الإسلام السياسي… الغرور بالجمهور إلى حين!

رشيد الخيّون   الإتحاد الاماراتية

إن التحزب باسم المقدّس، والانطلاق من المسجد، وإعلان راية الدفاع عن الدين وعن حقوق الله تعالى، واستغلال خطب صلوات الجمع، والعمل الحزبي تحت غطاء الجمعيات الخيرية، وكنز المال الهائل عن طريقها، كل هذا وغيره يوفر جمهوراً واسعاً للأحزاب والمنظمات الدينية، ناهيك عن إعلان ما يشبه صكوك الغفران، فالتدين هو الخطوة الأولى في كسب المريدين، حتى يصل بالمنتمي إلى موقف العداء مع أهله، فالحزب هو الأب والأم، وهو الطريق إلى الجنة.

كم اُستغلت آلام الشباب النفسية والاجتماعية في التطويع إلى الانتماء. سألت أحدهم: لماذا انتميت إلى هذا الحزب بالذات، فأجابني قائلاً: «لأني فهمت من الذي أقنعني بالانتماء أن الدين سينتهي وواجب الحزب الدفاع عنه»! بمعنى أن هذا الشاب دخل العمل السياسي وهو على إيمان بأن مصير الدين مرتهن بهذا الحزب. لكن لا علم لي بموقفه بعد أن تسلم حزبه زمان السلطة، وظهر من بين قادته فاسدون ومستحوذون!

 أجاب على تساؤلي هذا أحد الأتقياء في ممارسة تكاد تكون فريدة من نوعها، وهو شاب تفانى في العمل الحزبي الديني متعرضاً للمخاطر الجسام، حتى تسلم حزبه زمام السلطة، وبما أنه نقي الطوية، وبالفعل دخل الحزب مثالياً مثلما هو الشعار والهتاف والخطاب، فما هي إلا أيام بعد سقوط النظام العِراقي (9 أبريل 2003) حتى أخذ سجادته واعتزل قائلاً لمن ألح عليه بتسلم المسؤوليات وحصد الأتعاب الجهادية: «ما أراه ليس ديناً إنما تكالب على المنافع»! فعاد إلى وظيفته السابقة التي فيها هو مرؤوس لا رئيس، حاله حال الملايين يسدون العوز بالحصة التموينية التي ظلت تنهب حتى كثر الجدل على إلغائها. ولولا عدم استئذانه بالنقل عنه لذكرت اسمه ومكانه وعنوان وظيفته الأقل من سائق أو حارس لدى موظف بسيط في مجلس الوزراء. هذا هو الفرق بين الدين والحزب، الدين والسياسة، فالرجل صاحب دين وغيره أصحاب حزب، يشترون العقارات ببخس الأثمان مستغلين الظروف، وينزلون في أفخم البيوتات ويمارسون ممارسة الذين أكثروا الكلام فيهم، وحشدوا الناس باسم الدين ضدهم، لا تفوتهم خطب الجمع، ولا تصدر المواكب، ولا امتلاك الجوامع، مع أنها بيوت الله لا بيوتهم.

 كانت التجربة المصرية والتونسية، بعد الإيرانية والعراقية والأفغانية والسودانية، نماذج على تجارب الإسلام السياسي بين المعارضة والسلطة، فالجميع ركبه الغرور بالجمهور، لهم الدنيا والدين معاً، بتقديم أنفسهم أنهم صوت الله، ومن له الاعتراض على صوت الله! هم يعتقدون ذلك، آملين أن الناس يخدرهم هذا الخطاب، ولا يصحون على الخراب الذي حولهم، وأن عقولهم لا تميز مادام الدين يرفع شعاراً ودثاراً، وفي عرفهم أنهم يمتلكون ناصية الحقيقة، لمَ لا، فالمساجد والحسينيات بيوتهم، وكيف لا يندفع الناخبون لانتخابهم؟!

 نعم، هم صادقون، فالديكتاتوريات السابقات ماضيات بالغرور، لكن ليس بالجمهور إنما بقوة الجيش والأمن وحبس الأنفاس، يضاف إلى ذلك رضاء الدول الغربية، وهي -نريد أو لا نريد- صاحبة السهم الأكبر في تغيير الأنظمة، وتلك حقيقة لا مفر منها ولا تعالٍ عليها. أكاد أجزم أنه ليس هناك انقلاب حصل بالمنطقة من دون عون أو غض نظر في الأقل، مع اختلاف الدرجة بين بلد وآخر.

 أما الأحزاب الدينية، أو الإسلام السياسي، فقد أخذها الغرور بالجمهور، مع أنها صادرت الدين وأمكنة العبادة والمواسم الدينية والجمعيات الخيرية، وما يعبرون عنه بالإصلاح والصلاح، إلا أن فوزها جاء باهتاً قياساً بتسخيرها للدين والدنيا لجذب الأصوات، في بيئة حيث يجول الجهل والتخلف. فهتاف «تطبيق شرائع الله»، «الدين يا محمد» في حال مصر، و«يا حسين يا مظلوم» كحال العراق… شعارات جاذبة كاسبة للجمهور، ومع ذلك ظهرت النتائج أقل من المتوقع كثيراً، بل وكابحةً لنشوة الغرور بالجمهور.

 لنتذكر أن صدام حسين (أعدم 2006) نفسه حاول منافسة الموجة الدينية بحملة إيمانية؛ ونقش «الله أكبر» على العَلم العراقي، وقيل نقشها بنصيحة السوداني سوار الذهب خلال مؤتمر إسلامي عُقد ببغداد (1992) كأحد مظاهر التنافس على توظيف الدين (الدليمي، آخر المطاف). أما اللاحقون فتمسكوا بالحملة والنقش تعبيراً عن وجودهم.

 لكن، الناس تتعظ بالتجربة، وتصل إلى قناعة بأن الدين ليس حزباً سياسياً ولا مجرد دعاية، وأن مقولة «لولا الخبز ما عُبد الله» (الميداني، مجمع الأمثال)، حقيقة عبر عنها الدين نفسه، عندما نقل الفقهاء: «الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم» (الغزالي، نصيحة الملوك، والمجلسي، بحار الأنوار). وقصته: «إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين، أن أتى هذا الجبار فقال له: إني… استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً» (المصدر نفسه).

 لقد تحول ميدان التحرير بالقاهرة إلى بحر من البشر احتجاجاً على محاولة «الإخوان المسلمين» في سلب الديمقراطية، وجمع التشريع والتنفيذ بيد صاحبهم، وهو ظلم صريح، فهل كان هذا الحشد خالياً من متدينين، من غير «الإخوان»؟! لقد لاحت فيه العمائم والطرابيش والحاسرات والمحجبات، ومع ذلك قال «الإخوان»: إنه انقلاب على الديمقراطية!

 ألم يأت «الإخوان» إلى الحكم بالحشود، فماعدا مما بدا حتى صار الجمهور، المتنوع مِن شخصيات وأحزاب، منقلباً على الديمقراطية، بينما يصبح «الإخوان» الذين ظلوا لعقود يعتبرون الديمقراطية كافرةً هم الأحرص عليها!

 الحال نفسه بتونس، الاحتجاج عارم ضد محاولات حزب «النهضة» الإخواني في أسلمة المجتمع، ومعلوم أن المقصود بالأسلمة هو إبقاء الأحزاب الدينية حاكمةً بأمرها. شأنها شأن البقاء على عبارة «الله أكبر» في العلَم كمظهر لا أكثر على وجودها.

 لكن فات هذه الأحزاب أن الغرور بالجمهور إلى حين، فالسلطة غير المعارضة، والدوائر تدور، وأن صفة الدولة، خصوصاً ببلدان متعددة الأديان والمذاهب، لا دين لها، لأن الإنسان هو الذي يصلي ويصوم، بينما الدولة السقف الذي يجمع الوطن بما فيه من أنواع، وللشيخ محمد رضا الشبيبي (ت 1965): «يا ليت مَن جعل التباين زينةً/ للورد قدرها تزين الناسا» (شناوة، الشبيبي في شبابه السياسي). فهل الإسلام السياسي قادر على جعل التباين زينة، أم تتحول البلدان في ظله إلى طاردة لأهلها! لغروره بالجمهور، ومن عادة الجمهور أن لا يبقى على حال!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الحرب الأهلية تسع الجميع!

 يوسف الديني     الشرق الاوسط اللندنية

 بوادر الحروب الأهلية المقنعة بـ«الربيع العربي» بدأت تأخذ طريقها في الغليان، ومن يعتقد أن ما يحدث في مصر الآن من هذا الفرز على مصطبة الإخوان، حالة استثنائية بسبب حالة الفراغ السياسي الذي عانته البلاد بعد رحيل النظام السابق فهو لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، من الخليج إلى المحيط كما يقال نحن أمام «فسطاطين» عبّر عنهما زعيم القاعدة السابق بلغة حادة ومباشرة، لكنها أصابت كبد الحقيقة في الرؤية الآيديولوجية للعالم من قبل الفكر المتطرف، وغني عن القول: إن حالة التشابه في كل الأفكار المتطرفة سواء التي تتخذ من السلاح وسيلة للتغيير أو تلك التي يمكن أن تركب موجة «التغيير السلمي» وقت الحاجة، وتأكل تفاحة الديمقراطية على طريقة الاضطرار لأكل الميتة، كما هو حاصل الآن، النخب السياسية تتحدث عن لعبة ديمقراطية أمسكوا بزمامها، والقواعد الشعبية من الخطباء وأئمة المساجد والجماهير العريضة تتحدث عن الخليفة مرسي الذي لا يجوز الخروج عليه، وأنه مؤيد من الله ومحاولة اجترار التاريخ لتشبيهه بأحد الخلفاء في هذا الموقف أو ذاك، هناك الكثير من المقاطع على الـ«يوتيوب» تشبه الرئيس مرسي الذي فاز بالكاد بفارق ضئيل بنبي الله موسى وحتى يونس عليهما السلام في محنته!

 الحروب الأهلية المقنعة ليست بالضرورة أن تكون بالسلاح لا سيما في ظل تعقيد الوضع الداخلي وارتباطه بالمناخ العام في المجتمع الدولي، نحن محظوظون جدا أن كثيرا من القرارات الكبيرة مرتبطة عادة بمزاج المجتمع الدولي ومساعداته وتمويله وقروضه التي تكبح أحيانا جماح الطامحين لسحق معارضيهم.

 في الوطن العربي الكبير هناك انقسام حاد يتصاعد بين الفسطاطين، الفسطاط المدني الذي لا يرى في الإسلام السياسي إلا وجها مزورا لفكر شمولي فاشي يتذرع بشعارات دينية، وفسطاط الإسلام السياسي الذي يرى أن مجتمعه بحاجة إلى تطهير وإعادة تأهيل ولو بشكل قسري، وهذا لا ينسحب على دول الربيع العربي حيث وصل الإسلام السياسي للحكم، بل يتعدى ذلك إلى كل الدول التي لا تحتاج أن تفتش طويلا فيها عن بذور مثل هذه الحروب الأهلية المقنّعة، فمجرد الدخول إلى ساحة المعارك الافتراضية في «تويتر» يمكن أن يتطاير لك الشرر البادي من الفريقين.

 الفسطاطان يعيشان «عزلة شعورية» كما يعبّر منظر الإخوان سيد قطب عن حالة المؤمن السوي في انعزاله عن معسكرات الجاهلية، كل له برامجه وخطبه وأدوات إعلامه وحتى له ممثلوه في الشارع أو مناصب السلطة، وما حالة السلم والحوار إلا نتائج هزيلة لضغوط تمارسها السلطة التي تحاول أن تقف على الحياد بين الفريقين في كثير من تجليات هذا الصراع، وبسهولة يمكن لأي منافسة انتخابية أو ديمقراطية أن تعيد الفرز إلى عوامله الأولية فسطاط أهل الخير والصلاح والإيمان وفسطاط أهل الفجور والسفور.. إلخ من المصكوكات الشهيرة لتلك الحروب الأهلية المقنعة.

 ما الذي اختلف في مصر عن باقي التجارب الانقسامية التي عاشتها السودان (شمال / جنوب) وأيضا داخل الشمال بين أنصار الإخوان والبشير والقوى الأخرى، وحتى فلسطين حماس / السلطة الفلسطينية، وصولا إلى اليمن ومرورا بكل البلدان التي تختبئ هذه المعارك تحت مسميات أخرى بسبب قوة السلطة أو حتى الرخاء الاقتصادي الذي يشجع على تلك «العزلة» التي تمارسها النخب؟

 الذي اختلف في مصر أن النزاع بين الفسطاطين على أرضية مكشوفة جرداء، فهو تصنيف واضح ومباشر لا لبس فيه، في البلدان الأخرى هناك عوامل تخفف من حدة هذا «العري الآيديولوجي»، قناع القبيلة وأيضا وجود تيارات إسلامية غير مسيسة كالسلفية العلمية وحتى المتصوفة من الذين لا يتقاطعون مع فكر الإسلام السياسي، بل هم أقرب إلى السلطة وفي حالات معينة أقرب إلى «حزب الكنبة» أو الأغلبية الصامتة.

 من جهة ثانية فإن جزءا كبيرا من حالة الاحتقان التي تعيشها المجتمعات «الربيعية» هو بسبب غياب سلطة القانون، فالثورة التي تطال دولة تتداخل فيها السلطات، ولا يمكن التمييز بين السلطة والحكومة والدولة والنظام الحاكم والمؤسسات القانونية فيها ستهدم كل ذلك، فيعود الوضع إلى حالة تشبه «المجتمعات البدائية» حيث الصوت للأقوى.

 والحال أن موازين القوى بين الأطراف المتصارعة لا يمكن حسمها لصالح فريق، فالمسألة ليست كما يشيع الإخوان والإسلاميون عموما مسألة أرقام وحجم على الأرض، كلنا يدرك غياب أي مؤسسات بحثية إحصائية في الوطن العربي يمكن أن تمتلك معلومات دقيقة أو أرقاما حقيقية عن مكوّنات المجتمع الفكرية والطائفية.

 ربما كان أكثر سؤال يواجه الباحثين في التيارات الإسلامية، كم هو حجم الإخوان الحقيقي في مصر، وهو سؤال طرح كثيرا في مناسبات كان الجميع مذهولا من حجم رد فعل الجماعات الإسلامية في الشارع، وبالطبع لا أحد يمتلك الإجابة الحقيقية، والأرقام متباينة ما بين 3 ملايين كما تقول بعض الدراسات الحديثة التي اعتمدت على أرقام مسربة من داخل الجماعة للمسجلين رسميا، وما بين مبالغات الإخوان في أوقات الحشد. د.عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد قال مرة إن الإخوان وصلوا إلى 15 مليونا، ويذكرني ذلك بما قاله يوسف ندا في قناة «الجزيرة»: إن الإخوان في العالم يتجاوزن المائة مليون شخص.

 بالطبع هناك تداخل لشعارات الإخوان الدينية مع أغلبية متدينة في المجتمعات العربية وغير مسيسة وكثير منها محتقن ضد السلطة بحكم الدعاية السياسية للمعارضة المضطهدة، ومن جهة ثانية أن تكنيك الجماعات الإسلامية عموما هو التحالف في مواجهة الآخر المختلف على قاعدة «تكثير السواد» ومفهوم «النصرة» الشهير في الأدبيات الإسلاموية، إضافة إلى التحولات الكبيرة التي طالت التيارات السلفية التي أصبحت أكثر تسييسا وبالتالي تقاطعا مع مشروع الإخوان، كما أن صعود التيارات السلفية حتى في البلدان ذات المنزع المتصوف كدول شمال أفريقيا جعلها أكثر تمثيلا رغم أنها غير مسيسة لأحزاب الإسلام السياسي التي تتكفل بمقارعة الأنظمة والطواغيت بينما ينشغل الآخرون في الاستحواذ على كعكة المجتمع.

 الإخوان بالنسبة للتيارات الإسلامية، باستثناء خصومها من السلفيين، هم النخبة السياسية المؤهلة للتغيير بحكم التنظيم والممارسة الطويلة للعمل السياسي، كما أن الإخوان لا يرون فيمن عداهم أي خبرة أو تراتبية تنظيمية أو حتى تاريخ طويل من الممارسة على الأرض يؤهلهم للمنافسة.

 الإشكالية التي صعّدت من الحرب الفكرية الصامتة إلى الحرب السياسية المعلنة الآن، هي أن أي فصيل من الإسلام السياسي وعلى رأسهم الجماعة الأم لا يمكن لها أن تمسك بالدولة وإن كانت تستطيع الاستحواذ على السلطة وربما ابتلاعها بالكامل، السلطة شيء مختلف عن الدولة التي تشمل كل مفاصل المجتمع وعلى رأسها الجهاز القضائي والأجهزة الإدارية والرقابية والقطاع الأمني الذي لا يمكن لـ«الإخوان» لا من حيث العدد ولا التأهيل الانفراد به، وبالطبع غني عن القول أن يتمكن الإخوان من سد الفراغ في مجالات الإعلام والفنون والرياضة وكل مناشط الحياة المدنية الطبيعية التي لا ينخرط فيها كوادر الإسلام السياسي لأسباب فكرية وأولويات العمل الحزبي.

 في المقابل يخطئ المناوئون للإسلام السياسي وهم في ازدياد مطّرد في التعامل مع أطروحات الإخوان بسبب حالة من الجهل الشديد بهم، مردّه حالة العزلة التي كان يعيشها الإسلاميون وأيضا غياب المحرّض على تفهم هذا المكون السياسي بحكم اصطدامه ضد السلطة وبالتالي عدم اعتباره منافسا محتملا في اللعبة السياسية، كما أن الركون إلى مسلمات تسطيحية عن الإسلام السياسي من وضعه في سلة الرجعية والتخلف والقرون الظلامية دون قراءة واعية لمكوناته وأسباب نشأته وطريقة عمله على الأرض ساهم في زرع هذه الهوّة بين الإسلاميين وخصومهم حتى قبل أن يكونوا فرقاء سياسيين.

 الأمر رغم كل المؤشرات المحبطة لا يعني الركون إلى نذر الحرب الأهلية والانسياق وراء منطقها، لكن من المهم هو فهم طبيعة الاختلاف التي كونت هذا الانقسام بين المعسكرين، ونزع الأقنعة الدينية التي تستخدم عادة في التضليل، فلا الإسلاميون مجرد تكفيريين مارقين ولا خصومهم زنادقة وأتباع الشهوات المعادين للإسلام، هناك طريق ثالث قائم على سيادة القانون والاحتكام إلى المشتركات الأولية في العيش والحرية والكرامة واحترام التعددية التي لا يمكن أن تؤول إلى فكر الحزب الواحد.

 تأجيل الاحتراب السياسي ومحاولة إدراك أن المركب بالكامل سيغرق في وحل الاقتصاديات المنهارة يمكن أن يشكل بداية تشكل تيارات إنقاذ تؤجل الحسم السياسي بالتأكيد على احترام قواعد اللعبة والتأكيد على سيادة القانون، وهو ما يجب أن تلجأ إليه النخب العاقلة من الطرفين بعيدا عن صخب الإعلام والاستغلال الأرعن للشارع ومحاولة تجييشه، مؤسف جدا أن يضيق الوطن بأبنائه بينما الحرب الأهلية تسع الجميع.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

موت ياحمار أو كم انت مسكين ياعراقي

محمد الرديني

 حين سكتت شهرزاد عن الكلام المباح وامتنع الديك عن الصياح واحتاجت الدجاجات للنواح طلع علينا شهريار التخطيط في العراق والقمر لم يأفل بعد وكان الغسق في آخره ليلف في الشوارع مثل “ابو طبيلة” ليصيح:

اعلنت وزارة التخطيط عن وجود وفرة مالية لتوزيع نسبة الـ25 بالمائة من فائض واردات النفط بين المواطنين، مطالبة مجلس النواب بالسعي لإعادة ادراج هذا النص في الموازنة للعام المقبل 2013.

