رقابة الرجال على ملابس النساء

في قضية المرأة بالذات وتبرجها,نجد القرآن مقلوبا رأسا على عقب,إذ أنه يطالب النساء بإخفاء زينتهن, في حين أن الصحيح هو أن يظهرن زينتهن وأن يأمر القرآن الرجال بعدم التحرش بالنساء, وبهكذا مسألة نصل إلى لب المجتمع المدني الحديث الذي تسود فيه قواعد الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان, المرأة ليس من المطلوب منها أن تقوم بستر لحمها,فهذا الجمال يجب أن تتباهى فيه كل امرأة جميلة وبأن يشاهده كل الناس سواء أكان الأهل أو الأصدقاء أو الجيران,ولكن كون الرجل المسلم مريض في أخلاقه وغير قادر على ضبط نفسه أمام جمال المرأة فمن الطبيعي أن يثور ويهيج لمنظر الأرجل أو الصدر النافر,لكون الرجل العربي المسلم غير قادر على إخفاء نزواته لذلك يأمر المرأة بأن تخفي كل ما لديها من زينة,وهذا خطأ واضح في أخلاق المسلمين, ولكن في المجتمعات الغربية نلاحظ أن الرجل هو الذي تربى على احترام جمال المرأة والتحكم بنزواته, وعملية تبرج المرأة في الدول المتقدمة من كثرته أصبح شيئا طبيعيا وتمر المرأة في الأسواق وهي متبرجة ومع ذلك لا أحد يكترث لهذا الموضوع إلا القلة النادرة,ونخلص لنتيجة مؤداها أن الرجل العربي المسلم غير مهذب لأنه يفتن بالمرأة بسرعة,ولو كان مهذبا جيدا لَما اكترث لجمال المرأة,ولما تحرش فيها بالنظر أو باليد الطويلة.

الرجال هنا في دولنا العربية يراقبون الجسد كثيرا وخصوصا جسد المرأة وملابس المرأة,ومع من تتكلم المرأة,وعلى من تُسلم المرأة؟ومع من يجب أن تخرج المرأة من بيتها,وكيف تجلس المرأة وكيف تقعد المرأة,وكيف تلبس المرأة؟وما الذي يجب أن تلبسه المرأة؟وما الذي يجب أن لا تلبسه المرأة,هنا التركيز كثيرٌ على المرأة,طبعا السبب واضح وهو لأن الرجل العربي المسلم غير مؤدب بقواعد المجتمع المدني الحديث,وبدل أن نولي اهتمامنا بالرجل وتهذيبه نجدنا نذهب إلى كبح جماح المرأة وقمعها,علما أن الرجل العربي المسلم هو المحتاج للقمع أكثر من المرأة وعلى المرأة أن تلبس من الملابس ما شاء لها أن تلبس وأن تظهر جمالها لكل الناس,وأن يبدو هذا الوضع وضعا طبيعيا.

لم اذهب طوال حياتي إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل لأشاهد الحياة العامة هنالك,ولكنني على الأقل شاهدتُ بعضا من الحياة العامة في التلفاز وفي السينما الأوروبية والأمريكية وحتى الصينية منها والكورية إلى أن تصل إلى السينما الروسية والإسبانية واليابانية,ولاحظتُ هنالك أن النساء تمشي في الشوارع وهن شبه متعريات,حتى اللواتي على البحر يلبسن البكيني ولم الحظ عيون الرجال والنساء وهن مدهوشات من ملابس النساء,والرجال لا يلحقون ولا يتحرشون بالنساء المتعريات سواء أكان التحرش بالكلام أو بالعيون أو حتى بالأيدي,إلا في الدول العربية الإسلامية التي لا تسلم فيها المرأة من التحرش مهما كانت تلبس سواء أكان لحمها من فوق الركبة مكشوفا أو من تحت الركبة,طبعا والسبب واضح جدا وهو أن المجتمع الإسلامي كله مريض جدا من طقطق حتى السلام عليكم.

العربُ المسلمون يفرضون على الملابس مراقبة حثيثة جدا,فإذا مرت امرأة في السواق وهي تلبس ملابس أجنبية فإن العيون تلحقها وتطالبها بستر نفسها وبلبس ملابس محتشمة ,وحجة ذلك حمايتهن من أعين الرجال,ولا أدري لماذا الرجال مهتمون جدا بملابس المرأة إلا لكونهم يحملون أنفس دنيئة,فهم يشتهون المرأة كثيرا ولا يعرفونها إلا وقت المضاجعة,ويأمرونها بالتدثر من أعلى إلى أسفل,خوفا على قضبانهم من الانتصاب,وهذه الظاهرة لا توجد إلا في الدول العربية الإسلامية التي تكثر فيها دروس الوعظ والإرشاد الديني,ومع ذلك تكثر عمليات التحرش بالأعين وبالألسن وبالأيدي,ومعظم النساء الذاهبات إلى التسوق لا يسلمن مطلقا من أيدي وألسنة المتحرشين عندنا في الدول الإسلامية ولكن تعالوا لنلاحظ المرأة المتبرجة في أوروبا والتي تخرج للشارع مع قليلٍ من التحرش وعلى الأغلب عدم الاكتراث بما تلبسه من ملابس علما أن المواطن في الدول العربية لا يستمع إلى الوعظ والأخلاق والتربية على الأخلاق الحسنة بقدر ما يستمع لها المسلم في الدول العربية ومع ذلك تمر المرأة في الأسواق الأوروبية دون أن تتحرش فيها أعين الرجال كما هو واضح في الدول العربية.

وما زالت العائلات المسلمة في الدول العربية يوميا تناقش ملابس المرأة وشعر المرأة وأرجل المرأة في الوقت الذي نكون فيه محاجون لمناقشة قضايا الفساد المالي والإداري والسياسي ,وتباً لمجتمع إسلامي يناقش حجاب المرأة وشعر المرأة وليل نهار ينفق الأموال في سبيل تغطية حملات توعوية من هذا الشكل في الوقت الذي لا ينفق فيه المساعدات المالية على الأسر الفقيرة,فأيهما أولى أن نناقش أرجل المرأة وصدر المرأة وبنطال المرأة أم أن نناقش قضايا الفقر وتخفيض عدد جيوب الفقر؟.

إن المجتمع العربي الإسلامي مريضٌ جنسيا,وبحاجة إلى المزيد من دروس التقوية الأخلاقية فخروج المرأة متبرجة مكشوفة الصدر أو الأرجل ليس مثيرا للفتنة ولسنا بحاجة لنقول للمرأة احتشمي يا أختاه,والذي بحاجة للاحتشام هم الرجال وليس النساء, فمثلا هذا البنك في الشارع وتوجد فيه نقود كثيرة فأيهما أولى بغض النظر عن المال وأيهما أولى بالاحتشام؟خزينة البنك أم أعين وأيدي الناس؟ من الطبيعي أن تحتشم أيدي الناس لكي لا تمتد إلى سرقة ما بداخل البنك من نقود,وكذلك هي قضية المرأة فالمرأة عليها أن تلبس ما تشاء من ملابس وبأن لا تغطي شعر الرأس وعلى الرجال أن يكفوا عن ملاحقة النساء وأن يبدو موضوع التبرج وكشف اللحم الأسمر والأبيض والأشقر والأسود شيئا عاديا,ليس فيه جنحة أخلاقية, الرجال العربُ المسلمون محاجون للتربية ولغض البصر أو حتى لو نظروا للمرأة المتبرجة يجب أن يكون هذا الشيء طبيعيا,ولا أدري كيف بالنساء الجميلات يخفين زينتهن التي أعطاهن اللهُ إياها؟يجب إظهار هذه الزينة وعدم إخفائها وعلى الرجال أن يمسكوا أنفسهم عن التحرش بالنساء.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=91779

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.