احيا واموت عالشطرة

محمد الرديني

يوم امس كان يوما مشهودا عند أولاد الملحة، ففي الشطرة رقصوا حتى منتصف الليل تعبيرا عن فرحتهم بنجاح التظاهرة التي نظمها شباب اولاد الناصرية واشتركت فيها كل التيارات الخيّرة والشريفة .
كانت فرحتهم ذات شقين، الأولى ان التظاهرة حققت أهدافها في مطالبة الحكومة بوضع حد للفساد وإلغاء قرار البطاقة التموينية، والثاني هو عدم تدخل رجال الأمن الذين سعوا بإخلاص إلى حماية الشباب وكانت بحق اول بادرة من نوعها تسجل للشرفاء من رجال الأمن .
نعم.. واخيرا تظاهر اولاد الملحة في الشطرة، واثلجوا صدور العراقيين
وكان عرسا ولا كالأعراس
التظاهرة جابت شوارع المدينة الرئيسية بمراقبة من قوات الشرطة ولم تحدث أي إشكالات خلال مسيرتها.
ونقلت صحيفة “البديل العراقي” أن المظاهرة لقيت ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي والفعاليات الاجتماعية والسياسية، وأن المظاهرة ضمت المئات من المواطنين المستقلين، ومن ينتمون لمختلف الاتجاهات السياسية، وخاصة أنصار التيار الوطني الديمقراطي العراقي والشيوعيين العراقيين وأعضاء بعض النوادي الثقافية.
وذكرت الصحيفة أن المظاهرة استغرقت نحو الساعتين والنصف، وتفرق المتظاهرون بعد أن أطلقوا شعارات اتهمت الحكومة بالفساد وسرقة قوت الشعب.
كما رقص الأولاد عند تمثال السياب على كورنيش البصرة بعد نجاح تظاهرتهم التي حملت نفس شعار رفاقهم في الشطرة وطالبوا فيها الحكومة المركزية بالتراجع عن قرارها القاضي بإلغاء الحصة التموينية، فيما هددوا بمزيد من الاعتصامات خلال الأيام القادمة، معتبرين القرار “إذلالا وتجويعا مضاعفا للشعب”.
وقال رئيس المجلس الشيخ كاظم عبود الرباط، إن “المجلس الذي يضم العشرات من شيوخ العشائر نظم، بالأمس، تظاهرة سلمية احتجاجاً على قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بإلغاء الحصة التموينية وهذه “التظاهرة تؤسس لتظاهرات كبيرة ستشهدها المحافظة في الأيام القادمة ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها الجائر”.
واعتبر نائب رئيس مجلس الأعيان الشيخ محمد الزيداوي أن “الحكومة المركزية يجب أن تتراجع عن قرارها فوراً لأنه سيؤدي إلى تجويع وإذلال الشعب بشكل مضاعف والمبالغ التعويضية لن تحل المشكلة لأن 15 ألف دينار بالكاد تؤمن حاجة الفرد إلى الغذاء لمدة يوم واحد”.
ووقف اولاد الملحة احتراما لتصريح رجل الدين والباحث الإسلامي المشارك في التظاهرة الشيخ علاء البصري في حديث تناقلته الصحف المحلية أن “حجب مفردات الحصة التموينية سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة الفقر، وبالتالي خلق المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية”، رغم أن الدستور كفل للمواطنين حياة حرة وكريمة، والإسلام يؤكد على نفس الشيء، إلا أن الحكومة لم تلتزم بكل ذلك عندما أصدرت قرارها المفاجئ”.
وتضمنت التظاهرة التي احتشد المشاركون فيها أمام مقر الحكومة المحلية الذي يقع في مركز المدينة ترديد هتافات بنبرة غاضبة منها “كلا كلا لإلغاء الحصة التموينية، كلا كلا للظالمين”، وأيضاً “خير الشعب للشعب مو للحرامية”، فيما فرضت قوات مكافحة الشغب إجراءات مشددة حول المتظاهرين وعند مدخل الحكومة المحلية.
ولم يفت أولاد الملحة في الديوانية هذه الفرصة خصوصا وان طلاب إعدادية الصناعة شاركوا معهم احتجاجا على ” خربطة” مكتب القبول المركزي في توزيعهم على الكليات التي لم يقدموا إليها.
وفي النجف كان الحياء يلف ٢٠ شخصا خرجوا بتظاهرة احتجاجية وكان من المتوقع ان يشترك بها أكثر من هذا العدد بأضعاف مضاعفة ولكنهم أحجموا عن ذلك بدعوى ان المرجعية لم تبت بالأمر على اعتبار انها تقليد غربي كافر ورغم انهم كانوا 20 شخصا الا ان الغيث يبدأ بقطرة ثم ينهمر.
فاصل جاموسي طويل هذه المرة: لم ينس اولاد الملحة ان يثمنوا خطوة حرس الحدود الايرانية باعادة خمسة قطعان من الجاموس العراقي بعد أن انتقلت اثناء رعيها ضمن قضاء شط العرب الى الأراضي الإيرانية حيث اعادتها القوات الى اصحابها.
وكشف مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه (كاعادة) “أن قوات حرس الحدود الإيراني اتصلت بقوات حرس الحدود العراقي في المحافظة وطلبت منها التعاون معها في منع الجاموس الإقتراب من الشريط الحدودي”.
ليش اكو حدود بين العراق وايران؟؟.
ولكن هؤلاء الاولاد زعلوا وعاتبوا رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي غانم المالكي حين قال إن “الجاموس العراقي نادراً ما ينتقل الى الأراضي الإيرانية”، مبينا أن “هناك قطعان جاموس قادم من إيران غالبا ما يدخل الأراضي العراقية الواقعة في قضاء شط العرب”.
حلوة هاي كلمة نادرا .. مو؟.
مقابل هذه الجواميس سجلت الاحصائيات الرسمية الايرانية مليون زائر عراقي يزور ايران سنويا.
مبروك عليكم.  تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.