متى يخلع شيوخ السعودية سراويلهم الغربية؟

وفاء سلطان

نيكيتا خروتشوف كان القائد الأعلى للإتحاد السوفياتي في أواسط الخمسينيّات، وكان معروفا بخشونته وعدم تحلّيه بأيّة مرونة دبلوماسية .

يحكي أنه دعا سفراء الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوقياتي إلى حفل قدم لهم خلاله المشروبات الروحية وغير الروحية. أثناء الحفل تقدم منه سفير بريطانيا متوددا ومازحا ومشيرا إلى سفير الهند: انظر إلى ذاك الرجل إنّه يشرب العصير بدلا من الفودكا، يبدو أنه يتمسّك بتعاليم دينه! فردّ خروتشوف بلا أدنى تردّد: هو أفضل منك لأنه يلتزم بما يؤمن به!

أثار ردّ خرتشوف يومها زوبعة في سماء العلاقات الروسية البريطانية التي كادت تصل حدّ القطيعة.

************

الأسبوع الماضي صدرت فتوى جديدة لشيخ سعودي، وقد استند في فتواه على التعاليم الإسلامية التي تصرّ على ضرورة عدم التشبه بالكفّار.

نشرت الفتوى جريدة الوطن السعودية والكثير من المواقع الإسلامية وإليكم ملخصا عنها:

يحرم على المسلمين لعب كرة القدم إلا بتوافر عدد من الشروط، أهمّها:

(1) تلعبون بثيابكم أو ثياب النوم بدون السراويل الملونة المرقمة حيث إن هذه السراويل من ملابس الكفار والغرب فإياكم والتشبه بلباسهم.

(2) لا تجعلوا وقت لعبكم 45 دقيقة، كما هو الوقت المحدد عند اليهود والنصارى وجميع دول الكفر والإلحاد. عليكم مخالفة الكفار والفساق وعدم مشابهتهم بشيء.

(3) لا تلعبوا على مدار شوطين، بل شوطا واحدا أو ثلاثة أشواط حتى تتمّ مخالفتكم الكفار والمشركين والفساق والعصاة.

(4) كل ألفاظ القانون الدولي الذي وضعه الكفار والمشركون كالفاول والكورنر والأوت تترك ولا تقال. ومن قالها يؤنب ويزجر ويخرج من اللعب ويقال له بعلانية: إنك قد تشبهّت بالكفار والمشركين، وهذا حرام عليك.

(5) إذا لعبتم الكرة فلا تضعوا أثناء لعبكم شخصا يتابعكم تسمونه حكما. إذ بعد إلغاء القوانين الدولية يكون وجوده لا داعي له، بل وجوده تشبه بالكفار وباليهود والنصارى ووجوده طاعة في تنفيذ القانون الدولي. وكل من يعمل مخالفة لايتمّ إخراج بطاقة حمراء، بل يتمّ محاكمته في محكمة دينية.

(6) من أدخل الكرة منكم بين الأخشاب أو الحديد ثم أخذ يجري لكي يتبعه أصحابه ويعانقوه كما يفعل اللاعب في أمريكا وفرنسا فهذا يبصق في وجهه ويؤدب ويزجر، إذ ما علاقة الفرح والمعانقة والتقبيل بالرياضة البدنية التي تدعونها؟

(7) لا يجتمع عليكم أثناء لعبكم مجموعة من الشباب لينظروا إليكم. فإما أن تجعلوهم يشاركونكم في تقوية الأبدان والإستعداد للجهاد كما تزعمون، وإما أن تقولوا لهم اذهبوا للدعوة إلى الله تعالي ودعونا نقوي أبداننا.

وقد ختم الشيخ فتواه بقوله:

“ونسأله جلّ شأنه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه، اللهمّ آمين.

****************

لو اكتملت تلك الفتوى لكنت أنا الأخرى خروتشوف، ولأعلنت على الفور احترامي لهذا الشيخ ولكل شيخ يلتزم بتعاليمه. لكنّ المشكلة أنه أغفل، عمدا أم سهوا، الكثير من الأمور التي لا تقلّ أهمية وتشبها بالغرب عن كرة القدم. فاستجاب الله لدعائه وأرسل له وفاء سلطان كي تريه الحقّ حقّا والباطل باطلا، وذلك بإلقائها الضوء على بعض الأمور التي قد تهمّ هؤلاء الشيوخ، علّهم يعيدون النظر في فتاويهم الناقصة، فيصدرون عوضا عنها فتاوى أخرى تكون أكثر شمولا وترفض الأخذ بكلّ ما أتى به هذا الغرب الكافر!

*السيارة التي يركبها شيوخ السعودية، كانت منذ بدايتها فكرة

غربية. أكثر من مائة ألف مخترع ساهم في اختراعها وتطويرها

حتى وصلت لهم بالشكل الذي يستعملونه.

كان ليوناردو دافنشي أول من وضع فكرة التحرك بواسطة آلة، فرسم أكثر من مائة لوحة تجسد فكرته! لقد اعتمد مهندسو الطيران على إحدى تلك اللوحات لتصميم طائرة الهليوكبتر.

جاء بعده إسحاق نيوتن ليضع ثلاثة قوانين عن السكون والحركة، والتي صارت فيما بعد الأساس الذي اعتمد عليه العلماء لإختراع وسائط النقل.

عام 1769 اخترع الفرنسي
Nicolas-Joseph Cugnot
أول عربة يقودها محرك يشتغل على البخار، وركبها ثم قادها ليصطدم بجدار مسجلا أول حادث سيارة في التاريخ.

*الميكرفون الذي يستعمله شيخنا الفاضل لبث خطبه ونشر فتواه، هو بحد ذاته فكرة غربية. أول من أوجد مصطلح “ميكرفون” كان الفيزيائي البريطاني
Charles Wheatstone
وكان ذلك عام 1827 م، ثمّ جاء بعده
Emile Berliner
ليحوّل ذلك المصطلح إلى حقيقة ويخترع أول ميكروفون في التاريخ. ولولا ذلك الإختراع لظلّ شيوخنا يبعقون ويزعقون من على منابر المساجد: اللهم اقتل.. اللهم دمّر.. اللهم شتت.. حتى تفحّ وتبحّ حناجرهم.

*كرسي المرحاض الذي يجلس عليه شيخنا الموقّر لقضاء حاجته من بنات أفكار الغرب. أول من اخترعه وصمّمه الأمريكي
Thomas Crapper
، ولولا فضله لظلّ البدو هائمين في الصحراء يبحثون عن كثبان رمليّة ليستروا خلفها مؤخراتهم كلما ألحّت عليهم حاجاتهم.

*محارم الورق التي يستعملها الشيخ في المرحاض كانت أيضا من إنجاز جهابذة الغرب. صنعها لأولّ مرة الأمريكي Joseph Gayetty
، ولولا عبقريّته لظلّ سماحة الشيخ يبحث عن حجر أملس، كي يحمي مؤخرته من التشقق كلما قضى حاجته.

*أول من صمم ماكينة الخياطة بشكلها الحالي كان الفرنسي
Barthelemy Thimonnier
عام 1830م. ولولا تلك الماكينة لظل سماحة الشيخ يلف نفسه بمئزرة أو لاضطرّ أن يخيّط ثوبه بالمسلّة التي يخيّط بها حذاءه.

*ثلاجة الشيخ التي تحفظ له طعامه من حرّ الصحراء ولولاها لاستحالت حياته المعاصرة، صنعت في الغرب الكافر. كان Jack Perkins
أول من صمّم براد في تاريخ البشريّة عام 1895م.

*الراديو، الذي يعتمد عليه شيخنا لإيصال فتواه وتعاليمه إلى أتباعه، ولد كفكرة في ذهن العالم الإيطالي
Guglielmo Marconi
عام 1895م.

*المصباح الكهربائي، الذي يستنير به الشيخ من عتمة الليل، كان من تصميم واختراع العالم الأمريكي
Thomas Edison
عام 1892م.

*التلفزيون، ذلك الجهاز الذي يتحفنا وعلى مدى 24 ساعة في اليوم بصورة سماحته وهو يمشّط لحيته بأصابعه ويكرر على مسامعنا فتاوى مللنا من تكرارها، كان أول من أوجده كفكرة على الورق العالم الأمريكي
Philo Farnsworth .

*ميكروسوفت، أعظم برامج الكومبيوتر، لم تكن من إنجاز الشيخ ابن تميمة إنّما من إنجاز العالم الأمريكي
Bill Gates وكان ذلك عام 1970م. ألم يكن الشيخ سباقا لإستخدام هذه البرامج كوسيلة يصل من خلالها وبالسرعة القصوى إلى القسم الأكبر من أتباعه.

*الساعة التي ينظّم بها الشيخ أوقات الآذان والصلاة، هل تساءل يوما من ابتكرها له؟! الإغريق هم أول من عرف شكلا من أشكال التوقيت. كان ذلك عام 250 قبل الميلاد، ولم يكن الإغريق يومها أقلّ كفرا عن أحفادهم اليوم! وساعة اليّد التي يزيّن بها سماحته معصمه ويكبّر بناء على توقيتها، أول من صممّها له العالم البريطاني
Peter Henlein
عام 1510م.

*قلم الرصاص الذي يحمله سماحته بين أصابعه ولا يعتبره من الناحية الدينيّة مفسدا للوضوء، تمّ تصميمه لأول مرّة من قبل الكفرة في بريطانيا وكان ذلك عام 1564م.

*الورق، الذي يكتب عليه شيخنا فتاويه وتعاليمه وينسخ كتابه المقدّس، أول من اخترعه الصيني
Cai lun
، وكان ذلك عام 105 قبل الميلاد.

*أول من صممّ قلم الحبر بشكله الحالي كان الأمريكي “الكافر ابن الكافر”
John Loud
، وكان ذلك عام 1888م.

*لنفترض جدلا أنّ سماحة الشيخ يفرشي أسنانه، ولنتساءل: من صممّ له فرشاة الأسنان بشكلها الحالي؟ كان الصينيون أول من فكر بتنظيف الأسنان وابتكروا عصيا صغيرة ليحكّوا بها أسنانهم في محاولة لتنظيفها، وكان ذلك سنة ثلاثة آلاف قبل الميلاد. أمّا الإنكليزي
William Addis
فهو أول من صممّ فرشاة الأسنان بشكلها الحالي.

***************

إذا تركنا القضايا اليوميّة التي تحيط بنا من كلّ حدب وصوب، والتي لا نستطيع أن ننجزها بدون استعمال ما تكرّم به العقل الغربي “الكافر” على العالم كلّه، إذا تركنا تلك القضايا ودخلنا ميدان القضايا الصحيّة والطبيّة لوجدنا القائمة تبدأ ولا تنتهي.

أهمّ وسيلتين في تاريخ الطبّ لحماية الصحّة العامة هما: “التعقيم واللقاحات”، وكلا الوسيلتين ولدتا في أذهان الغربييّن حيث، وعلى ذمّة سماحة الشيخ، لا يوجد سوى الكفر والضلال والفاحشة.

*الطبيب الفرنسي
Louis Pasteur
كان أول من توصّل إلى التعقيم، وطالب باعتماده كوسيلة لقتل الجراثيم وحفظ الأطعمة من التلوث بها. ولولا تلك الوسيلة لما وصلت إلى الديار الإسلامية “المقدّسة” الأغذية المعلبة والمغلّفة ولفتكت بالناس هناك المجاعات وأمراض التسمم الغذائي.

*اللقاحات التي جنّبت العالم آلام وعواقب الكثير من الأمراض والأوبئة، كانت من أهمّ الإكتشافات في تاريخ الطبّ. أولها كان لقاح الجدري وقد اكتشفه البريطاني
Edward Jenner
عام 1700م. بينما في عام 1980 وبفضل الغرب “الكافر” أعلنت منظمة الصحة العالميّة أنها قبرت مرض الجدري وإلى الأبد في عبارتها الشهيرة:
The world and its people are free from smallpox epidemic
لقد تحرر العالم وأبناؤه (وطبعا لم يستثنوا البدو وشيوخهم) من وباء الجدري.

Jonas Salk*
أكتشف، ولأول مرّة في تاريخ البشريّة، لقاحا يحمي من شلل الأطفال عام 1955م. هل يعلم سماحة الشيخ بأنّه يحمل في دمائه جرعة من ذلك اللقاح؟!! وهل فكّر يوما بأن الطبيب سالك هو يهودي الأصل؟!! هل تساءل كيف سمح لهؤلاء “القردة والخنازير” أن يصلوا إلى دمائه فيلوثوها بأوساخهم؟!!

*لقاح الجزام اكتشف لأول مرّة في أمريكا وكان ذلك عام 1896م، ولولا هذا اللقاح لالتزم البدو بنصيحة نبيّهم محمد وظلّوا يهرولون في الربع الخالي مذعورين يفرّون من الجزام فرارهم من الأسد.

*المضادات الحيويّة التي تستعمل لعلاج الأمراض الإنتانيّة، تلك الأمراض التي مازالت حتى تاريخ اللحظة تشكّل السبب الأول لوفاة الأطفال في الدول الإسلاميّة، تمّ اكتشافها في الغرب. كان الطبيب البريطاني
Alexander Fleming
أول من اكتشف البنسيللين كأول مضاد حيوي يعرف في تاريخ البشريّة. لولا هذا الإكتشاف لمات الشيخ من جرّاء أيّة وعكة صحيّة بسيطة قد تسببها الجراثيم التي تعشعش في لحيته وتحت أظافر يديه.

*الأشعة السينية، التي يعتمد عليها الأطباء في السعوديّة وكلّ البلدان الإسلاميّة لتشخيص ورم سرطاني استقرّ في صدر أو دماغ الشيخ، هي أيضا من اكتشاف الغرب. كان أول من اخترعها الألماني
Wilhelm Rontgen
عام 1896م.

*الأنسولين عقار يستعمل لعلاج مرض السكري، ذلك المرض الذي، وحسب توقعاتي، بات عدد كبير من أهل السعودية يعانون منه بعد أن تخلّوا عن حميرهم وبغالهم التي سخّرها الله لهم وامتطوا سيارات الغرب. كان أول من أكتشفه الطبيب الكندي
Frederick Banting
عام 1922م. لست أدري إن كان سماحة الشيخ يدري بأنّهم يستخرجون الأنسولين أحيانا من بنكرياس الخنزير.

*قد يكون من الكفر بمكان أن نتّهم الشيخ بقصر البصر. لكن إذا افترضنا أنه اضطرّ لاستعمال نظارات طبيّة لقصر في بصره وليس في بصيرته، لاسمح الله، سنجد أنفسنا أمام سؤال: هل يدري سماحته بأن الصينيّين هم أول من حاول تكبير الأشياء كي تبدو أكثر وضوحا للعيون التي أرهقها الزمن وكان ذلك عام 1275م ؟!! وهل يدري بأنّ الصينيّين أشدّ كفرا من أهل الكتاب، والتشبه بهم أكبر مقتا عند الله، فهم وثنيّون وليس لديهم كتاب ؟!!

*أمّا بالنسبة لسماعة الإذن الطبيّة فليس من المعروف من هو أول من صممّها. لكن من المؤكّد بأنّه ليس سعوديّا وليس مسلما، والأرجح أنّه الأمريكي
Miller Reese.

*************

عندما يتمكّن الأطباء في السعوديّة من تشخيص ورم سرطاني استقر داخل جمجمة سماحة الشيخ يهرعون به، وعلى متن طائرة ملكيّة بسرعة الصاروخ إلى الغرب الكافر.

هل تساءل سماحته يوما: لماذا يثق بالغربييّن الكفرة كي يفتحوا له جمجمته ويستأصلوا أورام دماغه الخبيثة، ولا يثق بهم لأن يفتحوها كي يغسلوا سموم هذا الدماغ الأشد خبثا؟!!

الورم الدماغي قد يقتله، لكنّ سموم دماغه تساهم في قتل أكثر من بليون مسلم!

****************

العلماء الاستراليون توصلوا مؤخرا إلى اختراع غريب من نوعه، قد يحتاج إليه سماحة الشيخ. من المثبت علميّا أن الإنسان لا يستعمل منخلايا دماغه سوى أقلّ من 10%، بينما بلايين الخلايا تظلّ في حالة خمود. استهجن علماء استراليا تلك الحقيقة وتساءلوا: ما الحكمة منها؟!! لم يقفوا عن حدود التساؤل، بل راحوا يبحثون عن طرق ما لتنشيط الخلايا الخامدة. توصل العالم
Dr. Allen Snyder
وزميلته “الناقصة عقل”
Dr. Elaine Mulcahy
إلى اختراع آلة تنشر أمواجا كهراطيسيّة وتقوم، عندما تسلّط على الدماغ بتنشيط تلك الخلايا. جرّبوا آلتهم السحريّة على 17 شخصا، فأعطت نتائج مذهلة خلال أقل من 15 دقيقة. يقول العالم المصممّ لتلك الآلة: إنّنا سنتمكن من خلال هذا الإختراع إلى إطلاق عبقريّة الإنسان نحو آفاق أبعد.

السؤال الذي يطرح نفسه: عجبا، لو سلّطنا تلك الأمواج على دماغ الشيخ هل ستقوده عبقريّته إلى فتاوي أكثر ذكاء؟!!

وهل سيكون أكثر قدرة على أن يرى الحقّ حقا والباطل باطلا؟!!

وهل سيسعى إلى تعميم فتواه عن كرة القدم لتشمل كلّ ما يمتّ للغرب بصلة؟!!

عندما يفعل ذلك سيمدّ خروتشوف، الذي لم يعرف يوما إلها أو دينا، رأسه من قبره متحديّا جورج بوش وطوني بليير وصائحا بهم: ألم أقل لكم بأنني أحترم هؤلاء المسلمين أكثر منكم لأنّهم يلتزمون بتعاليم دينهم؟!!

***************

قد يقرر سماحته أن يعمم فتواه كي لا يتشبّه بأيّ من كفار الغرب، فيعيد النظر في استعمال كلّ ما تفضّل عليه به هؤلاء الكفّار، من يدري؟!!

لكنني أنصحه، وقبل أن يتّخذ قراره، بأن يتأكد من أنّهم يزرعون أشجار التوت في السعودية وفي كلّ البلدان الإسلاميّة. إنّهم، وليس لديّ أدنى شكّ، سيحتاجون إلى أوراقها، فالله سبحانه قد أمر بالحشمة وكشف العورة حرام!!

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.