عنصرية ابو اسلام يقول بأن الملتحي يجب ان لا يبيع السواك لانه عمل غير محترم فيجب ان يقوم به المسيحي
The racist Abu Islam says that the bearded Muslim should not sell Siwaak because this mean work must be done by Christian.
عنصرية ابو اسلام يقول بأن الملتحي يجب ان لا يبيع السواك لانه عمل غير محترم فيجب ان يقوم به المسيحي
The racist Abu Islam says that the bearded Muslim should not sell Siwaak because this mean work must be done by Christian.
طلال عبدالله الخوري 31\10\2012
محمد الرديني
لا احد يعرف لماذا حمل احد الصحفيين لقب “الشمام” رغم انه مصاب بالزكام معظم ايام السنة.
هذا الصحفي ،ويدعى عبود الكاظمي، يتولى منذ سنوات تغطية اخبار البرطمان العراقي ولكنه جلب لنفسه الكراهية من معظم البرطمانيون والبرطمانيات لأنه لايحضر المؤتمرات الصحفية ولاينشر تصريحات “الشباب” خصوصا عن الخلافات بين الكتل السياسية وبينها وبين الحزب الكوردستاني وبينهم جميعا وبين احزاب الفضيلة والعراقية والوطن واحرار العراق والسلفية العلمانية.
هذا الصحفي، ايها السادة، يشم الاخبار الخاصة على طريقة مجلات الشبكة والراصد وغيرها ولهذا فقد اعتبرته الوكالة الاخبارية التي يعمل بها من افضل الصحفيين في كادرها المتقدم.
في احدى المرات وفي حالة من التجلي كشف سر حمله للقب”الشمام” حين أكد على انه امضى دورة تدريبية مع الكلاب البوليسية تعلّم فيها كيف يستعمل انفه في شم الاخبار غير المرئية وخصوصا اخبار الشخصيات الكبيرة ذات الطبيعة الخاصة.. ونادرا ما يرونه زملائه يغادر مبنى البرلمان ولكنه اختفى امس الاول عن مقهى البرطمان التي توزع الشاي والقهوة والمشروبات الباردة مجانا.
وحين ظهر صباح هذا اليوم التف حوله الزملاء ليسألوه عن سر غيبته ولكنه كعادته ظل معتكفا بالصمت وهو يحرك “الآي باد” باصابعه النحيلة، وحين اصر زملائه على معرفة الامر قال لهم:
لاضير من بوح بعض الاسرار التي ستنشر هذا اليوم قبل ان تصلوا الى جرايدكم.. تعرفون النائب صاحب السكوسة الذي يضع خمسة اقلام حبر فاخرة في جيب قميصه الامامي.. هذا الرجل وجدته صدفة في شارع المتنبي وهو يلبس طاقية ويضع نظارات شمسية سميكة ويتعكز على عصا كتلك التي يستعملها كبار السن.. ارتبت بالامر وحسبت اول الامر انه يراقب زبائن هذا السوق او انه يشك باحد باعة الكتب لأنه يبيع باسعار مزاجية او انه استورد كتبا غير اخلاقية بدون ترخيص ولكن الامر لم يكن كذلك حين وجدته يدقق في الكتب المطروحة على الرصيف وكأنه يبحث عن كتاب ما.. وفجأة التقط كتابا من رصيف احد الباعة ووضعه تحت ابطه بعد ان دفع ثمنه وظل دقائق وهو يتلفت يمينا وشمالا قبل ان يسرع الخطى هاربا من المكان.
انتم تعرفون ان هذا السيد النائب صاحب السكسوكة لايحب القراءة بل ولا يطيق ان يرى احدا يحمل كتابا بين يديه ولهذا فقد استعملت حاسة”الشم” لأعرف التفاصيل وكانت مثيرة جدا.
انتظر “الشمام” قليلا ليرى وقع كلامه على وجوه القوم التي باتت جامدة تنتظر منه ان يكمل، فاكمل:
علمت انه اشترى كتابا اسمه “الخيميائي او الكيميائي” وهو رواية لكاتب اسمه باولو من امريكا اللاتينية.. هذه الرواية تتحدث عن راعي غنم يلتقي باحد الكيمائيين الذي يعرف عنه انه يستطيع ان يحول المعادن الرخيصة الى ذهب.
صمت “الشمام” قليلا قبل ان يكمل:
وعرفت بعد ذلك ايها الزملاء الكرام ان صاحبنا اشترى هذا الكتاب بناءا على تعليمات السيدة الاولى ،اقصد زوجته، التي ظلت “تزن” براسه من اجل ان يشتري لها سبائك ذهب من عيارات مختلفة، وحين ارسل في طلب احد الصاغة لترى زوجته البضاعة اياها سمعها تصيح غاضبة: لا عيني لا سبائك السوك عادية وهي موجودة عند جارتي ام كاظم وجارتي اللخ ام محمد وبنت عمي سعدية.. انا لازم اختلف عنهم ، اريد سبائك خاصة ماموجودة لا بالعراق ولا باي مكان بحيث من يشوفوها عندي يرمون حسرات وتأوهات كل يوم ويتمنون لو ان ازواجهم اعضاء برطمان.
وحين استشار ابو سكسوكة احد اقاربه وهو مدرس كيمياء للمرحلة الابتدائية اشار عليه بشراء هذا الكتاب لحل الغاز تحويل المعادن الى ذهب وكيفية تحويرها الى سبائك.
وابدى هذا المدرس استعداده للتعاون معه بعد ان يتم تجهيز المختبر بالمستلزمات الضرورية والتي كما قيل بلغت تكلفتها حتى كتابة هذه السطور اكثر من 2 مليون دولار هي مجموع بعض رواتب رجال الحماية الخاصين به.
سكت “الشمام” عن الكلام ومازال زملاءه ينتظرون منه اكمال الفراغات ولكنه لم يزد الا بالقول:ساوافيكم بآخر الاخبار بعد ان ينجز ابو سكسوكة مختبر سبائك الذهب.
فاصل طائي: عجيب امر هذه الحكومة التي تبرعت امس ب 15 مليون دولار الى السودان واليمن.
وقال علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة في بيان صحفي أن” مجلس الوزراء وافق في جلسته السابعة والاربعين التي عقدها اليوم على تقديم دعم مالي مقداره {10} ملايين دولار الى جمهورية السودان مباشرة لتخفيف الأعباء عن المتضررين في دارفور ويتم تخصيصها من مشروع قانون الموازنة العامة الإتحادية لعام 2013 و5 ملايين لليمن الشقيق لمساعدته في نهضته “.
حسبوها انتم، كم مدرسة تبنى ، كم مواطن يحصل على دعم لبطاقته التموينية، كم بيت يمنح لعوائل شهداء التفخيخ والاغتيال بكاتم الصوت؟.
بشرفكم دار فور احسن لو عفيفة اسكندر اللي بقت في ثلاجة التشريح يومين لأن لايوجد من يتكفل بمصاريف الدفن.
وفاء سلطان
نيكيتا خروتشوف كان القائد الأعلى للإتحاد السوفياتي في أواسط الخمسينيّات، وكان معروفا بخشونته وعدم تحلّيه بأيّة مرونة دبلوماسية .
يحكي أنه دعا سفراء الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوقياتي إلى حفل قدم لهم خلاله المشروبات الروحية وغير الروحية. أثناء الحفل تقدم منه سفير بريطانيا متوددا ومازحا ومشيرا إلى سفير الهند: انظر إلى ذاك الرجل إنّه يشرب العصير بدلا من الفودكا، يبدو أنه يتمسّك بتعاليم دينه! فردّ خروتشوف بلا أدنى تردّد: هو أفضل منك لأنه يلتزم بما يؤمن به!
أثار ردّ خرتشوف يومها زوبعة في سماء العلاقات الروسية البريطانية التي كادت تصل حدّ القطيعة.
************
الأسبوع الماضي صدرت فتوى جديدة لشيخ سعودي، وقد استند في فتواه على التعاليم الإسلامية التي تصرّ على ضرورة عدم التشبه بالكفّار.
نشرت الفتوى جريدة الوطن السعودية والكثير من المواقع الإسلامية وإليكم ملخصا عنها:
يحرم على المسلمين لعب كرة القدم إلا بتوافر عدد من الشروط، أهمّها:
(1) تلعبون بثيابكم أو ثياب النوم بدون السراويل الملونة المرقمة حيث إن هذه السراويل من ملابس الكفار والغرب فإياكم والتشبه بلباسهم.
(2) لا تجعلوا وقت لعبكم 45 دقيقة، كما هو الوقت المحدد عند اليهود والنصارى وجميع دول الكفر والإلحاد. عليكم مخالفة الكفار والفساق وعدم مشابهتهم بشيء.
(3) لا تلعبوا على مدار شوطين، بل شوطا واحدا أو ثلاثة أشواط حتى تتمّ مخالفتكم الكفار والمشركين والفساق والعصاة.
(4) كل ألفاظ القانون الدولي الذي وضعه الكفار والمشركون كالفاول والكورنر والأوت تترك ولا تقال. ومن قالها يؤنب ويزجر ويخرج من اللعب ويقال له بعلانية: إنك قد تشبهّت بالكفار والمشركين، وهذا حرام عليك.
(5) إذا لعبتم الكرة فلا تضعوا أثناء لعبكم شخصا يتابعكم تسمونه حكما. إذ بعد إلغاء القوانين الدولية يكون وجوده لا داعي له، بل وجوده تشبه بالكفار وباليهود والنصارى ووجوده طاعة في تنفيذ القانون الدولي. وكل من يعمل مخالفة لايتمّ إخراج بطاقة حمراء، بل يتمّ محاكمته في محكمة دينية.
(6) من أدخل الكرة منكم بين الأخشاب أو الحديد ثم أخذ يجري لكي يتبعه أصحابه ويعانقوه كما يفعل اللاعب في أمريكا وفرنسا فهذا يبصق في وجهه ويؤدب ويزجر، إذ ما علاقة الفرح والمعانقة والتقبيل بالرياضة البدنية التي تدعونها؟
(7) لا يجتمع عليكم أثناء لعبكم مجموعة من الشباب لينظروا إليكم. فإما أن تجعلوهم يشاركونكم في تقوية الأبدان والإستعداد للجهاد كما تزعمون، وإما أن تقولوا لهم اذهبوا للدعوة إلى الله تعالي ودعونا نقوي أبداننا.
وقد ختم الشيخ فتواه بقوله:
“ونسأله جلّ شأنه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه، اللهمّ آمين.
****************
لو اكتملت تلك الفتوى لكنت أنا الأخرى خروتشوف، ولأعلنت على الفور احترامي لهذا الشيخ ولكل شيخ يلتزم بتعاليمه. لكنّ المشكلة أنه أغفل، عمدا أم سهوا، الكثير من الأمور التي لا تقلّ أهمية وتشبها بالغرب عن كرة القدم. فاستجاب الله لدعائه وأرسل له وفاء سلطان كي تريه الحقّ حقّا والباطل باطلا، وذلك بإلقائها الضوء على بعض الأمور التي قد تهمّ هؤلاء الشيوخ، علّهم يعيدون النظر في فتاويهم الناقصة، فيصدرون عوضا عنها فتاوى أخرى تكون أكثر شمولا وترفض الأخذ بكلّ ما أتى به هذا الغرب الكافر!
*السيارة التي يركبها شيوخ السعودية، كانت منذ بدايتها فكرة
غربية. أكثر من مائة ألف مخترع ساهم في اختراعها وتطويرها
حتى وصلت لهم بالشكل الذي يستعملونه.
كان ليوناردو دافنشي أول من وضع فكرة التحرك بواسطة آلة، فرسم أكثر من مائة لوحة تجسد فكرته! لقد اعتمد مهندسو الطيران على إحدى تلك اللوحات لتصميم طائرة الهليوكبتر.
جاء بعده إسحاق نيوتن ليضع ثلاثة قوانين عن السكون والحركة، والتي صارت فيما بعد الأساس الذي اعتمد عليه العلماء لإختراع وسائط النقل.
عام 1769 اخترع الفرنسي
Nicolas-Joseph Cugnot
أول عربة يقودها محرك يشتغل على البخار، وركبها ثم قادها ليصطدم بجدار مسجلا أول حادث سيارة في التاريخ.
*الميكرفون الذي يستعمله شيخنا الفاضل لبث خطبه ونشر فتواه، هو بحد ذاته فكرة غربية. أول من أوجد مصطلح “ميكرفون” كان الفيزيائي البريطاني
Charles Wheatstone
وكان ذلك عام 1827 م، ثمّ جاء بعده
Emile Berliner
ليحوّل ذلك المصطلح إلى حقيقة ويخترع أول ميكروفون في التاريخ. ولولا ذلك الإختراع لظلّ شيوخنا يبعقون ويزعقون من على منابر المساجد: اللهم اقتل.. اللهم دمّر.. اللهم شتت.. حتى تفحّ وتبحّ حناجرهم.
*كرسي المرحاض الذي يجلس عليه شيخنا الموقّر لقضاء حاجته من بنات أفكار الغرب. أول من اخترعه وصمّمه الأمريكي
Thomas Crapper
، ولولا فضله لظلّ البدو هائمين في الصحراء يبحثون عن كثبان رمليّة ليستروا خلفها مؤخراتهم كلما ألحّت عليهم حاجاتهم.
*محارم الورق التي يستعملها الشيخ في المرحاض كانت أيضا من إنجاز جهابذة الغرب. صنعها لأولّ مرة الأمريكي Joseph Gayetty
، ولولا عبقريّته لظلّ سماحة الشيخ يبحث عن حجر أملس، كي يحمي مؤخرته من التشقق كلما قضى حاجته.
*أول من صمم ماكينة الخياطة بشكلها الحالي كان الفرنسي
Barthelemy Thimonnier
عام 1830م. ولولا تلك الماكينة لظل سماحة الشيخ يلف نفسه بمئزرة أو لاضطرّ أن يخيّط ثوبه بالمسلّة التي يخيّط بها حذاءه.
*ثلاجة الشيخ التي تحفظ له طعامه من حرّ الصحراء ولولاها لاستحالت حياته المعاصرة، صنعت في الغرب الكافر. كان Jack Perkins
أول من صمّم براد في تاريخ البشريّة عام 1895م.
*الراديو، الذي يعتمد عليه شيخنا لإيصال فتواه وتعاليمه إلى أتباعه، ولد كفكرة في ذهن العالم الإيطالي
Guglielmo Marconi
عام 1895م.
*المصباح الكهربائي، الذي يستنير به الشيخ من عتمة الليل، كان من تصميم واختراع العالم الأمريكي
Thomas Edison
عام 1892م.
*التلفزيون، ذلك الجهاز الذي يتحفنا وعلى مدى 24 ساعة في اليوم بصورة سماحته وهو يمشّط لحيته بأصابعه ويكرر على مسامعنا فتاوى مللنا من تكرارها، كان أول من أوجده كفكرة على الورق العالم الأمريكي
Philo Farnsworth .
*ميكروسوفت، أعظم برامج الكومبيوتر، لم تكن من إنجاز الشيخ ابن تميمة إنّما من إنجاز العالم الأمريكي
Bill Gates وكان ذلك عام 1970م. ألم يكن الشيخ سباقا لإستخدام هذه البرامج كوسيلة يصل من خلالها وبالسرعة القصوى إلى القسم الأكبر من أتباعه.
*الساعة التي ينظّم بها الشيخ أوقات الآذان والصلاة، هل تساءل يوما من ابتكرها له؟! الإغريق هم أول من عرف شكلا من أشكال التوقيت. كان ذلك عام 250 قبل الميلاد، ولم يكن الإغريق يومها أقلّ كفرا عن أحفادهم اليوم! وساعة اليّد التي يزيّن بها سماحته معصمه ويكبّر بناء على توقيتها، أول من صممّها له العالم البريطاني
Peter Henlein
عام 1510م.
*قلم الرصاص الذي يحمله سماحته بين أصابعه ولا يعتبره من الناحية الدينيّة مفسدا للوضوء، تمّ تصميمه لأول مرّة من قبل الكفرة في بريطانيا وكان ذلك عام 1564م.
*الورق، الذي يكتب عليه شيخنا فتاويه وتعاليمه وينسخ كتابه المقدّس، أول من اخترعه الصيني
Cai lun
، وكان ذلك عام 105 قبل الميلاد.
*أول من صممّ قلم الحبر بشكله الحالي كان الأمريكي “الكافر ابن الكافر”
John Loud
، وكان ذلك عام 1888م.
*لنفترض جدلا أنّ سماحة الشيخ يفرشي أسنانه، ولنتساءل: من صممّ له فرشاة الأسنان بشكلها الحالي؟ كان الصينيون أول من فكر بتنظيف الأسنان وابتكروا عصيا صغيرة ليحكّوا بها أسنانهم في محاولة لتنظيفها، وكان ذلك سنة ثلاثة آلاف قبل الميلاد. أمّا الإنكليزي
William Addis
فهو أول من صممّ فرشاة الأسنان بشكلها الحالي.
***************
إذا تركنا القضايا اليوميّة التي تحيط بنا من كلّ حدب وصوب، والتي لا نستطيع أن ننجزها بدون استعمال ما تكرّم به العقل الغربي “الكافر” على العالم كلّه، إذا تركنا تلك القضايا ودخلنا ميدان القضايا الصحيّة والطبيّة لوجدنا القائمة تبدأ ولا تنتهي.
أهمّ وسيلتين في تاريخ الطبّ لحماية الصحّة العامة هما: “التعقيم واللقاحات”، وكلا الوسيلتين ولدتا في أذهان الغربييّن حيث، وعلى ذمّة سماحة الشيخ، لا يوجد سوى الكفر والضلال والفاحشة.
*الطبيب الفرنسي
Louis Pasteur
كان أول من توصّل إلى التعقيم، وطالب باعتماده كوسيلة لقتل الجراثيم وحفظ الأطعمة من التلوث بها. ولولا تلك الوسيلة لما وصلت إلى الديار الإسلامية “المقدّسة” الأغذية المعلبة والمغلّفة ولفتكت بالناس هناك المجاعات وأمراض التسمم الغذائي.
*اللقاحات التي جنّبت العالم آلام وعواقب الكثير من الأمراض والأوبئة، كانت من أهمّ الإكتشافات في تاريخ الطبّ. أولها كان لقاح الجدري وقد اكتشفه البريطاني
Edward Jenner
عام 1700م. بينما في عام 1980 وبفضل الغرب “الكافر” أعلنت منظمة الصحة العالميّة أنها قبرت مرض الجدري وإلى الأبد في عبارتها الشهيرة:
The world and its people are free from smallpox epidemic
لقد تحرر العالم وأبناؤه (وطبعا لم يستثنوا البدو وشيوخهم) من وباء الجدري.
Jonas Salk*
أكتشف، ولأول مرّة في تاريخ البشريّة، لقاحا يحمي من شلل الأطفال عام 1955م. هل يعلم سماحة الشيخ بأنّه يحمل في دمائه جرعة من ذلك اللقاح؟!! وهل فكّر يوما بأن الطبيب سالك هو يهودي الأصل؟!! هل تساءل كيف سمح لهؤلاء “القردة والخنازير” أن يصلوا إلى دمائه فيلوثوها بأوساخهم؟!!
*لقاح الجزام اكتشف لأول مرّة في أمريكا وكان ذلك عام 1896م، ولولا هذا اللقاح لالتزم البدو بنصيحة نبيّهم محمد وظلّوا يهرولون في الربع الخالي مذعورين يفرّون من الجزام فرارهم من الأسد.
*المضادات الحيويّة التي تستعمل لعلاج الأمراض الإنتانيّة، تلك الأمراض التي مازالت حتى تاريخ اللحظة تشكّل السبب الأول لوفاة الأطفال في الدول الإسلاميّة، تمّ اكتشافها في الغرب. كان الطبيب البريطاني
Alexander Fleming
أول من اكتشف البنسيللين كأول مضاد حيوي يعرف في تاريخ البشريّة. لولا هذا الإكتشاف لمات الشيخ من جرّاء أيّة وعكة صحيّة بسيطة قد تسببها الجراثيم التي تعشعش في لحيته وتحت أظافر يديه.
*الأشعة السينية، التي يعتمد عليها الأطباء في السعوديّة وكلّ البلدان الإسلاميّة لتشخيص ورم سرطاني استقرّ في صدر أو دماغ الشيخ، هي أيضا من اكتشاف الغرب. كان أول من اخترعها الألماني
Wilhelm Rontgen
عام 1896م.
*الأنسولين عقار يستعمل لعلاج مرض السكري، ذلك المرض الذي، وحسب توقعاتي، بات عدد كبير من أهل السعودية يعانون منه بعد أن تخلّوا عن حميرهم وبغالهم التي سخّرها الله لهم وامتطوا سيارات الغرب. كان أول من أكتشفه الطبيب الكندي
Frederick Banting
عام 1922م. لست أدري إن كان سماحة الشيخ يدري بأنّهم يستخرجون الأنسولين أحيانا من بنكرياس الخنزير.
*قد يكون من الكفر بمكان أن نتّهم الشيخ بقصر البصر. لكن إذا افترضنا أنه اضطرّ لاستعمال نظارات طبيّة لقصر في بصره وليس في بصيرته، لاسمح الله، سنجد أنفسنا أمام سؤال: هل يدري سماحته بأن الصينيّين هم أول من حاول تكبير الأشياء كي تبدو أكثر وضوحا للعيون التي أرهقها الزمن وكان ذلك عام 1275م ؟!! وهل يدري بأنّ الصينيّين أشدّ كفرا من أهل الكتاب، والتشبه بهم أكبر مقتا عند الله، فهم وثنيّون وليس لديهم كتاب ؟!!
*أمّا بالنسبة لسماعة الإذن الطبيّة فليس من المعروف من هو أول من صممّها. لكن من المؤكّد بأنّه ليس سعوديّا وليس مسلما، والأرجح أنّه الأمريكي
Miller Reese.
*************
عندما يتمكّن الأطباء في السعوديّة من تشخيص ورم سرطاني استقر داخل جمجمة سماحة الشيخ يهرعون به، وعلى متن طائرة ملكيّة بسرعة الصاروخ إلى الغرب الكافر.
هل تساءل سماحته يوما: لماذا يثق بالغربييّن الكفرة كي يفتحوا له جمجمته ويستأصلوا أورام دماغه الخبيثة، ولا يثق بهم لأن يفتحوها كي يغسلوا سموم هذا الدماغ الأشد خبثا؟!!
الورم الدماغي قد يقتله، لكنّ سموم دماغه تساهم في قتل أكثر من بليون مسلم!
****************
العلماء الاستراليون توصلوا مؤخرا إلى اختراع غريب من نوعه، قد يحتاج إليه سماحة الشيخ. من المثبت علميّا أن الإنسان لا يستعمل منخلايا دماغه سوى أقلّ من 10%، بينما بلايين الخلايا تظلّ في حالة خمود. استهجن علماء استراليا تلك الحقيقة وتساءلوا: ما الحكمة منها؟!! لم يقفوا عن حدود التساؤل، بل راحوا يبحثون عن طرق ما لتنشيط الخلايا الخامدة. توصل العالم
Dr. Allen Snyder
وزميلته “الناقصة عقل”
Dr. Elaine Mulcahy
إلى اختراع آلة تنشر أمواجا كهراطيسيّة وتقوم، عندما تسلّط على الدماغ بتنشيط تلك الخلايا. جرّبوا آلتهم السحريّة على 17 شخصا، فأعطت نتائج مذهلة خلال أقل من 15 دقيقة. يقول العالم المصممّ لتلك الآلة: إنّنا سنتمكن من خلال هذا الإختراع إلى إطلاق عبقريّة الإنسان نحو آفاق أبعد.
السؤال الذي يطرح نفسه: عجبا، لو سلّطنا تلك الأمواج على دماغ الشيخ هل ستقوده عبقريّته إلى فتاوي أكثر ذكاء؟!!
وهل سيكون أكثر قدرة على أن يرى الحقّ حقا والباطل باطلا؟!!
وهل سيسعى إلى تعميم فتواه عن كرة القدم لتشمل كلّ ما يمتّ للغرب بصلة؟!!
عندما يفعل ذلك سيمدّ خروتشوف، الذي لم يعرف يوما إلها أو دينا، رأسه من قبره متحديّا جورج بوش وطوني بليير وصائحا بهم: ألم أقل لكم بأنني أحترم هؤلاء المسلمين أكثر منكم لأنّهم يلتزمون بتعاليم دينهم؟!!
***************
قد يقرر سماحته أن يعمم فتواه كي لا يتشبّه بأيّ من كفار الغرب، فيعيد النظر في استعمال كلّ ما تفضّل عليه به هؤلاء الكفّار، من يدري؟!!
لكنني أنصحه، وقبل أن يتّخذ قراره، بأن يتأكد من أنّهم يزرعون أشجار التوت في السعودية وفي كلّ البلدان الإسلاميّة. إنّهم، وليس لديّ أدنى شكّ، سيحتاجون إلى أوراقها، فالله سبحانه قد أمر بالحشمة وكشف العورة حرام!!
وفاء سلطان
دعاني السيّد محمد اليحيائي مشكورا لأكون ضيفة برنامجه “عين على الديمقراطية” في تلفزيون الحرّة.
الموضوع الذي طرحه كان:
هل هناك امكانيّة لوجود حوار بين العلمانيين والاسلاميين في العالم العربي؟!
علمت من السيّد المضيف وجود ضيف آخر يمثّل الجانب الآخر.
لم أسأل عن اسمه ولم أشعر بحاجتي الماسة لأن أعرف الكثير عن خلفيّته لقناعتي المطلقة “تغيّرت الاسماء والشخص واحد”!
******************
في العالم العربي، وللأسف الشديد، لا نعرف معنى الحوار ولا الغاية منه ولا شيئا عن آدابه. ولذلك لم يحصل في تاريخنا أننا خرجنا من حوار وفي جعبتنا بصيص أمل!
الحوار، باختصار، عملية تواصل وتفاعل بين طرفين أو عدّة أطراف يحمل كلّ منها وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر الآخر.
الغاية من الحوار الخروج منه بقناعات جديدة، قناعات مشتركة تختلف ولو قليلا عن قناعات كلّ طرف على حدة.
الغاية من الوصول الى تلك القناعات هي تسهيل العمل المشترك المطلوب من جميع الأطراف انجازه، بغية الوصول الى هدف مشترك.
إذا: حوارß قناعات مشتركةß عمل مشتركß هدف مشترك!
ولكن لا يمكن، وقبل أن نبدأ أيّ حوار، من أن نتفق على مبدأ احترام الطرف الآخر واعتباره ندا قابلا، عقليّا وفكريّا، للتواصل والتفاعل.
لا تستطيع أن تبدأ حوارا مع طرف وأنت تنتقص من قدراته العقلية والذكائيّة، وترفض أن تعتبره مخلوقا بشريّا كامل العقل والوجود!
من يبدأ الحوار وهو يحمل تلك القناعة لن يكون قادرا على التواصل والتفاعل، وإنمّا مجادلا محاولا أن يفرض رأيه بالقوة دون احترام رأي الآخر!
********************
حوار بين امرأة علمانيّة ورجل اسلاميّ أمر أعتبره ضربا من المستحيل.
قبلت الحوار، وأنا على ثقة بعدم إمكانيته، لسبب بسيط وهو قناعتي بضرورة الاستفادة من كلّ فرصة تساهم في نشر آرائي، فالعالم الاسلامي والعربي بحاجة الى أن يسمع الطرف الآخر مهما اختلف معه.
كيف يقبل رجل اسلامي أن يدخل في حوار مع امرأة يعتبرها ناقصة عقل ويعتبر نفسه أعلى درجة منها؟!!
ألم تقل شريعته: “ولكم عليهن درجة”؟!!
هذا اذا تجاوزنا، ولو للحظة، اتهامه بالحادها انطلاقا من كونها علمانيّة. فالاسلاميون يصنفون الناس في فئتين كافرين ومسلمين، والتصنيف يتمّ على ذوقهم!
من يتحدى أيا من تعاليمهم يكون كافرا ولا يعرف الله!
لم أكن اجهل تلك النقطة عندما وافقت على الحوار، ولكنني أكرر القول: قبلته لانني رأيت فيه فرصة اخرى كي أنشر المزيد من افكاري وعلومي، إيمانا مني بأنّ الغالبية الساحقة من قرائي في العالم العربي تتطلع وبشغف الى كل فرصة يتاح لي بها أن أتواصل معها. فالسجين يفرح ولو بثقف صغير في جدران سجنه كي يتطلع من خلاله الى ضوء النهار.
حاولت جاهدة ان أنتزع من الطرف الآخر اعترافا منه بأنني كامرأة أهلا للحوار، دون جدوى. فالأمر يتجاوز عقائده وتعاليمه!
لا أحتاج شخصيّا الى ذلك الاعتراف، ولكنّني أثبتت من خلال محاولتي للمشاهد استحالة أن يكون هناك حوار عقلاني منطقي أخلاقي بين العلمانيين والاسلاميين!
أنا امرأة علمانيّة اؤمن، وكما أثبت العلم، بأن القدرات العقلية والذكائيّة تختلف من انسان الى آخر ولكنها لا تختلف بين المرأة والرجل. كيف أستطيع أن أحاور اسلاميّا يؤمن بشريعته المطلقة التي تقول:
شهادة امرأتين، حتى ولو كانتا قادرتين على قيادة جيشين من الرجال، تقابل شهادة رجل واحد حتى ولو لم يكن قادرا على ان يميّز بين شحمة اذنه وارنبة انفه؟!!
الإسلامي يحمل كتابه بيده ويلقيه على طاولة الحوار: “هذا كتاب لا ريب فيه”!
لا يستطيع انسان على سطح الارض أن يحاور فيما يخصّ حقيقته المطلقة!
الحقيقة المطلقة لا تصلح أن تكون مادة للحوار!
أيّة قناعات مشتركة نستطيع أن نصل اليها مع انسان يؤمن بأنّ آراءه ليست سوى حقائق مطلقة وثوابت مقدّسة؟!!
العلم لا يؤمن بالحقائق المطلقة، ولا بالثوابت المقدسة! ما يعجبه اليوم قد يضحكه غدا!
كلّ فكرة يجب أن توضع على محكّ الشكّ والسؤال. والعلمانيون ينظرون الى كلّ فكرة من خلال عدسة مجهرهم.
الفكرة التي تسيء الى انسانيّة الانسان وتمتهن كرامته، بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه ومعتقده السياسي وتوجهاته، فكرة مرفوضة علميّا وأخلاقيا!
العلمانيون يهدفون الى مجتمع حركي ديناميكي تتدفق فيه المعرفة العلميّة بغزارة وبلا قيود او حدود.
في مجتمع تتفاعل فيه الأفكار بحرية وغزارة، لن يكون البقاء إلا للفكرة الأصلح والأقوى.
أمّا في المجتمعات القمعية، فالاستبداد طريقة حياة والوجود فيها ليس إلاّ للفكرة المسبقة الصنع والمعبأة حسب الطلب!
*******************
أثناء البرنامج تطرق السيّد الضيف الذي يمثّل الاسلاميين الى فكرة الاستبداد رافضا، على حدّ قوله، أن افرض رأياً وأستبدّ به!
أحترم حقه، وحقّ كل انسان في أن يرفض الاستبداد!
ولكنني اتساءل من فينا يحاول ان يستبدّ برأيه؟!!
رجل يؤمن بشريعته المطلقة التي تقول: “وان ارضعن لكم فأتوهن اجورهن”، أم امرأة ترفض أن تمسخها عقيدة الى مجرّد بائعة حليب، وترفض أن تمسخ تلك العقيدة علاقتها برضيعها وفلذة كبدها الى علاقة بيع وشراء؟!!
من فينا يستبدّ برأيه؟!!
امرأة تطالب بحق، أم رجل يسلب ذلك الحقّ؟!!
*******************
عندما طرح السيّد المضيف سؤالا عن امكانية فصل الدين عن الدولة رفض السيّد الضيف الفكرة من أساسها، وقال: “الإسلام ليس مجرد دولة بل هو طريقة حياة”. ثمّ تطرق في سياق جوابه الى ايمانه بحق الناس في تقرير مصيرهم.
تدخلت على الفور مطالبة حضرته بتحديد من يقصد بالناس، هل هم المسلمون فقط أم المسلمون وغير المسلمين على حد سواء؟!!
من يحاول ان يسأل إسلاميا عن جواب كمن يحاول ان يقبض على الهواء!
كلا الأمرين ضرب من المحال!
راح يلفّ ويدور ويدعيّ بأنني لا أعرف شيئا عمّا يدور في مجتمعاتنا العربية وأنا رهينة فكرة معينة ولا أستطيع الخروج منها!
لا أعرف شيئا عن مجتمعاتنا العربيّة؟!!!
يبدو انّه هو الآخر لا يعرف شيئا عن عصر الانترنيت!
إنني أعيش من خلالها في شوارع دمشق كما يعيش المواطن الدمشقي.
زاوية “هموم المواطنين” في صحيفة تشرين، التي لم أقرأها يوما في وطني الأم، هي فنجان همومي الذي أجترعه كل صباح هنا في بلاد المهجر.
الحفريات التي لم تردم منذ شهور.. زجاج النوافذ المكسور في المدارس خلال الشتاء القارس.. الباصات المزدحمة بالركاب بدون أدنى شروط انسانيّة… القرى التي تعيش بلا ماء أو كهرباء امور تأكل من أعصابي كل يوم.
أتابع تطور كل قضيّة باهتمام رغم إيماني بأنه لا جدوى من متابعتها سوى مزيدا من الضغوط النفسية والعقليّة. لكنّ التواصل الإنساني مع الوطن وهمومه هو الذي يدفعني لتحمل تلك الضغوط.
حاول السيّد الضيف أن يهرب من سؤالي ورفض أن يكون واضحا في تحديده لكلمة “الناس”، وأصرّ على أن يبقى الاسلام طريقة حياة في أيّ مجتمع ديمقراطي ننشده!
اسلام ومجتمع ديمقراطي؟!!
هل أحد يستطيع أن يشرح لي امكانيّة أن ندخل برج ايفيل من ثقب ابرة؟!!
فأنا علمانيّة ولا أقبل بفكرة لا توضع على محك الشكّ والسؤال!
اؤمن بحقي في أن أسأل، واؤمن بحقي في أن أبحث عن جواب!
كيف نستطيع أن نتّخذ من الإسلام طريقة حياة ونكون في الوقت نفسه قادرين على بناء مجتمع ديمقراطي؟
سؤال مازال السيّد الضيف علي أبو زعكوك مدينا لي به مهما حاول أن يهرب من الجواب!!
قد يهرب اليوم أو غدا، ولكن لا بد وان يأتي اليوم الذي يجد نفسه فيه مجبرا على الجواب!
الاسلام دين يقول: لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، ويقول أيضا بأنّ الله مسخهم قردة وخنازير، ويقول بأنهم من المغضوب عليهم والضالين ويقول.. ويقول.. ويقول!
بينما الديمقراطية علم واخلاق وهي أيضا طريقة حياة، هي تعترف بحق كلّ انسان، بغض النظر عن دينه ومعتقده، بأن يعيش حياة كريمة ويعامل بالمثل والمساواة!
كيف سيعيش المسيحي في مجتمع إسلامي محروما حتّى من تلقي التحية وعليه أن يقتنع، شاء أم أبى، بأنه يعيش في مجتمع ديمقراطي حتى العظم؟!!
أليس هذا هو الإستبداد بعينه؟!!
القوانين الديمقراطيّة تحرّم التعذيب والتشويه والتنكيل، بينما يعاقب الإسلام بالتعذيب والتشويه والتنكيل!
“والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا”
أي جريمة في الأرض تستحق تلك العقوبة؟!!
ما أبشع هذا الاله!!
“الزانية والزاني فاجلدوا كل منهما مائة جلدة لا تأخذكم به رأفة”
ألا يعرف ذلك الاله الذي شرّع تلك العقوبة بأنه لا يوجد امرأة على سطح الأرض تتحمل مائة جلدة بلا رأفة؟!!
فخمسة جلدات على أبعد تقدير كفيلة بقطع الحبل الشوكي نصفين!
هو الذي خلق النخاع الشوكي ويجهل طبيعته!
خمسة جلدات على أبعد تقدير ترفع عتبة الألم الى حد لا يستطيع ان يتحمّله الدماغ، فيتوقف عن العمل ليجنّب الانسان مزيدا من الآلام.
الخمسة والتسعون الاخرى ليست سوى عملية تشويه للجثة!!
ما أبشع هذا الله الذي يهوى التشويه والتعذيب!
*****************
الاسلام والديمقراطية وجهان مختلفان ولا يمكن أن يلتقيا! إسلاميّ وديمقراطي في آن واحد؟!!
هذا ادعّاء يدفعنا الى الشكّ إما في إسلامه وإمّا في ديمقرطيته!!
وجوابهم:
نريد ديمقراطيّة على الطريقة الاسلاميّة ونرفض أيّة ديمقراطيّة مستوردة!!
الديمقراطية علم واخلاق.
تكنولوجيا الغرب والرفاهية التي يتهافت المسلمون للعيش فيها هي نتاج ذلك العلم وتلك الأخلاق.
للأخلاق شيفرا عالميّة، ولكي تكون خلوقا يجب أن تسلك نفس السلوك سواء كنت تنتمي إلى ثقافة أو اخرى.
الثقافة اليابانية تختلف كليّا عن الثقافة الأمريكيّة ولكن لا فرق بين حقوق الانسان في اليابان وحقوقه في امريكا.
حقوق الإنسان هي نفسها في كلّ زمان ومكان.
أن يعامل الانسان باحترام وعزّة، بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه، هي ديمقراطيّة وأخلاق وليست عادات وتقاليد!
الديمقراطية أن يعامل المسيحي بنفس الطريقة التي يعامل بها المسلم، ويفترض أن تكون طريقة ود واحترام، ولكن عندما ترتدي تلك الطريقة جبّة عمر بن الخطاب سيعلّق المسيحي كيس الحاجة في رقبته ويمشي على هامش الطريق!
أليست العهدة العمريّة ديمقراطيّة على الطريقة الاسلاميّة؟!!
في الإسلام، لا تقبل الصلاة من ثلاثة:
العبد الآبق حتى يرجع…
والسكران حتى يصحو..
والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى..
عندما لا تقبل ذلك أنت تمارس عادة وتتبع تقليدا أبعد ما يكون عن الأخلاق والديمقراطيّة.
في المجتمع الديقراطي لا يوجد عبد آبق، كلّ الناس أحرار.
في المجتمع الديمقراطي هناك طرق علميّة لعلاج المدمن على الكحول وليس لاحتقاره!
هذا من جهة ومن جهة أخرى، السكران لا يستطيع أن يصلي ولا يتذكر موعد الصلاة. تلك خرافة!
في المجتمع الديمقراطي رضا المرأة عن زوجها ضروريّ بنفس مقدار وأهميّة رضا الرجل عن زوجته.
****************
الاسلاميّ الذي يزعم أنه أهل للحوار، وبأنه يسعى لمجتمع ديمقراطي يكون به الاسلام طريقة حياة، هو رجل حمّال أوجه!!
والحوار مع هذا الحمّال ضرب من المحال!!
محمد الرديني
سؤال استفزازي اول: هل لدينا ما يسمى بالقاعدة بالعراق؟.
ملحق:دعونا نسأل ونتأمل حتى نعرف وبهدوء كيف نجيب على هذا السؤال.
سؤال استفزازي ثان: هل المادة 4 ارهاب وضعت لتخويف خيال المآته ام انها ذات مفعول “جبّار” جعل افراد تنظيم القاعدة يرتجفون رعبا ويحسبون الف حساب حين يقتربون من الكاظمية او بعقوبة او الانبار..؟.
سؤال استفزازي ثالث: هل صحيح ان معظم الكتل السياسية واصحاب المحاصصة يحملون معهم خيال المآته اينما رحلوا او حطوا رحالهم؟.
يعتقد اولاد الملحة ان القاعدة بالعراق ليست،في حالة ما، الا خيال مآته يرعب به بعضهم البعض.. لاينكر هؤلاء الاولاد النشامى ان هناك فلولا من هذا التنظيم استمد حياته ومقومات وجوده من مهرجان السيرك السياسي في العراق العظيم.
ويحلوا لهؤلاء الاولاد ان يسألوا كعادتهم:
1-هل وجود 7 ملايين عراقي تحت خط الفقر له علاقة بالقاعدة؟ واذا لم يكن كذلك الا يعرف المسؤولين ان هذه الملايين لديها استعداد كامل الان للتعامل ليس مع القاعدة فقط وانما مع الشيطان لدرء المخاطر التي يتعرضون اليها والمحافظة على ما بقي من رمق في حياتهم.
2-هل وجود 6 ملايين أمي له علاقة بالقاعدة؟ والكل يعرف ان الأمي حجر عثرة تقف ضد أي تقدم نحو الامام أي باتجاه رفعة وكرامة ورفاهية البلد.
3-هل وجود نصف مليون خريج عاطل عن العمل له علاقة بالقاعدة؟ والكل يعرف ان هؤلاء الشباب ليسوا عاطلين عن العمل فقط وانما هم مشروع جريمة قد تكون منظّمة باحتواء تنظيم القاعدة او غيره.
4-هل الخلافات السياسية التي فاحت رائحتها بين هؤلاء القوم لها علاقة بالقاعدة؟ هذه الخلافات التي مضى عليها اكثر من سنتين وليس في الافق امل في حلها رغم ان اولاد الملحة يقسمون باغلظ الايمان انهم لايعرفون لحد الان ما هي اسباب هذه الخلافات.
5-صنّف العراق الدولة التاسعة عالميا بالفساد الاداري والمالي، فهل لذلك علاقة بالقاعدة؟.
6-لكل كتلة سياسية او تنظيم ديني ميليشياته الخاصة حتى ابناء بعض المراجع والمسؤولين الكبار اصبح لهم جيش جرار لايمت بصلة الى الوطن(ابن السيستاني نموذجا) هذا الجيش الجرار يمارس حكم الاغتيالات بتشكيل فرق الموت من اجل هدفين الاول ابتزاز الناس في مواردهم او تخويفهم من مصير عدم اطاعة الاوامر، فهل بعد ذلك تلومون القاعدة؟.
7-المقابر الجماعية التي سيأتي يوما للكشف عنها (مدينة الصدر نموذجا) وابطالها الثلاثة الزعيم الصدر وابو درع وقاسم سليماني هل تنتمي الى القاعدة.
8-التهجير القسري لمعظم المسيحيين وطوائف الاديان الاخرى الذين ضاقت بهم ارض المهجر ولم يعودوا يعرفوا ماذا يفعلون، فهل القاعدة ساهمت بذلك؟.
9-كواتم الصوت والانفجارات اليومية والسيارات المفخخة ودماء الابرياء التي تسيل يوميا في كل شبر من العراق العظيم، هل لها علاقة بالقاعدة؟.
10-مازال اولاد الملحة يصرون على ان الموت اصبح تجارة لهؤلاء الذين باتوا معروفين للقاصي والداني ومازالوا يؤكدون، ليس تنظيم القاعدة بريء من بعض الذي يحصل ولكن لو كان جدار البيت قويا لما تجرأ اللص من الاقتراب.
اليس كذلك اخي سعدون الدليمي وزير الدفاع بالوكالة أم انك مازلت تصر على ان القاعدة تلفظ انفاسها الاخيرة؟.
محمد البدري
عندما تمتلئ( المقاهي) بالشباب وتشكو المكتبات من نقص الزبائن فلا تعجب لأنك في دولة عربية. وعندما تستضاف راقصة لتتحدث عن قضية الفلسطينيين فابتسم فأنت في دولة عربية. وعندما تدرس الابتدائي6 سنوات, والإعدادي3 سنوات ومثلها المرحلة الثانوية وأربع أو خمس سنوات في الجامعة. لتتخرج إلي الحياة ولا تجد عملا.. ولا تجيد اللغة ولا الحديث ولا الكتابة فلا تيأس ويكفي أنك في دولة عربية. وعندما يكون هناك ستة ملايين عامل أجنبي لا يتكلم العربية وثلاثة ملايين عاطل عربي يقول ان لسانه عربي مبين فأنت في دولة عربية. وعندما تذهب إلي تلك المنطقة في بلدك فلا تجد منهم من يتحدث العربية وتظن أنك تعديت الحدود حتي وصلت إلي دولة اجنبية فلا تعجب إذا اكتشفت أنك في أسواق دولة عربية من دول الخليج حيث كل البائعين أجانب. وعندما تقود(سيارتك الأمريكية) وتأكل( الهمبورجر الأمريكاني) وتشرب المياه الغازية الأمريكية ثم تطالب بمقاطعة المنتجات الأمريكية وتتظاهر ضد سياسة امريكا فلا بد أن تفخر لأنك في دولة عربية. و عندما لا تحصل علي الترقية في عملك إلا( بواسطة) ولا تحقق تقديرا في الجامعة إلا( بواسطة) ولا تجد الوظيفة إلا( بواسطة) ولا تنتقل إلا( بواسطة) ولا تحصل علي حقوقك إلا بواسطة.فلست في حاجة إلي استخراج بطاقة تثبت هويتك فإنك بالتأكيد في دولة عربية. وعندما يصل سعر زجاجة الماء لتر ونصف إلي ثلاثة جنيهات في دولة يخترقها من الجنوب إلي الشمال أشهر أنهار العالم بينما سعر أنبوبة البوتاجاز سعة80 لترا جنيهان ونصف جنيه, فأنت من المؤكد في دولة عربية. وعندما تنتهي المعركة الرئاسية في دولة بين مرشحين ينجح أحدهما فيصبح رئيسا ويخفق الآخر فيصبح متهما ومطلوبا ضبطه وإحضاره, فلا تعجب فهذه ديمقراطية البلاد العربية. وعندما يحارب رئيس دولة شعبه منذ15 شهرا ويرسل طائراته لتقصف المدن وتلقي عليها قنابلها ويصبح رجاء الوسطاء وقف القتال في أجازة عيد الأضحي, فلا تبتسم ولا تفخر بل اذرف الدموع واشعر بالخجل لأنك شريك في الجريمة بالهوية العربية التي تحملها!
سردار أحمد
الفوائد التي قدمها الإسلام للعبيد ج1:
أحوال العبيد منذ القدم وصولاً إلى العصور الحديثة تفاوتت ما بين المعاملة السيئة للعبيد، مروراً ببعض القوانين والتشريعات المحسنة لأوضاع المستعبدين، وصولاً إلى إلغاء العمل بنظام الرق بشكل قطعي. وباعتبار أن هذه الدراسة هي عن العبودية في الإسلام، فالأسئلة المطروحة، هل حرم الإسلام العبودية بشكل قطعي؟ هل قام بذلك تدريجياً؟ هل سنّ تشريعات جديدة لتحسين أحوال العبيد، وهل كان الإسلام رائدها دون باقي الحضارات كما يتصوره ويصوره البعض؟ وهل كانت تلك التشريعات متناسبة مع سياقها التاريخي الذي جاءت فيه؟
الاسترقاق عماد الدين الإسلامي:
هل في الشريعة المحمدية أية فكرة عن إلغاء العمل بنظام الرقيق والعبيد والجواري وسوق النخاسين؟ هذا السؤال تم الوقوف عليه مطولاً في الحلقة الأولى من السلسلة، ورأيت أنه من الأفضل المرور عليه بشكل مختصر.
في عصرنا هذا يختصرون تاريخ العبودية في الإسلام بجملتين، ويكررونهما في كل مناسبة، إحدى هاتين الجملتين مقولة عمر بن الخطاب لواليه عمرو بن العاص “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”، والثانية أن النبي محمد حرر عبده ]حرره وتبناه ثم أخذ منه زوجته ليتزوجها هو[، وقد حرموا الرق في الإسلام على أساس هاتين الجملتين، تناقضوا مع قرآنهم ونهجهم وتاريخهم فقط لأجل هاتين الجملتين.
الذين يقولون هذا الكلام لتأكيد تحريم العبودية هم نوعان، نوع مسلم بالوراثة جاهل كالعادة ولا يملك أية ثقافة ولا حتى معلومات أساسية عن دينه، ونوع منافق لا تهمه سوى مصالحه ولو على حساب الحقيقة. عمر بن الخطاب قال مقولته الشهيرة تلك لأن الذي ضُرِبَ بالسوط كان من الأحرار ولم يكن من العبيد، لكن ومع الأسف لا يعرف عامة المسلمين معناها حتى الآن، وكذا لم يفهموا موضوع تحرير محمد لعبده والذي كان أصلاً قبل الوحي.(ربما هناك أمل بعد عدة آلاف سنة أخرى)
العبودية لم تحرم في الإسلام، ويقول (صلعم): “ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً.وتلا: {وما كان ربك نسياً}”، وذُكِرَ ذلك في تفسير القرطبي وابن كثير وابن حاتم وفتح القدير وبحر العلوم والدر المنثور وكنز العمال والمسند الجامع وجامع العلوم…الخ
فرب محمد لم يكن لينسى موضوع مهم كموضوع العبودية ليبت في تحريمه لو كان ذلك من مبادئه، لكنّه بعكس ذلك أقرّ وسنّ في القرآن قوانين خاصة تؤكد على وجود تلك الطبقة وحدد طريقة التعامل معها، وكذا النبي محمد الذي قال (اليوم أكملت لكم دينكم) أكملها ومات تاركاً خلفه الكثير من الجواري والعبيد، ومثله فعل خلفاءه المبشرين بالجنة، والسبب أن تحرير العبيد لم يكن من ضمن المبادئ والأولويات والأهداف، بل الاستعباد كان الغاية والهدف.
حتى أن بعض الذين كانوا يجاهدون أعلنوا صراحة بأنهم (يجاهدون) للحصول على السبايا والغنائم لا لشيء آخر، بعد معركة هوزان أتى وفد منهم مستسلمين خاضعين مسلمين إلى نبي الرحمة مترجين أن يرد عليهم السبي، وكانت الغنائم من النساء والأطفال الأموال موزعة، وكان مطلبهم فقط نسائهم وأطفالهم دون أموالهم، فأبى البعض أن يرد فقال النبي: “من أبى فليرد عليهم وليكن ذلك قرضا علينا ست فرائض من أول ما يفيء الله علينا”، فلم يرد عينة بن غصن حصته وقال صراحة أنه يقاتل من أجل السبايا والغنائم وليس لأجل شيء آخر، ورغم ذلك يطلب منه محمد أن يرد حصته من السبي ويعده بأنها ستكون ديناً يرد له في المعركة التالية.
يقول محمد إبراهيم حمد في كتابه قصة البشرية- ص110: ” عندما انتصر على خصومه الذين كانوا يؤذونه أشد الأذى؟ ألم يكن يصفح عنهم؟ ويمن عليهم بالسبي والأموال؟”، يحاول الكاتب أن يصف عظمة الإسلام وعظمة أخلاق النبي محمد، لكنه لا يدرك أن ما كتبه خالٍ من أي قيم أو نبل أو أخلاق بمقاييس الحضارة والمدنية القائمة.
وهناك فقهاء وضحوا موقف الإسلام من الرق بشكل صريح، يقول الشيخ صالح الفوزان (عضو هيئة كبـار العلماء في المملكة) تأكيداً على ذلك: “الرق قديم قبل الإسلام موجود في الديانات السماوية ومستمر ما وجد الجهاد في سبيل الله، فإن الرق يكون موجوداً لأنه تابع للجهاد في سبيل الله -عز وجل -وذلك حكم الله- جل وعلا، ما فيه محاباة لأحد ولا فيه مجاملة لأحد، والإسلام ليس عاجزاً أن يصرح ويقول: هذا باطل، كما قال في عبادة الأصنام وكما قال في الربا وكما قال في الزنا وكما قال في جرائم الجاهلية، الإسلام شجاع ما يتوقف ويجامل الناس… وفي مناسبة أخرى للشيخ “كان قد سُجِل له من قَبل خطبة بالمملكة العربية السعودية, قال فيها: أن العبودية جزء من الجهاد، والجهاد سيظل باقياً طالما الإسلام موجود…كما قال أيضاً إن المسلمين الذين يقولون أن الإسلام ضد العبودية هم جهلة و ليسوا من دارسي الإسلام.”
كما ذُكِرَ في- فتاوى الأزهر، ملك اليمين والخدام، ج10 ص171: “أما الخادمات فهن حرائر ولسن إماء، فلا يجوز التمتع بهن إلا بالزواج الصحيح. والرق قد بطل الآن باتفاق الدول، ولا يوجد منه إلا عدد قليل جدا في الدول التي لم توقع على الاتفاقية الدولية.”، الأزهر يؤكد على أن الإماء لم تكنَّ للخدمة فقط، بل للمتعة الجنسية، وتؤكد هذه فتوى أيضاً على أن الرق وذلك الفلتان الجنسي حرم بموجب الدساتير الدولية، وليس بموجب دستور المسلمين.
والكثير من رجالات الدين المعاصرين يقولون صراحة أن المسلمين بسبب ضعفهم الحالي ملزمين بتطبيق بعض المعاهدات والمواثيق الدولية، وإن الأسر والسبي والاستعباد والمغانم هي من الجهاد ومن تعاليم القرآن وتعاليم النبي محمد ولا يكون هناك إسلام دون ذلك.
النتيجة أن الإسلام دين عبودية، وتحريم الرق ليس موجوداً في تشريعاته ولا بأي شكل من الإشكال، بل هو جزء أساسي من ذلك التشريع، وجزء هام من النظام الإسلامي الشامل، الرق مرتبط بالجهاد وما دام هناك جهاد يجب أن يكون هناك رق وعبودية.
* * *
عتق الرقاب- تحسين معاملة العبيد وأحوالهم- التدرج بالتحريم
مجرد وجود الرق وعدم تحريمه بشكلٍ صريح في أي تشريع مرفوض أخلاقياً، ويحطّ من قيمة الإنسان، وغير متناسب مع الحضارة الحالية وقيم المجتمع المدني، لكن وبغض النظر عن ذلك هناك من يدعي أن الإسلام سنّ قوانين كانت السبب في تخفيض أعداد العبيد، وكانت السبب لتحسين أحوالهم المعيشية، وأنه تدرج بالتحريم كي لا تكون هناك مضاعفات سلبية بالمجتمع فيما لو تمّ ذلك فجأة، والمسلمون دون غيرهم يفخرون ويعتزون بما قدموه للعبيد من إنجازات، حتى تصل بهم الدرجة أحياناً إلى اعتبار تلك الإنجازات أعظم وأرقى من تحريم العبودية.
السؤال: هل حقيقة أن الإسلام استفرد وتميز بأنظمة وقوانين لصالح مجتمع العبيد دون باقي التشريعات السماوية والأرضية، وكان هو الأفضل دائماً في ذلك، ولا يوجد من فعلها قبله كما يدعون؟
لفهم ذلك يجب النظر فيما سبق إسلامياً، والعودة إلى ما كانت عليه الحال قبل الإسلام في الحضارات المختلفة، لأنه لا يمكن دراسة وبحث هكذا مواضيع دون الرجوع إلى سياقها التاريخي.
عــتــق الـرقــــبة فـي الإســلام:
يُشتَرَط في الرقبة المراد عتقها أن تكون مؤمنة {عتق رقبة مؤمنة} ككفارة أو أيفاءً للنذور، وتحرير الرقاب في تلك الحالات هو ليس بفرض وشرط أساسي، بل يمكن بدل ذلك الصوم أو إطعام بعض المساكين، وتحرير العبد هو الأكثر تكلفة بالمقارنة بين تلك الخيارات المتاحة، مثلاً في كفارة اليمين يخير بين عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، وربما هي فرض فقط في الحالات الكبيرة كقتل مؤمن عمداً ]المؤمن فقط[، ورغم ذلك إن لم يكن يملك ذلك فالحل صيام شهرين.
وحتى أنه هناك أعمال بسيطة تنال من خلالها الحسنات الكثيرة دون أن تكلف نفسك الكثير بعتق الرقاب، في المعجم الكبير للطبراني- ج18 ص171 ذُكِر: “عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: جئت النبي (ص) فقلت: يا رسول الله، إني امرأة قد ثقلت، فعلمني شيئا أقوله، وأنا جالسة، قال:…قولي الحمد لله مائة مرة، فهو خير لك من مائة رقبة تعتقينها من بني إسماعيل.”
أما الاشتراط في أن تكون الرقبة المراد عتقها مؤمنة فدليل على أن العبد يجب عليه أن يسلم بالرغم من أنفه فيما لو فكر أن يعتق يوماً ما ]كذبة لا إكراه في الدين[، وأحياناً نقرأ لبعض المسلمين المتطرفين قولهم أنه من الطبيعي أن يكون غير المسلم عبداً وتكون زوجته جارية عند المسلم يفعل بها ما يشاء، لكنهم يتناسون العبيد المسلمين ويناقضون أنفسهم، والآية {عتق رقبة مؤمنة} توضح بأن الإسلام ليس شرطاً للحرية، وعموماً أهل الديانة يتجاهلون ويغضون الطرف عن سبب كونها رقبة ما دامت مؤمنة.
النبي محمد كان يستهجن وينتقد العتق دون كفارة أو دون سبب معقول، وفي الحديث التالي يشجع النبي محمد على إهداء العبيد للأقارب بدلاً من عتقهم، ويعتبر ذلك أفضل من العتق وأعظم أجراً عنده وعند ربه. ذُكِرا في السنن الكبرى للبهيقي- ج6 ص59: “عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي (ص) فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أوفعلت قالت نعم قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك”، وذكر في تفسير القرطبي ج14 ص35: “قد فضل رسول الله (ص) الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك.” أين هذا من توسيع أبواب العتق.
وذكر في فيض القدير- ج1 ص100: ” أعتق رجل عبدا له عن دبر ]أي أن يعتق بعد موت صاحبه[ فبلغ النبي (ص) فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا، فقال: فمن يشتريه مني فاشتراه نعيم العدوي بثمانمائة درهم فجاء بها النبي (ص) فدفعها إليه ثم ذكره وإسناده صحيح.” وكذا ذكر على نحوه في صحيح البخاري. النبي محمد لا يحبذ العتق كيفما كان، ومن الحديث يتضح بأن النبي كانت يده (خفيفة) في تجارة الرقيق.
قيل في كتاب مجمع الزوائد- ج4 ص211: “(باب فيمن تصرف في مرضه بأكثر من الثلث) عن عمران بن حصين أن رجلا أعتق ستة رجلة له فجاء ورثته من الأعراب فأخبروا رسول الله (ص) بما صنع فقال أو قد فعل ذلك لو علمنا إن شاء الله ما صلينا عليه قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال إن رجلا من الأعراب أعتق ستة مملوكين له وليس له مال غيرهم فبلغ ذلك النبي (ص) فغضب وقال لقد هممت أن لا أصلى عليه.”
أما في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق- كتاب الإعتاق، ج7 ص397: “قال عليه الصلاة والسلام {من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه} متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام {من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار حتى أنه ليعتق اليد باليد، والرجل بالرجل، والفرج بالفرج} قال ابن قدامة متفق عليه، والمستحب أن يعتق الرجل العبد، والمرأة الأمة ليتحقق مقابلة الأعضاء بالأعضاء.”
ذلك الحديث يعني أن عبداً واحداً يكفي ليُخَلِصَ وينقذَ كل أعضاء المسلم التناسلية والغير تناسلية من النار، وبعد ذلك يغزوا المسلم الذي أمن نفسه من النار القبائل والشعوب ليَستَعبِدَ المزيد، وينعم بالكواعب الطازجة بلا قيد يضبطه، بلا رادع يردعه.
المسلمين ومهما كان مستواهم الثقافي يعرفون ويعلمون أن النبي محمد حرر عبده، لكنهم بعد أكثر من 1400 عام وبقدرة ربهم الأعلى الواحد الأحد لا يعلمون أن النبي محمد حرر عبده قبل الوحي، وأنه بعد الوحي أمتلك الكثير من العبيد وأنه حرر في مرضه فقط أربعين عبداً، ربما كي لا يسأل أحد ]من أين لك هذا- بعدما انتصرت ونشرت الإسلام[، والمسلمون في النهاية لهم أجران، أجر عندما يستعبدون الأحرار ويحولونهم إلى رقاب، وذلك عند الجهاد (في سبيل- الله – والسبايا)، وأجر عندما يحررون رقبة من تلك الرقاب الكثيرة والمتزايدة التي يملكونها.
حتى قيل في كتب النوادر: غصب رجل رجلاً وتصدق به، فقيل له في ذلك: فقال: أخذي إياه سيئة، وصدقتي به عشر حسنات، فمضت واحدة وبقيت لي تسعة.
عصر محمد كان بداية ازدهار العبودية في قريش التي لم تكن تعرف قبل ذلك هذا الكم الهائل من العبيد الذي جلبه لهم الجهاد في سبيل الله. ذُكِرَ في كتاب أبن الأثير- ج4- ص259 وص373: “بلغت غنائم موسى بن نصير سنة 91هـ في أفريقية 300.000 رأس من السبي،… وأستقدم موسى بن نصير معه إلى دمشق 30000 ثلاثون ألف عذراء من الأسر القوطية النبيلة”.
تقول الآية 58 من سورة الإسراء: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
المعنى في تفسير اللباب لابن عادل- ج10 ص330: “وإن من قرية من قرى الكفار، فلا بد وأن يكون عاقبتها إما بالاستئصال بالكلية، وهو الهلاك، أو بعذاب شديد من قتل كبرائهم، وتسليط المسلمين عليهم بالسبي، واغتنام الأموال، وأخذ الجزية {كان ذلك في الكتاب مسطورا} في اللوح المحفوظ.”
فالغزو الذي سمي بالفتوحات الإسلامية والجهاد في سبيل الله كان له دورٌ كبيرٌ في تزايد أعداد العبيد في المجتمع، وكان المسؤول عن أكبر عمليات الاسترقاق التي حدثت في التاريخ، وقالوا أن ذلك الجهاد كان لأجل تطهير الأرض من الكفار والظالمين!! يا ترى عن أي ظلم يتحدثون بعد كل ما فعلوه؟! وما معنى تجفيف منابع الرق إن كانت نتيجة الجهاد المزيد منهم في المجتمع، ما معنى تجفيف منابع الرق بعد أن أصبح العَالمُ عالمين، عالم المسلمين العرب الأحرار(حسب ترتيب العشائر)، وعالم العبيد المتشكل من باقي أديان وشعوب العالم؟؟!!
عــتــق الـرقــــبة قبـل الإســلام:
العبيد عموماً تعرضوا للكثير من الويلات وكانت حياتهم تتميز بالصعوبة والقساوة، وكانوا يعاملون معاملة الحيوان، لكن إن أردنا البحث في القوانين الجميلة والسنن والجمل المخالفة لذلك النوع من المعاملة، فسنجد الكثير عبر التاريخ.
تحرير الرقاب ككفارة في حالات الذنوب والإيفاء بالنذور وبعض المواقف الإنسانية أو كمكافأة هي ليست إنجازاً أو سبقاً إسلامياً، هي عادة كانت متبعة ومعروفة في الجاهلية، وكذا كانت معروفة في أديان وحضارات أخرى، وشيوخ المسلمين يقولون في باب دفاعهم عن العبودية في الإسلام ]وهي حجة سخيفة غير مقبولة أخلاقياً[ إن الإسلام ليس هو من اخترع العبودية، وهذه حقيقة، لكنهم يكذبون حين يتحدثون عن العتق، كون العتق ليس اختراعاً إسلامياً أيضاً، ويكذبون عندما يوحون بأنهم أصحاب تلك الفكرة والمبادرة.
في الجاهلية: هند بنت عتبة التي قتل والدها يوم بدر أعتقت العبد وحشي ]الذي كان غلاماً لجبير ابن مطعم بن عدى[ كمكافأة له على قتله حمزة عم النبي محمد، وحكيم بن حزام خويلد بن أسد عابد الأوثان أعتق مائة رقبة في الجاهلية، وفي الجاهلية شداد والد عنتره ]الذي أدعاه بعد كبره[ قال له كر يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب والصر! قال: كر وأنت حر.
وفي الجاهلية يقول الجواد حاتم الطائي مخاطباً عبده:
أوقد فإن الليل ليل قر……. والريح يا واقد ريح صر
علَّ يرى نارك من يمر…. إن جلبت ضيفاً فأنت حر
ثم بعد ذلك غزا محمد (أفضل خلق الله) مع الصحابة المجاهدين المبشرين بالجنة على قوم حاتم الطائي حيث أن أخلاق حاتم الكريمة لم تشفع له ولم تفد قومه ولا أهل بيته في شيء أمام جهاد المسلمين، ونتيجةً لذلك الجهاد تحولت نساء طي إلى سبايا، ولولا أن النبي محمد أعتق ابنة حاتم الطائي بعد عدة أيام نتيجة لاستجدائها المتكرر لكانت هي أيضا أداة لمتعة المجاهدين المبشرين بالجنة كباقي نساء قومها، وعن سبي ابنة حاتم قيل في تاريخ الرسل والملوك- ج2 ص77: “..فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا يحبسن بها…”.
وعن عتق النبي محمد لعبده في الجاهلية نقرأ في تفسير اللباب لابن عادل- ج13 ص50: “« وكان النبي (ص) أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي وتبناه قبل الوحي وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب» فلما تزوج رسول الله (ص) زينب بنت جحش وكانت تحت زيدِ بن حارثة قال المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله هذه الآية، ونسخ التبني.” فزيد الذي أعتقه محمد وتبناه في الجاهلية كان أفضل حالاً قبل نزول الوحي، الوحي الذي أمر محمد بتحريم التبني، الوحي الذي سهل لمحمد الزواج بزوجة أبنه بالتبني.
وأما في اليهودية: والتي سبقت الإسلام بالقرون الكثيرة، جاء عن العتق في التوراة التي قرأناها، سفر الخروج- باب معاملة العبيد: “إذا اقتنيت عبداً عبرانياً فليدخل في خدمتك ست سنين، وفي السابعة يخرج حراً بلا ثمن، وإن دخل وحده فليخرج وحده، وإن كان متزوجاً بامرأة فلتخرج امرأته معه، وإن كان زوجه سيده بامرأة فولدت له أولاد وبنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده ويخرج وحده…”
بمقارنة ما سبق مع الإسلام نجد أن سنوات الخدمة المحددة بست سنوات لعتق العبراني غير موجودة في الإسلام لأيٍ كان، وحتى لو عتق شخص ما في الإسلام فلا تعتق امرأته معه، وبالنسبة للأولاد القاعدة هي نفسها في الديانتين والأولاد للسيد كونهم أموال، وما سبق لا يعني أن العبيد عند اليهود كانوا أحسن حالاً عن ما هم عليه في الإسلام، لكن الواضح أنه حتى نصوص التوراة المعروفة بعنصريتها وتخلفها فيها بعض المحاسن للعبيد، وربما يعتبر اليهود ذلك رحمة وتجفيف منابع الرق ودعوة للمعاملة الحسنة كما يفعل المسلمون، والمسلمون في خضم أقوالهم يقولون حُرِمَ استرقاق العرب ولو كانوا غير مسلمين، وفي أحسن أقوالهم يقولون، حرم استرقاق المسلمين من غير العرب، وكل تلك القوانين رغم عدم ثباتها على وتيرة واحدة ورغم أنهم يعتبرونها من المحاسن لكنها في الحقيقة لا تعبر إلا عن العنصرية.
وفي بلاد بابل والحضارة البابلية [1800-600 قبل الميلاد]: في قصة الحضارة لول ديورانت- ج1، ص411، نقرأ أن العبد: “كان سيده أحياناً يكل إليه أعمالاً من الأعمال التجارية، وكان من حقه في هذه الحال أن يحتفظ ببعض أرباح العمل وأن يبتاع بها حريته ]يسمي المسلمون ذلك بالمكاتبة[, وكان سيده يعتقه أحيانا إذا أدى له خدمة ممتازة، أو خدمه زمناً طويلاً بأمانة وإخلاص.”
أما في اليونان: نقرأ في قصة الحضارة عن حياة اليونان والنهضة والآلهة والمتنبئون والمتنبئات-ج2، ص1983، أنه في يونان القديمة: “…إذا لم تكن هناك سلطة خارجية ترغم الكهنة على أن ينطقوا بما ترغب فيه، فإنهم كانوا يلقون على اليونان دروسا قيمة في الاعتدال والحكمة السياسية، فقد أعانوا على استقرار القانون وتثبيت دعائمه، وكان لهم أثر كبير في تحرير الرقيق، وقد اشتروا عددا كبيرا من الأرقاء لكي يحرروهم من الرق…” (كتخصيص الإسلام لجزء من أموال الزكاة لتحرير الرقاب).
وفي قصة الحضارة عن حياة اليونان والنهضة والكفاح في سبيل الحرية،ج2- صفحة2058: أنه في عام491م “حرر ملتيادس العبيد في أثينة وضمهم إلى الجيش مع الأحرار.” أي أن المقاتلين العبيد أصبح لهم نفس حقوق وواجبات الجنود الأحرار، وليس كما هو الحال في الإسلام، حيث أن عبيد المسلمين عند جهادهم في سبيل الله والإسلام لا يأخذون سهم أو حصة من الغنيمة كما يأخذ أحرار المسلمين. عن يحيى بن سعيد أنه قال: ما نعلم للعبيد قسما في المغانم وإن قاتلوا أو أعانوا. وفي البحر الرائق- باب الغنائم وقسمتها: “عليه السلام كان لا يسهم للنساء والصبيان والعبيد…”
وأيضاً في قصة الحضارة ص2132 نقرأ أن: “كثيرين من اليونان كانوا إذا قربت منيتهم يكافئون أشد عبيدهم إخلاصاً بعتقهم. كذلك كان العبد يُعتق أذا افتداه أهله أو أصدقاؤه كما حدث لأفلاطون (427-347ق.م)، أو افتدته الدولة نفسها من سيده نظير خدماته لها في الحرب، وقد يبتاع هو نفسه حريته بما يدخره من الأبولات…” (مكاتبة كما كانت موجودة في البابلية)
ومن النظريات الفاضلة عبر التاريخ نجد في القرن السابع قبل الميلاد في قوانين دولة ليكورجوس وارث عرش إسبطرة (جنوب اليونان): “لا يصبح أسرى الحرب عبيداً، إلا إذا أسروا في معارك خاضها اليوتوبيون أنفسهم، كما لا يصبح أبناء العبيد عبيداً، ولا أبناء أي شخص آخر كان عبداً عندما أحضر من بلد أجبني. فالعبيد عندهم، إما أولئك الذين حكم عليهم بأن يصبحوا عبيداً في بلادهم عقاباً على جرائم منكرة أرتكبوها، وإما أولئك المحكوم عليهم بالموت في مكان آخر عقاباً على خطأ ما.]تجفيف منابع الرق[…” (المدينة الفاضلة عبر التاريخ- ماريا لويزا برنيري، ترجمة د. عطيات أبو السعود)
يقول فريدريك أنجلز في أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، عن الأثنيين في القرن الخامس قبل الميلاد: ” غدا من الضروري الآن الحؤول دون تكرار تحويل الأثينيين الأحرار إلى عبيد. و قد تم ذلك قبل كل شيء بتدابير عامة مثل منع التزامات الدين التي كان شخص المدين بالذات ضمانتها و كفالتها. ثم أقر حد أقصى للملكية العقارية التي كان من الممكن أن يملكها الفرد و ذلك للحد بعض الشيء من طمع النبلاء الذي لا يروي غليله بأراضي الفلاحين.” ]تجفيف منابع الرق[
وعن روما والرومانيين: في قصة الحضارة- ج4، الصفحة 3264- باب مواهب الإمبراطور الروماني أغسطس السياسية،30 ق.م-14م: ” كان المحررون ينالهم نصيبهم من الأرزاق التي توزعها الدولة، فقد أعتق كثيرون من المواطنين عبيدهم المرضى أو الطاعنين في السن لكي تطعمهم الدولة، وحرر أكثر من هؤلاء لبواعث إنسانية، كما استطاع كثيرون منهم أن يقتصدوا من المال ما يبتاعون بهِ حريتهم.”
و” قد اشتهر سان جرمان
St. Germain
، أسقف باريس في النصف الثاني من القرن السادس في جميع أنحاء أوربا بما بذله من الجهود في جمع الأموال-وإنفاق ماله الخاص- لتحرير العبيد.” (قصة الحضارة- ص5185)
وفي قصة الحضارة- ج4 ص3481،عن قيصر والمسيح والزعامة وروما العاملة والطبقات (14-96م) نجد أنه: “كان في مقدور العبد في كثير من الأحوال أن يتجر لحسابه الخاص، وأن يعطي جزءاً من مكاسبه لمالكه، وأن يحتفظ بما بقي منها لتكون “ماله القليل
Peculium”
، أي ملكاً خاصاً له. وكان في وسع العبد بهذه المكاسب، أو بأمانته وإخلاصه في خدمة سيده، أو بالقيام له بخدمة غير عادية، أو بجمال خلقه، أن ينال حريته عادة في ست سنين” (أيضاً كما كانت الحال لدى البابليين واليونانيين، والذي سماه السادة المسلمون بعد آلاف ومئات السنين –المكاتبة- وربما أدعوا أنه لاختراع لإسلامي العظيم).
شيوخ وعلماء الإسلام والمسلمين يفتخرون بفقه الرق في الإسلام ويعتبرونه من مظاهر عظمة شريعتهم ودلالة على مناسبتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، والحقيقة أن الحضارات السابقة لهم بمئات وآلاف السنين فيها من القوانين الأفضل والأسمى، ومحمد ليس أول من أعتق عبده بل سبقه العالم بمئات وآلاف السنين، والشريعة المحمدية كانت آخر الشرائع في ذلك، وما يتحدث عنه شيوخ المسلمين من مكاتبة أو تخصيص قسم من أموال الزكاة لتحرير الرقاب وبعض أسباب تجفيف منابع الرق هي ليست مكرمة إسلامية ولا اختراع محمدي، والذين يتبجحون في الكتب وعلى صفحات الانترنت ويتحدثون عن تلك الأمور بفخر واعتزاز ويقولون “هل رأيتم مثل هذا” لا يعبرون إلا عن جهلهم وأمّيتهم، الذين يدافعون عن مفهوم العبودية ويعتبرونه وسيلة للإصلاح ليسوا سوى متغطرسين.
الشريعة المحمدية تقول لو ملك الابن أباه أو ملك الأب انه كعبد فعليه أن يعتقه، بالله عليكم هل هناك من هو بحاجة لهكذا تعليمات وقوانين في زماننا هذا؟! هل هناك من يختلف على جواز أو عدم جواز امتلاك الأخ لأخيه أو الابن لأبيه كعبد ؟! أو أن ما نتحدث عنه هو مرحلة تاريخية حلت وولت؟.