عام 1982 من قبل اجهزة نظام صدام حسن لعمله الوطني لصالح أبناء شعبه. وللنقيب ثلاثة أبناء هم فلاح النقيب ، وثائر وزياد
كُشِفَ في عام 1970 عن مؤامرة لقلب نظام الحكم بقيادة صالح السامرائي، ولكن المجموعة
الانقلابية كانت مخترقة من المخابرات (مكتب العلاقات العامة برئاسة سعدون شاكر)، وألقي القبض على الانقلابيين أثناء اقتحامهم للقصر الجمهوري، وأعدم 34 شخصا، من بينهم رشيد مصلح التكريتي، ومدحت الحاج سري، وحسن الخفاف المخبر الذي كشف عن المؤامرة، ووضع أجهزة تسجيل في داره بأمر من صدام للتنصت على المتآمرين بالتعاون مع المخابرات .

اللواء عبد الكريم مصطفى نصرت
شخصية عسكرية بارزة من شخصيات حزب البعث وكان معتقلاً طيلة فترة عبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف، وعُذب وهو كان بطل محاولة الخامس من ايلول 1964 التي القي القبض فيها على صدام .
 كان رئيس التنظيم العسكري الذي يتبع الفرع البعثي المؤيد لسورية بعد الانشقاق، وان احمد حسن البكر وصدام بذلا معه جهوداً كبيرة قبيل 17 تموز لينضم اليهما، وكان عنيداً ويرفض عروضهما 
اغتال صدام حسين وبطريقة تخلومن الشهامة، قائد الهجوم العسكري على الزعيم عبد الكريم قاسم المتحصن في وزارة الدفاع عام 1963، اللواء عبد الكريم نصرت   وأعلن بيان صادر عن صدام حسين ان غلاما  منحرفا كان اللواء نصرت على صلة جنسية به هوالذي اغتاله بمنزله !وذلك لتشويه سمعته، وان المغدور كان مصاباً بأكثر من طعنة بالسكين. هذه عملية ملفقة، فهو كان في الجيش ولم يثر احد هذا الموضوع ولم يُسمع عنه هذه السمعة عندما كان في الخدمة العسكرية. أحيل الى التقاعد منذ ايام عبدالسلام عارف، اي بعد عملية 5 ايلول 1964 اذ اعتقلوه واحالوه الى التقاعد.
أن موقف صدام حسين من رجال الحزب والدولة في أول انقلاب للمنظمة السرية يكشف عن افتقاره للوفاء  يعمه بالكثير من الغدر.

منذر المطلك    سكرتيرالبكر الخاص وزوج احدى بناته .ابعد سفيراً الى الأرجنتين …ثم اغتيل من قبل فرق الاغتيالات التابعة لصدام لاضعاف مركز البكر.

مظهر المطلك
 زوج ابنة أحمد حسن البكر الثانية ، واخ منذر المطلك تم اغتياله بعد مضايقة سيارته على شارع ابي نؤاس في منطقة الكرادة الشرقية والقائه في في نهر دجلة، وبقى عدة ساعات غريقا داخل سيارته في النهر قبل انتشاله من النهر. كان صدام حسين يهدف الى تصفية رجال البكر لاضعافه والسيطرة عليه حتى يحين الوقت لاجباره على التنازل له للجلوس على قمة هرم السلطة. كان يقف وراء هذه العملية سعدون شاكر وبرزان التكريتي .
طارق حمد العبد الله                                                         

حسب البيان الحكومي مات منتحراً عام ١٩٨٦ لكونه يعاني من مرض الكآبة.. عسكري ينتمي الى عشيرة المحامدة من أهل الفلوجة. ولد في بداية الثلاثينات وانخرط في الكلية العسكرية رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة اخرين كمرافق للبكر الذي عينه في هذا المنصب.
درس العبدالله في كلية الأركان وتخرج منها وكانت أخر رتبة عسكرية شغلها عميد ركن، أما المناصب الرسمية التي تولاها فكانت المرافق الاقدم للبكر، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ثم وزيرا لوزارة الصناعات الخفيفة.
اشيع أن الرئيس صدام اقنعه بعد التهديد بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكرويتجسس على كل نشاطاته لصالح صدام ..
ذكر مزهر الدليمي في كتابه ” محطة الموت” أن العبدلله أسر له قبل مصرعه بفترة قصيرة
” أنت تعمل في المخابرات والامن، لا تنس أنك أبن عشيرة ، وابن حمولة وانصحك أنك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية ، كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف”.
وعن حادث أنتحاره يكمل مزهر الدليمي في نفس الكتاب “فور صدور البيان الرسمي الزاعم أنتحار العبدالله توجه علي حسن المجيد مدير الأمن العام في حينه الى دار الضحية ، وفور دخول البيت نادى زوجة القتيل قائلاً :
– ” اسمعي يا سيدتي … زوجك انتحر لأسباب نفسية تخصه ، وأي حديث أخر سيكون شائعة مغرضة تستحق أقصى العقاب “.
وواصل حديثه التهديدي قائلاً ؛
” ورغم أن الحادث أنتحار ، فأن السيد الرئيس أمر باعتباره شهيداً، وستمنحون مرتب الشهيد ومخصصاته ، وكل مصروفات الفاتحة التي ستقام منذ الغد، في جامع ١٤ رمضان ستتولى الدولة تسديدها “
قال هذا وخرج..
في مساء اليوم نفسه ، زرنا عائلة المرحوم العبدالله ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة..
زرنا الغرفة التي قيل أنها شهدت عملية الأنتحار، فاذا بي أرى زجاج شباكها مهدماً.
قلت لزوجة الفقيد ما هذا ؟
قالت : ” مكان اطلاقة، أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا ، ونظراً لقوة الضربة، فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه”
رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة ، واستطعت فعلاً اخراجها من الجدار، وتأكد لي أنها أطلاق قناص محترف.. كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك فرجوتها أغلاق دارها والأكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.
ومن خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام والذي كان في حينه مسوولاً عن التصفيات الجسدية.
وهناك حديث آخر يدور عن سبب الانتحار ان المجني عليه انتحر بعد ان عرض عليه فيلم لزوجته عارية مع صدام وعصابته، وفيلم آخر لابنته التي اختطفها ولده (عدي) وهذه احدى طرق التي يستخدمها صدام حسين حيث تؤخذ لنساء القياديين الافلام وهن عاريات او في اوضاع مشينة بعد اجبارهن على ذلك بالقوة ، وبواسطتها يتم الامعان في اذلال هؤلاء الازواج القياديين والسيطرة عليهم، ومن ضحايا هذه الافلام العائلية اللواء طارق حمد العبد الله وزير الصناعات الخفيفة الذي وجد في بيته منتحراً.
عبد الكريم فرحان 

من مدينة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وكان مسؤولا عن اخفاءالجسد المسجى للشهيد عبد الكريم قاسم
بعد اعدامه في دار الاذاعة ، وفي مذكراته يؤكد رميه في النهر بعد انقلاب البعثيين في 18 رمضان1963. عين بعدة مناصب في زمن البعث ، اصبح وزيرا للثقافة والارشاد عام 1963 وعضوا في مجلس الثورة العراقي وامينا عاما للاتحاد الاشتراكي في العراق عام 1964 وعضوا في القيادة السياسية لمصر والعراق وتولى منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي عام 1967. اعتقل وعذب اربع مرات ولم توجه له اية تهمة.
استقال في 30 حزيران 1968 وقرر اعتزال السياسة نهائيا ، نفي الى الخارج يعيش آخر ايامه في السويد.

اللواء الركن رشيد مصلح التكريتي

عسكري بارز شغل العديد من المناصب العسكرية ، شارك في الانقلاب الذي حدث ضد نظام الزعيم عبد الكريم قاسم، ثم أصبح حاكماً عسكرياً وعضواً في قيادة الثورة كما شارك بالإطاحة بنظام البعث عام 1963 بانقلاب عسكري قاده عبد السلام عارف ضد الحرس القومي وقياداته من البعثيين ، فأصبح وزيراً للداخلية. يرتبط بصلة قرابة مع صدام حسين، وبسبب الارتباطات القروية والعشائرية لاهالي تكريت، كلف رشيد مصلح التكريتي صدام حسين بمهمة خاصة لكشف تنظيمات البعثيين بعد انقلاب 8 شباط 68 على عبد الكريم قاسم. وكان ذلك التكليف سببا يعزو إليه بعثيون سابقون إقدام صدام حسين على إعدام رشيد مصلح ليقطع دابر إعتراف قد يصدر عنه ضده .
في 1970 سيق الى السجن ثم اعدم بأمر من صدام ، ليس بسب إشتراكه بالمؤامرة كما يدعى النظام و لكنه سبق ان طرد صدام من بيته بعدما تحرش بزوجته عندما آواه في بيته و أطعمه و كساه .

نشرت جريدة الجمهورية لقاءً مع رشيد مصلح وزير الداخلية والحاكم العسكري بعد انقلاب عبد السلام عارف على حكم حزب البعث الأول. في هذا اللقاء يعترف بأنه كان “عميلاً” للمخابرات الأمريكية ومن دون تقديم أسباب واضحة.
ويعتقد الكثيرون أن هذا الاعتراف كان ملفقاً أجبرعليه بعد تعذيب جسدي ونفسي مريرين.
الغاية منه عدا تلفيق تلك التهمة بعدد من رجال السلطة العارفية للتخلص منهم ، بل كان انتقاماً شخصياً من رشيد مصلح وتشويه لسمعته باجباره على الاعتراف بالعمالة للاجنبي ثم التخلص منه نهائيا في تصريح لصحفي مقرب من صدام حسين قال 🙁 لقد كره البكر رشيد مصلح واغتاظ منه وحقد عليه حقدا عظيما بسبب موقف جرى بينهما خلال احداث انقلاب 18 تشرين الثاني من عام 1963عندما قرر البكر الانسحاب من الانقلاب في ليلة الانقلاب مما حدا برشيد مصلح وهو من ابرز المشاركين في الانقلاب ومن كبار المؤيدين لعبد السلام عارف ان يحتد ويغضب على البكر ولم يتوقف مصلح عند هذا الحد مع البكر بل بصق في وجه البكر .. والبكر احتفظ بهذه الاهانة الكبيرة لمصلح سنوات ثم انتقم منه بعد انقلاب 17 تموز عندما اصبح رئيسا للجمهورية ) .
وقام رشيد مصلح بتوثيق جرائم الحرس القومي والبعثيين ضد ابناء الشعب واساليب التعذيب والاعدامات واغتصاب النساء التي تجري في مقرات الحرس بكتاب تحت عنوان “المنحرفون من الحرس القومي في المد الشعوبي” فيه وثائق وصور لتلك الأنتهاكات .

صورة غلاف كتاب المنحرفون لرشيد مصلح

العميد مدحت الحاج سري
أعدم صدام أوإغتال قادة بارزين ساهموا بانقلاب شباط الذي جاء  بحزب البعث إلى السلطة . فقد أعدم صدام قائدا آخر، هو العميد مدحت الحاج سري أمين العاصمة السابق وشقيق رفعت الحاج سري الذي قاد محاولة انقلاب فاشلة عام 1959 ضد عبد الكريم قاسم وأعدم اعقابها، . فجعل حزب البعث من إسمه في وقتها عنوانا للثأر من عبد الكريم قاسم. وكان اعدامه بتهمة التجسس حيث اجبره صدام للظهور على التلفزيون والاعتراف على انه جاسوسا للمخابرات الامريكيه .

الدكتور عزة مصطفى
 عضو مجلس قيادة الثورة ، ووزير الصحة. نجح صدام في الضغط على البكر للتخلي عنه ، حيث كان من أقوى المحسوبين على جناح الرئيس، والرجل الثالث في تسلسل القيادة الحاكمة بعد البكر وصدام، وإقالته من كافة مناصبه الرسمية والحزبية، بحجة تخاذله في إصدار عقوبات ضدّ متظاهرين شيعة في كربلاء والنجف احتفلوا بمناسبة دينية.

نوري حمادي حسين . مساهم في انقلاب 8 شباط . عضو هيئة التحقيق الخاصة عام 1963 ، قتل بحادث سير من قبل ازلام صدام .

رافع الهاشمي . عضو قياده قطريه في السبعينيات نفي الى المغرب .

المقدم داود الجنابي
احد المنفذين الاساسيين لمؤامرة 8 شباط 1963 اصبح امرا للكلية العسكرية قتل بعد خلاف بينه وبين حسين كامل الابن المدلل لصدام حسين في ذلك الوقت.

 

شفيق  الدراجيكان في أيام عبدالسلام عارف يشغل منصب مديراً للاستخبارات العسكرية، وبعد انقلاب البعث عين بمنصب أمين السر العام لمجلس قيادة الثورة، ثم عين سفيرا في السعودية، توفي بالسكتة القلبية
الدكتور حسن الخفاف
له عيادة لتركيب الأسنان. زوج سعدية صالح جبر أبنة رئيس الوزراء العراقي المعروف في العهد الملكي. أعدم عصر يوم 21/1/1970  بتهمة التآمر على قيادة الحزب والثورة بالتعاون مع عبد الغني الراوي والعقيد صالح السامرائي وغيرهم والاتصال بالسفارة الايرانية من داخل بيته لتنسيق التآمر على نظام صدام / البكر. قال حسن الخفاف في التحقيق انه تعاون مع الأجهزة المختصة في نصب اللاقطات في داره للكشف عن المتآمرين وتسجيل نقاشاتهم، وأن صدام أرسل إليه هدية بمأتي دينار. ورغم ذلك حكم عليه طه الجزراوي بالاعدام ، صدرت الأحكام يوم 21 كانون الثاني (يناير) العام 1970 ونُفذت في اليوم نفسه، وحُكم بإعدام 18 عسكرياً و 4 مدنيين. وفي اليوم التالي أُعدم 8 عسكريين و4 مدنيين. وهكذا بلغ مجموع الذين أُعدموا 34 شخصاً، من ضمنهم اللواء رشيد مصلح التكريتي والعقيد مدحت الحاج سري.

الضابط عبدالوهاب عبدالرحمن الداوود
 أخو إبراهيم عبدالرحمن الداؤود آمر الحرس الجمهوري ومنفذ انقلاب 17 يوليو 1968  أعدم رميا بالرصاص في حديقة قصر النهاية عصر يوم 21/1/19970 .

أمين عبد الكريم وزير المالية قتل في عام 1970

 فؤاد الركابي
(1931-1971)، سياسي عراقي وأول أمين قطري للحزب البعث العراقي. ولد بمدينة الناصرية لعائلة شيعية. درس الهندسة في جامعة بغداد. كان من مؤسسي حزب البعث في أوائل الخمسينات وأنتخب كأول أمين سر للقيادة القطرية، عين وزيرا للإعمار بعد ثورة 14تموز  1958وممثلا لحزب البعث العراقي في الحكومة الجديدة، إلا أنه استقال من منصبه في فبراير 1959. لجأ إلى سوريا في نوفمبر 1959 بعد إصدار أوامر بالقبض عليه، وحكم عليه غيابيا بالإعدام في مارس 1960. منع من دخول العراق بعد حركة 8 فبراير 1963، ليعود بعد تسلم عبد السلام عارف السلطة بمفرده بعد حركة 18 نوفمبر 1963. شغل منصب وزير البلديات من أكتوبر 1964 إلي يوليو 1965. ساهم سنة 1965 مع قوى قومية أخرى في تأسيس الحركة الاشتراكية العربية. أعتقل بعيد وصول البعث إلى السلطة في 17 يوليو 1968 ليغتال في النهاية بتدبير متعمد من السلطة في السجن سنة 1971 بطعنة سكين من احد السجناء مدعيا أنه فعل ذلك لأسباب أخلاقية “جنسية” ولم يتقدم أحد لإسعافه فمات بتأثير الطعنة والنزيف وادعت السلطة أنها أعدمت المجرم، لكنه شوهد يعمل موظفا محليا في السفارة العراقية بصوفيا .

أحمد العزاوي
البعثي البغدادي المقرّب من صدام حسين،  الذي هرب الى سورية في 1974 ونشط في بناء
تنظيم حزبي موازٍ تدعمه دمشق، فاغتيل بعد عامين .
قُتل في عام 1975 بعد عدة محاولات فاشلة لاغتياله من قبل أجهزة الأمن ، أهمها كانت عام 1974 عندما فجرت سيارته. كان عضواً في قيادة فرع بغداد والقيادة العامة للحرس القومي عام 1963، ثم عضو القيادتين القومية والقطرية ومسؤولاً للمكتب العسكري لحزب البعث ، لعب دوراً كبيراً في التحضير وتنفيذ معركة 8 شباط 1963 في بغداد.

اللواء بشير الطالب
أعدم مع ابنه وكان أمراً للحرس الجمهوري في عهد عارف وساهم في  انقلاب 8 شباط بعد اعلانها.

العميد محمد حسن وتوت . قائد فرقه . قتله صدام اثر انتفاضة اذار 1991
مدحت محمد جميل . قتل بسبب اتهامه لارتباطه بتنظيم اليسار
سعدون البيرماني
 عضو قياده قطريه في الخمسينيات واحد المشتركين في عملية اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشله، عمل موظفا “مدير حسابات”  في بغداد  ، اعتقل بعد غضب صدام عليه عام 1972 وأطلق سراحه وطلب إليه مراجعة مديرية محافظة واسط وفي الطريق العام بغداد – واسط، صدمت سيارته
بسيارة كبيرة تابعة لأجهزة القمع فقتل غيلة هو وعائلته .

ممتاز قصيرة  مساهم في 8 شباط ، قتل وهو طالب في كلية الطب
 مامون كشموله اعدم عام 70 في قصر النهاية.
 محسن الشعلان
كان رئيساً للجمعيات الفلاحية ،. كان رفيقاً للرئيس في مكتب الفلاحين عند عودة الرئيس من القاهرة بعد انقلاب عام 1963 . أعدم بتهمة استمرار علاقة قديمة له مع شقيق أحد المحكومين بالاعدام في وقت سابق خلافاً للتعليمات التي تقضي بمقاطعة عوائل المعدومين، ولم تشفع له صداقته مع صدام .

الضابط محمد فرج . قتله البكر
مجدي جهاد صالح  بعثي ، عضو قيادة قطريه ، قتل بسم الثاليوم ، الثاليوم هو سم الفئران او ما اطلق عليه في زمن صدام بعصير او شربت العافيه واستعمله النظام لقتل معارضيه  وتصفيتهم.

الدكتور غالب عبد الحميد . بعثي . قتل بحادث سيارة عام 68
العميد عزيز السامرائي . مساهم في 8 شباط . قتلته السلطه الصدامية عام 97
اللواء وفيق السامرائي
معاون رئيس المخابرات العسكرية ومسؤول شعبة التجسس العسكري عن ايران ومن اقرباء العميد عزيز السامرائي انتهى به المطاف الى المنافي هربا من بطش صدام حسين. 
علي الدرويش .من شيوخ شمر ، قومي ، قتله البكر عام 70.
صلاح عمر العلي 
هو احد البعثيين الأوائل ومن شلة صدام، عمل  في جهاز حنين لتصفية الخصوم ، أقصي عن مجلس قيادة الثورة في 1970بعد ان اختلف معه في التوجه الحزبي ، وضُمّ الى سفراء الخارج .وعاش منفيا بعيدا عن بلاده .
حردان عبد الغفار التكريتي
     

 

 

 

 

 

 

هو أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 14 تموز 1958 في العراق ضد النظام الملكي وثورة 14 رمضان 1963 وانتهاء بـ17 تموز 1968.وهو من مواليد مدينة تكريت في العراق واحد كبار الضباط الطيارين البارزين في العراق، وكان من الشخصيات المهمة في ثورة 17 تموز1968 في العراق وتقلد عدد من المناصب كان آخرها وزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية .
حاول الفريق حردان التكريتي جاهدا من أجل إبعاد خير الله طلفاح «خال صدام» عن منصب محافظ بغداد إلا أن الرئيس البكر أقنع حردان بأن التعيين موقت لتركيز الأمور وتثبيتها و بعدها سيتم إعفاء طلفاح من المنصب ، ولخوف البكر وصدام من وجود حردان معهم بالسلطة وفي وزارة الدفاع لطموحه الكبير، تم أعفاء حردان التكريتي من مناصبه عام 1970، وعين سفيرا في المغرب، وكان عندما صدر القرار يرأس وفدا رسميا في إسبانيا، فرفض الامتثال للقرار، ثم تم تسفير زوجته واولاده الستة على طائرة للالتحاق برب الاسرة في الجزائر، وفي مطار بغداد تم حقن زوجة حردان بمادة سامة على انها لقاح ضد الكوليرا فماتت في الطائرة بين اولادها الستة بعد ساعتين، واستقبل حردان زوجته جثة هامدة.
 عثرت مخابرات صدام على مذكرات حردان التي يكشف فيها تعاون صدام حسين مع المخابرات الامريكية للتعاون مع البعث لقلب نظام الحكم في العراق ، ولهذا قرر صدام قتله. 
عاد حردان التكريتي الى الكويت من المغرب ، فتم اغتياله بخمسة رصاصات من قبل محمد كاظم احد افراد فريق الاغتيال لمخابرات صدام بتوصية من صدام نفسه ،وجرى تهريب القاتل للبصرة داخل صندوق سيارة وزير الخارجية العراقي عبد الكريم الشيخلي. وبعد الاغتيال تم اعتقال ما لا يقل عن 300 من الضباط والمدنيين اصدقاء حردان وقتلوا ما لا يقل عن مائة منهم .

عبد الرحمن البزاز            

رئيس الوزراء بين عامي 1963 و1969
عين البزاز أستاذا في كلية الحقوق في جامعة بغداد، ثم عين عميدا لها وعميدا لكلية التجارة والإقتصاد، وكان يلقب ( بذو العمادتين ) ودرس في كلية الشريعة في الأعظمية، عام 1952.
بعد ثورة 14 تموز 1958، عين سفيرا للعراق في القاهرة، ثم أعتزل الوظيفة، وأقام في القاهرة حتى ثورة 8 شباط 1963، فعاد إلى بغداد وتقلد عدة مناصب وزارية ثم عين رئيسا للوزراء في أيلول من عام 1965. ثم رئيسا للوزراء مرة أخرى عام 1966، كما شغل رمزيا منصب رئيس الجمهورية في العراق لمدة ثلاثة أيام من 13 نيسان لغاية 16 نيسان من عام 1966، على أعقاب وفاة الرئيس عبد السلام عارف في حادثة سقوط طائرة مروحية كان يستقلها لحين تنصيب رئيسا جديدا والذي أصبح فيما بعد الرئيس عبد الرحمن عارف شقيق الراحل عبد السلام عارف، والبزاز ذو العقلية المتحضرة التي طواها النسيان وأهملها الزمن، ونالتها حملات التشهير والتشويه والتزييف، فالبعض اتهمه بالعمالة الإنكليز، وآخرون اتهموه بالعمالة لشركات النفط من خلال بيانات ومنشورات حزبية ضيقة الأفق، استهدفت تصفية حسابات شخصية مع البزاز حينما تسلم رئاسة الحكومة.
القي القبض عليه وقدم الي المحكمة التي حكمت علية بـ 15 عاما بتهمة التجسس لصالح دولة اجنبية وتعرض خلال اعتقاله الي انواع شتي من التعذيب خرج بعد ثلاث سنوات مشلولا توفي يوم الخميس 28/6/1973م، ودفن في مقبرة الخيزران. 

علي صالح السعدي

ثاني امين قطري للحزب البعث بعد  فؤاد الركابي ووزير داخليه انقلاب 8 شباط 1963 ابعد عن العراق بتحريض من صدام وجرت تصفيته في المنفى

طالب صويلح
عضو قياده قطريه في السبعينيات، اعدم رميا بالرصاص في 8 \8 \ 1979 بأمر من صدام.

وليد محمد صالح الجنابي     

كتب عنه حسن العلوي في كتابه ” العراق دولة المنظمة السرية”
“كان وليد الجنابي معلماً في أحد المدارس الأبتدائية حين استدعي في عام ١٩٦٨ عضواً في لجنة لدعم منظمة فتح الفلسطينية مرتبطة بنقابة المعلمين العراقيين التقنية هناك حيث كنت المسوول الأعلامي عن اللجنة. بعد ذلك كان أحد أعضاء لجنة التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية وقيل أنه شارك في تعذيب عبد الرحمن البزاز.
روى لحسن العلوي ما يلي ” واحدة من المهمات الخسيسة التي كلفت بها والتي تطاردني أشباحها وانا في المغرب وانا على جبال البلقان فقد ابلغني المسؤول الحزبي بقرار نقلي من التعليم الى هيئة التحقيق في معتقل قصر النهاية وقد اشرفت على عمليات ألتعذيب ضد شخصيات معروفة من بينهم عبد الرحمن البزاز.
وقد دعيت بعد منتصف ليلة الى غرفة ناظم كزار في قصر النهاية وكان الى جانبه عدد من أعضاء القيادة من بينهم صدام حسين وعبد الكريم الشيخلي وطلب الي ناظم كزار التوجه الى مستشفى التويثة (مستشفى التدرن الروئي) وجلب أربعة مرضى من المصابين بحالات ميئوس من شفائها ، فزودت بكتاب وقعه في الحال أحد الحاضرين صادراً من مجلس قيادة الثورة الى مدير المستشفى لاختيار العدد المطلوب من المرضى وتسليمهم لي على أن لا أترك كتاب المجلس هناك.
يقول الجنابي أن الأمر أختلط علي وانا في طريقي الى المستشفى فما علاقة هيئة التحقيق بمرضى السل ولم أفكر بأن مهمتي كانت لارسال هولاء المرضى للمعالجة في الخارج لكني كنت على يقين أن أجهزة جديدة أو أساليب جديدة لنزع الاعترافات ستجرب على هولاء المرضى ولم يكن لي أن أسأل عن شيء من ذلك اذعاناً لطقوس الحزب والتزاماً بمبدأ نفذ ثم ناقش وكان علي أن انفذ وقد لا يكون من حقي أن أسأل بعد التنفيذ.
حينما عدت بالمرضى في سيارة لاند روفر كنت أمد رأسي خارج النافذة وانا أسوق السيارة بسرعة طائشة خوفاً من ات تختلط انفاسهم بأنفاسي حتى اذا دخلت الى المعتقل وقد توضحت خطوط الفجر ففوجئت بصف من الموقفين معصوبي العيون وهم من القوميين العرب والبعثيين المنشقين فبدا ناظم كزار يتحدث اليهم وكان صدام حسين مايزال في مكتبه في المعتقل ينتظر خطوات تنفيذ العملية (اننا قررنا الأفراج عنكم فاذا تسرب شيء عن حياتكم هنا فستعودون الينا حالاً وستتحملون مسوولية ما يصيبكم من عقاب) واشار الى المرضى الأربعة بالتقدم وواصل حديثه الى الموقفين بأنه سيودعهم بعد أن يفتح كل واحد فمه ليبصق الرفاق فيه.!
وتقدم المرضى فنفذوا ماطلبه ناظم كزار وعدت بهم فاستفسر احدهم عن سبب ذلك فقلت أن الحزب قرر ارسالكم للخارج للمعالجة فقال صاحب السؤال ولماذا بصقنا اذا في أفواههم؟ فقلت لكي ننقل المرض من أجسام المواطنين الطيبين الى أجسام الخونة والجواسيس وانتم مواطنون فقراء لايجوز أن تموتوا ليعيش هولاء الأثرياء أعداء الوطن ففرح الجميع وقالوا: الله ينصركم. فسألته من أين تأتيهم هذه الأفكار : كيف فكروا بمرضى السل والبصاق في أفواه المعتقلين؟ قال  هذه أفكار عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية انذاك والطالب السابق في كلية الطب وهو يستخدم معلوماته الطبية في قضايا من هذا القبيل.
يضيف وليد الجنابي أنه لم يعد يستطيع الأستمرار في عمله بهيئة التحقيق. فقدم التماساً الى ناظم كزار بأن يسعى لارساله في أحدى الملحقيات الصحفية أو التجارية خارج العراق .
وهكذا وصل الى المغرب لكنه لم يتخلص من ذكريات قصر النهاية.وفي بغداد عين وليد الجنابي معاوناً لمدير عام وكالة الأنباء العراقية أصبح الجنابي مديراً عاماً لدار الثورة التي تصدر عنها جريدة الحزب اليومية ، فالتقينا مرة أخرى في الأجتماع الأسبوعي الموسع لمكتب الثقافة والاعلام القومي والذي يترأسه صدام حسين وقد سأل مرة عن رفيق غائب أسمر اللون بنظارات سميكة واشار الى مكانه فقيل له أن هذا الرفيق هو وليد الجنابي.
وعندما عاد الجنابي من سفره الذي حال بينه وبين حضور الأجتماع أخبرته عن استفسار السيد النائب والذي لم يكن يعرفك حتى وانت تحضر اجتماعات المكتب الأسبوعية فذعروليد الجنابي وقال : ماذا يقصد السيد النائب.. أنه هو الذي أصدر قرار تعييني قبل عام مديراً لدار الثورة بعد مقابلتي له وقد مررت عليه في الأسبوع الماضي لمناقشة أوضاع دار الثورة والتي على اثرها سافرت الى الخارج.وحين هدأ روعه.. قال وليد الجنابي : أن شيئاً لا أعرفه وراء تجاهل صدام حسين معرفته بي فماذا أفعل ؟قلت : هذه مخاوف وقد يكون السيد النائب قد التبس عليه الأمر.
قال وليد : لا….أن الأمر يتعلق بدوري في قصر النهاية. وقد يكون صدام مستاءاً من موقف سابق لي معه في أحدى الموتمرات الحزبية عام ١٩٦٦ فأشار صدام الى خاصرته حيث موقع المسدس قائلاً :اتركوا الموضوع لي. فرديت عليه بعنف قائلاً :أن حزباً له تنظيمات قديمة ونظرية سياسية وتجربة كالحزب الشيوعي لا نستطيع القضاء عليه بالمسدس. ولدينا تجربة سابقة معه فلم ننجح واضفت أن علاقتنا بالشيوعين يجب أن تناط لمثقفي الحزب.
وتوقف الجنابي عن حديثه ثم قال سأطلب تفرغي من الوظيفة لاكمال دراستي الجامعية أو الأنتقال الى وظيفة صغيرة لاتجعلني أمام الضوء، وهكذا انتقل وليد الجنابي الى وزارة الصناعة وتقدم لدراسة الماجستير، كان وليد الجنابي أحد الأشخاص الذين قرأ الرئيس اسمهم في قاعة الخلد عام ١٩٧٩ كمتهم ومتامر ضد الرئيس ليعدم بالرصاص في 8 آب  1979 .

ضحايا صدام حسين 7

ضحايا صدام حسين 5

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | 2 Comments

ضحايا صدام حسين 5

صباح ابراهيم

الفصل الخامس

صدام يقود تصفيات خصومه
جهاز حُنَين  
     في عام 1966 وبعد فرارصدام من السجن، أنشأ نظاما أمنيا سرياً داخل الحزب عرف بأسم “جهاز حنين” ضم النخبة من القتلة والسفاحين الذين اشتهروا في أيام الحرس القومي وانقلاب 14 رمضان/ 8 شباط 1963 السيئ الصيت، و ضم الجهاز السفاحين، ناظم كزار وسعدون شاكر وحسن المطيري وعمار علوش وجبار الكردي وبعض الأسماء المنبوذين من أبناء مناطقهم في العراق من الاشقياء والمجرمين المحترفين، وأطلق على هذا الجهاز السري الأمني اسم (منظمة حنين).
بدأ الجهاز يمارس عمله بسرية تامة حتى عن حزب البعث نفسه وبمعزل عن السلطة، وبعد أن تمت تسوية أمور السلطة بالانقلاب الثاني في 30 تموز 1968، واكتمال سيطرة البكر – صدام على مقاليد السلطة بشكل مطلق، برز إلى الوجود مكتب صغير لا يلفت الاهتمام والانتباه يدعى (مكتب العلاقات العامة) – والذي سيصبح مديرية المخابرات لاحقاً – هذا المكتب لم يكن إلا وكراً أمنياً خطراً لمعالجة حالات التصفية الجسدية وعمليات الخطف والتغييب ليس فقط على الحركة السياسية الوطنية في العراق بل يطال حتى ملاكات وقيادات حزب البعث الحاكم نفسه، ولم يكن المكتب المذكور إلا الواجهة المعلنة لمنظمة حنين الإجرامية.
وفي سني البعث الأولى ابتدع المكتب المذكور عمليات تصفيات المعارضين من القيادات البعثية بمسرحيات حوادث الدهس والسحق بسيارات كبيرة من نوع اللوريات العسكرية منها، وخاصة في الليل بعد أن يعود المعارضون أو المطلوب تصفيتهم من حفلاتهم وجلساتهم إلى بيوتهم، في حين تبقى عيون صدام وازلامه لا تنام فكان لهم بالمرصاد، وتمت تصفية العديد منهم بسهولة وبصمت مطبق، وتشييعهم والمشي في جنازاتهم وحضور مجالس عزائهم بكل صلافة ومحاولة إيهام ذوي المتوفي أن جهة ما هي التي أقدمت على تصفيته، وطال الأمر ملاكات الحركة السياسية الوطنية في العراق.
استعمل جهاز صدام أسلوباً خسيساً في عمليات التصفية الجسدية للمعارضين حين أقدم على تلويث سمعة السياسي بتهم أخلاقية مفبركة ومحبوكة بقذارة تدلل على مدى الانحطاط السياسي والأخلاقي الذي يقع صدام في مستنقعه، ومن هذه الأسماء التي شملها التشوية العميد الركن المظلي عبد الكريم مصطفى نصرت (بعثي) وفؤاد الركابي (بعثي) وناصر الحاني (بعثي) ومحمد الخضري (شيوعي) وستار خضير (شيوعي) والعديد من الأسماء الوطنية المناضلة والنظيفة التي تمت تصفيتها والإساءة إليها.
ومن ملاكات حزب السلطة الذين تمت تصفيتهم بحوادث مفتعلة عبد الوهاب عبد الكريم وحبيب جاسم وسعد الدلي وخاشع الحديثي وسعدون البيرماني والعديد من هذه الأسماء التي طحنتها عجلة الموت الدوارة بحوادث السيارات المجهولة والتي طالت عائلة أحمد حسن البكر نفسه حيث تمت تصفية شقيق زوجته وابنه محمد . وفي الفصل التالي سنسرد اسماء ضحايا صدام حسين .
نشير هنا الى ان حزبيا يدعى محسن الشعلان كان يحمل رشاشا اليا مع صدام حسين في الهجوم على مقرات الحزب للحرس القومي في تشرين 1963 قد اعدمه صدام هو الاخر بتهمة استمرار علاقة قديمة له مع شقيق أحد المعدومين في وقت سابق ، خلافا للتعليمات التي تقضي بمقاطعة عوائل المعدومين . وهكذا كان صدام يصفي رفاقه السابقين والذين يعرفون تاريخه وماضيه الاخلاقي والتربوي جيدا كي لا يكشفوا سره .
قصرالنهاية
هو قصر الرحاب الذي كان يسكنه الأمير عبدالإله الوصي على عرش العراق، وقد سمي بقصر النهاية لأنه شهد نهاية العهد الملكي في 14تموز 1958، إذ قتل فيه الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله وجدته الملكة نفيسة (ام عبدالإله) وبعض الأميرات..واستعمل كمعتقل بعد المؤامرة الانقلابية ضد عبدالكريم قاسم في 8 فبراير 1963 وجرت فيه تحقيقات وتعذيب واغتيال.. واستعمل في فترة زمنية مقراً لمديرية السياحة العامة.. ولكنه تحول بعد انقلاب البعث في 17/7/1968 الى معتقل ضم العديد من المعتقلين ومن كل الجهات بعد ان بنيت فيه زنزانات كثيرة ومن اشهر من نزل فيه عبدالرحمن البزاز (رئيس وزارة سابق) وطاهر يحيى (رئيس وزراء سابق) واللواء الركن عبدالعزيز العقيلي (وزير دفاع سابق) وفؤاد الركابي (أول أمين سر قيادة قطرية في العراق) وغيرهم كثيرون وذاع صيت هذا القصر واكتسب شهرته مما كان يجري فيه من شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وصنوفه بأجهزة فنية متقدمة تم استيرادها من ألمانيا (الشرقية) لهذا الغرض. ويقوم على التعذيب جهاز متخصص مدرب جيداً على وسائل التعذيب الحديثة.
بدأت الهيئة التحقيقية قي قصر النهاية أعمالها، وكان باكورة حمامها الدموي بمجموعة من العراقيين النخبة الذين تم اختيارهم عشوائياً على أساس أنهم المؤثرون الذين يمكن لهم التحرك قومياً واجتماعياً بين الناس، مما قد يدفعهم لأحداث حركة أو انقلاب يستحوذ على السلطة ، كما أقدم البعثيون على إعدام 77 ضابطاً ، في 7 شباط 1969 ، بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية  بقيادة الزعيم الركن عبد الغني الراوي ، شريكهم في انقلاب 8 شباط 1963  والذي تمكن من الهرب إلى إيران وكذلك عدد من المدنيين العراقيين منهم : جابر حسن الحداد وراهي الحاج عبد الواحد السكر ومحمد فرج والدكتور نظام الدين عارف وغيرهم، وبالنظر للأداء الماهر في الجريمة والسرعة في إعدام المذكورين استطاع صدام أن يقنع البكر منح ناظم كزار رتبة لواء وأن يصدر مرسوماً بتعيينه مديراً للأمن العام مكافأة له على نشاطه الاجرامي في التعذيب والقتل .

 

مشاهدات في قصر النهاية
وقال من شهد قصر النهاية إنه أحياناً كان يؤتى بإنسان يراد قتله، فيربط على الحائط، ثم يؤمر جماعة ممن عندهم السلاح، أن يجربوا سلاحهم فيه، فكانوا يضربونه باعقاب البنادق والمسدسات حتى ينهكوه جسدياً، كسراً وجرحاً وهو يستغيث ثم يطلقون عليه الرصاص حتى يموت.
وأحياناً يترك المعتقل بعد التعذيب يوماً أو أكثر في حالة الغيبوبة ، ثم يُقتل.
وكانوا أحياناً يحرقون بدن المقتول بإلقاء مواد حارقة عليه ثم إشعال النار فيه.
وأحياناً كانوا يثقبون بعض أجزاء جسم من يراد إعدامه كاليد والرجل وما أشبه ثم إدخال حبل غليظ فيه، وجرّه من الطرفين حتى يقطع اللحم والجلد.
مكتب التحقيق
كانت هيئة التحقيق والتعذيب مكوّنة من:
عمار علوش وناظم كزار، وعبد الكريم الشيخلي، صدام حسين التكريتي، خالد طبرة، شاهين الطالباني، كنعان الجبوري، علي رضا باوة، سعدون شاكر، فائق أحمد فؤاد، فاضل أحمد، أحمد العزاوي، وآخرين.
هيئة التعذيب
1- عمار علوش: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس وأوامر التعذيب.
2- خالد طبرة: المسؤول في مكتب التحقيق الخامس بعد عمار علوش.
3- شاهين الطالباني: من أعضاء المكتب وكان يعمل كمترجم في القسم الكردي في مديرية الإذاعة والتلفزيون العامة حتى 18/ تشرين الثاني/ 1963 وهو شيوعي معروف.
4- فؤاد محمد: شيوعي سابق يقوم بتعذيب المعتقلين.
5- مهدي عبد الأمير: أحد الشيوعيين الخطرين، طرد من الوظيفة بعد 18/ تشرين الثاني/ 1963م وكان يعذب المواطنين ويجمع الرشوات.
6- أحمد العزاوي (ابن أبو الجبن): كان يقوم بالتعذيب والاعتداء على النساء وجمع الرشوات.
7- فاضل أحمد (فاضل الأعور): عامل في مصلحة نقل الركاب كان يقوم بتعذيب المعتقلين    وجمع الرشوات.   
8- فائق أحمد: مسؤول في جهاز استخبارات المكتب الخاص لمنطقة الكرخ والكاظمية وكان يعمل في مصلحة الكهرباء الوطنية ويقوم بالتعذيب.
9- عباس الخفاجي: كان يقوم بتعذيب المواطنين.
10- هادي: مهندس في مصلحة الكهرباء الوطنية كان يقوم بالتعذيب.
11- أمين عبد الله: كان يقوم بتعذيب الموقوفين القوميين.
12- عدنان ثامر: طالب مدرسة ويسكن الأعظمية قرب جامع الإمام الأعظم وكان يقوم بالتعذيب.
13- كنعان أحمد: كان يعمل في استعلامات المكتب الخاص ويعذب الموقوفين.
14- سعدون شاكر: يعمل في استخبارات المكتب في قطاع مدينة الثورة ثم نقل إلى قطاع الكاظمية ومنها إلى قطاع الأعظمية.
15- ملازم قتيبة الآلوسي: كان عضواً في مكتب التحقيق الخاص واشترك في التعذيب وجمع الرشوات.
16- يونس: عامل في مصلحة نقل الركاب كان يقوم بالتعذيب.
17- رمزي جرجيس يوسف: مسؤول عن التعذيب والاعتداء على النساء.
18- زهير مهدي: مسؤول عن التعذيب.
19- راجح عزت: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
20- رافع نعمان: مسؤول عن التعذيب.
21- علي كزار: مسؤول عن التعذيب.
22- نشأت يعقوب: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
23- قحطان شاكر: مسؤول عن التعذيب.
24- أحمد خير الله: مسؤول عن التعذيب.
25- غسان حمد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
26- عدنان علي: مسؤول عن التعذيب.
27- رضا مهدي: مسؤول عن تعذيب القوميين.
28- خالد رشيد: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
29- يوسف أحمد السامرائي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
30- أحمد خالد: مسؤول عن التعذيب.
31- عدنان الوكيلي: مسؤول عن الضرب والتعذيب.
32- ضياء أحمد: مسؤول عن تعذيب القوميين.
33- عبد الجبار حمزة: يعمل محققاً.

أنواع التعذيب

أما أنواع التعذيب في معتقلات صدام فكثيرة منها:
1. قلع العين.
2. صلم الأذن.
3. جدع الأنف.
4. تسمير الأذنين بالحائط، بحيث لا يقدر المعتقل من القيام أو الجلوس أو المنام كذلك وإذا أراد تغيير حاله انشقت أذنه.
5. كسر اليد.
6. كسر الرجل.
7. كسر سائر عظام الجسد.
8. ضغط الجسد تحت المكبس.
9. قلع أظافر اليد أو الرجل.
10. نتف شعر الرأس أو اللحية.
11. شد الخصي بالحبل وجرها جراً عنيفاً، بحيث يغمى على صاحبها أحياناً، أو يموت أحياناً.
12. ضرب الخصي حتى الفتق.
13. ادخال أنبوب في الذكر شبيه بما يدخل فيمن من أبتلي بحصر البول، فيجري منه الدم والقيح                  والبول
14. حبس المسجون في غرفة مظلمة لا يرى الضوء لعدة أيام حتى تعمى عينيه.
15. حرق شعر الرأس واللحية.
16. إطفاء السجائر ببدن المعتقل.
17. اغتصاب النساء.
18. التعدي الجنسي على الرجال.
19. إحضار زوجة المعتقل أو أمه أو أخته واغتصابهن أمام عينيه.
20. كسر الأصابع.
21. الفلقة للرأس.
22. الفلقة للرجل.
23. سد الباب على اليد أو الرجل أو الإصبع.
24. الضرب بخراطيم الماء.
25. تشريح البدن وجرحه بالموس.
26. قطع بعض اللحم وصب الفلفل أو الملح عليه.
27. تعليق الرجل أو المرأة منكوساً عارياً.
28. تعليق المرأة من ثدييها.
29. التعليق من شعر الرأس.
30. عدم إعطاء الماء المعتقل في الحر الشديد لعدة أيام، وقد مات أحدهم بذلك بعد أن منعوه من الماء في حر تموز سبعة أيام.
31. إعطاء الطعام الحار للمريض ثم منعه من الماء.
32. تسميم المعتقل بالسموم المضافة الى الطعام .
33. حبس المعتقل في غرفة ضيقة بحيث لا يتمكن من القيام ولا النوم.
34. وضع المعتقل في غرفة ممتلئة ماءً إلى حد الخصر أو ما أشبه حتى لا يتمكن من الجلوس أوالنوم. 
35. طرح المعتقل عارياً على الزجاج المكسور.
36. غرز المسامير في البدن.
37. الرفس بالرجل وأحياناً كان يجتمع على المعتقل الواحد خمسة أو ستة من الجلاوزة يرفسونه لمدة ساعة أو ما أشبه.
38. صفع الوجه إلى حد تورّم الخد وأحياناً إلى حد العمى.
39. صب حامض النتريك الحارق (التيزاب) على الجسد.
40. شد رجل المعتقل والقاءه في البئر فجأة.
41. قطع العضوالذكري للرجل (الجب).
42. سل الأنثيين (الإخصاء).
43. إجلاس المعتقل على أرض حارة أو حديدة ساخنة جداً.
44. أمره بالمشي في القير المذاب الساخن .
45. التغطيس في الماء لمدة دقيقة أو أكثر.
46. التغطيس في البول والنجاسة لمدة ثوان.
47. إلصاق صفحة حديدية حارة بجسمه.
48. الكي بالمكواة الكهربائية.
49. ألامر بالركض لمدة ساعة أو أكثر ركضاً سريعاً ومتوالياً، وخلفه الجلاوزة يضربونه          بخراطيم الماء.
50. ألامر بالمشي في الشوك.
51. عدم السماح بالاستحمام حيث الهواء حار جداً، حتى يتأذى جسمه من العرق.
52. التجويع لعدة أيام.
53. اعطاء المأكولات المجرحة للفم كالعاقول وما أشبه.
54. الحمام البارد حيث يصب فوق رأس المعتقل ماء بارد قطرة قطرة وبشكل متوال حتى يفقد عقله.
55. الحمام الحار.
56. صب الماء الحار جداً على جسم المعتقل.
57. صب الماء البارد جداً على جسم المعتقل.
58. صب الزيت المغلي في الفم وفي الأذن، وقد صم أحدهم من جرّاء ذلك.
59. عدم إعطاء السجين وسائل الدفء في الشتاء وأحياناً جعله عارياً حتى يزرق جسمه.
60. الحقن بإبرة طبية يصاب من جرائها بالشلل النصفي.
61. سلّ اللسان بكلاّب حتى تنقطع عصبه، كما أحدثوه ببعض الشخصيات.
62. تجريد المعتقل من ملابسه، حتى يضطر المعتقل أن ينام عارياً على الأرض في الشتاء او الصيف.
63. أمر المعتقل أن ينظّف المراحيض أو الأرض بيده وثوبه.
64. كي أطراف الأذن والرقبة والفخذ والعورة بمكواة خاصة.
65. تغطية رأس المعتقل بخوذة يجري فيها التيار الكهربائي، حتى يظن أن مخّه قد تناثر من        شدة الألم.
66. جعله في غرفة سقفها قريبة من الأرض جداً حتى يبقى لذلك في حالة التمدد لعدة أيام.
67. التعذيب الروحي بسب دينه ومذهبه ومقدساته.
68. وضع غطاء على الرأس متصلاً بالتيار الكهربائي حتى يظن أن عينيه تنقلعان.
69. غرز الأبر في الجسم.
70. صب (التيزاب) الحارق على المواضع الحساسة من الجسم.
71. الحيلولة دون نوم المعتقل.
72. شد الاليتين قرب بعضهما حتى لا يتمكن من التغوط.
73. ربط إلاحليل بخيط حتى لا يتمكن من التبول.
74. تكليف السجين الوقوف تحت الشمس في أيام الصيف الحارة جداً.
75. إلقاء النجاسة على رأسه ثم عدم السماح له بالاستحمام حتى يتأذى من الوسخ والعفونة.
76. الضرب بأعقاب البنادق.
77. الصعق بالتيار الكهربائي في مواضع خاصة من جسمه وخاصة التناسلية.
78. وضع آلة في فمه حتى لا يتمكن من سدّ فمه.
79. ترك القراحات الشديدة على الجسم دون علاج.
80. كسر الأسنان وقلعها.
لكن بعض هذه الأنواع من التعذيب كان يعذب بها من لا يراد إطلاق سراحه نهائياً، بل يراد إعدامه. وقد كانت من قسوة جلاوزة البعث وجلاديه أنهم كانوا يصورون ويوثقون إعمال التعذيب ويعرضوها على المعتقلين حتى الأبرياء منهم لأجل الإرهاب وإيجاد الرعب فقط للسيطرة على الشعب بالارهاب كما تستخدم هذه الافلام كوسائل ايضاح للتدريب على التعذيب للوجبات الجديدة من السفاحين ويحتفضون بالافلام في مديرية المخابرات والامن .

ضحايا صدام حسين 6

ضحايا صدام حسين 4

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

هكذا خاطب وحيد حامد , الحاج محمد مُرسي العيّاط

رعد الحافظ

هذا خطاب / كاتب السيناريو المصري الشهير / وحيد حامد
وجههُ أمس الى السيّد / د. محمد مرسي العيّاط , رئيس جمهورية مصر العربية
ونظراً لما لمستهُ من صراحة وواقعيّة وجرأة على قول كلمة الحقّ , تُعيد ثقتي ومحبتي لمصر العزيزة وللمصريين عموماً
فأنا أعيد نشره كاملاً دون التدخّل حتى بالحركات والفوارز , وهذا رابطه من موقع / فن دوت كوم
http://www.ofann.com/ar/news/view/13691
**************
ملاحظة
وحيد حامد ( مواليد 1944 ) , رئيس التلفزيون المصري سابقاً , لايحتاج تعريف منّي للجمهور .
يكفي القول أنّهُ صاحب سيناريو أفلام شهيرة ورائعة
ك / الراقصة والسياسي , إرهاب وكباب , المنسي , طيور الظلام , عمارة يعقوبيان ,النوم في العسل / وغيرها كثير
اُمنيتي الشخصيّة أن لا ينالهُ الأذى من ( الجماعة ) وجماعاتهم , بسبب صراحتهِ وجرأته على قول رأيهِ وما يؤمن بهِ
وأن لا يحاولوا شراء ذمتهِ مستقبلاً كما فعلوا مع الكثير من المثقفين وأنصافهم في مصر وخارجها , فأموالهم ( ماشاء الله ) أكثر من الهمّ على القلب .
أترككم مع مقالهِ الرائع / وعذراً مقدماً بعدم إجابتي على التعليقات إن وِجدَتْ , كوني لستُ بمحامي عنه , إنّما قاريء مقتنع برايهِ عموماً
وأتمنى خلّو تعليقات الرافضين لكلامه من السباب والشتائم كي لا أتدّخل لحذفها , تطبيقاً لشروط هذا الموقع الذي ننشر فيه كتاباتنا .
تحياتي لكم
رعد الحافظ
20 / 09 / 2012
****************************
مقال السيناريست المصري / وحيد حامد

نعلم جميعاً أنك تشغل منصب رئيس جمهورية مصر العربية فى زمن الهوان والانكسار والفرقة والتمزق، ومع هذا لا أخاطبك بالسيد الرئيس، وإنما بالحاج مرسى؛ لأنى لا أرى فى شخصك الرئيس الذى أتمناه لوطنى الذى هو مصر، والتى تتدحرج من أعلى إلى أسفل بسرعة مذهلة فى عهدك الحزين والكئيب والبائس. وأرجو ألا يعتبر «فرافير» جماعتك وصبيانها أن استخدم الحاج بدلاً من الرئيس المقصود به الإهانة، فأنت حاج فعلاً حتى لا يتعجلوا فى رفع قضايا إهانة الرئيس، أو تنطلق كتائب الجماعة الإلكترونية بالسب والقذف وكل ما يخالف شرع الله، وإنكاراً لقول المولى عز وجل «وجادلهم بالتى هى أحسن». ولأن جذورى ريفية مثلك تماماً يا حاج مرسى، والشائع لدينا أن الجماعة تعنى الزوجة.. فأرجو أن تعى وتدرك أن المقصود بجماعتك هى جماعة «الإخوان المسلمون» وليست السيدة الفاضلة حرم سيادتكم حسب المفهوم السائد فى الريف المصرى.. أيضاً أنا أرى أن صفة «حاج» أفضل بكثير من صفة رئيس، فلم نسمع عن حاج سابق أو حاج معزول.. ثم إن صفة الحاج تمنع عن صاحبها الإهانة قدر المستطاع وتكسبه نسبة عالية من الوقار حتى لو كان كاذباً ومنافقاً وأفّاقاً، أما الرئيس فإنه لا يتمتع بهذه الميزة، ومن حق كل مواطن أن يكشف خطاياه ويندد بأفعاله السيئة ويتطاول عليه إذا لزم الأمر، وهذا يحدث فى كل بلاد الدنيا.. ولأنك قادم من جماعة ترى فى نفسها أنها أهم من مصر وأعلى شأناً منها.. ومرشدك السابق هو القائل «طظ فى مصر» وهذه الجماعة هى التى التهمت الثورة التهام الثعلب للدجاجة ولعبت بالجميع وارتدت كل الأقنعة.. ومارست كل الأساليب التى وردت فى بروتوكولات حكماء صهيون.. صحيح وثابت أن المجلس العسكرى العجوز والمترهل والمرتجف هو الذى أعانكم على الشعب المصرى ومكنكم منه بالخداع والغش والحيلة وبمعاونة فعّالة من أمريكا والغرب على اعتبار أنكم الأفضل فى التعامل معهم.. وهم يدركون تماماً أنكم لن تكونوا الأفضل فى التعامل مع وطنكم وشعبكم.
******************
الآن يا حاج مرسى، وحفاظاً على كمال عقلى، دعنى أكن واضحاً وصريحاً معك ومع جماعتك.. وتعال نتأمل الواقع الذى نعيشه الآن.
مصر.. رايحة على فين يا حاج مرسى…!!
بداية…
أذكّر سيادتكم، يا حاج مرسى، بوعودك وأقوالك وأفعالك قبل أن تكون رئيساً وحتى بعد أن أصبحت الرئيس المنتخب.. وإذا لم تسعفك الذاكرة بحكم المشاغل الرئاسية فأرجو أن تكلف أحد مساعديك أو مستشاريك، وهم والحمد لله كثر، بأن يأتى إليك بالتسجيلات المسموعة والمرئية حتى تتأكد أننا لا ندعى عليك بالباطل.. فأنت الذى وعدت بحل مشاكل كثيرة مثل النظافة والمرور والأمن، ووعدت الشعب المطحون بالبناء والرخاء والحرية والعدالة والقضاء على الفساد قدر استطاعتك.. لم يفرض عليك أحد الزمن المحدد لإنجاز كل ما وعدت به.. الزمن كان مفتوحاً أمامك وكان يمكن أن تحدده بسنة كاملة أو اثنتين، وكنا سنقبل بهذا على اعتبار أن فى هذا البلد الذى تحكمه الآن عقلاء يدركون حجم المشاكل التى خلّفها النظام السابق. إذن فمسألة المائة يوم أما أن تكون سوء تقدير للكوارث الموجودة، وإما أن تكون ضرباً من ضروب الخدع الانتخابية، وأعتقد أنها كانت خدعة انتخابية ولا شىء غير ذلك.. فها هى المائة يوم قد قاربت على الانتهاء ولم يحدث فى مصر كلها أى شىء يمكن أن نعتبره خطوة إلى الأمام أو له نتائج مباشرة تعود على المواطن بأى فائدة أو ترفع عنه قليلاً من الهم والغم.. وأقل الوعود التى قطعتها على نفسك لم تنفذ، وأرجو أن تنزل إلى الشارع وتتفقد أحوال الرعية حتى لو متنكراً أسوة بعمر بن الخطاب رضى الله عنه حتى ترى بعينى رأسك الفوضى العارمة التى ضربت الدولة فى جميع مفاصلها وشرايينها حتى أصبحت هى زعيمة الدولة بعد أن فرضت سيطرتها الكاملة وغيّرت من طبائع الناس وأخلاقهم.. وتفقد أحوال الفقر والعوز وغلاء الأسعار، وشاهد القذارة المنتشرة فى كل مكان.. وعفن الفساد المستمر حتى الآن بعد أن غيّر من هيئته بإطلاق اللحية.. اعلم يا رجل يا طيّب أنك صرحت فى تباهٍ أن كيلو المانجو بثلاثة جنيهات، وأن عهدك السعيد انخفضت فيه الأسعار، وطبعاً أنا ألتمس العذر لسيادتكم لأنك بعد أن صرت رئيساً فأنت لا تنزل السوق ولا تشترى أى سلعة.. أسعار المانجو تبدأ من ستة جنيهات للثمرات المصابة بالعفن البنى وتنتهى عند أربعين جنيهاً للممتازة.. ولكن هل المانجو هى الغذاء الشعبى للشعب المصرى.. أين رغيف العيش منك يا حاج مرسى؟ أين طبق الفول.. وكيلو الباذنجان الأسود؟ لن نتحدث عن اللحوم والدواجن وحتى أسعار الخضراوات.. وحتى لو كان ثمن كيلو المانجو نصف جنيه فهى فاكهة موسمية سرعان ما تختفى، وهى لا تملأ معدة ولا تسد جوعاً ولا يوضع بداخلها قطعة جبن أو بيضة مسلوقة فتصير ببركة جماعة الإخوان «سندوتش» يحمله أى تلميذ فى حقيبة مدرسته.. وبمناسبة تصريح سيادتكم هذا يا حاج مرسى تذكرت واقعة طريفة كنت شاهداً عليها حدثت أيام احتلال مصر بالنظام السابق، فقد أقام أحد السادة رؤساء الوزراء -هو فى السجن حالياً- فرح ابنه أو ابنته على حمام السباحة فى أحد الفنادق الفاخرة وبلغت تكلفة الفرح التى لم تُدفع أصلاً ما يزيد على المائتين وخمسين ألف جنيه، وعندما انتهت الليلة السعيدة انتظر طاقم الخدمة الذين تولوا خدمة الضيوف وتلبية طلباتهم «البقشيش» السخى الذى سيدفعه السيد رئيس الوزراء. وجميعهم كانوا فى أشد حالات التفاؤل بأن يكون البقشيش سخياً بحيث يعود كل واحد منهم إلى بيته «مرضياً» بعد ليلة كلها جهد وشقاء.. وكانت المفاجأة المذهلة أن الجبل تمخض فولد فأراً.. أرسل الرجل مبلغ مائتى جنيه فقط لا غير، أى بالكاد يحصل الواحد منهم على أربعة جنيهات أو أقل قليلاً.. أصابتهم الصدمة واجتمعوا والسخط فى داخلهم والغضب على وجوههم وسبّوا ولعنوا.. إلا واحداً منهم ظل هادئاً لأنه «حشاش» وكان ضرب سيجارتين وعمل دماغ.. قال لهم بهدوء وثبات: ما تزعلوش يا جماعة!! هوّ الراجل ده بقاله كام سنة رئيس وزراء؟ قالوا: أكتر من خمس سنوات!! قال لهم: هذا الرجل لم يُخرج مليماً واحداً من جيبه منذ أن كان وزيراً، وبالتالى هو لا يعرف قيمة الأشياء حالياً، وبالتالى تعامل معكم بأسعار زمان أيام ما كان بيحط إيده فى جيبه!! فإذا عدنا إلى موضوعنا الأصلى بعد هذا الفاصل الفكاهى.. نجد أن الآلة الإعلامية للجماعة والحاج مرسى تروّج للباطل وترفع راية الخداع.. ونحن لا ننسى أبداً عندما أصبحت رئيساً «فشخة الصدر» التاريخية فى ميدان التحرير وإظهار الشجاعة الفائقة بعدم ارتدائك القميص الواقى من الرصاص، وقلنا الحمد لله.. الآن لدينا رئيس لا يهاب الموت فى سبيل الوطن.. ولكن يبدو أن القميص الواقى من الرصاص يومها كان مغسولاً ومنشوراً على الحبل ولم يجف بعد.. لأن ما نراه منك الآن لم يحدث فى تاريخ مصر ولا أى دولة أخرى فى العالم الثالث، أقول العالم الثالث لأن رؤساء العالم الأول يتحركون فى حراسة محدودة للغاية وغير مرئية أو محسوسة.. وأنت تتحرك وسط حراسة مشددة ومدرّبة لو وجّهتها إلى سيناء، التى على وشك الضياع، لطهرتها تماماً من الإرهابين على اختلاف أنواعهم وتوجهاتهم.. ولكنك تريد الحماية لنفسك من عدو غير موجود أصلاً، فليس هناك من يفكر فى اغتيالك أو الخلاص منك، ولكنها السلطة يا حاج مرسى عندما تخترق الإنسان البسيط فيتوحش بها.. ولا أعرف هل هذه رغبتك أم أن هناك من أشار عليك بذلك من قطط الموائد التى تحيط بمائدتك التى أعلم أنها مائدة عامرة وافرة بأجود أنواع الطعام وفيها سخاء.. فأنت عكس الرئيس المسجون حالياً.. فقد كان بخيلاً على الناس وعلى نفسه.. أما أنت يا حاج «بارك الله» صاحب شهية مفتوحة وكرم إخوانى حتى أن مائدتك تمتد من قصر الرئاسة إلى مدينة الزقازيق، وأنا لا أجد غضاضة فى أن يكون لك موكب مثل موكب الخليفة.. وحراسة إن لم تكن من أجل الخصوم فمن أجل المعتوهين أو الموتورين أو المتشددين الذين أمرت بإطلاقهم علينا بالعفو عنهم فعادوا إلى سيرتهم القديمة فى جرأة وقسوة.. وها أنت قد رأيت بعينيك الأعلام السوداء التى تُرفع فى سيناء وفى قلب القاهرة مما يؤكد أن هذه الخلايا الإرهابية موجودة وفى زيادة، وأنت يا حاج تبارك وجودها، وأيضاً تعلم أن مدرب الوحوش غالباً ما تكون نهايته بين أسنان الوحوش.. وتعلم أيضاً أن قاتل سيدنا على بن أبى طالب مسلم متشدد من الخوارج.. وتلعم أيضاً أن الذئاب يأكل بعضها البعض. ولكنى أنا وغيرى من الناس فى أشد حالات الدهشة من أدائك للصلاة فى المساجد مع عامة الناس بواسطة هذه الحراسة المشددة والمبالغ فيها، وكأنك تنكر قول المولى عز وجل (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة).. ومقتل السادات عبرة..
*******************
إذن فهى صلاة استعراضية إعلامية تفتقد الخشوع لله سبحانه وتعالى.. يا حاج مرسى، دعنا من تكاليف صلاتك هذه والتى تكفى إطعام ألف أسرة لمدة شهرين أو ثلاثة.. ودعك من التضييق على عباد الله الصالحين وخنقهم بالجيش الذى يحرسك.. ألم تفكر لحظة واحدة بأن الله يراك وأنك لا تستحى منه؟ فأنت تذهب بقواتك للركوع أمام الله وكأنك تقول له: أنا صاحب مصر يا صاحب الكون كله.. هذا هو الفعل المخجل.. ودعنى أروى لك حكاية من حكايات أسلافك الإخوان.. فقد أشار المرحوم حسن البنا على رئيس الديوان الملكى على ماهر باشا بأن أفضل طريقة تجعل الملك فاروق محبوباً لدى الناس أن يكثر من التردد على المساجد حتى يراه الناس وهو يصلى، وكانت كتائب الإخوان تستقبله على أبواب المساجد بالهتاف وتودعه بالدعاء كما يحدث معك الآن يا حاج مرسى.. إلا أن الملك الشاب قليل الخبرة كان ذكياً وصاحب عقل وحكمة.. شاهد رجلاً يقف بالقرب منه وهو جالس يسمع الخطبة فسأل كبير الياوران.
– الراجل ده واقف ليه..؟
– دا الحارس بتاعك يا مولاى
قال الملك بكل حسم وحزم:
خليه يصلى أحسن.. أنا فى حراسة الله.
و نحن لا نملك، وبعد أن استقويت على شعبك، إلا أن نقول لك: اتق الله يا رجل، فأنت اليوم رئيس ولا تعلم ما هو مصيرك فى الأعوام القادمة.. وكل ما يحدث فى مصر الآن ومنذ توليت السلطة هو ضجة بلا طحن.. ضجة يحدثها قارعو الطبول فى كل زمان ومكان، وصدق من قال «أهل مصر عبيد لمن غلب».. وبمجرد أن غلبت يا حاج مرسى، سواء بالحق أو بالباطل، عزفت لك المزامير التى كانت تعزف لمبارك، وطربت لهذا العزف وصاروا يسمعونك ما تحب أن تسمعه.. لم نر منك أو من جماعتك أى تغيير، ولم تقدم على فعل مؤثر.. حيث ما نراه منك حتى الآن هو السفر.. والصلاة الإعلامية.. وإلقاء الخطب.. وجميعها محل إشادة.. وتهلل قطط الموائد لكل خطاب تلقيه وتزعم أنه كان عظيماً ومحل إشادة، وكأنك وجدت حلاً لمشكلة البطالة، ويظهر على سطح الحياة المصرية البائسة الكثير من الأنطاع العباقرة فى فن التبرير واختلاق الأعذار.. أحدهم اقترح أن يتم حساب المائة يوم بداية من اليوم الذى رحل فيه المجلس العسكرى.. وهو يعلم تمام العلم أن المجلس العسكرى منذ البداية ومع أول هجوم إخوانى وقع أسيراً فى قبضة الجماعة التى أصبحت تأمر فينفذ ويطيع.. وعندما تمت إقالة المشير والفريق اعتبره البعض أنه عمل بطولى قام به الرئيس.. والأمر فى حد ذاته إجراء عادى جداً، فالمشير -سامحه الله- كان يجب أن يرحل منذ سنوات عديدة.. فلم نسمع قط عن وزير دفاع استمر فى موقعة عشرين عاماً حتى أصابته شيخوخة الفكر والجسد أيضاً حتى أنه صار مثل الشجرة العجوز التى تسقط مع مرور أى ريح قوية.. ولكن مبارك المريض بالشك والوساوس والفاقد تماماً لبُعد النظر والوعى لضعف الثقافة كان يفكر ضد نفسه دون أن يدرى، وهو عندما سلم مصر إلى المجلس العسكرى ولم يسملها إلى نائبه عمر سليمان رحمة الله عليه ظناً منه أن المجلس العسكرى سوف يعيده إلى الكرسى من جديد.. إلا أن المجلس العسكرى المرتبك المهزوز والخائف من الجماعة قرر أن يتحالف أولاً معها.. وفى أيام قليلة ابتلعت الجماعة المجلس العسكرى فى جوفها كما تبتلع الأفعى الفأر المذعور.. وهكذا وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن.. اقتصاد يتراجع يوماً بعد يوم.. مكانة دولية منهارة تماماً.. مرافق معطة أمن ما زالت قدراته ضعيفة ومكبلاً.. صراعات دينية متنوعة.. فقر يتوغل.. تعليم معطل.. نفاق يسطع فى كل مكان.. عملية خداع سياسى وإرهاب فكرى تقوم بها التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان لوضع دستور يلقى بمصر من على قمة الجبل إلى سفحه.. سيناء على وشك الضياع.. رجال أعمال سُجنوا.. وتم إحلال غيرهم.. سياحة خسرت ما لديها من سمعة.. و.. و.. وأنت يا حاج مرسى تصلى وتسافر وتخطب فى كل مناسبة.. وفى أى جمع من الناس.. وتأكل.. وتشرب.. وتنام.. والآن لديك قطط الموائد التى تجد مبرراً لكل فعل تفعله حتى لو كان فيه خراب هذه الأمة العريقة.. ويوم أن تذهب سيناء بعيداً عن مصر وأهلها سيخرج علينا من يقول: «همّ واتشال من فوق ضهرنا».. وهكذا تموت الأمم يا حاج مرسى.. أعانك الله علينا.. وأعاننا الله عليك.. والله المستعان./ إنتهى

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

ضحايا صدام حسين 4

صباح ابراهيم

الفصل الرابع
ستالين العراق
  تعريف صدام للقانون                                                 
” القانون هو ورقة نكتب بيها سطر لو سطرين ونوقع تحتها صدام حسين رئيس الجمهورية”   

الاعدام والموت شريعة وقانون صدام    
  ان دراسة تاريخ الحركات الفاشية تؤكد أن جميعها أوجدت الضرورة لخلق «الزعيم» لكي تنجح في السيطرة على شعوبها. فالنازية الألمانية خلقت هتلر والفاشية الإيطالية قدمت موسوليني، والبلشفية خلقت الديكتاتور ستالين ، فيما البعثيون العراقيون أنتجوا السفاح صدام حسين..
تقارن طفولة و سيرة صدام حسين بطفولة شخصيتين أخريين اقترنتا بالفظائع التي ارتكبت في القرن العشرين هما هتلر وستالين ، وكان ستالين مثال صدام الاعلى الذي يقتدي به وبسلوكه، حيث كان صدام يقرأ كتاب عن حياة ستالين يوميا قبل ان ينام . وكان يتبع وصايا ميكافيلي الواردة بكتابه الشهير الامير من حيث تعامله مع الاخرين والتي تستند على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة . من المعلوم أن المثل الأعلى لصدام كان الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين وكان يطبق نفس سلوكياته وقسوته ضد خصومه المناوئين له ولا يرف له جفن لاعدام اقرب اصدقائه او رفاقه الحزبيين وحتى اقرباءه وقد اعترف بذلك بنفسه قائلا : “بس كل واحد يوكف بوجه الثورة . يصير ألف.. يصير ألفين… تلتلاف.. عشرتالاف، أقصص روسوهم ( اقطع رؤوسهم ) من دون ما ترجف شعرة وحدة مني أو يرجف قلبي عليه”

صدام ومسيرة التصفيات
      بعد أن انفرط عقد الجبهة الوطنية وكان صدام قد ارتقى سلم السلطة الذي كان يحلم به في تسنمه منصب (نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ونائب أمين سر القطر ومسؤولية المكتب العسكري، ومسؤولية المكتب الثقافي في القيادة القومية وعضو القيادة القومية والقطرية).  استطاع صدام أن يسيطر على البكر بعد أن استطاع أن يوظف كل إمكانيات العراق في تصفية الخصوم بما فيها الحزب الشيوعي العراقي بشقيه اللجنة والقيادة والأحزاب الإسلامية والقومية ، ووصل الأمر إلى إصدار قانون يخص حزب الدعوة الإسلامي في العراق يحكم فيه بالإعدام على كل منتسب لهذا الحزب، وساهم في تصفية الملاكات القومية، واستعمل أقسى أساليب التصفية والتنكيل لملاكات حزب البعث – الجناح اليساري التابع إلى قيادة سورية. كما توجه صدام لمحاربة رجال الدين الشيعة المؤثرين في المجتمع، وقام بإعدام العديد منهم وتمت عمليات اغتيالات كثيرة بطرق منوعة منها القتل بالسموم والقتل غرقاً والقتل بصدم السيارات ، والشنق والرمي بالرصاص والقتل بالسكين او بالسيف وهناك طرق ابتكرتها الأجهزة المتخصصة في أساليب التعذيب والموت وساهمت ألمانيا الشرقية في تزويده بالمعدات والطرق والخبراء.
واستطاع الجهاز السري لصدام أن يقوم بإنشاء أول جهاز متطور للمخابرات في العراق يضم بين مستشاريه خبراء من مجموعة الدول في المعسكر الاشتراكي التي تعاونت في هذا المجال إلى أبعد الحدود، في كل المجالات التقنية والتدريب واساليب التحقيق والتعذيب. ومن الاجهزة التي استوردها هي مفرمة كهربائية ذات سكاكين كبيرة لتقطيع اجساد البشر الى قطع صغيرة لترمى فيما بعد طعاما للاسماك التي يهوى صدام تربيتها في بحيرات قصوره العديدة.
     بدأ صدام بتشغيل وقيادة ماكنة المجازر الجماعية الرهيبة ، حيث قام الطاغية بقتل الملايين من أبناء شعبنا العراقي من عرب وأكراد وتركمان وأكراد فيلية ومسيحيين وصابئة وكلدوآشوريين  وغيرهم وتهجير مئات الآلاف بعد مصادرة أموالهم وممتلكاتهم وحتى هوياتهم وجنسياتهم وجوازات سفرهم .
منذ 17 تموز 1968، أنتجت ماكنة الاجرام الصدامية ابداعات جرمية تضاف الى عقوبة الاعدام .. مثل تعليق جثة المعدوم بضعة أيام في الشوارع العامة ووسط احتفالات رسمية وشعبية ، ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة ، وشمولية العقوبة لأقارب المعدوم حتى الدرجة السادسة ، ومنع اقامة مجلس العزاء ، والغاء قيده من السجلات والوثائق ، واجبار ذوي الضحية على تقديم اعتذار للسلطة ، وتغريمهم ثمن الاطلاقات النارية التي يعدم بها الضحايا. أما الكيفية التي ينفذ بها الاعدام ، فقد طرأت عليها تغيرات أيضاً ، فأخذ ينفذ بالسم أو بالسيف أو حوادث السيارات أو تحت التعذيب الشديد ، أو التقطيع التدريجي لاعضاء الجسد والتشويه . او القاء المتهم من سطح بناية عالية او القاءه بحوض من الحوامض المركزة التي تذيب اللحم والعظم (حامض الكبريتيك المركز) . واختلفت أيضاً طريقة تسليم  (المعدوم) الى ذويه .. فهناك من يتم تسليمه ومكتوب على الصندوق الذي يحتوي الجثة عبارة (خائن للوطن) ، أو عبارة (يمنع فتح الصندوق)، والبعض يسلم الى ذويه (رقم قبر) فقط .. ويحدد لهم تاريخ زيارة المقبرة الخاصة .. بعد بضعة أشهر مثلاً ، ولكن أكثرية الذين أعدمهم النظام لم يتم تسليم جثثهم الى ذويهم حيث تم دفنهم في مقابر جماعية ثم الكشف العديد منها بعد سقوط نظام صدام حسين.
تقاسم الولاءات بين البكر وصدام
رغم أن البكر كان حتى مطلع عام 1979 يحظى بتأييد القيادات العسكرية (قادة الفيالق والفرق) ولم يجرؤ (ابن خال) صدام الفريق عدنان خير الله، على تصفية الوحدات الضاربة من آمريها المعروفين بولائهم وعلاقاتهم الوطيدة معه رغم تحريضات صدام حسين، إلا أنّ الرئيس بدأ يفقد القياديين في الحزب واحداً بعد الآخر، ولم يبق في صفه لغاية ذلك الوقت غير طه ياسين رمضان، وجعفر قاسم حمودي، من أعضاء القيادة القطرية للحزب، فيما كان ستة من أعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية يتأرجحون في ولاءاتهم بين الرئيس ونائبه، لاعتبارات خاصة بهم وهم عزة الدوري ونعيم حداد، وعبد الفتاح الياسين، ومحيي الشمري، ومحمد محجوب، ومحمد عايش، في الوقت الذي حسم فيه الآخرون وهم الأغلبية موقفهم، وعُرِفوا بتأييدهم للنائب صدام حسين ودعمهم له وفي المقدمة منهم: عدنان الحمداني، وطارق عزيز، وغانم عبد الجليل، وتايه عبد الكريم، وسعدون شاكر، وحسن العامري، وعدنان خير الله.
التنافس على السلطة
كان صدام حسين، يدرك أن البكر ليس من النوع الذي يتخلى عن وجاهة الحكم والسلطة بسهولة، لكنه كان واثقاً من إجباره على الاعتزال بالقوة من خلال انقلاب داخلي يعتمد على جهاز المخابرات الذي أصبح في ذلك الوقت، دولة داخل دولة، وهو مضمون الولاء له بكامله، قادة ومسؤولين وفي مقدمتهم رئيسه سعدون شاكر صديقه الحميم، ومعاونه الأخ غير الشقيق لصدام برزان إبراهيم التكريتي، غير أنه لم يكن مطمئناً لتعلق عدد من قيادات الحزب والجيش بالبكر، وحبهم له لاعتبارات عاطفية وتاريخية، كما أنه عرف منذ زمن، أن الأمين العام المساعد لحزب البعث، الدكتور منيف الرزاز الأُردني الجنسية، الذي كان يقود القيادة القومية للحزب بعد تواري السوريين ميشيل عفلق، وشبلي العيسمي، وأمين الحافظ، عن الأنظار منذ توقيع ميثاق العمل القومي بين العراق وسورية، يقف بقوة إلى جانب البكر ويشجعه على إتمام إجراءات الوحدة أو الاتحاد بين بغداد ودمشق، ولم يكن أمام صدام إزاء هذه التحديات إلا العمل بسرعة وحرق المراحل، خصوصاً وأنّ خلافاً نشأ بين الرئيس وصدام وقتئذ حول تشريع أمرَ البكر بإعداده لإعلانه في احتفالات 17 تموز (يوليو)، يقضي بزيادة رواتب الضباط والجنود والمعلمين وموظفي الدولة، كان يرى صدام إرجاء صدوره إلى موعد آخر لحسابات خاصة به وخشية التفاف عسكري وشعبي حول الرئيس.
 
العشائرية والعائلة التكريتية تقبض على السلطة
تسارعت عملية تعيين الأقارب والاعتماد على العشائرية بعد تدمير الحزب، وتوجت بانشاء منظمة في عام1981,أقوى من كل الأجهزة الأمنية الأخرى وبالطبع أقوى من الحزب نفسه, منظمة رباط أعضائها العشائرية وصلة القرابة بالرئيس وهي جهاز الأمن الخاص.
في النتيجة النهائية من ملك السلطة الفعلية, في ذلك الوقت ,كانت عائلة الرئيس و شبكة ضيقة من العشائر من تكريت والدور وبيجي والشرقاط. رباطهم ليست مبادى حزب البعث واهدافه بل قيمهم وقرابتهم العشائرية.فمثلا في عام 1992 كان ولده قصي مديرا لجهاز الأمن الخاص، وولده عدي رئيسا للجنة الأولمبية ورئيسا لنقابة الصحفيين ورئيسا لتحرير جريدة بابل، والمسؤول عن تلفزيون الشباب وواخوه غير الشقيق سبعاوي كان مديرا للامن العام، واخوه الاخروطبان وزيرا للداخلية ، وأبن عمه علي حسن المجيد كان وزيرا للدفاع وقريبه وزوج ابنته حسين كامل كان مسؤولا عن وزارة النفط ووزارة الصناعة والتصنيع العسكري والدفاع في فترة ما، وشقيق حسين كامل صدام كامل كان مسؤولا أيضا عن الحرس الخاص وافواج الحماية الخاصة كانت من تلك الشبكة الضيقة من العشائر واغلبهم لهم صلة قرابة دم بالرئيس.

ضحايا صدام حسين 5

ضحايا صدام حسين 3

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

ضحايا صدام حسين 3

صباح ابراهيم

الفصل الثالث

صدام حسين التكريتي

في 16 تموز 1979 أعلن رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر استقالته وقيل وقتها إنها بسبب كبر سنه وضعف وتردى حالته الصحية، ومن ثم انتقلت السلطة إلى نائبه صدام حسين فانتخب رئيسا للجمهورية وأمينا عاما لحزب البعث العراقي وقائدا لمجلس قياة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة  فاصبح صدام حسين يمسك بكل مرافق الدوله والحزب بيده .  فمن هو صدام حسين التكريتي ؟

طفولته ونشأته
ولد صدام حسين لعائلة فقيرة في 28 أبريل/ نيسان 1937 في قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت الواقعة إلى الشمال من بغداد. وفي سنة 1957 انتسب لحزب البعث، وشارك في
 محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم سنة 1959، واستطاع أن يفر إلى سوريا ثم إلى مصرهاربا من وجه العدالة. عاد إلى العراق بعد انقلاب 1963 الذي قاده عبد السلام عارف على عبد كريم قاسم، وشارك في انقلاب حزب البعث سنة 1968.

صدام لم يعرف أباه مطلقا، وقد جاء من أسرة فقيرة ومن بيئة غير ودية، وواضح أيضا أنه لم يكن يعرف حتى تاريخ ميلاده. أما اليوم الذي اعتبر فيما بعد عيد ميلاده الذي يحتفل به رسميا يوم 28 أبريل/ نيسان فإنه موضع خلاف كبير، إذ لا يكتف الذين يعرفونه بالطعن في صحة تاريخ اليوم المحدد فحسب، وإنما يختلفون أيضا حول العام أيضا وهو عام 1937 حسب التاريخ الرسمي أو قبل ذلك بعامين حسب ما يقول البعض. وكما هو الحال بالنسبة ليوم مولده، فإن المعلومات المتعلقة بتحركاته المبكرة متضاربة وغير موثوقة.
والده كان شبه فلاح ويعمل حارساً في بعض الأوقات. من عرفوه يذكرون أنه كان إنساناً بسيطاً. توفي الرجل قبل أن يبلغ نجله الثالثة. وهكذا رأت صبحة طلفاح، والدة صدام، نفسها وحيدة مع نجلها. امرأة شابة وتريد أن تعيل طفلها في ظروف من الفقر ووطأة التقاليد. تزوجت صبحة من إبراهيم الحسن وأنجبت منه من عرفوا لاحقاً كإخوة غير أشقاء لصدام مثل برزان ووطبان وسبعاوي .
الذين عرفوا إبراهيم الحسن يقولون إنه صاحب شخصية شريرة لا حدود لمشاعر القسوة فيه. لم يحمل إبراهيم أي مشاعر ود لابن صبحة. عامله بعداء مفرط وكان يضربه بلا رحمة على رغم صغر سنه. وهذا ما دفع صدام إلى الفرار إلى بيت خاله خيرالله طلفاح.
 ربما هنا يمكن تفسير بعض ملامح صدام. ولد في قرية يمتاز أهلها بالقسوة ويحتكمون إلى القوة لتصفية الخلافات بينهم. قرية فقيرة، غياب الكهرباء يزيد ليلها قسوة. وصبي يتيم يعامله زوج والدته بالتهديد والضرب المبرح. ولعل الصغير استنتج أن العالم لا يرحم وأن على المرء أن يكون قوياً ليدفع الأذى عنه أو أن يكون قوياً إلى درجة مبادرة الآخرين بالأذى. وثمة من يقول إن الصغار كانوا يسخرون من الولد اليتيم ويضربونه إلى حد أنه اقتنع بأن عليه أن يقتني دائماً ما يساعده على رد الهجمات، بدءاً من السكين وصولاً إلى المسدس الذي جعله صدام رفيقه الدائم . 
القصة الحقيقية لاصل صدام حسين
قالت صحيفة الفيفا برسلونة الاسبانية ليوم 19-8-2005 على صفحتها الاولى ان صدام لقيط حيث تسربت معلومات من مصادر طبية امريكية كانت قد جرت دراسة على الحامض النووي لصدام والاخوة غير الاشقاء له حيث تبين انه لا تربطه اية صلة جينية ووراثية مع وطبان وسبعاوي وبرزان وهذ يعني انهم ليس اخوته وهذا يترك صدام مجهول الاب وقد يكون لقيطا على حد تعبير الصحيفة .
وأوضحت الصحيفة أن جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي قال خلال مشاركته وجبة الغداء مع الجنود الأمريكيين فى قاعدة امريكية في العراق إن صدام حسين ابن عاهرة                 
كانت ام صدام (صبحه) تعمل عند تاجر يهودي وكان هذا التاجر من اصدقاء اخيها خير الله طلفاح وراودها هذا اليهودي عن نفسها واخذ منها وطرا الى ان حملت منه                     
وشعر خيرالله طلفاح بما حدث وقابل التاجر اليهودي الذي قام بدوره بطرح مبلغا كبيرا من المال الى اخيها خير الله مقابل السكوت وتقبلها صاحب الغيره الشهمه خير الله طلفاح وقبض ثمن عهراخته ، واخذ اخته وارجعها الى العوجه حيث زوجوها من رجل مهبول اسمه حسين المجيد وفي يوم الدخله شعر الزوج المخدوع بان صبحه حامل واصبح يفضحها في كل مكان يذهب اليه


فقتله شقيق صبحه وبعد ان ولدت صبحه صدام زوجوها الى ابراهيم الحسن وكان يدعونه في وقته (بالزكلبي) وهذه كلمه تطلق لمن كان يتقلب على النساء وكان ابراهيم يعامل صدام معامله قاسيه جدا لانه ابن حرام الى ان اصبح عمر صدام 12 سنه سمع يوما من الاطفال بأن احد اخواله قتل اباه فما كان من صدام الى ان قتل هذا الخال .
وهنا لما سمع خير الله بقتل صدام لأخيه شعر بالخطر وسحب صدام الى بغداد حتى يكون تحت نظره ، وهنا ابتدات المرحله الجديده في حياه هذا اليتيم الشقي.
وفي بغداد عاش صدام في منطقه التكارته الواقعه في الكرخ والتقى هناك مع اشقياء المنطقه وانزلق الى هاويه الفساد وكان كل يوم يرتمي تحت رجل من الرجال .
وفي يوم اشتركوا في قتل رجل وسلب امواله وساعته وحلقه زواجه والقوا القبض على الجناة وكان صدام من ضمنهم
وحكموا عليهم الا صدام لانه كان صغير العمر لم يتجاوز ال18 اخذوه الى سجن الاحداث حيث حكم عليه سنه واحده سجنوه وهذا بشهاده مفوض الامن الذي يدعي (صالح) ، ولما خرج من السجن انظم الى عصابه كبيره تكونت من
1-علي ماما(رئيس العصابه)
2-خالد دونكي
3-حمودي الاقجم
4- طالب ابن ماهيه
5-قيس الجندي
6-باسم المعيدي
7-وصدام حسين وكان اصغرهم سنا واطلقوا عليه لقب(دوحي)
وشعر خاله بانحدار صدام الاخلاقيه فسفره وارجعه لتكريت ولما وصل تكريت تلقاه زوج امه ابراهيم الحسن وكان يكرهه كره العمى وقضى فتره قصيره في تكريت ورجع مره ثانيه الى بغداد
ورجع الى العصابه المذكوره اعلاه
وتطورت اعمال هذه العصابه بأعمالها الاجراميه واصبحت ذات نفوذ وسطوه وصارت منظمه ارهابيه رسمية تابعة للسلطة اسموها منظمه (حنين) .
وانظم لهذه المنظمه كلا من :
1- ناظم كزار (الملقب بساطور المنطقه)
2- المرعب في عناصر هذه العصابه الملقب (بالاعور)
3- جبار محمد (الملقب جبار الكردي واخوانه ستار وفتاح)
4- سعدون شاكر العزاوي عين فيما بعد رئيسا للمخابرات ووزيرا للداخليه لنظام صدام حسين
5- رزاق لفته
6-فاضل الشكره
7-محمد فاضل الخشالي
8-وهاب كريم
9- علي باوه
10- محي مرهون وهو احد نجوم هذه العصابه الاجراميه اللتي عملتها المخابرات الصداميه في السبيعينات وقتلوا من يريدون قتله بأسم ابو طبر .
11- صدام التكريتي
كانت منظمه حنين من اكبر المنظمات الارهابيه حينذاك ومعروفه بحوادث القتل والاجرام والاغتصاب والاغتيال والسرقه والتجاوز على الحرمات وكان اعضائها من اصحاب الشذوذ الجنسي وتربيه الكراجات والشوارع .

صدام في بيت خير الله طلفاح
يُقال إن صدام لجأ إلى بيت خاله وكان في التاسعة ولم يدخل المدرسة بعد .                                                      أمضى صدام سنوات طفولته المبكرة في كنف خاله خير الله طلفاح ذي الميول النازية ، وعندما طرد طلفاح من الجيش وألقي به في السجن بسبب ميوله النازية ومعارضته لبريطانيا، اضطر صدام إلى العودة للعيش مع أمه وزوجها الجديد، لكنه كان قد تشبع بالمشاعر القومية الحادة التي غذاه بها خاله. لم يكن صدام موضع ترحيب من قبل زوج امه ابراهيم الحسن بسبب كونه ابن رجل آخر.

خير الله طلفاح والمخابرات البريطانية

كتب الصحفي داود البصري  مقالا بعنوان أوراق وأسرار من تاريخ سلطة البعث في العراق جاء فيه :
أن الحقيقة التي أغفلها التاريخ تؤكد ان ارتباط صدام حسين بالمخابرات الأميركية كان عن طريق خاله ووالد زوجته (خير الله طلفاح) الذي كان مرتبطا بدوره بالمخابرات البريطانية منذ عام 1941، وسبق لطلفاح أن عمل في مقر السفارة البريطانية في بغداد منذ عام 1954 في دوام مسائي جزئي من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء و في أيام الاثنين والأربعاء والجمعة بصفة كاتب طابعة عربي! و كان يدخل للسفارة من الباب الخلفي مقابل نهر دجلة وهذا ما كشفه حردان عبد الغفار التكريتي في اجتماع ضيق لمجلس قيادة الثورة .
 
سلوك صدام وسيرته
كان أترابه يعيرونه بفقدان الأب ويتجرؤون على معاكسته لعلمهم بعدم وجود من يحميه أو يدافع عنه. وقد استعاض صدام اليافع عن حماية الأب بقضيب من الحديد كان يحمله معه أينما ذهب كي يدافع به عن نفسه. وقد شهدت تلك الفترة من حياته نمو نزعة سادية عنيفة لديه إزاء الحيوانات فيضربها ويبقر بطونها.
 كان لا يثق بأحد كائنا من كان، كما علمته طفولته أهمية الاعتماد على الذات، وجدوى استخدام القوة الوحشية لإخافة كل من يقف في طريقه، وهكذا كان صدّام حسين. حيث اعدمَ كثيراً من المقربين اليه بعد تسلمه السلطة خوفاً منهم، و كان يهتم بأمنه كثيراً ؟ هذا يعني انه كان خائفاً في اعماقه، وانه كان يشك في كل شيء ويخاف من كل احد.
ولقد ظهر خوفه هذا من طريقته في التعامل مع وضعه الشخصي، فقد كان مهتماً بأمنه بشكلٍ غير معقول، واهتمامه كان استثنائياً، كما يقول المقربون اليه، وعندما كان على راس السلطة كان يغير مقر اقامته ومسكنه كل يوم فلا يبيت في منزل واحد بشكل مستمر ، ولا يعلم بمكان مبيته اي انسان سوى الدائرة المقربة جدا له ولهذا كان يبني له قصورا عديدة وصل عددها الى اكثر من ثمانين قصرا.
 فهو يبني حساباته دائماً على الشك، فقد كان رجلاً يشك في الآخرين، وعلى الشك كان يُصدر احكاماً بالسجن أو الاعدام.

جرائم صدام الاولى
جريمة اغتيال سعدون الناصري

وكانت من اوائل الجرائم التي ارتكبها صدام في حياته وهوصبي في سن المراهقة هي قتل الحاج سعدون الناصري مسؤول منظمة الشبيبة الديمقراطية في تكريت، وهي إحدى واجهات الحزب الشيوعي العراقي، والضحية من ابناء عشيرته وبتحريض من خاله خير الله طلفاح . فقد ثبت بالأدلة والشهود ان صدام حسين اقدم على قتل قريبه الشيوعي الحاج سعدون الناصري، في 14/10/1958، مما أدى الى موته عند نقله الى المستشفى، وذكر حينها ان خيرالله طلفاح الحانق على سعدون الناصري لدوره في عزله من مديرية معارف بغداد، حرض ابن أخته صدام على الانتقام منه ، وحسب ما أفاد ذوو الضحية خلال التحقيق بالقضية، ان طلفاح وعد صدام بتزويجه ابنته الكبرى ، الطالبة في دار المعلمات الابتدائية (ساجدة) إذا قام بالعملية، مؤكداً له انه سيعين له عدة محامين للدفاع عنه، كما حاول صدام قتل أحد مدرسيه حيث أطلق عليه الرصاص وطرد على أثر ذلك من المدرسة.
مشاركته في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم
ومن الجرائم التي كان صدام يفتخر ويتباهى بارتكابها في مجالسه مع رفاقه بعد استلامه السلطة هي مشاركته في محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959 عندما تصدى له مع زمرة من البعثيين في شارع الرشيد بأمر من حزب البعث بقيادة فؤاد الركابي .

اغتيال الدليل البدوي
وبعد فشل محاولة الاغتيال، هرب صدام مع رفيقه نجاد الصافي الى سوريا عبر الصحراء بمعونة رجل بدوي كان دليلهم في الطريق. يقول نجاد الصافي في مذكراته عن هذه الحادثة ما يلي :
 [إنني أتذكر ذلك البدوي وكيف أنه فتح بيته لنا وأطعمنا ثم أوصلنا للحدود وودعنا فما كان من صدام إلا أن سحب مسدسه ليضع رصاصتين في رأس البدوي عرفاناً منه بالمساعدة ووسط ذهول نجاد الصافي أجابه صدام: ” إننا لا نستطيع أن نجزم إن هذا البدوي سوف لا يقابل دورية شرطة حدودية وبالتالي قد يدلي بمعلومات عنا “.. ولذلك فضل صدام قتل البدوي لكي يضمن سلامته حيث إنه كان دائماً يعمل وفق مبدأ الشك].تلك إذن الخلفية التي انطلق منها صدام إلى ممارسة العنف والقسوة عندما تمكن من أن يستلم الحكم في العراق عام 1979. وكان أول ما قام به صدام عند استلامه السلطة تصفية خصومه السياسيين جسديا، وهوالمنهج الذي واظب عليه منذ ذلك الحين حتى آخر ايام حكمه. وبعد نجاح انقلاب 8 شباط كان صدام يقضي الفترة السابقة في القاهرة حيث اتهم في مصر بمحاولة قتل أحد البعثيين. لكنه استطاع أن يتخلص منها بواسطة علاقات خاصة لانحياز صالح مهدي عماش إليه والذي كانت تربطه علاقات قوية مع أجهزة الدولة المصرية في ذلك الحين .

عودة صدام للعراق
وبعد انقلاب 8 شباط رجع صدام إلى العراق لينضم إلى الحرس القومي وليلتحق بمكتب التحقيقات فيه والذي أدار كل التحقيقات ومارس كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي مع العراقيين، وكان الشيوعيون في ذلك الحين أكثر من تحمل الممارسات الإرهابية التي مارسها صدام وأعوانه. وقد بدأ صدام حسين بمضايقة رفاقه البعثيين عندما انقسمت القيادة البعثية في ما بينها بين كتلة علي صالح السعدي وكتلة العسكريين وعلى رأسهم أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش، وقد أهدر دمه الطرفان لما كان يقوم به من أعمال استفزازية مع عصابته. وقبل انقلاب عبد السلام عارف بخمسة أيام أهدر البعثيون (أحمد حسن البكر وكتلته) دم صدام حسين وبلغ الأعضاء بذلك لقيامه بضرب الإذاعة ولقيامه بمداهمة مقرات بعض رفاقه البعثيين ولكن القدر هذه المرة يقف مع صدام فيقوم عبد السلام عارف بانقلابه ضد السلطة البعثية ويستفرد بالسلطة تاركاً البعثيين يجرون أذيال الخيبة بعد أن انشقوا على أنفسهم.
لا يمكن اعتبار صدام من المسلمين الأصوليين، حيث تشير سيرته إلى تعاطيه للويسكي وعلاقاته مع النساء إلى جانب أمور أخرى لا يمكن أن تعتبر من مزايا المسلم الملتزم..

ارتباط صدام حسين بالمخابرات الامريكية

أشار وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس إلى ارتباط صدام حسين بالمخابرات الأميركية خلال إقامته في القاهرة أوائل الستينات من القرن الماضي وفقاً لمعلومات مصدرها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. وكان يزور السفارة الامريكية في القاهرة بين فترة واخرى . ان ارشيف الادارة العامة لمباحث امن الدولة المصرية يضم كتاباً سرياً جداً يتضمن معلومات عن ذلك الارتباط جاء فيها (اثناء مراقبة المستر وليم نائب القنصل الامريكي تكررت عدة تقارير عن لقاءاته باللاجئ السياسي العراقي صدام حسين وشوهدا معاً في مقهى (تريامف) بمصر الجديدة وكازينو الهرم السياحي) ويذكر الدكتور حامد البياتي في كتابه (أسرار إنقلاب 17تموز 1968 في العراق)
” ان ابراهيم الداوود احد قادة انقلاب 17 تموز 1968 الثلاثة الرئيسيين، قد اكد علاقة الطاغية المقبور صدام بجاسوس اسرائيلي اسمه ناجي العاني وهو كابتن طيار على الخطوط الجوية العراقية جندته السفارة الاسرائيلية في لندن خلال الستينات وعن طريق الملحق العسكري الاسرائيلي في لندن والذي طلب منه تقارير ومعلومات عسكرية عن العراق وانه قد تم تدريبه من قبل الموساد الاسرائيلي” .

صدام يتسلق صعودا الى السلطة

   يذكر حسن العلوي في كتابه ( العراق دولة المنظمة السرية) صفحة 28  :
” لم يكن صدام في ذلك الوقت سوى عضوا في تنظيم شعبة الفلاحين. لكن ورود إسمه في محاولة إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في تشرين الأول 1959 وقرابته المحلية برئيس الوزراء أحمد حسن البكر  وبالحاكم العسكري العام رشيد مصلح التكريتي وبرئيس أركان الجيش طاهر يحيى التكريتي ساعدت صدام التكريتي وهذا اسمه آنذاك على بناء نفوذ ما، لكنه لم يكن مؤهلا في أية مواصفات حزبية أوشخصية أوإجتماعية لدورٍ أكثر من حمل بندقية ومطاردة خصوم السلطة.
  في 17 تموز 1968 تولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر بعد انقلاب مشبوه تسنده المخابرات الامريكية والبريطانية ، وشغل صدام عمليا منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بدءا من الانقلاب الثاني في 30 يوليو/تموز 1968 حتى عين رسميا لهذا المنصب في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 وكان يبلغ من العمر آنذاك 32 عاما إضافة إلى منصبه كمسؤول للأمن الداخلي .

النائب صدام حسين مسؤول الأمن في العراق
     ظل صدام لمدة عشر سنوات في هذا المنصب وخلال هذه الفترة ظل يدعم نفوذه بتعيين عدد من أفراد عشيرته بمناصب مهمة في الحكومة العراقية وبصفته نائبا ومسؤولا عن الأمن الداخلي، بنى جهازا أمنيا ضخما وكان له عيون في كل مكان في دوائر السلطة في العراق.   كان صدام يدير «مكتب العلاقات العامة» منظمة حنين سابقا، وذلك تحت ستار «التصفية الشاملة» لأوكار التجسس والعمالة للصهيونية، ولأميركا، ولبريطانيا، وإيران، والشبكات الماسونية، وللضباط المغامرين. ولكنه استخدمه لنشر الرعب واغتيال المعارضين وتصفية خصومه وتمهيد الطريق لمستقبله الذي يطمح له . إن بعض المحللين العراقيين والدوليين يصرون على أن كل الجرائم الوحشية التي حدثت خلال فترتي تولي الحزب السلطة، لم تكن مرتبطة بفكر حزب البعث، وأن المسؤولية تقع فقط على القادة الرئيسيين أمثال صدام حسين واقربائه والمقربين منه.
بدأت كفة صدام ترجح على كفة البكر منذ عام 1974، فقد اكتمل له في ذلك العام الاستيلاء على رئاسة مجلس التخطيط، والتربية، والشؤون الاقتصادية، والنفط، والمخابرات العامة، والأمن القومي، والمكتب العسكري، والطاقة الذرية، والثقافة والإعلام، والبحث العلمي، واللجنة العليا لشؤون الشمال، ولم يعد يرتبط بالبكر سوى المجلس الزراعي الأعلى، ومكتب الشؤون القانونية، والهيئة العليا للعمل الشعبي.
كانت هذه المكاتب واللجان تعمل بمؤازاة الوزارات ولكنها كانت أقوى منها، وتحول إليها بالفعل اتخاذ جميع القرارات والصلاحيات، وظل الأمر كذلك حتى عام 1979 عندما استولى صدام على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء بالقوة والتهديد للبكر للتنحي عن السلطة، فانتقلت إليه المهمات الأصلية للحكم، وقلصت اللجان إلى درجة الإلغاء، وكذلك مجلس قيادة الثورة.ومن الوزراء الموالين لصدام الذين عينوا بعد التعديل كان طارق عزيز (الإعلام والثقافة)، وسعدون حمادي (الخارجية)، ونعيم حداد (الشباب)، وتايه عبد الكريم (النفط)، ومحمد محجوب الدوري (التربية والتعليم)، وكان هؤلاء قد انتخبوا في مجلس قيادة الثورة قبل شهور قليلة من توليهم الوزارة.
أن صداماً قد امتهن كرامة العراق من دون أي مبرر أو منطق، وسحق المواطن العراقي فجعله مزدوج الشخصية وغير قادر على التحرر من الخوف، وحارب الفكر بـ«القرباج»، والقلم بالسيف، والرأي بالاعتقال، والعدل بالعضلات، وألغى حلقات التاريخ بحيث أصبح بطلُ الأمس خائناً، ومفكرُ اليوم جاهلاً.

سلطات صدام الامنية المطلقة

     لم يكتف صدام برئاسة السلطة فقد قام بفصل الأجهزة الأمنية عن الوزارات (فقد فصل مديرية المخابرات العامة واعتبرها جهازاً تابعاً للرئيس ومثلها مديرية الأمن العامة التي كانت تتبع وزير الداخلية فأضحت تتبع رئيس الجمهورية كما ربط مديرية الاستخبارات العسكرية بالرئيس بعد أن كانت تابعة حكماً ومنطقياً إلى وزير الدفاع) وفي هذا الفصل عمل صدام على تغييب الوزراء عن المعلومات التي ترفعها هذه الأجهزة القمعية، وغيب عملها عن رقابة الدولة والحزب، كما منحها نوعاً من الاستقلالية والدعم، وقد قام بتنصيب أخيه لأمه (برزان إبراهيم الحسن) مديراً عاماً لجهاز المخابرات العراقي ومنحه صلاحيات وزير إضافة إلى صلاحيات مطلقة إذ كانت يد برزان تطول أقوى جهة سياسية أو رسمية في الدولة العراقية باستثناء الرئيس نفسه.

الاجهزة الامنية الخاصة 
      وفق الحس الأمني الذي كان يسيطر على عقل صدام ونشوء خلافات عائلية بين صدام واخيه برزان حول رغبة صدام تزويج ابنته الكبرى رغد من حسين كامل بدلا من ابن برزان ، فقد قام بتسريحه من هذا الجهاز وكلف أولاده بإنشاء جهاز بديل مع بقاء جهاز المخابرات العراقي قائماً، فتم الإيعاز لإنشاء جهاز الأمن الخاص وكلف في حينه الشاب حسين كامل الزوج الجديد لإحدى بنات صدام والابن البكر لابن عمه كامل حسن المجيد برعاية وقيادة هذا الجهاز، وتقرر إنشاء قسم في هذا الجهاز يدعى أمن الأمن الخاص، وهذا القسم مسؤول أمام الرئيس عن كل الأجهزة الأمنية في العراق، وبإمكان الجهاز المذكور أن يقوم بكل الإجراءات الجزائية من القبض والتحري والتحقيق والمحاكمة دون إذن من قاض أو موافقة من أي جهة كانت ولأي سبب ومهما كانت رتبة ووظيفة الشخص المطلوب، كما يمكن للجهاز المذكور أن يحكم على أي شخص ووفق أي عقوبة مهما طالت دون قرار حكم أو دون تهمة.
كما قام صدام بإنشاء جهاز أمني جديد يتخصص في القضايا التسليحية أو الإرهابية تم رفع مستوى العمل فيه إلى (وزارة التصنيع العسكري) مع ما تضمه هذه الوزارة من مؤسسات استخبارية وأمنية ومتخصصة في أمور التسليح وتطوير أسلحة الدمار الشامل تم تسليمها إلى حسين كامل إضافة إلى أعماله المناطة به من وزارة الدفاع والنفط إلى التصنيع العسكري والأمن الخاص حتى صار الشخص الثاني في مؤسسة السلطة الذي تحت تصرفه مليارات الدولارات من ميزانية العراق .
واستطاعت المؤسسة الأمنية في عهد صدام أن تقوم بتصفية رؤوس القيادات الحزبية من البعثيين المشكوك بولائهم للرئيس، وتم اعتماد الشك كدليل ثابت ضد من يتقرر تصفيته، وبدأت العائلة الصدامية المتربعة على القاعدة الأمنية ترشح أسماء من تشك فيه لتتم تصفيتهم بسرعة بالطريقة وبالأسلوب الذي تختاره. واستطاعت المؤسسة الأمنية في العراق أن توظف المجاميع التي انتسبت لحزب البعث الحاكم بفعل وتحت ضغط القانون الذي أصدره صدام (قانون الحزب القائد)، استطاعت المؤسسة المذكورة أن توظف كل هذه الأعداد ضمن العمل الأمني والمراقبة، فأمرت التنظيم الحزبي بتقسيم المدن والقصبات إلى (قطاعات) ومجموعات من الدور والبيوت والعوائل تتم مراقبتها ورفع التقارير الدورية عنها مع تنظيم ملف خاص لكل عائلة عراقية في المنظمات الحزبية لرفع تقارير دورية عن نشاطاتها او انتمائها السياسي او ولائها الحزبي ،اضافة الى ملفات مديريات الامن والاستخبارات .
وقامت المؤسسة الأمنية في العراق بالسيطرة على جميع المرافق والدوائر الرسمية في الدولة العراقية، ووصل الأمر إلى إصدار قانون يقضي بتسمية موظف من الموظفين البعثيين (ضابطاً للأمن) في كل دائرة حكومية ويرتبط هذا الموظف بضابط أمن حقيقي في دوائر الأمن، مهمته مراقبة حركة الموظفين وتدقيق مواقفهم وأفعالهم وتصرفاتهم ورفع التقارير الدورية عنهم ، وبذلك حول صدام العراق الى دولة أمن ومخابرات لخدمته وحمايته الشخصية والعائلية .

النظام الأمني الصارم
      يستند النظام الأمني إلى العديد من الدوائر أولها الدائرة العائلية والعشائرية المتنفذة في المناصب القيادية الحساسة في الدولة، ويتابع هذه الدائرة أجهزة أمنية أخرى تراقبها وتلاحق أي محاولة تمرد من جانب أي فرد ينتمي إلى العائلة كما حدث من قبل حسين كامل زوج ابنة الرئيس صدام .
ساهمت المؤسسة الأمنية في إقامة مكاتب تجارية في العديد من الدول العربية، كانت العديد منها محطات وأوكار لأجهزة المخابرات العراقية، وتم توظيف المهاجرين والمغتربين من أهل العراق في سبيل مراقبة أخوتهم وأهلهم ومساعدة أجهزة الأمن والمخابرات على تصفيتهم وإنهاء وجودهم المؤثر خارج العراق. ونهجت هذه المؤسسة نهجاً مدروساً واخطبوطياً، وذلك بمد شبكة من التنظيمات الأمنية والاستخبارية والمخابراتية في العراق بأن حولت العراق إلى دائرة وسط الدائرة الأمنية الخاضعة لسلطة صدام وعائلته .
بعد أن تم الاعتماد على المؤسسات الأمنية الخاصة التي بناها الرئيس بالقرب منه والتي تداول مسؤولياتها على التوالي أولاد صدام وأخوته برزان ووطبان وسبعاوي ومن ثم زوج ابنته الكبرى حسين كامل. واعتمدت المؤسسة الأمنية من بين اساليبها الانقلابات الوهمية في العراق حيث تقوم باستدراج بعض العسكريين أو السياسيين أو المعارضين لمجرد الشك بولائهم للسلطة، ثم يجري إحراجهم ومواجهتهم بالأدلة التي تم تجميعها ضدهم ومعاقبة هذه الأسماء ليس بأقل من الموت وهو العقوبة الوحيدة التي كان يعالج صدام بها معارضيه مهما كانت مواقعهم أو خدماتهم للتخلص منهم .

يعتمد النظام الحاكم في العراق على العديد من المرتكزات الامنية يستمد منها قوته وأهمها:
مجموعات الحراسة الخاصة :
 مهمتها الحراسة الشخصية لصدام حسين وتدين بالولاء الكامل له شخصيا وتتكون من الاقرباء وشباب العشيرة الذين لا يشك بولائهم .

قوات الحرس الجمهوري
وتتمتع بامتيازات معيشية عالية، إضافة إلى قوتها التدريبية العالية، ومهمتها حماية النظام ضد أي تمرد عسكري أو شعبي ويتم اختيار افرادها بعناية وبشروط خاصة بعد تدقيق في الانتماء الديني والمذهبي والعشائري والجغرافي . وكانت المناطق السنية هي المفضلة للترشيح على الانتساب لقوات الحرس الجمهوري ومنها اهالي تكريت والانبار والفلوجة .
قيادات وكوادر حزب البعث
 التي تنتشر في معظم القرى والمدن العراقية ويمتد دورها ليشمل نواحي أمنية تهدف إلى تدعيم سلطة النظام .
غياب المهدد الداخلي إذ ينعدم وجود منافس أو مهدد داخلي قوي سواء من قبل أكراد الشمال المتنافسين والمنقسمين على أنفسهم أو من قبل شيعة الجنوب المنغلقين مذهبيا مما أفقدهم تعاطف السنة في الوسط. ولذا كان هذا الوضع هو مصدر القوة لسلطة صدام المركزية .

ضحايا صدام حسين 4

ضحايا صدام حسين 2

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

انت رقم لو صفر على الشمال؟

محمد الرديني

اذا تجرأ احد الملحان وقال مصرحا بين أصدقائه بان اعضاء البرطمان ليسوا سوى أرقام لثارت عليه تكتلات يقال عنها انها سياسية تمتد من شارع مريدي وحتى الصليخ مرورا بالحبايش ثم خور مجنون والسيبة والفاو وبعض ضواحي خرمشهر واذا كررها مرة ثانيه فعليه ان يختار بين كاتم صوت يأتيه ليلا او نهارا لا يهم او مظروف يحتوي على رصاصة طلقة فارغة وعبارة مهذبة تقول” لا نريدك لك هذه النهاية فانك خوش ولد” اما اذا كان يملك سيارة كيا فأمره سهل جداً لا يتعدى مرور شاحنة تهصره هو وسيارته وتسجل في قسم الحوادث المرورية تحت باب ” حادث مروري مؤسف” هذا لم اذ يخطفوا ابنه او ابنته او امه ويطالبونه بفدية عشائرية مع قطع جزء من لسانه بدلا من أذنه .. وسائل كثيرة لايهم أيها يختار.
ولكن ان يقول احد اعضاء البرطمان بان زملائه ماهم سوى أرقام فذلك يقع ضمن الحق الدستوري والشرعية النيابية والحصانة الدب ..لوماسية.
ولم يتأكد بعد فيما اذا كان هو رقما معهم ام لا ولكن من المؤكد انه، حسب سجله المدرسي، انه كان يكره الأرقام وخصوصا حين يراها في مواد اللغة العربية والاجتماعيات والقراءة الخلدونية.
فقد اتهم القيادي في ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي زملائه اعضاء مجلس النواب بعدم امتلاكهم القرار ، وانهم ” مجرد ارقام لاغير “،مؤكدا وجود اجندات خارجية وراء اتخاذ القرارات النيابية .
وقال الساعدي لمراسل وكالة انباء المستقبل امس
ان :” القرار الذي يؤخذ داخل مجلس النواب يأتي من اطراف خارجية لاعلاقة لها بالمجلس وبعضها خارج العراق “،مضيفا ان “اغلب اعضاء مجلس النواب ليس لديهم اي قرار وإنما مجرد ارقام لا غير”.

بشرفكم شنو تخلولها وتطيب.

هل هم بيادر في رقعة شطرنج ?
هل هم أمعات يركضون وراء العلف ولا هم لهم سوى الاجترار؟
هل هم اولاد خدج في السياسة؟
هل من المعقول ليس لأحدهم ذرة ضمير ويصرخ في وجوه القوم ويعري كل اصحاب البدلات وربطات العنق “البايمباق” ؟
اولاد الملحة أصروا يوم امس على إعطاء فرصة لهؤلاء الأرقام ..فرصة قد لاتتعدى عدة اشهر وحينها لكل حادث حديث.
ماذا سيحدث؟.
سيلغون اشتراكاتهم في كل القنوات التلفزيونية ماعدا قناة الفرات الخبيرة في اللطم على كل شيء. وسيشترون الراديو الكوري الذي لايذيع الا اخبار هانولو وجبل البلطيق.
حينها سيجد اصحاب الصيدليات ان بضاعتهم من حبوب “البندول” والاسبرين والفولنترين قد بارت كما سيجد اصحاب العطاريات ان الطب الشعبي في تداوي المغص والاسهال والنوم من الساعة 6 مساءا قد بارت هي الاخرى.
وربما سيتظاهر الصيادلة والعطارين مطالبين كمال الساعدي بالاعتذار عن كل ماقاله امام كل العشائر العراقية ومن ضمنهم آل الساعدي.
فاصل يقرا الممحي: لايقرأه الا الذي في عينيه وقر ……………

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

ضحايا صدام حسين 2

 صباح ابراهيم

الفصل الثاني

احمد حسن البكر اول بعثي يحكم العراق

احمد حسن البكر
ولد البكر في تكريت عام 1914 وتخرج في دار المعلمين، وعمل في التدريس، ثم دخل الكلية العسكرية، ووصل عام 1958 إلى رتبة عقيد، وشارك في انقلاب عام 1963 وعين نائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للوزراء، ثم اصبح رئيسَ الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بعد انقلاب البعث في 17 تموزعام 1968.
العلاقة ببن البكر وصدام                             
كان من اقرب اعوان احمد حسن البكر الرجل الثاني في الدولة ابن تكريت الشاب المندفع والطموح صدام حسين التكريتي .
      كان البكر وصدام يبدوان يكمل بعضهما بعضا في الحزب والقيادة، فقد كان صدام مسؤولا عن الأمن، والبكر مسؤولا عن الجيش، ولم يكونا يبدوان مختلفين، وإن كان واضحا أن صدام هو الأكثر أهمية ونفوذا في الحزب والدولة، وأن طموحه لا حدود لها، إلى أن اكتملت سيطرته على مرافق الدولة والحزب عام 1974، وبرغم ذلك فقد كانا يبدوان ظاهريا متفقين حتى عام 1979 عندما أجبرصدام البكر على تقديم استقالته.
الحقيقة المخفية هي ان البكر اراد التخلص من صدام في اول يوم الانقلاب ضد عبد الرحمن محمد عارف، حيث استناداً الى مصادر ثقة، ان الرئيس احمد حسن البكر، وهذا سر لا يعرفه الكثيرون، في ليلة التواطؤ لاحتلال القصر الجمهوري في 17 تموز 1968 خاطب البكر حردان التكريتي قائلاً: “يا حردان هذا الولد (صدام) لم يدخل في عقلي فهل تخلصنا منه الليلة”. رفض حردان تنفيذ هذا الطلب. وكان هدفه اثارة الشقاق بين البكر وصدام، لأن حردان حقد على البكر اكثر من حقده على صدام. وكان حردان قد رفض في مرة سابقة يوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 طلباً من الرئيس عبدالسلام عارف لاغتيال ميشيل عفلق وامين الحافظ وجميع اعضاء الوفد القومي الذي كان موجوداً في بغداد يوم 18 تشرين الثاني 1963 (يوم حسمَ عبدالسلام عارف الصراع على السلطة لمصلحته مخرجاً البعث منها).
ربما يكون سبب الخلاف بين صدام والبكرفيما بعد، أن الأخير كان متحمسا للوحدة مع سوريا، وكان يتحرك باتجاهها بخطوات متسارعة، وهذا يعاكس طموح صدام في استلام قمة السلطة بعد البكر، ولهذا فقد أعلن صدام بعد استقالة البكر الاجبارية باسبوعين عن مؤامرة تدبرها سوريا بالتعاون مع مسؤولين عراقيين، وكان ذلك الاعلان بهدف ابعاد العراق عن سوريا والقضاء على كل اعوان البكر في قيادة الحزب والدولة بضربة واحدة للانفراد بالسلطة وتحقيق طموحه.
كان البكرمصابا بمرض السكري، وهو مرض يحدث اختلالا في مزاج المصاب به، فيتحول بين الهدوء والثورة بسرعة، وهكذا فقد كان البكر يثور لأتفه الأسباب، ويتخذ قرارا ثم يهدأ بعد ساعة فيلغي القرار.
كانت تنحية البكر عام 1979 أشبه بانقلاب أو تنازل جبري تم في منزل خير الله طلفاح خال صدام ووالد زوجته، وبحضور كل من صدام والبكر، وهيثم بن البكر، وعدنان خير الله، وجرى شجار في ذلك الاجتماع أطلق فيه هيثم النار على عدنان خير الله، ولكن البكر فهم اللعبة تماما . في 16 تموز 1979 استقال البكر من رئاسة العراق بحجة ظروفه الصحية ويرى المتابعون للسياسة العراقية أن استقالة البكر كانت مجرد إجراء شكلي نتيجة ضغوط مارسها عليه الرئيس الفعلي للعراق صدام حسين. يعتقد البعض أنه بعد أن أخذ صدام حسين بزمام السلطة في 1979، حدد صدام إقامة البكر في منزله حتى وفاته في 4 أكتوبر 1982.
في تصريح ل علي الندى شيخ عشيرة البيجات وشقيق زوجة البكر لموقع الرياض الالكتروني المنشور في 21 فبراير 2007 العدد 14121 افاد : ” ان الطبيب المرافق للبكر الدكتور فائق الجبوري الذي كان يعمل لصالح المخابرات العامة قد زرق البكر بحقنة غلافها الخارجي هو الانسولين ولكن لا نعلم ما بداخلها، وبعد ربع ساعة سقط في الحمام وقد فارق الحياة ”        
. ذكر حسين كامل بعد هروبه الى الأردن وانشقاقه على سلطة الرئيس صدام أن البكر مات مسموماً بالثاليوم.                                                           
وقد كان البكر مفروضا عليه شبه الاقامة الجبرية في منزله “. وهكذا تم التخلص من البكر نهائيا رغم اعتزاله السطة وانعزاله عن العالم .استطاع صدام ليس فقط إزاحة البكر بل استطاع أن يزيله عن طريقه وإلى الأبد ماسحاً اسمه من ذاكرة العراق.
كان  صدام على علم بتحريض البكر لحردان التكريتي لتصفيته من اول ايام الانقلاب في 17 تموز 1968، وان ذلك كان من جملة اسباب الصراع بين الرجلين، وعدم الثقة الذي ساد بينهما منذ بداية السبعينات الى ان صُفي البكر عام 1979. وربما علم صدام بالحادثة بعد ان سرق رجال مخابراته المذكرات الخاصة بحردان التكريتي والتي ذكر الحادثة فيها وكانت المذكرات معه في الجزائر قبل اغتياله بالكويت.                                                                                                                                          كان البكر بطبيعته الأبوية والسلمية (نسبيا) وفي المرحلة الأولى من حكم البعث عندما كان هو الشخصية القوية في الحزب يعالج الخلافات والمشكلات بأقل قدر من العنف، ولكن في المرحلة التي صعد فيها صدام حسين نائبه الى السلطة بدأت مرحلة من التصفيات الدموية العنيفة بين الرفاق. كان البكر ضعيفاً أمام كل ما يخفيه، واستغل صدام النقطة المذكورة كما عرف مكامن ضعف شخصية البكر وزوايا الحقد التي تغلف روحه، واستطاع أن يقنعه أنه وظف كل إمكانياته لخدمته وتمجيده وبقائه، ولذا أطلق عليه لقب (الأب القائد)، واستطاع أن يسيطر كلياً على البكر، واستطاع صدام أن يلعب دورا في إدارة دفة السلطة الأمنية والمخابراتية وتطوير جهاز (حنين) الذي كان مهيمنا عليه من بداية عمله بعد الانقلاب، مع تطوير الأساليب المتبعة في التصفية من خلال الإطلاع والمعونة التي تلقاها افراد هذا الجهاز من مخابرات المانيا الشرقية.
وقال عنه هاني الفكيكي: “البكر شخصية موهوبة القدرة على توظيف مظهره البسيط وقدراته الفكرية والسياسية المحدودة ، وكثيرون هم أولئك الذين خدعوا به ووسموه بالسذاجة لكنه يستبطن مكراً لا حدود له ، وقدرة على خداع الخصم والغدر به” ووصفه بالغدر أيضاً عربي فرحان الخميسي وكان طالباً ثم زميلاً له حيث قال:
 “ كان احمد حسن البكر رجلا طموحا انانيا طائفيا، متعصبا دينيا، حيّالا، مراوغا، افكاره قومية بتطرف شديد، علما ان من اقرب اصدقائه كان رشيد مصلح ومن بلدته ودورته وعبد اللطيف الدراجي وحسن عبود ومجيد حسين السامرائي وعبدالغني الراوي وجابر حسن وطاهر يحيى الذي هو من دورته ايضا، وكل هؤلاء غدر بهم .
قام البكر بقمع الحركة الكردية قمعا دمويا كما قمع انتفاضة صفر الدينية ولم يتوان عن تصفية رجال الدين مثل عبدالعزيز البدري وفي عهد البكر تم التنازل عن شط العرب واراض عراقية للشاه رضا بهلوي .

ضحايا صدام حسين 3

ضحايا صدام حسين 1

 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

ضحايا صدام حسين 1

صباح ابراهيم

الفصل الاول

التأثيرات المحليه والعربيه و الدولية التي اوصلت البعث للسلطه

التأثيرات المحلية
حكم العراق الزعيم عبد الكريم قاسم منذ فجر 14تموز عام 1958، بعد ان اطاح بحركة عسكرية بالنظام الملكي في العراق وتحول الى النظام الجمهوري. واثناء مسيرة الحكم ، ساد العراق اضطرابات سياسية بين قيادة الدولة وبين البعثيين والقوميين والشيوعيين. وحدث على أثرها صدامات دموية واعتقالات واعدامات .

التأثيرات العربية
كان لتدخل الدول العربية في شؤون العراق الداخلية ومساندتهم لاطراف معينة بالمال والسلاح والاعلام ، الاثر الكبير في زعزعة الوضع السياسي .
عمل حزب البعث والقوميين والناصريين على زعزعة النظام في العراق بدعم وتشجيع من مصر وقادة البعث في سوريا .
فقد تدخل جمال عبد الناصرفي شؤون العراق من خلال مساندته لبعض الضباط البعثيين والقوميين ومدهم بالمال والسلاح، وتحريضهم للتمرد على عبد الكريم قاسم ، الذي كان يرفض باسناد الحزب الشيوعي والقوى الوطنية الاخرى مطالب الاحزاب البعثية والقومية لعمل الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة، وكان من نتيجة التدخل المصري قيام تمرد عسكري في الموصل بقيادة العقيد عبد الوهاب الشواف الذي تم قمعه عسكريا.  
وبعد اربع سنين من حكم عبد الكريم قاسم ، اطاح به زمرة من الضباط البعثيين بالتعاون مع رفيق عبد الكريم قاسم في ثورته العقيد عبد السلام محمدعارف وذلك في 8 شباط عام 1963حيث استولوا على السلطة وقيادة البلد. ان دول الجوارساهمت بفعاليه لمساعدة الانقلابين وخاصة الكويت والاردن والسعوديه ومصر وايران الشاه. لقد كان حقد هذه الدول دفينا على العراق والزعيم الوطني .

 وبعد ان اصبح للجناح المتشدد لحزب البعث بقيادة علي صالح السعدي أمين سر القطرنفوذا قويا في العراق من خلال قوات الحرس القومي التابع للحزب حيث بطش في افراد الشعب تعذيبا  وقتلا ولكافة العناصر التي تعارض البعث ولاتؤيده وخاصة الشيوعيين، وكان التحقيق مع المعتقلين يتم تحت التعذيب القاسي والوحشي والاعدامات واغتصاب النساء يجرى داخل مقرات حزب البعث ومقرات الحرس القومي .
وبعد ان طفح الكيل، استنجد الشعب برئيس الجمهورية عبد السلام عارف لينقذ البلاد من حكم القتلة والجلادين البعثيين . فانتفض رئيس الجمهورية عبد السلام محمد عارف على زمرة البعثيين رفاق انقلاب 8 شباط واطاح بالجناح المتشدد في الحزب في انقلاب عسكري يوم الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963 بعد ان عاثوا في العراق فسادا وقتلا.

التأثيرات الدولية
بعد موت عبد السلام عارف في حادث مدبر وغامض بسقوط طائرته الهيلوكوبتر واستلام شقيقه عبد الرحمن محمد عارف للسلطة ورئاسة الجمهورية . نشط حزب البعث بكل قواه لاسترداد السلطة وحكم العراق.
 ولما كان البعث ورجاله يعادون الشيوعية وحزبها في العراق وينادون بالعروبة والقومية ، فقد استغلت المخابرات البريطانية والامريكية هذا الهدف كي تكسر الشيوعية ونفوذها في العراق من خلال تسهيل تسليم السلطة لحزب يعادي الشيوعية ويقاوم وجودها كي تحارب عدوها الاسترتيجي وهو الاتحاد السوفيتي بمخالب عراقية ، وتبعد تغلغل النفوذ السوفياتي عن منطقة الشرق الاوسط من خلال كسر ممثله الايديولوجي الحزب الشيوعي في العراق.
لهذا فقد جرت اتصالات امريكية بريطانية عبر السفارة العراقية في بيروت، التي زودت الانقلابيين بالمال والسلاح عن طريق السفير العراقي البعثي هناك عميل المخابرات الامريكية الدكتور ناصر الحاني الذي نسق العمل وابدى رغبة الولايات المتحدة الامريكية في مساعدة البعث للوصول للسلطة في بغداد. وبشير الطالب الملحق العسكري في السفارة المذكورة ، والذي سبق أن شغل قيادة الحرس الجمهوري في عهد عبد السلام عارف، حيث تمت الاتصالات بالانقلابيين وتجنيدهم من خلال السعودية .
 
دور المخابرات الامريكية لايصال البعث للسلطة عام 1963
  تلقى حزب البعث العراقي مع أفراد من القوميين العرب الاسناد من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبمساعدة المخابرات الأمريكية والبريطانية وأفراد من شركات النفط العراقية البريطانية  IPC   بعقد لقاء سري في المنامة عاصمة البحرين في شهر ديسمبر عام 1962 وحددوا موعد إنقلابهم المشؤوم في الثامن من شهر شباط 1963  ضد الزعيم الوطني  المرحوم  اللواء الركن عبد الكريم قاسم.
وهنالك الكثير من الأدلة الدامغة بأن وكالة الاستخبارات المركزية وMI6 الاستخبارات البريطانية كانت وراء انقلابي 1963 و1968.
هناك شهادة من الملك حسين أبداها في حديث شخصي منفرد مع محمد حسنين هيكل قال فيها:
” إسمح لي أن أقول لك إن ما جرى في العراق في 8 شباط (فبراير) قد حظي بدعم الإستخبارات الأمريكية، ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الأمر ولكني أعرف الحقيقة. لقد عقدت إجتماعات عديدة بين حزب البعث والإستخبارات الأمريكية، وعقد أهمها في الكويت. أتعرف أن محطة إذاعة سرية تبث إلى العراق كانت تزود يوم 8 شباط (فبراير) رجال الإنقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من إعتقالهم وإعدامهم.”
وتأكيداً لشهادة الملك حسين عن دور السي آي أيه وتعاونه مع التيار القومي في ضرب ثورة 14 تموز، قال الدكتور أحمد عبدالهادي الجلبي :
“… أما تدخل أمريكا الحقيقي الأول في العراق فبدأ في سنة 1962 حينما كلفت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) من جانب رئيس الولايات المتحدة بمجابهة الإتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي في العراق فعملت  سي آي أيه بشكل مباشر وبتحالف مع النظام المصري حينها بزعامة جمال عبدالناصر وتعاونت مع حزب البعث العربي الإشتراكي في العراق، خصوصاً كوادر الحزب في القاهرة ومن ضمنهم صدام حسين على تشجيع وتأهيل الحزب لتسلم الحكم. ولازال الكلام للملك حسين حيث قال ايضا :
“ذكر لي أحد مسؤولي ال (سي آي أيه) في فرانكفورت وإسمه جيم كريتشفيلد، وكان مسؤول ال(سي آي أيه) في أوربا أن ال(سي آي أيه) أصدرت بالتعاون مع البعثيين قائمة بأسماء 1700 شخصا تقريباً يجب تصفيتهم لدى قيام أي حركة ضد عبدالكريم قاسم والحزب الشيوعي في العراق. وفعلاً نشرت هذه الأسماء عبر إذاعة سرية للأمريكيين في منطقة الشرق الأوسط” وقام النظام البعثي بتصفيتهم جسديا ، بمجازر وحشية .
اعترف علي صالح السعدي الذي كان القائد السياسي للانقلاب والذي أصبح رئيس الوزراء، وثاني أمين سر لقيادة حزب البعث في العراق بأن الحزب جاء إلى السلطة في انقلاب نظمته وموّلته وكالة الاستخبارات المركزية والبريطانية من أجل تجميد قانون رقم 80، وهو القانون الذي أصدره الجنرال عبد الكريم قاسم في 1961 لاسترداد أكثر من 99.5٪ من الأراضي العراقية من سيطرة شركات النفط العالمية الكبرى وإعادتها إلى السيادة العراقية.
كما أسقط الرئيس عبد الرحمن عارف من السلطة بسبب الاتفاق النفطي المعروف الذي عُقد بين شركة النفط الوطنية العراقية وشركة (إيراب) الفرنسية التي اختفت من الوجود بعد أن ورثتها شركة (توتال) الفرنسية! , فقد وقع العراق في شهر نوفمبر من عام 1967 الاتفاق المشار إليه الأمر الذي شجع الدوائر الغربية للتحرك والإجهاز على حكم عبد الرحمن عارف و تسليم السلطة في العراق لشلة جديدة من المغامرين البعثيين من عملائهم الذين اختطوا طريقا جديدا للعراق تميز بالدم والدموع والمصائب التي لم تنته فصولها لعدة عقود.
أن صالح مهدي عماش كان عميل ال CIA ولعب دوراً كبيراً بهذا الخصوص. فقد تم تجنيده منذ ان كان ملحقاً عسكرياً في السفارة العراقية في واشنطن قبيل الانقلاب البعثي . وعمل العملاء المتسترون على دفع عبد السلام محمد عارف لإستدعائه إلى بغداد بعد الانقلاب مباشرة حيث تم تعيينه مديراً للإستخبارات العسكرية. وتبين فيما بعد أنه كان مرتبطاً بالمخابرات المركزية الإمريكية ويشهد بذلك هاني الفكيكي في كتابه أوكار الهزيمة .
 وكذلك سعي بريطانيا وامريكا لايقاف تنامي تحرك المرجعية الدينية ونشاط الحركة الاسلامية العراقية، مما دفع القوى الاستعمارية الى تبني فكرة الانقلاب للحد من هذا الدور لخشيتها من تحول المرجعية الدينية والحركة الاسلامية بفضل مناخ الحرية في عهد عبد الرحمن عارف الى اقوى قوة سياسية مهمة في البلاد. رغم وجود ادلة تفيد بان البعثيين قبل تنفيذ انقلابهم التقوا بممثل عسكري اسرائيلي في لندن طالبين منه عدم ممانعة الاسرائيليين في تنفيذ الانقلاب مقابل تعهدهم بسحب الجيش العراقي من الاردن في وقتها. فقد قالها بصراحة علي صالح السعدي مؤكدا بان حزب البعث العراقي وصل للحكم بقطار امريكي.

كيف وصل البعث للسلطة في العراق في 17 تموزعام 1968

من اهم اسباب انقلاب 17 تموز 1968 هو قطع الطريق عن القوى السياسية المستقلة (خاصة الاسلامية) لمنعها من الوصول الى مستوى من الوجود والفاعلية يهددان النظام القائم وقتها، ذكر الكاتب حامد الحمداني في كتابه اسرار انقلاب 17 تموز ما يلي :
 ” بعد أن تم للإمبرياليين تأمين اشتراك القادة الثلاثة في الانقلاب طلبوا من النايف الاتصال بالبعثيين ودعوتهم للمشاركة في الانقلاب ، وجد البعثيون فرصتهم الذهبية للعودة إلى الحكم من جديد ، وأعلنوا على الفور استعدادهم للمشاركة في الانقلاب، فقد ورد ذلك على لسان عبد الرحمن عارف ، في حديث له في اسطنبول ، في  18 شباط 1970 ”
وكُشف المؤرخ سعيد أبو ريش معلومات مفصلة في كتاب «الصداقة الوحشية: الغرب والنخبة العربية» (1997) ،[ كيف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خطّطت عن كثب لجميع مراحل الانقلاب، وكيف لعبت دوراً مركزياً في عملية التطهير اللاحقة للديمقراطيين والشيوعيين المشتبه فيهم بعد الانقلاب]، وقد اعترف هاني الفكيكي، وهو من قيادات حزب البعث، بأن المسؤول الذي دبر الانقلاب وخطط له كان وليام ليكلاند مساعد الملحق العسكري الأميركي في بغداد.
هناك أيضاً العديد من الادعاءات الموثقة أن صدام حسين بدأ العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ شبابه وكان يتصل بالسفارة الامريكية بالقاهرة اثناء وجوده في مصرهاربا من حكم الاعدام .

 وهكذا تم التخطيط لانقلاب عسكري يقوده حزب البعث برئاسة اللواء احمد حسن البكر ورفاقه من العسكريين والمدنيين من اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي مثل علي صالح السعدي و صدام حسين التكريتي وحردان التكريتي.
نُفذَ الانقلاب في ليلة السابع عشر من تموز عام 1968. حيث استولى البكر ورفاقه البعثيين على القصر الجمهوري والسلطة في بغداد بمشاركة المقدم عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية و آمر الحرس الجمهوري العقيد إبراهيم عبد الرحمن الداود وآمر كتيبة الدبابات الأولى للحرس الجمهوري سعدون غيدان الذين خانوا الامانة وغدروا برئيس الجمهورية الذي استودعهم امانة حمايته وحماية النظام .

ضحايا صدام حسين 2

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

امة لها في الغدر باع طويل

محمد الرديني

هذه الامة لا تعرف الحوار ولا الاقناع بل تؤمن بالغدر والاغتيال، انها تعتقد ان الكلمة الحق لها، والباقون اما نجسون او كفّار او مستعبدين او امعات ولهذا وجب قتلهم.
وهم بذلك يهتدون بالسنة النبوية ،حسب ما يدعون، والتي وجدوا فيها خير نازع لأطفاء غليلهم من رؤية الدماء وهي تسيل.
اول اغتيال في عهد النبوة كان من حصة كعب بن الاشرف وهو اول معارض من قبيلة طي اقوى العشائر الحليفة مع بني قريضة.. اغتيل كعب في الشهر الثالث من السنة الثانية للهجرة على يد الصحابي محمد بن مسلمة.
ثم جاء دور سلاّم بن الحقيق،بضم الحاء، وكان من زعماء بني النضير.. وتلتها الخطة الفاشلة في اغتيال ابو سفيان بعد معركة بدر، ثم اغتيال عبهله الملقب الاسود العنسي.
ثم جاءت الخلافة الراشدية ليتم اغتيال سعد بن عباده احد زعماء الخزرج. وبعدها جاءت الخلافة الاموية التي حصدت ما حصدت من ابرياء ارادوا ان يقولوا ما في صدورهم، لننتهي الى عصرنا الحالي ليتم اغتيال فرج فوده على يد احد الباطشين الذي قتله لأنه ألف كتاب “زواج المتعة” وحين سأله القاضي هل قرأته ، قال لا ولكني قتلته بسبب عنوان الكتاب. ثم محاولة اغتيال نجيب محفوظ على يد صاحبنا الذي لم يقرأ الرواية ابدا حسب افادته امام القاضي!.
واليوم تطلع علينا مشكلة الفيلم المسيء للرسول وما جرى بعد ذلك والكل يعرف ماجرى.
قبل ايام حمل مصور القناة البريطانية “بي بي سي” كاميرته وجال في شوارع القاهرة ليسأل الناس عن رأيهم في الفيلم.
الاول قال: انه فيلم قليل الادب ومسيء الى اعز رموزنا الدينية ويجب ان يعاقب كل من شارك فيه.
المصور : وهل شاهدت الفيلم؟
لا ولكنهم آلولي.
الثاني: لقد تجرأوا على مقدساتنا ويستحقون القتل مرات عديدة.
المصور: وهل شاهدت الفيلم؟.
لا ولكن احد اصدقائي هو الذي اخبرني عنه.
الثالث: انها فوضى كيف يجرؤون على المساس بمقدساتنا.. انهم كفرة وخنازير.
المصور: وهل شاهدت الفيلم؟.
لا ولكني سمعت به.
الخامس والسادس والسابع وحتى العشرين لم يروا الفيلم وانما كان لديهم الاستعداد للقتل لأنهم شاهدوا محامي الدفاع في مسرحية شاهد ماشفش حاجة يقول “والدليل آلولو”.
الصدريون في بغداد استعدوا للاحتجاج واولاد الملحة يقولون ان 99.9% وشوية عوازة من كاتب السطور لم يروا الفيلم وانما هم مع الهوسة وكأن الامر هو مسايرة الركب كالنعاج.
في تونس حدثت مظاهرات ولولا حب النظام وولهه بامنا امريكا لحدث ما لم يكن بالحسبان.
في ليبيا تعرفون الذي حدث.
في الاردن كانت الظروف مواتية لاعلان الشغب باسم الاسلام.
وفي قطر اراد القرضاوي صهر الناتو الحميم ان يطيب الخواطر بمنع الهجوم الاحتجاجي على السفارات لأنها حرام شرعا!.
ليس في القاموس السينمائي الفني ابلغ من كلمة منحط فنيا وهي تطلق على الافلام التي يطلب المخرج فيها من الممثلين ان يردحوا ولابأس من ادخال الكلمات البذيئة:الفشار”. وهذا الفيلم الذي يثير الان ضجة عالمية هو من نفس هذه الطينة.. فيلم هابط خلقيا وفنيا واخراجا وتسويقا ولم تتجاوز ميزانيته عدة الآف من الدولارات.
في هذا الفيلم نصبوا الكمين لدعاة الاسلام والروزخونية ليجروهم الى نهاية المنحدر الذي كانوا يقيمون فيه منذ قرون.
الازهر ومن فيه حفظهم اههو وابقاهم على عروشهم لم يبادروا ولو بكلمة “تجبر الخاطر” وهم المعروفين بانهم قبلة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.. الم يكن الاجدر بواحد عاقل منهم ان يطلب من لجنة متخصصة ان تبدي رأيها بالفيلم ومن ثم يكون لكل حادث حديث؟.
الم يكن من الاجدر بالمرجعيات العراقية وهي اكثر من شعر الرضيع ان تقول للقوم تعالوا لنرى ماهي هذه البدعة ثم نقرر مانراه مناسبا.
ثم اين هؤلاء المفتين من آل وهب الذين لايكلون بالكلام عن عورة المرأة ومخاطر سباحتها بالبحر لأنه مذكر.
باختصار ايها القوم ان هذا القطيع لايؤمن بلغة الحوار وسيرد علي البعض كيف تريدنا ان نحاور من اساء الى نبينا وجوابي له جاهز:
هل شاهدت الفيلم؟.

كو خوش موضوع جديد على الساحة العراقية؟كان يوم 2_9 في عموم العراق موعد لامتحان اختيار للطلبة المتقدمين على الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)بشقيها على نفقة الحكومة(أي تعليم حكومي)وعلى النفقة الخاصة(يعني الطالب يدرس على نفقته الخاصة مقابل قسط سنوي بملايين الدينار العراق يحسب الكلية التي قدمعليها

طيب

وبعد الاستفسار تبين بأن هناك تلاعب في الدفاتر الامتحانية في كلا الجامعتين وهناك لجا تحقيقة بالموضوع حيت تدخل الاحزاب الاسلامية على الخط ,والواسطات والعلاقات,والرشاوي المالية لغرض شراء النجاح والقبول ,وانت حسب ما تعرف بناتي لم ينتمين الى حزب فكيف يمكن لهن أكمال دراستهن؟؟؟؟؟؟؟واحدة معيدة بالعلوم قسم البايولوجي ,والاخر طبيبة أسنان لهن طموح قوي بأكمال الدراسة
التي يقدم عليها وأقل قسط هو 5 مليون دينار ,ومن يجتاز الامتحان يقبل في الدراسة ,في جامعة بغداد وجامعة الكوفة قدمت بناتي للامتحان بعد أمتحان التوفل والخاسوب وأختبارات أخرى,النتائج لم تظهر الى الان كونهم يريدون عدد محدد ولم يقبل الجميع ,
تقدبم وتأخير بالجملتين الاخيرتين ,كون بالمرة الاولى لم ترسل الرسالة
September 17

مساء الخير يا اغلى واجمل الاخوان

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment