قاتل طفلته يحصل على مكافأة

بدرية البشر

حكمت المحكمة في حوطة بني تميم على والد الطفلة «لمى» بعد خمسة أشهر من حادثة قتلها بإطلاق سراحه بعد دفع الدية، ولا أدري في هذه الحال إن كان يحق للوالد القاتل أن يأخذ شيئاً من الدية؟! كيف لا وهو والدها؟! وطالما أن المحكمة لم تجرمه وقد قتلها، لأنه والدها، فبالتأكيد لن تمنعه من أخذ ديتها، وبنتيجة كهذه سنجد أن القاتل قد حصل على مكافأة نتيجة فعلته لا على عقوبة.

ولو كنتُ أستطيع أن أرسم بعد هذه الجملة صورة وجه يضحك لفعلت، لأننا نكون قد وصلنا إلى وصف نكتة لا إلى جريمة قتل طفلة، لكن هذه النكتة ستُقتل سريعاً أيضاً بمجرد أن نعرف أن التقرير الطبي تأخر بحسم تهمة الاعتداء جنسياً عليها نتيجة للعنف الذي مورس على مناطق حساسة من جسدها تعرضت للكي والانتهاك بواسطة عصا وسلك كهربائي، وعلى رغم أنه ما بعد القتل جريمة إلا أن وصف التعذيب الذي تعرضت له الطفلة لمى قبل أن تلفظ أنفاسها في المستشفى في حد ذاته أبشع من القتل نفسه، بل يبدو أن الموت عنه أرحم. وقد أثبت أن الفاعل خطر على المجتمع كله وليس فقط على عائلته إن عاد طليقاً حراً ومن دون علاج، وقد حاول الوالد أن يهرب من عقوبة القتل بالتشكيك في سلوك طفلته ذات الأعوام الأربعة، لكن القضاء لم يضطره إلى دفاع كهذا، فهو نجا من فعلته بكل الأحوال.

على رغم أن الإسلام نهى عن تعذيب قطة وهدد معذبيها بالنار في حديث صحيح، إلا أن وفاة طفلة نتيجة كسر في الجمجمة وفي الذراع وحروق على الجسد وتشويه لمناطقها الحساسة، لا يستوجب عند القضاء حكماً ولو بالسجن سنوات طوالاً، فهذه الطفلة المقتولة هي في النهاية، ابنة القاتل، وكأن «البنوة» صك ملكية لا علاقة إنسان بإنسان محفوظ القيمة والحرمة.

القاضي اعتمد في حكمه هذا على حديث «لا يقاد الوالد بولده»، على رغم أن هذا الحديث اختلف الصحابة فيه، وجعلوا فيه ثلاثة مذاهب، بل وضعّفه بعضهم ولم يأخذ به، وقيل إنها قاعدة في عادات الثأر عند العرب، وليست قاعدة فقهية جاء بها الإسلام، إلا أن هذا الحديث الضعيف تقدم على الآيات القرآنية التي حرّمت قتل النفس، بل وجعلت من عظم حرمتها أن من قتل نفساً كمن قتل الناس جميعاً، ووضعت حكمها صريحاً يقول «والنفس بالنفس». فلم لا ينطبق هذا كله على قتل طفلة، أليست نفساً؟ الرجل الذي قتل طفلته لم يكن سوياً، فقد اشتهر بأنه متعاطٍ سابق للمخدرات، وقضى طفولته في دار للأيتام، ربما عاش طفولته ضحية، لكنه تحول إلى مجرم، وبدا – وهو يقتل طفلته – مهووساً بالتعذيب والوحشية، وهذه كلها مظاهر عدم سوية نفسية واجتماعية، والحكم بإطلاق سراحه لم يستند إلى هذا وإلا لأحيل إلى العلاج.

إطلاق سراح قاتل - علاوة على ضياع حق القتيلة - يعرض المجتمع مرة أخرى إلى التعامل مع شخصية غير سوية، عديم المسؤولية، وقد يعود ويتولى مهماته القديمة من ولايته على أسرته وأطفاله، وقد يعود إلى عمله حارس مدرسة، وقد يعود إلى عمله مرشداً وموجهاً دينياً، وهنا أجدني أتساءل: كيف استطاع مثل هذا الرجل غير السوي أن يزاول كل هذه المهمات بينما تموت طفلة مثل لمى بلا ذنب؟ 

نقلاً لـ صحيفة “الحياة”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

جورج صاند‎

أماندين أرور لوسيل دوﭘين والتي لقبت لاحقاً بلقب ( البارونة دوديوانت ) عاشت مابين الأول من تموز 1804 وحتى الثامن من حزيران عام 1876 وهي معروفة كروائية فرنسية بإسم ( جورج صاند ) يعدها الكثيرون رائدة من رائدات الحركة النسوية الفرنسية رغم أنها لم تنتم الى تلك الحركة , كما تعتبرها الأمة الفرنسية الرائدة النسوية الأولى للرواية الفرنسية , وكان العام 2004 هو عام الثقافة الفرنسي الملقب بعام جورج صاند .. تبنت فيه جميع دور النشر تشجيع نشر المؤلفات النسوية في مختلف التخصصات وكان ذلك العام هو الذكرى 200 على ولادة هذه الكاتبة .

كانت جورج تنتمي الى عائلة أرستقراطية , فوالدها موريس دوﭘين يرتبط بصلة قرابة مع الملك لويس السادس عشر , كما أنه حفيد المارشال جنرال موريس دي سايكس إبن ملك بولندا . أما والدتها فهي سيدة المجتمع صوفيا _ فكتوريا دلبورد .

ولدت صاند في باريس لكنها عاشت بعد ذلك في بيت جدتها في ( نوهانت ) وكانت قد إتخذت من هذا البيت مكاناً دارت فيه أحداث العديد من رواياتها .

يقال إنها عاشت حياة متحررة جداً في بيت جدتها هذا , حتى مجيء العام 1822 وكانت في التاسعة عشرة من العمر حين تزوجت من البارون ( كاسمير دوديوانت ) وإكتسبت لقب البارونة عن طريق هذا الزواج , أنجبت طفلين من زواجها , وفي العام 1831 تركت زوجها بحالة أسمتها ( حالة تمرد رومانسي ) وإستمر هذا التمرد لأربع أو خمس سنوات إنتهت بالإنفصال رسمياً عندها أخذت أطفالها معها .

بدأت صاند تتعرض الى إنتقادات الناس حين أخذت تظهر في العلن مرتدية ملابس بموديلات رجالية لكنها كانت تبرر إختيارها بأن هذه الملابس أكثر راحة وأقل كلفة من ملابس نساء الطبقة الراقية في تلك الفترة . كما إن هذه الأزياء تسمح لها أن تأخذ المزيد من الحرية في إرتياد المجالس التي لاتتمكن النساء من إرتيادها بأزيائهن الهفهافة وموديلاتهن شبه العارية .

القضية الثانية التي جلبت لها الإنتقاد كانت تدخينها التبغ في العلن , السيكار أو الغليون , وكان ذلك غير محبذ في القرن التاسع عشر حتى بالنسبة لعامة النساء فما بالك بنساء الطبقة الراقية , وهن أشد تمسكاً بالتقاليد الأرستقراطية !؟

بسبب حكم الإنفصال ( ليس طلاق ) الذي حصلت عليه من زوجها , أضف عليه قضية الملابس والتبغ جعلها تحت ملاحظات قاسية , وأجبرها على التنازل عن بعض إمتيازاتها كبارونة .

من أشد الخصوم مجابهة لها كان الشاعر بودلير فهو يصفها بقوله : (( إنها غبية , ثقيلة وثرثارة , وحقيقة أن هناك بعض الرجال الذين يعجبون بهذه الوقحة دليل على أن في زماننا رجال لم تعد تهمهم قيمة الرجال )) .

بسبب حالة المجابهة الحادة بينها وبين المجتمع .. لم يعد يهمها رأي الناس فيها , أو هكذا أرادت أن توحي .. لأنها ومنذ هذا الوقت بدأت بإقامة العديد من العلاقات المعلنة مع الرجال .

أقامت علاقة مع الروائي الفرنسي ( جول ساندو ) عام 1831 .

أقامت علاقة مع الكاتب المسرحي والباحث التاريخي وكاتب القصة ( بروسبير ميريميه ) عام 1833 .

أقامت علاقة مجنونة مع الشاعر الفرنسي ( ألفرد دي موسيه ) ولكي تهرب معه من مشاكل عشاقها الباقين .. أخذته وغادرت فرنسا الى إيطاليا في رحلة .. حين وصلا إيطاليا أصيب دي موسيه بالتيفوئيد , وكان محموماً وعليه ملازمة الفراش . أحضرت هي له طبيباً ووضعت له الدواء قرب رأسه ثم غادرت الى خارج البيت لقضاء السهرة مع الطبيب .

من أجمل ما قرأت من شعر , هي المجموعة الشعرية التي كتبها ألفرد دي موسيه عن تلك الأيام وعنوانها ( الليالي ) وتتكون المجموعة من 4 ليالي هي : ليلة صيف , ليلة خريف , ليلة شتاء , وليلة ربيع . في هذه الليالي الأربعة يسرد دي موسيه تفاصيل علاقته مع جورج صاند شعراً . في ليلة شتاء مثلا حدثنا عن حكاية مرضه وقصة الطبيب وكيف أنه كان رغم مرضه وألمه .. ينتظر عودتها من الخارج على أحر من الجمر وحين يستبد به الإنتظار يقوم من سريره ويذهب الى النافذة يضع جبهته الساخنة على زجاج الشباك المثلج مستعملاً إياه مثل كمادة , ويراقب الطريق متمنياً عودتها ويخاطبها قائلا ً :

(( الحمى تقتلني

أضع جبهتي على زجاج النافذة البارد

أراقب الطريق كما يفعل حرّاس الهموم

ولا أدري

ما دمت أحبكِ

من منّا هو الغائب )) .

طبعاً الصورة الشعرية لهذا المقطع أجمل منها بما لايقاس في اللغة الفرنسية , والترجمة هنا ترجمة معنى فقط .

أصبحت أجواء العلاقة عاصفة بالمشاحنات , ولهذا إنتهت في غضون عام , لكنها خلفت لنا مجموعة شعرية من أعذب ما يكون من عيون شعر الغزل في كل أدبيات العالم .

بعد ألفرد دي موسيه تعرفت على المحامي اللامع ( لويس كريستوسوم ميتشل ) وكانت علاقة إنتهت بسرعة .

بعده تعرفت ولمدة قصيرة على الممثل المسرحي ( بيير فرانسواز بوكيج ) . وبحلول عام 1837 كانت جورج صاند قد تعرفت على الموسيقار ( فريدريك شوبان ) وعاشت معه عشر سنوات قبل أن تنتهي علاقتهما , وتلك كانت أطول فترة قضتها مع رجل في كل حياتها .

في العام 1845 وكان عمر علاقتهما ثماني سنوات إعتلَّت صحة شوبان , وفي العام 1846 وقعت له مشاكل مع أبناء صاند الذين كانوا يعيشون معهما .

نشرت صاند روايتها ( لوكريزيا فلورياني ) عام 1857 التي تحوي شخصيتين رئيسيتين , ممثلة ثرية , وأمير بصحة معتلة , وقد فسر النقاد ذلك فيما بعد على أنه ترميز الى جورج صاند نفسها وشوبان المريض .

في العام 1847 وصلت المشاكل الى حد لا يطاق , فإنتهت العلاقة , ومات شوبان لاحقاً في نفس العام .

كانت جورج صاند في أواخر أيام علاقتها مع شوبان قد إرتحلت الى جزيرة مايوركا المغربية الواقعة تحت السيطرة الإسبانية وقد خلَّدت تلك الأيام بكتاب مذكراتها ( شتاء في مايوركا ) حيث كان شوبان وقتها يقدم المعزوفات الموسيقية للسياح من زائري الجزيرة التي بقيت حتى يومنا هذا تحتفل سنوياً بذكرى زيارة شوبان لها .. في نفس الفترة التي أمضاها مع جورج صاند وأولادها على أرض الجزيرة وذلك بتنظيم مهرجان سنوي يتضمن تقديم جميع أعمال شوبان الموسيقية .

نقطة الخلاف بينها وبين شوبان كانت قد بدأت منذ هذه الرحلة وأوصلتهما الى القطيعة التامة التي إستمرت حتى الى ما بعد موته , فحين عاد الى باريس مفلساً ومات فيها , دفع أصدقاؤه ثمن تشييعه الى قبره , ورغم حضور ما يزيد على 3 آلاف شخص من أصدقائهما لتأبينه بينهم شخصيات مهمه مثل ديلاكروا وفكتور هيغو .. إلا أن جورج صاند كانت غائبة .

ما تبقى من حياتها لم تجمعها علاقة برجل , بل إكتفت بمراسلة الروائي الفرنسي الشهير غوستاف فلوبير , وخلفت لنا مراسلاتهما إرثاً هائلاً من العبقرية تجلت في الكشف عن فلسفتهما في الحياة ونظرتهما الى الأشياء والناس وعلاقتهما بالوجود .

شيء نادر الحدوث أن تلتقي الأرواح والنفوس والعقول بهذه الطريقة المبدعة الفذة , حاول كتّاب كثيرون فيما بعد تقليدها .. لكن الصنعة شيء , والتجربة النابعة من الروح شيء آخر .

وفي هذه الفترة من حياة جورج صاند ربطتها علاقة صداقة حميمة مع الممثلة المسرحية ماريا دورفال . خلال هذه الفترة بدأ الناس الذين تعودوا على التعامل مع جورج صاند بالشكوك والإستغراب بالتهامس حول هذه الصداقة بتصورات أغلب الظن أنها غير حقيقية .

كيف إختارت هذه البارونة إسم ( جورج صاند ) ليكون إسم شهرتها كأديبة ؟ .. حين كانت على علاقة مع الروائي الفرنسي جول ساندو عام 1831 كان هو الذي ساعدها على إكتشاف موهبتها الأدبية . وللعلاقة العاطفية الحميمة التي ربطتهما معاً , فقد تحول إسم ( جول ) الى ( جورج ) مثلما تحول إسم ( ساندو ) الى ( صاند ) , عندها سمَّت البارونة نفسها : جورج صاند .

أثمرت العلاقة والإكتشاف عن إصدار جورج صاند لروايتها الأولى ( الأبيض والوردي ) عام 1831 .

عام 1832 أصدرت روايتها الثانية ( إنديانا ) .

عام 1833 أصدرت روايتها الثالثة ( ليليا ) .

عام 1837 نشرت روايتها ( ماوﭘرات ) .

نشرت عدا عن ذلك عدة روايات مستوحاة من فترة طفولتها في بيت جدتها حتى الفترة الممتدة الى عام 1857 إضافة الى بعض أعمال الدراما المسرحية .

عام 1855 نشرت كتابها ( قصة حياتي ) وهو كتاب مذكراتها .

عام 1859 نشرت كتابها ( هو وهي ) وفيه حكاية علاقتها مع ألفرد دي موسيه .

كتاب ( يوميات جورج صاند ) نشر بعد موتها عام 1926 .

الكتاب الأجمل الذي نشر بعد موتها هو الذي يتضمن رسائلها مع غوستاف فلوبير لأنه يتضمن حوارات تأتي بمنتهى العفوية ملخصة كل شيء عن هذه الحياة .

كان لهذه المراسلات بريقها حول العالم , حاول أدباء كثيرون مجاراتها , وكذلك حاول كثير من العشاق من محترفي الأدب , لعل جبران خليل جبران ومي زيادة .. منهم , غير أن قطعة الماس التي صقلها قلما جورج صاند وغوستاف فلوبير .. لن يجود الزمان بمثلها بسهولة .

إضافة الى كل هذا , واصلت صاند كتابتها في النقد الأدبي والسياسة , ونشرت العديد من مؤلفاتها ومقالاتها بهذا الخصوص لأنها كانت تريد تأكيد موقفها الداعم للإشتراكية , فقد قالت عن نفسها بأنها ومنذ طفولتها كانت منحازة الى جانب الفقراء والطبقة العاملة . حين بدأت الثورة عام 1848 لم تكن هناك حقوق للمرأة في فرنسا , في حين كانت صاند ترى ضرورة مراعاة حقوق المرأة من أجل المزيد من التقدم الإجتماعي .

وفي حدود هذا الوقت بدأت صاند بإصدار جريدتها الخاصة التي كانت تطبعها في ( تعاونية عمالية ) مما يسمح لها بنشر أعداد أكبر من مقالاتها الى الجمهور وفي تلك الفترة كتبت : (( لا أستطيع تصديق أن هناك جمهورية تبدأ ثورتها بقتل الطبقة البروليتارية من الشعب )) .

ماتت جورج صاند في بيت جدتها في ( نوهانت ) يوم 8 حزيران 1876 عن عمر 71 سنة ودفنت في حديقة المنزل , حيث بقيت هناك حتى العام 2004 , حين تم الإحتفال بالمئوية الثانية لولادتها , عندها تم تكريم رفاتها بنقله الى كنيسة البانثيون في باريس التي تعد مقبرة للعظماء . لكن روحها العظيمة ستظل تطير مثل يمامة بيضاء بين البشر والى الأبد في إحدى عباراتها التي كتبت فيها :

(( السعادة الوحيدة فقط في الحياة : أن تُحِبَ , وأن تُحَبْ )) .  

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

سيمون دي بوﭭوار‎

هناك بعض المفكرين ومنذ بداية طرحهم لنتاجهم الفكري فإنهم يصنفون مباشرة كفلاسفة , وخير مثال على هؤلاء هو الفيلسوف اليوناني أفلاطون , وهناك مفكرون تبقى مكانتهم الفلسفية محل نزاع من قبل المفسرين ومثال ذلك الفيلسوف الألماني نيتشه , وهناك صنف ثالث من المفكرين يحوزون على مكانتهم الفلسفية بالتدريج , الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوﭭوار واحدة منهم , لأنها حازت على الإعتراف بمكانتها الفلسفية في وقت متأخر .

تعريفها لنفسها على أنها مؤلفة بدلاً عن باحثة فلسفية أو فيلسوفة , وإطلاقها على نفسها صفة ( القابلة المأذونة ) التي ساعدت على إنجاب نظرية سارتر الوجودية الى الحياة , وعدم إشارتها الى أن لها أفكارها الخاصة خارج مجال نظرية سارتر , أخَّر حيازتها لموقعها الخاص .

وجد البعض أن إستبعاد بوﭭوار من مجال الفلسفة لم يكن قضية مبنية على كلماتها هي أو طريقة تعريفها لنفسها , لكنهم ينسبون ذلك الى النظرة الضيقة للفلسفة ورفض أسلوب الرواية الميتافيزيقية وتجاهل القضايا التي أثارها ذلك الأسلوب , ومجادلة بوﭭوار بشأن أعمالها الأدبية فقط .

من بين أصحاب النظرة الضيقة من جادل كونها إمراة .. وآخرين لم يقبلوا فهمها للفلسفة ولهذا تجاهلوا شروحاتها متهمينها بالخيال , ولهذا كان على بوﭭوار أن تبقى .. سيدة في حالة إنتظار .

يرى البعض أن قبولها المتأخر في صفوف الفلاسفة هي مسالة تمييز على أساس الجنس لسببين , الأول هو كونها إمرأة وكانت برفقة سارتر .. لهذا كان ينظر الى كتاباتها على إعتبار أنها أصداء لنظريته وليست نتاجاً خالصاً منها هي , وأن كتاباتها ما هي إلا محاولات أنثى لتقليد الذكر الذي ترتبط به عاطفياً . أما السبب الثاني فهو كونها كتبت عن المرأة .. في كتابها ( الجنس الثاني ) والذي يتحدث عن النساء وأصبح يعد اليوم واحداً من أهم مئة كتاب صدرت في القرن العشرين .. لم ينظر له من قبل على أنه من الكتب الفلسفية .. بل كتاب يتعامل مع شؤون المرأة والجنس .

اليوم علينا الإعتراف بأنه لا يمكن أن نناقش الفلسفة الوجودية من دون المرور على سيمون دي بوﭭوار لأن إرثها الفلسفي يتداخل مع هذه الفلسفة في أكثر من موقع . كما أنه لا يمكن فهم مسار الفلسفة كما تكتبها النساء في العالم دون النظر في مساهمات بوﭭوار , أما في مجال المناداة بحقوق المرأة فلا يمكن غض الطرف عن الأحكام التي أصدرتها بشأن الجدوى من الحركات النسوية , لأن بوﭭوار تؤسس لمسائل موضوعية في هذا الخصوص من زاوية فهم المرأة ذاتها لمشاكل النساء .

كانت سيمون دي بوﭭوار إبنة للمحامي وهاوي الفن ( جورج دي بوﭭوار) وقد ولدت في باريس وتعلمت في مدرسة كاثوليكية للبنات , ولم تكن المدارس الكاثوليكية في ذلك الوقت أكثر من مدارس لتعليم البنات كيف يصبحن زوجات وأمهات صالحات .. وليست أماكن للتعليم كما متعارف عليه اليوم .

كانت سيمون تخشى دائماً من أن يكون والدها قد تمنى لو أن له ولد عوضاًً عنها وعن شقيقتها هيلين لأنه دائماً كان يردد على مسامعها : (( تملكين عقل رجل )) وقد كانت فعلاً طالبة مميزة تعلمت عن إبيها حب المسرح والأدب .

حين كانت في 15 من العمر قررت سيمون أن تصبح كاتبة , وكانت طالبة مجتهدة في العديد من دروسها لكنها كانت منجذبة الى درس الفلسفة بصورة أكبر لذلك دخلت الى جامعة السوربون لدراسة الفلسفة حيث تعرفت هناك على عدد كبير من دارسيها وكان جان بول سارتر واحداً منهم .

كانت سيمون دي بوﭭوار نموذجأً فريداً من النساء أعجبت الناس في أسلوب حياتها كما أعجبتهم كتاباتها , فهي إختارت أن لا تتزوج أبداً , ورغم علاقتها الحميمة مع جان بول سارتر , إلا أنها رفضت أن تجمعهما حياة بيتية مشتركة , كما أنها لم تنجب أطفالاً وكل هذا أتاح لها المجال للتفوق الأكاديمي والمشاركة في المجالات السياسية والسفر والكتابة والتدريس .. فكان لها معجبون من الرجال والنساء على حد سواء .

درست الرياضيات , واللغة والأدب , وحين دخلت الى جامعة السوربون درست الفلسفة , وأثناء دراستها قدمت محاضرة عن فيلسوف الرياضيات الألماني ليبنز .

حين إرتبطت عاطفياً مع جان بول سارتر أصبحا يدرسان معاً في ( إيكول نورمال سوبرير) وهي واحدة من أعرق المؤسسات الفرنسية التعليمية , تقدم نوعاً من التعليم العالي المتخصص خارج سياقات التعليم العالي العادية المتعارف عليها .. هدف المؤسسة الأعلى هو رفد الجمهورية الفرنسية بنمط جديد من المتعلمين يكونون قادرين على الإستقراء بصورة مغايرة للنمط المألوف , ويمتلكون روح النقد بقيم علمانية متنورة .

عام 1929 وكان عمرها 21 سنة كانت سيمون دي بوﭭوار أصغر شخص في التعليم الفرنسي يحصل على شهادته في الفلسفة , والمرأة التاسعة في الجمهورية التي تحصل على الشهادة في هذا المجال , يقال إن زميلها سارتر وكان عمره 24 سنة هو الذي مُنِح مرتبة التفوق الأولى .. بينما مُنحت بوﭭوار المرتبة الثانية بعد جدال طويل بين أعضاء لجنة التحكيم لأن المفاضلة بينهما على حيازة المرتبة الأولى كانت مهمة صعبة جداً على المحكمين .

نأتي الآن الى حكاية طريفة , سيكون المقطع الأول منها هنا .. أما مقطعها الأخير فسيكون في نهاية هذا الموضوع . أثناء دراسة سيمون دي بوﭭوار في جامعة السوربون .. وبسبب قابليتها الفذة على الدراسة والبحث أصبح يطلق عليها إسم ( كاستور ) وبقي هذا الإسم ملازماً لها حتى بعد نهاية حياتها معنى الإسم باللغة العربية هو ( القندس ) وهو حيوان مائي من فصيلة السموريات ( النمور والقطط ) .

ومن خصائص القندس أنه يقوم ببناء مسكنه تحت سطح الماء لحمايته من الأعداء ويبلغ طول الأنفاق والجسور المؤدية إلى مسكن القندس عدة أمتار وتؤدي النهاية العليا للنفق إلى غرفة صغيرة تتسع لإيواء أسرة القندس وتغطى بطبقة من الطين المتماسك الجيد الصرف نتيجة لوجود أعواد خشبية بأسفله وعندما يبني القندس مسكنه فإنه يكدس الأعواد الخشبية والطين على هيئة كومة ثم يحفر بفمه التربة ليكون الأنفاق والغرفة الرئيسية , وعندما يفرغ من حفر الغرفة الرئيسية يكون الطين المتساقط من بين الأعواد الخشبية أرضية الغرفة . حين يبدأ القندس بتكديس الأعواد يترك فتحة خالية من الطين في المكان الذي يعلو الغرفة تستخدم هذه الفتحة للتهوية .

تحصل القنادس على المواد اللازمة للبناء بإسقاط الأشجار وفروعها ويتم ذلك ليلا بصفة أساسية حيث تقرض القنادس جذوع الأشجار بقوارضها القوية التي تشبه الأزميل ويمكن للقندس أن يسقط شجرة قطرها 30 سم نتيجة عمل يستغرق ليلتين فقط , وعندما تسقط الشجرة تتولى بقية القنادس فصل الأفرع عن الجذع وتجزئتها إلى قطع يبلغ طول كل منها أقداما قليلة ويتم العمل كله باستخدام الأسنان , أليس هذا وصف بارع للطريقة التي كانت سيمون دي بوﭭوار تمارس بها عملية التعلم والبحث !!؟

عام 1943 أصدرت روايتها ( أتت لتبقى ) وهي رواية فلسفية ناقشت فيها بوﭭوار قضية االشريك الثالث أو الشريكة الثالثة في علاقة الحب , أبطال الرواية هم : هي وسارتر إضافة الى الصحفي الفرنسي ( جاك لورنت بوست ) الذي كان يعشق سيمون دي بوﭭوار , وطالبة عند بوﭭوار تدعى ( أولغا كوزاكْيِوْز ) حاول سارتر أن يقيم معها علاقة .. رغم إرتباطه بمعلمتها , لكن هذه الطالبة صدته , فذهب لإقامة علاقة مع أختها ( واندا كوزاكْيِوْز ) في نهاية الرواية تتزوج أولغا من الصحفي بوست … لكنها تبقى ملهمة لسارتر في كتاباته .. ففي روايته الثلاثية ( دروب الحرية ) التي تضمنت الأجزاء : سن الرشد , السبات القلق , ودروب الحرية , والتي ناقشت وقع الحرب العالمية الثانية على الفرنسيين خصوصا عند إحتلال باريس من قبل الألمان .. نجد شخصية أولغا حاضرة في هذه الثلاثية ولكن ليس بإسمها ( أولغا ) ولكن بإسم ( آيڤك ) . 

في هذه الفترة كانت سيمون دي بوﭭوار قد أصدرت روايتها الجديدة المستمدة أيضا من وقع أحداث الحرب العالمية الثانية على الفرنسيين عنوانها ( دماء الآخرين ) والتي تتحدث عن طبيعة المسؤولية الأخلاقية للفرد من وجهة نظر وجودية .

كما قامت بإصدار العديد من الروايات لعل من أشهرها رواية ( الأفندية ) . حازت هذه الرواية التي نشرت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة على جائزة ( غونكور ) للرواية وهي أرفع جائزة أدبية تمنح في فرنسا للأعمال الأدبية المميزة , شخصيات الرواية هم سارتر والكاتب الأمريكي ( نيلسون ألگرين ) وعدد من أصدقاء بوﭭوار وسارتر من المثقفين والمهتمين بالفكر . حين عاد نيلسون ألگرين الى الولايات المتحدة الأمريكية .. كانت تربطه علاقة حب قوية مع بوﭭوار ولهذا كتبت له العديد من رسائل الحب التي إحتفظ بها ولم تنشر إلا بعد وفاة سيمون دي بوﭭوار .

نشرت بوﭭوار عام 1944 كتابها الجديد ( ﭘَيروز وسينيََز ) وهو دراسة تناقش الأخلاق في الفلسفة الوجودية , وقد كان هذا الكتاب مثل مقدمة مكنتها فيما بعد من الوصول الى إستنتاجات فلسفية أكثر عمقاً في هذا المجال . ولهذا نشرت في العام 1947 كتابها الآخر ( أخلاقيات الغموض ) .

كنت قد قرأت كتاب سارتر ( الوجود والعدم ) قبل حوالي ربع قرن من الآن ورغم جسامة حجم الكتاب خصوصا بعد ترجمته الى العربية فهو يحتوي على ما يقارب 900 صفحة إلا أنني لم أجده صعباً , لأن المهم في القراءة الفلسفية أن تعد نفسك قبل قراءة الكتاب نفسه ببعض الشروحات المبسطة والمختصرة التي تعرفك الوجهة التي ستسير فيها عند الدخول الى عالم الكتاب , وبعد ذلك يصبح تجولك بين أفكاره يسيراً وتلقائياً , لكني لا أفترض أن جميع القراء يستخدمون نفس آلياتي في القراءة , ولهذا فالكثيرون يجدون كتاب سارتر الوجود والعدم كتاباً بمنتهى الصعوبة .. ولهذا فمن يريد قراءة هذا الكتاب عليه أن يعد نفسه أولاً بقراءة كتاب سيمون دي بوﭭوار ( أخلاقيات الغموض ) ليتغلب على تلك الصعوبة .

بنهاية الحرب العالمية الثانية تشاركت بوﭭوار مع سارتر وموريس ميرلو بونتي في إصدار صحيفة ( له تان مودرنس ) وهي صحيفة سياسية كانت بوﭭوار تستخدمها لنشر أفكارها الفلسفية أولا ً بأول قبل تحويلها الى بحوث أو أعمال روائية تنشرها مطبوعة في كتب بعد ذلك . .

فصول كاملة من كتابها ( الجنس الثاني ) كانت قد نشرتها في تلك الصحيفة قبل أن تتحول الى كتاب , وقبل أن تترجم في الولايات المتحدة الأمريكية الى الإنكليزية وتنشر هناك أيضا . هناك صعوبة بالغة في ترجمة الأعمال الفلسفية من الفرنسية الى لغات أخرى لأن المترجمين عادة لا يمتلكون الثقافة الفلسفية التي تؤهلهم لمثل هذه المهمة , ولهذا نرى الكثير من الأخطاء الفلسفية عند قراءة النص بلغته الأصلية عنها في قراءته بلغة أخرى .

في الفصل المعنون (( المرأة : الأسطورة والواقع )) من كتاب الجنس الثاني تقول بوﭭوار إن الرجال قد جعلوا من النساء شخصية ( الآخر ) في المجتمع حين وضعوا حولهن هالة كاذبة من الغموض , ويقوم الرجال بذلك كذريعة يحاولون بها تصنع عدم فهم المرأة أو مشاكلها لأجل التهرب من مساعدتها , وهذه الصورة النمطية تطبق بشكل عام في المجتمعات من قبل فئات أعلى في السلم الهرمي ضد مجموعات أدنى منهم في ذلك السلم .. ويكون التمييز على أساس العرق أو الطبقة أو الدين .. لكن هذا النمط من التمييز يظهر على أشده بين الرجال والنساء وحيث ينظم المجتمع بالنظام الأبوي .

ثم تذكر بأن المرأة وعلى المدى التاريخي تعتبر العنصر المنحرف والشاذ والضلع الأعوج , ثم تذكر بأنه حتى فيلسوفة القرن الثامن عشر البريطانية ( ماري ولستون كرافت ) نظرت الى الرجال بإعتبارهم أكثر مثالية من النساء . لكن بوﭭوار تقول إن مثل هذا الموقف يحدد من نجاح النساء لأنه يعطيهن مسبقاً صفة الخارجات عن المألوف , وأنهن على الدوام خارج محاولة جعل أنفسهن ( طبيعيات ) .. ولهذا فبوﭭوار تؤمن أن على النساء أن يناضلن من أجل تغيير هذه النظرة . وهي تؤكد بأن النساء قادرات على الإختيار مثل الرجال , وبإمكانهن أن يخترن ما يعلي من قيمتهن , لذا عليهن التخلي قليلاً عما يتصورنَّ أنه ( لازم ) لكي يتمكنَّ من بلوغ مرتبة ( السمو ) وهي مرتبة أن تتمكن المرأة من تحمل مسؤولية نفسها والعالم , حيت تختار حريتها عوضاً عن المظاهر .

كتبت بوﭭوار مذكرات سفر عن رحلتها الى الصين والولايات المتحدة الأمريكية , كما قامت خلال الخمسينات والستينات بنشر مجموعات من القصص القصيرة .. عام 1968 كانت سيمون دي بوﭭوار قد بلغت الستين من العمر عندها نشرت كتابها ( المرأة المدمرة ) حيث كان هذا الكتاب فاتحة إصدارات أخرى لها تتحدث فيها عن المرأة والتقدم في السن .

في العام 1979 نشرت مجموعة قصصية قصيرة عنوانها ( عندما تأتي أشياء الروح أولاً ) وكانت هذه القصص قد كتبت قبل تأليف رواية ( أتت لتبقى ) مما ركز الأضواء على أعمال بوﭭوار المبكرة , لكن الكاتبة لم تكن في حينها تظن أن تلك القصص تستحق النشر , لذلك نشرتها بعد 40 عاماً على كتابتها .

خلال السبعينات أصبحت سيمون دي بوﭭوار ناشطة في حركة تحرير النساء الفرنسيات , وقد وقعت على البيان 343 في العام 1971 الذي يدعو الى جعل عمليات الإجهاض عمليات قانونية في فرنسا . وكانت العديد من الشهيرات الفرنسيات قد وقعن على هذا البيان .. مما جعل الحكومة تقر بقانونية الإجهاض في فرنسا عام 1974 .

في العام 1970 وكانت قد بلغت الثانية والستين نشرت كتابها ( المقبل من العمر ) وهو حالة نادرة من التأمل الفكري في الحياة والرغبة في التراجع والعزلة .. وهي تجربة ذكرت دي بوﭭوار أن كل البشر يمرون بها إذا لم يموتوا قبل بلوغهم الستين من العمر .

أما في عام 1981 فكانت قد نشرت ( وداعاً سارتر ) تضمن ذكريات مؤلمة عن سنوات سارتر الأخيرة , وكانت قد ذكرت فيه أن هذا هو الكتاب الوحيد الذي لم تقرأه مع سارتر سوية قبل نشره , لأنهما كانا معتادان على قراءة أعمال بعضهما قبل نشرها .

حين مات سارتر في 15 نيسان 1980 كانت هي في الثانية والسبعين من العمر , قامت بنشر رسائله لها مع بعض الشرح , ولكن بعد موتها هي عام 1986 فإن إبنة سارتر بالتبني لم تحفل بنشر بقية الرسائل .

إبنة بوفوار بالتبني كانت على العكس من إبنة سارتر لأنها قامت بنشر رسائل سارتر والكاتب الأمريكي نيلسون ألگرين الى والدتها .

منذ وفاتها ولحد اليوم فإن سمعة سيمون دي بوﭭوارالفلسفية أصبحت تأخذ تقييمها الصحيح , فقد عدت سيمون أماً للحركات النسوية لما قبل عام 1968 , وواحدة من كبار فلاسفة فرنسا في الوجودية , وهي الملهمة لسارتر في كتابة نظريته الوجودية , وتمت دراسة أعمالها من قبل العديد من الأكاديميات الفلسفية الرصينة .

إعترافاً من الأمة الفرنسية بجهود سيمون دي بوﭭوار الجبارة في العلم والتعلم والتعليم , والتي أُطلق عليها لقب ( كاستور ) أي القندس ذلك الكائن الذي يقرض الخشب بأسنانه من أجل أن يجد وسيلة للعيش , وتحية لسيمون دي بوﭭوار في مئوية ولادتها الأولى التي حلت عام 2008 فقد تم في العام 2006 تكليف المعماري النمساوي ( دايتمار فيچتنگار ) بتصميم جسر متطور يربط ضفتي نهر السين في قلب باريس أطلق عليه إسم ( معبر سيمون دي بوﭭوار ) إقراراً من الوطن بفضل إبنة أحبته , فعملت أقصى ما تمكنت عليه للتعبير عن ذلك الحب .. حتى أصبحت معلماً بارزاً من معالم ذلك الوطن في القرن العشرين .

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

فرانسواز ساگان‎

ولدت الروائية والكاتبة القصصية والمسرحية والسينمائية الفرنسية فرانسواز ساگان في أيلول 1935 وكان إسمها الحقيقي هو ( فرانسواز كويرز ) . كانت ولادتها في ( لوت ) مدينة زراعية صغيرة واقعة جنوب غرب فرنسا , حيث عاشت محاطة بالحيوانات , وبقيت مولعة بتلك الحيوانات طيلة حياتها .

والدها كان يعمل مدير شركة أما والدتها فكانت إبنة أحد مّلاك الأراضي , عائلة برجوازية صغيرة فرانسواز هي الإبنة الصغرى المدللة فيها . كانوا ينادونها ( كيكي ) لكن كيكي المدللة فشلت في إمتحان قبولها في جامعة السوربون عام 1953 ورغم كل سمعة الثراء في حياتها الفاخرة إلا أنها بقيت دون مؤهل أكاديمي .

نشرت روايتها الأولى ( صباح الخير أيها الحزن ) عام 1954 أي حين كانت في 18 من العمر فحازت هذه الرواية مباشرة على النجاح والشهرة العالمية . الرواية كانت كلها عبارة عن تجميع إقتباسات … إبتداءاً من إسم الرواية المأخوذ من أغنية سايموند ولاگرفنكل ( صباح الخير أيها الظلام ) وإنتهاءا ً بإسم مؤلفة الراوية ( فرانسواز ساغان ) حيث قالت المؤلفة أنها إقتبست لنفسها إسم عائلة منحوت من شخصية ( الأميرة دي ساگان ) في رواية مارسيل بروست ( البحث عن الزمن المفقود ) .

أصبحت ساگان من خلال أعمالها الأدبية رمزاً من رموز المراهقين الخائبي الأمل في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي , فأنتجت العديد من الروايات التي تحاكي مفاهيم الرواية السيكولوجية ولكن بنزعة وجودية .. لذلك تحولت أغلب رواياتها الى أفلام سينمائية , كما أنها كتبت المسرحيات والمذكرات وكلمات الأغاني . وخلال أعوام الستينات من القرن الماضي كرست نفسها لكتابة العديد من المسرحيات ذات الحوارات الممتازة .. لكنها عادت فيما بعد لتركز على عملها الروائي وليس المسرحي .

تزوجت للمرة الأولى عام 1958 من ( جاي سكولير ) وهو محرر صحفي يكبرها عشرين عاماً وإنفصلت عنه عام 1960 .

ثم تزوجت البلاي بوي الأمريكي ( بوب وستهوف ) الذي كان يعمل خزافاً عام 1962 وتطلقت منه عام 1963 وكانت حصيله هذا الزواج إبنها الوحيد ( دنيس ) المولود عام 1963 .

بعد هذين الزواجين الفاشلين لم تتزوج ساگان مرة أخرى بل إتخذت لنفسها شلة من الأصدقاء والصديقات كانت تطلق عليهم لقب العائلة

وكان من بين أفراد هذه العائلة الكاتب المعروف ( فرانك برنار ) المهووس بالأكل والكتابة .

وعارضة الأزياء ( ﭙيگي روش ) .

كانت ساگان مولعة بالسفر الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تشاهد برفقة القاص والروائي الأمريكي ( ترومان كاﭙوت ) والممثلة السينمائية ( آڤا گاردنر ) .

كما كانت مولعة بقيادة سياراتها السبورت : أستون مارتن , جاگوار , أوتوموبيل , حيث تقودها الى مونت كارلو أثناء مواسم سباقات الخيل . أثناء سياقتها لسيارة أستون مارتن عام 1957 قامت بعمل حادث سير كبير جعلها تعيش في غيبوبة لبعض الوقت .

في تسعينات القرن الماضي , إتهمت ساگان بحيازة الكوكايين ضمن شبكة واسعة جداً من الأدباء والفنانين والمشاهير الذين يتعاطون هذا المخدر . الحقيقة أنها كانت مدمنة ومنذ وقت طويل على أنواع مختلفة من العقاقير .. بدأتها بحبوب الوصفات الطبية , ثم تحولت الى الإمفيتامين ثم الكوكايين , وبعده المورفين .. وكل ذلك إضافة الى الكحول .

في أواخر حياتها كانت تدخن بشراهة , ضعيفة ومعتلة الصحة حتى أنها لم تتمكن من حضور المحكمة بشأن قضية مالية تخص صديقها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران حيث أدينت وحكم عليها في هذه القضية ( مع وقف التنفيذ ) . عاشت أيامها الأخيرة في عزلة بعد أن إبتعد عنها الأصدقاء ولا حقتها الديون .. وفي العام 2004 ماتت بجلطة أقفلت لها شريان الدورة الدموية الصغرى الذي يربط القلب بالرئة ومرجح أن ذلك كان بسبب التدخين . ثم دفنت بناءاً على وصيتها في ( لوت ) مسقط رأسها .

عند تأبينها قال عنها الرئيس الفرنسي جاك شيراك : (( بموتها خسرت فرنسا واحدة من ألمع كاتباتها وأكثرهن حساسية وشخصية بارزة في حياتنا الأدبية )) .

كتبت خلال حياتها الأدبية عشرين رواية إبتدأت ب ( صباح الخير أيها الحزن ) عام 1954 وإنتهت برواية ( المرآة ) عام 1996 التي تحدثت فيها عن الإدمان والتدخين .

واحدة من أشهر رواياتها التي ترجمت الى الإنكليزية عام 1960 كانت رواية ( هل تحبين برامز ؟ ) .

أما القصص القصيرة فقد كتبت ثلاث مجموعات ( حرير العيون ) 1975 وترجمت الى الإنكليزية عام 1977 .

المجموعة الثانية بعنوان ( موسيقى المشهد ) 1981 وترجمت الى الإنكليزية 1983 .

المجموعة الثالثة هي ( بيت راكيل ڤيگا ) 1985 .

كتبت فرانسواز ساگان تسع مسرحيات بين عامي 1960 _ 1987 كانت الأولى منها هي مسرحية ( قلعة في السويد ) .

أما آخر مسرحية وكتبتها عام 1987 فكانت مسرحية ( إنه يوم وليل جميل ) .

قامت فرانسواز ساگان بكتابة السيرة الذاتية للممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو عام 1975 .

أما في العام 1988 فقد كتبت السيرةالذاتية لسارة برنار أشهر ممثلة مسرحية في القرن التاسع عشر وأشهر ممثلات السينما .

يوم 11 حزيران 2008 تم إطلاق الفلم ( صباح الخير ساگان ) في دور العرض الفرنسية وهو يتناول سيرة حياة الأديبة الراحلة أخرجته لدور العرض المخرجة ( دايان كوريس ) .

قامت بتمثيل دور فرانسواز ساگان في الفلم الممثلة الفرنسية ( سيلفي تستو ) .

ونختتم رحلتنا مع فرانسواز ساگان بواحد من أقوالها عن الحب وضعته على لسان إحدى شخصياتها الأدبية حيث تقول : (( حين أُحبُ فإلى حدِّ الجنون .. وذلك هو الجنونُ بعينه .. فأنا أرى .. أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ترضيني في الحب )) .

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

من ربح الحرب؟

سمير عطا الله :الشرق الاوسط

 في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان الوضع هكذا: نحو 27 مليون قتيل روسي (أكثرهم مدنيون)، نحو 300 ألف قتيل أميركي، ما يزيد قليلا على ذلك من البريطانيين. وكان هناك ثلاثة منتصرين كبار: جوزف ستالين في موسكو، فرانكلين روزفلت في واشنطن، ونستون تشرشل في لندن. قبيل الانتصار بقليل، توفي روزفلت وحل مكانه نائبه هاري ترومان، الجهل مكان الخبرة. وبعد ثلاثة أشهر سقط تشرشل في الانتخابات وفاز العمالي كليمنت أتلي، العادي مكان المتألق. وفي المقابل ظل ستالين، الحاكم منذ 1929 في مكانه، يتمتع بشعبية واسعة في روسيا والعالم الشيوعي.

 خرجت بريطانيا محطمة اقتصاديا، والاتحاد السوفياتي رمادا، وأميركا البعيدة عن ساحات الحروب اتجهت إلى الازدهار على نحو عجيب. «الجاهل» ترومان كان حوله إدارة يتعلم منها، والعادي أتلي كانت حوله مؤسسة تدير البلاد، وستالين كان شخصية قوية محاطة برجال أكثرهم مضطربو العقول. بينما توفي روزفلت وتقاعد تشرشل، كان ستالين منهكا ووحيدا يمسك البلاد برعب لم يعرف من قبل في التاريخ: غمزة منه كانت تعني الفرق بين الموت والحياة.

 بقيت أميركا في قارتها – إلى حين – وبريطانيا في إمبراطوريتها، ونال الاتحاد السوفياتي المجاور أوروبا الشرقية لقاء تضحياته البشرية التي بلغت 90 ضعف الخسائر الأميركية.

 بعد قليل تفرق حلفاء الحرب الحارة والمدمرة ليدخلوا في ما عرف بالحرب الباردة، أي الصراع على النفوذ من دون المواجهة المسلحة المباشرة. أغلق السوفيات الستار على عالمهم الاشتراكي، وبدأ البريطانيون مرغمين في تصفية الإمبراطورية، وطفق الأميركيون يوسعون ازدهارهم التجاري حول العالم.

 بعد نحو نصف قرن، كانت الصورة هكذا: الاتحاد السوفياتي ناقصا أوروبا الشرقية، بريطانيا دولة وسطى مزدهرة، أميركا مدينة لكنها أقوى اقتصاد في العالم. من ربح الحرب؟

 الصين: ألغت الرعب وأبقت الهيبة، حررت الاقتصاد وضبطت السياسة، تصالحت مع روسيا وقلدت أميركا، غزت أفريقيا وظلت تهتف ضد الاستعمار، تركت المسرح الدولي للأميركيين واحتلت المسرح التجاري في أميركا، دفعت الروس إلى الواجهة وجلست خلفهم، تركت بوتين يتصور محلقا في الطائرات الشراعية وأبقت صورة ماو على العملة «الرأسمالية» التي كان يريد دفنها في مزابل التاريخ.

 الانحناءة الصينية تحصد نتائج الحروب والسلام.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

دول على سكة الانهيار , مصر نموذجا ?

 جوزيف شلال   2013 / 1 / 30

البداية :

هناك فرق كبير جدا ما بين شعب يقال بانه متدين مع شعب آخر متدين , مثال على ذلك , الاكثرية من شعوب اميركا الجنوبية متدينة ولو بنسب معينة , او لنأخذ المتدينين في اوربا او اميركا او في في اية منطقة اخرى من العالم , لنصل الى حتى المتدين في منطقة الشرق الاوسط والدول العربية من غير المسلمين , سواء كانوا مسيحيين أو باقي اتباع الديانات غير الاسلامية , نراها جميعا تقبل العيش مع جميع انواع واشكال الديانات في العالم سواء كانت تعبد الاصنام او ملحدين او اي اعتقاد اخر يؤمنون به , صفاتها المسامحة والسلام والمحبة والمساعدة وبعيدة عن كل اشكال العنف والكراهية والحقد والخ , لا بل تقبل كل اجنبي يعيش معها ويصبح مواطنا مثلها ويتمتع بنفس الحقوق والامتيازات , وبامكانه تولي مناصب عليا في تلك الدولة كالرئيس والوزير وفي الجيش والوزارات والشركات , هناك الملايين تعيش في هذه الدول واخذوا جنسياتها وهم يعيشون بسلام وامان ويمارسون طقوسهم بكل حرية . . .


نتكلم هنا عن الاسلاميين وليس عن الاخوة المسلمين , في الدول العربية والاسلامية عندما نجد شعب متدين ومتعمق في الدين , بقدرة قادر يمتلئ هذا بكل اشكال وانواع السلبيات والامراض والافات , منها , مرض الافتخار بمعتقداته اي دينه وصلاته وصومه أمام الاخرين , مرض التعصب والعنصرية والحقد والكراهية , فكر القتل والجهاد والارهاب واحتقار الشعوب الاخرى وتكفيرها والطعن في دينها ومعتقداتها وكتبها الدينية , كاحتقاره وطعنه بالمسيحية واليهودية وفي الانجيل والتوراة وقوله بانها محرفة الخ , المتدين في الاسلام كلما وصل الى مراتب عليا في التدرج الديني , اي عندما يصل الى مرتبة عالم أو شيخ اما مه كالتالي / أما أن يترك دينه , او يصبح أرهابيا ومتطرفا ومكفرا وحاقدا ومجرما , هناك امثلة بالمئات من هؤلاء .

مصر كمثال لا الحصر :

اننا نجزم بان جميع علماء وشيوخ الدين في مصر يزرعون الحقد والكراهية والانتقام , انظر الى فتاواهم والخطب في الجوامع والمناسبات كيف يلعنون البشر والاديان الاخرى , لا بل الى محاربتهم وتكفيرهم وقتلهم واقصائهم , العنصرية والفاشية وصلت الى عروقهم حتى الى الطعن وتكفير المسلم الذي لا ينتمي الى طائفتهم ومذهبهم كتكفير المسلم الشيعي على سبيل المثال , وهذه نماذج


لم نجد عالم او شيخ من شيوخ فتاوى القتل يزرع المحبة والتسامح والعيش المشترك وتقبل الاخر واحترام دين الاخرين مهما كان وان كان يعبد الشيطان او البقر او التماثيل , بل نراه يدعو الى الانتقام منه والارهاب والقتل وكل عمل اجرامي وشيطاني , اعطونا شيخا واحدا فقط يدعو أو دعا الى محبة الاخر او ان يعترف على الاقل بان لهؤلاء حق العيش والمساواة مثله , لا الى فرض الجزية والتضييق عليه والطعن في دينه ومعتقداته وايمانه بما يعتقد هو , الفرق واضح كوضوح الشمس بين المتدين الاسلامي والمتدين غير المسلم في مصر او في باقي الدول العربية والاسلامية الاخرى , بالرغم من انهم من ارض واحدة وشعب واحد , نعم هناك الشر وهناك الخير , ولم يكذب من قالها , السبب الاول والرئيسي / طريقة ومرجع واسلوب تلقي الافكار والمعلومات والتربية ومن وقف ويقف وراء كل البرمجيات الخاطئة التي كانت من صنع الانسان وعقله غير المتطور المتلقي من هنا وهناك واراد بها الهيمنة والسيطرة في حينها وحاضرها , ونسى او لم تكن لديه القدرة في هذا التنبؤ , ان ياتي هذا اليوم وعصر التكنولوجيا والفضاء والحضارة والعولمة , وهذا التابع العبيد لا يزال يؤمن بتلك الخرافات والاوهام والاساطير . .


مصر والانهيار التدريجي المتوقع :

مما زاد في الطين بلة في مصر , إن غالبية هذا الشعب متدين على طريقة الاسلاميين , بوادر قيام الدولة بدات في نهاية القرن الثامن عشر في مصر , الفضل يعود على الحملة الفرنسية وما انتجته من بعثات دراسية الى فرنسا , ومن مفكرين ومهندسين وضباط وترجمة ومطابع وفن والخ . استمرت الدولة المصرية في الصعود والازدهار , قامت حكومات شبه ديمقراطية , ووضع أول دستور عام 1923 , وتشكل اول برلمان في مارس 1924 , وكانت هناك حريات في الاعلام والمظاهرات والانتخابات وبناء المعامل والمدارس وغير ذلك .

في 18 يونيو 1953 تم القضاء على الديمقراطية وحكم الشعب , وجاء حكم العسكر والحزب الواحد وسلطة المخابرات واجهزة القمع ودكتاتورية الخضوع للاتحاد السوفيتي والعمالة للاجنبي , هنا بدات مركز فقاعة الانحدار والانهيار بالانتشار التدريجي , مرحلة عبد الناصر كانت من اسوا مراحل مرت على مصر , سجون , معتقلات , تدخلات في شؤون دول عربية منها , العراق , السودان , اليمن وغيرها , حروب خاسرة ومدمرة مع اسرائيل كحرب 1967 الخ .

لكن عملية الارتداد الحقيقي كانت بعد استلام المقبور الاخواني الساداة الحكم عام 1970 في 28 أيلول . هذا المتدين الاسلامي اراد التقرب واشراك الاخوان المسلمون , قالوا الكثير بعد تمكن الاسلاميين بقيادة الاخوان من قتل الساداة في سنة 1981 , بان مصر بدات تتهاوى الى الهاوية وعلى ايدي الاسلاميين . بدأ عصر الاخوان بالازدهار خاصة في ايام محمد حسني مبارك منذ توليه الحكم عام 1981 تشرين الاول 14 , ترعرعت الجماعة في ايام حكم مبارك وكان يستخدمهم لامور كثيرة .


من هنا دخلت السعودية الوهابية مركز انتشار القاعدة وتفريخ الارهابيين على الخط , قامت بايواء واستيراد الملايين من الايدي العاملة ومن مختلف الطبقات والمستويات العلمية الى الاراضي السعودية , الجهات المعنية والمختصة دربت هؤلاء المصريين وغسلت ادمغتهم , بعد هذه العملية التي استمرت سنوات والى هذا اليوم , حدث شرخا كبيرا في المجتمع المصري , انتشار اللحة , الزبيبة , الدشاديش القصيرة , حلق الشارب , النقاب والحجاب , السعودية سيطرت ايضا على قطاع السينما وانتاج المسلسلات الدينية والتخريبية وزرع الطائفية وغيرها من السلبيات والافات التي أدت الى انهيار المجتمع المصري دون ان يعرف .

اعتقد مبارك بان الاسلاميين يقفون معه كحال الازهر , وقبلوا التوريث لابنه جمال , هناك ادلة من شيوخ الاخوان والسلفية بترشيح مبارك أو ابنه , نسى مبارك من ان الاسلاميين لديهم التقية والكذب والخداع والمراوغة والمكر وهي جميعها صفات موروثة من مصادرها الاولى ولا زالت تعيش في عقول وادمغة الاسلاميين ومن على شاكلتهم . لهذا لم يشاركوا الاسلاميين الثورة عندما بدات في 25 يناير قبل 24 شهرا , بل انتظروا الى ان عرفوا بان مبارك سوف يرحل ويغادر السلطة , من هنا قفزوا وسيطروا على الثورة واغتصبوها بمساعدة قطر الاسلامية والسعودية الوهابية , الاموال والاعلام والقرضاوي وشيوخ السعودية كانوا جميعا مع الاسلاميين لا مع الثوار او الذين قاموا بالثورة الحقيقية .

النازية الاخوانية والفاشية السلفية في حكم مصر :

بعد سقوط مصر بيد الفاشيون الجدد واجراء اول انتخابات مزيفة , انتخب الشعب المصري بغالبيته المتدينة هؤلاء ليحكموا مصر باسم الدين والشريعة , بعد فوز النازية والفاشية والعنصرية والطائفية وشيوخ الدجل والارهاب والقتل واغتصاب الصغيرات ونكاح ما طاب لكم ورضاعة الكبير وبول البعير وزواج المسيار والعرفي والزنا المحلل وووو الخ , قاموا بتغيير قادة الجيش والامن والمخابرات , وضعوا حكومة سميت حكومة الطراطير يقودها اكبر كذاب ومراوغ وحاقد ومجرم .


مرت اكثر من 24 شهرا وشوارع وساحات مصر لم تهدا من المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات , كل شيئ في مصر ينهار , الخزينة فارغة , ديون وصلت بمئات المليارات , مصر تعيش الان على المساعدات الاجنبية والامريكية ويتوسلون الان فقط باقراضهم 5 مليار من صندوق النقد الدولي , نقول لهؤلاء الذين يتاجرون بالدين من اجل دمار مصر وخرابها ومن اجل فقط ان تبقى مقولة / ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏ / عالية مصونة الى الابد , اذا كان الله ماكرا فما بالك بالانسان ! , انقذوا مصر قبل فوات الاوان وتخلصوا من هذه القاذورات النجسة السرطانية الشيطانية , ومنع اي حزب ديني في مصر واي دولة عربية , لانها احزاب مجرمة وفاشية ونازية وساقطة اخلاقيا وسارقة , مهما كان هذا الحزب ومن اي دين في العالم , اي دين يدخل في السياسة يفشل وينتهي ولا يحترم ولا يسمى دينا , نحن نحترم الدين في دور العبادة وعلاقة الانسان مع الله شخصيا , لا نحترم الدين مهما كان اذا تدخل بالسياسة والحياة المدنية ليكون بديلا عن الدستور والقوانين والقضاة والمحاكم , …

وزير الدفاع المصري يحذر من “انهيار” الدولة

جوزيف شلال

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 2 Comments

الاسلامى جمال البنا يكشف حقيقة اللمم القبلة المفاخذة الاسلام

جمال البنا – مفكر حر

Posted in فكر حر, يوتيوب | Leave a comment

رحيل شيخ العقلانيين الإسلاميين

رحيل شيخ العقلانيين الإسلاميين / د.جمال البنّا

رَحَلَ عن عالمنا اليوم المفكّر الإسلامي التنويري د. جمال البنّا , عن عمر ناهز الثالثة والتسعين عاماً ( 1920 ــ 2013 ) بعد صراع مع مرض الإلتهاب الرئوي دام طويلاً .

لقد كان هذا الرجل , مثالاً يُحتذى في العقلانيّة والتنوير والتجديد المطلوب في الفقه الإسلامي .

كان لهُ خصوم كُثر , ( وربّما أعداء ) لو أخذنا بالإعتبار الوهابيين الذين لا يرتضون حتى بإعتبارهِ مفكر إسلامي ( وهو واقع الحال )

إنّما يقولون عنهُ في أحسن الأحوال / الليبرالي المصري , ظنّاً منهم أنّ الليبرالية تهمة أو جريمة تستدعي الطرد من جنّةِ الخُلد !

في ذات الوقت كان لجمال البنّا طلاّب ومُريدين يُعدّون بالملايين بين المُسلمين الوسطيين المتسامحين مع الآخر .

خصومه إتهمونهُ بإقتراح البِدَعْ والضلالات والهرطقات وباقي الكلام الكبير , اللي لا يؤدي ولا يجيب .

بينما أفكارهُ التي قالوا عنها غريبة كانت تستند الى آيات قرآنية وأحاديث صحيحة إستخدمها بوضوح وذكاء شديدين .

ما أحوجنا عموم المسلمين لأمثالهِ من المشايخ المنفتحين على العقل والتجديد .

وخصوصاً في بلدهِ العزيزة مصر , التي تمّر اليوم بتداعيات ما بعد الثورة سببها الأهمّ

هو إستئثار الإخوان المُسلمين ومؤيديهم الذين يمثلون الإسلام السياسي القديم , بالسلطة !

************

جمال البنّا هو شقيق حسن البنّا مؤّسس جماعة الإخوان المُسلمين . لكنّهُ لم ينتمِ إلى تلك الجماعة يوماً .

بل يختلف مع الجماعة في اُمور كثيرة . لذلك تراهُ حافظ على إستقلالهِ الفكري والتنويري بإمتياز .

صدرَ له حوالي 150 كتاب بين تأليف وترجمة / أشهرهم

الإسلام والعقلانية

الاُصول الفكرية للدولة الإسلاميّة

قضيّة الفقه الجديد

ما بعدَ الإخوان المُسلمين

****

مَن هو المُتطرّف ؟

من بين أفكارهِ التي يعتبرها علماء المسلمين ( ويالَهُم من علماء ! ) متطرفة وشاذة و مُخالفة للكتاب والسُنّة , ما يلي :

يوافق على إمامة المرأة للمُصليّن (إذا كانت أعلم الحاضرين بالقرآن )

ولا يرى خصاصة من الإختلاط عموماً , بل يرى جرائم تُرتكب بحّق الجميع بداعي الفصل بين الجنسين منذُ نعومة أضفارهم .

يرفض دوماً إعتبار الحجاب والنقاب فرضاً شرعياً ( يرى أنّهُ كان مفروضاً على نساء النبي فقط )

يرى أن ترك المرء لدينهِ , أو تحوّلهِ لدين آخر حرية شخصيّة لا تستوجب حدّ الرّدة والقتل .( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )

وأشياء بسيطة اُخرى من قبيل

الطلاق يشترط قبول الطرفين فيه ( كي لا يتعسّف الرجل بالقرار )

التدخين لا يُفطر الصائم , غير القادر على الإقلاع عنه .

القُبَل بين الشباب من الجنسين ليست حرام , بل هي من اللمم , يعني صغائر الأمور التي لا يُحاسَب الإنسان عليها .

***********

الخلاصة

ربّما يكون د. جمال البنّا من أؤلئكَ (الذين يولدون بعد مماتهم ) , حسب تعبير نيتشه

فقد عاش ( عكس غالبية المشايخ ) شيخ واقعي عقلاني صادق مع نفسهِ والناس .

يقول بالممكن ويُفعّل الآية التالية (( إنّ الله لا يُكلّف نفساً إلاّ وسعها ))

يعني بالضبط عكس عموم المشايخ والأشياخ الذين يؤمنون بمقولة

(( وإن اٌبتليتم بالمعاصي .. فإستتروا ))

رَحِمَ الله الشيخ الدكتور جمال البنّا , والصبر والسلوان لأبناءهِ وتلامذتهِ ومُحبيهِ .

وأمنيتي الخاصة ظهور جيل من شباب الإخوان (مثلاً ) يقتدون بالشيخ الراحل , وينقلبون على زعمائهم الحاليين أتباع المُرشِد والسلطة !

 رابط الخبر

http://www.alwafd.org

 تحياتي لكم

رعد الحافظ   رعد الحافظ(مفكر حر)؟

30 يناير 2013

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ

رمتِ الفؤادَ مليحة عذراءُ …  بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ

مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ  …  مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ

فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني …   أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ

خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت …   أعْطَافَه  بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ

ورنتْ فقلتُ غزالة  مذعورة  …  قدْ راعهَا وسطَ الفلاة بلاءُ

وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة تِمِّهِ …   قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها …   فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ

سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ  …  لجلالهِا أربابنا العظماءُ

يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ  …  عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ

إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني …   في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ

‎عنترة بن شداد – مفكر حر‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الثورة ليست اختياراً بل قدراً

 الثورات شأنها شأن كل ظواهر الطبيعة . ليست اختيارا . بل قدراً ..

 الثورات كالسيول والفيضانات .. يمكن لدول وشعوب وحكام .. التعامل معها بحكمة . وتفادي أضرارها . وتخزين مياهها لري محاصيل وحقول تعطي خيرا ..

 وشعوب وحكام آخرين . يتركونها تدمر وتهلك وتقتل وتخرب .. لا استفادوا من مياهها .. ولا أوقفوا أضرارها !

من قبل انتفاضات ثورات ما سمي بالربيع العربي . كان يوجد معارضون للثورات . مفكرون وكتاب ومثقفون .

مثلما للثورات مؤيدوها . ومن يدعون اليها , ومن يهندسون ويخططون لها .

كلمات مقتطفة من كتاب للمفكر المصري الراحل دكتور نصر حامد أبو زيد . نشرتها بالفيسبوك *. أرملته ” الدكتورة ابتهال يونس “. يقول دكتور نصر : “

(( نعود من خلال العقل السياسى المناهض للعقل الدينى على مستوى البنية السطحية الى الكشف عن تجذر حالة الاتفاق بين المثقف و السياسى على عزل الجماهير و حرمانها من ممارسة حقها الطبيعى فى الاختيار . اذا كانت الجماهير بسبب نقص وعيها ستختار (حلا اسلامي…ا) فان من حقها ان تمارس تجربة اختيار هذا الحل و عليها ان تدفع الثمن اللازم لاستكمال وعيها التاريخى و الاجتماعى .ان وصاية المثقف و السياسى تنتهى كلتاهما الى نتيجة واحدة.ديكتاتورية السياسة المطلقة من جهة و كهنوتية الفكر من جهة اخرى .ذلك ان الوصاية على الجماهير استنادا الى نقص وعيها يفضى الى تثبيت هذا الوعى الناقص و تأبيده (الدكتور نصر حامد ابو زيد من كتابه:النص السلطة الحقيقة)) ..

وكان لنا تعليق :

صحيح ما قاله دكتور نصر . ولكن .. عند استحالة أو فشل قيام شيء اسمه ثورة , يقودها المثففون والسياسيون . فالثورة ان نجحت في تسلم أدوات السلطة . مهمتها علاج أنيميا الوعي عند الشعب – بمحو الأمية ونشر الثقافة …. – ولكن الثورة في مصر قامت بالفعل مرتين في 1977 , و 2011 . و افتقدت خطة وآليات . صمان سلامتها – فكانت كحقل أثمر ثمارا . و غفل عنه صاحبه , أو أهمل في الاسراع في الجني . فألتقطتها الطيور السارحة .. الثورة ليست شيء خارج علي الطبيعة . فالطبيعة نفسها تثور . لها ثورتها المتعددة الأشكال .. – تحية لروح المفكر الكبير نصر أبوزيد .

ونضيف لتعليقنا السابق : ان المثقفين والسياسيين . هم عقل وضمير وقاطرة كل أمة .. فان تخلوا عن واجبهم خشية اتهامهم بفرض وصايتهم علي الجماهير ..(!) فكيف تسير تلك الأمة الا تخبطا في الظلام .. بدون عقلها وبدون عينيها – المثقفون والسياسيون – ؟!

من حق الجماهير أن تختار , وتجرب التيارات المختلفة . اسلامية وغير اسلامية . حتي تصل للأصلح . لو غاب تزوير الانتخابات والاستفاءات الشعبية , وبدون الرشوة والبلطجة . ولكن المشكلة في أن التيار الاسلامي بالذات . هو الأحرص علي استخدام والتوسع والتفنن في استخدام تلك الأساليب في الانتخابات والاستفتاءات ..! 

حسابات الثورة و حسابات الخنوع :

يمكن عمل حساب خسائر الثورة – من ناحية – , وحساب خسائر الخنوع لحاكم طاغية – من ناحية اخري – .

بعد احصاء خسائر الوطن والشعب من جراء الثورة . يتم احصاء ما فجعت به البلاد وما لحق بالعباد . طوال حكم طاغية فاسد . في 30 سنة – مثلا – علي النحو التالي :

عدد الذين قتلوا في سجون ومعتقلات وأقسام الشرطة والأمن طوال حكم الطاغية .

عدد من ماتوا فقرا . واما لعدم توفير العلاج لهم بمستشفيات الدولة .

عدد من ماتوا بسبب اهمال السلطات . في كوارث طبيعية , أو كوارث نتيجة اهمال المسؤولين الحكوميين أعوان الطاغية – مساكن قديمة تسقط فوق رؤوس سكانها . مباني مقامة عشوائيا لعدم قيام الحكومة بواجباتها نحو اسكان لائق , بأماكن آمنة لمواطنيها .

عدد من ماتوا نتيجة انتشار أوبئة وأمراض تلوث . لعدم اهتمام حكومة الطاغية بصحة المواطنين – سرطان . فشل كلوي , التهاب كبد وبائي , أمراض قلب

عدد من انتحروا يأسا من الحياة في ظل حكم الطاغية الفاسد – أشهرهم ” محمد البوعزيزي ” – التونسي الذي فجر تلك الثورات – بانتحاره .

عدد من ماتوا في انتفاضات سابقة تمكن الطاغية من اخمادها بالحديد والنار .

عدد نزيف العقول . التي هجرت بلادها – أو هربت من وطنها – بسبب سؤ أحوال البلاد في ظل حكم الطاغية . وتعرضهم للاضطهاد السياسي أو غيره من أنواع الاضطهاد .

عدد من لاحقهم نظام الطاغية وصفاهم جسديا بالخارج – من عبد الناصر , لصدام , للقذافي , لمبارك , لحافظ الأسد وولده بشار – وغيرهم .

عدد الفتيات اللائي تم دفن شبابهن وهن أحياءً , في مقابر العنوسة . وعدد الشباب الذين دفن شبابهم فوق أرصفة محطة قطار الزواج الذي لا يأتي الا قليلا وبعربات قليلة . في ظل نظام طاغية يسرق ثروات البلاد . ويسرق معها زهرات عمر فتيات وشباب الوطن .

عدد الأطفال الذين لم يدفعوا بعد من أعمارهم ومن سعادتهم . ولكنهم سيدفعون حتما , مثلما دفع الكبار قبلهم . – بطالة وفقر وانتحارات , ومرض وعنوسة – ثمن طغيان الحاكم الطاغية وفساده وفساد بطانته وحاشيته . لأن اصلاح ما خربه الحاكم الفاسد الطاغية , سوف يحتاج لسنوات وسنوات تمر من أعمار أطفال اليوم . ليجدوا أنفسهم قد كبروا , و لا يشعرون بانهم يعيشون في ظل وطن . وانما في أتون جحيم ؟

بعد عمل تلك الاحصائية . يمكن مقارنة الخسائر مع الثورة , والخسائر بدون الثورة .

سنكتشف أن ما يحدث بالثورات علي الطغاة . من أضرار . يحدث بدون الثورات , ولكن بالقطاعي – بالمفرق – وليس بالجملة . واغلبه لا ينسب للطاغية رغم انه السبب , ويمكن لأعوان الطاغية تبريره , أو نفيه أو نفي المسؤولية عن الحاكم وعن أنفسهم ..

أما مع الثورات .. فالمجرم يكون معلوماً , والجرائم واضحة ويصعب تبريرها او التنصل من المسؤولية عنها .

الثورة : ارادة ورغبة جادة للخلاص ..

والخنوع والاستسلام لحاكم ظالم . واستجداء الحقوق والاصلاح منه : أمل واهم في امكانية ( واحتمال ) اعتدال ذيل الكلب – الطاغية وحاشيته – .

الطغاة لا يتوبون . وانما يلونون ويبدلون أساليب طغيانهم . ويغيرون رجالهم وأدواتهم .

والطغيان داء لا علاج له الا بالكوي الثوري . بمكواة الثورة .

ان ضحيا الثورة هم ضحايا عزة وكرامة وفخر يسجله لهم التاريخ . لصالح شعب ووطن .

وضحايا الخنوع لحاكم مستبد . ونصيبهم عار يسجله عليهم التاريخ .

فلاسفة الخنوع للطاغية وشركاء الفساد . يحذرون من الثورات . داعين للتمسك بما يسمونه استقرار ! .. انه استقرارهم . واستقرار سيدهم فوق السلطة . أما الشعوب فلا تعرف استقرارا أو تتذوقه . في وجود ديكتاتور فاسد يبرك فوق صدر الوطن ..

ضحايا الثورات , في العادة ليسوا فقط من عامة من الشعوب . بل كثيرا ما تأكل الثورات أبناءها الذين صنعوها أو شاركوا في صناعتها – مفكرون وسياسيون ومنظرون وقادة ميدانيون . كثيرا ما تأكلهم الثورة , وهم راضون . ثمنا لمستقبل أفضل لشعب وللوطن ..

الثورات .. طاقة غضب وتفاعل في داخل , ومن داخل طبيعة الانسان . الذي هو جزء من الطبيعة بغضبها وثورات براكينها وزلازلها . وأعاصيرها ..

وعادة .. وقت مثل تلك الطواريء الطبيعية .. يخرج قطاع طرق , وأفاقون وخطافون , ومغتصبون .. ونهابون .. وتجارازمات ..

وكذلك الحال في الثورات .. نفس الشيء ..

احصروا ضحايا ثورات الطبيعة بالعالم . في كل عام – أعاصير زلازل بركين سيول ..الخ – .. وقارنوها بضحايا ثورات الشعوب . علي قهر وطغيان الحكام .. ستجدوا ثورات الشعوب هي الأقل أضرارا ..

فلماذا ينكرون علي الشعوب المقهورة حقها في الثورة ؟!

لا أحد يمكنه الغاء السيول والفيضانات . أو الزلازل والبراكين والأعاصير . بتاففه منها , وبصب لعناته عليها.

ولا أحد يمكنه الغاء أو منع الثورات . بتنديداته بما تتسبب فيه , من خروج عقارب وافاعي , وسحالي وضفادع . تركض فوق مياه , سيول وفيضانت الثورة . فتحدث الموت والرعب .

انها قدر من مقدرات الطبيعة . هذا هو حال ثورات الشعوب .. وفي نهايات الثورات :

يتوقف الدمار . وتهدأ الأمور . وتعود الأرض لتنبت , والأشجار تورق من جديد . وتعود العصافير تشقشق فوق الأغصان .. ويعود البشر المكلومون بفقدان أعزائهم وأحبائهم . للابتسام , والضحك , وللغناء والمرح .. وتمضي الحياة . في طريقها المعتاد . مثلما كانت تمضي منذ ألاف السنين .

—- * هامش :

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=2282482507038&set=a.1396828286236.2056828.1398113251&type=1&relevant_count=1

*******************                صلاح محسن فيسبوك

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment