ايران: اعدام 19 شخصا خلال اسبوع

ايران: اعدام 19 شخصا خلال اسبوعhayth1
واعدامات سرية منها بحق قاصرين في سجن عادل آباد المرعب في مدينة شيراز

تتواصل موجات الاعدام الهمجي في العام الميلادي الجديد في ايران. لقد أعدم نظام الملالي 19 سجينا خلال الفترة بين 6 الى 12 كانون الثاني/ يناير شنقا حتى الموت: تم اعدام سبعة سجناء في مدن ارومية وسلماس ومشهد. احمد شفيق خاني واحد من السجناء الأربعة المعدومين جماعيا في اروميه كان عمره أثناء الاعتقال 19 عاما. وكان قبله بيومين قد تم اعدام 5 سجناء في مدن قزوين وكجساران وتبريز. شنق سجين في مدينة ساري (6كانون الثاني) و سجين (45 عاما) من أهالي زابول في سجن ياسوج (12 كانون الثاني) في عداد الاعدامات المسجلة في الاسبوع الماضي.
هناك تقرير مروع تسرب عبر سجناء سجن عادل آباد بمدينة شيراز يؤكد أن هناك اعدامات سرية مستمرة على قدم وساق في هذا المعتقل المرعب للتعذيب. وبحسب التقرير أن في يوم 4 كانون الثاني/ يناير تم اعدام سجينين وهما حميد طبخي وعقيل محمدي بشكل سري. حميد طبخي كان في سن المراهقة أقل من 18 عاما. كما وفي يوم 8 كانون الثاني / يناير تم اعدام ثلاثة سجناء بأسماء اميد حسيني 21 عاما ومجيد حياطي وبشير اسدي بشكل سري أيضا.
وجاء في التقرير أيضا: «هنا يذبحون السجناء مثل الشاة… هنا عادل آباد بمدينة شيراز بدون ذرة من العدالة!… هذا هو أكثر السجون اخافة في القرن الحاضر. لا يوجد هنا لا ضوء ولا نور ولا فرحة ولا ضحكة. هنا مقبرة. رائحة الرطوبة والعجز والنذالة منتشرة في كل مكان. هنا سجن عادل آباد بدون ذرة من العدالة!».
في غضون ذلك اعتبر الملا محسني كركاني رئيس المجلس الأعلى للقضاء في النظام بتر أصابع اليد بأنه يأتي لصالح المجتمع وأكد قائلا ان عقوبة تهمة «محاربة الله» المختلقة من قبل الملالي هي القتل. انه أكد على ضرورة بتر أصابع اليد وقدم اللصوص (وكالة أنباء قوات الحرس – تسنيم 7كانون الثاني/ يناير 2014).

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
14 كانون الثاني/ يناير 2014

Posted in فكر حر | 1 Comment

الاتجاه المعاكس الجزيرة: هل يحمي النظام السوري الأقليات أم يتاجر بها

faisal

الاتجاه المعاكس الجزيرة: شريف شحادة ماهر شرف الدين: هل يحمي النظام السوري الأقليات أم يتاجر بها

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

خيبة عرب إردوغان

المهزومون يحلمون بالمنقذ ولو في آخر الدنيا، يفاخرون بالملك الناصر صلاح الدين الذي مات قبل 900 سنة، ويرفعون صور رجب طيب إردوغان، رئيس وزراء تركيا. هذه حال بعض العرب الذين يخترعون صورا من التاريخ أو الحاضر، ويقومون بزخرفتها لعل وعسى أن تكون ملهم التغيير.
لكن بناء صورة مثالية للزعماء عادة تصبح مصيدتهم. هذه المصيدة التي أطبقت على إردوغان بعد أن استمتع بضع سنوات بشعبية في العالم العربي، جراء مواقف جارفة جرفته هو نفسه أخيرا. وقبله هتفوا لرئيس العراق الديكتاتور صدام حسين، ثم هللوا للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله. كل هؤلاء كانت لهم شعبية هائلة في الشارع العربي ما لبثت أن خبت بموتهم أو هزيمتهم.
إردوغان شخصية تستحق التقدير لإنجازاته على الصعيد التركي. ثم جرب أن يكون طرفا في صراعات المنطقة بموقفه الشهير في دعم السفن التركية التي حاولت كسر الحصار عن قطاع غزة وانتهت بالفشل أمام الهجوم الإسرائيلي. خسر المعركة البحرية لكنه كسب حب الكثير من العرب، مثل صدام الذي أطلق بضعة صواريخ على إسرائيل. أيضا، تبنى إردوغان موقفا متقدما وقويا ضد نظام بشار الأسد في بدايات قمع النظام السوري للمتظاهرين. إنما خابت توقعات الكثيرين بعد نحو عام، لأنه لم ينفذ شيئا من تهديداته لنظام الأسد. كانت الآمال كبيرة من تركيا، كأكبر دولة حدودية مع سوريا، وتملك القوة العسكرية التاسعة في العالم، لم يدخل إردوغان في الحرب واكتفى بخطابات الاستنكار.
إردوغان ظن أن وقوفه إلى جانب الإخوان المسلمين في مصر سينتهي بانتصارهم، لكنه ورط نفسه في وحل السياسة المصرية، وقد حاول صديقه عبد الله غل، رئيس الجمهورية التركية، التخفيف من التوتر مع النظام المصري الجديد بإطلاق تصريحات مهدئة واستقبال السفير المصري قبيل سحبه. تراكمت العداوات على إردوغان، وخصوصا في الداخل التركي، حتى هزه زلزال فضيحة الصفقة الإيرانية، من ذهب ومليارات الدولارات، التي اتهم بها وزراؤه وشركات حزبه.
عرب إردوغان حملوا اللافتات التقليدية للدفاع عن أخطائه، أن القضاء فاسد، والشرطة فاسدة، وحزب غولن الإسلامي متآمر، والإعلام ضده. فإذا كان القضاء فاسدا فكيف كان إردوغان يفاخر بأنه يدير دولة مؤسسات، ويستعين بالقضاء للتخلص من العسكر والإعلاميين لنحو 10 سنوات؟ إذا كان القضاء والشرطة والإعلام كلهم فاسدين فأي دولة كان إردوغان يحكم؟ وإذا كان حليفه حزب غولن الإسلامي مشبوها ويأتمر بأوامر الحكومة الأميركية، فكيف تحالف معه وأوصله إلى الحكم كل هذه السنين؟ الآن ليست الشرطة ولا القضاة ولا غولن وحدهم ضده، بل حتى رفاقه داخل حزب التنمية والعدالة، مثل صديقه الرئيس غل، يريدون التخلص منه.
بصلاحياته كرئيس الحكومة قام إردوغان بطرد من حققوا مع وزرائه وأبنائهم في قضية الأموال الإيرانية، وقدم مشروعا لوضع القضاء تحت إشراف رئيس الدولة، أي تحت إشرافه! طبعا هذه الخطوة زادت من غضب القوى السياسية التركية المختلفة، مما اضطر حزب إردوغان إلى التفاوض مع القوى السياسية الغاضبة للبحث عن حلول، قد يكون إبعاد زعيم العرب إردوغان هو ثمنها.
عرب إردوغان في حال صعبة، ها هم يفقدون الزعيم المختار. وكما رحل صدام، وخيب ظنهم نصر الله، وعزل مرسي، قد تكون نهاية الزعيم التركي الذي أحبه كثير من العرب، مع أنه فعلا لم يواجه إسرائيل، ولم يعد مرسي، ولم يقاتل الأسد، واكتشفنا في النهاية أنه كان يساعد النظام الإيراني بغسل أموالهم وبترولهم في الوقت الذي كانوا يقتلون فيه السوريين والعراقيين.
alrashed@asharqalawsat.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فرصة يتيحها قهر «داعش»!

عثر مقاتلو «الجيش الحر» في أوكار وجحور «داعش» على صور ووثائق كاشفة تفضح نظام الأسد، الذي يدعي كذبا أن معركته ضد شعبه هي معركة آخر نظام علماني في الشرق الأوسط ضد الأصولية والإرهاب. وجد المقاتلون صورا لكبار قادة النظام العسكريين والأمنيين والسياسيين مع أمراء «داعشيين» ينتمون إلى جنسيات مختلفة، مما أصابهم بالذهول، وجعل كثيرين منهم يلومون أنفسهم، لأنهم كانوا يظنون أن «داعش» منظمة مجاهدة جاءت إلى سوريا لتسهم في إسقاط النظام، وعندما قيل لهم إنها تسقط الثورة و«الجيش الحر»، شعروا بالإرباك والحيرة، ثم منحوا الثقة فرصة أخرى، وأصروا على التعاون معها أو على السكوت عن أفعالها، لاعتقادهم أنها لا تنوي شرا بالبلاد والعباد، وأن ما تقوم به لا يعد كونه أخطاء يرتكبها عادة الغرباء، حين يدخلون بلدا لا يعرفونه.
والآن، وقد افتضحت شراكة «داعش» مع النظام، وتبين حجم الاختراق الذي كان يسيرها، وظهرت أعداد هائلة من جثث أعدم أصحابها أو قتلوا تحت التعذيب من دون وجه حق: هذا لأنه دخن سيجارة، وذاك لأنه لبس بنطالا من الجينز، وذلك لأنه ابتسم لفتاة، والجميع لأنهم مع «الجيش الحر» والائتلاف الوطني، أو أعضاء في «اتحاد الديمقراطيين السوريين» وأنصار له، يغدو من الضروري رسم استراتيجية وطنية شاملة للتصدي للإرهاب وتنظيماته، تضع خطوطا حمراء لا تسمح له بتجاوزها، وتحدد منابعه المحتملة في مجتمع وتنظيمات سورية، ومصادر قوته وضعفه، وارتباطاته الفعلية والممكنة داخليا وخارجيا، والأساليب والخطط التي يعتمدها للوقيعة بين الناس ولإيقاع بعضهم في حبائله، وموارده المالية والبشرية، وآيديولوجياته المتنوعة، ومراحل نموه في البلدان التي دخلها كما في مجتمع سوريا، والشبكات المحلية والعربية والإقليمية التي تمده بالمال والرجال والأفكار والسياسات، والقوى الداخلية والخارجية القادرة على مواجهته وطرق تعبئتها وتحركها ضده، والأساليب اللازمة لكسب الشعب وتحصينه ضد مخاطره، ولجعله يرفض الانسياق وراءه والانصياع له.. إلخ.
بالمقابل، لا مفر من توطيد وتعزيز النزوع الديمقراطي وتقوية تواصله قوى وفكرا مع مختلف قطاعات وشرائح المجتمع، بما يجعل الحرية هدف الفاعلية السياسية والتنظيمية لأي حزب أو نخبة أو تيار، وإغنائه بروح دينية لحمتها وسداها التسامح وقدسية الحياة، والإقرار بحقوق جميع مخلوقات الله في العيش والأمان والكرامة، وفي العدل والمساواة.
هذا ما يجب أن يكون عليه برنامج العمل الوطني السوري من الآن فصاعدا، بما أن «الجيش الحر»، الجهة التي يلتقي الجميع على دعمها والإقرار بدورها الحاسم في الصراع من أجل الحرية، هي التي يجب تركيز جميع الجهود على توحيدها وتنسيق عملياتها بصورة مركزية ومخططة، لكونها الطرف الذي يحمل اليوم عبء القتال ضد الإرهاب، ويهب لردعه بعد أن أقام حدا أدنى من الوحدة بين فصائل رئيسة منه، فلا غنى بعد الآن عن توحيد قدراته في إطار جيش جامع، يستعيد بما له من قوة واقتدار رهان الثورة الأصلي، ألا وهو الحرية كحاضنة تحتم بناء نظام جديد في سوريا يمثل نقلة نوعية في تاريخها السياسي وتطورا هائلا في الاتجاه المفضي إلى ما يريده ناسها: العدالة والمساواة والكرامة. ولعل من أكثر الأمور المهمة التي يجب أن تلفت نظرنا واقعة مفرحة تتجلى من خلال الصلة الوشيجة بين نشاط «الجيش الحر» والحراك الشعبي، فما إن بدأ الأول مقاتلة «داعش» وطردها من أماكن انتشارها، حتى بدأ الثاني مظاهرات سلمية وحراكا مدنيا ضدها، واستعاد الاثنان ملامح حقبة خلنا أنها زالت ودالت، بيد أنها انبعث بفضلهما من تحت ركام الصراعات العربية والإقليمية والدولية الكثيف في بلادنا وعليها. هذا التلازم التكاملي بين المقاومة بالبندقية وبالحراك السلمي يضع يدنا على مفاصل أولية لاستراتيجية طال انتظارنا لها، يخوض فيها الجيش والشعب معركة شاملة ضد الإرهاب، تتحول بجهود القوى السياسية والمجتمعية العسكرية والمدنية الموحدة إلى رافعة تضمن تقدمنا نحو الحرية وانتصارنا على النظام، الذي رعاه وأنتجه وها هو يستخدمه ضدنا.
بهذا المنظور، ليست المعركة ضد «داعش» غير مجرد جزء وحسب من المعركة ضد النظام، فلا مبالغة إن اعتبرنا هزيمتها مقدمة لهزيمته، شريطة أن لا نتقاعس عن مواصلة المعركة ضدهما والسير فيها إلى نهايتها، وأن لا نتوقف في منتصف الطريق ونسمح لورم «داعش» السرطاني بالنمو من جديد، وبالتهام جسدنا قطعة بعد قطعة، كما كان يفعل مع «الجيش الحر». إلى ذلك، تمثل المعركة الحالية بوابة خروج من احتجاز فرضه النظام والعالم علينا: الأول عبر معركة تحول دون هزيمته وتمكنه من اختراقنا إرهابيا، وتشتيت طاقاتنا وقتلنا وتجويعنا إلى أن نركع. والثاني بالتلاعب بنا من خلال سياسات هدفها إدارة أزمتنا: فهي تطبخها على نار هادئة وتبقي عليها لأطول فترة ممكنة.
تشير معركتنا ضد «داعش» إلى الاتجاه الذي يوصلنا إلى حريتنا. هل نفوت هذه الفرصة كما فوتنا غيرها، أم نفيد منها كي نسقط نظاما قاتلا ساعدناه على النجاة بأخطائنا وعشوائية عملنا؟!
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الصراع على الرأسمال الديني

 الخليج الإماراتية: عبد الاله بلقزيزdaiish

مقدمة بقلم رئيس التحرير: هو مقال كتبناه قبل حولي ثلاث سنوات بعنوان :”المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة“, ثم الخقناه بمقال :” الصراع على الإسلام بدماء السوريين والمصريين“, وهنا الكاتب عبد الاله بلقزيز يؤكد على نفس الافكار تقريباً.

لم تكن مشكلة “الإسلام الحزبي” منذ ميلاده، على نحو ما يدعي، في أن نظام الدولة القائم لا يأخذ بالشريعة وأحكامها، ولا يقيم التشريعات والقوانين على مقتضى تلك الأحكام، وأن هذا النظام يتأسس على مرجعية وضعية غريبة عن الإسلام وبرّانية، وضعها بشر (غير مسلمين)، واغتصبوا بها – على قول سيد قطب – حقاً ليس لهم، هو حق التشريع الذي يعود إلى الله وحده . .، وأنه (أي “الإسلام الحزبي”) إنما ينتدب نفسه لتصحيح هذه الوضعية الشاذة، وإعادة تكريس الإسلام في قلب نظام المسلمين السياسي والاجتماعي مرجعاً ومصدراً ينتظم به كل شيء في ذلك النظام، وبعبارة أخرى: لم تكن مشكلة قوى “الإسلام الحزبي” في أن ثمة حالاً من “الفراغ الإسلامي” في الدولة والمجتمع – مثلما يوحي خطابها بذلك – بل كانت، ولا تزال حتى اليوم، متمثلة في وجود قوى متحدثة باسم الإسلام تزاحمها في تمثيله، أي تزاحمها في حيازته، وبالتالي في استخدامه لبناء موقع في السياسة والاجتماع السياسي .
وبيان ذلك أنه لم تكن السلطة، في الوطن العربي الحديث، لتتخلى يوماً عن الدين أو تفرّط فيه حتى وهي تقيم نظام الدولة على مقتضى القانون الوضعي، فالإسلام ليس مما يمكن لأحد تجاهله . وحتى أنظمة الحكم العلمانية الحديثة، في البلاد العربية (الناصري، نظاما البعث، البورقيبي، الجماهيري الليبي، الماركسي اليمني الجنوبي، البومديني، الماروني اللبناني)، لم يَسَعْها – يوماً – أن تتجاهل الدين، أو أن تترك غيرها يتصرف فيه خارج رقابتها وضبطها، فكيف بالأنظمة العربية الأخرى، غير العلمانية، التي تنزل عندها الإسلام منزلة مصدر الشرعية . وليس إصرار السلطة على الإمساك بأمور الدين مصروفاً، دائماً، لخدمة هدف سياسي تقليدي لدى أي نظام: تسخير الإسلام لشرعنة السلطة القائمة، وإنما يفسّره ما للإسلام من كبير تأثير في ثقافة الشعب وقيمه وعاداته، فضلاً عن كونه العقيدة التي تَدين بها أغلبية الشعب والأمة . لذلك ما كان في وسع أكثر الأنظمة العربية أخذاً بتقاليد العلمانية التدخل في مجال الأحوال الشخصية (المواريث والأنكحة . .) بقوة القانون المدني، فلقد كان لمثل ذلك التدخل، لو حدث، أن يُنْظر إليه بما هو إعلان حرب على الإسلام: يضع قطاعات عريضة من الشعب في مواجهة السلطة . بل وما كان في وسعها أن تُخرج التربية الدينية، مثلاً، من البرامج المدرسية على الرغم من وجود مدارس ومعاهد وكليات شرعية، فتبعات مثل ذلك القرار كبيرة على الدولة .
ولقد ظلت الدولة العربية الحديثة – “العلمانية” وغير العلمانية – تشرف على الشأن الديني رسمياً: على الأوقاف، والمساجد، والفُتيا، والتعليم الديني، ولم تتخَلّ عن وظائفها في ذلك باسم مدنية الدولة أو ما شاكل ذلك . وظلت المؤسسات الدينية (مؤسسة علماء الدين) مرتبطة بها، ومؤدية لوظائفها في إطارها: تعليمياً (كما في الأزهر، والقرويين، والزيتونة، والنجف . .)، أو إدارياً (إدارة المؤسسات الدينية)، أو إفتاءً (مؤسسة مفتي الجمهورية، أو مجالس العلماء وهيئات كبار العلماء . .)، وهذا كله يقوم به الدليل على أنه لم توجد حال فراغ إسلامي على صعيد عمل الدولة كما لم تفتأ قوى “الإسلام الحزبي” تدعي .
ثم إنه ظل إلى جانب مؤسسة العلماء (الإسلام العالم الرسمي) مؤسسات أهلية تشتغل في الحقل الديني، في الأعمّ الأغلب من البلاد العربية، مثل الزوايا والطرق الصوفية، ولها في مصر والعراق والجزائر والمغرب والسودان وليبيا وموريتانيا عشرات الملايين من الأتباع – لا يقاس بتعدادهم جمهور الحركات الحزبية الإسلامية!- ومثل جمعيات الدعوة الدينية، المنتشرة في كل مكان، ذات النفوذ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في أوساط المجتمع وفئاته الدنيا والمتوسطة . وأكثر هذه المؤسسات الأهلية – بل الأكثرية الساحقة منها – يعمل علناً، بشكل قانوني، ولا يتعرض للتضييق الأمني إلا حين يجنح لتسييس عمله . ولسنا في حاجة إلى التنبيه إلى أن هذا “الإسلام الأهلي”، الصوفي والدعوي، وُجد زمنياً قبل ميلاد “الإسلام الحزبي” بقرون (خاصة الزوايا والطرق الصوفية) . وهذه قرينة ثانية على أن حالاً من الفراغ في “العمل الإسلامي” لم توجد، في أي من المجتمعات العربية الحديثة والمعاصرة، لتؤسس شرعية مقولة “الإسلام الحزبي” .
ليست مشكلة “الإسلام الحزبي” إذاً، في وجود حال فراغ إسلامي، مزعومة، في الدولة والمجتمع، وإنما هي في وجود قوى منافسة تزاحمها على النفوذ وحيازة الرأسمال الديني، والقوى هذه عديدة وتملك مفاتيح عدة للتمثيل: أدوات السلطة، والنفوذ الهائل في أوساط الشعب، “الإسلام الرسمي” و”الإسلام الشعبي” . من يقرأ خطابات “الإسلام الحزبي” وكتابات شيوخه وقادته ومنظريه، يخال أن قواها وحدها في ميدان “العمل الإسلامي”، وهي تكاد أن تتجاهل هذه الخريطة الموسَّعة لمكونات الإسلام السياسي في المجتمع، وإن أشارت إليها تكتفي بالإشارة إلى مؤسسات “الإسلام العالم” التقليدي، فتأتي عليها بالنقد والتشهير متهمة إياها بممالأة السلطة، وتقديم السُّخرة السياسية لها، وتشويه رسالة الإسلام في المجتمع . . إلخ .
ما أغنانا عن الحاجة إلى القول أن وظيفة ذلك التجاهل إنما هي الإيحاء بأن “الإسلام الحزبي” وحده ينتصب، في المجتمع، لتمثيل الإسلام، غير أنه وراء هذا الادعاء هَمٌّ موازٍ، بل أكبر، هو محاولة هذا “الإسلام الحزبي” الاستيلاء على الرأسمال الديني، واحتكار تمثيله والنطق باسمه، قصد احتكار تسخيره واستثماره في الصراع السياسي .
هذا ما يفسّر حملة “الإسلام الحزبي” على مؤسسات مثل “الأزهر” ومجالس العلماء وهيئاتهم، التابعة للدولة، و- من خلالها – على السلطة منظوراً إليها بوصفها “معادية” للإسلام .

مواضيع ذات صلة:

الصراع على الإسلام بدماء السوريين والمصريين

المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة

Posted in فكر حر | Leave a comment

الأصولية الدينية والديمقراطية لا تلتقيان

شاكر النابلسيtkharif

-1-

من بديهيات الليبرالية، قيام التعدّدية في المجتمع ووجود معارضة دائمة. ودون معارضة تنتفي الديمقراطية، ويتحوّل نظام الحكم إلى نظام ديكتاتوريّ. فلا بُدَّ من وجود معارضة تكون قوّامة على الحكومة، أي تراقب أفعالها وقراراتها وخطواتها، وتنتقد هذه الأفعال وهذه القرارات نقداً علمياً موضوعياً، لصالح المجتمع كله. أمّا الأصولية، فهي تعتبر الاعتراض معارضة، والمعارضة خيانة.

وقد صدرت عدّة فتاوى دينية متضاربة ومناقضة لبعضها بعضاً، بل مناقضة لما يجري على أرض الواقع العربيّ. ولكن لم تعد مثل هذه الفتاوى تلقى صدى كبيراً عند الشارع العربيّ وعند صُنّاع القرار، في معظم الأحيان. فقد سبق للشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو “هيئة كبار العلماء” في السعودية، أن أصدر فتوى دينية في يوليو 2002، تُحرّم الانتخابات والمظاهرات كآلية من آليات الديمقراطية. قال فيها:

“أوّلاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم، فإنّ ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحلّ والعقد في الأمّة والبقية يكونون تبعاً لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم، حينما انتخب أهل الحلّ والعقد منهم، أبا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة، فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.

ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة . فإنّ التعيين فيها من صلاحيات وليّ الأمر، بأن يختار لها الأكفياء الأمناء، ويعينهم فيها، قال الله تعالى: ﴿أن اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتم بَيْنَ النَّاسِ أن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ ، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حقّ وليّ الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها.

وكما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع. وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدّول، فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع، ويحصل فيها فتن وسفك دماء، ولا يتمّ بها المقصود، بل تصبح مجالاً للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.

ثالثاً: وأما المظاهرات، فإنّ الإسلام لا يُقرّها لما فيها من الفوضى، واختلال الأمن، وإتلاف الأنفس، والأموال، والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد. وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شرّ وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلّين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بُنيت لذكر الله والصلاة، والعبادة، والطمأنينة”.

وتبدو هذه الفتوى مجانية، لا أثر لها، ولا يستمع إليها أحد. والدليل أنّ انتخابات الغرف التجارية السعودية بدأت منذ عام 1946 وتجري إلى الآن. كما جرت انتخابات بلدية لأول مرة عام 2004، وإن كانت مخيّبة للآمال، حيث سيطر عليها الدينيون المتشدّدون والمتطرّفون.

-2-

من ناحية أخرى، أفتت الأصولية المصرية بعدم جواز قيام الإضرابات العامّة احتجاجاً على سياسة الدولة. ففي مصر قامت اضرابات واسعة في شهر ابريل 2008 احتجاجاً على رفع الأسعار وعدم توفّر بعض الأغذية، فعارض شيخ الأزهر والشيخ يوسف البدري هذه الإضرابات، وأفتيا بعدم جوازها شرعاً. وقال الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر “إنّ الإضراب لا يجوز من الناحية الشرعية، لأنه يعمل على تعطيل المصالح العامة للمسلمين، وهو ما ترفضه الشريعة الإسلامية والأديان السماوية”.

وأضاف: “أنا شخصياً ذهبت إلى عملي وذهب كل العاملين في مشيخة الأزهر إلى العمل، وأنني أدعو الناس إلى الذهاب إلى عملهم وعدم الاستجابة لمثل هذه الأشياء التي تضرّ أكثر مما تنفع”.

وأوضح طنطاوي: “أنّ الإضراب يجب أن يكون بإذن من السّلطات المختصّة، لأنّها الأحرص على المصالح العامة حتى لا يقع الضرر على المؤسسات والهيئات التي تعمل على تسيير مصالح الناس”.

واتّفق الداعية الشيخ يوسف البدري مع شيخ الأزهر وقال: “عدم وجود شيء اسمه إضراب عن العمل أو مظاهرات في الإسلام لأنّ كلّ هذه الأعمال ليس لها سند في الأثر، وعلى الناس أن تذهب إلى العمل ولا تتوقف عن تسيير مصالحها”.

وأضاف “لم يحدث على مدار التاريخ الإسلاميّ أن حدثت إضرابات أو مظاهرات لا في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الصحابة، ولم نسمع عن أناس أضربوا عن العمل بسبب ارتفاع الأسعار، وإنما كانوا يصلّون لله ويرفعون أيديهم بالدعاء إلى الله لرفع البلاء بدلاً من تعطيل العمل”.

وأشار البدري إلى أنّ ظاهرة الإضرابات مستحدثة ومستوردة من الخارج، ولا يجب أن نأخذ المساوئ المناوئة للشريعة ونترك المزايا.

وقد اختلف عميد كلية أصول الدين السابق الدكتور منيع عبد الحليم محمود مع الآراء السابقة، وقال “إنّ الإضراب جائز شرعاً، لأنه يعني حالة احتجاج على وضع يجد فيه الإنسان نفسه مظلوماً، فمن حقّه التعبير في هذه الحالة عن هذا الرأي بكل وسيلة ممكنة، ومنها الإضراب”.

وعن الدليل الشرعي على الاحتجاج والإضراب، قال عبد الحليم إنّ الرسول صلي الله عليه وسلم، جاءه شخص يشكو من جاره الظالم فأمره الرسول بأن يخرج أثاث منزله إلى الشارع ويجلس في الشارع، وكان أن حدث أن سأله الناس عن هذا الفعل، فأخبرهم بظلم جاره له، وهي رواية صحيحة تدل على أنّ كلّ وسائل التعبير عن الظلم مباحة بشرط ألا يسيء الإنسان أو المُضرب إلى الغير أو يهدّد مصالح بقية المسلمين.

واتفقت معه العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية الدكتوره سعاد صالح في أنّ الإضراب الهادف الذي لا يترتب عليه ضرر بالنسبة للإنتاج أو مؤسسات الدولة، حقّ للتعبير عن الرفض لوضع مّا، أما إذا كان مقترناً بالخروج عن المألوف والاتجاه للتخريب والاعتداء على الملكيات العامة، فهو حرام.

كذاك فقد أباح العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا الدكتور محمد رأفت عثمان التعبير عن الرأي، سواء كان فردياً أو جماعياً شريطة الحرص على عدة ضوابط، أهمها عدم الإضرار بالآخرين. وقال عثمان “إنّ التظاهر وإبداء الرأي، سواء كان فردياً أو جماعياً يجوز شرعاً، ولكن شريطة ألا يؤدي إلى الإضرار بمصالح الدولة أو الأفراد”. وأكد عثمان بأنّ العَلْماء أجازوا التسعير “إذا اشتدت حاجة الناس إلى سلعة معينة واستغلّها التجار”.

-3-

ورغم هذه الفتاوى وفتاوى دينية أخرى كثيرة، فإنّ جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تسعى بكلّ جهدها، لأن تنال ترخيص حزب سياسيّ. كما أنّ جماعات الإخوان المسلمين في كلّ أنحاء العالم العربيّ تشارك في الانتخابات التشريعية والبلدية، وتنظّم المظاهرات الدينية الصاخبة المنطلقة من المساجد أيام الجمعة رافعة المصاحف، هاتفة بشعارها التقليديّ: “الإسلام هو الحلّ”.

وتدلّل هذه الحوادث وهذه الفتاوى المتضاربة والمتغايرة تدليلاً واضحاً وصريحاً، على مدى الضرر والسوء الناجم عن تدخّل رجال الدّين بالسياسة وأنّ دعوة العَلْمانية إلى عزل رجال الدين عن السياسة هي دعوة مصيبة في الماضي والحاضر. وأنّ حجج رجال الدين لن تثبّت تجاه عدة قضايا سياسية، لمجرد أن يثبتوا لنا بأن ما نواجهه اليوم من قضايا سياسية، لم يكن موجوداً في الماضي، ومن هنا يبطل وجوده.

فعدم وجود ما لم يكن موجوداً، لا يبطل ما هو موجود الآن، على أرض الواقع.

Posted in فكر حر | Leave a comment

مقال لن يقرأه شاكر النابلسي

اتصلت به عبر الهاتف حسب الموعد المحدد بيننا، فجاء صوت زوجته الفاضلة حزينا : شاكر في المستشفي وربما يطول shakerغيابه. شعرت بحشرجة منعتني من الرد حتي انقطع الخط. كان من المفترض أن نستكمل نقاشنا حول كتابه الجديد ” الجنسانية العربية : الجنس والحضارة (1) ومتعة الولدان وحب الغلمان (2) ” صدر عام 2013 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، وقد أهداني اياه،عبر الفنان والباحث عبدالوهاب الكيالي بجامعة جورج تاون، قريب ناشر معظم أعماله القدير ” ماهر الكيالي “.
شاكر النابلسي كما عرفته – وتتلمذت علي كتاباته – كان من الحفارين الكبار، وما كانت الليبرالية ( الجديدة ) التي رمي بها ( واستأنسها ) إلا عباءة تحميه من ( غبار الحفر العميق ) في تراثنا وواقعنا العربي والإسلامي، وهو لم يتردد أو يكل أو يضعف، رغم الهجوم الضاري والقاسي عليه من الدهماء والرعاع والمتعصبين، من ملامسة العصب العاري لتابوهات : الدين والجنس والسياسة، وان أخذت منه السياسة الكثير كأي مثقف عضوي يلتحم مع مشاكل مجتمعه وقضايا عصره إلي درجة الانصهار والذوبان!
النابلسي لم يكتب ( في الليبرالية ) أو ( عن الليبرالية ) – كما هو معروف – وإنما كتب ( بالليبرالية ) حتي لامس الجدار المكهرب، وهنا نكتشف التداخل بين السياسي والثقافي في معظم مؤلفاته ( أكثر من سبعين كتابا ) في نقد الشعر والرواية والقصة القصيرة والموسيقا والفن التشكيلي ( أكله الذئب .. السيرة الفنية للرسام ناجي العلي، 1999) ونقد الثقافة والتاريخ والتربية والفكر السياسي.
تأثر النابلسي – كمعظم أبناء جيله – بالمفكر والمناضل الايطالي ” انطونيو غرامشي ” خاصة كتابه ( دفاتر السجن ) يقول غرامشي : ” ليس هناك استيلاء علي السلطة السياسية ، دون استيلاء علي السلطة الثقافية ” وهذا هو سر اهتمامه ” بالشعر ” تحديدا في العديد من مؤلفاته وحتي كتابه الأخير الذي احتل فيه ” أبو نواس ” نصيب الأسد، ربما لأن الشعر دون سواه وكما قال الشاعر الفرنسي ” لويس أراغون ” : هو الكيان الذي ينقل المعرفة الي أبعد حدود امتلاكها”.
اهتم النابلسي – المثقف العضوي – بدراسة ” الجنسانية ” وليس ” الجنس ” باعتباره التابو المعرفي المحرم في العالم العربي والتابو السياسي للانظمة العربية والحركات النسائية اليوم، أي انه كان ( يحفر ) في الدوافع الاجتماعية والتاريخية والنفسية والاقتصادية والبيئية والمناخية والصحية والثقافية والفنية .. الخ، لفعل الجنس وممارسته في المجتمع العربي قبل الإسلام وبعده وإلي اليوم، وهي مهمة أصعب وأعقد بكثير.
ولا شك ان قراءة الجنس في كل أشعار العالم – لاسيما العالم العربي – تؤدي الي فهم افضل للجنس، ولم يثر أي شاعر أو رمز ثقافي عربي في الماضي أو في الحاضر ما أثاره ” أبو نواس ” من جدل ونقاش وبحث حول أسباب وبواعث ” شذوذه الجنسي ” وكان ذلك بمثابة الغني الثقافي العلمي، للنقد العربي عامة ” ( الجزء الثاني : ص – 260 ).
أبو نواس ( الشاعر الماجن ! ) هو ابن العصر العباسي الأول ( 750 – 861 م ) الذي كان يتلمس طريقة أخري للمتعة الجنسية، حيث كانت معظم المدن العربية في زمن ( ألف ليلة وليلة ) يمارس فيها الشذوذ الجنسي وكل أنواع القمع السياسي والاجتماعي وهو ما أثر في تحديد المفاهيم الجنسية سواء كانت طبيعية أم شاذة، وكتب أبو نواس نوعين من الغزل : غزل بالنساء وغزل بالغلمان، ومن هنا خصص النابلسي الجزء الثاني من كتابه لظاهرة الغلمان في شعر النواسي.
النابلسي كمثقف مهموم حتي النخاع بقضايا عالمنا العربي – الاسلامي يرينا علي امتداد صفحات كتابه الضخم ( 800 صفحة ) : متي كانت السلطات تتسامح مع الاقتصاد الجنسي وترفع شعار ” البغاء أفضل من الحجاب ” و” دعه ينكح، دعه ينشط ” وأن ” النكاح هو الحل “، ومتي كانت تستخدم نفس السلاح – من خلال فقهاء السلاطين – في قمع شعوبها والسيطرة علي أجسادهم وأنفاسهم ورغباتهم، وهي مفارقة نجح بإمتياز في كشف تناقضاتها بسلاسة وطلاوة يحسد عليها!
بقي أن أقول أن النابلسي كان عاكفا في أيامه الأخيرة علي تأليف موسوعة كبيرة حول ” جنيالوجيا القرآن الكريم ” – تقريبا أنجز الكثير منها – ولست في حل بعد رحيله أن أتحدث عن تفاصيلها، لكن يبقي لأسرته وحدها الحق في نشرها، وهي بلا شك إضافة كبيرة للمكتبة العربية.
لن أقول وداعا للحفار الكبير شاكر النابلسي، وإنما إلي لقاء ..
عصام عبدالله
dressamabdalla@yahoo.com

المصدر ايلاف

Posted in فكر حر | Leave a comment

رقابة الرجال على ملابس النساء

في قضية المرأة بالذات وتبرجها,نجد القرآن مقلوبا رأسا على عقب,إذ أنه يطالب النساء بإخفاء زينتهن, في حين أن الصحيح هو أن يظهرن زينتهن وأن يأمر القرآن الرجال بعدم التحرش بالنساء, وبهكذا مسألة نصل إلى لب المجتمع المدني الحديث الذي تسود فيه قواعد الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان, المرأة ليس من المطلوب منها أن تقوم بستر لحمها,فهذا الجمال يجب أن تتباهى فيه كل امرأة جميلة وبأن يشاهده كل الناس سواء أكان الأهل أو الأصدقاء أو الجيران,ولكن كون الرجل المسلم مريض في أخلاقه وغير قادر على ضبط نفسه أمام جمال المرأة فمن الطبيعي أن يثور ويهيج لمنظر الأرجل أو الصدر النافر,لكون الرجل العربي المسلم غير قادر على إخفاء نزواته لذلك يأمر المرأة بأن تخفي كل ما لديها من زينة,وهذا خطأ واضح في أخلاق المسلمين, ولكن في المجتمعات الغربية نلاحظ أن الرجل هو الذي تربى على احترام جمال المرأة والتحكم بنزواته, وعملية تبرج المرأة في الدول المتقدمة من كثرته أصبح شيئا طبيعيا وتمر المرأة في الأسواق وهي متبرجة ومع ذلك لا أحد يكترث لهذا الموضوع إلا القلة النادرة,ونخلص لنتيجة مؤداها أن الرجل العربي المسلم غير مهذب لأنه يفتن بالمرأة بسرعة,ولو كان مهذبا جيدا لَما اكترث لجمال المرأة,ولما تحرش فيها بالنظر أو باليد الطويلة.

الرجال هنا في دولنا العربية يراقبون الجسد كثيرا وخصوصا جسد المرأة وملابس المرأة,ومع من تتكلم المرأة,وعلى من تُسلم المرأة؟ومع من يجب أن تخرج المرأة من بيتها,وكيف تجلس المرأة وكيف تقعد المرأة,وكيف تلبس المرأة؟وما الذي يجب أن تلبسه المرأة؟وما الذي يجب أن لا تلبسه المرأة,هنا التركيز كثيرٌ على المرأة,طبعا السبب واضح وهو لأن الرجل العربي المسلم غير مؤدب بقواعد المجتمع المدني الحديث,وبدل أن نولي اهتمامنا بالرجل وتهذيبه نجدنا نذهب إلى كبح جماح المرأة وقمعها,علما أن الرجل العربي المسلم هو المحتاج للقمع أكثر من المرأة وعلى المرأة أن تلبس من الملابس ما شاء لها أن تلبس وأن تظهر جمالها لكل الناس,وأن يبدو هذا الوضع وضعا طبيعيا.

لم اذهب طوال حياتي إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل لأشاهد الحياة العامة هنالك,ولكنني على الأقل شاهدتُ بعضا من الحياة العامة في التلفاز وفي السينما الأوروبية والأمريكية وحتى الصينية منها والكورية إلى أن تصل إلى السينما الروسية والإسبانية واليابانية,ولاحظتُ هنالك أن النساء تمشي في الشوارع وهن شبه متعريات,حتى اللواتي على البحر يلبسن البكيني ولم الحظ عيون الرجال والنساء وهن مدهوشات من ملابس النساء,والرجال لا يلحقون ولا يتحرشون بالنساء المتعريات سواء أكان التحرش بالكلام أو بالعيون أو حتى بالأيدي,إلا في الدول العربية الإسلامية التي لا تسلم فيها المرأة من التحرش مهما كانت تلبس سواء أكان لحمها من فوق الركبة مكشوفا أو من تحت الركبة,طبعا والسبب واضح جدا وهو أن المجتمع الإسلامي كله مريض جدا من طقطق حتى السلام عليكم.

العربُ المسلمون يفرضون على الملابس مراقبة حثيثة جدا,فإذا مرت امرأة في السواق وهي تلبس ملابس أجنبية فإن العيون تلحقها وتطالبها بستر نفسها وبلبس ملابس محتشمة ,وحجة ذلك حمايتهن من أعين الرجال,ولا أدري لماذا الرجال مهتمون جدا بملابس المرأة إلا لكونهم يحملون أنفس دنيئة,فهم يشتهون المرأة كثيرا ولا يعرفونها إلا وقت المضاجعة,ويأمرونها بالتدثر من أعلى إلى أسفل,خوفا على قضبانهم من الانتصاب,وهذه الظاهرة لا توجد إلا في الدول العربية الإسلامية التي تكثر فيها دروس الوعظ والإرشاد الديني,ومع ذلك تكثر عمليات التحرش بالأعين وبالألسن وبالأيدي,ومعظم النساء الذاهبات إلى التسوق لا يسلمن مطلقا من أيدي وألسنة المتحرشين عندنا في الدول الإسلامية ولكن تعالوا لنلاحظ المرأة المتبرجة في أوروبا والتي تخرج للشارع مع قليلٍ من التحرش وعلى الأغلب عدم الاكتراث بما تلبسه من ملابس علما أن المواطن في الدول العربية لا يستمع إلى الوعظ والأخلاق والتربية على الأخلاق الحسنة بقدر ما يستمع لها المسلم في الدول العربية ومع ذلك تمر المرأة في الأسواق الأوروبية دون أن تتحرش فيها أعين الرجال كما هو واضح في الدول العربية.

وما زالت العائلات المسلمة في الدول العربية يوميا تناقش ملابس المرأة وشعر المرأة وأرجل المرأة في الوقت الذي نكون فيه محاجون لمناقشة قضايا الفساد المالي والإداري والسياسي ,وتباً لمجتمع إسلامي يناقش حجاب المرأة وشعر المرأة وليل نهار ينفق الأموال في سبيل تغطية حملات توعوية من هذا الشكل في الوقت الذي لا ينفق فيه المساعدات المالية على الأسر الفقيرة,فأيهما أولى أن نناقش أرجل المرأة وصدر المرأة وبنطال المرأة أم أن نناقش قضايا الفقر وتخفيض عدد جيوب الفقر؟.

إن المجتمع العربي الإسلامي مريضٌ جنسيا,وبحاجة إلى المزيد من دروس التقوية الأخلاقية فخروج المرأة متبرجة مكشوفة الصدر أو الأرجل ليس مثيرا للفتنة ولسنا بحاجة لنقول للمرأة احتشمي يا أختاه,والذي بحاجة للاحتشام هم الرجال وليس النساء, فمثلا هذا البنك في الشارع وتوجد فيه نقود كثيرة فأيهما أولى بغض النظر عن المال وأيهما أولى بالاحتشام؟خزينة البنك أم أعين وأيدي الناس؟ من الطبيعي أن تحتشم أيدي الناس لكي لا تمتد إلى سرقة ما بداخل البنك من نقود,وكذلك هي قضية المرأة فالمرأة عليها أن تلبس ما تشاء من ملابس وبأن لا تغطي شعر الرأس وعلى الرجال أن يكفوا عن ملاحقة النساء وأن يبدو موضوع التبرج وكشف اللحم الأسمر والأبيض والأشقر والأسود شيئا عاديا,ليس فيه جنحة أخلاقية, الرجال العربُ المسلمون محاجون للتربية ولغض البصر أو حتى لو نظروا للمرأة المتبرجة يجب أن يكون هذا الشيء طبيعيا,ولا أدري كيف بالنساء الجميلات يخفين زينتهن التي أعطاهن اللهُ إياها؟يجب إظهار هذه الزينة وعدم إخفائها وعلى الرجال أن يمسكوا أنفسهم عن التحرش بالنساء.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=91779

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

مشروع تاسيس جمعية اللطم ذات المسؤولية المحدودة

عدد من الشباب يراودهم طموح بانشاء جمعية للطم ولكن ذات مسؤولية محدودة.
ورغم ان هذا المشروع متوفر حاليا ولكنه ظل بعيدا عن التشريع القانوني ومن هنا بادر هؤلاء الشباب لتقنينه وبعث الروح القانونية فيه.
اللجنة التاسيسية لهذه الجمعية اجتمعت امس لمناقشة عدد من القضايا التي تهم اللطم واللطامة.
وقد وصف بعض المطلعين على ورقة عمل هذه الجمعية بان اعضائها هم من المشاغبين ولايمكن ان يحققوا اهدافهم.
احد المشاغبين الذي يشاهد انواع من اللطميات يوميا بحكم قرب مكان عمله من العتبات المقدسة في النجف الاشرف قال في الاجتماع يجب ان نعرف عدد اللطميات خلال السنة والا ستكون جهودنا ضائعة،ولكن احد المؤسسين رد عليه بالقول : ان هذا امر سهل فقط اذا اردنا ان نعرف عدد المناسبات الدينية سنعرف كم لطمية حدثت وكم عدد اللطامين.
وقدم يماني وهو احد الاعضاء الناشطين مقترحا للحكومة لتبدييل اسماء الوزارات باللطميات,, لطمية النفط و لطمية التجارة و المالكي رئيس اللطميات في وزارات الداخلية والدفاع والامن القومي، لكن هذا الاقتراح لم يعجب معظم الاعضاء لأنه سيجلب السخرية للجمعية وستكون محل تندر من العامة وربما يتهموها بانه جمعية اليسار الديمقراطي السلفي.
وتضمنت ورقة العمل اقتراحا بزيادة عدد المناسبات الدينية من اجل تشجيع العامة على ممارسة هذا الطقس الديني ولكن رئيس اللجنة التأسيسية انبرى اليه قائلا:
اسمع ياأخي، لدينا في العراق كما تعلم 7 ملايين تحت خط “الفكر” وهؤلاء من حقهم ان يلطموا في أي وقت يشاءون،انهم ياسيدي لايلطمون على الامام الحسين بقدر مايلطمون على حظهم الاغبر ووقوعهم بيد هؤلاء اللصوص.
هناك مليون ارملة،استشهد زوجها او ابنها او ابنتها او اخوها،وهن من حقهن ان يلطمن ليس فقط على الامام الحسين وانما على المصيبة التي وقعت على رؤوسهن خصوصا وان بعضهن يعشن على بقايا الطعام في براميل الزبالة.
ثم هل تريد ان تقول لي لماذا لايلطم خريج الجامعة وهو مايزال يأخذ مصروفه اليومي من امه؟.
وهل تريد ان تقنعني ان الاطفال يجب الا يمارسوا اللطم لأنهم في مرحلة الدراسة والتحصيل العلمي؟.
وبدلا من ان يذهبوا الى المدارس المكتظة ويأكلون البسكويت المنتهي صلاحيته يبيعون “الحب الابيض” وشعر بنات ليوفروا قليلا من الدنانير لوجبة عشاء قد لاتكفي الا لفرد واحد فقط.
هل تريد ان تقول لي ان المتقاعدين يجب الا يلطموا لأنهم كبار السن وقانونهم البرلماني مايزال مثل الراقصة في الملهى تظل تدور وتدور حتى تتعب ثم تنحني للجمهور وتغادر المسرح وتعيد نفس الرقصة في الليلة التالية.
هل احصيت عدد المتسولين في مدينتي كربلاء والنجف والتي تعادل ميزانيتها بلدان مثل الصومال وآرتيريا والسودان؟.
اتركهم يلطمون يا أخي خصوصا وانهم يقرأون يوميا عن المليارات التي تسرق من افواههم.
كما قلت سابقا واكرر لك انهم لايلطمون حبا بالامام الحسين بل ارادوها مناسبة ليفرغوا ما قلوبهم من غيظ،انهم يبكون ولكن ليس على استشهاد الامام الحسين بل على شهداؤهم الذين غرقت الشوارع بدامائهم.
ورغم تسرب معلومات عن وجود خلافات حادة بين الاعضاء المؤسسين الا انه لم يتأكد بعد من صحتها.
وجوبه اقتراح تحديد ايام اللطم بعد ذلك بمعارضة شديدة وقال المعارضون انها يجب ان تكون بعدد ايام السنة حالها حال المفخخات.
ومن اقصى القاعة عاد يماني ليصيح: أرفع ايدك واسمع المستهل عيوني.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

” لا تخجل .. لا تستحى ”

تعرى. علاقات جنسية. مخدرات. سرقة. عنف … و أخيراً ثقافة الخيانة؛ خيانة الصديق و الحبيب و الوطن.

لا داعى للخجل و لا الحياء فهى صفة المعقدين و المهزومين و المتخلفين .. تلك هى الشعارات التى تزورنا يومياً فى بيوتنا منة خلال ألعاب ألإنترنت و السينما و التليفزيون وحتى أفلام الكارتون لكى ينشأ جيل ماريو و رامبو و شايلوك. أفلام العصابات و بطولات الشرطة الوهمية و اعتقالات فى الشوارع الهوليودية و خلق ثقافة الانتماء للجسد الأمنى

“T.A.W.S “

منظمة البوليس و العضلات و الملابس الرسمية و السيارات التى تنطلق بدون حدود و كأنها لوحدها فى الشارع.

تعددية النساء فهم ليسوا إلا أزياء للسهرة أو الصباح و ثقافة أن القانون يطبق إذا استطاع الشرطى إلقاء القبض عليك فقط و إذا لم يستطيعوا فأنت ذكى, فلعبة GAT5 صراع مع الشاشة أهم مهمة لها هو قتل القوى لكى تشعر بالبطولة و الرجولة و هكذا أصبح مفهوم الرجولة فقط العراك و القتل و هى بديل لهم لكونهم مهزومين فى الحياة.

أن من أهم مكونات المجتمع العربى ثقافة الأسرة و قلب العرب (عاطفى دافئ) لا يمكن تبريدها فهى جينة فى عقل الأرض و ليست فى ألإنسان لقد لاحظت الكثير من الأوروبيين و هم أصدقاء لى و مقربين و عشنا معنا سوية فى الوطن العربى, يبدأ فؤادهم بالدفء و يبتعدون عن البرودة فالمجتمع أصله العلاقات العائلية و هى صفة الشرق من اليابان مروراً بالصين و حتى المغرب و نزولاً بأفريقيا السمراء و صعوداً لبلدان الشرق الأوروبى, البلقان فاليونانيين و الإيطاليين و الأسبان شعوب أوروبية بقلوب دافئة.

أتذكر عندما بكت صديقتى الأمريكية فى السعودية وقت المغرب عندما انطلق الآذان من كل مكان و كنا نحن فوق شرفة بناية, و صديقى الإنكليزى الذى انقطعت أخباره عنى عندما كنا فى العراق كيف كان يرتدى الدشداشة و يأكل معنا باليد و يشرب العرق و تزوج مسلمة و أسلم شكلياً و قال لى بصراحة أحب أن أبقى هنا فالجميع أشعرنى بالمحبة و الكل أهلى, أما أهلى فى لندن التقي بهم فقط فى عطلة الميلاد المجيد “الكريسماس”.

الرهان الغربى نجح و هذا قتل لأمة عظيمة و لكن بشر القاتل بالقتل و لو بعد حين .. و معنى أن العدالة سوف تأخذ مجراها يوماً, فما فالله بغافل كما تعتقدون …

حكمة تفسيرها ليس صعباً. افعل و سوف ترى و هذا ينطبق على الشعوب و الأمم, هنالك زمن افتراضى للأمم و هنالك زمن مرسوم للبشر.

لا تسقط أمة إلا إذا هى اسقطت نفسها و ليس هنالك سبب واحد لسقوط أمم جذورها من الزمن السرمدى قبل الخليقة و حتى اليوم .. ما نشاهد اليوم مسرحية على خشبة المسرح زمنها لم ينتهى .. أما ثقافة العرب فلا تنتهى و انما هى فى مرحلة المخاض الجديد.

(تفاءلوا بالخير تجدوه) .. هى جزء أساسى من ثقافة العرب.

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment