ضحايا صدام حسين 3

صباح ابراهيم

الفصل الثالث

صدام حسين التكريتي

في 16 تموز 1979 أعلن رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر استقالته وقيل وقتها إنها بسبب كبر سنه وضعف وتردى حالته الصحية، ومن ثم انتقلت السلطة إلى نائبه صدام حسين فانتخب رئيسا للجمهورية وأمينا عاما لحزب البعث العراقي وقائدا لمجلس قياة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة  فاصبح صدام حسين يمسك بكل مرافق الدوله والحزب بيده .  فمن هو صدام حسين التكريتي ؟

طفولته ونشأته
ولد صدام حسين لعائلة فقيرة في 28 أبريل/ نيسان 1937 في قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت الواقعة إلى الشمال من بغداد. وفي سنة 1957 انتسب لحزب البعث، وشارك في
 محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم سنة 1959، واستطاع أن يفر إلى سوريا ثم إلى مصرهاربا من وجه العدالة. عاد إلى العراق بعد انقلاب 1963 الذي قاده عبد السلام عارف على عبد كريم قاسم، وشارك في انقلاب حزب البعث سنة 1968.

صدام لم يعرف أباه مطلقا، وقد جاء من أسرة فقيرة ومن بيئة غير ودية، وواضح أيضا أنه لم يكن يعرف حتى تاريخ ميلاده. أما اليوم الذي اعتبر فيما بعد عيد ميلاده الذي يحتفل به رسميا يوم 28 أبريل/ نيسان فإنه موضع خلاف كبير، إذ لا يكتف الذين يعرفونه بالطعن في صحة تاريخ اليوم المحدد فحسب، وإنما يختلفون أيضا حول العام أيضا وهو عام 1937 حسب التاريخ الرسمي أو قبل ذلك بعامين حسب ما يقول البعض. وكما هو الحال بالنسبة ليوم مولده، فإن المعلومات المتعلقة بتحركاته المبكرة متضاربة وغير موثوقة.
والده كان شبه فلاح ويعمل حارساً في بعض الأوقات. من عرفوه يذكرون أنه كان إنساناً بسيطاً. توفي الرجل قبل أن يبلغ نجله الثالثة. وهكذا رأت صبحة طلفاح، والدة صدام، نفسها وحيدة مع نجلها. امرأة شابة وتريد أن تعيل طفلها في ظروف من الفقر ووطأة التقاليد. تزوجت صبحة من إبراهيم الحسن وأنجبت منه من عرفوا لاحقاً كإخوة غير أشقاء لصدام مثل برزان ووطبان وسبعاوي .
الذين عرفوا إبراهيم الحسن يقولون إنه صاحب شخصية شريرة لا حدود لمشاعر القسوة فيه. لم يحمل إبراهيم أي مشاعر ود لابن صبحة. عامله بعداء مفرط وكان يضربه بلا رحمة على رغم صغر سنه. وهذا ما دفع صدام إلى الفرار إلى بيت خاله خيرالله طلفاح.
 ربما هنا يمكن تفسير بعض ملامح صدام. ولد في قرية يمتاز أهلها بالقسوة ويحتكمون إلى القوة لتصفية الخلافات بينهم. قرية فقيرة، غياب الكهرباء يزيد ليلها قسوة. وصبي يتيم يعامله زوج والدته بالتهديد والضرب المبرح. ولعل الصغير استنتج أن العالم لا يرحم وأن على المرء أن يكون قوياً ليدفع الأذى عنه أو أن يكون قوياً إلى درجة مبادرة الآخرين بالأذى. وثمة من يقول إن الصغار كانوا يسخرون من الولد اليتيم ويضربونه إلى حد أنه اقتنع بأن عليه أن يقتني دائماً ما يساعده على رد الهجمات، بدءاً من السكين وصولاً إلى المسدس الذي جعله صدام رفيقه الدائم . 
القصة الحقيقية لاصل صدام حسين
قالت صحيفة الفيفا برسلونة الاسبانية ليوم 19-8-2005 على صفحتها الاولى ان صدام لقيط حيث تسربت معلومات من مصادر طبية امريكية كانت قد جرت دراسة على الحامض النووي لصدام والاخوة غير الاشقاء له حيث تبين انه لا تربطه اية صلة جينية ووراثية مع وطبان وسبعاوي وبرزان وهذ يعني انهم ليس اخوته وهذا يترك صدام مجهول الاب وقد يكون لقيطا على حد تعبير الصحيفة .
وأوضحت الصحيفة أن جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي قال خلال مشاركته وجبة الغداء مع الجنود الأمريكيين فى قاعدة امريكية في العراق إن صدام حسين ابن عاهرة                 
كانت ام صدام (صبحه) تعمل عند تاجر يهودي وكان هذا التاجر من اصدقاء اخيها خير الله طلفاح وراودها هذا اليهودي عن نفسها واخذ منها وطرا الى ان حملت منه                     
وشعر خيرالله طلفاح بما حدث وقابل التاجر اليهودي الذي قام بدوره بطرح مبلغا كبيرا من المال الى اخيها خير الله مقابل السكوت وتقبلها صاحب الغيره الشهمه خير الله طلفاح وقبض ثمن عهراخته ، واخذ اخته وارجعها الى العوجه حيث زوجوها من رجل مهبول اسمه حسين المجيد وفي يوم الدخله شعر الزوج المخدوع بان صبحه حامل واصبح يفضحها في كل مكان يذهب اليه


فقتله شقيق صبحه وبعد ان ولدت صبحه صدام زوجوها الى ابراهيم الحسن وكان يدعونه في وقته (بالزكلبي) وهذه كلمه تطلق لمن كان يتقلب على النساء وكان ابراهيم يعامل صدام معامله قاسيه جدا لانه ابن حرام الى ان اصبح عمر صدام 12 سنه سمع يوما من الاطفال بأن احد اخواله قتل اباه فما كان من صدام الى ان قتل هذا الخال .
وهنا لما سمع خير الله بقتل صدام لأخيه شعر بالخطر وسحب صدام الى بغداد حتى يكون تحت نظره ، وهنا ابتدات المرحله الجديده في حياه هذا اليتيم الشقي.
وفي بغداد عاش صدام في منطقه التكارته الواقعه في الكرخ والتقى هناك مع اشقياء المنطقه وانزلق الى هاويه الفساد وكان كل يوم يرتمي تحت رجل من الرجال .
وفي يوم اشتركوا في قتل رجل وسلب امواله وساعته وحلقه زواجه والقوا القبض على الجناة وكان صدام من ضمنهم
وحكموا عليهم الا صدام لانه كان صغير العمر لم يتجاوز ال18 اخذوه الى سجن الاحداث حيث حكم عليه سنه واحده سجنوه وهذا بشهاده مفوض الامن الذي يدعي (صالح) ، ولما خرج من السجن انظم الى عصابه كبيره تكونت من
1-علي ماما(رئيس العصابه)
2-خالد دونكي
3-حمودي الاقجم
4- طالب ابن ماهيه
5-قيس الجندي
6-باسم المعيدي
7-وصدام حسين وكان اصغرهم سنا واطلقوا عليه لقب(دوحي)
وشعر خاله بانحدار صدام الاخلاقيه فسفره وارجعه لتكريت ولما وصل تكريت تلقاه زوج امه ابراهيم الحسن وكان يكرهه كره العمى وقضى فتره قصيره في تكريت ورجع مره ثانيه الى بغداد
ورجع الى العصابه المذكوره اعلاه
وتطورت اعمال هذه العصابه بأعمالها الاجراميه واصبحت ذات نفوذ وسطوه وصارت منظمه ارهابيه رسمية تابعة للسلطة اسموها منظمه (حنين) .
وانظم لهذه المنظمه كلا من :
1- ناظم كزار (الملقب بساطور المنطقه)
2- المرعب في عناصر هذه العصابه الملقب (بالاعور)
3- جبار محمد (الملقب جبار الكردي واخوانه ستار وفتاح)
4- سعدون شاكر العزاوي عين فيما بعد رئيسا للمخابرات ووزيرا للداخليه لنظام صدام حسين
5- رزاق لفته
6-فاضل الشكره
7-محمد فاضل الخشالي
8-وهاب كريم
9- علي باوه
10- محي مرهون وهو احد نجوم هذه العصابه الاجراميه اللتي عملتها المخابرات الصداميه في السبيعينات وقتلوا من يريدون قتله بأسم ابو طبر .
11- صدام التكريتي
كانت منظمه حنين من اكبر المنظمات الارهابيه حينذاك ومعروفه بحوادث القتل والاجرام والاغتصاب والاغتيال والسرقه والتجاوز على الحرمات وكان اعضائها من اصحاب الشذوذ الجنسي وتربيه الكراجات والشوارع .

صدام في بيت خير الله طلفاح
يُقال إن صدام لجأ إلى بيت خاله وكان في التاسعة ولم يدخل المدرسة بعد .                                                      أمضى صدام سنوات طفولته المبكرة في كنف خاله خير الله طلفاح ذي الميول النازية ، وعندما طرد طلفاح من الجيش وألقي به في السجن بسبب ميوله النازية ومعارضته لبريطانيا، اضطر صدام إلى العودة للعيش مع أمه وزوجها الجديد، لكنه كان قد تشبع بالمشاعر القومية الحادة التي غذاه بها خاله. لم يكن صدام موضع ترحيب من قبل زوج امه ابراهيم الحسن بسبب كونه ابن رجل آخر.

خير الله طلفاح والمخابرات البريطانية

كتب الصحفي داود البصري  مقالا بعنوان أوراق وأسرار من تاريخ سلطة البعث في العراق جاء فيه :
أن الحقيقة التي أغفلها التاريخ تؤكد ان ارتباط صدام حسين بالمخابرات الأميركية كان عن طريق خاله ووالد زوجته (خير الله طلفاح) الذي كان مرتبطا بدوره بالمخابرات البريطانية منذ عام 1941، وسبق لطلفاح أن عمل في مقر السفارة البريطانية في بغداد منذ عام 1954 في دوام مسائي جزئي من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء و في أيام الاثنين والأربعاء والجمعة بصفة كاتب طابعة عربي! و كان يدخل للسفارة من الباب الخلفي مقابل نهر دجلة وهذا ما كشفه حردان عبد الغفار التكريتي في اجتماع ضيق لمجلس قيادة الثورة .
 
سلوك صدام وسيرته
كان أترابه يعيرونه بفقدان الأب ويتجرؤون على معاكسته لعلمهم بعدم وجود من يحميه أو يدافع عنه. وقد استعاض صدام اليافع عن حماية الأب بقضيب من الحديد كان يحمله معه أينما ذهب كي يدافع به عن نفسه. وقد شهدت تلك الفترة من حياته نمو نزعة سادية عنيفة لديه إزاء الحيوانات فيضربها ويبقر بطونها.
 كان لا يثق بأحد كائنا من كان، كما علمته طفولته أهمية الاعتماد على الذات، وجدوى استخدام القوة الوحشية لإخافة كل من يقف في طريقه، وهكذا كان صدّام حسين. حيث اعدمَ كثيراً من المقربين اليه بعد تسلمه السلطة خوفاً منهم، و كان يهتم بأمنه كثيراً ؟ هذا يعني انه كان خائفاً في اعماقه، وانه كان يشك في كل شيء ويخاف من كل احد.
ولقد ظهر خوفه هذا من طريقته في التعامل مع وضعه الشخصي، فقد كان مهتماً بأمنه بشكلٍ غير معقول، واهتمامه كان استثنائياً، كما يقول المقربون اليه، وعندما كان على راس السلطة كان يغير مقر اقامته ومسكنه كل يوم فلا يبيت في منزل واحد بشكل مستمر ، ولا يعلم بمكان مبيته اي انسان سوى الدائرة المقربة جدا له ولهذا كان يبني له قصورا عديدة وصل عددها الى اكثر من ثمانين قصرا.
 فهو يبني حساباته دائماً على الشك، فقد كان رجلاً يشك في الآخرين، وعلى الشك كان يُصدر احكاماً بالسجن أو الاعدام.

جرائم صدام الاولى
جريمة اغتيال سعدون الناصري

وكانت من اوائل الجرائم التي ارتكبها صدام في حياته وهوصبي في سن المراهقة هي قتل الحاج سعدون الناصري مسؤول منظمة الشبيبة الديمقراطية في تكريت، وهي إحدى واجهات الحزب الشيوعي العراقي، والضحية من ابناء عشيرته وبتحريض من خاله خير الله طلفاح . فقد ثبت بالأدلة والشهود ان صدام حسين اقدم على قتل قريبه الشيوعي الحاج سعدون الناصري، في 14/10/1958، مما أدى الى موته عند نقله الى المستشفى، وذكر حينها ان خيرالله طلفاح الحانق على سعدون الناصري لدوره في عزله من مديرية معارف بغداد، حرض ابن أخته صدام على الانتقام منه ، وحسب ما أفاد ذوو الضحية خلال التحقيق بالقضية، ان طلفاح وعد صدام بتزويجه ابنته الكبرى ، الطالبة في دار المعلمات الابتدائية (ساجدة) إذا قام بالعملية، مؤكداً له انه سيعين له عدة محامين للدفاع عنه، كما حاول صدام قتل أحد مدرسيه حيث أطلق عليه الرصاص وطرد على أثر ذلك من المدرسة.
مشاركته في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم
ومن الجرائم التي كان صدام يفتخر ويتباهى بارتكابها في مجالسه مع رفاقه بعد استلامه السلطة هي مشاركته في محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959 عندما تصدى له مع زمرة من البعثيين في شارع الرشيد بأمر من حزب البعث بقيادة فؤاد الركابي .

اغتيال الدليل البدوي
وبعد فشل محاولة الاغتيال، هرب صدام مع رفيقه نجاد الصافي الى سوريا عبر الصحراء بمعونة رجل بدوي كان دليلهم في الطريق. يقول نجاد الصافي في مذكراته عن هذه الحادثة ما يلي :
 [إنني أتذكر ذلك البدوي وكيف أنه فتح بيته لنا وأطعمنا ثم أوصلنا للحدود وودعنا فما كان من صدام إلا أن سحب مسدسه ليضع رصاصتين في رأس البدوي عرفاناً منه بالمساعدة ووسط ذهول نجاد الصافي أجابه صدام: ” إننا لا نستطيع أن نجزم إن هذا البدوي سوف لا يقابل دورية شرطة حدودية وبالتالي قد يدلي بمعلومات عنا “.. ولذلك فضل صدام قتل البدوي لكي يضمن سلامته حيث إنه كان دائماً يعمل وفق مبدأ الشك].تلك إذن الخلفية التي انطلق منها صدام إلى ممارسة العنف والقسوة عندما تمكن من أن يستلم الحكم في العراق عام 1979. وكان أول ما قام به صدام عند استلامه السلطة تصفية خصومه السياسيين جسديا، وهوالمنهج الذي واظب عليه منذ ذلك الحين حتى آخر ايام حكمه. وبعد نجاح انقلاب 8 شباط كان صدام يقضي الفترة السابقة في القاهرة حيث اتهم في مصر بمحاولة قتل أحد البعثيين. لكنه استطاع أن يتخلص منها بواسطة علاقات خاصة لانحياز صالح مهدي عماش إليه والذي كانت تربطه علاقات قوية مع أجهزة الدولة المصرية في ذلك الحين .

عودة صدام للعراق
وبعد انقلاب 8 شباط رجع صدام إلى العراق لينضم إلى الحرس القومي وليلتحق بمكتب التحقيقات فيه والذي أدار كل التحقيقات ومارس كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي مع العراقيين، وكان الشيوعيون في ذلك الحين أكثر من تحمل الممارسات الإرهابية التي مارسها صدام وأعوانه. وقد بدأ صدام حسين بمضايقة رفاقه البعثيين عندما انقسمت القيادة البعثية في ما بينها بين كتلة علي صالح السعدي وكتلة العسكريين وعلى رأسهم أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش، وقد أهدر دمه الطرفان لما كان يقوم به من أعمال استفزازية مع عصابته. وقبل انقلاب عبد السلام عارف بخمسة أيام أهدر البعثيون (أحمد حسن البكر وكتلته) دم صدام حسين وبلغ الأعضاء بذلك لقيامه بضرب الإذاعة ولقيامه بمداهمة مقرات بعض رفاقه البعثيين ولكن القدر هذه المرة يقف مع صدام فيقوم عبد السلام عارف بانقلابه ضد السلطة البعثية ويستفرد بالسلطة تاركاً البعثيين يجرون أذيال الخيبة بعد أن انشقوا على أنفسهم.
لا يمكن اعتبار صدام من المسلمين الأصوليين، حيث تشير سيرته إلى تعاطيه للويسكي وعلاقاته مع النساء إلى جانب أمور أخرى لا يمكن أن تعتبر من مزايا المسلم الملتزم..

ارتباط صدام حسين بالمخابرات الامريكية

أشار وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس إلى ارتباط صدام حسين بالمخابرات الأميركية خلال إقامته في القاهرة أوائل الستينات من القرن الماضي وفقاً لمعلومات مصدرها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. وكان يزور السفارة الامريكية في القاهرة بين فترة واخرى . ان ارشيف الادارة العامة لمباحث امن الدولة المصرية يضم كتاباً سرياً جداً يتضمن معلومات عن ذلك الارتباط جاء فيها (اثناء مراقبة المستر وليم نائب القنصل الامريكي تكررت عدة تقارير عن لقاءاته باللاجئ السياسي العراقي صدام حسين وشوهدا معاً في مقهى (تريامف) بمصر الجديدة وكازينو الهرم السياحي) ويذكر الدكتور حامد البياتي في كتابه (أسرار إنقلاب 17تموز 1968 في العراق)
” ان ابراهيم الداوود احد قادة انقلاب 17 تموز 1968 الثلاثة الرئيسيين، قد اكد علاقة الطاغية المقبور صدام بجاسوس اسرائيلي اسمه ناجي العاني وهو كابتن طيار على الخطوط الجوية العراقية جندته السفارة الاسرائيلية في لندن خلال الستينات وعن طريق الملحق العسكري الاسرائيلي في لندن والذي طلب منه تقارير ومعلومات عسكرية عن العراق وانه قد تم تدريبه من قبل الموساد الاسرائيلي” .

صدام يتسلق صعودا الى السلطة

   يذكر حسن العلوي في كتابه ( العراق دولة المنظمة السرية) صفحة 28  :
” لم يكن صدام في ذلك الوقت سوى عضوا في تنظيم شعبة الفلاحين. لكن ورود إسمه في محاولة إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في تشرين الأول 1959 وقرابته المحلية برئيس الوزراء أحمد حسن البكر  وبالحاكم العسكري العام رشيد مصلح التكريتي وبرئيس أركان الجيش طاهر يحيى التكريتي ساعدت صدام التكريتي وهذا اسمه آنذاك على بناء نفوذ ما، لكنه لم يكن مؤهلا في أية مواصفات حزبية أوشخصية أوإجتماعية لدورٍ أكثر من حمل بندقية ومطاردة خصوم السلطة.
  في 17 تموز 1968 تولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر بعد انقلاب مشبوه تسنده المخابرات الامريكية والبريطانية ، وشغل صدام عمليا منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بدءا من الانقلاب الثاني في 30 يوليو/تموز 1968 حتى عين رسميا لهذا المنصب في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 وكان يبلغ من العمر آنذاك 32 عاما إضافة إلى منصبه كمسؤول للأمن الداخلي .

النائب صدام حسين مسؤول الأمن في العراق
     ظل صدام لمدة عشر سنوات في هذا المنصب وخلال هذه الفترة ظل يدعم نفوذه بتعيين عدد من أفراد عشيرته بمناصب مهمة في الحكومة العراقية وبصفته نائبا ومسؤولا عن الأمن الداخلي، بنى جهازا أمنيا ضخما وكان له عيون في كل مكان في دوائر السلطة في العراق.   كان صدام يدير «مكتب العلاقات العامة» منظمة حنين سابقا، وذلك تحت ستار «التصفية الشاملة» لأوكار التجسس والعمالة للصهيونية، ولأميركا، ولبريطانيا، وإيران، والشبكات الماسونية، وللضباط المغامرين. ولكنه استخدمه لنشر الرعب واغتيال المعارضين وتصفية خصومه وتمهيد الطريق لمستقبله الذي يطمح له . إن بعض المحللين العراقيين والدوليين يصرون على أن كل الجرائم الوحشية التي حدثت خلال فترتي تولي الحزب السلطة، لم تكن مرتبطة بفكر حزب البعث، وأن المسؤولية تقع فقط على القادة الرئيسيين أمثال صدام حسين واقربائه والمقربين منه.
بدأت كفة صدام ترجح على كفة البكر منذ عام 1974، فقد اكتمل له في ذلك العام الاستيلاء على رئاسة مجلس التخطيط، والتربية، والشؤون الاقتصادية، والنفط، والمخابرات العامة، والأمن القومي، والمكتب العسكري، والطاقة الذرية، والثقافة والإعلام، والبحث العلمي، واللجنة العليا لشؤون الشمال، ولم يعد يرتبط بالبكر سوى المجلس الزراعي الأعلى، ومكتب الشؤون القانونية، والهيئة العليا للعمل الشعبي.
كانت هذه المكاتب واللجان تعمل بمؤازاة الوزارات ولكنها كانت أقوى منها، وتحول إليها بالفعل اتخاذ جميع القرارات والصلاحيات، وظل الأمر كذلك حتى عام 1979 عندما استولى صدام على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء بالقوة والتهديد للبكر للتنحي عن السلطة، فانتقلت إليه المهمات الأصلية للحكم، وقلصت اللجان إلى درجة الإلغاء، وكذلك مجلس قيادة الثورة.ومن الوزراء الموالين لصدام الذين عينوا بعد التعديل كان طارق عزيز (الإعلام والثقافة)، وسعدون حمادي (الخارجية)، ونعيم حداد (الشباب)، وتايه عبد الكريم (النفط)، ومحمد محجوب الدوري (التربية والتعليم)، وكان هؤلاء قد انتخبوا في مجلس قيادة الثورة قبل شهور قليلة من توليهم الوزارة.
أن صداماً قد امتهن كرامة العراق من دون أي مبرر أو منطق، وسحق المواطن العراقي فجعله مزدوج الشخصية وغير قادر على التحرر من الخوف، وحارب الفكر بـ«القرباج»، والقلم بالسيف، والرأي بالاعتقال، والعدل بالعضلات، وألغى حلقات التاريخ بحيث أصبح بطلُ الأمس خائناً، ومفكرُ اليوم جاهلاً.

سلطات صدام الامنية المطلقة

     لم يكتف صدام برئاسة السلطة فقد قام بفصل الأجهزة الأمنية عن الوزارات (فقد فصل مديرية المخابرات العامة واعتبرها جهازاً تابعاً للرئيس ومثلها مديرية الأمن العامة التي كانت تتبع وزير الداخلية فأضحت تتبع رئيس الجمهورية كما ربط مديرية الاستخبارات العسكرية بالرئيس بعد أن كانت تابعة حكماً ومنطقياً إلى وزير الدفاع) وفي هذا الفصل عمل صدام على تغييب الوزراء عن المعلومات التي ترفعها هذه الأجهزة القمعية، وغيب عملها عن رقابة الدولة والحزب، كما منحها نوعاً من الاستقلالية والدعم، وقد قام بتنصيب أخيه لأمه (برزان إبراهيم الحسن) مديراً عاماً لجهاز المخابرات العراقي ومنحه صلاحيات وزير إضافة إلى صلاحيات مطلقة إذ كانت يد برزان تطول أقوى جهة سياسية أو رسمية في الدولة العراقية باستثناء الرئيس نفسه.

الاجهزة الامنية الخاصة 
      وفق الحس الأمني الذي كان يسيطر على عقل صدام ونشوء خلافات عائلية بين صدام واخيه برزان حول رغبة صدام تزويج ابنته الكبرى رغد من حسين كامل بدلا من ابن برزان ، فقد قام بتسريحه من هذا الجهاز وكلف أولاده بإنشاء جهاز بديل مع بقاء جهاز المخابرات العراقي قائماً، فتم الإيعاز لإنشاء جهاز الأمن الخاص وكلف في حينه الشاب حسين كامل الزوج الجديد لإحدى بنات صدام والابن البكر لابن عمه كامل حسن المجيد برعاية وقيادة هذا الجهاز، وتقرر إنشاء قسم في هذا الجهاز يدعى أمن الأمن الخاص، وهذا القسم مسؤول أمام الرئيس عن كل الأجهزة الأمنية في العراق، وبإمكان الجهاز المذكور أن يقوم بكل الإجراءات الجزائية من القبض والتحري والتحقيق والمحاكمة دون إذن من قاض أو موافقة من أي جهة كانت ولأي سبب ومهما كانت رتبة ووظيفة الشخص المطلوب، كما يمكن للجهاز المذكور أن يحكم على أي شخص ووفق أي عقوبة مهما طالت دون قرار حكم أو دون تهمة.
كما قام صدام بإنشاء جهاز أمني جديد يتخصص في القضايا التسليحية أو الإرهابية تم رفع مستوى العمل فيه إلى (وزارة التصنيع العسكري) مع ما تضمه هذه الوزارة من مؤسسات استخبارية وأمنية ومتخصصة في أمور التسليح وتطوير أسلحة الدمار الشامل تم تسليمها إلى حسين كامل إضافة إلى أعماله المناطة به من وزارة الدفاع والنفط إلى التصنيع العسكري والأمن الخاص حتى صار الشخص الثاني في مؤسسة السلطة الذي تحت تصرفه مليارات الدولارات من ميزانية العراق .
واستطاعت المؤسسة الأمنية في عهد صدام أن تقوم بتصفية رؤوس القيادات الحزبية من البعثيين المشكوك بولائهم للرئيس، وتم اعتماد الشك كدليل ثابت ضد من يتقرر تصفيته، وبدأت العائلة الصدامية المتربعة على القاعدة الأمنية ترشح أسماء من تشك فيه لتتم تصفيتهم بسرعة بالطريقة وبالأسلوب الذي تختاره. واستطاعت المؤسسة الأمنية في العراق أن توظف المجاميع التي انتسبت لحزب البعث الحاكم بفعل وتحت ضغط القانون الذي أصدره صدام (قانون الحزب القائد)، استطاعت المؤسسة المذكورة أن توظف كل هذه الأعداد ضمن العمل الأمني والمراقبة، فأمرت التنظيم الحزبي بتقسيم المدن والقصبات إلى (قطاعات) ومجموعات من الدور والبيوت والعوائل تتم مراقبتها ورفع التقارير الدورية عنها مع تنظيم ملف خاص لكل عائلة عراقية في المنظمات الحزبية لرفع تقارير دورية عن نشاطاتها او انتمائها السياسي او ولائها الحزبي ،اضافة الى ملفات مديريات الامن والاستخبارات .
وقامت المؤسسة الأمنية في العراق بالسيطرة على جميع المرافق والدوائر الرسمية في الدولة العراقية، ووصل الأمر إلى إصدار قانون يقضي بتسمية موظف من الموظفين البعثيين (ضابطاً للأمن) في كل دائرة حكومية ويرتبط هذا الموظف بضابط أمن حقيقي في دوائر الأمن، مهمته مراقبة حركة الموظفين وتدقيق مواقفهم وأفعالهم وتصرفاتهم ورفع التقارير الدورية عنهم ، وبذلك حول صدام العراق الى دولة أمن ومخابرات لخدمته وحمايته الشخصية والعائلية .

النظام الأمني الصارم
      يستند النظام الأمني إلى العديد من الدوائر أولها الدائرة العائلية والعشائرية المتنفذة في المناصب القيادية الحساسة في الدولة، ويتابع هذه الدائرة أجهزة أمنية أخرى تراقبها وتلاحق أي محاولة تمرد من جانب أي فرد ينتمي إلى العائلة كما حدث من قبل حسين كامل زوج ابنة الرئيس صدام .
ساهمت المؤسسة الأمنية في إقامة مكاتب تجارية في العديد من الدول العربية، كانت العديد منها محطات وأوكار لأجهزة المخابرات العراقية، وتم توظيف المهاجرين والمغتربين من أهل العراق في سبيل مراقبة أخوتهم وأهلهم ومساعدة أجهزة الأمن والمخابرات على تصفيتهم وإنهاء وجودهم المؤثر خارج العراق. ونهجت هذه المؤسسة نهجاً مدروساً واخطبوطياً، وذلك بمد شبكة من التنظيمات الأمنية والاستخبارية والمخابراتية في العراق بأن حولت العراق إلى دائرة وسط الدائرة الأمنية الخاضعة لسلطة صدام وعائلته .
بعد أن تم الاعتماد على المؤسسات الأمنية الخاصة التي بناها الرئيس بالقرب منه والتي تداول مسؤولياتها على التوالي أولاد صدام وأخوته برزان ووطبان وسبعاوي ومن ثم زوج ابنته الكبرى حسين كامل. واعتمدت المؤسسة الأمنية من بين اساليبها الانقلابات الوهمية في العراق حيث تقوم باستدراج بعض العسكريين أو السياسيين أو المعارضين لمجرد الشك بولائهم للسلطة، ثم يجري إحراجهم ومواجهتهم بالأدلة التي تم تجميعها ضدهم ومعاقبة هذه الأسماء ليس بأقل من الموت وهو العقوبة الوحيدة التي كان يعالج صدام بها معارضيه مهما كانت مواقعهم أو خدماتهم للتخلص منهم .

يعتمد النظام الحاكم في العراق على العديد من المرتكزات الامنية يستمد منها قوته وأهمها:
مجموعات الحراسة الخاصة :
 مهمتها الحراسة الشخصية لصدام حسين وتدين بالولاء الكامل له شخصيا وتتكون من الاقرباء وشباب العشيرة الذين لا يشك بولائهم .

قوات الحرس الجمهوري
وتتمتع بامتيازات معيشية عالية، إضافة إلى قوتها التدريبية العالية، ومهمتها حماية النظام ضد أي تمرد عسكري أو شعبي ويتم اختيار افرادها بعناية وبشروط خاصة بعد تدقيق في الانتماء الديني والمذهبي والعشائري والجغرافي . وكانت المناطق السنية هي المفضلة للترشيح على الانتساب لقوات الحرس الجمهوري ومنها اهالي تكريت والانبار والفلوجة .
قيادات وكوادر حزب البعث
 التي تنتشر في معظم القرى والمدن العراقية ويمتد دورها ليشمل نواحي أمنية تهدف إلى تدعيم سلطة النظام .
غياب المهدد الداخلي إذ ينعدم وجود منافس أو مهدد داخلي قوي سواء من قبل أكراد الشمال المتنافسين والمنقسمين على أنفسهم أو من قبل شيعة الجنوب المنغلقين مذهبيا مما أفقدهم تعاطف السنة في الوسط. ولذا كان هذا الوضع هو مصدر القوة لسلطة صدام المركزية .

ضحايا صدام حسين 4

ضحايا صدام حسين 2

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.