وقال وزير التخطيط علي يوسف الشكري إن “هناك وفرة مالية لتوزيع نسبة الـ25 بالمائة من فائض واردات النفط بين المواطنين وفقا لما جاء في قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2012 وان النص المدرج بهذا الجانب في موازنة العام الحالي يعد بمثابة قانون لذا فإن تنفيذه يجب أن يطبق كبقية القوانين التي تم تشريعها”.

هلهلت النسوان من فوق شناشيل بيوت البصرة في نظران وردح الشباب في حدائق الحدباء الغنّاء وتجمعت الحلوات عند النار الازلية في كركوك وصعدت عجائز سامراء الى الملوية ليرقصن “الهجع” حيث لا يراهن حاسد ولا أحد وتمنت بنات الكاظمية ان ينزعن النقاب ويركضن في الشوارع وهن يغنين لفيروز بينما ظلت وجوه بنات كلية الفنون ببغداد متشحة بالسواد فيما اختلطت حمرة الوجوه مع عرق النهار وبانت عروق الرقاب التي والله لو مرّ منها شراب السينالكو لبان لونه للعيان.

وبعد دقة “الطبلة” الثالثة بعد الخمسين صاح ان “الوزارة انتهت من جميع الاستعدادات المطلوبة لتنفيذ هذا القانون الا انها تنتظر مجلسي الوزراء والنواب لاتخاذ قرار بهذا الصدد علما ان نص قانون الموازنة الاتحادية للعام 2012 يلزم مجلس الوزراء بتنفيذ هذا النص القانوني”.

وكاد الشكري ان يلطم ولكنه اكتفى بالنواح حين قال وهو يضرب على طبلته للمرة الخامسة بعد المائة ان “موازنة العام المقبل لم تدرج تخصيص 25% من فائض الواردات النفطية لتوزيعها بين المواطنين ونحن نطالب مجلس النواب بـالسعي لاعادة ادراج هذا النص في الموازنة”.

وجاءه صوت من على شناشيل بنت “الجلبي” ليقول له: ولك عمي ياشكري ليش تخلي الناس تاخذ غيبتك.. خليك رجال عند كلمتك وانتظر لما البرطمان يوافق على القانون وبعدين طلّع عضلاتك وكول اللي تكوله.

عمي ياللي اسمك من السكر، انت مو تعرف ان ميزانية هذا العام اللي لازم يوافق عليها البرطمان قبل سنة ماوافق عليها الا قبل شهر، يعني بالعربي الفصيح ميزانية العام الجاي راح يصادق عليها في العام 2014،وهذا يعني ياسكر ياعسل ان كلامك راح هواء في شبك والا معقولة واحد مسعول عوراقي كبير مثل حضرتكم يقرر في 2012 وينفذ بعد سنتين. شنو بويه احنا قشمر ولا قشمر.

روح اكعد بالوزارة وتفرج على حديقة مكتبك اللي تحت الجسر.

واكرمنا بصمتك.

سكت الشكري عن الكلام المباح وانتظر وهو ينوح حتى الصباح ليرى ماحلم به في الليالي الملاح.

تعالوا نشوف المصيبة الثانية واسمها فاصل حيواني:

ملّ المسؤولون في محافظة واسط من المطالبة بضرورة اجراء التعداد العام للسكان حتى الناس”يشوفون” دربهم ويوم امس قررت دائرة الزراعة ان تجري احصاءا دقيقا للحيوانات فيها بدلا من كل لغاوي الاحصاء السكاني اللي ما منها فايدة فهذه الحملة ستشمل ثلاثة ملايين رأس من الماشية.

واستمع اولاد الملحة الى ماقاله مدير اعلام الدائرة حسن الحبيب إن “الملاكات الزراعية المتخصصة في دائرة زراعة واسط باشرت بالحملة الوطنية الشاملة لترقيم الثروة الحيوانية من خلال 44 لجنة موزعة على 17 وحدة إدارية وستشمل ترقيم مليونين و500 ألف رأس غنم و481 ألف بقرة و360 ألف رأس من الماعز و11 ألف رأس من الجاموس وخمسة آلاف رأس من الإبل وان عملية الترقيم ستتضمن رقماً بلاستيكياً مصنع بمواصفات عالية الدقة ليوضع في صيوان إذن الحيوان ورجل الإبل( نفس مواصفات البطاقة التموينية) وهو يحتوي على رمز البلد والمحافظة ونوع وجنس الحيوان”.

واعتبر الحبيب أن “الترقيم سيساعد في التعرف على أعداد وأنواع وأصناف الثروة الحيوانية ومراقبة إنتاجها من الحليب واللحوم، فضلاً عن تحديد كميات الأعلاف التي تحتاجها”، مؤكداً أن “هذه الحملة ستسمح بالسيطرة على منح السلف الزراعية للمربين البالغ عددهم أكثر من 25 ألفاً يرعون أكثر من ثلاثة ملايين حيوان”.

ودعا وزارة الزراعة والهيئة العامة للاستثمار إلى إنشاء مشاريع صناعية لإنتاج الحليب ومشتقاته وبناء مراكز للتلقيح الاصطناعي وتوفير اللقاحات البيطرية والأعلاف.

اقسم لك ايها الحبيب ان جهودك مشكورة في هذا المجال.. واقسم مرة اخرى ان رسالتك لن تصل الى المسعولين في بغداد لأن الطباخين هناك يريدون “شوية” من كلفة مشروع الترقيم الذي تقوم به وزارة الزراعة بتكلفة 10 مليارات دينار، اكرر 10 مليارات دينار.

مو صحيح كلامي يالحبيب ولا انا غلطان ، بحياة ابوك اذا غلطان رد علي.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

“حريم السلطان”.. ألف ليلة وليلة التركية

علاء حمزة

الدراما التركية عريقة، تشاهد في أكثر من 70 دولة، من بينها دول بعيدة جدا في أميركا الجنوبية، نحن لم ننفتح عليها إلا في السنوات القليلة الماضية مع “سنوات الضياع”، ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتقل مع الأتراك من عمل متوسط إلى عمل رديء حتى جاء “حريم السلطان”، فقلب الموازين وأجبرنا على أن نتوقف ونقول: هؤلاء لديهم شيء.

 يحكي المسلسل قصة السلطان سليمان القانوني واحد من أعظم السلاطين العثمانيين، وأكثرهم إنجازا، وأطولهم بقاء، ويجسد صراع البلاط بين جواريه الحسان، وحكايات وزيره الأعظم إبراهيم باشا. حقق المسلسل نجاحا كبيرا أينما عرض، وهو النسخة التركية من “ألف ليلة وليلة”، ويا لها من نسخة، اليوم الرئيس إردوغان غاضب من المسلسل ويعده تشويها لصورة أسلافه، كأنه تمنى لو جاء هذا العمل على غرار مسلسل أم كلثوم وأشباهه من المسلسلات العربية التي ترفع أصحاب هذه السير فوق مستوى البشر، تقتطع أخطاءهم وتقدمهم بصورة درس تاريخي دعائي بارد. ووقتها لم يكن ليشاهد المسلسل حتى السيد إردوغان، وطبعا لن يكلف نفسه عناء انتقاده أو التعليق عليه. “حريم السلطان” من أذكى الأعمال الدرامية، وأكثرها خدمة لصورة تركيا التاريخية، وحتى هويتها الإسلامية، كل الأرقام تشير إلى زيادة كبيرة في أرقام السياحة الثقافية إلى تركيا بعد المسلسل.

 دائما أطالب من يكتبون أعمالا فنية مستوحاة من التاريخ بأن ينحازوا للفن لا للتاريخ. ليست مهمة الدراما أن تقوم بدور المؤرخ الذي يفصّل ثياب المجد على مقاس سيده، بل بدور أولئك المجانين الذين أعادوا صياغة “الرشيد” في ليالي شهر زاد الدافئة.

 *نقلاً عن صحيفة “الوطن” السعودية

Posted in فكر حر | Leave a comment

القنصل الصيني «يفضح» التجار السعوديين !

عقل العقل

في تصريح صحافي لصحيفة «الاقتصادية» للقنصل الصيني في المملكة الأسبوع الماضي، قدم القنصل الصيني وبشكل واضح وصريح مشكلة وأسباب الغش التجاري لدينا، إذ قال إن بعض التجار السعوديين هم من يطلب ويصر على استيراد البضائع الصينية الرخيصة ذات الجودة الرديئة، وذلك لأنهم يسعون للربح السريع، وأكد أن هناك بضائع صينية ذات جودة عالية تُصدر إلى جميع أنحاء العالم، وهذا يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى فعالية الأجهزة الرسمية وغير الرسمية لدينا في التصدي لظاهرة الغش التجاري، فأجهزة حماية المستهلك وهيئات المواصفات والمقاييس في تلك الدول تعمل بكفاءة عالية، وتضع الاشتراطات والموصفات وتطبيقها بكل صرامة في بلدانها، حتى أننا نجد تفاوتاً في أسعار وجودة السلع الصينية في تلك الأسواق عما هو موجود لدينا، إذ إنها ذات مواصفات رديئة وأسعار منخفضة.

 هل يكفي أن نتغنى بأننا مسلمون ونغش مجتمعاتنا بهذه البضائع المقلدة، خصوصاً مع غياب تطبيق الأنظمة الخاصة بذلك، وأن يكون بعض تجارنا بهذه الأنانية والجشع وحب الكسب السريع على حساب المصائب التي يتسببون فيها، إذ اللعب على وتر القيمة السعرية المنخفضة لهذه البضائع، خصوصاً لبعض طبقات المجتمع التي تعاني قلة في الدخل وتبحث عن البضائع الصينية الرخيصة السعر التي قد تتسبب في كوارث في منازلنا، خصوصاً المواد الكهربائية التي قد تكون أحد الأسباب الرئيسة في حدوث الحرائق، ولكن للأسف نفترق للمعلومة الدقيقة عن هذه النسب من الجهات المسؤولة، مثل الدفاع المدني الذي عليه أن يقدم مثل هذه الأرقام، فلا يكفي إطفاء الحرائق في منازلنا، ولكن من المهم معرفة الأسباب حتى لا تتكرر ثانية.

 وزارة التجارة كثيراً ما نسمع عن إتلافها البضائع المغشوشة التي قد لا تكون صالحة للاستهلاك الآدمي، إلا أن الوضع مستمر ومتزايد، قد يكون هناك خلل في آلية التفتيش والمتابعة في إدارة مكافحة الغش التجاري في الوزارة، مثل قلة عدد المفتشين الذين نسمع عنهم ولا نشاهدهم في الواقع.

 هيئة المواصفات والمقاييس لدينا تخرج علينا بإحصاءات مخيفة عن نسب الغش التجاري، وما تمنعه من بضائع بسبب عدم انطباق اشتراطاتها على بعض المواد المستوردة لأسواقنا، وحماية المستهلك كذلك تعمل في محاربة هذه الظاهرة، إذاً لدينا الكثير من الأجهزة الرسمية للتعاطي مع هذه المشكلة ولكن لم نصل إلى نتيجة في الحد من هذه المشكلة، قد يكون الخلل في هذه الأجهزة وتشتت جهودها، أو عدم جديتها في تطبيق أنظمتها، ولكن للأسف لا يوجد هناك محاسبة حقيقية لها من الجهات الرقابية.

 في ندوة نظمتها الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية أخيراً عن الغش التجاري في قطاع السيارات، قُدِمت أوراق من بعض المسؤولين في تلك القطاعات أظهرت أرقاماً مخيفة في الغش التجاري في ذلك القطاع، إذ إن نسب الغش في قطع غيار السيارات في السوق السعودية، خصوصاً في إطارات السيارات، تصل إلى نحو 60 في المئة، إذ يُصنّع بعضها من مواد كرتونية ونشارة الخشب، التي تكون لها نتائج كارثية على حياة الإنسان في هذا البلد، جراء الحوادث المرورية التي تحصد نحو ستة آلاف شخص سنوياً.

 أقترح أن تضع هذه الجهات شعاراتها على البضائع في السوق السعودية ليدلل على أن هذه البضائع غير مغشوشة، ويعطي صدقية للمستهلك، ومثل هذا الإجراء سوف يُضيق الخناق على السلع المغشوشة.

 عودة إلى تصريح القنصل الصيني في هذه القضية، فهو كشف القصور من الأجهزة ذات العلاقة، وقصورها في أداء عملها، إضافة إلى جشع التجار لدينا، فإلى متى تستمر هذه القضية من دون حل جذري كما في الدول الأخرى؟

 نقلاً عن صحيفة “الحياة” اللندنية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

برقيات عاجلة

صلاح الدين محسن

 برقية 1

الي المشير طنطاوي , والفريق سامي عنان ( قائد ، ورئيس أركان . الجيش المصري – سابقا – ) :

شايفين ماذا فعلتم بالوطن .. الذي سلمتما زمامه لجماعات أهل الكهف ؟؟!!

مبسوطين بانقسام الشعب . ووقوف وطنكم علي شفا حرب أهلية ؟!؟

برقية 2

الي الرئيس المخلوع , نزيل سجن طرة – مبارك , وجماعته – :

لاتظن أنه يوجد مسؤول آخر سواك انت ومن اشتركوا معك في الحكم , عما يحدث لمصر الآن . علي أيادي جماعات الخراب ، فتحتم الباب للوحوش الآدمية وأخرجتموهم من الكهوف ، في أوائل الثمانينيات ـ منذ ثلاثين عاما ـ وأدخلتموهم البرلمان ، ورئيس مجلسك العسكري، وقائد أركان جيشك هما اللذان سلماهم زمام مصر ،، وكل ما يحدث الآن ليس مسؤولية جماعات الشيطان وحدها ، بل هي مسؤوليتك قبلهم , أنت وعصابتك و أولادك , فأنت من فتح لهم أبواب الكهوف التي كانوا يختبئون فيها منذ عام 1954 ـ حين حاولوا الاستيلاء علي السلطة .

 برقية 3

الي الرئيس الأمريكي أوباما ، وحاكم قطر ،، وحكام الخليج والسعودية – الذين مولوا حملة ` أخوان الشياطين` لانتخات رئاسة مصر ،، دماء المصريين التي سالت والتي قد تسيل بفعل حرب أهلية محتملة في مصر ، – والخراب الاقتصادي – ستكون بفعل أياديكم الشريرة ، وبأموالكم غير الطاهرة .

برقية 4

الي العزيزالفاضل – دكتور سعد الدين ابراهيم ـ أستاذ الاجتماع والناشط والمفكر السياسي .. لك عندي جميل وفضل لا أنساه ، ولكن.. لهول ما نراه يحدث في مصر ـ لا يمنعني من أن أهمس في أذنك بالقول :

ألا تشعر بوخز الضمير، مما يحدث الآن ،علي أيادي أخوان الشياطين ، الذين توسطت لهم ، لدي الادارة الأمريكية ، لمد جسور التعاون معهم ، ـ حسب تصريحك لأكثر من مرة ـ بالاضافة لدعواتك المتكررة لادارة مبارك ، قبل انخلاعه بسنوات ـ ، لاعتبار ` الأخوان المظلمين ` فصيلا سياسيا ! ، بزعم أنهم واقع ، ومنحهم فرصة ، وحق العمل السياسي ، وتكوين حزب … ! ألا تشعر بالندم الآن ، وبتأنيب الضمير؟ خاصة لو تصاعدت الأوضاع الخطيرة الجارية , في ظل انقسام الشعب علي نفسه ، والوقوف علي حافة بركان قد يلحق بوطنك دمارا مرعبا ، كذاك الذي يحدث في سوريا الآن؟!؟

* **************** *صلاح محسن فيسبوك

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

سلفيون ضد السلام الوطني

د إميل شكرالله 

لم تكن مفاجأة لي ولكثيرين أيضا عندما شاهدنا على شاشات التلفاز بعض الأخوة السلفيين من اعضاء اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور وهم جالسون في اماكنهم أثناء عزف السلام الوطني المصري. من يصدق ان هؤلاء شاركوا في كتابة دستور بلادهم؟؟ وماذا تعتقد كيف سيكون هذا الدستور المشئوم الفاشل في المعنى و الصياغة والذي تم سلقه في بضع ساعات حتى مطلع الفجر؟

 أيها السلفي المحبوب إن ابسط قواعد حب الوطن والانتماء له تتجلى في الوقوف بنخوة واستقامة ووقار احتراما للسلام الوطني والذي يعني احترامك وانتماءك لوطنك واستعدادك ان تضحي بروحك في سبيله وتبذل كل غالي ونفيس من اجل عزته وكرامته.

 لكن يبدو أن هذه المعاني النبيلة لا وجود لها في العقل السلفي للبعض. فعندما سألت أحدهم اجاب بثقة متناهية أن الوقوف للسلام الوطني أو تحية العلم يمثل شركا بالله وعادات غربية كافرة لا تستقيم مع تعاليم دينا الحنيف ولا سنة نبينا الكريم. يا إلهي هل من الممكن أن يصدر هذا الكلام من أي انسان عاقل في القرن الحادي والعشرين؟..لا أصدق!!!

 أيا بشر هل منكم حكيم يوقظ هؤلاء من غفلتهم وسباتهم؟ هل إلى هذا الحد وصل الهوس الديني أن تحرموا أنفسكم من عظمة ورقي الشعور بالانتماء للوطن الذي يسكن فينا ونسكن فيه!!! أيها السلفي الحبيب قم انهض استيقظ فالوطن لا تستطيع ان تستبدله بآخر حتى ولو تجنست بجنسية دولة أخرى..أما الدين ففي لحظة من الزمن يمكن ان ترتد عنه أو تبدله تبديلا!

 يا الهي كيف ُسمح لهؤلاء بالاشتراك في صنع دستور عصري لدولة حديثة؟؟ ولذلك ليس عجبا أن تجد في كثير من المواد مصطلح المجتمع بجانب مصطلح الدولة في إشارة إلى أن المجتمع من حقه أن يقوم بدور الدولة في حماية القيم والأخلاق وهو ما يعني أن هؤلاء بصدد تكوين جماعات خاصة بهم لتطبيق افكارهم الغير مقبولة بالترهيب والترغيب او بالقهر على المجتمع في محاولة للوصول بمصر في النهاية إلى إمارة إسلامية. لكن هيهات ان يحدث هذا فهذه هي مصر القوية الشامخة وسوف تنتصر قيم الحضارة فالزمن لن يعود للوراء.

 اليوم تنظم مظاهرة أعلنت جماعة الأخوان والسلفيين وذلك لتأيد الإعلان الدستوري الغير شرعي فهل سيقومون اليوم في تظاهرتهم المزمعة بتغطية التمثال الفرعوني الموجود امام جامعة القاهرة؟؟؟؟ مثلما فعل بعضهم في أحد المؤتمرات بتغطية تمثال ضخم من روائع الفن الإغريقى فى وسط ميدان الرأس السوداء بالإسكندرية بالقماش والحبال، وحجبه تماما عن الحاضرين، مبررين ذلك بان التمثال ” خارج “.

 لن يستقيم الحال إلا بإصلاح العقول وتطهير الفكر من الشوائب والمتعلقات التي تعيقه عن التفكير السليم. وهذا يتطلب إرادة شعبية قوية تكون مهمتها التصدي بحزم فكري قوي لكل اصناف الجهل والتخلف الفكري الذي اصاب نسبة كبيرة حتى وصل للأسف الشديد إلى شباب الجامعات. لن يصلح حال البلاد والعباد إلا بثورة ثقافية شاملة تتكاتف فيها كل القوى المستنيرة من السياسيين وأصحاب الفكر ومن جمعيات المجتمع المدني بمساعدة الشيوخ والفقهاء الدينيين المستنيرين لعمل حملات توعية ومصالحات فكرية لتقديم العلاج المناسب لهذه الامراض الدينية التي تفسد الدين والقيم الدنية والأخلاقية النبيلة.

 يجب فورا رفض كل اعمال اللجنة التأسيسية والتي انسحب منها معظم الرموز الوطنية الشامخة المستنيرة كما انسحبت منها كل الكنائس المصرية الوطنية العريقة في موقف عظيم سيخلده التاريخ ويكتبه بأحرف من ذهب. يجب رفض هذه اللجنة التأسيسية التي انتجت دستورا مشوها غير توافقي ويحوي قنابل موقوتة من الممكن ان تحول مصر في حال اقراره إلى دولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني. حمى الله بلادنا من كل جهل وتخلف وأصلح سبحانه حال البلاد والعباد.

 Shoukrala@hotmail.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نطقت الخرساء

أديب الأديب

كان هناك في قديم الزمان أميرة ذو جمال اسطوري أخاذ, إسمها شام, وكان لديها ذكاء ثاقب وعبقرية خلاقة, حيث كانت تمتلك مهارات لامثيل لها في شتى المجالات من براعة هندسية, فنية, علمية, تقنية, وإقتصادية, بالإضافة الى مهارة ابداعية في تصميم الأدوات التي يحتاجها مجتمعها في حياتهم اليومية, وكانت تزود شعبها بالافكار الخلاقة بالتبادل التجاري مع المجتمعات المحيطة, وأيضاً مع المجتمعات النائية التي تفصلها عنها البحار والمحيطات, فقامت لذلك باختراع وتطوير السفن الضخمة, التي تستطيع شق عباب البحار وركوب المحيطات الهوجاء. وقامت أيضاً باختراع حروف الالف باء, لتسهيل التدوين والتوثيق والابداع الأدبي, بعد ان كان شعبها يكتب بلغات قديمة تعتمد على الرموز.

 كانت شام تمضي جل وقتها مع الناس في المعامل والورشات, والمزارع, تشرف على كل صغيرة وكبيرة, وبفضل عبقرية هذه الفتاة تم تطوير االبناء والزراعة والصناعة والتجارة والفن والادب, وعاش ابناء شعبها برخاء وازدهار لا مثيل له, تحسدها عليه كل المجتمعات المحيطة والنائية والتي وصلتها اخبار ثراء هذه المملكة وتطورها وازدهارها.

كان الملك الكهل ابو شام انسان وديع ودود وطيب القلب جداُ, وكان يحب شعبه كثيرا وكان شعبه يبادله نفس الحب, وكان الملك يحب ابنته شام كثيراُ, وكان يحضرها ويعدها لكي تصبح الملكة وترث مملكته من بعده لان الشعب كان يحبها ويحترمها لما قدمت له من انجازات.

 كان الملك ابو شام يحب الملكة ام شام حبا جماً, وقد حزن كثيراُ عند وفاتها بمرض خبيث نادر لم يعرف الاطباء تشخيصاُ له, ولم يعرفوه من قبل فأطلقوا عليه اسم:” مرض الريح الأسود الصحراوي “, لأنه بالعادة كانت الأوبئة تأتي اليهم من الشعوب المتجولة الاتية من الصحراء, والتي كانت تحمل معها الامراض, لذلك اصدر الملك أمراُ ملكياً بحجر كل من يأتي من الصحراء في مكان صحي معزول لمدة يحددها النطاسي للتأكد من خلوه من الاوبئة قبل السماح له بالدخول للمملكة.

توفيت الملكة ام شام بعد سنة من وضعها لمولودتها شام, لذلك اصبحت شام بمثابة الرئة التي يتنفس منها والدها الملك.

بعد وفاة ام شام تعرف الملك على زوجته الثانية حميدة, وقد انجبت له ابنته الثانية علياء. وكانت زوجته الثانية وابنتها تكنان كل الحقد على شام, ولديهما غيرة مفرطة منها لما تملكه من جمال ومواهب ومنزلة عند والدها وعند الشعب. لهذا السبب بدأت حميدة وابنتها علياء بالتخطيط للكيد والوقيعة بالملك وابنته شام, والإستيلاء على السلطة, وتوريثها لابنتها علياء بدل من ابنة الملك شام.

 لقد اتت الزوجة الثانية حميدة من صحراء  بعيدة على رأس قافلة تجارية, حيث كانت القوافل التجارية القادمة من الصحراء تجلب معها فراء الابل وصوف الغنم والتمور والسمن وتبادلها بالطحين والأواني, والثياب والأدوات والسلاح.

كانت حميدة ثمرة لزواج جماعي متعارف عليه بمجتمعها الصحراوي, حيث يجتمع على نكاح امرأة واحدة مجموعة من الرجال, وعندما تحمل المرأة وتضع الجنين, يجتمع الرجال عند المرأة لكي تختار أحدهم لينسب اليه أبوة الجنين.

 كان مجتمع حميدة الصحراوي الذي اتت منه مجتمعاُ بدائياُ وله عادات غريبة, ولذلك كانوا يختارون لأبنائهم الاسماء الرفيعة مثل حميدة, علياء, صادق, رافع, شريف, عفيفة …. الخ, وذلك لكي يخفوا وضاعتهم ويعوضوا عن النقص بسلوكهم الاجتماعي.

استطاعت حميدة بدهائها ان تتقرب من الملك والد شام وتوقعه بحبائلها, وتقنعه بأن الجنين الذي تحمله بأحشائها هو بالفعل ثمرة حبها النقي والسرمدي للملك, واخلاصها الأبدي له, بدليل انها وهبت نفسها للملك من دون اي وعد او مقابل غير الحب الطاهر والإخلاص والوفاء, مع العلم انها كانت تعرف بأن جنينها هو عبارة عن ثمرة نكاح جماعي مارسته أثناء رحلتها التجارية الأخيرة مع مجموعة كبيرة من سائسي الجمال, حيث كانت تسير مثل هذه القوافل التجارية لشهور في الفيافي ولكثير من عتم الليالي الموحشة.

 تقدم لشام الكثير من الشبان من اصحاب الذوات, من ابناء مجتمعها والمجتمعات المجاورة وايضاً من المجتمعات النائية, ولكن كانت تردهم خائبين وكانت تقول لهم: ” انا متزوجة من رفاه شعبي وتقدمه وتطوره ورخائه, وانا اخشى من ان الزواج من الاغراب سيلهيني عن حبي لشعبي الذي اعشق حتى الموت, ولن اخون حبي لشعبي مع اي غريب مهما كان اصله وعزوته ومركزه.

مرض الأب الملك الكهل بمرض عضال, فحبست حميدة وعلياء هذا الخبر عن ابنته شام التي كانت مشغولة طوال الوقت بمشاريعها التنموية للبلاد, واستغلتا ضعف الملك, وقامتا بحجره بغرفة معزولة في اعلى برج بالقلعة والتي لا يصل اليها احد, وقامت بأستدعاء بعض من اقاربها من الصحراء لكي يساعدوها بمخططاتها الشريرة.

 وبعد ان خلا لحميدة الجو, استطاعت بفضل دهائها وبمشاركة ابنتها ان تغري كل اعضاء مجلس الحكماء بالمملكة وتجرهم الى الفساد, وتشعل الفتن فيما بينهم, والتي كان ينتج عنها قتال دموي فيما بينهم, وبعد اضعافهم والسيطرة عليهم, كانت تقضي عليهم الواحد بعد الأخر, واحتفظت فقط بالاعضاء من الشخصيات الضعيفة والفاسدة وقامت بترقيتهم بعد ان ضمنت ولائهم لها حيث كانت تملك ضدهم وثائق تدينهم بالفساد, فخضعوا لها وقاموا بتنفيذ جميع رغباتها.

وفي النهاية استطاعت حميدة وعلياء بإحكام السيطرة على مراكز القوى بالمملكة, بعد ما قتلت من قتلت وسجنت من سجنت وشردت من شردت واستمالت الى صفها من استمالت من وجهاء وحكماء المملكة, وبذلك اصبحت حميدة و ابنتها علياء تتحكمان بالمملكة ومن فيها, واقامتا علاقات غير شرعية وقذرة مع الحرس والخدم بالقصر ودنستا شرف الملك وجعلتاه مادة للسخرية والتندر عند الشعب.

 لقد سلطت الزوجة الحراس على الشعب وفرضت عليه ضرائب لا قدرة له على دفعها, فملأت السجون بالمواطنين , وصادرت الأراضي, وأغلقت المدارس لكي يعم الجهل ولكي يسهل عليها التحكم بالشعب وقيادته كالقطيع, ثم فرضت على الشعب العمل بالسخرة في مزارعها وحقولها, وفي بناء قصورها, بالاضافة الى خدمتها في مقر اقامتها.

لقد قسمت الزوجة حميدة الشعب الى قسمين لا ثالث لهم, القسم الاول كان يعمل كالعبيد لديها, اما القسم الثاني فكان يعمل لديها كالعبيد ايضاً ولكن بصفة حراس وجنود وعسس, حيث منحتهم من السلطة ما يكفي لكي يساعدوها بتركيع الشعب واذلاله, ولقد سلطتهم على رقاب الشعب ترهبهم بأسلحته الفتاكة وسجونها الرهيبة, وكان مصير اي انسان يريد ان يعيش بكرامة, ويرفض ان ينتمي الى هاتين الفئتين إما القتل او النفي او الزج به في غياهب السجون.

 كانت حميدة من المرض النفسي بحيث انها كانت تستمتع برؤية شعب الاميرة شام يتصرف كالحيوانات في قصرها, فكانت تفرض عليهم في المساء الرقص والغناء لها, وان يقوموا بحركات السيرك البهلوانية, وتقليد اصوات الحيوانات لكي ترفه عن نفسها وتتسلى وتشبع نزواتها المرضية.

وبهذه الطريقة حولت الزوجة حميدة المملكة الى سيرك كبير يعمل بها الناس من اجل ان تزيد ثروتها, وفي المساء يرقصون كالبهلوانات ويغنون من اجل تسليتها, وكانت اغنيتها المفضلة عندما يردد الشعب بصوت واحد: بالروح بالدم نفيديك يابنت الأجاويد يا حميدة, ……. ابنتك علياء هي املنا لتتابع مسيرتك الظافرة بحكمنا الرشيد.

 كان شعب الاميرة شام متعدد الاديان وكانوا يحترمون اديان بعضهم البعض وكانت غالبية الناس تؤمن بإله المحبة والسلام وكانوا يسمونه نور الحق, وقد بنوا له الكثيرمن المعابد, وكان اكبر هذه المعابد هو المعبد المركزي في وسط المدينة, وكان هذا المعبد تحفة فنية في الهندسة البنائية وفيه الكثير من التماثيل الفنية البديعة المصنوعة من الذهب الخالص والاحجار الكريمة النادرة والتي ترمز لآلهة المحبة والسلام.

لقد كان شعب شام يؤمن ويجل تعاليم نور الحق السامية, وكانت توصيهم تعاليم نور الحق بالتسامح والبر وكانوا يقيمون له الكثير من الاحتفالات ويحيون له الاعياد المقدسة البهيجة.

 أما حميدة وابنتها علياء فكانتا تتعبدان بإله القمر وهو الاله الذي يتعبد به قوم حميدة الذين كانوا يقطنون المناطق النائية من ما وراء الفيافي البعيدة, ومن اهم تعاليم إله القمر هو النكاح الجماعي المقدس والتي كانت حميدة وابنتها من ثمار هكذا زواج, وكان اهم موسم للتعبد بإله القمر هو الحج, حيث يجتمع كل اتباع إله القمر في المعبد المقام بأعلى قمة الجبل ويمارسون مع بعضهم البعض الجنس الجماعي, وذلك تقربا وإرضاءاً لإله القمر ولمغفرة الخطايا. ومن تعاليم إله القمر أنه يغسل من الخطايا لكل من يحج الى معبده بمقدار عشرة اضعاف عدد مرات المجامعة التي يقوم بها المؤمن أثناء الحج, لذلك كان يسعى كل حاج وكل حاجة على مجامعة اكبر عدد ممكن من الحجاج والحاجات, ولا يهم اذا كانت الممارسة بين رجل مع امرأة او رجل مع رجل او امرأة مع امرأة, وكل نكاح كان يحتسب من حسنات المؤمن عند اله القمر غافر الذنوب والكلي الرحمة.

كانت الداهية حميدة وابنتها علياء يعرفان اهمية الدين في حياة الناس, ولكي تكمل السيطرة على شعب الاميرة شام, ارادت ان تتحكم بالكهنة بحيث تصبح الالهة التي يعبدها شعب الاميرة شام ينطق بلسان حميدة, ويلبي كل اهوائها ويضفي عليها القداسة, لذلك قامت بإغراء بعض الحكماء, من الذين قد اشترت ذممهم, ودعتهم لاعتناق ديانة اله القمر ووعدتهم بالكثير من المال والجاه فيما اذا دخلوا دين اله القمر الغفور الرحيم جمعاُ مع اسرهم.

 طالبت حميدة من المحكمة الدستورية بأن يتم الحكم لمتعبدي اله القمر بأن يحصلوا على نصف المعبد المركزي الكبير من اجل ان يمارس الداخلون في الدين الجديد عبادتهم. وقامت بصرف الكثير من الاموال لجلب كهنة محترفين من مجتمعها الاصلي من اجل نشر دين اله القمر بين ابناء شعب الاميرة شام, وكانوا يستخدمون الاغراءات المالية والجنسية لتوليف القلوب.

وبعد عام تضاعفت اعداد الذين تم اغرائهم بالدخول بديانة اله القمر, فقامت حميدة بشراء ذمم قضاة مغمورين ثم عينتهم على رأس المحكمة الدستورية ثم طالبتهم بالحكم بدستورية أن يستولي اصحاب الدين الجديد, والذين يعبدون اله القمر, على كامل المعبد المركزي الكبير.

 وبسبب الفقر المدقع الذي كان متفشيا بين أبناء شعب الاميرة شام, وبسبب الأغراءات المادية, بدأ الناس يدخلون في ديانة اله القمر افواجاُ وأفواجا, وكان كهنة اله القمر يفصلون لحميدة وابنتها علياء الفتاوي على مقاسهم, واصبحت كل ما تقوم به حميدة وابنتها علياء من اعمال شنيعة وافعال إجرامية, وسرقة لمقدرات الشعب, وزنى وفاحشة انما هي وحي موحى, انزل به اله القمر بشهادة جميع الكهنة.

عندما لم تجد شام والدها بمقره حاولت ان تبحث عنه لشهور, ولكن من دون اي فائدة او نجاح, فأرسلت لها حميدة من يهددها بالقتل اذا لم تتوقف عن السؤال والبحث عن والدها, فأضطرت شام ان تتظاهر بأنها توقفت عن البحث عنه ريثما تجد مخرجا لمشكلتها.

 عاد ثائر رفيق طفولة شام من رحلة طويلة لمدة تجاوزت العشر سنوات, حيث كان ثائر يحب المغامرة, وقد قرر السفر لكي يجوب العالم كله ويتعلم الحكمة من اساطين الحكمة في الممالك البعيدة في ذلك الزمان, وبعد ان قابل والده والذي كان الوزير الاول للملك, والذي احالته حميدة الى التقاعد لكي تتخلص من استقامته ووفائه للملك والشعب, حكى له والده وبالتفصيل كل ما حل بالمملكة من شرور الزوجة حميدة.

قام ثائر وبمساعدة بعض الشباب من اصدقاء طفولته بالتعرف على مكان الملك وذلك عن طريق بعض اباء اصدقائه المغلوب على امرهم والذين حافظوا على مناصبهم وتحولوا لخدمة حميدة من اجل كسب قوت اسرهم ولكن ما زالوا يكنون بالوفاء للوطن الاصيل.

 اتصل ثائر بشام وواعدها بأن يصحبها لرؤية والدها لكي تطلعه عما حل بالمملكة والشعب. استطاع ثائر وشام ان يصلا الى مكان حجر الملك بمساعدة الجنود الاوفياء من اباء اصدقاءهم المخلصين. اصيبت شام بالصدمة عندما وجدت والدها بحالة مزرية لا تليق باوضع الناس, وعندما ارادت ان تكلمه اشار الملك بأصبعه الى عينية المقلوعتين ثم فتح فمه واشار بأصبعه بأن لسانه قد تم قطعه, وكل هذا قد تم بأوامر مباشرة من زوجته حميدة.

فهمت شام بان زوجة ابيها قد امرت بقطع لسان وقلع عيني الملك, لكي لا يتمكن ان يتكلم أو ان يرى, وعندما رأت والدها بهذه الحالة المزرية, وقعت مغميا عليها من شدة الصدمة.

 وعندما افاقت من الصدمة بعد يومين, حاولت ان تكلم والدها ولكنها لم تستطع, ولم يخرج من فمها اي كلمة, وعندها ايقنت بانها قد فقدت النطق من هول ما رأت, لأنها كانت فتاة رقيقة وشديدة الحساسية, واصبحت شام خرساء منذ ذلك الحين.

علم العسس السري الخاص بحميدة بقدوم ثائر, فقاموا باخبارها, فأمرت بأن يتم سجن شام وثائر باعلى برج بالقصر, حيث لا يستطيع ان يصلهم احد, ومنعت عنهم الطعام والشراب لكي يموتوا من الجوع وتتخلص من خطرهم لانها كانت تعرف بان الشعب يتوق اليهم, وان باستطاعتهم ان يقلبوا الشعب عليها, ويهزوا اركان حكمها التي استولت عليه بالحيلة والمكر.

 كان هناك اثنان من العسس يقومون كل يوم بتفتيش الزنزانات بالبرج التي كانت تكتظ بالسجناء, ومهمتهم الوحيدة هي حمل السجناء الذين قد فارقوا الحياة, لكي يتم دفنهم بمقبرة جماعية خارج المملكة, وهي عبارة عن حفرة كبيرة في الجهة الشمالية للملكة.

اخذت شام دبوس شعرها وكتبت على ارض الزنزانة التي كانت تجمعهما بأعلى البرج :سنموت هنا فلماذا تبتسم يا ثائر؟

 فأجابها ثائر: انا لدي خطة للخروج من هنا سوية.

فكتبت شام : مستحيل, والطريقة الوحيدة للخروج من هنا هو الموت.

فقال ثائر: حسناُ يمكننا ان نموت لمدة يوم كامل فيقومون باخراجنا من هنا, ثم نعود للحياة ونتدبر امرنا.

فكتبت شام: هل اصبحت تهذي من شدة الصدمة واصبحت حالك اصعب من حالي, فأنا فقدت النطق ولكن ما زلت احتفظ برجاحة عقلي, فالعسس يعرفون بخبرتهم الميت الفعلي من الحي الذي يتظاهر بالموت, ولم ينجح قط انسان بخداعهم من قبل, ولا نستطيع  نحن ايضاُ خداعهم, فهذه خطة مكتوب لها الفشل من البداية.

 فقال ثائر: لا ايتها الاميرة فانا ما زلت احتفظ بقواي العقلية ايضاُ, ولكن الحقيقة يا مولاتي أني قابلت اثناء ترحالي امهر كميائي على وجه الارض, وكان ذلك في بلاد بعيدة, وقد اعطاني هذا الكيميائي قارورة فيها اكسير عجيب, اذا تناولها اي شخص يتوقف نبض قلبه لمدة يوم كامل ويصبح كالميت ثم يعاود القلب للعمل من بعدها كالمعتاد ويعود الشخص للحياة كالمعتاد.

تكتب شام على الارض: هل هذا معقول ؟

 فاجاب ثائر: نعم, لقد اهداني الكيميائي هذا الاكسير وقال لي بان هذا الاكسير سينقذ حياتك وحياة من تحب, وستتذكرني عندما ينقذك هذا الاكسير وستبتسم, ولهذا السبب أنا ابتسم.

تكتب شام:اين هو الاكسير؟

 فأخرج ثائر قارورة صغيرة كانت مخبأة بزناره, وقال لها: هذا هو الاكسير وهناك ما يكفي لكلانا, اذا شربناه سوية قبل قدوم عسس التفتيش, فسيظنون بأننا فارقنا الحياة لأن قلبينا يكونان قد توقفا عن النبض, فيحمولونا ويرمونا مع بقية الجثث في المقبرة الجماعية خارج المدينة من الجهة الشمالية, وبعد يوم كامل سيعود قلبانا الى النبض ثانية كالمعتاد وعندها نكون قد اصبحنا احرار.

عندما استفاقا في اليوم التالي وهما بالحفرة كانت الرائحة النتنة للموتى بجوارهم تزكم انوفهم, فامسك ثائر بيد شام وسارا نحو السلالم التي تخرجهما من الحفرة, وذهبا باتجاه البحيرة واغتسلا فيها, وكان سعيدين لولادتهما الجديدة.

 قال ثائر: يجب ان نضع خطة لانقاذ شعبنا؟

فكتبت شام على الارض: لكي نجد الحل الناجع فيجب ان نعرف اولاُ ما هي المشكلة التي يعاني منها شعبنا , وبدون ان نشخص المشكلة فلن تكون خطتنا ناجحة؟

 قال ثائر: حسناُ اين هي المشكلة وكيف نشخصها؟

فكتبت شام: شعبنا يعاني من ثلاث مشاكل هي الجهل والعزلة والخوف, ونريد ان نجد خطة تخلصه من هذه الامراض الثلاثة, الجهل, العزلة والخوف, وهذا لن يكون سهلا على الاطلاق, وربما يكون مستحيلاُ.

 قال ثائر: ربما علينا ان نستشير حكيم الحكماء والذي يقولون بأن لديه لكل مشكلة حل, وهو يعيش على مسافة سفر سنة من هنا, حيث علينا ان نقطع ثلاثة جبال وثلاثة سهول وثلاثة بحار لكي نصل اليه؟

يقطع ثائر وشام الجبال والوديان والبحار ويصلون الى حكيم الحكماء, بعد عام من الترحال, وبعد ان قصوا عليه ما حدث لمملكتهم, وشرحوا له الاعراض المرضية المزمنة لشعبهم وهي العزلة والجهل والخوف, تأثر الحكيم بمأساة شعبهم وقال لهم: لحسن الحظ, لدي الحل لمشاكل شعبكم, ولكن يجب ان تنتظروني ثلاثة ايام وبعدها تعودان لرؤيتي وسأكون قد وجدت العلاج الشافي لشعبكم.

 فرح ثائر وشام كثيراً وعادوا في الموعد المحدد ليقابلوا حكيم الحكماء.

فجاء الحكيم لمقابلتهم ومعه لوح زجاجي وقال لهم انظروا من خلال هذه النافذة.

فنظر ثائر وشام من خلال النافذة كما طلب منهم الحكيم, فرأوا كل شعبهم من خلال هذه النافذة وبتحريكها بزوايا معينة استطاعوا ان يروا الشعوب المجاورة , وكلما حركوا النافذة بزاوية ما, رأوا شعبا اخر من شعوب الارض, فاصيبوا بالصدمة الكبيرة من شدة الفرق الشاسع بين حال شعبهم والشعوب الاخرى, والتي كانت تعيش برخاء وحرية وديمقراطية, ووصلت الى مراحل متقدمة في الحضارة والثقافة والعلوم, بينما شعبهم كان يرزح تحت كاهل الجهل والخرافات الدينينة والذل.

 فقال لهم الحكيم: ماذا رأيتم؟

فقالوا له لقد رأينا شعبنا, وكلما حركنا النافذة بزاوية ما نرى شعبا اخر!

فقال لهم الحكيم: هذه اسمها النافذة العنكبوتية, لانها تمكنكم من رؤية العالم كله, والتواصل معه, وكأن العالم مرتبط ببعضه البعض بشبكة كثيفة تشبه شبكة العنكبوت, ومن خلال هذه الشبكة العنكبوتية يستطيع الناس ان يتاوصلوا ويروا بعضهم البعض ويكلموا بعضهم البعض ويتبادلوا الخبرات والثقافات, وهذا هو الحل لمشكلة شعبوكم, لانها ستخرجه من عزلته عن طريق التواصل مع العالم, وسيتخلى عن الخوف لان العالم كله سيسانده, وستتم توعيته واخراجه من الجهل لانه سيستفاد ويتعلم من تجارب الاخرين عندما يتواصل معهم.

 فرح ثائر وشام بهذه النافذة العنكبوتيه العجيبة, وشكروا الحكيم على مساعدتهم, وحملوا النافذة عائدين الى شعبهم, ثم قاموا بالتواصل مع كل افراد شعبهم, وقدموا لهم البرامج العلمية والثقافية لتوعيتهم, وتواصلوا مع الشعوب الاخرى, وكسروا العزلة التي فرضتها عليهم حميدة وعلياء, واصبحوا تواقين للعيش بحرية وكرامة اسوة ببقية الشعوب التي تواصلوا معها, فتشجعوا وكسروا حاجز الخوف, وتواعدوا عن طريق النافذة العنكبوتية بأن يخرجوا كلهم كيد واحدة لكي يسقطوا  علياء وحميدة ولكي يتخلصوا من الطغيان والاستبداد.

وفي اليوم التالي وفي الصباح الباكر تجمهر شعب شام بالمكان التي حددته شام, وتراصوا وكأنهم بنيان واحد, وهتفوا بصوت واحد تسقط حميدة وعلياء….. لقد تصدرت شام وثائر جموع الجماهير, وفرحت شام كثيرا برؤية جموع المواطنين الذين كانوا يندهون بصوت واحد: كرامة  … حرية  … .كرامة ….  حرية, لقد كانت فرحتها لا توصف عندما ايقنت بأن شعب شام قد كسر حاجز الخوف مرة والى الأبد, وانهم على بداية طريق المستقبل الذي سيوصلهم الى الحرية والكرامة…..  ومن دون ان تنتبه شام على انها خرساء وقد فقدت النطق, صرخت من شدة الفرح:  كرامة …  حرية … كرامة  … حرية,..  ودوى صوتها اعلى من الجميع.

 فنظر اليها ثائر وقال: ها انت تنطقين ثانية,…. لقد فقدت نطقك من شدة صدمة الحزن على شعبك, وها انت تستعيدين نطقك من شدة صدمة الفرح لاستعادة شعبك كرامته….. واخيرا نطقت الخرساء…. نعم نعم.. نطقت الخرساء….. لقد نطقت شام وقرطاج وطرابلس وممفيس….. وكل ذرة بجسد شام كانت تصيح بصوت واحد نريد الكرامة نريد الحرية,…… لم نعد نخاف…… نحن تحررنا من الجهل…., نحن تحررنا من العزلة….. لقد نطقت الخرساء.   أديب الأديب (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

اغتصب الطفل ولو بالصين واشرب النفط ولو من طين

محمد الرديني

جاءني امس ابو الطيب وهو يضرب على رأسه تارة وعلى فخذه ،مثل عجايز ايام زمان حين تشترك في اللطم في الفواتح وهي لاتعرف الميت، تارة اخرى.

رجوته ان يهدأ ويرتاح قليلا فهو يعاني من ارتفاع ضغط الدم وثلاث عمليات في القلب مع ارتفاع ضغط العينين والتهاب الكبد وامتناع مرور الدم في الساقين في بعض الاحيان و..و..

رجوته ان يهد قليلا لاني لا املك في العالم الا صداقته الحقه،وكأنه اصغى قليلا بعد ان قدمت له عصير الرمان الذي يحبه.

قال :

قبل ايام شاهدت برنامجا وثائقيا عبر تلفزيون ال”بي بي سي” عن المجاهدين الافغان الذين يبيحون لانفسهم اغتصاب الاطفال وعادة يكونون تحت سن العاشرة ولاني مثل غيري لا اشك بمصداقية هذه المحطة التي تضع سمعتها فوق اي اعتبار فقد انتبهت بشغف الى حديث هؤلاء الرجال وهم يتحدثون بفخر واعتزاز عن كيفية اغراء الاطفال بكل الوسائل من اجل غايتهم اياها وشاهدت مثل غيري مقابلات الاطفال الذين يتحدثون عن هذا الامر وكأنه امر مفروغ منه ولايجدون حرجا في ذلك.

احدهم ويبدو انه من اثرياء الحرب قاد غلامه امام الكاميرا وهو يمسد شعرات رأسه وطلب منه ان يتحدث عن تجربته وهو يعيش مع سيده، ومثل أي طفل في هذا العالم “ألابله” اخذ الطفل يتحث بتأتأة واضحة وللا المترجم لما استطاع احد ان يفهم منه شيئا.

وتعوذت بالله وكدت ان انسى الامر بعد ايام ولكن الذي حدث يوم امس هو الذي جعلني اعيش حالة من الغثيان لاتوصف.

ولأن مصر هذه الايام تبحر بقوة بقيادة “الاخونجية” نحو تجييش الناس ودعوتهم ان يتركوا كل ما من شأنه تطوير حياتهم والانصباب على التفكير فيما بين الفخذين فقط فالحياة فانية ولا يبقى غير سنة الفقيه ومرشده ومن لف لفهم.

طلع علينا الشيخ ياسر برهامي،هذا ماقالته مي، في احدى القنوات الفضائية المصرية ليؤكد بما لايقبل الشك انه لامانع من تزويج فتاة عمرها 9 أو 10 سنوات طالما تطيق ذلك.

توقفت عند كلمة “تطيق ذلك” وكم وجدت ان هذا ال”برهامي” بائسا وتافها ولايرقى حتى الى الامعات. انه بالتأكيد لم برامج عالم الحيوان وكيف يغازل الذكر انثاه، بدءا من الاسد ملك الغابة المرعب الى الحية الرقطاء صاحبة الاجراس.. انه بالتأكيد لايعرف ماذا تعني كلمة غزل بل ربما يشمئز منها لأنه رجل و”الرجال قليل”.

ولك “سليمة تاخذك” هل هذه الطفلة سيارة تشتريها من الوكالة وتجربها فاذا صاعت لأمر في السرعة تقبل بها اما لا فالويل لها ولأبيها؟

ماذا تقصد بقولك اذا كانت تطيق ذلك يا”بكم” وهل هناك طفلة تعرف ماذا تعني هذه الكلمة يامنحرف؟.

وتكمل مي وهي تكاد تبكي: يتذكّر اهالي مرسي مطروح حادثة اختطاف الطفلة ذات الثلاثة عشر عاما “سارة اسحق “التي اغتصبت بعد خروجها من المدرسة ولكن الجبهة السلفية اصدرت بيانا قالت فيه ان الطالبة قد اسلمت والويل لمن يحاول استرجاع الطفلة.

أي قذارة يعيش فيها اصحاب اللحى هؤلاء؟ انهم لايستحون ،وهذا مؤكد، ولكن الا يحترموا قليلا مشاعر الناس خصوصا اصحاب الطوائف والديانات الاخرى؟.

انهم لايستحون ولكن لاوجه للمقارنة بينهم وبين بعض مسؤولي الحكومة العوراقية.

الكل عرف امس الاول ان العوراق احتل المرتبة 131 عالميا في مستوى المعيشة بينما احتلت الدانمارك المرتبة الاولى(من مجموع 142 دولة).

لانريد ان نصل الى مرتبة هولندا والعياذ بالله فعاداتنا وتقاليدنا ولطمنا واغانينا الداعرة لاتسمح بذلك، قد نصل الى نهائي الدوري العاشر وهذا قمة طموحنا ، لكن ان يطلع علينا امس وكيل وزارة النفط لشؤون المصافي وصناعة الغاز السيد الموقر احمد الشماع ليقول ان:

إن “وزارة النفط تسعى إلى زيادة إنتاجها من المشتقات النفطية خلال العام المقبل 2013 إلى 750 ألف برميل يوميا” فهذا منتهى قلة الح… استغفر الله العظيم، وياليته صمت عند هذا الحد فقد كال لسانه ليقو “ننتج في الوقت الحالي 600 ألف برميل يوميا وشرعنا بإنشاء أنبوب اس 3 يمتد من حقل الرميلة إلى محافظة النجف لتغذية المصفى فيها، إضافة إلى مصافي الدورة والسماوة والناصرية والنفط الذي سيضخ عبر الأنبوب سيصل إلى ما يقارب من 450 ألف برميل يوميا والى850 ألف برميل يوميا في حال الانتهاء من تأهيل المضخات الوسطية مما سيرفع إنتاج مصفى الدورة الذي يعاني من شحة النفط الخام خلال العام المقبل من 70 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي الى 140 ألف برميل يوميا”.

ياعمي خلصنا من الشهرميغاوط طلعنا الاخ ابو “الاس”.

والله حاله.      تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

يا شعب إسرائيل , أقصوا ناتنياهو وباقي المتطرفين !

بنيامين ناتنياهو , يريد حفر قبر إسرائيل بنفسهِ .

بماذا إذن يختلف , عن حماس وباقي المتطرفين وتجّار الدم ؟

بخطوتهِ الرعناء ببناء 3000 وحدة سكنية إستيطانية في القدس , وبالذات في الأرض الأشدّ خطورة والتي تقف سكين خاصرة بوجه قيام الدولة الفلسطينيّة الموعودة كونها تقسّم عملياً الضفة الغربية نفسها , يكون قد أعطى للجانب الآخر ( الفلسطيني ) , الحقّ في إختيار أيّ وسيلة يراها مناسبة للحفاظ على أملهِ الوطني المشروع .

في الرابط أدناه ستقرأؤون التالي :

(( إستناداً إلى صحيفة ها آرتس , فإنّ بعض الوحدات السكنية ستكون بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم . ويُعارض الفلسطينيون بشدة بناء مستوطنات في هذه المنطقة إذ يقولون إنّ مثل هذا العمل سوف يقسم الضفة الغربية إلى قسمين مما يعيق تأسيس دولة فلسطينية )) إنتهى

*********

( ناتنياهو يُريد بعملهِ الأخير أن يجعل القدس مدينة خاصة باليهود )

هكذا يفهم الفلسطينيون تلك الخطوة كما عبّر أحدهم من ال BBC

أين الدهاء والذكاء والحنكة والفطنة التي يتبجّح بها الساسة ؟

هل قرأ ناتنياهو التأريخ جيداً ؟

هل إستفاد من أحداثهِ ومنطقهِ وعِبَرِهِ ؟

هل فكّر مليّاً بمصلحة الشعب الإسرائيلي والأجيال القادمة ؟

كيف سينام قرير العين مُطمئناً على مستقبل إسرائيل ؟

ما هي الحجّة التي دفعت ناتنياهو وحكومتهِ الى تلك الخطوة التصعيدية ؟

هل هي خطوة محمود عباس والحصول على صفة (( دولة مراقب / غير عضو )) في الأمم المتحدة ؟ ماهو المطلوب أقلّ من ذلك ؟

أم حجة ترك الطرف الفلسطيني , لمائدة مفاوضات السلام كما يدّعي ؟

وأين هي تلك المائدة ؟ وماذا بقيّ منها مع كلّ هذا التعنّت اليميني الإسرائيلي ؟

وإذا لم يكن محمود عباس هو شريك مناسب للسلام , فمن هو المناسب وكم يجب إنتظارنا ظهورهِ ؟

ألعلّ ناتنياهو ينتظر ( المهدي المنتظر ) , ليشاركهُ السلام … ولا ندري ؟

يقول ناتنياهو والناطقين بإسمهِ مايلي :

في الجانب الفلسطيني لا يوجد ثقافة السلام , فقط هم يحرّضون أبنائهم على كراهيّة اليهود ورميهم في البحر .

حسناً , السؤال هو / كيف سيَخلِق , أيّ سياسي فلسطيني مهما كان جريئاً وصادقاً و مُحباً وداعياً للسلام , تلك الثقافة بيوم وليلة ؟

هل ما حصل خلال ستة عقود , سيُمحى بقرار من رجل واحد ؟

ثمّ أنّ الذي ينظر لما تقوم بهِ الحكومة الإسرائيلية , بعد خطوة عباس الأخيرة (السلميّة الى أبعد الحدود) , ومقابلتها بكلّ هذا الصلف اليميني

إبتداءاً بوقف تحويل أموال الضرائب والرسوم الكمركيّة الى السلطة الفلسطينيّة .

بالمناسبة / (( وزير الماليّة الإسرائيلي / يوفال شتاينتز قال :

أن هذه الأموال التي تقدر بنحو 120 مليون دولار ستُستخدم لدفع الديون المترتبة على السلطة الفلسطينية لحساب الشركات الاسرائيلية )) .

وإنتهاءً بقرار بناء 3000 وحدة سكنية في القدس الشرقيّة ( الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي إستنكروا ذلك )

الذي يُراقب ذلك سيصاب بالإحباط الشديد , في أقلّ الأحوال .

فأصغِوا جيداً يا أدعياء السلام لهذهِ الحكمة

( إذا وِجِد السلام في نفسك , فسوف يوجد مكان للآخرين في عقلك )

**********

لا سبيل أمامكم سوى السلام !

اُكرّر ندائي بل نصيحتي للشعب الإسرائيلي عموماً

أسقطوا ناتنياهو في الإنتخابات القادمة وهي قريبة .

وإرفعوا شعار السلام وقبول حقوق الفلسطينيين المشروعة .

فالعالم الحُرّ والرأيّ العام العالمي وأحرار العالم , صارت اليوم مؤثرة وفعّالة وتقف جنب أصحاب الحقوق والمظلومين .

وبالنسبة للشعب الفلسطيني أقول / ما حجة حماس لرفض قبول المصالحة مع عباس

والسلطة الفلسطينيّة ؟ متى إذن ستوّحدون جهودكم ؟

ولماذا لا تعزلوا المُتاجرين بالقضيّة لتكونوا صفاً واحداً وتكسبوا قلوب العالم ؟

**************

إستراحة

يحلو لي نقل كلام صديقنا العراقي اليهودي العزيز ( يعقوب إبراهامي ) بهذا الخصوص / و جاء ضمن رسالة خاصة يُجيبنا (نحنُ أصدقاءه وتلاميذهِ ),عن تساؤلاتنا عن غيابهِ . فكتب لنا يقول :

{ كنتُ أظنّ ناتنياهو الوحيد القادر على أن يطرحني مريضاً في فراشي جرّاء رعونتهِ . لكن تبيّن لي , أنّي أخطأتُ التقدير من جديد

فها هو المندوب الإسرائيلي يفعل ما هو أسوء من ناتنياهو .اليوم قمتُ من مرضي بسبب هؤلاء الأوغاد , أنا بخير لا تقلقوا عليّ } إنتهى

يقول الفيلسوف الإيرلندي / إدموند بيرك :

كلّ ما يحتاجهُ الشرّ لينتصر , أن يقف الأخيار على الحياد , لا يحركون ساكناً !

************

الرابط

أمريكا تنتقد قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة

تحياتي لكم

رعد الحافظ    رعد الحافظ(مفكر حر)؟

2 ديسمبر 2012   

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment