فلم السيرة : جورج بوش

Biopic: W.

يقوم المخرج أوليفر ستون بتتبع مسيرة جورج بوش , من(مدمن كحول ) الى ( رئيس ) في فلم سيرة ذاتية مثير للجدل 

المخرج الليبرالي الذي أثار عاصفة في فلمه ( جي إف كي ) عام 1991 الذي يتحدث عن إغتيال الرئيس جون كينيدي , أثار الناس مرة أخرى بعد 4 سنوات في أحكامه على ريتشارد نيكسون , في فلمه الذي أطلق عليه بكل بساطة عنوان ( نيكسون ) , يقوم اليوم بإختصار أكبرحين يطلق على فلمه عن جورج بوش عنوانا مكونا من حرف واحد ( دبليو) . ويقدم فيه إنتقادا لسياسة جورج بوش بشكل عام ولحربه على العراق بشكل خاص . وقد قام بإختيار بطل فلم ( لا وطن لكبار السن ) الممثل جوش برولين ليقوم بدور الرجل الذي أصبح قائدا للعالم الغربي

لكن المخرج الحائز على الأوسكار كان قد وعد بأن يكون أمينا على قصة الرجل الذي تحول من مدمن على الكحول الى شاغل للبيت الأبيض الأمريكي : جورج بوش 61 سنة 

وفي مقابلة مع صحيفة ( ديلي فيرايتي ) قال أوليفر ستون : ما نقوم به أبعد من تصوير مشاهد فلم عن حياة بوش , فمثل فلم نيكسون , نسعى لإيصال المشاهد الى الإحساس أنه أمام الرئيس نفسه

ثم يقول المخرج : لكن إذا كان فلم نيكسون سمفونية , فإن هذا الفلم يشبه مقطوعة ليست قاتمة في لحنها . الناس تفهم أفكاري السياسية وكأنها ( أكليشهات ) وهذا فهم سطحي 

ثم يقول : كمخرج درامي أنا أهتم بقضايا الشعب , وعندي تعاطف مع بوش كإنسان , مثلما تعاطفت مع كاسترو , نيكسون , جيم موريسون , جيم غاريسون , والإسكندر الأعظم

في هذا الفلم , أنا الحكم , وأريد تقديم حكم عادل .. صورة حقيقية للرجل .. كيف غادر إدمانه على الكحول ليصبح أقوى شخصية في العالم ؟ 

يتضمن الفلم إنتقاد سياسته حول العالم .. لكني سأورد فيه العديد من مشاكل حياته الخاصة , ونوباته مع والده , وكيف إعتنق الديانة المسيحية وصار بها ( مؤمنا ) الى هذا الحد .. وهو ما يفسر الكثير من تصرفاته وقراراته التي سترد فيما بعد . والتي تتضمن إيمانه أن الله ( شخصيا ) قد إختاره ليصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية . وأن الله قد أوحى له ليقوم بهجومه على العراق .. الفلم سيتضمن مفاجآت كبيرة لأنصار بوش .. ولمنتقديه أيضا

كتب سيناريو الفلم ( ستانلي وايزر ) ويحتوي على حكايات عن مشاكل بوش مع الإدمان وعن علاقته المحتدمة مع والده . ومن بين تلك الحكايات , إعتقاله لمحاولته هدم المرمى , عقب مباراة كرة قدم أمريكية . وحكاية كيف قام والده جورج بوش الأب بإستعمال نفوذه الشخصي ليتم قبول إبنه في جامعة هارفارد / كلية الأعمال . 

وكان بوش قد أكد انه تعاطى الكحول حتى بلغ 40 من العمر ونفى أن يكون قد أدمن ذات يوم . في حين تداول ملايين من مستعملي الأنترنت قبل سنتين مقاطع لأحدى مقابلاته مع الصحفيين في البيت الأبيض يبدو فيها ثملا تماما ولا يدري ما يقول , وكل ما تمكن من قوله هو كلمة : آيا .. آيا .. آيـــا .. آيا . ثم غادر مكان الإجتماع

عام 1976 تم تغريم بوش 150 دولار لقيادته السيارة وهو تحت تأثير المسكر . وفي حملته الرئاسية عام 2000 قال إنه قرر ترك الشرب عندما أفاق صباحا وهو يعاني أعراضا رهيبة بعد ليلة سكر فيها حتى الثمالة . ثم قال : (تركت الشرب عام 1968 ولم أشرب قطرة واحدة منذ ذلك الحين ) . فإذا كان صادقا في أقواله أنه ترك الشرب حين صار عمره 40 سنة فهذا معناه أنه ترك الشرب عام 1988 وليس 1968 

القناة الأمريكية ( أي بي سي ) وصفت بوش ذات مرة بأنه ( طالب جامعي سكران ) يكذب الإفتراضات التي تقول أنه سيسير على خطى والده السياسية قائلا : الجحيم ؟ لا .. هذا آخر شيء في العالم أريد القيام به

وفي مشهد آخر ينتقد بوش والده ويسميه : ( السيد الكمال ) و ( السيد بطل الحرب ) و ( السيد الله سبحانه وتعالى ) كل هذا بسبب أن والده كان يجادله بشأن تخفيف كمية شربه 

في الفلم يظهر أوليفر ستون بوش يسعى الى شن الحرب على العراق إنتقاما من صدام حسين لمحاولة إغتيال جورج بوش الأب أثناء زيارته للكويت قبل إجتياح بوش الإبن العراق بحوالي 10 سنوات

عن إختياره للممثل جوش برولين لأداء دور بوش قال المخرج أوليفر ستون : في الواقع إن جوش أفضل مظهرا من بوش , لكنه 

يملك نفس أسلوبه في الحركة , ويتحلى بكاريزما من النوع الذي كان يملكها مشاهير السينما في الماضي

وأخيرا .. فقد يبدوا الفلم إنتقاما يساريا ليبراليا من 8 سنوات من الألم ( هي فترة حكم بوش ) لكنه في نفس الوقت نظرة الى ما خلف 

الأستار والحجب من حياة هذا الرئيس غير المحتمل والذي لايطاق

مأخوذ عن : الديلي فيرايتي ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

باليبو

الفلم السينمائي الأسترالي ( باليبو ) الذي يمكن متابعته على هذا الرابط

Balibó#

هو من أحدث إنتاجات السينما العالمية الواقعية التي تعنى بقضايا حقوق الإنسان والذي أثار زوبعة من الإحتدام السياسي على مستوى حكومات الدول بين كل من حكومة أندونيسيا من جهة , وحكومتي أستراليا ونيوزيلندا من جهة أخرى , أستراليا بإعتبارها منتجة الفلم وراعية القضية , ونيوزيلندا بإعتبارها مثل أستراليا , دولة دومنيون ( محمية ) خاضعة للتاج البريطاني , ولها علاقات إقليمية وثيقة مع أستراليا جعلتهما يكادان يكونان بلدا واحدا , وهذا ما سيجعل أندونيسيا المتضررة من إنتاج الفلم تهدد نيوزيلندا بضربها تحت الحزام , مستعملة حقها الشرعي الإسلامي في حظر إستيراد اللحم النيوزيلندي بحجة أنه ( ليس لحما حلالا ) مما سيجعل حكومة نيوزيلندا تتكبد للعام 2009 وحده خسارة ما قيمته 100 مليون دولار , علما أن أندونيسيا تستورد اللحم النيوزيلندي منذ ما يزيد على نصف قرن لم يرف خلالها جفن لمجلس الإفتاء الإسلامي الأندونيسي حول قضية الحلال والحرام , مما يدل على أن المقاطعة سياسية بحتة .

أندونيسيا دولة شاسعة جدا , أرجو العودة الى موضوعي المنشور تحت عنوان ( أحمد سوكارنو ) للتعرف عليها عن كثب , وحين قررت الولايات المتحدة الأمريكية وضع يدها على هذا البلد فقد إستعملت أهله بالنيابة لطرد الهولنديين واليابانيين بحجة الإستقلال الوطني , لكن أجزاء واسعة من هذا البلد الشاسع كانت تحت سيطرة البرتغاليين في جزيرة تيمور , بقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1975 , حيث شنت أندونيسيا وبمساندة أمريكية حربا لطرد البرتغاليين من تيمور .

ولأنها حرب بالنيابة , فمثلما إستعملت الولايات المتحدة الأندونيسيين لطرد البرتغال من تيمور , كذلك فإن البريطانيين وفي صراعهم الخفي مع الأمريكان إستعملوا رعاياهم الإستراليين , وتحت مسمى الإعلام الحر , في إرسال فريق تلفزيوني أسترالي الى تيمور في أكتوبر عام 1975 لتصوير فضائع القتال الجاري … فما كان من الأندونيسيين إلا محاصرة فريق العمل , وعند إستسلامهم مرفوعي الأيدي .. تم إطلاق النار عليهم بدم بارد , وهذه القضية هي التي تحولت الى موضوع للفلم السينمائي الأسترالي ( باليبو ) إسم الفلم مأخوذ عن إسم قرية أندونيسية صغيرة تدعى باليبو قتل فيها هؤلاء الصحفيون الخمسة .

النجم الهوليوودي الأسترالي الأصل أنثوني لاباجليا تم إستدعاؤه من قبل حكومة مقاطعة شمال أستراليا ليقوم بدور الإعلامي المقتول ( روجر إيست ) 51 سنة الذي أرسل بعد مقتل هؤلاء الخمسة بثلاثة أشهر أي في ديسمبر 1975 الى قرية باليبو لتسجيل تقرير مصور عن ملابسات قتلهم .. فتم قتله هو أيضا بعد إلقاء القبض عليه من قبل الأندونيسيين , ولم يجرؤ أحد منذ ذلك الحين على التحقيق في مقتله .

الآن وبعد 34 سنة تقوم الحكومة الأسترالية بفتح ملف القضية من جديد .. للمطالبة برفات روجر إيست وبقية الإعلاميين الخمسة . معتبرة قضية مقتلهم ( جريمة حرب ) وليس كما تدعي الحكومة الأندونيسية بأنهم قد قتلوا في تراشق نيران لم يكونوا مقصودين به . وتصر الحكومة الأسترالية على أن هؤلاء جميعا قد قتلوا بعد إستسلامهم وتطالب بالوصول الى آخر عسكريين أندونيسيين باقيين على قيد الحياة شاركا في تلك المجزرة وهما النقيب ( محمد يونس يوسف ) الذي تسرح جنرالا من الجيش عند تقاعده بعد إنتهاء خدمته . و ( كريستوفرو دا سيلفا ) الضابط في القوات الخاصة .

الحاكم الفيدرالي العام لمقاطعة شمال أستراليا ( فيليب رودوك ) صرح بأن قضية باليبو تتطلب تعاون الشرطة الفيدرالية الأسترالية مع إدارة من ( الكومون ويلث ) لإعادة فتح التحقيقات في هذه القضية .

أما رئيس الوزراء الأسترالي ( جون هوارد ) فأكد على أنه سيسعى الى طلب المشورة .. ( لا ندري من أي دولة ؟؟ ) .. من أجل أن يتخذ الإجراء الأنسب وقال : (( القضية قديمة , لكن هذا لا يمنع الحق عن أقارب هؤلاء الضحايا في معرفة ما توصلت إليه التحقيقات في قضية مقتلهم )) .

أندونيسيا وهي تراقب هذه الزوبعة العالمية التي ستهب عليها عند تعميم الفلم على دور السنما حول العالم , لم تبق مكتوفة الأيدي .. وآخر محاولاتها .. زيارة وزير خارجية أندونيسيا الدكتور ( حسن ويراجودا ) العاصمة السياسية لنيوزيلندا ( ويلنغتون ) بداية هذا الشهر آب 2009 حيث صرح (( إن عرض الفلم الأسترالي باليبو الذي يتناول قضية مقتل الصحفيين الأستراليين في جزيرة تيمور عام 1975 لن يغير موقف الحكومة الأندونيسية من القضية , كما أنني لا أرى أي داعي لإعادة فتح هذه القضية , فهي لن تجلب غير المزيد من الأسى لعوائل الضحايا )) .

ومن أجل وضع الضغط الشديد على حكومة نيوزيلندا لكي تضغط بدورها على الحكومة الأسترالية , فقد وجه الدكتور ويراجيدا ضربة تحت الحزام بمنتهى الأناقة الى نظيره النيوزيلندي الدكتور موراي مككاولي حين أخبره بأن رجال الدين المسلمين الأندونيسيين ومعهم ( مجلس علماء الإسلام الأندونيسي ) ما عادوا يعترفون بالوثائق النيوزيلندية الواصلة مع شحنات اللحوم الصادرة منها والتي تؤكد أنها ذبحت على الطريقة الإسلامية .. ولهذا فالدكتور ويراجيدا ( مضطر ) الى وقف إستيراد اللحوم النيوزيلندية من شهر أكتوبر هذا العام وحتى فترة غير محددة من العام المقبل .. الى أن يتم حل ( مشكلة الوثائق النيوزيلندية ) وقال : (( علينا حل مصاعبنا الوطنية والتنسيق بين دوائرنا المختلفة مع مجلس علماء الإسلام , لإصدار قوانين جديدة , قد لا توافق على الوثائق النيوزيلندية , وتطلب عوضا عنها , وثائق أندونيسية )) .

فإذا علمنا أن عدد سكان أندونيسيا يقارب 300 مليون , وأن نيوزيلندا وبحكم قربهم الجغرافي منها , تعد مصدرهم الوحيد تقريبا للتزود باللحوم الحمراء والبيضاء والألبان , فإن هذا القرار يعد كارثة على الإقتصاد النيوزيلندي , ولهذا فلا عجب حين وافق رئيس وزراء نيوزيلندا الحالي ( جون كي ) هذا الشهر أيضا على إرسال قوة نيوزيلندية مدعمة بخبرات الطيران لمساعدة القوات الأمريكية في حربها على الإرهاب في أفغانستان .

الى أين ستصل قضية باليبو ؟ لا أحد يدري .. ومن تهمه معرفة المزيد عن هذا الفلم أقدم الرابط الألكتروني للموقع الرسمي للفلم على هذه الوصلة :

الرابط الألكتروني للموقع الرسمي للفلم

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

السيده الحديديه‎

الفلم السينمائي الذي سأتحدث عنه اليوم يحمل عنوان ( السيده الحديديه ) أنتج عام 2011 ويمكن تنزيله ومتابعته من الرابط التالي :

The Iron Lady

اللقطه الأولى من الفلم تبدأ في العام 1998 أي بعد 8 سنوات من مغادرة السيده الحديديه لموقعها كرئيسة وزراء بريطانيا , وحيث أنها من مواليد عام 1925 فمعنى ذلك أنها كانت في الثالثة والسبعين من العمر , لكنها كانت تبدو أكبر من ذلك كثيراً , وبدت كمتسوله وهي تعبر الشارع لتشتري قنينة حليب لأفطار الصباح في نفس اليوم من عام 1998 الذي كانت فيه مانشيتات الصحف البريطانيه تحمل أخبار تفجير فندق ماريوت / إسلام آباد , وفي هذا المشهد كان يبدو عليها مرض ( الخرف ) بحيث لم يتعرف عليها أي شخص لاقته في طريقها منذ مغادرتها البيت وحتى عودتها إليه .

الفلم من إخراج فايليدا ليود , وقامت بتمثيل دور تاتشر كرئيسة وزراء الممثله ميريل ستريب , وفي مراحل عمرية أقل قامت بدور تاتشر الممثله ألكسندرا روج .

دينيس تاتشر زوج مارغريت قام بتمثيل دوره الممثل جيم برودبينت , أما نائب تاتشر في الحزب ( جيفري هاو ) فقد كان الممثل أنتوني هيد .

لأن مارغريت تاتشر تعاني من الخرف , فالفتره الحقيقيه الوحيده التي دارت فيها أحداث الفلم هي فترة عملها كرئيسة وزراء والمحصوره بين 4 مايس 1979 وحتى 28 اكتوبر 1990 أما تواريخ الطفوله أو أحداث الحاضر فقد كان يتم الربط بينها عن طريق عمليات التذكر ( الفلاش باك ) .

تخصصي الأكاديمي في ( نظريات بناء الشخصيه ) يجعلني أشخص أن مارغريت كانت لديها حاله أصيله من ( الإحساس بالدونيه ) تحولت فيما بعد الى ( جنون بارانويا ) حاد , وهذا النوع من الجنون يكون مركباً من خليط من أحاسيس العظمه والإضطهاد , فهي ولكي تبرر لنفسها لماذا تشعر بالدونيه ؟ يكون جوابها لنفسها على هذا السؤال بأنها عظيمه لكن الإضطهاد الذي عانته في حياتها هو الذي جعلها تبدو دونيه … وتصورها لنفسها مضطهده هو الذي كان يدفعها الى الكثير من سلوكياتها السوقيه التي لم تكن تتناسب مع مواقعها الإجتماعيه .. مما أدخلها في حلقة مفرغة ما بين طبيعتها المتسلطه ولسانها الطويل وانتقادها اللاذع للناس وبين إنتقادات الناس وسخريتهم … وهذا مما زاد في إحساسها بالدونيه ودفعها الى الخرف المبكر لكي تنفصل عن واقعها تماماً .

___________________ فاصل ثم نعود ____________________

حكومات الأرض قاطبة تكذب على شعوبها فتصور لهم الهزيمة نصراً والعدو حليفاً والعدوان العسكري على بلد آمن من أجل خيراته على أنه تحقيق للديمقراطيه . في الفترات الحرجه التي تتعرض فيها هذه الحكومات الى إفتضاح نواياها على المكشوف … يتم البحث عن شخص يدعى ( البطه العرجاء ) ليكون قائداً خلال الفترة الحرجه .. وكل ما يقع في لفترته من أخطاء يتحملها هو على عاتقه … بينما يبقى وجه سياسة البلد أبيض ونظيف . على سبيل المثال لا الحصر فإن الإدارة الأمريكيه كانت تعرف بأن الدولار الأمريكي على حافة هاويه لم ينحدر إليها من قبل أبداً … ولهذا كانت البطه العرجاء هي وصول الرجل الأسود الى البيت الأبيض .

بنفس هذه الطريقه كانت الإدارة البريطانيه مدركة تماماً لحتمية إنهيار الإقتصاد البريطاني خلال فترة الثمانينات … ولهذا تم إيصال البطه العرجاء مارغريت تاتشر الى سدة الحكم في بريطانيا , وتعالوا نحسبها بالأحداث واحداً بعد الآخر .

أثناء الحرب العالمية الثانيه وبمساعده أمريكيه سقطت باريس بيد الألمان , وكان على باريس لكي تنقذ نفسها أن تتنازل للجيش الأمريكي عن مواقعها في سوريا ولبنان منذ العام 1944 لتتحولا منذ ذلك التاريخ الى جمهوريتين أمريكيتين .

خلال 4 سنوات تاليه طرد الأمريكان البريطانيين من فلسطين وأسسوا دولة اسرائيل عام 1948 .

قلق بريطانيا وفرنسا على وجودهما في ليبيا جعلهما تتصرفان كالتالي : عام 1944 عاد الملك إدريس السنوسي من القاهره الى ليبيا لكن الحكومتين العسكريتين البريطانيه والفرنسيه واللتين تحكمان ليبيا رفضتا منحه الإقامة على أرض بلده لذلك بقي لاجئاً في القاهره حتى العام 1951 في هذا العام وتحاشيا ً للطرد الأمريكي من ليبيا , قامت بريطانيا وفرنسا بكتابة دستور ليبي .. وسمحتا للملك إدريس السنوسي بالعودة الى بلده .. تلك العودة المرفوضة منذ سبع سنوات , حيث تم تنصيبه ملكاً على ليبيا من جديد , ومنحتا ليبيا إستقلالاً شكلياً مربوطاً بمختلف أشكال المعاهدات السرية والمعلنه لإستغلال كل ثروات ليبيا وأهمها النفط .

لم يكترث الأمريكان لهذا التصرف لأنهم قاموا في العام 1952 بقلب نظام الحكم الملكي في مصر وطردوا البريطانيين والفرنسيين منها .. ثم وتحت شعارات الوحده والعروبه دفعوا عبد الناصر الى ذبح الجيش المصري خدمة للأمريكان لكي تطرد بهم البريطانيين من حامية عدن التي تضم زيادة على موقعها الجغرافي محطات لتصفية النفط لا تقدر قيمتها بثمن بالنسبه للإقتصاد البريطاني .

أثناء إشتعال الحرب في اليمن حول حامية عدن , أشعل الأمريكان حرباً اخرى مجاوره لها هي حرب ظفار لأجل طرد البريطانيين من سلطنة عمان , وطالما كان السلطان سعيد بن تيمور والبريطانيين معه مشغولون بهذه الحرب … عمل الأمريكان على مد شيوخ الساحل المهادن بالدعم فبدأت مشيخات النفط دبي وأبو ظبي والعين والشارقه ورأس الخيمه والفجيره وأم القيوين تعلن إستقلالها عن سلطة البريطانيين والسلطان سعيد , مستقويه بالأمريكان .

بمجرد حصول الأمريكان على وعد بريطاني بالإنسحاب من حامية عدن … أدخلوا عبد الناصر الى حرب الأيام السته وإستغلوا مناسبة الهزيمه والنكسه في حرب حزيران 1967 ذريعه لإيصال حكم البعث الى بغداد عام 1968 استعداداً للإنقضاض على المصالح النفطيه الأجنبيه التي بقيت متروكه منذ الإنقلاب الأمريكي الأول في العراق عام 1958 .

1969 قام القذافي وهو واحد من منظومة ( الضباط الأحرار الأمريكيه ) بتسقيط حكم الملك محمد إدريس السنوسي حليف بريطانيا وفرنسا لتصفو خيرات ليبيا للأمريكان وحدهم .

إنسحبت بريطانيا من حامية عدن والجنوب العربي عام 1971 عندها جمعت أمريكا مشيخات الساحل المهادن الغنيات بالنفط تحت قيادة شيخ زايد وأسست بهن ما يدعى اليوم بدولة الإمارات العربيه المتحده التي يصفو فيها صالح النفط للأمريكان وحدهم .

مهندس انتصاراتها وباني نهضتها المنصور بالله حفظه الله صدام حسين أنجز للأمريكان تأميم نفط العراق في خمس مراحل بدأن منذ عام 1972 وانتهين عام 1975 وكان تأميم المصالح النفطيه البريطانيه في العراق ضربه قاصمه لظهر الإقتصاد البريطاني .

منذ العام 1941 تقاسمت الولايات المتحده المصالح في ايران مع بريطانيا عند تولية الشاه محمد رضا بهلوي العرش خلفاً لوالده الذي تم اجباره على الإستقاله . لكن الولايات المتحده الأمريكيه بدأت منذ العام 1964 بالتحرش بالوجود البريطاني في ايران .

ما يسمى ب ( نهوض خرداد ) وهو قيام الخميني وهو واجهه أمريكيه صرفه , بالتحريض ضد الشاه , تم نفيه خارج ايران يوم 17 نوفمبر 1964 فتوجه الى تركيا وبقي فيها 11 شهراً الى أن تم طرده من تركيا في 5 نوفمبر 1965 فجاء الى العراق .

يوم 10 سبتمبر 1978 وفي إجتماع لوزراء الخارجية في نيويورك تسلمت حكومة العراق البعثيه الأمر الأمريكي بطرد الخميني من العراق ولهذا تم تسفيره يوم 12 نوفمبر 1978 فحاول الذهاب الى المحميه البريطانيه الكويت لكنها منعته من دخول أراضيها , بعد يومين ذهب الى باريس يوم 14 نوفمبر .

في بداية شهر كانون الثاني 1979 قام نائب القائد العام لحلف الناتو الجنرال روبرت هويسر بالتواجد في طهران في مهمة بمنتهى السرية , فقد أشرف الجنرال على إعدام جميع القادة الكبار في الجيش الإيراني الموالين للشاه والذين من الممكن أن يديروا البلد في حالة غيابه , ثم أشرف هويسر على تسفير الشاه وعائلته الى خارج ايران يوم 16 / 1 / 1979 .

القائد العام للقوة الجوية الإيرانية الجنرال ربيع قال أثناء محاكمته التي سبقت إعدامه : (( الجنرال هويسر رمى الشاه خارج ايران مثلما يرمى فأر ميت )).

يوم 1 شباط 1979 حملت الطائره آية الله روح الله الخميني من باريس وأعادته الى طهران لتأسيس حكومة ملالي كان أول ما قامت به هو طرد النفوذ البريطاني من ايران وإحلال الأمريكي محله .. وتأميم جميع المصالح البريطانيه في ايران بما في ذلك جميع شركات النفط البريطانيه العامله في ايران .

بريطانيا الآن أصبحت خاسره لجميع مصالحها النفطيه وغير النفطيه بدءاً من شمال افريقيا وصولاً حتى الباكستان , وهذا معناه أن الفترة المقبله ستكون بالنسبة لها مرحلة إقتصاديه صعبة جداً , ومن أجله تم البحث عن ( بطه عرجه ) تحمل على ظهرها عبء وعيب هذه المرحله .. فكانت المصون مارغريت تاتشر .

______________________ انتهى الفاصل وعدنا ________________________

يظهر لنا الفلم مارغريت تاتشر وهي بنت 14 سنه أثناء الحرب العالمية الثانيه , وهي تغسل تل من الأكواب ثم تكنس الرصيف المحاذي لدكان والدها في ( غرانثام ) الذي كان نصفه محل بقاليه ونصفه الآخر مقهى , وهي متأففه متذمره من عملها , وتتبادل نظرات العداوة والإحتقار مع البنات اللواتي يمرن من أمام الدكان , أما سبب العداوه والإحتقار فهو غيرتها من ملابسهن الجميله وأحذيتهن ذات الكعوب العاليه ومجوهراتهن . ومن المؤكد أنها كانت تستعمل لسانها السليط للإنتقاص منهن … لذلك كن يبادلنها نظرات إحتقار تشعرها بالدونيه .

أخيراً وصلت رساله من جامعة أوكسفورد الى دكان الوالد تعلم بقبول الطالبه ( مارغريت روبرتس ) للدراسه فيها . يسلمها والدها الرسالة وهو يبكي من الفرح .

حال دخولها الى الجامعه تعرفت على زميلها ( دنيس تاتشر ) الذي أحبها بصدق رغم طبيعتها المتسلطه ولسانها الذرب , وفي اليوم الذي عرفها فيه على عائلته البارونيه , وبينما كان الرجال يتكلمون في مواضيع السياسه دخلت هي في النقاش وأخذت الكل ( حاصل فاصل ) على اعتبار أنهم جهلاء ويتكلمون في السياسه نظرياً بينما هم لم ينزلوا الى مستوى الشعب ليعرفوا الحقيقه كما تعرفها إبنة بقال , عندها نظر اليها الرجال بسخريه بينما سحبتها النساء الى غرفة ثانيه وأعطينها محاضره في لباقة سيدات المجتمع الراقي .

عند التخرج من الكليه عرض عليها دنيس تاتشر الزواج منه لكنها لم توافق إلا بعد أن أخذت منه وعداً أن لا تقوم بأي عمل بيتي ولا تغسل كوباً واحداً طيلة حياتهما معاً , ولأنه يحبها فقد وافقها على ذلك .

أصبح إسمها بعد الزواج ( مارغريت تاتشر ) وزاولت العمل السياسي , دخلت الى ( بيت العموم ) كعضو بإعتبارها سيده تمثل حزب المحافظين , وتسلمت حقيبة التعليم العالي في مرحلة من مراحل عملها .

أنجبت توأم ( ولد وبنت ) قلما كانت تهتم بهما لأنها طيلة الوقت مشغولة بالتفوق على الرجال الذين تتخذهم وسيلة للتغلب على إحساسها الأصيل بالدونيه .

بريطانيا وهي مقبله على فترة حرجه في وضعها الإقتصادي والإجتماعي قررت أن تبحث عن بطه عرجه تحمل مهانة المرحله المقبله .. ولها نجد أن إثنين من أعضاء حزب المحافظين وهما ( جيفري هاو ) و ( ايري نيڤ ) قاما بإذكاء رعونة العظمه في نفس رفيقتها مارغريت حين بينا لها أنها هي المؤهله لقيادة الحزب ولكن بعد تنفيذ 5 شروط : أن تخفض إرتفاع صوتها عند الكلام لأن الناس لا تحب سماع إمرأة تصرخ , وأن تقلل من سلاطة لسانها وتتحدث بليونة ومرونة أكبر , وأن تلبس ملابس أنيقه لأن ذوقها متواضع جداً , وأن تغير تسريحة شعرها القاتله , وأن تتخلى عن ارتداء المجوهرات بكمية كبيره كما تفعل ربات البيوت .

قبلت هي جميع هذه الشروط عدا الشرط الأخير .. فقد أصرت على أن لا تتخلى عن عقد الؤلؤ الذي في رقبتها ومهما كانت التضحيات . على الفور تم إستئجار المدربين في الصوت والإلقاء وفن الكلام , والحلاقين , والخياطين , وبدأت مرحلة التمرين التي استغرقت أكثر من سنه , بنهايتها رشحت مارغريت نفسها لرئاسة حزب المحافظين .. وفازت برئاسة الحزب لا تدري هل عن جداره أم عن طريق االتزوير .

لقطه مؤثره جداً حين وصلتها رسالة تسلمها رئاسة الحزب , فركبت سيارتها وغادرت المنزل .. تاركة طفليها يركضان خلف السياره مسافة حوالي كيلومتر وهما يصرخان : ماما … ماما , دون أن تكلف نفسها حتى النظر إليهما من خلال مرآة سيارتها … بل على العكس .. فتحت ( چكمجة ) السياره وأخفت فيها أي أثر قد يكون الطفلان قد تركاه في السيارة من قبل . مارغريت في هذه اللحظه صارت تشعر بالعار من كونها أم … لأنها أصبحت رئيسة حزب … فهل يوجد مرض نفسي أكبر من هذا ؟؟

قلنا أن الأمريكان أعادوا الخميني الى طهران يوم 1/ شباط / 1979 وأسسوا فيها حكومة ملالي وقاموا بواسطة هذه الحكومه بركل بريطانيا ومصالحها النفطيه خارج ايران .

آذار 1979 أجريت انتخابات عامه في بريطانيا تم تصعيد مارغريت تاتشر فيها الى رئاسة وزراء بريطانيا , وتسلمت مهام عملها الجديد في شهر مايس 1979 .

واجهت مارغريت تاتشر إضرابات وإضطرابات بريكستون عام 1981 .. هاجت الناس بسبب تخفيض الأجور وتقليل فرص العمل , وكانت مرحلة حرجه جداً … وقتها أنا كنت في بريطانيا .. من شدة حنق الناس على رئيسة وزرائهم نزلت الى جميع الأسواق حمالات ورق تواليت بلاستيكيه على شكل رأس مارغريت تاتشر وهي تصرخ منفعله بأعلى صوتها فاتحة فمها الى أقصاه وقد ثبت مشبك حماله لفة الورق داخل فمها .. والله مسكينة أنت أيتها البطه العرجه .

عام 1982 تحرشت الولايات المتحده الأمريكيه بالمصالح البريطانيه في قارة أمريكا الجنوبيه فأمدت حكومة الأرجنتين بالدعم فقامت حكومة الأرجنتين بطرد بريطانيا من جزر فوكلاند وأنزلت قواتها في الجزيره .

أظهر لنا الفلم مارغريت تاتشر تترأس إجتماعاً عسكريا ً سياسياً ينطبق عليها تمام الإنطباق قولنا العراقي ( حسنه أم اللبن صارت سياسيه ) هذيان بكلام بمنتهى الغباء اليساسي العجيب .. ولا أظن كاتب سيناريو الفلم يجرؤ على وضع هذا الكلام الغبي على لسانها لو لم تكن هي قد قالته فعلاً , فهذه البطه العرجه ذكرت للسياسيين والعسكريين الذين ترأستهم والذين كانوا يتبادلون نظرات السخريه والقلق فيما بينهم وهم يستمعون الى رئيسة وزرائهم تقول : (( على بريطانيا أن تحارب من أجل إستعادة هذه الجزر .. ولا يجوز التعلل ببعد جزر الفوكلاند عن بريطانيا … كما فعلت الولايات المتحده الأمريكيه حين حاربت من أجل إستعادة نفوذها في جزر هاوي حين غزتها اليابان .. ولم يتعلل الأمريكيون وقتها ببعد جزر الهاواي عنهم )) .

عباره بمنتهى الغباء السياسي ولا شك ولا يمكن أن تصدر إلا عن ( حسنه أم اللبن حين أصبحت سياسيه ) . لأن الحقيقه الغائبه عن ( حسنتنا ) هي أن الرحاله جيمس كوك قام في رحلته الثالثه بإكتشاف جزر هاواي وسماها ( جزر السندويج ) وسجلها مستعمرة بريطانيه مكونه من آلاف الجزر الصغيره التي لا ترى على الخارطه وتنتشر في المحيط الهادي المليء بالأهوال .

قامت الحكومه البريطانيه بتشكيل حكومه محليه عميله الى بريطانيا الى جانب ( حاكم عام بريطاني ) . حين أرادت الولايات المتحدة الأمريكيه وضع يدها على هذه الجزر .. قام مواطنون أمريكان قاطنون في عاصمة مملكة هاواي ( هنولولو ) بإنقلاب على ( الملكه للي ) التي كانت تحكم البلاد ووضعوا بدلاً عنها حكومة جمهوريه إنتقاليه وأقروا ضم هذه الجزر إليهم عام 1896 تاركين بريطانيا تضرب أنفها بعرض الحائط ستين عاماً , الى أن تم إعلان هاواي ولاية أمريكيه عام 1959 .

أما الغزو الياباني لهاواي فقد وقع في نفس الفتره التي كانت بريطانيا والولايات المتحده تتنازعان فيها على ملكية الجزر ولو كانت ( السيده الحديديه ) تملك أي خبره سياسيه أو معرفه حقيقيه بتاريخ مصالح بلدها فكان من المفروض عليها أن تقول : حين قلب علينا الأمريكان الوضع في جزر هاواي تعللنا ببعد تلك الجزر عنا وهكذا أضعناها ولا يجوز أن نكرر نفس ذلك الخطأ اليوم في جزر فوكلاند

المهم .. قررت الدخول الى الحرب لإستعادة الجزر , وكان ذلك كارثة مضافه على وضع الإقتصاد البريطاني تم تصويرها على أنها نصر مؤزر , ومارغريت تاتشر التي تخجل من كونها أم .. كتبت رسالة تعزيه الى جميع الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في الحرب قالت فيها إنها أم وتشعر بمصيبتهن كأم . متناسيه أن إبنها مارك وإحتجاجاً على موقفها الشاذ منه كأم كان قد غادر بريطانيا منذ يفاعته وعاش في جنوب افريقيا .. وحتى نهاية الفلم كان يتجاهل حتى الرد على مكالماتها الهاتفيه .

في الأعوام 1984 – 1985 عمت في بريطانيا إضرابات عمال المناجم .. كانوا يلاحقون سيارتها في الشوارع برسائل الإحتجاج وهتافات الشتائم .

الأمريكان ومنذ العام 1845 قرروا نقل الحرب الى عقر دار الحكومه البريطانيه بتصدير مرض زراعي الى نبات البطاطا الذي تعتمد عليه ايرلندا في تسيير أمور اقتصادها فعمت المجاعه كل أوربا .. ومنذ ذلك التاريخ تدعم الولايات المتحده الأمريكيه الآيرلنديين ضد الحكومه البريطانيه … وكرد على موقف مارغريت تاتشر من جزر فوكلاند … قام الجيش الجمهوري الآيرلندي السري بتفجير فندق غراند هوتيل في لندن بينما كانت السيده الحديديه وزوجها يقيمان فيه أثناء فترة إنعقاد مؤتمر لحزب المحافظين عام 1984 فكاد الإثنان أن يلاقيا حتفهما في ذلك التفجير .

حدة طباعها وسلاطة لسانها وتصرفاتها ذات الغباء السياسي جلبت عليها إنتقادات واسعه من داخل حزبها وجعلت أعضاء الحزب المقربين منها يستقيلون الواحد تلو الآخر .

لقب السيده الحديديه الذي تحمله هو لقب ساخر أطلقه عليها صحفي سوفييتي إثناء زيارة المريض نفسياً بالدونيه مثلها تماماً الرفيق غورباتشوف وزوجته رايسا الى لندن ( أرجو العوده الى موضوعي المنشور على الموقع تحت عنوان الرفيق غورباتشوف ) وقد بقيت الصحف البريطانيه تتدوال هذا اللقب بسخرية دفينه حتى بات لصيقاً بإسم مارغريت تاتشر .

أخيراً ( وهذا لم يتطرق له الفلم ) ساوت بريطانيا أمور مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكيه أثناء الحرب على العراق لأخراج صدام من الكويت . وعند هذه النقطه لم يعد هناك حاجه بريطانيه الى دور البطه العرجه .. فتم إجبار السيده الحديديه على الإستقاله من رئاسة الوزراء , وتغلب عليها نائبها جيفري هاو في رئاسة الحزب .

عند هذه النقطه وجدت نفسها سيده مضطره للعوده الى البيت الذي لم يعد لها سواه .. لتجد ابنها مارك قد غادر منذ وقت طويل الى جنوب افريقيا ويرفض حتى الرد على مكالماتها الهاتفيه . وإبنتها مجنونه بالتسوق للتعويض عن شيء فقدته يدعى ( أم ) .

وحده زوجها دينيس بقي يحبها رغم كل الذل والمهانه التي عاشها معها , ولذلك أراد مساعدتها على العوده الى حياتها الطبيعيه .. لكنها كانت ترفض الإستماع إليه وتتهمه بالسخف , وتتعارك معه ومع طبيبها الخاص حين يحدثونها عن مرض الخرف الذي أصابها .

جلبوا لها كتاب مذكراتها كي توقع نسخه .. فكانت توقع على كل نسخه ( مارغريت تاتشر ) غير أنها وقعّت على واحده من النسخ بإسم ( مارغريت روبرتس ) إسمها قبل الزواج .. ولإحساسها بدونية الإسم … مزقت الكتاب الى قطع صغيره .

في آخر ليلة جمعتها بزوجها كانت هي تفكر في السياسه أما هو فكان يفكر في نفسه . قال لها ويقصد الكلام عن نفسه : التصرفات الخاطئه تؤدي الى الإحتجاج .

ردت عليه وعقلها مشغول بالسياسه : الناس تحتج .. ولكن بعد مضي أجيال يدركون عظمة من إحتجوا عليه فيضعونه مع الأبطال .

رد عليها : ربما بعد أن يكون كل شيء قد ذهب الى المزبله .

إحتدت بطريقه مثيره للدهشه فقامت على الفور من السرير .. وضربت دولاب أحذية زوجها فأطاحت بتل من أزواج الأحذيه على الأرض . ثم فتحت خزانات الملابس وألقت جميع ملابس زوجها على الأرض .

الزوج بقي ساكتاً فاغراً فمه لرؤية ما التالي .. فكان التالي أن ذهبت السيده الحديديه الى المطبخ وجلبت رزمه كبيره من أكياس الزباله السوداء .. وجمعت كل حاجات زوجها فيها .

عندها شاهدته قد لبس بدلته لمغادرة البيت .. حملت المعطف وألبسته إياه … قبّلها وغادر … نظرت إليه وهو يمشي في الممر فصاحت فيه : أرجع إلبس حذاء .. أنت حافي

رد عليها : لا داعي لذلك

صحت هي ثاني يوم صباحاً .. لبست ملابس أنيقه وتزينت بكل مجوهراتها … وأفطرت .. ثم قامت لأول مره منذ دخلت بيت الزوجيه هذا .. وتوجهت الى المغسله … وغسلت الكوب الذي تناولت به الشاي .ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

تكريس الهيمنة الأمريكيه‎

تلقيت هذا الإسبوع إيميلاً من أستاذ فاضل نهلت من علمه وفضله وإنسانيته أثناء مرحلة الدراسة الجامعية الأولية الشيء الكثير , يبلغني فيه أنه يقرأ لي , وأنه معجب بكتاباتي , لكنه يعتب علي أنني أتناول رموزاً , بغير ما هو معروف عنها أو متعارف على وصفها به , لكن عتبه الأكبر عليَّ سببه كوني أُظْهِرُ في كتاباتي الهيمنة الأمريكية .. وكأنها تحرك العالم بالريموت كونترول , ومنشأ الخطر من كتابات مثل كتاباتي حسب رأيي أستاذي الجليل .. أن ذلك تكريس للهيمنة الأمريكية والإيحاء بأن لا خيار للشعوب في الحياة خارج إطار تلك الهيمنة .

مع بالغ سعادتي حين أعرف أن أستاذي يتابع كتاباتي التي هي بعض من فضائل تربيته وتعليمه لي , إلا أنني فضلت كتابة الرد على رسالته بصورة هذا المقال المنشور .

بداية أذكر .. أن غالبية الناس لا يقرأون .. ويعتبرون الجريدة والراديو والتلفزيون وسيلة للثقافة , ولهذا غالباً ما يبنون قناعتهم عن الرموز والأحداث بناءاً على ما تذكره وسائل الإعلام .. وهذا خطأ كبير .. لأن الجريدة والراديو والتلفزيون أدوات إعلام .. وأداة الإعلام هي وسيلة لنشر الثقافة الموجَهَة .. وليس وسيلة لنقل ثقافة الحقيقة . ولهذا فنحن حين نقرأ في كتب رصينة لا علاقة لها بوسائل الإعلام , سنكتشف أن الحقيقة في وادي , ورأي الناس من خلال وسائل الإعلام قد أصبح في وادي آخر . ولهذا أشعر أن من حق الناس عليَّ أن أكتب لهم عن حقائق كانوا يجهلونها في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي , وأعرف أن آرائي ستكون غريبة عليهم , وربما ينتقدوني بسببها , عزائي الوحيد في كل هذا أنني أذكر الحقيقة كما ترد في المصادر الرصينة .

أما بالنسبة للهيمنة الأمريكية على العالم فأنا لا أكرسها , لأنها كانت قد كرست نفسها منذ إستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا عام 1783 . وبلغت حدة التكريس ذروتها الأولى قبيل وقوع الحرب العالمية الأولى التي باعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية السلاح الى كل الفرقاء المتقاتلين مثلما باعتهم القمح والسكر وكل المواد التي يحتاجون إليها .. حتى أصبح غالبية الأمريكان يعدون عشرينات القرن الماضي ( وهي كارثة على العالم أجمع ) وقتاً للتفاؤل العظيم . وسموا تلك الفترة ب : ( العشرينات الخارقة ) و ( عصر الفيضان ) و ( عصرموسيقى الجاز ) .

كانت هناك إنجازات في كل شيء , وصلت الى الأفلام السينمائية الناطقة والموسيقى الجديدة الإيقاع .

تغير العالم الأمريكي بسرعة .. والى الأحسن , ولم يكن يبدو هناك سبب يدعو هذا الرخاء الى الإنتهاء , أو يحدد ما يمكن أن يحققه الأمريكان , أو يملكونه , أو يفعلونه .

هذا الإحساس بالتفاؤل والقوة قاد الى تصورين بمنتهى الخطورة :

# الأول هو الإحساس الأمريكي أن لا شيء من الممكن أن يمضي في طريق الخطأ وعليه فليست هناك حاجة للتنبه ضد المخاطر .

# الثاني هو الحصول على كل ما كان يعد في زمن آخر نوعا من الحماقة , وأحسن مثال على هذا هو

التدافع المجنون لتكوين الثروات من خلال المقامرة في أسواق البورصة .

بحلول بداية سبتمبرعام 1929 , بدأت أسعار الأسهم في أسواق البورصة / ويل ستريت بالتراجع

بدأت أخبار التراجع تنتقل بين الناس بسرعة كبيرة , وخوفا من تراجع أكبر في سعر الأسهم .. بدأ الكل بالبيع . في يوم الخميس 14 أكتوبر الذي يعرف ب (الخميس الأسود ) وحده تم بيع 13 مليون سهم , الذين باعوا كانوا يخافون الهبوط , والذين إشتروا على أمل توقف الهبوط أو الربح , واجههم نفس المصير في الأيام التالية .

خلال أسبوع قامت العديد من البنوك الكبيرة وهي تسعى لوقف الإنخفاض بشراء الأسهم المباعة بثقة , لكن ثقتها تبخرت بإشاعات عن الكارثة إنتشرت في كل مكان . الإندفاع الى البيع كان على أشده ولا شيء يمكن أن يوقفه . يوم الإثنين كان سيئا لكن الأربعاء 29 أكتوبر كان أسوا يوم لتدافع الناس من أجل البيع .

البنوك والشركات في الولايات المتحدة وخارجها إنتهت , وسحبت معها غيرها الى النهاية . الإقتصاد العالمي إنكمش على نفسه وأفلست المصالح , ومن لم يرد الإفلاس كان عليه إيقاف العمل مؤقتاً لمدد تطول أو تقصر . الكارثة الإقتصادية التي جلبت الكساد الكبير كانت السبب الرئيسي في صعود الحزب النازي في ألمانيا الى السلطة , والسبب المباشر للحرب العالمية الثانية ( 1939 _ 1945 ) . 

حين وقعت الحرب العالمية الثانية فإن الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت أشرف بنفسه على مشروع ( ليند _ لياز ) وهو مشروع تجارة بيع السلاح الى كل دول العالم أثناء فترة الحرب وتحت شعار – سياسة حفظ العالم آمناً – ولم يكتف ببيع السلاح بل أن القروض الأمريكية كانت تقدم الى البريطانيين والألمان في نفس الوقت لبناء الغواصات الحربية لضرب بعضهما , وشراء الغذاء ومختلف الإحتياجات , وكان من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية سقوط هولندا وفرنسا بيد الألمان .. لأن ثمن تحرير هذه البلدان من السيطرة الألمانية .. كان الإندحار أمام الأمريكان من مستعمراتهما في الباسفيك وأي مكان آخر في العالم .

أليس هذا تحريك للعالم بالريموت كونترول .. أم كيف يكون التحريك ؟

حين كنت أعيش في الشرق الأوسط كنت أتابع برنامج تلفزيوني للرياضة النسوية يظهر على القناة اللبنانية ( إل بي سي ) عنوانه ( ما إلك إلا هيفا ) تقدمه السيدة هيفاء حداد وهي تمتلك خبرة جيدة في الرياضة النسوية . عنوان برنامجها كان طريفا ً وأجده مضحكاً لي في كثير من الأحيان .. لأني كإعلامية أرى لو أن عنوان البرنامج يكون ( ما إلك إلا الرياضة ) يكون أفضل , لأننا بلا الرياضة لن تفيدنا لا هيفا ولا هند ولا أسماء … لكن هذا هو ديدن التلفزيونات التجارية في صناعة النجوم .

أجدني اليوم بحاجة الى إستعارة إسم البرنامج مع بعض التحريف لتسمية الفلم الأمريكي الذي نزل الى السينمات يوم 18 ديسمبر 2009 وحقق لحد الآن إيرادات وصلت الى حوالي ملياري دولار عنوان الفلم ( أﭭتار ) بعد مشاهدتي للفلم في السينما .. أرى أن الجهة التي أنتجته كانت قد أخطأت بتسميته ( أﭭتار ) وكان المفروض أن تطلق عليه تسمية ( ما إلك إلا الأمريكي ) حتى يكون الفلم إسم على مسمى .. لأن الفلم يقول وبصريح العبارة : نحن نحتل العالم .. قد يكون من بيننا محتلون فاسدون , لكن منا أيضا محتلون أخيار ستنتخبونهم بأنفسكم ليكونوا حكاماً عليكم , ومهما فعلتم أو قاومتم فما إلكم إلا الأمريكي .

الفلم من تأليف وإخراج المخرج الأمريكي جيمس كامرون كلف إنتاجه 237 مليون دولار لكنه وخلال شهر من بداية عرضه كان قد حقق أرباحاً في شباك التذاكر فاقت المليار دولار .

أنا شاهدت نسخة الفلم ثلاثية الأبعاد ولهذا فحين دخلنا قاعة العرض انا وإبني سلمونا نظارات خاصة تعطي الإحساس بأننا موجودون في مكان الحدث حيث يتحرك الممثلون حولنا وليس أمامنا . والفلم فيه صنعة كومبيوتر عالية الدقة , حيث قام ممثلون بتمثيله ولكن تم تحويلهم كومبيوترياًً الى دمى .

تبدأ حكاية الفلم بعد أن ينتهي الأمريكان من إحتلال الأرض وما ومن عليها , ولذلك يتجهون الى السماوات لإحتلالها , يستمرون في فتوحاتهم حتى يصلوا الى كوكب بعيد في مجرة أخرى .. يتم إحتلال الجزء الأكبر من ذلك الكوكب وتأسيس قاعدة عسكرية على أرضه , لكن أحدى مدن ذلك الكوكب تبقى عصية على الإحتلال .

عناصر الطبيعة متحدة في هذه المدينة بحيث لا يمكن قهرها رغم إستخدام الوحشية ضد السكان من أجل إحتلالها .

يتم جمع قوات من أقذر أنواع المرتزقة ليؤخذوا الى ذلك المكان البعيد من أجل قهر مقاومة أهله لكن جهود كل هؤلاء لا تفلح .. فالمكان عصي على الإستسلام .

عندها تقرر عالمة تخصصها في الإستنساخ والجينات والتخاطر تعمل مع الفريق الأمريكي أن أحسن وسيلة لمعرفة سر مقاومة هذه المدينة هي إستنساخ جسد واحد من أبناء المدينة , ومنحه عقلاً أمريكياً عن طريق التخاطر مع ذاكرته الفارغة , وبذلك يحمل ذلك الأﭭتار العقل الأمريكي ويدخل به الى المدينة دون أن يثير شكوك أحد .

في مختبر علمي كبير الإتساع تتم صناعة رحم صناعي ينمو داخله كائن مستنسخ من الكائنات التي تعيش على ذلك الكوكب , ويتم إحضار جندي أمريكي يقوم بالتخاطر معه لمنحه عقلاً أمريكياً منذ هذه المرحلة .. لكنه عقل يحتوي على كل المعلومات التي يعرفها الأمريكان عن المدينة التي يريدون إحتلالها .. لأنهم وكغرض أصلي , لا يريدون إطلاق هذا الكائن في مدينة لا يعرف عنها شيئاً .

حين تكامل شكل المخلوق على هذه الصورة حملته طائرة هليكوبتر وألقته على أطراف المدينة بينما كان الجندي الأمريكي الذي يتخاطر معه مستلقي في داخل كبسولة ليتمكن من توجيهه وقراءة أفكاره أولاً بأول .

حالما يدخل هذا المخلوق الى المدينة يلتقي في طريقه بفتاة من أهل المدينة ويحصل بينهما تعارف , تلتقيه الفتاة عدة مرات الى أن يعرف بأمره شبان المدينة فيقتادونه الى شيخ القبيلة زاعمين أن إبنتهم تكلم رجلاً غريباً .. لكنه يصر على أنه ليس غريب , فيقوم الشيخ بإختباره أمام كل أفراد القبيلة بسؤاله أسئلة كثيرة عن تاريخ وعلاقات القبيلة في الماضي والحاضر ..ولأن تلقين هذا المخلوق كان عالياً , ولأن المتخاطرين معه عن بعد كانوا يمدونه أول بأول بكل المعلومات التي يحتاجها , لذلك أعلنه شيخ القبيلة على الملأ واحداً منهم , وهو إعتراف ضمني على موافقة القبيلة على علاقته بإبنتهم .

هنا يأخذنا الفلم الى فترة ترويحية .. حيث سنتابع بعض الرومانسيات المليئة بالأحضان والقبل , لكن هذا المخلوق كان يرسل كل المعلومات التي يحصل عليها عن المدينة ( تخاطرياً ) الى القيادة الأمريكية التي توصلت الى سر مقاومة المدينة في اليوم الذي يقرر فيه العاشقان الزواج .

خلال يوم أو يومين من حفل الزواج وكانت الرومانسيات في أعلى مدياتها .. تاتي أسراب من مئات الطائرات الأمريكية لتقصف تلك المدينة . صور للموت والدمار والحرائق ذكرتني وأنا داخل قاعة السينما بصور الحرب الأمريكية على العراق عام 1991 , حين إستعمل الأمريكيون القوة الغاشمة ليس ضد الجيش وحده وإنما حتى مع المدنيين .

ينهمك أهل القرية بمقاتلة الطائرات الأمريكية بوسائلهم البدائية , حيث يستعملون طائر ( الرخ ) العملاق لملاحقة الطائرات .. لكن الحرب لم تكن متكافئة نظراً لتطور التقنيات الأمريكية , وفي هذه الأثناء ينكشف العريس .. بأنه ليس أكثر من جاسوس .

تتركه زوجته وهي في أقصى حالات الحنق والألم وتذهب للقتال مع بقية أفراد قبيلتها .. وهنا نشاهد مشاهد عنيفة جدا للقتل والموت .. أثناءها يجرح شيخ القبيلة ثم يموت .

بسبب بشاعة مناظر الموت يحصل إنشقاق داخل الجيش الأمريكي بين فئة تريد الإمعان في القتل من أجل حسم الصراع , وأخرى تريد وقف القتال عند هذا الحد والتفاوض .

صاحبنا الجاسوس يكون من الذين يريدون وقف القتال .. لكنه لا يجد وسيلة لذلك بغير حمل سلاح آلي ومهاجمة جماعته الأمريكان , بعد ذلك يصعد على ظهر الرخ ويطير لمقاتلة الطائرات في الجو , وأخيرا ينزل الى الأرض لمجابهة القائد العام للقوات الأمريكية وجها ً لوجه .. ولا ينفك عن قتاله إلا بعد أن يتأكد من مقتله . تندحر القوات الأمريكية وتقيم المدينة مجالس أحزانها على قتلاها ودمارها .. لكن أهلها وتقديرا لجهود نسيبهم الجاسوس , يحملون له عباءة شيخ القبيلة ويلبسونها له ويعلنونه شيخا عليهم .. لأن ما إلهم غير الأمريكي .

سينمات العالم من واشنطون الى بغداد إلى الصين ستعرض هذا الفلم .. أليس هذا تكريس للهيمنة الأمريكية !!؟

لأن على الشعوب أن تعرف الطريق الى بناء أنفسها خارج خيارات الهيمنة الأمريكية على العالم , علينا أن نكشف طرق وأساليب فرض تلك الهيمنة .. أما فضح الرموز بإعتبارهم دمى أمريكية تلاعبت بمقدرات شعوبها خدمة للتوجه الأمريكي فهو الآلية الأولى التي نفهم من خلالها كيف وصلنا الى ما نحن عليه اليوم .  ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 2 Comments

وليم وردزورث .. عزلة القمه بين الغيوم‎

 William Wordsworth (1770-1850)

أحب السير وحيدا بين الجبال والبحيرات والبراري قرب بلدته الواقعة على بحيرة دستركت في إنكلترا.

أحيانا كان يشعر وكأن ليس هناك من أحد في هذا العالم .. فيبدأ التطلع الى الضوء ساقطا على الأشجار ونافذا من بين أغصانها , أو الريح قادمة من خلال العشب البري الطويل , وكأن الضوء او العاصفة لديهما سر ما قد قدما لإطلاعه عليه .

مرات كثيرة كان يكتب شعره خارج البيت في جولاته تلك , يكتبه بصوت عالي دون ورقة ولا قلم .

وتكتمل الطبيعة عنده حين يقتسمها مع أشخاص قليلين مميزين عنده .

أحيانا حين كان يكتب بعضا من أحسن قصائده , كان هو وأصدقاؤه يحفرون أسماءهم على صخرة كبيرة ( و. و ) أو ( م . ه) أو ( د. و ) أو (ج . و ) أو ( ت. ك ) أو ( س . ه )

كان إسمه هو الأول… وليم وردزورث

اما الثاني فقد كان فقد كان إسم زوجته… ماري هوتشنسون

تلاه إسم أخته الصغرى المحبوبة دوروثي

وإسم أخيه جون

ثم اسم صديقه الشاعر صموئيل تايلور كولريدج

وإسم أخت زوجته… سارة .

وليم , وكولريدج , ودوروثي , التي وصفت حياتهم في صحيفتها المشهورة , كانوا في قلب الحركة الشعرية الجديدة التي كانت تدعى الرومانتيكية , حركة شعرية تزخر بمشاعر قوية ومخيلة يتم شحذها بوساطة الطبيعة , وحياة عامة الناس , والحياة الخاصة للشعراء أنفسهم.

حتى جون شقيق وليم الذي كان قبطان سفينة في البحر… كان وليم يسميه الشاعر الصامت الذي يشاركهم هوايتهم للادب .

ولد وليم يوم 7 نيسان 1770 قرب بحيرة دستركت الى الشمال الغربي من إنكلترا المنطقة شهيرة بجمالها الخلاب , رغم كونها مدينة صغيرة فيها بعض من الناس يزرعون أو يرعون الغنم.

والد وليم كان محاميا وغالب وقته خارج البيت في متابعة قضايا ملاك الأراضي الكبار في المنطقة.

أما أمه فقد سمحت له ولإخوته _ واحد أكبر منه وإثنان أصغر وبنت واحدة باللعب فيما بينهم وللكثير من الوقت في الحقول وبين الجداول والتلال حيث كانوا سعداء جدا.

وليم وشقيقته دوروثي كانا يطاردان الفراشات لصيدها, ذات يوم نشرت دوروثي في جريدتها ( كتب وليم قصيدة لفراشة, لم يكن يأكل غير لقم ولا يلبس شيئا سوى قميص غير مزرر…وقد تذكرنا ذلك ونحن نتحدث عن سعادتنا التي شعرنا بها عندما كنا نشاهد فراشة ).

أحيانا كان وليم يخاطب دوروثي باسم إيملين :

إبقي بقربي ولا تطيري

دعيني أراك وقتا أطول قليلا

نحاور فيه مشاعرنا

مؤرخة طفولتي

رفرفي قربي ولاتفارقي

لتحيا بك كل أوقاتي التي ضاعت

إجلبي الإبداع والفن

والخيالات السارة الى قلبي

والى بيت أبي

سعيدة هي تلك الايام

التي أمضيناها في لعب الأطفال

حيث كنا أنا وأختي إيملين

نمسك الفراشات

كنت صيادا أتابع فريستي بالنط والقفزات

وأطاردها من مكان لمكان

لكن أختي , يحبها الله

تخاف من مسح الغبار العالق بجناح الفراشة .

مأساة وقعت داخل العائلة في تلك الأيام , عندما كان وليم في السابعة مرضت أمه فجأة بذات الرئة وماتت . عندما كانت تحتضر, سار بهدوء ودخل غرفة نومها فرآها متجمدة على كرسيها وكانت تلك آخر مرة يراها فيها .

فيما بعد كان أبوه حزينا بشدة ولا يدري كيف يعتني بخمسة أطفال بنفسه .

أرسلت دوروثي الى بعض الأقارب في مكان آخر من إنكلترا ومرت سنوات طويلة قبل أن يراها مرة ثانية , أما الأولاد فقد أرسلوا الى مدرسة داخلية في هاوكشيد , البلدة الصغيرة في وسط بحيرة دستركت , كانت هناك سيدة محسنة تدعى أنا تايسون منحتهم مكانا للإقامة وإعتنت بهم وكأنهم أولادها ولم يكونوا يذهبون لرؤية والدهم إلا مرتين في السنة أثناء الإجازات .

لكن الموت لم يفرغ من هذه العائلة , عندما كان عمر وليم ثلاثة عشر عاما , تاه والده عن الطريق في إحدى رحلات عمله , وإضطر للمبيت في العراء طول الليل وفي أيام الكريسماس المثلجة , فمرض مرضا شديدا ومات بسرعة هو ايضا .

بقي الأطفال وبشكل حقيقي وحدهم في هذا العالم . بعض أقاربهم في المنطقة إعتنوا بالأولاد لكن العم كيت الذي رعاهم كان متصلبا جدا ولم يفكر كثيرا في روح الطفولة الحرة التي تحب الإنطلاق والمرح….. خصوصا عند وليم الذي كتب أحد إخوته فيما بعد واصفا تلك الأيام ( مرات كثيرة كنا أنا ووليم وجون وكريستوفر نبكي سوية من مرارة الأسى ) أما دوروثي فقد كتبت لصديق ( كنا جميعنا نشعر بمزيد من التعاسة كل يوم لما يحل بنا بسبب فقد والدينا ) .

ومنذ ذلك الوقت بالطبع بدأ وليم يتعلم الوحدة بشكل حقيقي أو كما يسميها في قصائده: – العزلة وكيف يمكن للمرء أن يجعل منها شيئا جيدا .

عندما كان وحيدا كان حرا في تخيل الأشياء والتفكير بها بطريقة لم يفعلها غيره , كما تعلم أيضا أنه مطلقا لن يكون وحيدا عندما تحيط به الطبيعة من كل جانب , الجبال والبحيرات والغابات والريح التي كانت له مثل عائلة من الأشباح .

أحيانا كان يشعر أن هذه الموجودات تخفي أرواحها التي تعامله بها مثل أمه أو أبوه . في القصيدة التي كتبها فيما بعد وسماها (( الديباجة )) كان يتذكر سنوات الطفولة هذه بمزيج من المتعة والأسى جعلا منه شاعرا . ويتذكر كيف كان يركض مثل متوحش عاري تحت المطر الرعدي , وكيف كان يسبح في الجداول أو يتسلق الأغصان لسرقة بيض الطيور أو يتطلع الى النجوم عند المساء أو حتى .. كيف إستولى ذات مرة على قارب بمجذافين ليجتاز به البحيرة . مثلما تذكر كل الأوقات الحزينة والمخيفة في تلك السنوات , مثل يوم وفاة والده , أو اليوم الذي أعقب سرقة القارب حيث شعر أن عملاق الجبل قرر معاقبته وملاحقته .

كتب وليم قصائده الأولى عندما كان في المدرسة في هاوكشيد وقد كان موهوبا في ذلك , ولكن حين إلتحق بجامعة كمبريدج ظن عمه الوصي أن عليه أن يدرس بمثابرة لكي يجد عملا في الجامعة نفسها أو يصبح محاميا لكن وليم لم يفعل . عوضا عن ذلك كان يقرأ بحرية في موضوعات كثيرة , وأولع بالهندسة وواصل كتابة الشعر . وكان يعود الى البيت عند الصيف فقط . حيث يمشي وحيدا بين التلال إلا من كلب يرافقه, محاولا نظم الشعر بصوت مسموع , وحيث أن الكلب كان ينبح حين يشعر بإقتراب غرباء , فقد كان وليم يسكت حتى لا يبدو مجنونا .

في الصيف الذي سبق تخرجه ذهب الى أوربا مع صديق حيث رحلا عبر فرنسا وسويسرا وشمال إيطاليا ليس معهما غير الملابس التي عليهما وحقيبة صغيرة . كان وقتا حرجا حيث الثورة الفرنسية كانت مشتعلة منذ سنة في 1789.

العديد من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة الفرنسيين كانوا قد إتحدوا مع الكتاب والفلاسفة والمحامين والسياسيين للتمرد على حكم لويس السادس عشر , وكانوا يريدون بداية عهد جديد .

أثناء هذه السياحة أعجب وليم بجبال سويسرا , لكن مشاعره حيال الثورة الفرنسية سرعان ما صارت عميقة , وبعد تخرجه من الجامعة وبقائه حائرا لا يدري ما يصنع بحياته , عاد من تلقاء نفسه الى فرنسا .

عندها إلتقى بشاب مثقف بشكل جيد إسمه ميشيل باوبوي ساعده على فهم مبادئ الثورة وأهدافها حيث وجد نفسه يصطف بقوة الى جانب الثائرين وأصبح ينادي بقيم وطنية … إضافة الى أمر مهم آخر …. هو وقوعه في حب امرأة فرنسية إسمها أنيتا فالون … وسرعان ما رزقا بطفلة .

لكن الأمور سارت بإتجاه سيئ . الثورة الفرنسية تحولت الى كابوس يؤرق الكثيرين . العمل الإرهابي كان قد بدأ , في هذه الفترة كان الثوريون قد استعملوا شفرة الغلوتين لقطع رؤوس الكثير من الفرنسيين وصولا الى رأس الملك والملكة , آلاف من البشر فقدوا حياتهم تحت هذه المقصلة فيما مضت فرنسا الى حرب مع أوربا وبريطانيا .

كانت العلاقة مع أنيتا مشرفة على الانتهاء , رغبا الزواج بشدة لكنهما لم يستطعا ,, فبعد كل شيئ لم يكن وليم أكثر من شاب مفلس من بلد آخر .

وحين ولدت إبنتهما لم يكن موجودا… ومرت عشر سنوات قبل أن يشاهد هذه الإبنة لأول مرة .

حين عاد الى إنكلترا لم يكن سعيدا… بدا الأمر وكأنه نهاية العالم ,, وكل آماله بالثورة الفرنسية وصلت الى نهاية , أحيانا .. الكوابيس توقظه ليلا عما يمكن أن يكون واقعا في فرنسا .

ولم يكن بمقدوره كتابة أو تسلم رسالة , فالحرب بين إنكلترا وفرنسا قطعت البريد بين البلدين وهكذا عاش لا يدري ما يمكن أن يفعله بحياته .

خلال السنوات التالية حيث عاش هنا وهناك في لندن وأماكن أخرى من إنكلترا, كتب الشعر والمسرحية التراجيدية عن كل الأوجاع والمعاناة في العالم, لكن هذه الكتابات كانت تستعير نمطها من كتابات الغير… لم يكن بعد قد تلمس أسلوبه الخاص .

أخيرا بدأت الحياة تصبح أفضل , تقبل وليم فكرة أن الثورة الفرنسية لم تسلك الطريق الذي كان مؤملا, ويعتقد الكثيرون أنه لم يلتق أنيتا بعد ذلك إلا مرة أو مرتين .

حياته الشخصية صارت أسعد … شقيقته دوروثي التي كانت قد فصلت عنهم منذ وفاة والدتهم عادت لتعيش معهم من جديد , وعادوا للسير سوية والتشاور والقراءة وحتى كتابة الشعر سوية … وغالبا كانت هي التي تدون أشعاره .

عام 1799 إنتقلا الى بيت صغير في جراسمير وهي مدينة صغيرة في نفس المنطقة , البيت كان يدعى عش الحمامة ومازال قائما الى اليوم قريبا من متحف وردزورث.

فيما بعد تزوج وليم من ماري هوتشنسون – وهي صديقة يعرفها هو وأخته منذ وقت طويل عاشت معهما في عش الحمامة هذا .

أما لقاء كولريدج فقد كان شيئا مهما آخر في حياة وليم , فقد إكتشف الشاعران كم هما متقاربان في القناعات والمشاعر وصارا يعلمان بعضهما كتابة الشعر.

حدث أمر لم يكن في الحسبان في الحياة العملية لوليم… له صديق مؤمن به كشاعر, مات وترك في وصيته ثروة صغيرة من المال , كانت كافية لتحرر وليم من الحاجة وتفرغه للكتابة والابداع .

أصبح الحال الآن طيبا وبمساعدة كولريدج ودوروثي وجد وليم طريقه الإبداعي الخاص , كان شعره عن الناس العاديين الفلاحين والرعاة الذين عاش بينهم وكل البشر الحقيقيين .

كتب عن هؤلاء الناس , وعن الأحداث الكبيرة في حياتهم : طفولتهم , صداقاتهم , عملهم , وموتهم . ومثلهم كتب عن نفسه : أفكاره ومشاعره التي نمت معه ليكون شاعرا, وقبل كل شيئ كتب عن الطبيعة , الجبال والبحيرات والبراري , الطبيعة التي تستخرج أحسن ما في الناس .

عام 1798 وكان في الثامنة والعشرين نشر كتابه المشهور مقطوعات شعرية وهو كتاب يضم بعض القصائد لكولريدج أيضا… بعدها بعامين أعاد طبع الكتاب بقصائد مضافة جديدة وفي مقدمة الكتاب تحدث عن شعره وعن ما يريده له حيث يقول ” لإختيار مناسبة وموقف من الحياة العامة للناس , وتوصيفهما بطريقة تمنحهما بعدا حقيقيا من الخيال لأن الأمور الإعتيادية يجب أن تستحضر في الذهن بطريقة غير معتادة “.

واصل وليم كتابة ونشر الشعر, في البداية لم يفهم الناس عمله وعقيدته الشعرية ظانين أنهما عن أمور وأشياء في منتهى الإعتيادية, وحين مرت السنين صار شعره يقرأ من قبل أعداد متزايدة من الناس الذين بدأوا يشعرون ما يريد قوله فعلا.

عام 1815 إستطاع نشر أولى مجموعاته المختارة . لكن شيئا حزينا وقع له خلال هذه الفترة , شقيقه جون مات في البحر عندما غرقت سفينته بسبب عاصفة , وكان حزن وليم عميقا وحادا حيث قال ” حلقتنا الآن انكسرت ” وكان يعني حلقتهم من الإخوة والأخوات قد أصبحت الآن غير مكتملة , وفيما بعد إثنان من أطفاله الخمسة ماتا صغيرين جدا .

عندما مات وليم كان عمره ثمانين عاما , وكان قد أصبح واحدا من أهم شعراء عصره وكان قد سمي من قبل العائلة المالكة بإسم شاعر الإنكليز القومي , لكن الناس وحتى موته لم يعرفوا أنه إحتفظ بأعظم قصيدة له وهي (( الديباجة)) تحدث فيها عن طفولته والأسلوب الذي نشأ به ليكون شاعرا.

عند موته كان وليم مشهورا… لكنه لم يزل وحيدا.

هو وأصدقاؤه إعتادوا تسمية الموجودات في الطبيعة بأسماء ترتبط بهم شخصيا. جدول فلان , أو صخرة فلانة , أو بحيرة المحبة , أو شجرة الحزن… وهكذا حين مات وليم أرادت أخته دوروثي أن تسمي أحد جبال المنطقة بإسم (( جبل وليم )) …. لكنها سمته.. (( جبل عزلة القمة بين الغيوم )) … وقد كانت تلك الصفة المكونة من أربع كلمات توصيف لشخص وليم…ولم تكن توصيفاً للجبل.  ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

قوانين دينية برأت قاتل إبنته الطفله بعد إغتصابها

أحلام اكرم

إنهالت علي التعليقات السلبية حين كتبت وبتاريخ 15 نوفمبر مقالتي تحت عنوان “ثقافة قتل الأنثى ” والتي إرتكزت فيها على قتل رجل دين لإبنته ذات الخمسة أعوام لشكه في سلوكها.

وبعد متابعتي للقضية، وجدت بأن المحكمة لم تجرمه على قتل إبنته.. لأنه الوالد.. بل أطلقت سراحه بعد أن حكمت عليه بدفع دية الطفلة، بعد خمسة أشهر فقط من سجنه تحت ذمة التحقيق.. الحكم إعتمد على حديث ضعيف إختلف فيه الصحابة وهو “لا يقاد الوالد بولده”

حسب الصحف العربية، فإنه وخلال التحقيق تأخر التقرير الطبي من حسم تهمة الإعتداء جنسيا على الطفلة نتيجة العنف الذي مورس على عدة مناطق حساسة من جسدها.. ولكن وحسب جريدة الغارديان المعروفة بالمصداقية المهنية.. والتي نقلت الخبر عن ناشطين في موضوع الحقوق وفي مقالتها يوم 2 فبراير.. كتبت بأن السيدة رندة الكاليب مختصة الشئون الإجتماعية في المستشفى قد أكدت بأن ظهر الطفلة كان مكسورا وأنها تعرضت لإغتصاب في كل مكان.. كما أن والدة الطفلة أكدت بأن العاملين في المستشفى أخبروها بأن المخرج الخلفي للطفلة ( فتحة الشرج ) كانت ممزقة وأن الجاني حاول تلصيقها بالحرق..وهو ما ثبت خلال التحقيق من تأكيد لإستعمال سلك الكهرباء على مناطق مختلفة من جسم الطفلة.

ما أعادني لفتح موضوع هذه الجريمة البشعة..الخبر الذي ورد في إيلاف اليوم.. تحت عنوان “” نقاب الطفله المشتهاة.. فتاوي الشهوة الجسدية ومنطقية التفكير.. للكاتب عدنان أبو زيد.. والتي هي تقرير ممتاز عن كيفية تدرّج من ’يسمون بالعلماء في تنافسهم على النجومية للظهور على الشاشات الفضية وإحراز أكبر عدد من المعجبين والمعجبات من خلال فتاوي يدخلون فيها في سباق مع بعضهم البعض،، وأنا أقول بأن المنطق يؤكد بأن نتيجه تسلسل إنحطاط هذه الفتاوي.. إنحطاط التفكير المجتمعي في نظرته للمرأة.. وبالتالي تبرير وقبول مجتمعي للحكم عليها بالقتل.. مهما حاول بعض المثقفين من الدفاع ورفض هذه النظرة..

وهي نتيجة متوقعة لفتاوي مثل وجوب تغطية وجه الطفلة الجميلة وفرض الحجاب عليها فرضا… وأخرى ” ألا تختلي البنت مع أبيها، وألا تجلس معه وحدها وذلك خوفا من أن يؤزة الشيطان فيكون له نظرة جنسية تجاهها “”،،وهي فتاوي تبقى عارا على جبين الرجل الشرقي برغم تأكيدي بأن الأغلبية فيه ترفض وتحتقر مثل هذه الفتاوي إلا أنه يبقى عار.. مهما حاولنا الإستهزاء بمثل هذه الفتاوي والتقليل من شأنها.. والأخطر من هذا العار تتسلل هذه الفتاوي إلى الثقافة المجتمعية لتضعها في حيرة من الأمر. كالمرض السرطاني الخبيث.. الذي يرفض الموت ويرفض العلاج أيضا..

وقد تكون مثل هذه الفتاوي هي ما إرتكز إليه القضاء الذي أخلى سراح قاتل إبنته.. وهو ما يبرز بوضوح إنعدام العدالة.. والتضحية الكاملة بالأنثى حتى بالطفلة مما يشوه صورة الدين مهما حاولنا أن نستند إلى آيات أخرى تحرّم قتل النفس.. تؤكد بان “” النفس بالنفس””..

نعم حالة قتل الرجل لإبنته شاذة كليا وقد تحصل في كل العالم تماما كما حصل قبل سنوات قليله مع شخص أخفى إبنته لسنوات وثبت أنها أنجب منها أطفال وغيرة.. ولكن الفرق أن جريمة قتل الطفله في الدولة التي حصلت فيها لم تعتبر جريمة ولم ’يعاقب عليها الجاني.. لأنه وفي الشرع أيضا.. هو الولي والوالي.. بينما في الدول التي تستند إلى القانون المدني تعتبر من أكبر الجرائم و’يعاقب عليها القانون بلا رحمة..

مهما حاولنا تبرير أن الرجل مريض نفسيا.. وربما عقليا.. وأنه حاله شاذه، إلا أنه تبقى الشكوك بأن حكم المحكمة إنعدمت فيه فضيلة الرحمة والإنسانية بالأنثى!!!! وأن المجتمعات العربية تنحدر بسرعة كالقطيع التائه تسوقه فتاوي رجال يدّعون الدين والتدين..بينما هو مرضاء نفسيون يجب وقفهم فورا.. ومعاقبتهم..

بدون أن يقف الرجال كلهم في المنطقة العربية ضد هذه الفتاوي..ويطالبوا بالقوانين الصارمة لمثل هذه الفتاوي والجرائم ضد المرأة.. لا يمكن الخروج من الإستهزاء بقيمنا وبحضارتنا التي نتشدق بها من أي جهة أخرى.. والهم أن الضحية.. قد تكون أختك أو زوجتك.. وربما إنتك!!!!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

هيفاء وهبي تعترف: كنت زوجة لحسن نصر الله

مجلة الحسناء

صرحت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في حوار صحفي لها أنها “تزوجت” من حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني في عمر المراهقة. ووصفت هيفاء السيد حسن نصر الله بأنه الشخص الوحيد الذي يدق قلبها له لان نصر الله نال الإعجاب بحكمته وسياسته المتوازنة ودوره في صد العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وأكدت الفنانة أنها كانت تتمنى طوال سنوات عمرها أن تقف وجها لوجه أمام زعيم حزب الله الذي ارتسمت صورة خاصة له في ذاكرتها باعتباره رمزاً لعائلتها.

وقالت النجمة اللبنانية أن الشيخ حسن نصر الله هو احد القادة العرب حالياً الذين يتقنون مهنتهم، وهو يعرف كيف يحقق الانجازات، ويشرفني أن أقف تحت إمرته.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment

ابنة اللواء صلاح جديد تخاطب وجدان الثورة

امل صلاح جديد : كلنا شركاء

هي الحياة هكذا وقفة عز وكرامة فهمها أطفالنا أحبتنا في درعا قبلنا … انتفضوا كاطفال فلسطين بكلمات صادقة معبرة

عن معاناة شعب دامت لعقود من الزمن ليكونوا منارة لشعبنا السوري الأبي في ثورته المجيدة .

وها هي ثورتنا تشارف على عامها الثاني فماذا سنقول لحمزة الخطيب ؟ 

هل نقول ان أعداد أطفالنا الذين استشهدوا تجاوز الآلاف ام سنحدثه عن معتقلينا ام عن الذين شردوا في أصقاع الأرض ام عن شهدائنا … عن ماذا ؟

عن سورية التي تدمر بأسلوب ممنهج بسبب نظام ركب راسه وازداد قمعا ووحشية فأما ان تكون معه او لا تكون !

ام نحدثه عن معارضاتنا التي اتفقت على الا تتفق !

أهلي واحبتي …

انا معكم بكل فكري وعقلي وأتفهم معاناتكم التي عشتها طوال اثنين وأربعين عاما “التي انما هي نقطة “

في بحر ما تمرون به اليوم على درب الامكم نحو تحقيق الحرية والكرامة والعدالة في ظل دولة المواطنة والديمقراطية .

واتمنى عليكم جميعا بكل ما يحمله قلبي من حب واعتزاز بكم ان نقف معا يدا واحدة وان نرم كل ما زرعه فينا النظام وغير

النظام من حقداو كراهية وان نحترم رأي بعضنا البعض ولنبتعد عن التخوين والإقصاء و التكفير …

ان الثورة بحاجة لنا

كلنا ولكل ما في سورية من غنى حضاري وعرقي وديني …

ولنقف ونراجع أخطاءنا ولنستفد منها ولنكن عونا لبعضنا

فدماء شهدائنا التي روت كل سورية تنادينا ” الا اتحدوا ” ! و ليسقط النظام وكل خًوان !!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فشل زيارة نجاد لمصر!

عماد الدين أديب: الشرق الاوسط

كان حلم أحمدي نجاد – مثل أي رئيس إيراني سابق منذ عهد الثورة الإيرانية – أن يزور القاهرة وتطأ قدماه زائرا رسميا، ويدخل الأزهر الشريف.

كان حلم أحمدي نجاد، أن يزور منطقة الحسين التاريخية، ويدخل مسجد سيدنا الحسين ويؤدي الصلاة فيه.

كان حلم أحمدي نجاد أن يخاطب الرأي العام المصري مباشرة ويتحدث عن إمكانيات تحقيق تعاون وتكامل بين الشعبين المصري والإيراني من أجل الوقوف والتصدي لما سماه المؤامرات الإمبريالية ضد المنطقة!!

كل هذه الأحلام تحققت دفعة واحدة حينما حضر أحمدي نجاد القمة الإسلامية بالقاهرة، ظهر الثلاثاء الماضي. لكن الأحلام، أحيانا، تتحول إلى كوابيس! ففي الأزهر، واجه أحمدي نجاد، شيخه المناضل الدكتور أحمد الطيب يقول بما لا يدع مجالا للشك 3نقاط أساسية:

1) الأزهر يرفض اضطهاد السنة في إيران.

2) الأزهر يدعو إيران لاحترام أمن دول الخليج.

3) الأزهر يدعو إيران لعدم دعم نظام بشار في عملياته لتصفية السنة في سوريا.

وجاء المؤتمر الصحافي لأحمدي نجاد عقب لقاء شيخ الأزهر ليظهر غضب الرئيس الإيراني الواضح من تصريحات الشيخ حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر، عن عناصر الخلاف بين الرئيس الإيراني ومشيخة الأزهر.

وفي مسجد الحسين سمع أحمدي نجاد بنفسه الهتافات المعادية له، وحدثت محاولة اعتداء عليه في المسجد تمت السيطرة عليها سريعا من قبل الأمن المرافق له.

لم ترحب الصحف والقنوات الفضائية بأحمدي نجاد ولم تصطف الجماهير على جانبي الطريق حاملين صوره.

حتى الآن الزيارة التاريخية لم تعد تاريخية، والحلم تحول إلى كابوس، والإشارات التي جاءت من القاهرة ومن القوى السياسية والدينية كانت مخيبة للآمال. 

كيف سيفهم أحمدي نجاد هذه الرسائل القاسية التي وصلته من القاهرة؟

كان نجاد يأمل أن تكون العاصمة المصرية بديلا لقرب ضياع دمشق الأسد من دائرة النفوذ الإيراني، لكن هذه الزيارة بخّرت هذه الآمال.

مصر ليست دولة مستباحة من أي قوى مهما كانت تعاني من اضطرابات ومشاكل أمنية واقتصادية.

مصر هي مصر.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

The Islamic Dilemma – 02 – Backgrounds of the Quran – Ep1


The Islamic Dilemma – 02 – Backgrounds of the Quran – Ep1
The Dilemma of the Muslims Holy Book) An explanation of the Quran as a book, the difference between the Meccan and the Medinan qurans. Over all analysis of the contents of the Quran. Main theme – Is the Quran a Book of Peace. Analysis of some of the Topical contents of the Quran. Our guest provides his insight as a Westerner who analyzed the Quran and its teachings and the negative impact it had on him.

Posted in English, يوتيوب | Leave a comment