اغتصب الطفل ولو بالصين واشرب النفط ولو من طين

محمد الرديني

جاءني امس ابو الطيب وهو يضرب على رأسه تارة وعلى فخذه ،مثل عجايز ايام زمان حين تشترك في اللطم في الفواتح وهي لاتعرف الميت، تارة اخرى.

رجوته ان يهدأ ويرتاح قليلا فهو يعاني من ارتفاع ضغط الدم وثلاث عمليات في القلب مع ارتفاع ضغط العينين والتهاب الكبد وامتناع مرور الدم في الساقين في بعض الاحيان و..و..

رجوته ان يهد قليلا لاني لا املك في العالم الا صداقته الحقه،وكأنه اصغى قليلا بعد ان قدمت له عصير الرمان الذي يحبه.

قال :

قبل ايام شاهدت برنامجا وثائقيا عبر تلفزيون ال”بي بي سي” عن المجاهدين الافغان الذين يبيحون لانفسهم اغتصاب الاطفال وعادة يكونون تحت سن العاشرة ولاني مثل غيري لا اشك بمصداقية هذه المحطة التي تضع سمعتها فوق اي اعتبار فقد انتبهت بشغف الى حديث هؤلاء الرجال وهم يتحدثون بفخر واعتزاز عن كيفية اغراء الاطفال بكل الوسائل من اجل غايتهم اياها وشاهدت مثل غيري مقابلات الاطفال الذين يتحدثون عن هذا الامر وكأنه امر مفروغ منه ولايجدون حرجا في ذلك.

احدهم ويبدو انه من اثرياء الحرب قاد غلامه امام الكاميرا وهو يمسد شعرات رأسه وطلب منه ان يتحدث عن تجربته وهو يعيش مع سيده، ومثل أي طفل في هذا العالم “ألابله” اخذ الطفل يتحث بتأتأة واضحة وللا المترجم لما استطاع احد ان يفهم منه شيئا.

وتعوذت بالله وكدت ان انسى الامر بعد ايام ولكن الذي حدث يوم امس هو الذي جعلني اعيش حالة من الغثيان لاتوصف.

ولأن مصر هذه الايام تبحر بقوة بقيادة “الاخونجية” نحو تجييش الناس ودعوتهم ان يتركوا كل ما من شأنه تطوير حياتهم والانصباب على التفكير فيما بين الفخذين فقط فالحياة فانية ولا يبقى غير سنة الفقيه ومرشده ومن لف لفهم.

طلع علينا الشيخ ياسر برهامي،هذا ماقالته مي، في احدى القنوات الفضائية المصرية ليؤكد بما لايقبل الشك انه لامانع من تزويج فتاة عمرها 9 أو 10 سنوات طالما تطيق ذلك.

توقفت عند كلمة “تطيق ذلك” وكم وجدت ان هذا ال”برهامي” بائسا وتافها ولايرقى حتى الى الامعات. انه بالتأكيد لم برامج عالم الحيوان وكيف يغازل الذكر انثاه، بدءا من الاسد ملك الغابة المرعب الى الحية الرقطاء صاحبة الاجراس.. انه بالتأكيد لايعرف ماذا تعني كلمة غزل بل ربما يشمئز منها لأنه رجل و”الرجال قليل”.

ولك “سليمة تاخذك” هل هذه الطفلة سيارة تشتريها من الوكالة وتجربها فاذا صاعت لأمر في السرعة تقبل بها اما لا فالويل لها ولأبيها؟

ماذا تقصد بقولك اذا كانت تطيق ذلك يا”بكم” وهل هناك طفلة تعرف ماذا تعني هذه الكلمة يامنحرف؟.

وتكمل مي وهي تكاد تبكي: يتذكّر اهالي مرسي مطروح حادثة اختطاف الطفلة ذات الثلاثة عشر عاما “سارة اسحق “التي اغتصبت بعد خروجها من المدرسة ولكن الجبهة السلفية اصدرت بيانا قالت فيه ان الطالبة قد اسلمت والويل لمن يحاول استرجاع الطفلة.

أي قذارة يعيش فيها اصحاب اللحى هؤلاء؟ انهم لايستحون ،وهذا مؤكد، ولكن الا يحترموا قليلا مشاعر الناس خصوصا اصحاب الطوائف والديانات الاخرى؟.

انهم لايستحون ولكن لاوجه للمقارنة بينهم وبين بعض مسؤولي الحكومة العوراقية.

الكل عرف امس الاول ان العوراق احتل المرتبة 131 عالميا في مستوى المعيشة بينما احتلت الدانمارك المرتبة الاولى(من مجموع 142 دولة).

لانريد ان نصل الى مرتبة هولندا والعياذ بالله فعاداتنا وتقاليدنا ولطمنا واغانينا الداعرة لاتسمح بذلك، قد نصل الى نهائي الدوري العاشر وهذا قمة طموحنا ، لكن ان يطلع علينا امس وكيل وزارة النفط لشؤون المصافي وصناعة الغاز السيد الموقر احمد الشماع ليقول ان:

إن “وزارة النفط تسعى إلى زيادة إنتاجها من المشتقات النفطية خلال العام المقبل 2013 إلى 750 ألف برميل يوميا” فهذا منتهى قلة الح… استغفر الله العظيم، وياليته صمت عند هذا الحد فقد كال لسانه ليقو “ننتج في الوقت الحالي 600 ألف برميل يوميا وشرعنا بإنشاء أنبوب اس 3 يمتد من حقل الرميلة إلى محافظة النجف لتغذية المصفى فيها، إضافة إلى مصافي الدورة والسماوة والناصرية والنفط الذي سيضخ عبر الأنبوب سيصل إلى ما يقارب من 450 ألف برميل يوميا والى850 ألف برميل يوميا في حال الانتهاء من تأهيل المضخات الوسطية مما سيرفع إنتاج مصفى الدورة الذي يعاني من شحة النفط الخام خلال العام المقبل من 70 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي الى 140 ألف برميل يوميا”.

ياعمي خلصنا من الشهرميغاوط طلعنا الاخ ابو “الاس”.

والله حاله.      تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.