العبودية في الإسلام 26

سردار أحمد

الموالي ج2:
متابعةً لقضية الموالي، وتميز العرب وترفعهم عن القوميات الأخرى، واستمرار النظر للمحررين أو المعتقين من العبيد نظرة ذل واحتقار واعتبارهم منحطين، وكل ذلك بترخيصٍ من الشريعة الإسلامية، أذكر بعض المفردات من المورث الثقافي العربي الإسلامي مما حفظتها لنا قواميس تلك الثقافة، وهي مفردات ذات دلالة عنصرية كان لا بد لهم منها لتنظيم مجتمع عماده العبيد والموالي، كما سأحاول توضيح ما تعنيه هذه الكلمات في اللغة العربية أو لغة القرآن بشكلٍ مختصر، فالنظرة العنصرية التي كانت تنظر للموالي امتدّت لتشمل أولادهم حتى بعد ما يسمى بعتق الرقبة، فكانوا يحقرونهم ويسمونهم بتسميات تتماشى مع ذلك التحقير، والكلمات نفسها كانت تستخدم للحيوانات، والسيئي الخلق والصفات من الناس على حدٍ سواء.
من مفردات العنصرية عند العرب:

الهجين:
وهو من ولد من أبٍ عربيٍ وأمٍ عجمية (والعجم يستخدم للبهائم ولغير العرب)، والتهجين التقبيح، وكانت الكلمة تستخدم لابن الأمة للتحقير، وفي الكامل في اللغة والأدب ص142: “الهجين عند العرب: الذي أبوه شريف وأمه وضيعة”، وفي الصحاح في اللغة ج2 ص245 “الهاجن: الصبية تزوج قبل بلوغها. وكذلك الصغيرة من البهائم”، وذكِر في شرح مختصر الخليل للخرشي ج10 ص69 “الهجين من الخيل من أبوه عربي وأمه نبطية أي رديئة وعكسه مقرف اسم فاعل من أقرف وهو من أمه عربية وأبوه نبطي أي رديء ومنهم من عكس ومن الآدمي من كانت أمه غير عربية كالمعتقة وأبوه عربي”
ذكِرَ في فتح القدير ج13 ص20 “في سيرة ابن هشام: حدثني أبو عبيدة قال: كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سلمان بن ربيعة الباهلي وهو بأرمينية يأمره أن يفضل أصحاب الخيل العراب على أصحاب الخيل المقارف في العطاء، فعرض الخيل فمر به عمرو بن معدي كرب فقال له سلمان: فرسك هذا مقرف، فغضب عمرو وقال: هجين عرف هجينا مثله”
وها هو ذا كَعبُ بن مالك شاعر الإسلام يقول متفاخراً في غزوة أُحد:
سَأَلْتُ بِك ابْنَ الزّبَعْرَى فَلَمْ…… أُنَبّأْك فِي الْقَوْمِ إلّا هَجِينَا
خَبِيثًا تُطِيفُ بِك الْمُنْدِيَاتُ…… مُقِيمًا عَلَى اللّؤْمِ حِينًا فَحِينَا

المقرف:
إن جاء الولد من أمٍ عربيةٍ وأبٍ أعجميٍ فهو المقرف، ذكر في نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد ص11 “المقرف: هو ما كانت أمه أشرف من أبيه مأخوذ من القرف، وهو القرب، لقربه من الهجين، وإن كان أحط منه”، وفي حاشية الصبان على شرح الأشموني ص1795 “المقرف الذي أبوه عجمي وأمه عربية والكريم الذي أبوه وأمه عربيان”، ورد في لسان العرب ج9 ص279 أن “المقرف من الخيل الهجين وهو الذي أمه برذونة وأبوه عربي… والمقرف أيضا النذل”، وفي كتاب -عمر بن الخطاب، لعبد الرحمن أحمد بكري، ص369 “اعلم رحمك الله أن العرب كان الولد عندهم إما أن يكون صريحا، وإما أن يكون هجينا، وإما أن يكون مقرفا: فإن جاء الولد من أب عربي، وأم عربية فهو الصريح، وإن جاء الولد من أب عربي وأم أعجمية فهو الهجين المحتقر عند العرب، وإن جاء الولد من أم عربية وأب أعجمي. فهو المقرف وهو العار الذي لا عار بعده.”

المذرَع:
في لسان العرب، وكذا في تهذيب اللغة ج1 ص262: “قيل المذرع من الناس بفتح الراء الذي أمه أشرف من أبيه”، وذكر في تاج العروس ص5220 أن “المذرع من الناس: من أمه أشرف من أبيه… وأنشد الأزهري:
{إذا باهلي عنده حنظلية…… لها ولد منه فذاك المذرع} قال الجوهري: كأنه سمي مذرعا بالرقمتين في ذراع البغل لأنهما أتتاه من ناحية الحمار.”

البرذون:
هو أيضاً كالمقرف والمذرَع أي من كانت أمه عربية وأبوه غير عربي، وقيل “البرذون: يطلق على غير العربي من الخيل والبغال”، وفي تفسير الطبري ج5 ص601، البرذون “هو ما كان من الخيل من نتاج غير العراب، وهو دون الفرس وأضعف منه. والهجن جمع هجين: وهو من الخيل الذي ولدته برذونة من حصان غير عربي، وهي دون العرب أيضًا، ليس من عتاق الخيل، وكلاهما معيب عندهم.” وفي الإشارات في علم العبارات ص202-عن تفسير رؤى البرذون في الحلم- قيل “قد يدل البرذون على العبد والخادم.” وفي مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل، ج9 ص493: “قال ابن حبيب البراذين هي العظام قال الباجي: يريد الجافية الخلقة العظيمة الأعضاء، وقال غيره: البرذون ما كان أبواه قبطيين، فإن كانت الأم قبطية والأب عربيا كان هجينا، وإن كان بالعكس كان مقرفا، ومنهم من عكس هذا، انتهى. من ابن غازي: والمقرف اسم فاعل من أقرف قال في الصحاح في فصل القاف من باب الفاء: والمقرف الذي دانى، الهجنة من الفرس وغيره الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك؛ لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم”

العتيق:
العتيق هو الحر، وقالوا الخيل نوعان عتيق وهجين، في تفسير حقي ج6 ص483 “العتيق بمنزلة الغزال والبرذون بمنزلة الشاة فالعتيق ما ابواه عربيان سمى بذلك لعتقه من العيوب وسلامته من الطعن فيه بالأمور المنقصة. وسميت الكعبة بالبيت العتيق لسلامتها من عيب الرق لأنه لم يملكها مالك قط”، وفي العباب الزاخر- ج1 ص161 “الهجين: الذي أبوه عتيق وامه مولاة”

الفلنقس:
وجمعها الفلاقس، ورد في-فصل المقال في شرح كتاب الأمثال ص94 أن الفلنقس “هو الذي أبوه مولى وأمه مولاة، وقال ابن السكيت: الفلنقس العربي لعربيين وجدتاه من قبل أبويه أمتان.” وذكر لنا الحاوي في فقه الشافعي ج9 ص490 أن “الصريح النسب: الذي أبواه عربيان. والهجين: الذي أبوه عربي وأمه أمة. والمذرع: فيه تأويلان: أحدهما: الذي أمه عربية وأبوه عبد. والثاني: أنه الذي أمه أشرف نسبا من أبيه. قال الشاعر: إن المذرع لا تغني خئولته كالبغل يعجز عن شوط المحاضير والفلنقس فيه تأويلان: أحدهما: أنه الذي أبوه مولى، وأمه عربية. والثاني: أنه الذي أبواه عربيان، وجدتاه من قبل أبويه أمتان”، وفي محاضر الأدباء ج1 ص158 “الناس ثلاثة أصناف: عرب وعجم وموال، فالعرب قسمان: ولد اسماعيل بن إبراهيم وقحطان بن عابر، وهم هجان وهو الخالص، وهجين وهو الذي أمة أعجمية حرة كانت أو أمة، فإذا تردد فيه أعراق العجم فهو المعلهج، وأما الفلنقس فهو الذي أمه أمة وخاله عبد…”، وفي كتاب الجيم ص173 “قال الأكوعي: الفلنقس من الرجال: الصغير الذميم المدور الرأس”، وفي جمهرة اللغة ج2 ص154 “فلقس: بخيل لئيم؛ ومنه اشتقاق الفلنقس، وهو السفلة من الناس الرديء”
قال الراجز: العبد والهجين والفلنقس…… ثلاثة فأيهم تلمس

المعلهج:
في الصحاح في اللغة ج1 ص494 “المُعَلْهَجُ: الهَجين”، وفي مجالس ثعلب ج1 ص83: “المعلهج: الذي ليس بخالصٍ”، وقيل في تاج العروس ص1463 أن “المُعَلْهَجُ: الدعي والذي ولد من جنسين مختلفين. وقال ابن سيده: وهو الذي ليس بخالص النسب.” وفي السيرة النبوية لأبن كثير ج1 ص339 “المعلهج: الرجل الاحمق الهذر اللئيم”
اما في خزانة الأدب ج3 ص1 “الهجين: اللئيم، وعربي ولد من أمة، أو من أبوه خير من أمه. وفرس هجين: غير كريم، كالبرذون. والعشار، بالكسر: جمع عشير، وهو القريب والصديق، أو جمع عشراء، والعشراء من النوق: التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية، أو هي كالنفساء من النساء. وقال أبو محمد الأعرابي: الفند كناية عن الرجل الوضيع. وأبو قبيس: الرجل الشريف. و المعلهجة: الفاسدة النسب، أي: تزوجت هذه المعلهجة ومهرت مهر الشريفة.”، وكذا في فرحة الأديب ص8 “أبو قبيس: الرجل الشريف، المعلهجة: الفاسدة النسب، أي تزوجت هذه المعلهجة ومهرت مهر الشريفة.” وفي كتاب العين ج2 ص277 “علهج: المعلهج: الرجل الاحمق المذر اللئيم الحسب.”
قال زرارة بن ثروان العامري:
قد اختلط الأسافل بالأعالي…… وماج الناس واختلط النجار
وصار العبد مثل أبي قبيس…… وسيق مع المعلهجة العشار

المكركس:
المُكَرْكَسُ في كتاب العين ج5 ص425 هو “الذي ولدته الإماء. والكَرْكَسُة: مشية المقيد”، وفي تهذيب اللغة ج3 ص326 “المكركس: الذي أُمُّ أُمه، وأُمُّ أبيه، وأُم أُمَّ أمه، وأم أم أبيه: إماءٌ.” وفي المحيط في اللغة ج2 ص29 “المكركس: الذي ولدته أمتان أو ثلاث.”، وكذا في لسان العرب ج6 ص196 “المكركس الذي ولدته الإماء وقيل إذا ولدته أمتان أو ثلاث… الكركسة مشية المقيد والكركسة تدحرح الإنسان من علو إلى سفل وقد تكركس.”، وفي قاموس المحيط ج2 ص111 “المكركس من ولدته الإماء، أو أمتان، أو ثلاث، أو أم أبيه وأم أمه وأم أم أمه وأم أم أبيه إماء.”، وفي المحيط في اللغة ج2 ص29 “المكركس: الذي ولدته أمتان أو ثلاث. والكركسة: الترديد. والمكركس: المقيد، يقال: كركسه. والتكركس: التلوث فيما فيه الإنسان.” والكركسة عموماً هي تكرار الهجناء.

محيوس:
في تاج العروس ص3908 هو “الذي أبوه عبد وأمه أمة كأنه مأخوذ من الحيس”، وفي المحكم والمحيط الأعظم ج2 ص64 “المحيوسُ: الذي أحدقت به الإماء من كل وجه، يُشبَّه بالحيْسِ وهو يخلط خلطا شديدا، وقيل: إذا كانت أمه وجدته أمَتَينِ فهو مَحْيوسٌ.”، وفي القاموس المحيط ج2 ص77 “ورجل محيوس ولدته الإماء من قبل أبيه وأمه. وحيس حيسهم دنا هلاكهم. وحاس الحبل يحيسه فتله.”، وكذا ذكر المحيط في اللغة ج1 ص242: ” وقال أبو عبيد: المحيوس من المماليك، الذي قد أحدقت به الإماء من كل وجه.”، وفي جمهرة اللغة ج1 ص275 “رجل مَحْيوس، إذا ولدته الإماءُ من قِبَل أبيه وأمه. قال أبو بكر: أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحِيساً مثل مَخِيط.” وكذلك قالت مجلة الجامعة العربية ج37 ص87 ” فإن أحدقت به الإماء من كل وجه فهو محيوس”.

المزلج:
المُزَلَّجُ هو الدون من كل شيء، في التذكرة الحمدونية ج1 ص428 “المزلج من الفتيان: غير الكامل”، وفي المحيط في اللغة ج2 ص94 “المزلج: الخفيف من كل شيء حتى الخفة في الحال.” عن أبي عمرو في تهذيب اللغة ج3 ص469 “المُزَلَّجُ من الرجال: المُلصق بالقوم”، وكذا قال الصحاح في اللغة ج1 ص289 “المزلج أيضا: الملزق بالقوم وليس منهم”، وفي فقه اللغة ص30 “إذا كان الرجل مدخولاً في نسبه مضافاً إلى قوم ليس منهم، فهو دعي ثم ملصق ومسند ثم مزلج ثم زنيم”، وقالوا: “عربي خالص، غير مشوب ولا معلهج ولا مذرَّع ولا مزلج”، وفي العقد الفريد ج1 ص69، “قال عبد الله بن مالك الخزاعي: دخلت على أمير المؤمنين المهدي وعنده ابن دأب وهو ينشد قول الشماخ:
دَعوتُ إلى ما نَابنِي فأجَابَنِي …… كريمٌ من الفِتيَانِ غَيرُ مُزَلَّجِ”

العفنقس والأقفس:
في المحكم والمحيط الأعظم ج1 ص344 “العفنقس الذي جدتاه لأبيه وامراته عجميات. والعفنقس والعقنفس جميعا: السيئ الخلق. وقد عفقسه وعقفسه: اساء خلقه.” كما ورد في أمالي القالي ج1 ص46 أن “المعلهج: المتناهى فى الدناءة واللؤم، وكان أبو بكر يقول: هو اللئيم فى نفسه وآبائه.” وكذا في المخصص ج1 ص283 “العفنقس – الذي جدتاه من قبل أبيه وأمه وامرأته أعجميات، قال صاحب العين، والأقفس من الرجال – المقرف ابن الأمة وأمه قفساء وهي الأمة الرديئة اللئيمة ولا تنعت به الحرة ويسمى الولد في بطن أمه إذا أخذت من أرض الشرك حميلا.” كما ذُكِرَ في لسان العرب ج6 ص144 أن “العفنقس الذي جدتاه لأبيه وأمه وامرأته عجميات والعفنقس والعقنفس جميعا السيء الخلق المتطاول على الناس وقد عفقسه وعقفسه أساء خلقه والعفنقس العسر الأخلاق”، وفي تاج العروس ص 4027 “العفنقس: هو المتطاول على الناس والذي جدتاه لأبيه وأمه وامرأته عجميات”، وفي مختار الصحاح “قد عَفْقَسَه وعقْفَسَه: أَساءَ خُلُقَه. والعَفَنْقَس: العسِر الأَخلاق، وقد اعْفَنقس الرجلُ، وخُلُق عَفَنْقَس؛ قال العجاج: إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، أَقرَّه الناس، وإِنْ تَفَجَّسا قال: عَفَنْقَسٌ خُلق عسير لا يستقيم”

ما تقدم كان المورث الإبداعي الثقافي العربي الإسلامي صاحب المقاييس الواضحة في التسميات المُذِلة، والتشابيه الموَحِدة بين غير العرب –العبيد والموالي- والحمقى والمغفلين والحيوانات، وشدة التعصب للعروبة أسقطوها حتى على تقييم الحيوانات، حيث ميزوها عرقياً وطبقياً وجعلوا عربيها الشريف، والغير عربي منها المنحط، قد يتغنى الغير بالعلم والمخترعات، ويفتخر بحقوق الإنسان والحرية، وربما تتفاخر سويسرا بجمالها، وهولندا بأزهارها، أو قد تتميز أستراليا بكنغرها، والصين بسورها العظيم ومصر بأهراماتها، وكلها ميزات تميز البلدان نحو الجمال والتنوع والإبداع، لكن أن يتغنى البشر بالحسب والنسب وتصل بهم الدرجة بأن يتغنوا بحسب ونسب حتى حيواناتهم فهذه صورة لا تعبر إلا عن ذهنية متخلفة، يُعَبَر عنها هذه الأيام في مناهج التربية والتعليم بالمدارس باستخدام تسمية “عيد المعلم العربي” للدلالة على “عيد المعلم” وبذلك يكون التوجه نحو المحافظة على احترام المعلم العربي وليس أي معلم كان، وكأنه ليس تكريماً للعلم، أو كأن الاحتفال هو بالعروبة، وها هو سليمان العيسى يعبر لنا عن تلك الذهنية، والعقلية المتخلفة عقلية الحسب والنسب، على طريقته، “يقول د. حسام الخطيب: سليمان العيسى ظاهرة قومية شعورية شعرية، امتدت على مدى العقود الأربعة الماضية من حياة الأمة العربية، وتفاعلت ومازالت تتفاعل مع تطورات مصير هذه الأمة التي كتبه لها عصرها، أو بنوها، أو أعداؤها”، وبغض النظر عن نظرية -أعداء الأمة العربية- فأنظروا للظاهرة القومية الشعورية ماذا يبدع وماذا يستشعر وماذا يقول في الحصان العربي:
لا تسلني من أنا؟….. ملك الحسن أنا
الأصيل ابن الأصيل……الحصان العربي
من الواضح أن بوصلة التاريخ عنده (ومثله كُثُر) قد توقفت منذ عقود كثيرة خَلَت، ولم يجد شيء يتغنى به من حضارته فتغنى بحسب ونسب حصانه، في حين كان بإمكانه أن يتغنى بميزات الحصان العربي من قوة أو صبر…الخ.
هذا هو خط الإسلام الرئيسي في التعبير عن كرامة الإنسان وحريته، الخط الذي لا يعبر إلا عن العصبية والكراهية والحقد ضد غير العرب، وهذه هي جذور الحضارة التي يتغنون بها ويروجّون لها، وهذا هو الوعاء الحضاري الذي يدورون في فلكه، وذاك كان غيضٌ من فيضٍ من الحضارةِ التي يدعون، وإلى الذين يتحدثون عن العنصريين مدعين أنهم لا يتعاملون بمبادئ الإسلام وروحه، حبذا لو تعرفوا على تلك المبادئ, وتلك الروح على حقيقتها خارج معلومات كتب المرحلة الابتدائية وقصص الأطفال.

يـــتـــبـــع   سردار أحمد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

الاب طنوس يفضح حقائق عن سيطرة النظام على الكنيسة السورية

عن كلنا شركاء

الأب أسبريدون طنوس

حقائق للنشر
………………….
و من اجل وضع النقاط على الحروف كان لابد من ايضاح الحقائق التالية:

1- من دون ذكر الاسماء هناك من سمح للنظام البعثي الحاكم في سوريا بإدارة الكنيسة عوض عن الكنيسة, على سبيل المثال لا يحق لاحد ان يصبح كاهنا الا بموافقة السلطات الامنية, و فقط اذا صرح انه يدعم سياسة النظام.
2- , من دون ذكر الاسماء هناك من منع الكنيسة من التحرك امام نظام سرق تراث ارثوذكسي يعود الى القرون الاولى , و هو ملك للأرثوذكس.
3- من دون ذكر الاسماء هناك من منع التحقيق بمقتل البطريرك الياس الرابع معوض.

طبعا الاسماء و الوثائق موجودة, و يتم التحضير في المرحلة القادمة لملاحقة هؤلاء بالقانون

………………………………………………………………………………………………………………………………………

بنت العاصي الثائرة

ايها الاب الجليل :رجال الدين المسيحي للاسف الشديد كلهم مع النظام الفاشي ويدعمونه بقوة .وهؤلاء رجال الدين مثل رجال الدين الدروز لهم تأثير كبير على رعيتهم .لذلك كما رجال الدين المسيحي شبيحة للنظام كذلك فان رعاياعم شبيحة للنظام ويقاتلون الثوار .
كلنا نعرف ان اي مطران او بطريرك لن يصبح مطرانا او بطريركا إلا بموافقة المخابرات .واي مطران يجب ان يكتب تقارير باي شخص ينتقد النظام من رعيته .هذا المطران لوقا الخوري من اكبر شبيحة النظام .سيارته كانها سيارة رئيس فرع مخابرات عسكرية مليئة بالسلاح ومعه مرافقة .شبيح من الطراز الاول ,وقد قام بتسليم عدد من شباب رعيته للمخابرات لانهم انتقدوا النظام امامه .وقبله اسيدور بطيخة من اوائل الشبيحة .وكان يطلق عليه لقب زعيم الشبيحة .الاب الياس زحلاوي من اكبر الداعمين للنظام وشبيح بامتياز .وغيره وغيره الكثير .لذلك ايها الاب المحترم يجب ان يصل هذا الكلام الى رجال الدين عندكم الشبيحة بانهم هم الذين سيخربون بيوت المسيحيين في سوريا من شدة غبائهم وارتباطهم بالسلطة والمخابرات .
كيف سيرضى عليهم الثوار وهم يرون ان اغلبهم مع النظام ويقاتلون الثوار والجيش الحر ؟ويعلنوها صراحة وبلا خجل انهم داعمين للنظام بقوة وضد الثورة والثوار .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

العبودية في الإسلام 25

سردار أحمد

الحلقة الخامسة والعشرون
الموالي ج1:
ماذا بعد تحرير الرقبة في الإسلام؟
في الدين الإسلامي عتق العبد لا يعني أنه أصبح حراً مستقلاً، فبعد العتق تبقى هناك صلة تشد العبد المعتوق إلى مُعتِقِهِ، وهذه الصلة لا تنحصر فقط بينه وبين مُعتِقِهِ، بل تُجَر وتنتقل من أولاده وأحفاده وأولاد وأحفاد معتقيه ما تناسلوا، وتسمى هذه الصلة (الولاء)، والولاء يجر الولاء، والعبيد المعتقون يسمون الموالي، وهذا الولاء هو نوع من أنواع الاعتراف بالفضل للمالك باعتبار أنه وهب العبد حريته، والموالي هم طبقة تتوسط الأحرار والعبيد، بمعنى أنهم أحط من الأحرار وأرفع من العبيد، والولاء كنظام اجتماعي كان معروفاً قبل الإسلام، ومقولة إن “الموالي هم المسلمون من غير العرب” سببها أن المسلمين العرب كان لهم استرقاق المسلمين من القوميات الأخرى، لكنهم فضلوا عليهم ولم يسترقوهم، وبذلك أصبح الآخرون موالين لهم لأنهم يُعتَبَرون بحكم المُعتَقين، وبكلمة أخرى الموالي هم عبيد العرب المعتقين، الأحط منزلة، المجبرون على الولاء للعرب بالرغم منهم، وتسميتهم بموالي العرب تأتي تميزاً وترفعاً للعرب على الغير.
والولاء له ثلاثة أنواع، فهناك ولاء الجوار، ولاء الحلف، والنوع الثالث والأخير هو ولاء العتاقة، وهو يلي ولاء الحلف في درجته الاجتماعية، وعن الفرق بين ولاء الحلف (التحالف) وولاء العتاقة (أعتق)، أن ولاء الحلف كان بين العرب، اما ولاء العتاقة فكان لغير العربي (لأنه عبد فأعتق)، وبذلك عندما يوالي من هو غير عربي قبيلة أو عشيرة من العرب فذلك الولاء يكون ولاء عَتاقة (العتاقة بفتح العين)، أي هو الذي أعتق من الرق، وقوله (من الموالي) أي من الذين أعتقهم العرب، وقد ورد في مشاكل الآثار للطحاوي، ج9 ص288عن تعريف المحررون فقيل أنهم: “المعتقون من العبيد أو هم الموالي من العجم”، وذكر في رد المحتار ج6 ص444:”العرب صنفان: عرب عاربة: وهم أولاد قحطان ومستعربة: وهم أولاد إسماعيل والعجم أولاد فروخ أخي إسماعيل، وهم الموالي والعتقاء والمراد بهم غير العرب وإن لم يمسهم رق سموا بذلك إما لأن العرب لما افتتحت بلادهم وتركتهم أحرارا بعد أن كان لهؤلاء الاسترقاق، فكأنهم أعتقوهم، أو لأنهم نصروا العرب على قتل الكفار والناصر يسمى مولى.” وذكر ابن بسام في كتابه الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج1 ص111: “وقد أفضى الأمر إليكم، معشر الموالي؛ فهذا اسمكم إذ قد رفع الله عنكم العبودية به، وأخرجكم من رق الملكة، وصيركم منا، وخلطكم بنا، وأفضى بأنسابكم إلينا، والولاء لحمة، فمولى القوم منهم، وملعون من انتمى إلى غير أبيه، وادعى إلى غير مواليه. هذا حكم الديانة على لسانه عليه السلام”، وغير ذلك من صور الاستعلاء على كل من هو ليس بعربي، ورد في تفسير الطبري ج8 ص271: “قال: الموالي: العصبة. هم كانوا في الجاهلية الموالي، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسما، فقال الله تبارك وتعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} [الأحزاب:5]، فسموا: “الموالي”.
وحسب ما ورد في أخبار مكة للفاكهي ج5 ص295 فإن “العصبة: من ليست له فريضة مسماة في الميراث فيأخذ ما أبقى ذوو الفروض”، وأما العجم فهم حسب تفسير الطبري ج19 ص398 أنه: “يقال: رجل أعجم: إذا كان في لسانه عجمة، ورجل عجمي: أي من العجم. والدواب: عجم، لأنها لا تتكلم.”، والعجماء هي البهيمة، والمرأة غير العربية تلقب بالعجماء، يعني العجم يستخدم لغير العرب وللبهائم على حدٍ سواء، وما سبق لا يعني إلا استعلاء العرب على الشعوب غير العربية وإن كانت مسلمة، وحتى يومنا هذا لا يزال أغلب العرب ينظرون إلى غيرهم بعين الشك، والاستحقار، والدونية، ويتعاملون معهم على ذلك الأساس.
في الموسوعة العربية، المجلد التاسع عشر، الموالي: “كان العرب في جاهليتهم يغزو بعضهم بعضاً فيكونون أرقاء، فلما انتشر الإسلام لم يعد يقبل من العربي المشرك إلا الإسلام أو القتل وأصبح غير محل للاسترقاق، حتى لو وقع أسيراً، أما أفراد القبائل العربية المتنصرة الذين يعتنقون الإسلام، فإن مرتبتهم تصبح كالعرب المسلمين سواء بسواء…”، وورد في بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، ج9 ص261: “لأن الولاء أثر من آثار الرق ولا رق على عربي”، وذُكِر في المبسوط، ج12 ص272، وكذا في فتح القدير ج13 ص177: “قال (ص): {لا رق على عربي}”، ونقرأ في الموالي ونظام الولاء من الجاهليّة حتى آخر العصر الأموي لعبد اللطيف أرناؤوط بأنه “قد استمر مبدأ عدم استرقاق العربي للعربي في عهد عمر –رضي الله عنه- فقال قولته المشهورة أنه “ليقبح بالعرب أن يملك بعضهم بعضاً وقد وسع الله وفتح الأعاجم” وقال: “إنه لا سباء على عربي” بمعنى لا سباء في الإسلام ولا رق على عربي في الإسلام، كما سن عمر تشريعاً يقضي بتحريم رق النساء والولدان من العرب أيضاً، وهكذا خرج العرب من ولاء الرق وولاء العتق، فكان كل موالي الرق بعد هذا من الأعاجم”. وأيضاً نقرأ في الموسوعة العربية، المجلد التاسع عشر، الموالي: “كانت نسبة كبيرة من الموالي في الشام موالي عتاقة إما من الرقيق الذي كان موجوداً قبل الفتح وإما من الرقيق الذي كان يؤلف الخمس من الأسرى أو السبي الذي كان يرسل إلى دمشق بعد أن أصبحت عاصمة للدولة الإسلامية، ولذلك كان هؤلاء من أصول مختلفة فارسية، رومية، بربرية، تركية.”
ولغلبة العصبية القومية والقبلية على الأجواء التي كانت سائدة والتقييم وفقها، نقرأ في كتاب مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، ص220: “وإذا كانت قريش قد حرصت على ألا تسفك دماء القرشيين حتى لا تقع ثارات فتجر إلى الحرب الداخلية في مكة؛ فإن بعض الموالي فقد حياته تحت التعذيب، فقد مات ياسر والد عمار بن ياسر تحت التعذيب، وقتلت زوجته سمية بطعنة من يد أبي جهل عمرو بن هشام أحد سادات قريش من بني مخزوم، ولقي عمار نفسه من العذاب ما كاد يقضي عليه، وكذلك ذاق بلال بن رباح، وغيره من الرقيق الذي أسلم نساء ورجالا ألوانا قاسية من العذاب”، وفي ص224، أنه: “تواصت البطون القرشية بتعذيب من أسلم منها، وألحت على المستضعفين من الموالي والعبيد بالعذاب، كما ألحت على من أسلم من رجالها ونسائها بالأذى.”
نظام الولاء كان معروفاً في الجاهلية، لكن الإسلام وضع عليه بعض التعديلات وغير من بعض قواعده، فإنه مثلا حرم المولى من أن يرث سيده، وحرم تبني المعتوقين من العبيد، وحرم الزواج من الموالي، كما أنه منع بيع الولاء وتحويله، ولأن المسلمين حللوا لأنفسهم الفيء والغنيمة والأنفال وحُرِمَ ذلك على الغير، فإن الولاء والموالي حسب الشرع كانوا كلهم للعرب المسلمين سواء شاءوا أم أبوا، ومُنِعَ استرقاق العرب حتى ولو كانوا غير مسلمين، وهذا ما أنتج طبقة فاقدة للاستقلالية تابعة للعرب بالرغم منها، وبذا كثر موالي العرب بعد الإسلام بسبب قوانين عنصرية نسبوها للإله وأدعوا أنه رب للعالمين أجمع.

التفاخر للعروبة والازدراء لغير العروبة:
نقل لنا المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج7 ص370: أنه “نظرا إلى ازدراء العرب لشأن الموالي، وما كان يجلبه الولاء من ازدراء العرب بعضهم بعضا لهذا السبب، بسبب ولاء العتق أو ولاء الموالاة، فقد أمر الخليفة “عمر” بإبطال الولاء بين العرب، وجوز بقاءه فيما بين العرب وغير العرب, فاقتصر الولاء على هذا النوع وحده في الإسلام.”
وعن ذلك ورد في كتاب الصحيح من سيرة الإمام علي ج13 ص306:”حين جاء قرار التمييز والتفضيل للعرب على غيرهم من قبل رأس الهرم، وهو عمر بن الخطاب، كان من الطبيعي أن يصاب الكثيرون من العرب بداء الغرور والعنجهية، والكبرياء إلى حد الصلف في تعاملهم مع غير العرب، القائم على أساس الظلم، والتعدي، والإذلال…” (ما أشبه اليوم بالبارحة)
وعن زواج زينب بنت جحش (ثم لاحقاً أم المؤمنين) نقرأ ما ورد في تيسير التفسير للقطان، ج3 ص109: “لم ينجح هذا الزواج. فقد تطاولت زينب على زوجها وجعلت تتكبر عليه، وتعيّره بأنه عبد رقيق، وهي قرشية. وآذتْه بفخرها عليه”. لم تتقبل زينب بنت جحش فكرة العيش مع زوجها زيد بن حارثة الذي لم يكن في نظرها إلا حثالة حتى بعد أن أعتقه النبي محمد وتبناه (بعد ذلك أمر النبي زيد أن يطلقها ليأخذها هو لنفسه وتصبح أماً للمؤمنين!! وبسبب ذلك الزواج حرم التبني في الإسلام!!.
ذكر في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج7 ص 401 أنه: “كان لنصيب (وهو شاعر أسود) بنات فكان يشح بهن على الموالي وتكره العرب أن تتزوجهن”، مع العلم أن نصيب كان مولى عمر بن عبد العزيز، وفي وصف ذلك يقول أبو تمام:
أما القوافي فقد حصنت غرتها……فلا يصاب دم منها ولا سلب
ولو عضلت عن الأكفاء أيمها……ولم يكن لك في أطهارها أرب
كانت بنات نصيب حين ضن بها……على الموالي ولم تحفل بها العرب
وكذا في العقد الفريد ج1 ص419، والإمتاع والمؤانسة ج1 ص188 نجد: “أن عامر بن عبد القيس في نسكه وزهده وتقشفه وإخباته وعبادته كلمه حمران مولى عثمان بن عفان عند عبد الله بن عامر صاحب العراق في تشنيع عامر على عثمان وطعنه عليه، فأنكر ذلك، فقال له حمران: لا كثر الله فينا مثلك؛ فقال له عامر: بل كثر الله فينا مثلك؛ فقيل له أيدعو عليك وتدعو له؟ قال: نعم، يكسحون طرقنا ويخرزون خفافنا ويحوكون ثيابنا.”، وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص251، الشعبي قاضي الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز، يصرح بما تكنه نفسه في كرهه لوجود الموالي في المساجد فيقول: “الله لقد بغض إلي هؤلاء هذا المسجد حتى تركوه أبغض إلي من كناسة داري”.
بالرغم مما سبق نجد الكثير من الذين لا يتوانون ولا يوفرون كذبة إلا ويستعملونها ليثبتوا أن الإسلام أبطل من العادات السيئة كذا وكذا وكذا، وهم ينظرون لتخبطاتهم على أساس أنها نعم ومنجزات ومعجزات للبشرية، مثلاً في المبسوط ج10 ص142 حيث يقول “أبي حنيفة ومحمد -رحمهما الله تعالى- أن ولاء العتاقة ولاء نعمة وهو قوي معتبر في الأحكام والحرية والنسب في حق العجم ضعيف، ألا ترى أن حريتهم تحتمل الإبطال بالاسترقاق بخلاف حرية العرب؛ ولأن العجم ضيعوا أنسابهم ألا ترى أن تفاخرهم ليس بالنسب ولكن تفاخرهم كان قبل الإسلام بعمارة الدنيا، وبعد الإسلام بالدين، وإليه أشار سلمان رضي الله تعالى عنه حين قال سلمان ابن من قال سلمان ابن الإسلام، فإذا ثبت هذا الضعف في جانب الأب كان هذا وما لو كان الأب عبدا سواء، وكذلك إن كان الأب مولى الموالاة؛ لأن ولاء الموالاة ضعيف لا يظهر في مقابلة ولاء العتاقة، فوجوده كعدمه فأما إذا كان الأب عربيا فله نسب معتبر، ألا ترى أن الكفاءة بالنسب تعتبر في حق العرب ولا تعتبر في حق العجم.” يعني بالمختصر التفاخر بالنَسَب حلال على العرب حرام على غيرهم، والتفاخر بالنسب العربي لا يتناقض من التفاخر بالإسلام، وكلاهما واحد، أما التفاخر بغير العروبة فهو كفر.

الحسب والنسب (الشريف):
ما سبق يوصلنا للدخول في قضية التفرقة والتمييز على أساس الحسب والنسب، وكثرة تفاخر المسلمين بالعصبية القومية والقبلية والعنصرية والتميز على أساسها، نقرأ مثلاً في المبسوط ج6 ص100: “وإذا تسمى الرجل لامرأة بغير اسمه وانتسب لها إلى غير نسبه فتزوجته فالمسألة على ثلاثة أوجه: (أحدها): أن يكون النسب المكتوم أفضل مما أظهره بأن أخبرها أنه من العرب ثم تبين أنه من قريش، وفي هذا لا خيار لها، ولا للأولياء؛ لأنها وجدته خيرا مما شرط لها فهو كمن اشترى شيئا على أنه معيب فإذا هو سليم. (والثاني): إذا كان نسبه المكتوم دون ما أظهره، ولكنه في النسب المكتوم غير كفء لها بأن تزوج قرشية على أنه من قريش ثم تبين أنه من العرب أو من الموالي، وفي هذا لها الخيار، وإن رضيت هي فللأولياء أن يفرقوا بينهما؛ لعدم الكفاءة.”، وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق- ج5 ص362 نجد أن: “موالي العرب أكفاء لموالي قريش، لقوله عليه الصلاة والسلام {الموالي بعضهم أكفاء لبعض}، وكذا في بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ج6 ص114: “قول النبي (ص) {قريش بعضهم أكفاء لبعض، والعرب بعضهم أكفاء لبعض، حي بحي، وقبيلة بقبيلة، والموالي بعضهم أكفاء لبعض، رجل برجل}؛ لأن التفاخر، والتعيير يقعان بالأنساب، فتلحق النقيصة بدناءة النسب…”، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية، ج34 ص174 عن النبي محمد أنه قال: “الأئمة من قريش، والموالي بعضهم أكفاء لبعض بالنص، ولا تكون الموالي أكفاء للعرب، لفضل العرب على العجم”
كما نجد في تفسير خازن ج3 ص373 أن النبي محمد يقول في نفسه وقبيلته متفاخراً: “إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم” وقال أيضاً: “«إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فريقهم وخير الفريقين ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً» أخرجه الترمذي.”
وفي كتاب تقريع العصا في الرق والنخاسة والخصى عن ابن الأثير،ح3،صفحة151: كان “لكل طبقة من العرب طبقة من الموالي فقد كان البرامكة من موالي الرشيد ومن هم دونهم من العجم موالي الأمراء وهكذا،…” وذُكِر في صبح الأعشى ج1 ص136: “البرامكة وإن كانوا قوماً كراماً فإنهم قوم عجم وشتان بين العرب والعجم؛ وقد شرف الله تعالى العرب أن بعث منهم محمداً (ص)، وأنزل فيهم كتابه، وجعل فيهم الخلافة والملك”
ذُكِرَ في العقد الفريد ج1 ص5 أنه: لما “أراد عمر بن عبد العزيز رحمه الله مكحولاً على القضاء فأبى عليه‏.‏ قال له‏:‏ وما يمنعك قال مكحول‏:‏ قال رسول الله (ص)‏:‏ لا يقض بين الناس إلا ذو شرف في قومه وأنا مولى…(وفي ص418 منه): قدم نافع بن جبير بن مطعم رجلا من أهل الموالي يصلي به، فقالوا له في ذلك؛ فقال: إنما أردت أن أتواضع لله بالصلاة خلفه… قال: وكانوا يقولون: لا يقطع الصلاة إلا ثلاثة: حمار أو كلب أو مولى. وكانوا لا يكنونهم بالكنى، ولا يدعونهم إلا بالأسماء والألقاب، ولا يمشون في الصف معهم، ولا يقدمونهم في الموكب.”
في الطبقات الكبرى ج6 ص256: “عن سعيد بن جبير، قال: قال لي ابن عباس: ممن أنت؟ قلت: من بني أسد. قال من عربهم أو من مواليهم؟ قلت: لا بل من مواليهم. قال: فقل أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد.”
وفي كتاب حياة الامام الحسين، ج2 ص136، يقول شاعر الموالي شاكياً مما ألم بهم من الظلم:
أبلغ أمية عني إن عرضت لها………. وابن الامير وأبلغ ذلك العرب
إن الموالي أضحت وهي عاتبة………على الخليفة تشكو الجوع والجربا
ربما خير دليل على ذلك ما حدث لفاتح الأندلس طارق بن زياد الأمازيغي، والذي تنسب إليه الكثير من الانتصارات، وفي النهاية يستدعى إلى عاصمة الأمويين في دمشق مهاناً، فقيراً، مُهمَلاً، وعلى نحوٍ آخر قيل في (مقدمة في تاريخ بلاد المغرب- في الهوية الأمازيغية بأنه) “أهين وأرسل مكبلا إلى الشام حيث مات… الأمازيغي، فاتح الأندلس، والذي همش ونبذ من طرف النظام الأموي الفاسد، وتجاهل المؤرخون ذكر سيرته ونهايته المؤلمة، فقط لأنه بربري عاش في زمن سادت فيه روح استعلائية عربية غير مسبوقة، وقد انتهى أمر ذلك البطل الشجاع أن مات معدما بائسا”
كان أساس الحكم الأموي التمييز بين العرب وغيرهم، ذُكِر في العقد الفريد ج1 ص420عن الحجاج أنه: “أقبل على الموالي، وقال، أنتم علوج وعجم، وقراكم أولى بكم، ففرقهم وفض جمعهم كيف أحب، وسيرهم كيف شاء، ونقش على يد كل رجل منهم اسم البلدة التي وجهه إليها”، وقيل نحوه في كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي ج1 ص106: “إذ أن هؤلاء لما أسلموا، كتب عمال الحجاج إليه، بأن الخراج قد انكسر، وأن أهل الذمة قد أسلموا، ولحقوا بالأمصار، فأمر بإخراج أهل القرى إلى قراهم، وأن تؤخذ منهم الجزية، على نحو ما كانت تؤخذ منهم وهم كفار”، وفي النجوم الزاهرة في ملوك مصر ج1 ص96: “لما ولي يزيد على إفريقية عزم أن يسير فيهم بسيرة الحجاج في أهل الإسلام الذين سكنوا الأمصار… فأراد يزيد بن أبي مسلم أن يفعل بأهل سواد إفريقية كذلك؛ فكلموه في ذلك فلم يسمع وعزم على ما عزم عليه؛ فلما تحققوا ذلك أجمع رأيهم على قتله، فوثبوا عليه وقاتلوه وقتلوه”.
وقد ورد في محاضر الأدباء ج1 ص158 بأن العرب كانت إلى أن جاءت الدولة العباسية “إذ أقبل العربي من السوق ومعه شيء فرأى مولى دفعه إليه ليحمله معه غلا يمتنع، ولا السلكان يغير عليه، وكان إذا لقيه راكباً وأراد أن ينزله فعل”، وفي كتاب سلمان الفارسي ص123: “وقد قرروا: أن ضياع الاندلس كان سببه التمييز بين العرب، وغيرهم.”
بعيداً عن سخافات الحجاج وتاريخ الأمويين والعباسيين ومن شاكلهم، نقرأ عن روما قبل الإسلام في “قصة الحضارة -> قيصر والمسيح -> الزعامة -> رومة العاملة -> الطبقات- ص3477: حيث “كان ابن العبد المحرر يتمتع بجميع حقوق الأحرار، وكان في وسع حفيده أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ، بل ان حفيد أحد المحررين قد أصبح امبراطوراً بعد قليل من هذا الوقت الذي نتحدث عنه.”
بالرغم من التحولات التي عرفتها البشرية، والخطوات التي خطتها، إلا أن بلدان ومجتمعات (الإسلام العروبي) وبسبب غزو الأفكار الدينية والقبلية الهدّامة لعقول بسطائها، لا تزال بعيدة عن تلك التحولات، ولا تزال في غيها واستعبادها ورفضها وتخوينها للغير، هي لم تتجاوز مرحلة البداوة بعد، والتعالي على الآخرين ورفض (غير العرب) في مناهجهم هو عبارة عن ممارسة حق من الحقوق الشرعية التي كفلها الإسلام للعرب، وبسبب ذلك نرى اليوم أن القوميات غير العربية الموجودة فيها تعاني من التمييز والإقصاء، ولا تزال العروبة تعيش في حرية اعتبار غير العرب أخوة لهم تارة، وأدنى منهم منزلة تارة أخرى، مسلمون تارة، وأعداءً للإسلام تارة أخرى، وذلك حسب ما تتطلبه مصلحتهم القومية، ولا يزالون يعتبرون أن المواثيق الدولية وبنود حقوق الإنسان ما هي إلا نقم ودسائس ومؤامرات عليهم وعلى دينهم.
المؤمنين بنصوصٍ قديمةٍ لا تسمح لهم ثقافتهم بتجاوزها، والمتخيلين بأن العرب أعرق و أقدم وأنقى الأمم، لا يمكنهم أن يكونوا اليوم جزءاً من المنظومة العالمية والحضارة الإنسانية التي هي نتاجٌ ساهمت به كل الشعوب، ومن المؤكد بأن الوضع المزري للدول العربية هو تحصيل حاصل، ونتيجة حتمية لتلك الثقافة المتخلفة السائدة، ثقافة لا تقدم للبلاد سوى الخراب والإرهاب، والذي يؤدي بدوره لحرمان إنسانها من التعلم والتقدم والعيش بحرية وكرامة في ظل قانون يحترم الجميع، واستمرار ارتباطهم بتلك الأفكار البالية لا يزيدهم إلا ابتعادا عن مواكبة التقدم والعمل و الإبداع وبناء المؤسسات، والأوطان.

يــــتــــبــــع  سردار أحمد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

العبودية في الإسلام 24

سردار أحمد

كذبة التدرج في تحريم العبودية ج3:
استكمالاً للحلقة السابقة في دراسة الآيتين، آية “الحر بالحر والعبد بالعبد”، وآية “النفس بالنفس”، ندخل في فرضية أنهما ناسخة ومنسوخة، وما يترتب على ذلك من أمور.
كانت تنهي عن البغي، ثم صارت منسوخة:
من الآراء الكثيرة التي قيلت في هذه الآية أذكر ما ورد في تفسير مقاتل، ج1 ص106: “فأنزل الله عز وجل: {الحر بِالْحُرِّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى}، فسوى بينهم في الدماء، وأمرهم بالعدل فرضوا، فصارت منسوخة…”
وورد في الدر المنثور ج1 ص347: “عن قتادة في الآية قال: كان أهل الجاهلية فيهم بغي وطاعة للشيطان، فكان الحي منهم إذا كان فيهم عدد فقتل لهم عبدا عبد قوم آخرين فقالوا: لن نقتل به إلا حرا تعززا وتفضلا على غيرهم في أنفسهم، وإذا قتلت لهم أنثى قتلتها امرأة قالوا: لن نقتل بها إلا رجلا، فأنزل الله هذه الآية يخبرهم أن العبد بالعبد إلى آخر الآية، نهاهم عن البغي، ثم أنزل سورة المائدة فقال {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} [ المائدة: 45 ].”وذكر نحوه في تفسير الطبري ج3 ص359.
أي بحسب آية “الحر بالحر والعبد بالعبد” إن قتل أحد الأحرار عبدك يحق لك قتل عبده، وليس بين الحر والعبد قصاص في شيء من الجراح لأن العبيد أموال، وبنزول هذه الآية آية انتهى البغي، حيث كان من الممكن في الجاهلية أن يقتل الحر عبداً فيُقتَل لأجله، والنبي محمد أبطل ذلك واعتبره جوراً على الأحرار والأسياد!! أيعقل أن يكون هذا شرع الله؟! أيعقل ان يقول رب العالمين هذا الكلام؟!
كيف تكون هكذا آية تنهي عن البغي والظلم والعدوان؟! وإن كانت تنهي عن الظلم والعدوان وتأمر بالعدل كما يدعون فلماذا هي منسوخة؟! هل نسخ العدل؟! أم أنها لم تكن عادلة (حدث خطأ فني) وغير رب محمد مفاهيمه عن الظلم والعدوان فجأة، وأن الكلام حول عدل هذه الآية فيه مغالطات كبيرة؟! هل تطورت أفكار الله نحو الأفضل وأصبح أكثر استقراراً؟ هل إله الإسلام يغير رأيه مثل البشر ولا يستقر على القرار والقول، ويستبدل تشريعاته حسب الظروف؟!
ما شاء الله آيات المسلمين كلها عادلة الناسخة والمنسوخة، وكلها معجزات، (قالوا معجزة النبي محمد القرآن الكريم)، نعم ما دامت أمهات الكتب الإسلامية والتفسيرات موجودة بهذا الشكل، وما دام المسلم لا يقرأ فيها ولا يخجل منها فكل شيء جائز، ماذا لو أنه كان هناك حكم إسلامي (سوداني– يمني– صومالي …الخ) وحدث فيها أن قتل حر مسلم عبده (والعبودية أساس النظام الإسلامي) ومع وجود الآيتين موضوع البحث، فكيف يا ترى ستحكم المحكمة؟! وبأي تفسير سوف تأخذ، وللموضوع مئات التفسيرات المتناقضة ذات المعاني التي تدعو للغثيان؟! أم أن عدم وجود اتفاق واضح للآية غير مهم، وقتل الناس اعتمادا على النصوص المنسوبة لإله جاهل غير مستقر في قراراته أمر عادي؟!

فرضاً أنها منسوخة:
ولو تجاهلنا كل ما سبق، وأخذنا ببعض التفاسير الكذابة التي تقول بأن آية النفس بالنفس تعني المساواة وهي منزلة للمسلمين، وتجاهلنا التفاصيل، فاين حقوق القتلى من العبيد الذين قتلوا بسبب آية {الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} التي نزلت في سورة البقرة، التي تقول لو أن أحداً قتل عبدك فيتوجب عليك قتل عبده؟ والتي لا يفصل بينها وبين آية النفس بالنفس الكثير من الزمن، بل فقط سنوات تُعَد على أصابع اليد؟ ما ذنب الذين قتلوا وظلموا نتيجة تناقضات الإسلام الكثيرة؟ نتيجة الوحي غير المستقر والناسخ والمنسوخ، فبعد مضي ثلثي الوحي وبعد انتصارات محمد والإسلام والهجرة للمدينة تنزل الآية لتقول بأن تقتل عبد من قتل عبدك، وذلك يعني أن الإسلام حينها لم يكن حديث العهد، ثم أين محمد من حمورابي الذي قال قبله بأكثر من الفي سنة “العين بالعين والسن بالسن”، وهل هذا إعجاز أم غباء وجهل بالحضارة المشيدة؟ أين كان التدرج والتسلسل في آية محمد {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} حين ذُكِرَ قبله بأكثر من ألف عام في التوراة، سفر اللاويين، الفصل24 أن: “(19)من أضر بآخر يفعل به ما فعل، (20) الكسر بالكسر، والعين بالعين والسن بالسن، كالضرر الذي ينزل به، وكذلك كل ضرر ينزله الإنسان بالإنسان، ينزل به مثله. (21) من قتل بهيمة يعوضها، ومن قتل إنساناً يقتل. (22) حكم واحد يكون لكم جميعاً، للدخيل كما للأصيل، انا الرب إلهكم.” ألم تكن مئات وآلاف السنين كافية ليفهم محمد أن السن بالسن، وهل كان من الضروري أن يعيد الزمن للخلف ويقول العبد بالعبد ثم يقول السن بالسن ويختصر التاريخ بسنوات عمره البسيطة التي قضاها بالغزو والنكاح، أين التدرج في كل ما تقدم؟! وهل وجب على العبيد الصبر والمعاناة وتحمل الإهانة والموت من أجل آية حتى يحسن النبي محمد وضعهم (بالتدرج) في آية أخرى؟!
للذين يقولون إن الإسلام بعد تطوره نسخ آية الحر بالحر والعبد بالعبد، واستبدلها بآية أكثر منطقية وهي آية النفس بالنفس، هل يعقل أن القرآن بعد تطوره وصل لمرحلة التوراة؟!! هل يقبل المسلمون على أنفسهم أن آية عندهم نسخت واستبدلت بنص موجود في التوراة؟!
ثم ما ذنب العبيد الذين قتلوا بهذه الآية؟! ماذا سيقدم لهم الإسلام بعد أن أمر بقتلهم، أليست الكلمات المعروفة عن عمانوئيل كانط تقول “لو كانت سعادة البشرية متوقفة على قتل طفل بريء لكان قتله سلوكا لا أخلاقياً”، لكن يبدوا أن المسلمين غير ملزمين بهكذا أخلاقيات، والإجرام مباح في القرآن، وأن من أنزل تلك الآية أجرم بحق البشرية، وبنفس الوقت الآيات تخاطب اليهود بتطبيق تلك القاعدة والموجودة في التوراة، حيث تقول سورة [المائدة:32]: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً …}
قال الشاعر عمرو بن لأي قائلاً للنعمان بن المنذر:
مهلا أبيت اللعن لا تأخذننا…… ……بذنب امرئ أمسى من الحلم معدما
فما العبد بالعبد الذي ليس مذنبا…… ولا الرب بالرب الذي ليس منعما
خلاصة الدراسة هي أن محمداً لم يكن ليتصور مجتمعاً بلا عبيد وبلا تمييز، ولم تكن لديه أدنى فكرة عن ذلك، وأنه لم يكن ليفهم الخطوات التي خطتها الحضارات السابقة في ذلك المضمار، ولم يكن من المصادفة أن جامع القرآن “عثمان بن عفان لما مات ترك خلفه ألف مملوك” (الطبقات الكبرى لأبن سعد- والسيرة الحلبية- ومروج الذهب)، في النهاية وبعد كل ما سبق يأتيك مهرج سطحي التفكير، مختصراً كل التاريخ بكلمة قائلاً “إن امرأة دخلت النار في هرة ربطتها”، ونموذج آخر ليقول: “لو أن الأمر بيد محمد لكان منع بيع وشراء العبيد، ولكن كما تعلم أن أجدادنا كانوا حديثي العهد بالإسلام”، ومن تسلسل وتوقيت الآيات يتضح مدى بطلان هذا كلام، لأن محمد وصحبه وباقي المسلمين حتى نهايات الرسالة والوحي لم يكونوا حديثي العهد بالإسلام، وذلك ليس إلا وهم وتدليس لتبرير أقوال وأعمال لشخص قيل عنه أنه خاتم الرسالة والمرسلين -خاتم المرسلين الذي كان تاجر عبيد- وحتى طريقة معاملاته لهم لا توحي بأنه كان يعلم ما يعنيه مجتمع بلا عبيد.

أمثلة عن عدم وجود التدرج في تحسين احوال العبيد في الإسلام:
النبي محمد وعبده المجاهد:
كُتِبَ في موطأ مالك- ج3 ص348: “…عن أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إلا الأموال الثياب والمتاع قال فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله غلاما اسود يقال له مدعم فوجه رسول الله إلى وادي القرى حتى إذا كنا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول الله إذ جاءه سهم عائر فأصابه فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا قال فلما سمع الناس ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول الله فقال رسول الله شراك أو شراكان من نار.” وذكر نفس الكلام في (تفسير البغوي ج2 ص127).
من خلال الحديث (الشريف) السابق يتضح لنا مدى سماحة، وعطف، ورحمة، وإنسانية، وأخلاق الرسول صلعم، فالعبد الذي أهدي إليه، العبد الذي خدمه، ومات في معاركه، مصيره جهنم، السبب لأنه عبد، لأنه في إحدى معاركه مع النبي الكريم أخذ شملة (ثوب يلتحف به)، العبد في الشرع المحمدي سلعة للتجارة والخدمة والمتعة الجنسية فقط، وليس له أن يأخذ أي شيء، لأنه لا شيء، فقط النبي محمد وزعامات قريش وأهل الحسب والنسب المبشرين بالجنة هم أصحاب ما يتم سلبه ونهبه [من يستحق الغنيمة يجب أن تتوافر فيه شروط منها أن يكون حراً]، فهل كان العبد مدعم يدافع عن دين الحق وعن كرامته أم أنه كان يُستَغَل لأغراض لا إنسانية، ويدافع عن الزعران والبلطجية وعن كل ما يُحَقِرُهُ كما يفعل أغلبية فقراء الإسلام في هذا الزمن؟!
ماذا لو قارننا بين تصرف النبي ذاك وبين ما حدث في الجاهلية لعنترة (ابن الآمة زبيبة) عندما تعرضت قبيلته للغزو، حيث أن والده شداد (الذي أدعاه بعد كبره) قال له (كر يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب والصر! قال: كر وأنت حر.)، أي أنه وهبه حريته نظير دفاعه وتضحيته في سبيل قبيلته، في الإسلام العبد يعمل كل شيء ويبذل دمه ويحارب لأجل الإسلام والمسلمين حتى الرمق الأخير، لكن في النهاية إلى جهنم وبئس المصير، شتان ما بين الموقفين، الموقف الإسلامي بشخص سيد المرسلين، والجاهلي بشخص شداد، وماذا ولو قارننا بين موقف نبي الرحمة وما قام به ملتيادس في أثينة حين حرر العبيد وضمهم إلى الجيش مع الأحرار وجعلهم سواسية.
ليس ذلك غريباً من محمد تجاه العبيد، فقد ذكر في المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني- ج4 ص484، وفي مسند الحميدي- ج3 ص122:”أن رسول الله قال: «من شر رقيقكم السودان، إن جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زنوا». “ما هو يا ترى رأي السودانيين اليوم بكلام نبيهم هذا؟! السودانيين الذين كانوا عبيداً أيام النبي محمد.

الجيش الإنكشاري:
من لا يعرف الجيش الإنكشاري فهو أهم فرقة بالجيش العثماني، وله الفضل في تحقيق معظم ما يسمى بالفتوحات الإسلامية، أنشأه السلطان أورخان الثاني سنة 1324م، وتَشَكَلَ ذلك الجيش من ضحايا المسلمين الأسرى المغلوب على أمرهم، وأولاد الأسرى، أو كانوا يشترونهم من السوق الإسلامية المزدهرة بالعبيد من القوميات المختلفة، أو كان العثمانيون المسلمون يأخذون الأطفال من المسيحيين باسم الجزية حيث كانوا يصادرونهم بدل تلك الجزية ليربوهم ويدربوهم ويشكلوا منهم الجيش الإسلامي الانكشاري.
كان الجيش الانكشاري يُحارِب تحت شعار: (الغزو والجهاد في سبيل الله تعالى)، وقد حرم عليهم الزواج في وقت من الأوقات، وكان يمنع عليهم الاتصال بأهاليهم وأقربائهم، كانوا يرَبَونَ تربيةً عسكرية خاصة، ويلَقَنونَ بمبادئ الدين الإسلامي، والتربية الجهادية الاستشهادية، التي تنبذ الحياة، وبسبب ما سبق كانوا يقاتلون بشراسة واستماتة، وكانوا في طليعة الجيش التركي وفي المقدمة دائماً، حيث كان السلطان يقف بأركان جيشه خلفهم.
لكن بعد ذلك ونتيجة لرفضهم إجراءات السلاطين وعصيانهم وتمردهم، تم تدمير الجيش الانكشاري الإسلامي الذي شُكِلَ من العبيد وتربى على تلك التربية الإسلامية الجهادية بأمر من السلطان محمود سنة 1826م، وانتهوا بمذبحة بعدما خدموا الإسلام لأكثر من خمسة قرون، وسمّيت المذبحة بـ (الواقعة الخيرية)، حيث خرجت قوات السلطان إلى ميدان الخيل بإسطنبول المطل على الثكنات الانكشارية، وحاصرهم رجال مدفعية السلطان من كل الجهات، حيث تم تدميرهم، وسقط يومها ستة آلاف جندي انكشاري، وهكذا انتهى ذلك الجيش الإسلامي بأمر من سلطان المسلمين. ثورة سبارتاكوس المقدوني التي قامت في أوربا سنة 78ق.م، أيضاً مات فيها ستة آلاف ثائر، لكن الفرق أن ذلك العدد كان على مدى سبعة سنين من القتال، وكان قبل مجزرة المسلمين بحق الانكشارية بتسعة عشر قرناً.

الظلم والذل والهوان للعبيد حتى السنوات القريبة:
تواجد العبيد في المجتمعات الإسلامية عبر تاريخها وصولاً للعصور الحديثة، وذلك لأنه لم يكن هناك لا تحريم ولا تدرج بالتحريم، والعهود الدولية هي التي حرمت الرق، وفرضت على الدول الإسلامية تحريم العمل بنظام الرقيق، بالرغم من أن ذلك يخالف الشرع الإسلامي، ورغم ذلك لا زالت هناك حالات كثيرة تمارس فيها العبودية في بعض البلدان العربية المتخلفة وذلك من منطلق عدم تحريمه دينياً.
ذُكِر في دراسة بعنوان: الإسلام والرق، تأليف مجموعة من الباحثين (نقلا عن answer.com تحت عنوانIslam and slavery.) ترجمة مركز الحوار للثقافة (تنوير): أن غالبية المخصيين كانوا يعملون في خدمة المساجد بمكة المكرمة في القرن التاسع عشر… كان بيع وشراء العبيد لا يزال مستمراً وبطريقة عادية في مكة عام 1925. وكان سوقها يوفر العبيد المنحدرين من عبيد محليين بالإضافة لآخرين مُستوردين من اليمن وأفريقيا وأسيا الصغرى.
وورد في [وما أدراك ما الاسترقاق] لعادل الجندي:” حتى 1860 كان هناك مكتب حكومي اسمه “مصلحة الرقيق ـ وكالة الجلابة” لمراقبة الصفقات وجبي المكوس. وفي 1877 صدر الأمر الخديوي بإلغاء تجارة الرقيق، لكنه كان حبرا على ورق بهدف تلويحه أمام القناصل الأوروبيين. أما الإخصاء فقد ألغي بواسطة فرمان عثماني موجه لمحمد علي في 1841، ولكنه استمر حتى عصر الخديوي عباس. …أما في السعودية في سنة 1958 فقد كانت الفتاة تباع بـما يعادل 400 ألف فرنك (أي حوالي 620 يورو، بعملة هذه الأيام لكن بأسعار ذلك الزمن)، وهو ضعف ثمن الرجل. وكان بعض الحجاج يتركون عبيدهم في الحجاز باعتبارهم “زكاة”… في يناير 1958 قُدِّر عدد الرقيق في السعودية بنصف مليون، أي حوالي نصف عدد السكان. وكانت تجارته منتشرة، ومسنودة من الحكام. وأخيرا ألغي الرق رسميا في 1963 بعد ضغوط عالمية، لكن في الثمانينيات أخبر العديد من المسافرين وجود الرقيق، وخاصة المخصيين الذين كانوا يقومون بمهمة فصل الرجال عن النساء بين الحجاج.”
قرأت قصة بطلها كاهل سعودي حيث كان يعمل بتجارة العبيد في شبابه وقال شارحاً طريقتهم في صيد العبيد أنهم “إذا وصلوا أحد الشواطئ الأفريقية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر يأخذون قدور ويضعون فيها بعض الشحم ويقومون بطبخه, فتصل الرائحة إلى بعض السكان على السواحل وحينما يتجمع الأطفال حولهم يقوموا بخطف ما يمكن خطفه منهم وبعد ذلك يعودوا أدراجهم إلى سواحل جدة أوجيزان أو الحديدة ويقومون ببيعهم هناك هذا الكلام كان إلى وقت قريب من أكثر من 50 سنة.”
وفي أيامنا هذه ومن خلال وسائل الإعلام المعروفة تعودنا أن نسمع بين الفترة والأخرى عن رصد حالات من الرق وشراء الجواري والعبيد في (السعودية أو اليمن أو الصومال أو موريتانيا…الخ)، والتي أصبحت لا تخفى على أحد.
ليس من المصادفة بقاء الرق حتى العصور الحديثة والسنوات القريبة وأيامنا هذه يمارس في البلدان الإسلامية العربية، والسبب لأنها كانت النقطة الأقرب لمركز التشريع الذي حلل ذلك، لأنها كانت النقطة الأقرب للتشريع الذي لم يمنع ذلك، لا دفعةً واحدةً، ولا بتدرجٍ على مراحل، حتى أنه كل دستور وقانون يمنع الاسترقاق يكون مخالفاً للقرآن، وباعتبار أن هذه البلدان لم تواكب المدنية، فإن بعض فقهائها المنافقين لا يخجلون من إعلان رأيهم القائل: لو كانت تجارة الرقيق خطأ فلا يمكن أن يكون القرآن قد أباحها.
عانى العبيد الكثير من المظالم لأن التشريعات الإسلامية لم تأت بكلمة واحدة تحرم الاسترقاق، ولم تتدرج بالتحريم، فبالرغم من نزول الآيات [الصالحة لكل زمان ومكان] في كثير من أمور النبي محمد ومصالحه الشخصية، كعلاقاته بنسائه، وأفضلية نسائه عن نساء المؤمنين، وحرياته في النكاح والمضاجعة ممن يشاء وكيفما يشاء، وخلافاته الشخصية [أم لهب وأبو لهب]، وخلافات زوجاته وجواريه العائلية، وطريقة الدخول لبيته…الخ، لم تنزل كلمة واحدة تحرم العبودية، وذلك لأن النهج المحمدي في ذلك الزمن لم يكن ليدرك معنى الحرية والكرامة والمساواة، وقيمة الإنسان وحريته وكرامته والإنسانية كلها ما كانت تساوي شيئاً مقارنة بحياة محمد ومصالحه الشخصية كزعيم يبحث عن السلطة والمكسب.
من ناحية أخرى حتى لو تجاهلنا تراجع محمد بحقوق العبيد نحو الخلف، فأنه من غير الممكن أن تكون نصوص شرعة محمد الموضوعة خلال سنواته الـ23 وفي ذلك الزمان، هي القاعدة الحرفية والشرعة النموذجية حتى يومنا هذا.  سردار أحمد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

مدير مدرسة ابتدائية مو بس ادب -سز- بل تربية -سز-

محمد الرديني

بأسمي شخصيا وبأسم جميع اعضاء نقابة “البطرانين” ذات المسؤولية المحدودة نتقدم بخالص الشكر والعرفان الى اولاد الملحة بمناسبة ظهور،ليس المنتظر طبعا، مدير مدرسة ابتدائية ادب “سز” والعزاء كل العزاء الى الزعيم الشاب مقتدى الصدر بعد ان خان بهاء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار الامانة ونكث بالوعد ان الوعد كان موقوتا.
في منتصف ليلة امس استيقظ احد اولاد الملحة على صوت “بطته” القادم من جهاز الحاسوب كما يسميه العراقيون وهي اشارة لوصول ايميل مهم جدا.
نهض هذا الولد على مضض وفتح الجهاز ثم فتح الايميل الجديد ليرى العجب العجاب.
مدير مدرسة ابتدائية اوقف طلاب وطالبات مدرسته في طابور وهو يمسك عصا غليظة ويشير لواحد تلو الآخر ليتقدم ويضربه ضربيتن الاولى في باطن يده والثانية على اصابعه من الامام.
كانوا اكثر من 40 طالبا وطالبة يحيطهم اعضاء الهيئة التدريسية المحجبين والمحجبات.
وكل طالب يأخذ حصته من الضرب يهرول نحو باب القاعة الرئيسي ماشيا كالروبوت لايعرف ماذا جناه وأي خطأ ارتكبه.
وعملا بما اشار علينا ابو فراس الحمداني حين قال :اذا متّ ظمآن فلا نزل القطر، فقد ارسلته الى معظم اولاد الملحة مرفقا برسالة تلفونية بضرورة الاستيقاظ ورؤية هذا المربي الادب”سز”.
لانريد ان نكون مثل اليابان، حاشا لله، فنحن خير امة اخرجت للناس ولانريد ان نكون مثل فلندا الذين خصصوا مدّرسة علم نفس في كل مدرسة مهمتها فحص اجساد الطلاب في طابور الصبح خوفا من تعرضهم للاذى او الضرب.
وحدث مرة ان رأت احدى الخبيرات في هذا البلد الكافر ندبات صغيرة في جسم احدهم وحين سألته تبين ان اباه ضربه وهو في حالة سكر شديد.
وتعال خلًص الاب من هذه “الطلابة” فقد جاءت الشرطة المختصة واخذت الطفل ليسكن في سكن خاص مخصص للرعاية الاجتماعية وقدمت الاب الى القضاء ليسجن 4 أشهر مع حرمانه من رؤية ابنه لمدة 6 أشهر وغرامة 3 آلاف دولار امريكي.
لانريد ان نصل ،اكرر حاشا لله، الى هذه المرحلة فنحن نؤمن بان الضرب خير علاج في التربية الحديثة، وكلما كان الضرب مبرحا فان الولد او البنت سيستقيم لهما الامر ويرتاح المربي من مشاكل كثيرة.
يبدو ان مدير هذه المدرسة الابتدائية وهي في بغداد العاصمة قد شبع ضربا من ابيه حتى صاح “الداد” وحين كبر قليلا ومات اباه رعاه عمه وكانت العصا تحط على جسمه بقوة 3 او 4 مرات في الاسبوع وفي المرحلة الاخيرة من الثانوية صفعه مدرس الرياضة ب”راجدي” حين رآه يدخن في الساحة المدرسية وربما لم يتخرج بعد من معهد المعلمين لأنه كان يبكي ويشتهي الضرب بعد ان ادمن عليه ولكنه وجد ضالته في زوجته، فهو يتعمد التأخر بالعودة الى البيت مساءا حيث سيجدها واقفة عند “عتبة” الباب ماسكة عصا غليظة تهوى بها على رأسه دون سؤال او جواب اما اذا سلّم راتبه ناقصا فستكون العصا الاغلظ خير دواء له يليها استجواب عن الدنانير المفقودة واين صرفها.
هذا المدير “الارعن” ،وهي اقل كلمة مؤدبة تطلق في حقه، استطاع بعد ان اصبح مديرا بتطويل لحيته ووضع الزبيبة على “كصته” ان يمارس نفس ما مارسوه معه ولايهم بعد ذلك ماذا يقول القوم عنه.
وحتى لا تتهموني بالجرم العشوائي اليكم هذا الرابط.

لم ينم اولاد الملحة ليلة امس فبعد طامة هذا المدير اللااخلاقية جاء خبر عاجل باتهام بهاء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار النيابية التابعة للتيار الصدري بالتورط في عمليات غسيل اموال في مزاد البنك المركزي
حلو…!
اولاد الملحة لايريدون من الزعيم الشاب الا ان يتخذ الاجراء المناسب ولا يصير مثل سعادة رئيس الوزراء “لايحل ولا يربط”.
الاتهام جاء على لسان النائب البرطماني المستقل كاظم الصيادي الذي قال امس” النتائج التي توصلت لها اللجنة المكلفة بمتابعة عمل البنك المركزي أشارت الى وجود فساد في عمليات بيع العملة الصعبة والتعاملات الداخلية وعلاقة البنك المركزي مع عدد من النواب منهم النواب [جواد الشهيلي ,طلال الزوبعي, بهاء الاعرجي، جمال الكربولي, عدي عواد , ومها الدوري] المتورطين مع البنوك الأهلية ومكاتب الصيرفة وحوالات وهمية لاستيراد مواد وأصناف تجارية وصناعية، إضافة إلى عدم وضوح آليات تدقيق في عمليات غسيل الأموال بالبنك المركزي والمصارف الأهلية والمتورطين بقضية البنك المركزي استغلوا قضية البطاقة التموينية وصفقات عقود التسليح للتطبيل والتباكي على مقدرات الشعب العراقي للفت الأنظار عما قاموا به من سرقة للمال العام”
ولم يفت الحجاج نوري المالكي ان يقول في هذه المناسبة” رؤوساً كبيرة ستسقط بقضية البنك المركزي لأن محافظ البنك المركزي يرفض إعلامنا بأي شيء، وهو من يضع السياسة النقدية ويقوم ببيع الدولارات
وكعادته استغفل المالكي الناس حين قال ان “المعترضين من مجلس النواب والسياسيين وأئمة الجمعة في البلاد لا يعرفون حقائق قضية البنك المركزي .
طيب ياسعادة دولة رئيس الوزراء، اروح لك فدوى ممكن اتفهمنة حتى ما نسقط بالمحظور.. لعد احنا ليش انتخبناك،موحتى تحافظ على اموالنا ولا الكرسي نسّاك كل شي؟.
ويبدو ان زعيم التيار الصدري قد اوجز كارثة الاقتصاد العراقي حين اتهم الحكومة العراقية بتدخلها في عمل البنك المركزي من دون وجهة حق مما يهدد ذلك انهيار اقتصاد البلد وهو الان على حافة الانهيار لاسيما بعد تدخلات رئاسة الوزراء بعمل البنك المركزي العراقي بغير حق ولا هدى ولا كتاب منير ” .
حبوبي شنو يعني كتاب منير؟.  تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

بترايوس يشهر إسلامه على يد بشار الأسد

أديب الأديب

هذه قصة تخيلية جرت مع مدير “سي آي إيه” ديفيد بترايوس بعد أن استقال من منصبه بسبب علاقة غرامية ثلاثية الزوايا ابطالها هم:

باولا برودويل: وهي كاتبة صحفية, درست في الاردن وتلدغ لغة الضاد مثل اهلها, وهي زوجة لطبيب اشعة اميركي وام لطفلين, وعشيقة اولى لبترايوس المدير السابق ل “سي آي إيه”.

جيل كيلي: موظفة علاقات عامة, وهي من اصل لبناني واسمها الحقيقي جيل خوام, وتجيد اللهجة اللبنانية لغتها الام, وهي صديقة لأسرة بترايوس وزوجته, وتعتقد باولا برودويل بأن جيل تشكل خطر على علاقتها الغرامية مع بترايوس.

بعد ان قدم بترايوس استقالته كمدير ل “سي آي إيه” قرر ان يذهب برحلة استجمام ويصطحب معه عشيقتيه بولا وجيل, بعيداُ عن مآسي واحزان فضيحته التي سببت له حرجاُ كبيرا مع زوجته واولاده ومجتمعه ووطنه الذي خدمه بإخلاص على مدى عقود طويلة وخاصة في العراق وافغانستان, ومع ذلك لم يستطع وطنه ان يغفر له زلته هذه والتي تعتبر خط احمر لا يمكن التغاضي عنه في منصبه الرفيع هذا.

تقترح بولا على جيل وبترايوس ان يسافروا معاً الى خليج العقبة في الاردن حيث المنتجعات الدافئة والبعيدة عن عيون الصحافة وهموم اميركا, وتوافق جيل اللبنانية مباشرة لانها تعرف هذه المنطقة كونها لبنانية الأصل.

عندما علم ملك الاردن عبدالله بأن بترايوس قد حل في ربوع الاردن, موطن مملكة الهاشمين في المهجر بعد ان طردهم آل سعود من اراضي الحجاز, قرر ان يدعوه الى وليمة, لعله يستفاد من خبرة بترايوس في السياسة العالمية ومعرفته الواسعة بخفاياها, لكي يساعده في محنته.

لقد ادمن الملك عبدالله الكحول والمخدرات وهو يرتجف رعباُ من امتداد الربيع العربي الى حضنه الهش, وخاصة ان عرشه خلبي وخاصة انه ليس اردني, وقد اصبحت عائلته مالكة على الاردن نتيجة تسويات سياسية عالمية انذاك.

يحضر بترايوس ومعه باولا وجيل الى المنتجع حيث تقام الوليمه, ويستقبلهم عند المدخل الملك عبدالله مع زوجته الملكة رانيا, ويجلسون سوية في مكان الوليمة والتي بدأت بفقرات ترفيهية راقصة حيث غنت فرقة النشامى للجيش الاردني اغنية “هاشمي هاشمي”, ورقصوا ودبكوا الدبكة الاردنية.

وبعد ان شرب الملك عبدالله قليلاُ من البيرة, دارت معه الطاسة, وقرر ان يدخل بالموضوع ويسأل النصح من بترايوس,

الملك عبدالله: ما هي افضل الطرق (سير) لمنع دخول الربيع العربي الى عرشي؟ فأنا كما تعرفون لست اردنيا, وحكم العرب من اصعب ما يكون, لدرجة ان جدي الرسول (صلعم) اضطر ان يصبح نبيا لكي يخضع العرب الى حكمه, لأن العربي بطبيعته لا يقبل بالخنوع الا لزعيم الاسرة والقبيلة او لنبي مرسل, وبعد وفاة والدي اهتزت صورة الاسرة الهاشمية عند الاردنيين؟

وكانت اجابة بترايوس على الطريقة الاميركية مختصرة ومباشرة ومن الآخر.

بترايوس: توقعت منكم هذا السؤال والجواب: أن يستقيل بشار الأسد كما استقلت انا منصبي!!؟

الملك عبدالله: كيف؟ لم افهم! هل انت شربان وسكرت مثلي من اول كاس؟

بترايوس: ابداُ, فانا استطيع ان اشرب كل ما لديك من ويسكي وأبقى صاحياً, لأنه إذا استقال بشار فلديك امل ضعيف بان يخفت الربيع العربي ولا يصل اليك, ولكن اذا استمر الربيع العربي فسيهز عرشك وعرش كل دول الخليج؟

الملك عبدالله: يا لطيف! كش برى وبعيد…! ولكن هل تستطيع اقناع بشار الاسد بالاستقالة؟

بترايوس: استطيع ان احاول الآن, اذا وصلتنا مباشرة بكونفرنس محادثة متلفزة مع بشار الاسد.

يشير الملك عبدالله بعيونه الى سيكريتيراته, فيتم الاتصال ببشار الاسد مباشرة, ويظهر على الشاشة الكبيرة بشار الاسد ويكون بمخبأه تحت الارض, ولديه ايضا وليمة وعلى يمينه تجلس لونا الشبل وعلى يساره تجلس شهرزاد الجعفري.

الملك عبدالله:  يرفع الكأس ويقول:كاسك ابو حافظ, شو شايفك تحت الارض؟

بشار الاسد: يرفع الكأس ويقول: كاسك ابو عبدالله, نحن السابقون وانتم اللاحقون, ههههه.

الملكة رانيا: كيفك ابو حافظ ؟ وينها أسماء الأخرس مو مبينة عندك؟

بشار الاسد: والله من زمان اسماء هاجرتني بلندن, ميشان هيك انا ممحون على لونا وشهرزاد, ههههههه.

الملك عبدالله: بترايوس يقول بأن افضل طريقة لايقاف مد الربيع العربي للاردن والخليج, هو ان تتنحى عن رئاسة سوريا, ونحن نتكفل بك وبحمايتك, كرد عرفان للجميل بمساعدتك لنا بانقاذ عروشنا؟

بشار الاسد: شو هذا فقه الاستقالة؟ هذا فقه غربي امبريالي متوحش, ونحن بجبهة الممانعة لدينا فقه التوريث والى الأبد,ههههه  أنا الى الآن لم تدخل بعقلي كيف ان بترايوس يستقيل ميشان مشكلة تافهة مثل علاقة زنى مع باولا وجيل؟؟ ههههه, أنا قتلت عشرات الالاف من السوريين بالقنابل العنقودية وبراميل الديناميت والقنابل الفراغية وما برضى استقيل ابداً,ههههههه.

جيل: سد بوزك ولك اخو الشليته… مو ناقصنا غير زبر مثلك يهينا؟

باولا: احترم حالك يا بطة ابو براميل نحنا انسانات ولنا كرامة, واذا بتتمادى رح افضحك بالصحافة.

شهرزاد الجعفري: صحافة شو حبيبتي؟ هههه, نحنا ما بتهمنا لا الصحافة ولا حتى الشعب, نحنا عنا الناس مرهوبة, وما حدى بيسترجي يفتح فمه حتى عند طبيب الاسنان من كثر الخوف, ههههه.

لونا الشبل: لو كان كل مسؤول عربي بيستقيل عشان علاقة زنى, ما رح يضل ولا مسؤول عربي بمنصبه, هههههههه, واذا ما بتصدقوني اسألوا سوزان مبارك فلديها كل الاشرطة المسجلة عن الليالي الحمراء للزعماء العرب مع العاهرات, ههههه.

الملكة رانيا: شو قصدك؟

لونا الشبل: فهمك كفاية وخلي الطابق مستور, وما بدنا ننشر غسيلنا الوسخ قدام الاجانب؟

بترايوس: يا بشار لدينا باميركا الوجه العام في المناصب الهامة يجب ان يكون قدوة لبقية الناس, والخيانة الزوجية هي خطيئة لا تغتفر بالنسبة للمجتع الاميركي, لذلك لم يكن لدي مخرج الا الاستقالة, والسبب الثاني لوجوب استقالتي هو احتمال حدوث اختراق امني وتسريب معلومات يمكن ان يستغلها الاعداء من خلال العلاقات الغرامية خارج نطاق الزواج وهذا هو ابسط الاساليب وانجحها والتي تستخمه وكالات المخابرات للإيقاع بأجهزة المخابرات المعادية والحصول على معلومات سرية وخطيرة…… اما بالنسبة لمشكلتك ومشكلة عبدالله مع الربيع العربي, فان افضل حل لك ولملك الاردن وزعماء الخليح هو الاستقالة  لكي يكون هناك امكانية بايقاف الربيع العربي, وهيك انت بتضمن سلامتك والعيش بدول الخليج؟

بشار الاسد: انا مابفهم غير بالحل الامني, وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم, شو رأيك انت يا بترايوس ان تدخل بالاسلام, مثلنا نحن الزعماء العرب وتتبنى الفقه الاسلامي, بدل ما انا اتبنى الفقه الاميركي بالاستقالة, وهيك يحق لك شرعا ان يكون لديك زواج متعة , وزواج المسيار, وغيره من الزيجات الشرعية, ولا تحتاج عندها الى الاستقالة, و هيك بتخوزق اوباما المسلم المرتد يلي قبل استقالتك حسب الفقه الاميركي؟

بترايوس: يعني اذا اسلمت استطيع شرعا ان ابقى بعملي وان احافظ على زوجتي وعشيقاتي وكل هذا صحيح شرعا….؟ يا بخت الزعماء العرب على هالشريعة….., يا ريتني صير مسؤول عربي وانا مستعد ان اشهر اسلامي على الفور؟

الملك عبدالله: انت هيك دائما غدار يا بشار؟؟ اتصلنا فيك ميشان يقنعك بترايوس بالاستقالة, فقمت انت واقنعته بالدخول بالاسلام. انتهى الاتصال … والحكي معك ما بيجيب لا فائدة ولا خير. اووووف منك؟؟

تغلق شاشة الاتصال ويختفي بشار الاسد, فيشرب الملك عبدالله اخر شفة بالكاس ويذهب للنوم طب لكي لا يرى منامات الربيع العربي المزعجة.

أديب الأديب (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

“الإخوان المسلمون”: مشروع سوريا فاشلة

هوشنك بروكا

نقلا عن ايلاف

“كيف يفكّر الإخوان”؟ سؤال أجاب عليه الإخواني الصحيح على “صراط” الجماعة، مرشد “الإخوان المسلمين” السابق مهدي عاكف، في حوارٍ صريحٍ بدون رتوش، أجراه معه الصحفي المصري المتميز سعيد شعيب، قبل حوالي ست سنوات ونصف، حين قال: “الجنسية هي الإسلام.. طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر”! (روز اليوسف، 09.04.2006).

يجدر القول بأنّ “لعنة” هذا الحوار القديم الجديد، لا تزال تطارد شعيب في “مصر المطزطزة”، هذه الأيام، وذلك عبر تهديدات صريحة تلقتها زوجته إسلام عزّام من جماعة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، تطالب فيها ب”بأن يتوقف زوجها عن الهجوم على الإسلام فوراً، وأن يترك العلمانية فوراً، ويعود للإسلام ويدافع عن شريعة الله”. ولكي “يتوب” الرجل “فوراً” على يد الجماعة، ليس له إلا أن يرمي بحريته وآرائه وأفكاره في أقرب “زبالةٍ”، كما طُلب من المفكر المصري سيد القمني ذات فتوى (للمزيد حول خلفيات وحيثيات هذه “اللعنة” الأخوانية التي لا تزال تُطارد شعيب، يُنظر مقال د. عصام عبدالله “لماذا سعيد شعيب الآن؟”، إيلاف، 08.11.12).

بيت القصيد في التفكير الإخواني منذ نشأته في مصر عام 1928، هو أنّ الدين فيه وطنٌ بلا حدود: هو الإنتماء والجنسية والهوية، هو الزمان والمكان، هو الدولة والإجتماع والثقافة والسياسة والمال. الدين، في فكر “الإخوان المسلمين”، هو الكلّ من كلّ شيء، الصالح لكلّ زمانٍ وكلّ مكان..من أول الدنيا إلى آخر الآخرة.
هكذا يفكّر “الإخوان” في الدين، بإعتباره عابراً لكلّ الزمان وكلّ المكان. كما الدين، بحسبهم “عابر للحدود”، كذلك دولته عابرة للحدود والجنسيات والوطنيات. لا حدود لدين الله، في عقل “الأخوان”، كذا لا حدود لدولته. فيما عدا ذلك، هو ليس إلا مجرّد لعب في فراغ السياسة وفضائها المفتوح على الحيلة والخداع بلا حدود.

“الإخوان المسلمون” في سوريا، ليسوا استثناءً من هذه القاعدة الإخوانية “الذهبية”. هم، مثلهم مثل كلّ أخوانهم “العابرين” للعالم في جهات الله الأخرى، بلا حدود، “يطزطزون” بالديمقراطية وكلّ أخواتها، وبالمساواة والحرية والشراكة مع الآخر ومبادئ حقوق الإنسان، وبكل ما حولها من حقوقٍ مدنية.

أول هذه “الطزطزة” الأخوانية على الطريقة السورية، كان قد دخل حيز التنفيذ عند عتبات “الباب العالي” في إستانبول التركية، حيث مولد “المجلس الوطني السوري”.
هناك في “دولة” هذا “المجلس” الخفية، تمّ التحضير في إستانبول وأخواتها، لدولةٍ سورية بديلة عن “دولة الأسد”، أقل ما يمكن أن يقال فيها، هي أنها “دولة أخوانية” بإمتياز، دولة دينية بزيّ مدني، لا تمتّ إلى الدولة المدنية العصرية بصلةٍ. الدولة السورية التي أراد لها “الأخوان” في “مجلس”(هم) ولا يزالون يريدون لها أن تكون، دولةً بديلةً عن “ديكتاتورية الأسد”، بإعتبارها “ديكتاتورية أقلية”، هي ليست أكثر من “ديكتاتورية بديلة”، يمكن وصفها ب”ديكتاتورية الأكثرية”.

لن نبالغ إن قلنا بأنّ “المجلس الوطني السوري”، الذي بدأ بالأول من “مشروعه” في إستانبول، قبل أكثر من عامٍ (تحديداً في الثاني من أكتوبر 2011)، ب”تشكيل هيئة وطنية لتمثيل الثورة السورية سياسياً، وتجسيد تطلعاتها في إسقاط النظام وتحقيق التغيير الديمقراطي، وبناء الدولة المدنية الحديثة”،كما يقول لسان حاله، كان مشروعاً طائفياً بإمتياز: “دولة طائفية” تحكمها “الأكثرية السنية” لخدمة الخارج السوري (التركي بالدرجة الأولى) أكثر من داخله، وللهروب بالثورة إلى المزيد من التأجيل والتسويف والمراوحة في المكان، فضلاً عن دفعها نحو المزيد من الطائفية والطائفية المضادة، والدم والدم المضاد.

“المجلس”، بعد مرور أكثر من عامٍ على عطالته “الإخوانية” المفصّلة تركياً، أثبت أنه ليس أكثر من “دكان تحت الطلب” لأخونة الثورة السورية، بل أخونة سوريا كلها، مكاناً وزماناً، وثقافةً واجتماعاً وسياسةً. “المجلس”، ببساطة شديدة، وبإعتراف ضمني حيناً، وصريح أحياناً أخرى، من أهله الذين دخلوه ب”ثورة سورية”، ثم خرجوا منه بدونها، هو مشروع كبير “عابر” لسوريا، لأجل التأسيس ل”دولة أخوانية عميقة” لخطف الثورة، أو التمهيد لإقامة دولة سورية فاشلة، بإمتياز، على أشلاء الثورة السورية وأهلها.

مشروع “المجلس الوطني السوري”، الذي كان ولا يزال مشروعاً نواة ل”دولة إخوانية” قادمة، رغم مباركته في بداياته، من جهة أطراف إقليمية ودولية وعلى رأسها “مجموعة أصدقاء سوريا”، كان مشروعاً فيه من “الطزطزة” ما تكفي ليس للإنقلاب على شركائهم من المعارضين السوريين، العلمانيين، والليبراليين، واليساريين، وحتى بعض الإسلاميين المعتدلين الخارجين عن سرب الإخوان فحسب، كما تبيّن من سلسلة الإقصاءات والإقالات والإستقالات والإنسحابات المتلاحقة في مسيرة “المجلس”، وأنما للإنقلاب أيضاً على كلّ سوريا وكلّ أهلها، بكلّ موزاييكها القومي والديني والإثني المتعدد والجميل.

“المجلس”، نجح في البدء، قبل انفضاح مقاصده، في كسب أو لنقل في “خداع” الكثيرين من أهل المعارضات السورية، بمختلف أطيافها وتياراتها بما فيها القومية (العربية والكردية)، والعلمانية والليبرالية واليسارية، لكنّ خطاب “الإخوان”، الذي هو أشبه ب”كلام الليل الذي يمحوه النهار”، على حدّ قول المثل، فضح لعبهم السياسي على المكشوف، واحتيالهم “العابر للحدود” ليس على الداخل السوري فحسب، وإنما على الخارج أيضاً وعلى رأسه “مجموعة أصدقاء سوريا”.

معارضون كثر، في الداخل السوري وخارجه، وضعوا في حينه إشارات استفهام كثيرة حول جدية مشروع “الأخوان” في قيادة معارضة سورية جدية حقيقية. لعلّ أول من فضح الخطاب الإخواني “المطاط”، الحمالّ لأكثر من وجهٍ، وفي عقر دار “الأخوان، ب”حطاب إسلامي مضاد”، هو الشيخ الكردي محمد مراد، نجل الشيخ الخزنوي الشهيد معشوق، الذي جادل ب”قرآن”(ه) “قرآن” الإخوان المسلمين، مؤكداً، وهو شيخٌ كردي فصيح، من الإسلام الإسلام، ومن القرآن إلى القرآن، على سوريا، ديمقراطية، حرّة، ليبرالية، علمانية، تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، وليس معادة الدولة للدين، أو الدين للدولة. هذا الخطاب الإسلامي المعتدل جداً، من كردّيٍّ مسلم حتى النخاع، لم يرُق آنذاك ل”إسلام الإخوان” وآلهم وصحبهم من المعارضين “المغرّدين” على شجرتهم “الوارفة”، ما دفع هؤلاء في مؤتمرهم “الأنطالي” العتيد، آنذاك، إلى “تكفير” الشيخ الخزنوي، ورمي خطابه ب”الإلحاد” و”الزندقة” و”الشعوبية” و”الخروج” على دين الله، لسبب بسيط، واحد ووحيد، وهو لأن الدولة في “إسلام الإحوان المسلمين”، لا يمكن لها أن تكون خلا دولةٍ واحدة، كالله، لا شريك لها. هي دولة تختزل كل الدين في الإسلام، وكلّ الدنيا في دنيا المسلمين، وذلك عملاً بشعارهم الأوحد: “الإسلام هو الحل”!

من هنا كان هروبهم، على طول وثائق المجلس وبياناته ومؤتمراته، من مصطلح “الدولة العلمانية”، واستبدالها بمفهوم “الدولة المدنية”، إيماناً منهم بأنّ الدولة الإسلامية ممثلةً بدولة الخلافة الأولى، هي “الدولة المدنية” الأولى في التاريخ، والمكتوب لها أن تظل “مدنيةً نهائية” إلى نهاية التاريخ!

ومن هنا أيضاً، نفهم سرّ ربط “الإخوان المسلمين” ومن لفّ لفّ “دولتهم الخفية”، من المعارضين السوريين، المنظرين في “العلمانية العربية”، وعلى رأسهم الأستاذ الناجح لعلم الإجتماع السياسي في جامعة السوربون سابقاً، والسياسي الفاشل بإمتياز في “المجلس الوطني السوري” لاحقاً، مفهوم “الدولة العلمانية” ب”الدولة الديكتاتورية”، و”الدولة الكافرة”، أو “الدولة الملحدة”.
في الوقت الذي يرى فيه المنظرون الأوائل في شئون “الدولة العلمانية”، بأنها دولة تقوم على أساس الفصل الكامل بين الدين والدولة، وبين “مملكة الله” ومملكة البشر، وبين القانون السماوي والقانون الوضعي، نرى أصحاب التنظير ل”الدولة المدنية”، إخوانياً بشكل خاص، يصرّون على ربط الدين بالدولة، وبالتالي تقسيمها وفقاً لثنائية “مؤمن/ كافر”، إلى “دولة مدنية مؤمنة” ودولة علمانية كافرة”. هكذا تصبح الدولة ديناً، كما يصبح الدين دولةً، علماً أن الدولة المدنية، في مفهومها الحديث لا دين لها.

“الماكيافيلية الإسلاموية”، هي طريق الإخوان الأكيد إلى الدين في الدولة، كما هي طريقهم إلى الدولة في الدين. الغاية، وفقاً لفقه “الإخوان الماكيافيليين”، على طريقة “الإسلام هو الحلّ”، لا تبرر الوسيلة فحسب، وإنما تبرر كلّ شيء..كلّ شيء: كلّ الطرق مباحة في السياسة، وفقاً لفقه هؤلاء، طالما أنها ستؤدي في المنتهى إلى “شرع الله” حيث حكم “دولة الخلافة”، التي يسوّقونها في أدبياتهم السياسية، على أنها “دولة الله”، أو “الدولة المدنية” التي ما قبلها وما بعدها مدنية، الدولة الأولى والأخيرة في التاريخ.
دولة “الإسلام هو الحل”، بحسب الفقه السياسي ل”الإخوان”، هي إذن، مبتدأ “الدولة المدنية” وخبرها، هي الدولة “الخاتمة” أو الدولة النهائية للمدنية النهائية.

فشل الإخوان المسلمين في العبور ب”المجلس الوطني” من مجلس بمبادرة أخوانية مدعومة من دول “المحور السني”، إلى مجلس وطني لكل سوريا، وكلّ السوريين، وكلّ الثورة السورية، طيلة أكثر من عامٍ، هو الذي دفع بالبعض الأقوى من “أصدقاء سوريا” وعلى رأسهم أميركا إلى سحب الثقة منه، بإعتباره “مجلساً منتهي الصلاحية”، معطّلاً، عطّل الثورة السورية، والمعارضة السورية، بدلاً من أن يكون فاعلاً ومفعلاً أساسياً فيهما.

سحب الثقة من “المجلس” كانت صفعةً أميركية وأوروبيةً قوية ل”الإخوان المسلمين و”أصدقائهم”، وشهادة غربية على “سوء سلوك” مشروعهم، فضلاً عن أنها كانت رسالةً واضحة لهم، مفادها: “فشلتم في الإمتحان..افسحوا المجال لغيركم..أنتم جزء من المعارضة وليس كلّها..سوريا ليست كتونس ومصر، ولا حتى كليبيا، والإسلام لن يكون فيها حلاًّ”.

لا شكّ أن سوريا وثورتها تأجلّتا، لأسباب خارجية وإقليمية كثيرة، لعلّ أبرزها صراع العالم على سوريا، سواء دولياً بين روسيا والصين من جهة، وأميركا وأوروبا من جهة أخرى، أو إقليمياً بين المحورين “السني” بقيادة تركيا والسعودية وقطر، والشيعي بقيادة إيران، لكنّ داخلياً، وعلى مستوى المعارضة السورية، يتحمل “الإخوان المسلمون”، بإعتبارهم المبادرين الأوائل لمشروع “وحدة المعارضة” مسؤولية القسط الأكبر من التعطيل للثورة، والتأجيل للمشكلة السورية إلى أجل غير مسمى.
فشلهم في أن يرتقوا ب”مجلسهم الوطني” المعطّل والمقفّل على “الأخوان” و “قرار الأخوان” و”دولة الأخوان” و”زمان ومكان الأخوان”، إلى مستوى معارضة سورية حقيقية تمثل كافة أطياف الشعب السوري ومكوناته، كان سبباً أساسياً ليس في إفشال مشروع المعارضة السورية فحسب، وإنما سبباً في إفشال الشعب السوري أيضاً، في أن يكون ثورته كما كان يجب عليها أن تكون، من كلّ الشعب إلى كلّ الشعب، ومن كلّ سوريا إلى كلّها.

أكثر من عامٍ مضى على تشكيل هذا “المجلس المعطّل” أخوانياً، ولا يزال أهله “يطوفون” حول الثورة السورية ويحومون فوقها، بالطيران من عاصمةٍ إلى أخرى، ومن “مؤتمر خمس نجوم” إلى آخر، تحت هذه اليافطة “الثورية” وتلك، وهذا الشعار “الديمقراطي الثوري” وذاك، وهذه “المشروعية الثورية” وتلك، دون أن يستطيعوا التقدم بالثورة نحو أهدافها خطوة عملية حقيقية واحدة. بل على العكس، خسرت الثورة من ورائهم، وخسر الثوار، وخسرت سوريا كلّها. كلّ السوريين، عدا “المنتفعين” وعلى رأسهم صقور “الإخوان المسلمين”، خسروا الكثير من ثورتهم ودمائهم ولحمتهم ووحدتهم وتعدديتهم وديمقراطيتهم وسماحتهم وحريتهم وعدالة قضيتهم، أيما خسارةٍ، من وراء لعبهم الطائفي المقيت، على ذات الحبل الطائفي الذي لعب عليه النظام، وعلى ذات ديكتاتوريته، وذات سياسته في إقصاء وإلغاء وإنهاء الآخر المختلف ومحوه عن بكرة أبيه.

الآن، بعد مرور أكثر من عامٍ على ولادة “المجلس”، سقط القناع عن طائفية وديكتاتورية وتابعية أهله من “الأخوان المسلمين”، الذين مارسوا من الإقصائيات والإلغائيات والمحويات ما يكفي ليس لإلغاء مخالفيهم في الدين أو في الدنيا فحسب، وإنما لإلغاء كلّ سوريا. الآن، سقطت عن “مجلس”(هم) آخر ورقة توتٍ، في الدوحة التي ألبسته إياها ذات اتفاقٍ، حيث نسمع على الهواء المباشر، حدوتة “الإنتخابات” و”الهيكلة الواسعة” و”المبادرة الوطنية البديلة”.

في آخر تقريرٍ له عن أخبار “هيكلته” الجارية على قدمٍ وساق هذه الأيام في الدوحة، يتبجح لسان حال “المجلس الوطني السوري” ب”إرتفاع عدد أعضائه من 280 إلى 420 عضواً يمثل الحراك الثوري فيه نسبة 33%، والمرأة 15%، إلى جانب ارتفاع نسبة حضور الناشطين في الداخل”. حتى لو ارتفع عدد الأعضاء في المجلس ليصبح “4200” أي بزيادة صفر، أو حتى أصفار، فإنّ ذلك لن يغيّر من شكل “الدولة الإخوانية العميقة” في المجلس شيئاً. ذلك لن يغيّر شيئاً من سياسة “الأحوان”، وماكيافيليتهم الجديدة القديمة، وطريقة تفكيرهم في دنيا الدولة، ودين الدولة، وطائفية الدولة، وقيام وقعود الدولة، ومآل الدولة، حيث كلّ الطرق منها لا تؤدي سوى إلى الإسلام. بإعتباره “حلاً نهائياً”.

“سقوط” المرأة في “انتخاباته” المحسومة نتائجها، والتي لا تختلف من حيث المضمون والمغزى، عن “انتخابات” النظام السوري، الضامنة لنجاح الديكتاتورية ب”أكثرية مريحة”، كشفت القناع عن الوجه الحقيقي ل”المجلس”، الذي لا يرى في المرأة، إلا “نصفها”، أو حتى ربعها. “المجلس” الأخواني من ألفه إلى يائه، أثبت ب”ديمقراطية الذكورية”، أنّ المرأة فيه، ليست سوى مجرّد ديكور في زوايا المجلس.

أما عن تمثيل المكوّنات والأقليات السورية فيه، فحدّث ولا حرج. لعل أقرب مثال على هذا “التمثيل الوهمي” للمكونات السورية في “المجلس”، الذي لا يخدع إلا المعمى عليهم، فهو حديث أهل “المجلس” عن “التمثيل الليبرالي” ممثلاً برئيسه الأسبق د. برهان غليون، و”التمثيل الكردي”، ممثلاً ب رئيسه السابق د. عبدالباسط سيدا، و”التمثيل المسيحي” ممثلاً برئيسه الجديد جورج صبرا.
كلّ هؤلاء وسواهم، ممّن يسوّقون بإعتبارهم “ممثلين” للمكونات السورية، مع جلّ احترامنا لماضي وحاضر الجميع، بدون استثناء، أثبتوا طيلة أكثر من سنةٍ على العمل تحت وصاية “الأخوان” وضمن شروطهم وسدودهم وحدودهم، أثبتوا أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، كمعارضين، بإعتبارهم جزءً أو أفراداً ضمن هذا التيار أو هذا المكوّن وذاك.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، د. عبدالباسط سيدا، مع التقدير لشخصه، هو بإعتراف كلّ التيارات والأحزاب والمجالس الكردية (“المجلس الوطني الكردي” المكوّن من 16 حزباً وجماعة، و”مجلس غربي كردستان” التابع لحزب الإتحاد الديمقراطي)، فضلاً عن الشخصيات المستقلة، الخارجة على “المجلس” والتي لا تروق لها سياسته الضبابية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الكردي، لا يمثل سوى نفسه. هو، بإختصار شديد جداً، حسب توصيف “الإجماع الكردي” في سوريا، كردي محسوب على “الإخوان المسلمين”، وماشي معهم على الخط كما يقال، رغم علمانية الرجل، ومواقفه المعتدلة، قبل صعوده ك”نجم سياسي” في “المجلس”.
حال تمثيل الآخرين المحسوبين ولو على سبيل “البروباكاندا الثورية” على المكوّنات السورية الأخرى، ليس بأفضل من حال سيدا.
فكيف لنا أن نقرأ تمثيل المسيحي جورج صبرا في كونه ممثلاً للمسيحيين، وهؤلاء في المجمل لم يحسموا أمرهم في سوريا بعد، لا ضد النظام، ولا مع الثورة. لا بل يمكن القول، أنهم باتوا يضعون الآن بعد عسكرة الثورة، أكثر من إشارة استفهامٍ على قيام أهل الثورة وقعودهم، خصوصاً وأنّ الصراع في سوريا وعليها تحوّل إلى صراعٍ طائفي بإمتياز، ما أدخل البلاد في حربٍ أهلية، سيخسر فيها الجميع ضد الجميع؟

وجه “المجلس” الطائفي المسجّل بماركة أخوانية، انكشف على حقيقته، ولم يعد بالإمكان إخفاءه أو تجميله، ب”مسحوقٍ كردي” من هنا، أو “ماكياجٍ مسيحي”، أو “مسحة ليبرالية” هناك.
لا ممثل حقيقي في “المجلس” خلا “الإخوان المسلمين”، ولا خيار ولا قرار في المجلس فوق خيار وقرار “الإخوان المسلمين”.

كان ل”الإخوان” ولا يزال حق الملكية الكاملة للمجلس، والتصرّف الكامل بسياسة المجلس، ومجتمع المجلس، وثقافة المجلس، و “دولة المجلس”، و”سوريا المجلس”.
فشل “الأخوان المسلمين”، كمعارضة إسلامية فاشلة، في احتواء معارضة سورية موحدة تحت سقف “المجلس” بإعتباره أول جسم سياسي سوري معارض حصل على بعضٍ من الشرعية من بعض العالم، أثبت للعالم أجمع، أصدقاء وأعداء، أنهم مشروع سوري فاشل، نحو سوريا فاشلة.

إفشالهم لسوريا، كمشروع وطنٍ فاشل، بلا حدود، بدأ في “المجلس الوطني السوري” باستانبول، لكنه لن ينتهي في “الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” في الدوحة.
“الأخوان المسلمون”، مشروع فشلٍ لا يزال قائماً، على طول سوريا وعرضها، دفع السوريون ثمنه غالياً في حاضر الثورة وماضيها، وسيدفعون الثمن، على الأغلب، في قادم الثورة وما بعدها أيضاً.
“الأخوان المسلمون”، مشروع سوريا قادمة فاشلة: دولة فاشلة، بسياسة فاشلة، وثقافة فاشلة، واجتماعٍ فاشل، وفوقٍ وتحت فاشلين.
النظام السوري، نجح في إفشال سوريا طيلة أكثر من أربعة عقودٍ من الفشل المتواصل، لكنّ السؤال الذي يبقى مفتوحاً على ما تبقّى من سوريا، وما تبقى من معارضتها هو:
كيف سينجح السوريون في الهروب بسوريا(هم) من فشل “الإخوان المسلمين”؟

هوشنك بروكا

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

احيا واموت عالشطرة

محمد الرديني

يوم امس كان يوما مشهودا عند أولاد الملحة، ففي الشطرة رقصوا حتى منتصف الليل تعبيرا عن فرحتهم بنجاح التظاهرة التي نظمها شباب اولاد الناصرية واشتركت فيها كل التيارات الخيّرة والشريفة .
كانت فرحتهم ذات شقين، الأولى ان التظاهرة حققت أهدافها في مطالبة الحكومة بوضع حد للفساد وإلغاء قرار البطاقة التموينية، والثاني هو عدم تدخل رجال الأمن الذين سعوا بإخلاص إلى حماية الشباب وكانت بحق اول بادرة من نوعها تسجل للشرفاء من رجال الأمن .
نعم.. واخيرا تظاهر اولاد الملحة في الشطرة، واثلجوا صدور العراقيين
وكان عرسا ولا كالأعراس
التظاهرة جابت شوارع المدينة الرئيسية بمراقبة من قوات الشرطة ولم تحدث أي إشكالات خلال مسيرتها.
ونقلت صحيفة “البديل العراقي” أن المظاهرة لقيت ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي والفعاليات الاجتماعية والسياسية، وأن المظاهرة ضمت المئات من المواطنين المستقلين، ومن ينتمون لمختلف الاتجاهات السياسية، وخاصة أنصار التيار الوطني الديمقراطي العراقي والشيوعيين العراقيين وأعضاء بعض النوادي الثقافية.
وذكرت الصحيفة أن المظاهرة استغرقت نحو الساعتين والنصف، وتفرق المتظاهرون بعد أن أطلقوا شعارات اتهمت الحكومة بالفساد وسرقة قوت الشعب.
كما رقص الأولاد عند تمثال السياب على كورنيش البصرة بعد نجاح تظاهرتهم التي حملت نفس شعار رفاقهم في الشطرة وطالبوا فيها الحكومة المركزية بالتراجع عن قرارها القاضي بإلغاء الحصة التموينية، فيما هددوا بمزيد من الاعتصامات خلال الأيام القادمة، معتبرين القرار “إذلالا وتجويعا مضاعفا للشعب”.
وقال رئيس المجلس الشيخ كاظم عبود الرباط، إن “المجلس الذي يضم العشرات من شيوخ العشائر نظم، بالأمس، تظاهرة سلمية احتجاجاً على قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بإلغاء الحصة التموينية وهذه “التظاهرة تؤسس لتظاهرات كبيرة ستشهدها المحافظة في الأيام القادمة ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها الجائر”.
واعتبر نائب رئيس مجلس الأعيان الشيخ محمد الزيداوي أن “الحكومة المركزية يجب أن تتراجع عن قرارها فوراً لأنه سيؤدي إلى تجويع وإذلال الشعب بشكل مضاعف والمبالغ التعويضية لن تحل المشكلة لأن 15 ألف دينار بالكاد تؤمن حاجة الفرد إلى الغذاء لمدة يوم واحد”.
ووقف اولاد الملحة احتراما لتصريح رجل الدين والباحث الإسلامي المشارك في التظاهرة الشيخ علاء البصري في حديث تناقلته الصحف المحلية أن “حجب مفردات الحصة التموينية سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة الفقر، وبالتالي خلق المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية”، رغم أن الدستور كفل للمواطنين حياة حرة وكريمة، والإسلام يؤكد على نفس الشيء، إلا أن الحكومة لم تلتزم بكل ذلك عندما أصدرت قرارها المفاجئ”.
وتضمنت التظاهرة التي احتشد المشاركون فيها أمام مقر الحكومة المحلية الذي يقع في مركز المدينة ترديد هتافات بنبرة غاضبة منها “كلا كلا لإلغاء الحصة التموينية، كلا كلا للظالمين”، وأيضاً “خير الشعب للشعب مو للحرامية”، فيما فرضت قوات مكافحة الشغب إجراءات مشددة حول المتظاهرين وعند مدخل الحكومة المحلية.
ولم يفت أولاد الملحة في الديوانية هذه الفرصة خصوصا وان طلاب إعدادية الصناعة شاركوا معهم احتجاجا على ” خربطة” مكتب القبول المركزي في توزيعهم على الكليات التي لم يقدموا إليها.
وفي النجف كان الحياء يلف ٢٠ شخصا خرجوا بتظاهرة احتجاجية وكان من المتوقع ان يشترك بها أكثر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة ولكنهم أحجموا عن ذلك بدعوى ان المرجعية لم تبت بالأمر على اعتبار انها تقليد غربي كافر ورغم انهم كانوا 20 شخصا الا ان الغيث يبدأ بقطرة ثم ينهمر.
فاصل جاموسي طويل هذه المرة: لم ينس اولاد الملحة ان يثمنوا خطوة حرس الحدود الايرانية باعادة خمسة قطعان من الجاموس العراقي بعد أن انتقلت اثناء رعيها ضمن قضاء شط العرب الى الأراضي الإيرانية حيث اعادتها القوات الى اصحابها.
وكشف مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه (كاعادة) “أن قوات حرس الحدود الإيراني اتصلت بقوات حرس الحدود العراقي في المحافظة وطلبت منها التعاون معها في منع الجاموس الإقتراب من الشريط الحدودي”.
ليش اكو حدود بين العراق وايران؟؟.
ولكن هؤلاء الاولاد زعلوا وعاتبوا رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي غانم المالكي حين قال إن “الجاموس العراقي نادراً ما ينتقل الى الأراضي الإيرانية”، مبينا أن “هناك قطعان جاموس قادم من إيران غالبا ما يدخل الأراضي العراقية الواقعة في قضاء شط العرب”.
حلوة هاي كلمة نادرا .. مو؟.
مقابل هذه الجواميس سجلت الاحصائيات الرسمية الايرانية مليون زائر عراقي يزور ايران سنويا.
مبروك عليكم.  تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

العميد الطيار لإيجد من يسمعه

محمد الرديني

مولانا بشير النجفي
نشرت لك اليوم جريدة المدى العراقية موضوعا قالت انه مترجم عن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية ويعتقد أولاد الملحة أن هذه الجريدة قد وضعتم في ورطة لابد لك من التخلص منها.
فقد قالت الجريدة أن هذه الخطبة ألقيت بالنيابة عنك ولكن اين؟ لم تفصح الجريدة عن المكان وهذا بحد ذاته أمر غريب فعناصر الخطبة كما يعرف أولاد الملحة هي الخطيب والمستمعين ومكان الخطبة وزمانها.
ماعلينا..
قبل أن نعلن فخرنا بهذه الخطبة التي شخصت كل مفاسد الحكومة العراقية ومصارعتها الحرة مع طواحين الهواء لابد من القول أن أولاد الملحة يعرفون تماماً ان تاريخك المهني يشير إلى انك كنت عميدا في طيران الحكومة الباكستانية حيث أرسلوك بعدها إلى النجف الأشرف لترعى مصالح الزوار الباكستانيين في الأماكن المقدسة العراقية ويعرفون ان الكعدة طابت لك فقررت الإقامة ثم أصبحت بعدها مرجعيا دينيا ولك اتباع ومنهم علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي قلت له بالحرف الواحد أنه مكلف شرعيا بهذا المنصب وسترعاك العناية الإلهية .
ولكنهم لا يعرفون انك تملك هذه الموهبة الفريدة في تشخيص الواقع العراقي حتى ان الجريدة الأمريكية إياها نشرتها في آخر عدد لها.
ولولا جريدة المدى العراقية لما عرفنا انك محلل سياسي “يروحون لك فدوى” كل سياسيي المنطقة الخضراء.
لست محللا فقط وإنما سعت لك اشهر جريدة بالعالم ونشرت لك الخطبة ومن المؤكد سيرسلون لك مكافأة النشر وهي طبعا بالدولار الأمريكي وهذا حديث سابق لأوانه.
قلت في خطيتك أن الأمن مفقود في البلاد والهجمات الإرهابية مستمرة وحالات هروب السجناء تتكرر والقتلة يسرحون في الشوارع والأموال العامة تضيع ونسبة البطالة مرتفعة، فـأين تذهب الأموال؟”
أسئلة مشروعة تماماً وأولاد المحة يقسمون أنهم سيكونون في صفك إذا حصلوا على نصف الإجابة وبدون الاستعانة؟”
وتقول أيضاً إن من حق الشعب أن يطرح هذا السؤال، و أن البطاقة التموينية قد ابتليت مؤخرا بنقص في المواد الغذائية. وفي الواقع إن البطاقة التموينية كانت تتعرض إلى تقليص المواد في كل عام حتى انتهت إلى ما هي عليه الآن من المواد الأساسية فقط (الطحين والسكر..الخ) وليس هناك
وتكشف لأولاد الملحة سرا حين تقولً . ان فشل حملة محاربة الفساد يمكن إرجاعه إلى الوقت الذي غضب فيه المالكي بسبب خروج العراقيين إلى الشوارع بأعداد كبيرة بداية عام 2011، حيث أعطى المالكي وعودا كثيرة في محاولة للتمسك بالمنصب. الشعب العراقي لديه الكثير من المطالب والشكاوى التي لها ما يبررها؛ فهناك نقص في فرص العمل وفي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب…الخ، وهناك الكثير من المواطنين الذين اختفوا في دهاليز منظومة العدل العراقية، كما ان هناك ايضا قضية مهمة وهي ان الشعب قد صوّت دون ان يتغير شيء في البلاد. فرغم نتيجة انتخابات آذار 2010 ( التي جاءت فيها القائمة العراقية أولا ودولة القانون ثانيا) فقد تم التجاوز على تصويت الشعب، وبقي المالكي رئيسا للوزراء. فلماذا صوّت الشعب إذن؟ لقد اعطى المالكي مئة يوم؛ يواجه فيها الفساد ويحل مشكلة البطالة. جاءت المئة يوم وولت ولم يحصل شيء. المالكي يلعب مع كل مشكلة، مما يعني انه يرفض مواجهتها ويؤجلها إلى وقت لن يأتي أبداً، انه يأمل إنهاك منافسيه وإنهاك الشعب العراقي، فهذا هو النمط الذي يسير عليه منذ 2006.
بصراحة ان كلامك وقع كالماء الزلال على عطش أولاد الملحة..ولا تستغرب حين تجدهم في القريب العاجل يلهجون باسمك ويكونوا من اشد المريدين إخلاصا خصوصا حين ذكرت انه مع معارضة دولة القانون للجهود الرامية إلى تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين، من الغريب أن نتفاجأ بمقترح إلغاء البطاقة التموينية، ومن الغريب أيضا سكوت مارتن كوبلر عن هذه القضية. لكن مع صمت كوبلر فان الأمم المتحدة قلقة جدا بشأن هذا المقترح.
يقسم أولاد الملحة لو أنها كانت خطبة في إحدى الحسينيات لخرجوا بعدها في تظاهرة ويحملون على أكتافهم خصوصا وانت تقول:
كان العراقيون يستخدمون البطاقة التموينية للتصويت في كل الانتخابات منذ الاجتياح الاميركي عام 2003 اذ ان هذا هو نظام التصويت المعمول به. ليس هناك ما يحل محل البطاقة، لكن مع ذلك فقد اعلن الناطق باسم رئيس الوزراء بان البطاقة سيتم إلغاؤها. البطاقة التموينية هي بمثابة قائمة الناخب وهويته في الوقت نفسه، وخلال أشهر ستجري انتخابات مجالس المحافظات وفي 2014 ستجري الانتخابات البرلمانية ومع ذلك لم تجر مناقشة الكيفية التي سيتم بها التصويت – التسجيل والهوية – بدون البطاقة التموينية. لا يمكن بأية حال من الأحوال إلغاء البطاقة وعدم استبدالها بشيء آخر لأن ذلك سيحرم آلاف العراقيين بل الملايين من الذين سيبلغون الثامنة عشرة من العمر بحلول انتخابات 2014.
هل هناك ابدع من هذا الكلام .. ليحفظك رب العالمين أيها الشيخ الجليل ولا تحسبن ان غضبك سيمر عليهم مرور الكرام حين تقول: من الحماقة أن يسمح العراقيون للمالكي بتدمير نظام التصويت الذي تستخدم فيه البطاقة التموينية دون بيان ما الذي سيحل محلها. لقد قاتل المالكي في كل الانتخابات – مجالس المحافظات والبرلمانية – ويريد تولي دورة رئاسية ثالثة. لا يظن البعض انه لم يحسب كيف سيحصل عليها. ففي عام 2010 استخدم هيئة المساءلة والعدالة في محاولة لشق طريقه، البعض يخشى من انه قام بترهيب مفوضية الانتخابات التي حاول ان يتولى أمرها الا ان رئيسها لم يسمح له بذلك، وانتهى الأمر باعتقال رئيسها. البطاقة التموينية قضية كبيرة، انها تتعلق بالغذاء لكنها ايضا قضية من الذي سيصوت وكيف سيصوت، فاذا ما الغيت اليوم فكيف سيصوت الشعب؟ يمكن للمالكي ان يقول “مازلنا سنستخدم البطاقة في الانتخابات القادمة حتى نتوصل الى ما يحل محلها “. لكن هناك اطفال سيبلغون السن الانتخابية عند حلول انتخابات 2014، فكيف سيتم تسجيلهم كبالغين اذا لم تعد البطاقة التموينية موجودة.
ربما يكون المالكي قد رتّب أموره مع مفوضية الانتخابات، وهذا يفسر سبب سكوتها عن المقترح – مع انه ليس مقترحا وإنما صفقة مكتملة-.
لأول مرة أقف احتراما لرجل دين ومرجعية يملك هذا العمق في التحليل وثقب البصر.
ولكن من من العراقيين سمع هذه الخطبة؟

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

مرحباً بالفوضى الثورية الخلاقة!

فيصل القاسم            الشرق القطرية

صحيح أن مصطلح “الفوضى الخلاقة” أطلقته للمرة الأولى وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في عهد الرئيس جورج بوش الابن في محاولة لإعادة تشكيل المنطقة العربية وبناء ما يسمى بـ”الشرق الأوسط الكبير”، إلا أن المخطط ذهب أدراج الرياح بخروج إدارة الرئيس بوش من البيت الأبيض مع حاشيته من المحافظين الجدد. وعندما وصل الرئيس أوباما إلى الحكم ذهب في اتجاه معاكس لاتجاه الإدارة السابقة، ففتح صفحة جديدة مع الدول العربية والإسلامية. وكلنا يتذكر خطابه الشهير للعرب من جامعة القاهرة، ناهيك عن أنه بدأ يصحح الكثير من السياسات الخارجية الأمريكية حيال الشرق الأوسط، فسحب جيشه من العراق، وبدأ يتبع سياسات أكثر نعومة مع الدول العربية. وقد لاحظنا أن المساعدة الأمريكية للقضاء على نظام القذافي البائد جاءت تنفيذاً لقرار دولي وبدعم عربي كبير، ودون أي تدخل عسكري بري، بحيث اقتصرت مساعدة حلف الناتو لليبيين على القوة الجوية. ولعلنا نلاحظ الآن أن أمريكا تحاول أن تبقى بعيدة عن الأزمة السورية رغم المناشدات العربية والإسلامية لها للتدخل ومساعدة الثوار السوريين. ولو قارنا التدخل الأمريكي في سوريا بالتدخل الإيراني والروسي لوجدنا الأخيرين أكثر تخريباً وضرراً وتدميراً ونشراً للفوضى، لأنهما يدمران وطناً وشعباً من أجل حماية نظام، لكن مع ذلك، مازال بعض أيتام الديكتاتوريات الساقطة والمتساقطة يصور الربيع العربي على أنه تطبيق حرفي لمشروع “الفوضى الخلاقة” الأمريكي القديم.

يتحجج القومجيون العرب الذين تبين أنهم أكبر حلفاء الطواغيت في المنطقة بأن الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا لم تجلب للمنطقة سوى “الفوضى” التي وعدت بها رايس. ويستشهدون بالأوضاع التي نتجت عن الثورات في بلدان الربيع العربي. فهم يرون أن الثورة الليبية لم تنتج سوى التطاحن الداخلي والتشظي، وكأنهم بذلك يترحمون على نظام القذافي الذي لم يشهد التاريخ نظاماً برداءته وتخلفه. ما العيب في أن يتصارع الليبيون بعد الثورة لإنتاج نظام جديد؟ أليس الصراع السياسي هو لب الديمقراطية وأساسها؟ ألا تبدو ليبيا خلية نحل سياسية عظيمة لحيويتها ونشاطها وتصارعها الإيجابي؟ هل يريد المترحمون على أنظمة الطغيان الساقطة والمتساقطة أن يعود القذافي ليعين الحكومة ورئيس وزرائها بمكالمة هاتفية من خيمته السخيفة في غياهب الصحراء؟ ألم يكن النظام في ليبيا مجرد مزرعة لعائلة القذافي ومن حوله من مرتزقة ومأجورين؟ أليس هو مؤشر رائع أن تستغرق عملية انتخاب الحكومة الليبية الجديدة أشهراً بسبب التصارع الصحي بين القوى الديمقراطية الصاعدة؟ ألا يعني هذا أن الحكومة الليبية من الآن فصاعداً ستعمل فعلاً من أجل الشعب لا من أجل من كان يعينها في السابق من خيمته؟ ألا يجعل الصراع الذي رافق عملية تشكيل الحكومة الليبية كل وزير فيها يعد للعشرة قبل أن يخطئ لاحقاً بحق الشعب الذي اختار الحكومة والمجلس الوطني العام الذي أشرف على تشكيلها؟

صحيح أن بعض الجماعات المسلحة حاولت إفساد المشهد بعد الثورة في ليبيا ببعض الأفعال الطائشة، لكن حتى تلك الأفعال هي نتيجة طبيعية، فلا يمكن أن تستقر الأمور في أي بلد بمجرد أن تضع الثورة أوزارها، فمن الطبيعي أن يلجأ أي شعب خارج من تحت ربقة الطغيان والاستبداد المزمن إلى بعض التصرفات المنفلتة بحجة أنه أصبح حراً. لاشك أنه تفكير غير سليم، لكن الديمقراطية عملية تدرجية، ولاشك أن الجميع سيتعلم اللعبة لاحقاً حتى لو حصلت بعض الأخطاء الصغيرة والكبيرة. فلا ننسى أن القذافي لم يورث الليبيين أجهزة أمن أو جيشاً وطنياً يحمي البلاد من الفوضى والانقسام، فقد كان جيشه عبارة عن ميليشيا خاصة وكذلك أجهزته الأمنية العائلية. لهذا تعاني ليبيا بعد الثورة من بعض مظاهر الفوضى، لكن مع بناء جيش وأجهزة أمن جديدة لاحقاً ستختفي الفوضى، ولن يعد بمقدور أحد أن يطالب بالانفصال. ولا ننسى أيضاً أن النظام البائد كان يحكم البلاد على أساس قبلي وجهوي متخلف على مبدأ “فرق تسد”، مما جعل الشعب يتشظى قليلاً ويتصارع بعد الثورة على أسس بدائية. وما أحداث منطقة بني الوليد إلا مثال صارخ على الإرث الفاسد الذي ورثه القذافي للشعب الليبي.

أضحكني كثيراً أحد “المتفذلكين” من أعداء الربيع العربي عندما قال:”انظروا كيف خربت تونس بعد سقوط نظام ابن علي”، وكأنه يترحم على عهد الفساد والإفساد والظلم. هل يعقل أن يريد بعض القومجيين والمتضررين من الثورات أن يعود عهد ابن علي والقذافي ومبارك وعلي عبد الله صالح لمجرد حدوث بعض الفوضى البسيطة والطبيعية بعد الربيع العربي؟ ما المشكلة في أن يتصارع العلمانيون والإسلاميون والسلفيون في تونس؟ من الطبيعي حتى أن تظهر جماعات متطرفة في العهد الديمقراطي لأن الساحة أصبحت مفتوحة للجميع كي يتنافسوا على السلطة بعد أن كانت حكراً على الطواغيت وأذنابهم.

قد ينتقد البعض الوضع في تونس لأنه أفرز جماعات سلفية متطرفة، لكن ما العيب في أن تظهر مثل تلك الجماعات حتى لو اختلف الكثيرون معها؟ أليست صناديق الاقتراع هي الحكم الأول والأخير، وليتصارع الجميع والشعب هو الذي يختار من يريد؟ أليس ما يحصل في تونس من تصارع مسألة طبيعية وصحية جداً؟ أليس ما نشهده هي فوضى خلاقة حميدة إذا كان هناك فوضى فعلاً؟ ألم يتطاحن الغربيون لمئات السنين قبل أن يبنوا أنظمتهم الديمقراطية العظيمة؟ ألا تتصارع القوى السياسية في البلدان الديمقراطية التي تحترم نفسها على المبدأ القرآني العظيم: “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” لماذا يريد بعض القومجيين لبلادنا أن تبقى كالبحيرات الساكنة المليئة بالمياه الآسنة بحجة حفظ الأمن والاستقرار؟ متى يدرك هؤلاء الكذابون والأفاقون أن الاستقرار الدائم شعار يصلح فقط لأبواب المقابر كما يقول أخونا عزت سيد أحمد في كتاب بهذا العنوان؟ لماذا لا نقول إن المشاكل التي تعاني منها بلدان الربيع العربي بعد الثورات ليست من نتاج الثورات، بل من نتاج الأنظمة الساقطة التي قلبتها الثورات؟ والأمر مسألة وقت، وستقوم الأنظمة الجديدة بتصحيح الأوضاع ومعالجة الفوضى غير الحميدة التي ظهرت بعد الربيع الثورات، أيها القومجيون، لا تدمر الأوطان، بل تحييها، أما الذين يدمرون الأوطان فهم أسيادكم الذين يريدون أن يبقوا في الحكم حتى على حطام وأشلاء الأوطان.

ألم تخط مصر المتحررة من الطغيان خطوات عظيمة بعد الثورة خلال فترة وجيزة؟ هل يعقل أن نرجم الربيع العربي بأكمله، ونستخدم ضده أقذع الأوصاف، ونصفه بالفوضى الهلاكة، وبالمؤامرة الكونية السخيفة فقط للحفاظ على النظام السوري من السقوط، وتبرير سحق ثورة الشعب السوري العظيمة بالحديد والنار؟ أليس كل الذين يعادون الربيع العربي هم من مرتزقة النظام السوري وبقايا “القومجيين والعلمانجيين” المزعومين الذين سترميهم الثورات في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم مهما طال الزمن؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment