عدالةٌ من زجاج

عدالةٌ من زجاج

العدالة: كريستي توماس

العدالة: كريستي توماس

في اليومين الماضيين ، كان الحدث الذي تندر حوله الكثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي ، علي تضارب ميولهم ، هو وضع الدكتور “محمد مرسي” أثناء محاكمته ، ولأول مرة في مصر ، في قفص من زجاج ..

وأن يوضع أثناء محاكمته في “صوبة” ، أول رئيس مصري أتته الرئاسة منقادة من خلال انتخابات ، لأول مرة في تاريخ مصر ، لا تشوبها شائبة ، لهو حدث من الغرابة بمكان طليعيِّ ، ومن السخرية التي تتابع ترهلها بمكان أيضاً ..

وتماشياً مع أبواق النظام سوف أفترض جدلاً أن الدكتور “مرسي” قد ارتكب في عام واحد كل هذه الجرائم الباهظة ، فماذا إذاً عن ذاكرة المصريين التي لم ينطفئ فيها بعدُ تلك العناية الشديدة بـ “مبارك” وحاشية “مبارك” الذي سرق طفولة عدة أجيال كاملة ، أثناء محاكمته ؟!

سؤالٌ يجري في يقين السخافة ..

ولأن الوطن الممتد من الماء إلي الماء ، أو من المحيط إلي الخليج ، هو بالأساس وطنٌ من سخرية ، ومنظومة من أشياء الكوميديا السوداء ، فإن العثور في الظلال السهلة علي مبررات الإذعان للضحك الذي كالبكاء ميسر جداً ، ومتصل !!

ولقد كان أحد الأحداث التي تندر بها عقلاء العرب مؤخراً هو حصول أحد (الباحثين) في “مملكة آل سعود” علي درجة الدكتوراة ، أعز الله القارئين ، في “فقه الضراط” ، أو أحكام ما يخرج من الإنسان من أصوات عن طريق غير الفم ، نفس المعني ، وهذا الباحث ، أعزه الله ، واحد من علماءنا الأجلاء الذين سيكونون ، حين يرحلون عن العالم إلي الخندق الآخر ، قد تركوا لمن بعدهم عالماً أفضل مما كان عليه قبل أن يولدوا ، تماماً كما فعل “آينشتاين” ، ذلك اليهودي القادم من سلالة القردة والخنازير ، كما سيكونون ، جزاهم الله خيراً ، قد وضعوا حلولاً ناجعة لقضايا جوهرية ستغير وجه التاريخ ، مثل ، أحكام الحيض ، وأحكام بلع النخامة في رمضان ، معذرة ، فإني لا أريد والله أن أحرك غثيان أحد ..

ومما ضاعف من عصبية السخرية من هذا الحدث عمقاً ومرارة أنه تزامن مع حدث آخر وفاضح ، وهو أن بعض الباحثين الكفار ، الذين غضب الله عليهم وروسوله والمؤمنون ، توصلوا لآلية أكيدة لعزل مكونات الخلايا الجذعية ، وهو حدث سوف يجعل الكثير من الأمراض الضالعة في العصيان علي الطب تنسحب إلي ركنها المهجور !!

وبين الحدثين علاقة وثيقة ، فكما أن لـ “آل سعود” رغبة في الاستفادة من حصانة الغفلة ، لذلك هم يشجعون مراوحة العقول في مكانها الخاطئ ، هم يشجعون أيضاً إجهاض أي نقطة ضوء في الجوار يمكن أن يبصر فيها القطيع جمال الحرية في إطاره ، ربما لإدراكهم التام أن هذا من شأنه أن يرج الريح في قامة عروشهم !!

مقاربة أخري تضئ هذه العلاقة بين الحدثين ، ألا وهي بالأساس إحداث صوت ، مع الأخذ في الاعتبار الفارق الرحب بين ما يخرج من صوت عن طريق الفم وما يضل ذاك الطريق ويسلك الطرق الخلفية !!

فكما أن رسالة (الباحث السعوديِّ) تدور حول أحكام ما يصدر عن الإنسان من أصوات عن غير طريق الفم ، كذلك ، فحروف العلة في وضع الدكتور مرسي في قفص من زجاج ترتفع إلي الخوف من أي صوت يخرج من فمه ، وهذه شهادة له لا عليه !!

ولا شك أن الدكتور “مرسي” روي لنا من القفص الزجاجيِّ ، علي غير ما يشتهون ، نَسَبَ الأسد ، وكانت حركاته تعكس في الذاكرة علي الفور حركات المصارع “الروك” علي الحلبة ، وأكاد أجزم أنه لو تمكن من الإفلات من قفصه لأوسع كل من في قاعة المحكمة “بودي سلام” ، وعضَّاً وركلاً ، وصفعاً ، و”مانشيتات” ، وضرباً بأي شئ تقع عليه يداه ..

كما لا شك أنه أكد لنا سلامة تصريحه الشهير بأنه ينتمي إلي عائلة “عبس” ، وأنه بالفعل من أحفاد “عنترة بن شداد” وأخيه “شيبوب” ، فإن هذا التحفز الطبيعي للقتال ، واهتزازات الجسد العصبية عند رؤية الأعداء كان من أهم ما نقلته لنا الروايات عن جده “عنترة” وشقيقه “شيبوب” !!

بالإضافة إلي هذا فهو من أبناء محافظة الشرقية ، وهذا بعد إضافي من أبعاد شخصيته لا يمكن إغفاله ، حيث لا يخفي علي أحد أن لكل إقليم في مصر شخصية تميزه ، وتنسحب بالضرورة علي ساكنيه ،،

كما لا يخفي علي أحد أن أهم ما يميز إنسان “الشرقية” هو صعوبة المراس كما الكرم ، وهو عنهم مشهور ، وليست من فراغ الحكاية الرائجة أنهم استضافوا القطار ، أو بالعامية الدارجة “عزموا القطر” ،،

ولأنه بضدها تتمايز الأشياء ، كما قال الشاعر ، كما لأنه لا يوجد في مصر من يؤدي وظيفته علي الوجه الأكمل كالحشاشين ، كان لابد أن تتطور الحكاية إلي نكتة من نكات القاع ، وأصبح ذلك القطار الذي استضافوه كان مأهولاً بأهل المنوفية ، وكل مصري يعرف بالتأكيد ماذا يعكس في الذاكرة ذكرُ إنسان “المنوفية” ،،

استضافوا أهل “المنوفية” الذين توقف بهم القطار لعطل ما في “الشرقية” ، ثم توقف القطار لعطل ما ، علي عهدة الحشاشين ،بعد أسبوع واحد بأهل الشرقية في المنوفية ، فما كان من “المنايفة” رداً للجميل ، وبدلاً من استضافتهم ، سوي أن تعاونوا جميعاً علي دفع القطار ، أو بالعامية ” زق القطر ” المعطل بالأيدي حتي الشرقية !!

بعد آخر من أشهر أبعاد شخصية “الشرقاوي” هو الاستعداد الدائم للدخول في عراك ، بل تربية الذرائع لاستدعاء العراك ، لذلك ، كان لهم وحدهم دون سائر أهل مصرعادة خاصة ، كأنهم اتفقوا عليها لخلق سبب وجيه للمعركة ،،

هي عادة “تحويد العروس” ، وهي عادة حكي عنها باستفاضة في إحدي روائعه ، أديبنا الكبير “يوسف إدريس” ، وهو من هناك ، وهي ببساطة أنهم كانوا إذا تزوجت عروس في ذلك الزمان في قرية بعيدة ، فعلي طول الطريق بين القريتين ، يخرج رجلٌ من أهل كل قرية أو كفر أو عزبة يمر بها موكب العروس لاعتراضه وتقديم عرض باستضافة الموكب في هذه البلدة ، وإذا قبل الموكب الاستضافة و “حوَّدوا” بالعروس علي هذه البلدة ، فهي وصمة عار تلطخ قريتهم إلي الأبد ، كما يعايرون بها فيما بعد ،،

لذلك كان أهل بلدة “العروس” يعدون العدة جيداً قبل خروجهم بالموكب ، ويحرصون علي أن يأخذوا معهم كل ذي ذراعين صالحين للعراك ..

لابد أن يرفض الموكبُ التحويد ، كما لابد أن يصر الرجل علي استضافتهم بالقوة ، ولابد أن تولد المعركة ثم تترهل إلي حد تصبح معه السيطرة عليها مستحيلة ، يستعرض فيها كل طرف قوته ومهاراته في الضرب ، ولابد أن تنتهي المعركة بعد إنهاك الطرفين وخسارة الكثير من الدم ، ثم يواصل الموكب المنهك سيره في النهاية ، تنتظره الكثير من المعارك القادمة ،،

وكان لابد أن يجئ يوم تنهار فيه هذه العادة تماماً ، حدث هذا علي يد المواطن الشرقاوي الشريف ” رجب أبو شمعة ” ، فقد خرج يتقدم ممتطياً حمارته القصيرة موكب عروس من بلدته ، واعترض الموكب عبدٌ أسود لسيد خسر ماله ، وأصر العبد علي تحويد الموكب لقصر سيده ، ورج الرعب قامته في قلب “رجب أبو شمعة” من منظر العبد ، ودفعاً لما لا تحمد عقباه التفت إلي الموكب خلفه وصاح :

– حوِّدْ !!

دون أن يدور بباله أنه بفعلته هذه كان السبب في طرد العبد من خدمة سيده الذي كان لا يعلم شيئاً عن نية عبده ، والذي فوجئ بالموكب يمرح في ساحة القصر بحميره وجماله وخيوله ، وأدرك أن عليه وهو المفلس إطعام كل هؤلاء ..

وراقت اللعبة للمواطن الشريف “رجب أبو شمعة” ، فراح كلما اعترض الموكب أحد ، أي أحد ، وإن كان طفلاً عابثاً يمسك في يده عوداً من ذرة ، يلتفت للخلف حتي قبل أن يتم الرجل كلامه :

– حوِّدْ !!

هذا جعل “العروس” تصل إلي بيت عريسها بعد أيام من بداية الرحلة التي لا تستغرق في غير هذه الظروف ساعات معدودة !!

لعل هذه كانت في ذلك الزمان تسليتهم الوحيدة ، ورياضتهم المحلية ، لعلها أيضاً كانت السبب في كثرة زواج الأقارب هناك ، فمن ذا الذي يجازف بالتضحية بنفسه وأهل قريته في سبيل رجل غريب لا تصل ابنته إليه إلا بعد آلام وأهوال ، إن لم يكن من مشجعي هذه الرياضة !!

ومادام الأمر هكذا ، فإن من سخف القول ، بل السقوط ، أن يفسر محللو البلاط تصرفات الدكتور”مرسي” بأنها ناجمة عن اضطرابات نفسية ،،

فإن شخصاً كالدكتور “مرسي ” تنخفض جذور سلالته إلي قبيلة عربية احترفت الغارة ، وكانت إحدي “جمرات العرب” ، كما ينتمي إلي هكذا قوم احترفوا لعبة “تحويد العروس” ، وربما كان واحد من أجداده قّتَلَ أو قُتِلَ لمجرد القتل المسلي في تلك اللعبة ، بالإضافة إلي ثقافته الإسلامية التي تعتمد القصاص كجوهر من الواجب أن يلجأ إليه المسلم إذا تهضم حقه جائر ، لابد أن يتصرف هكذا ، وأن يتصرف هكذا جداً !!

مع هذا ، يجب ألا يمنعني الإعجاب به عن القول أن اختيار الإخوان له ، وله علي وجه الخصوص ، كمرشحهم للرئاسة كان أكبر أخطائهم علي الإطلاق ، ولعلهم أرغموا علي اختياره تحت ضغط الآلهة البشرية الضالعة في سماء مزيفة ، ليوم له ما بعده ، وأكاد أقسم بالعطر أنهم لو اختاروا وسيماً كـ “باسم عودة” مثلاً ، ما دام إعجاب النساء بالحكام لا الصناديق هو المعيار الآن ، لما استطاعت حتي الريح الصرصر العاتية أن تزحزح سلطتهم !!

كيف ينظرون إلي الرجال في مصر ؟!

عدالةٌ من زجاج ،،

ليس القضاء وظيفة ، بل هو الضمانة المفصلية لوطن حر وكريم وللجميع ، والقاضي يجب أن يكون أبيض كوجه “هملايا” ، يجب أن يكون أبيض كوجه هملايا وعلي مسافة واحدة من الجميع ، بل أسافر في الأحلام أبعد لأقول يجب أن يكون أقرب إلي المستضعفين لا إلي ولاة الأمور ، فإن القاضي الذي ينظر من نوافذ الآخرين الشاهقة لا يمكن أن ينتبه إلي الشعير الذي يحجب الجبال البعيدة أمامها ،،

من السئ أن هذا القاضي الأبيض كوجه “هملايا” في تاريخ الوطن الممتد من الماء إلي الماء لا نعثر عليه كثيراً ، ولأنهم قليلون فالاحتفال بهم في التراث زائد عن الحد ، ولأنهم ، وفيما يشبه العرف الدارج ، اختاروا علي الدوام خندق الحاكم ، انزلقوا في شراك البسطاء التي لا يملكون غيرها من عتاد ، أقصد سخرية القاع لا أكثر!!

يقولون :

تقدم رجلان إلى “الشعبي” ، فقال أحدهما :

– لي عليه ، أعز الله القاضي ، كذا وكذا من المال ،،

فقال “الشعبي” للمتهم :

– ماذا تقول ؟

قال المتهم :

– يسخر بك أعزك الله !!

وما أشبه الليلة بالبارحة ،،

كان “عبد المرضي أبو بظيو” المرحوم ، وهو أحد أهل قريتي ، مجنداً فرَّ من معسكره وسافر إلي القاهرة ظناً منه أنه سيضيع في زحامها ، غير أنه ضبط ثم قدم لمحاكمة عسكرية ، وحين يروي أهل قريتي تفاصيل هذه المحاكمة ، تكتشف أنهم يروون تفاصيل محاكمة مدنية ، والحكاية حدثت بالفعل ، لكنهم كعادة الفارغين لابد أن يضيفوا لمساتهم الخاصة ، يقولون أن القاضي قال :

– حكمت المحكمة حضورياً علي المتهم “عبد المرضي عبد الشافي بظيو” بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة المؤبدة !!

ويرتفع القانون عن الأرض أميالاً ، ويستأنفون، صاح “عبمرضي” في هياج :

– ليه يا سعات البيه ، الله يخرب بيت أبوك !!

ما أشبه الليلة بالبارحة ، ولا ينطوي هذا علي غرابة ، فالمياه آسنة ، وآثمة ، ولا جديد يمكن أن يولد في المستنقع سوي الطحالب الضارة !!

حكاية أخري ، أفرد لها “الثعالبي” عنواناً في كتابه “الموصوف والمنسوب” ، “قاضي جبل” ، يقول عن هذا القاضي :

” و”جبل” ، مدينة من طسوج كسكر ، وكان قاضيها أغر محجلاً في التخلف ، فرفع إلى “المأمون” أنه يعض الخصوم، فوقَّع ، “يُزنق” !!

هو يقول أن هذا القاضي كان يعض الخصوم ، فشكوه إلي الخليفة المأمون ، فماذا فعل أمير المؤمنين يا تري ؟ ، لقد ضحك حتي فحص برجله كما كانوا يقولون قديماً ، ثم كتب علي ظهر الرسالة “يُزنق” ، هو يعني ، يكمم فمه كما يفعلون مع الخيول حتي لا يتمكن من العض !!

بني وطني ، أما كان أجدي أن يعزل هذا القاضي لولا أن استمراره في منصبه وجد هوي في نفس الراعي كأداة موالية ضمن منظومة من الأدوات الضرورية للسيطرة علي نوازع الرعية ، وليذهب أهل “جبل” إلي الجحيم ؟!

و”جبل” مرة أخري ، هذا البلد المسكين ، ولكن أقدم لهجة ، فأمير المؤمنين هذه المرة هو “هارون الرشيد” ، والد “المأمون” الذي ورث الخلافة عنه بعد أن قتل أخاه ، أولئك المنحدرون من السلالة المباركة التي كأنها حدثت سهواً ،،

يقولون :

وَلَّى “يحيى بنُ أكثم” ، وهي القاضي المشهور باللواط ، وأفرد له “الثعالبي” في كتابه “الموصوف والمنسوب” فصلاً ببعنوان “لواط يحيي بن أكثم” ، وهو الذي قال فيه شاعر قديم :

متي تصلحُ الدنيا ويصلحُ أهلُها / وقاضي قضاة المسلمين يلوطُ

ولَّي قاضي قضاة المسلمين هذا ، قاضياً على أهلِ “جَبل” فبلغَ هذا الأخيرَ أنّ “الخليفةَ الرشيد” قد انحدرَ إلى البصرة ، فقال القاضي لأهلِ “جَبل” :

– إذا اجتازَ “الرشيد” هَا هُنَا فاذكروني عندَهُ بخيرٍ !!

فوعدوه بذلك ، غير أنّهم أخلفوه الموعد ، إذ لمّا جاء “الرشيد” ناحيتهم تقاعدوا عنه ولم يكن له ذكر بالمرة ، فما كان مِن “قاضي جبل” إلا أن سرَّحَ لحيتَه وكبَّر عمَّتَه ، وخرج فرأى “الرشيد” في الحراقة ومعه “أبو يوسف القاضي” فقالَ “قاضي جبل” مِن بعدِ ما غيّر سحنتَهُ :

– يا أمير المؤمنين ، نِعْمَ القاضي “قاضي جبل” ، عدل فينا ، وفعل كذا وكذا !!

وجعل يُثني على نفسه كثيراً بكلّ ما يُمكنُ أنْ يُمدح به قاضٍ !!

فلما رآهُ “أبو يوسف” حتى عرفه فضحِكَ كثيراً ، فقال له “الرشيد” :

– ممَّا تَضحك ؟

فقالَ “أبو يوسف” :

– يا أميرَ المؤمنين ، إنّما كانَ المُثْني على القاضي هو القاضي نفسه !!

فما كانَ من الخليفة “هارون الرشيد” إلاّ أن راحَ في نوبةٍ مِن ضحكٍ فَحَصَ على إثرِها الأرضَ برجلِه مِن شدّةِ نوبة ضحكه !!

رجل الدين أيضاً يجب أن يكون أكثر بياضاً ، ولا ينزع إلي طرف دون طرف ، أو يري في أقواله أو أفعاله سوي وجه الله الذي يصوره للبسطاء كضالع في السماء ، لكن للأسف ، الكثيرون من رجال الدين علي الدوام هم امتداد لـ “شهر بن حوشب” ، الذي كما يصوره لنا شاعر عاصره :

لقد باعَ شهرٌ دينَهُ بخريطةٍ / فمَنْ يأمن ِ القرَّاءَ بعدكَ يا شهرُ ؟!

لقد ذهب الشاعر ، وذهب “شهر” ، وذهبت الخريطة ، وهي حقيبة نقود بلهجة هذا الزمان ، وبقي البيت والإدانة الفادحة ..

بني وطني ، أعرف أنكم عبيد لهذا النداء ، الحق أقول لكم ، المشهد برمته مسرحية ركيكة الهدف منها هو وصل ما انقطع لبعض الوقت من أوصال وطن الحاكم الإله ، فهنيئاً للشاربين !!

وقفة مع النفس هي كل ما نحتاج ، قليل من التواصل بين الظاهر والباطن ، وبعض التساؤلات البريئة ، والتساؤلات ضرورية لبلوغ اليقظة كما يقول البوذيُّون ، ويسمونها “الكوان” ، ومن جهتي ، سأعطيك حزمة من التساؤلات ، مثل :

من الذي سرق من “ياسر برهامي” بهجته المذاعة عن عمد بتقييد الحريات في الدستور ؟

أين اختفي الضباط الملتحون بعد نهاية منتصف العام الماضي ؟

أين ذلك الترزيُّ غريب الأطوار الذي أبدي رغبته في تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

لا تنهك عقلك فيما لا طائل من ورائه ، فلا شئ يستحق ، ذلك أن الانطباع هو الإيمان بالإطار الوطنيِّ كلوحة رديئة ، مسكونة بأشباح لا تقيم وزناً لقواعد المنظور ، وتفضل عدالة القوة علي قوة العدالة ..

النفاق ، النفاق ، النفاق ، التكرار ..

وكما قال قديماً فيلسوفٌ رومانيٌّ ، عاتبه البعض علي إسرافه في نفاق أحد قادة روما :

“إن رجلاً يتحرك بإشارة من يده اثنا عشر فيلقاً هو دائماً علي حق “

ربما ، وربما هو المهديُّ المنتظر !!

‎محمد رفعت الدومي – مقكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

حكاية واحد اسمه الشهرستاني عاد من الكهف

عاد الشهرستاني حفظه الله الى محبيه بعد اعتكاف استمر عدة شهور في كهفه القريب جداً من المنطقة الخضراء،
وتناقل المحبين ان سبب اعتكاف الشهرستاني كل هذه الشهور هو بتجريب تطيير (افيالة) جديدة وهي كناية عند العراقيين تعني ان بالإمكان الفيلة ان تطير حسب بعض الخبراء في الكذب المصطف.
قبل ان نعرج على ماقاله الشهرستاني (قدس) أمس لابد من تذكير كل العراقيين الموالين لداعش والغبراء او النافرين من الانتخابات او ممن اسلموا قدرهم الى العلي القدير واكتفوا باللطم على حظهم الذي لا يختلف عن حظ العزباء التي فاتها قطار الزواج من سنوات.
التذكير يقول ان الغاز المنبعث من آبار النفط في جميع الحقول العراقية اصبح عمره الان اكثر من 50 ينبعث الى الهواء الطلق راكضا نحو عنان السماء وكأنه يبحث مثل البعض على حوريات جميلات.
هذا الغاز أيها السادة مازال يذهب هدرا وهو يعادل في قيمته موازنة أمريكا بكل عظمتها واليابان بكل تقنياته وبلدان الشرق الأوسط بكل صلافة وقذارة حكوماتهم.
هذا الغاز تعيش عليه دويلة اسمها قطر ومساحتها لاتعادل حتى مساهة “سوك العورة” ومع هذا فهي تصرف البلايين في مصر وسوريا واذربيجان وموسكو و..الخ.
ومع هذا فما زلنا نستورد الغاز من عمتنا الحبيبة وفي السابق كنا متفرج عليه وهو ينطلق نحو الأعلى متخيلين انها احدى الألعاب النارية.
لم تفكر أية من الحكومات المتعاقبة ان توفر هذه الثروة لناسها بل تركته وكأنه ينطلق من هضبة التبت.
بعد هذه الثرثرة يأتينا الشهرستاني ويقول ان بلاده هي خامس أكبر دولة في احتياطيات الغاز والتي تقدّربـ 280 ترليون قدم مكعب.
ولأننا مسقبليوا النظرة ولايهمنا الحاضر ابدا فالشهرستاني يؤكد ان العراق سينتج 9 مليارات برميل نفط يوميا بحلول 2020.
فعلا الفيلة تطير.
ويضيف مربي الفيلة قائلا:ان احتياطي الغاز في العراق يصل الى 280 ترليون قدم مكعب وان ترتيبه هو خامس اكبر دولة في العالم في احتياطي الغاز الطبيعي، مضيفا وتم حفر 600 بئر نفط وتم تدريب الآلاف من الكوادر الفنية العراقية العاملة في مجال النفط.
ويضع الشهرستاني خط رجعة له فيما اذا لم يتحقق ذلك بالقول أن “ظروف الحرب الدائرة في الجارة سوريا قد انتقلت بتأثيراتها عبر الحدود مسببة عرقلة بمشاريع النفط والغاز في الحقول العراقية وإلحاق أضرار بأنبوب التصدير الرئيسي الممتد الى البحر المتوسط” .
وأضاف الشهرستاني أن “الحرب الدائرة في سوريا قد أدت بالنتيجة الى زيادة عدد الإرهابيين مستغلين المساحات الواسعة من المناطق الصحراوية بين سوريا والعراق ليقيموا فيها قواعد لهم يشنون من خلالها هجمات على التجمعات السكنية مستهدفين ايضا المنشآت والبنى التحتية الاقتصادية للبلد”.
ومن “ضمن أولويات الهجمات الارهابية للمسلحين هي استهداف قطاع الطاقة لحرمان البلد من المصدر الرئيسي لعوائده المالية و”الهجمات ركزت على استهداف أنابيب التصدير النفطية ومحطات الطاقة وخطوط نقل الطاقة الكهربائية .”
وينتقل الشهرستاني بسرعة خاطفة الى النفط وبعيدا كل البعد عن “فيلة” الغاز ليقول امام خبراء اجتمعوا في لندن” إن العراق سيكون “المزود الرئيس” للنفط الخام في العالم من خلال تطوير حقوله النفطية وزيادة الاستثمارات الاجنبية رغم عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والذي يشكل مصدر قلق عالمي بشأن تجهيز النفط.
هل لأحدكم ان يجيبه :وكاذا استفاد اولاد الملحة من ذلك؟.
انت وجماعتك تتقاضون رواتب بالملايين وهم يبحثون في الزبالة عن شيء يسد رمق اطفالهم.
سلامي الى الفيلة التي تطير.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

تصدقوا وعود النظام السوري!

القدس العربي اللندنية :  فيصل القاسم

إما أن القوى الكبرى ساذجة، أو أنها تحاول إعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري كي يستعيد زمام المبادرة، وينتصر على خصومه، حتى لو كلف ذلك تدمير سوريا بشكل ممنهج وتهجير أغلب سكانها! لنفترض حسن النية لدى القوى الإقليمية والعربية والدولية، التي تحاول التوصل إلى مصالحة وطنية في سوريا، وأنها جادة فعلاً في الحفاظ على ما تبقى من البلاد والحيلولة دون تحولها إلى صومال أخرى في منطقة شديدة الحساسية. لا غبار على هذا المسعى، لكن المشكلة الكبرى تكمن في طبيعة النظام الموجود في دمشق، والذي لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يقبل بمصالحة تاريخية مع شعبه. فقد دعا نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قبل أكثر من سنة إلى تصالح تاريخي في سوريا بإشراف دولي، لكن النتيجة أن بشار الأسد أسمعه كلاماً قاسياً جداً، وركنه جانباً، مما حدا بالشرع إلى الاعتكاف والانسحاب من المشهد تماماً. لقد سعى بعض أركان النظام من غير المتنفذين إلى تجنيب سوريا ما وصلت إليه منذ الأشهر الأولى، لكن مصيرهم كان أيضاً الشتم والتقريع الشديد من قبل الأسد. وينقل فراس طلاس، ابن وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس، الذي كان من أقرب المقربين لحافظ الأسد، أن بشار استخدم عبارات جارحة جداً بحق كل من حاول تقديم النصح له. ومن تلك العبارات، التي سمعها الداعون إلى مصالحه وطنية عبارة: ‘الكلاب بتنضب في بيوتها، وأنا أقرر الاصلاح اللازم’!

وهذا ليس مستبعداً أبداً، خاصة وأن الأسد أوضح في خطابه الأول، أي بعد اسابيع قليلة على اندلاع الثورة، بأنه ليس مستعداً لأي مصالحة، أو تنازلات، بدليل أنه تحدى خصومه بالنزول إلى الشارع للمبارزة. وقد نفذ تهديده بسرعة البرق، حيث تدفقت الدبابات على محافظة درعا بعد الخطاب مباشرة. باختصار، لقد أرادها النظام منذ البداية حرباً طاحنة مع الشعب والمعارضة. ومن قطع كل هذا الشوط الطويل في المبارزة، لا يمكن أن يتراجع في اللحظات الأخيرة، ويقبل بالمصالحة الوطنية، التي اقترحها عليه عقلاء النظام في بداية الأزمة، خاصة وأنه تورط هو وحلفاؤه الإقليميون في جرائم لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. لا يمكن لرئيس فعل كل ما فعل أن يفكر بالمصالحة. وبالتالي، فإن دخوله في مفاوضات مع معارضيه عن طريق مؤتمر جنيف الثاني ليس سوى ضحك على الذقون ومحاولة مفضوحة لكسب الوقت كي لا يظهر في عيون العالم على أنه نظام دموي لا يقبل بالسلام في سوريا.

النظام السوري تحكمه عقلية جنرالاتية تستجيب لأبسط الضغوط من الخارج، لكنها ترفض التنازل قيد أنملة لشعبها. وهي تعتمد دائماً على المماطلة والمراوغة وكسب الوقت، ثم تنقض عهودها، وتنقض على خصومها. وفي هذا السياق تذكر مجلة ‘الإيكونوميست’ البريطانية الرصينة حادثة ذات دلالة مهمة جداً، ولا بد من الانتباه إليها من قبل المعارضين، الذين قبلوا بالتفاوض مع النظام. تقول المجلة ‘في الثمانينات انتفضت النقابات في سوريا بمختلف أنواعها، وسببت صداعاً كبيراً لحافظ الأسد، وخشي كثيراً من حراكها الساخن، الذي بدأ يهدد نظام حكمه، فلم يلجأ الأسد إلى إخمادها، بل راح يفاوضها. وفعلاً صدّقه قادة النقابات، ودخلوا معه في مفاوضات، ووعدهم فيها بتحقيق كل مطالبهم بشرط أن يوقفوا حراكهم. وقد نجح حافظ الأسد بحنكته أن ينزع فتيل النقابات. لكن ما أن توقف الحراك، حتى قام حافظ الأسد بتأميم العمل النقابي في سوريا بشكل كامل، وقضى على الحركة النقابية عن بكرة أبيها، لا بل انتزع منها كل ما كانت تتمتع به من استقلالية، وأنشأ لها مكتباً خاصاً في القيادة القطرية مسؤولاً عن النقابات، بحيث أصبحت النقابات تابعة تماماً لحزب البعث، وفقدت كل استقلاليتها. ولم يتوقف الأمر هنا، بل شنت المخابرات السورية حملة اعتقالات عارمة، طالت كل قادة النقابات والنشطاء النقابيين في سوريا، وأودعتهم السجون. وبعد ذلك، تنازلت النقابات عن كل مطالبها مقابل الإفراج عن المعتقلين لا أكثر ولا أقل، لكن حافظ الأسد رفض إطلاق سراح أي معتقل، رغم الوساطات التي قام بها كبار المسؤولين العرب. وقد قضّى قادة النقابات عشرات السنين في سجون الأسد، وأصبحت النقابات مجرد ذراع هزيل لحزب البعث، إن لم نقل فرعاً لفروع المخابرات السورية. ولو عدنا إلى بداية الثمانينات لوجدنا أن أحد أحزاب المعارضة الممنوعة في ذلك الوقت، ‘التجمع الوطني الديمقراطي’، قد تقدم بمجموعة مطالب تكاد تكون صورة طبق الأصل عن المطالب التي رفعها ممثلو الشعب السوري إلى النظام في مؤتمر جنيف اثنين قبل أيام.

وجاء في الوثيقة، التي تعود الى 34 عاماً المطالب التالية: ‘رفع الحصار عن المدن، وسحب الجيش والقوات الخاصة، وسرايا الدفاع الى ثكناتها الخاصة، وسحب الدبابات من المدن، ووضعها بمواجهة العدو الاسرائيلي. إلغاء حالة الطوارئ التي فقدت مبرراتها، وإلغاء كل ما نشأ على أساسها، وخصوصاً محكمة أمن الدولة، واطلاق الحريات الديمقراطية للأحزاب والهيئات الاجتماعية، والافراد، وإطلاق حرية تأسيس الاحزاب، وإصدار الصحف وضمان حرية الحركة للمواطنين. إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بلا استثناء، ومن مختلف العقائد والآراء السياسية، أو تقديمهم الى محاكم علنية عادلة قانونية تضمن لهم الحق المشروع في الدفاع عن النفس. إلغاء تسلّط أجهزة المخابرات على المواطنين وعلى الدولة، ووقف النمو السرطاني لهذه الاجهزة عن طريق تحجيمها، وإعادة النظر جذرياً في تكوينها، وقصر صلاحياتها على الأمن الخارجي، وحصر الامن الداخلي بوزارة الداخلية وفقاً للقانون الديمقراطي. إقامة حكومة وحدة وطنية تحل مجلس الشعب القائم، وتدعو لانتخاب حرّ لجمعية تأسيسية تصوغ دستوراً جديداً للبلاد يقوم على مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة بين المواطنين’.(انتهت المطالب التي تقدم به التجمع الوطني الديمقراطي عام 1980). لاحظوا أن النظام وعد بتنفيذ المطالب أعلاه قبل 34 عاماً، لكنه لم ينفذ أي مطلب منها، بل على العكس من ذلك، ازداد تغولاً وتسلطاً وبطشاً وفاشية! وبالتالي، من الخطأ الفادح المراهنة على أي تسويات سياسية مع النظام، حتى لو تغير الزمن، فقد أثبتت الأيام، أنه وبالرغم من كل ما حل بسوريا من خراب ودمار على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أن النظام لم يتعلم شيئاً، ولم يقدم أي شيء يهدئ من مخاوف السوريين، أو يطمئنهم، فقد توحشت أجهزة الأمن والجيش، وضربت عرض الحائط بأبسط حقوق السوريين، وأصبح قتل الإنسان السوري والاعتداء على ممتلكاته، وتعذيبه حتى الموت مثل شرب الماء بالنسبة لأجهزة الأمن السورية، وهي أس البلاء في البلاد، وكأن النظام يقول للشعب: ‘مهما حدث، فلن نتغير، لا بل انتظروا ما هو أسوأ وأفظع بعشرات المرات، عندما تستتب لنا الأمور مرة أخرى’. ولو تأملت خطاب المؤيدين للنظام لرأيت أنه ليس في وارد أي مصالحة وطنية حقيقية، بدليل أن الأحياء التي تصالحت معه في ريف دمشق يطلق على سكانها وصف ‘المغرر بهم’، وكأنه يعدهم بعقاب شديد لاحقاً. ويذكر أحد الصحافيين السوريين، الذي كان يعمل في إحدى وسائل الإعلام العالمية أن النظام ضغط عليه كي يترك عمله في الأسبوع الأول من الثورة، فترك الرجل عمله، وجلس في بيته طوال السنوات الثلاث الماضية، لكن قبل أسابيع استدعاه أحد فروع المخابرات للتحقيق، فسألهم: ‘لماذا تحققون معي، مع العلم أنني تركت عملي في الأسبوع الأول للثورة نزولاً عند رغبتكم’، فقالوا له: ‘نريد أن نحقق معك حول عملك السابق قبل الثورة’. ويحدثونك عن الاصلاح والمصالحة الوطنية! ويلٌ للساذجين!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش»

حدثان متشابهان في بلدين متجاورين، ونظامين متحالفين، وزعيمين على وشك الغروب؛ العراق وسوريا. رئيس الوزراء مفكر54العراقي نوري المالكي والرئيس بشار الأسد، يواجهان نفس المصير؛ الخروج من الحكم، وهما متحالفان في الحرب حيث كرر المالكي بأنه لن يسمح بسقوط حليفه نظام الأسد رغم جرائمه المروعة.

وهذه ليست قصتي أو قصدي، بل تشابه الاثنان في ظهور ومحاربة ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية، المعروفة بـ«داعش». ولا يوجد هناك ما يثير الشبهة في مقاتلة «داعش» كونها إرهابية لولا أنه ترافق ظهورها مع أزمة النظامين، ونشطت في مناطق المعارضة، واستخدمها النظامان، المالكي والأسد، في تأليب الرأي العام الغربي والمحلي، وارتبطت محاربة «داعش» ببقاء الرئيسين اللذين يفترض أنهما في آخر أيامهما في الحكم!

المالكي، حاكم شرعي انتخب عبر الصناديق، لكنه لا يريد ترك الحكم وقد بقي شهران فقط على الموعد النظامي لانتخابات البرلمان، التي تحسم رئاسة الحكومة. وحظه في الفوز مستبعد، إن لم يكن مستحيلا. المالكي اليوم بات منبوذا، ومقاطعا من معظم القوى السياسية، بمن فيهم حلفاؤه الذين بأصواتهم صار رئيسا للوزراء قبل نحو أربع سنوات لأنه لم يفز بأغلبية الأصوات. فاز بأصوات الصدريين، والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم، والأكراد. الآن بات شبه مؤكد أن الصدريين ومجلس الحكيم صاروا ضده، وبالتالي سيخسر أغلبية أصوات الشيعة. وهو على خلاف مع حكومة إقليم كردستان كذلك، وبالتالي خسر أصوات الأكراد. والأسوأ له أن مرشحيه خسروا بشكل مخجل في الانتخابات البلدية الأخيرة، التي عبرت عن رفض أغلبية الشعب العراقي للمالكي الذي أمضى ثماني سنوات، مزق العراق خلال حكمه بين الفساد والإرهاب.

وعندما زار المالكي واشنطن، حذرته الحكومة الأميركية من استخدام ورقة محاربة الإرهاب لإلغاء الانتخابات، كما قالوا الشيء نفسه لأسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي، إنهم يخشون أن يوسع المالكي معركته ضد «داعش» في محافظة الأنبار حتى يعلن تأجيل الانتخابات ليبقى في الحكم!

وقد يكون هذا مخطط المالكي، التصعيد باستفزاز العشائر والأهالي في الأنبار بحجة مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي واستدراج الأهالي هناك في حرب طائفية، ويريد أن يظهر نفسه بقتاله الأنبار، ذات الغالبية السنية، مدافعا عن الشيعة، حتى تتحول أصوات الناخبين من الصدر والحكيم إليه، أي المالكي! وإذا شعر أنه لن يقدر على استمالة الشيعة، خاصة أن الصدريين حذروه صراحة ألا يفتعل معارك «داعش» للفوز الانتخابي.

الاحتمال الأسوأ والأرجح، أن المالكي بالفعل سيستخدم المواجهات في الأنبار ضد «داعش» والمسلحين لإعلان حالة الطوارئ، ومن ثم تأجيل الانتخابات، حتى يتجاوز شهر يوليو (تموز)، أي عندما تنتهي فترة البرلمان العراقي وتنتهي معها صلاحياته التشريعية، وبالتالي يصبح المالكي وحده فقط من يقرر متى وكيف الانتخابات بعد عام أو اثنين، ويبقى جاثما على صدر الشعب العراقي.

المالكي هنا يستنسخ خطة أسد سوريا. يستخدم «داعش» لتخويف العراقيين وتحذير الغرب، وكل ذلك من أجل البقاء في الحكم. والمالكي، مثل الأسد، ارتباطه بإيران يجعل القصة مكررة.

alrashed@asharqalawsat.com

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

الأوروبيون في سوريا.. ماذا هم فاعلون لدى عودتهم إلى بلادهم؟!

سرعان ما انتشر الخبر في خريف العام الماضي في أحد أحياء شمال لندن الراقية، حيث نشأ الأخوان محمد وأكرم صباح: لقد لقي الأخوان حتفهما في حادث سيارة.

كان لذلك الخبر وقع الصاعقة على الكثير من الأصدقاء والجيران الذين عايشوا محمد وأكرم ورأوهما يكبران فتيين اجتماعيين ومعروفين في الحي حتى صارا شابين بالغين واعدين.

لكن الحقيقة المؤلمة التي جرى كشف النقاب عنها أخيرا على أحد المواقع الجهادية، تشير إلى أن محمد وأكرم قُتلا في سوريا أثناء انخراطهما في القتال جنبا إلى جنب مع قوات المعارضة السورية.

لقد كان الأخوان صباح جزءا من مجموعة من البريطانيين الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم، وهما اللذان تركا خلفهما حياة رغدة وانضما إلى حرب تزداد طبيعتها المتطرفة بمرور الوقت، والتي يتطلب الانخراط فيها مبلغا ضئيلا للحصول على تذكرة الطيران ذهابا هناك.

قُتل العشرات في سوريا، في الوقت الذي بقي فيه مئات في ساحة المعركة، غير أن الأمر الذي يثير قلق أجهزة الأمن البريطانية، فهو العدد الذي قد يصل إلى 50 أو أكثر من البريطانيين الذين يعتقد أنهم عادوا إلى أرض الوطن.

وقد أعرب مسؤولون بريطانيون عن قلقهم المتزايد خلال الأيام القليلة الماضية حول احتمال أن يسعى العائدون من الحرب السورية، والذين حصلوا على الخبرة من خلال تجاربهم في المعركة، لتنفيذ هجمات إرهابية. وقد أشار رئيس دائرة مكافحة الإرهاب في جهاز الشرطة البريطانية (أسكوتلنديارد) أخيرا، إلى أن هذا الأمر أصبح «لا مفر منه في الغالب».

ويبدو ذلك القلق بوضوح في حصيلة الاعتقالات المتنامية، حيث جرى اعتقال ما لا يقل عن 14 بريطانياً بتهم تتعلق بالسفر إلى سوريا أو العودة منها الشهر الماضي، مقارنة باعتقال نحو 24 العام الماضي.

ويقول مسؤولون أمنيون، إن بضع مئات من البريطانيين الذين عرف عنهم انضمامهم إلى المعركة في سوريا، يفوقون العدد الذي شارك في أفغانستان أو العراق. كما يُقر المسؤولون بأنه من الممكن أن يكون هناك الكثير من المقاتلين الذين تسللوا إلى سوريا ولم يُكتشف أمرهم، بسبب سهولة السفر جوا إلى تركيا، ومن ثم الدخول إلى سوريا.

ويبدو هذا القلق مسيطرا على جميع المسؤولين الأمنيين في العواصم الأوروبية، وكذلك واشنطن، حيث قال مدير وكالة الاستخبارات الجيوفضائية الوطنية، جيمس كلابر، أمام إحدى لجان الكونغرس أخيرا، إن الحرب السورية اجتذبت نحو 7000 من المقاتلين الأجانب من نحو 50 دولة، وإن واحدة على الأقل من الجماعات الجهادية الرئيسة في سوريا تطمح إلى تنفيذ هجمات إرهابية في الولايات المتحدة.

لكن أوروبا تبدو هدفا أقرب وأكثر سهولة للوصول إليه. وكان المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) قدر الشهر الماضي، أن ما يقرب من 2000 شخص من أوروبا الغربية قد سافروا إلى سوريا للانخراط في القتال الدائر هناك، وأن هذا العدد يزداد بشكل سريع.

ويقول مسؤولون فرنسيون، إن نحو 700 فرنسي سافروا إلى سوريا. وقد أكد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، أن المقاتلين العائدين من فرنسا يمثلون «التهديد الأكبر الذي تواجهه البلاد خلال السنوات المقبلة».

غير أن حدة القلق تبدو أكبر في بريطانيا، حيث ما زالت ذكريات تفجيرات يوليو (تموز) 2005 حاضرة في الأذهان. وقد نُفذت تلك الهجمات، التي أودت بحياة 52 شخصا، بواسطة متطرفين نشأوا في بريطانيا، وتلقى اثنان منهم على الأقل تدريبات في باكستان.

ويقول ريتشارد والتون الذي يقود جهود مكافحة الإرهاب في شرطة أسكوتلنديارد، في أحد تصريحاته «الأمر لم يتضح كلية بعد، لكن سوريا أحدثت تغييرا كبيرا في كثير من الاستراتيجيات». وأضاف «إننا نشهد هذا الأمر كل يوم، هناك مئات من الناس يذهبون إلى سوريا، وإذا لم يُقتلوا، فإنهم يتحولون إلى متطرفين».

وتقول شيراز ماهر، باحثة بارزة في المركز الدولي لدراسة التطرف، إن معظم الأوروبيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا لم ينضموا للجماعات المعتدلة، وهي المعارضة المدعومة من الغرب، والتي يغلب عليها السوريون ويقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد في المقام الأول، بل على العكس من ذلك، انضموا للمتطرفين والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، والتي ترحب بانضمام الأجانب لها.

ولا يُرحب بعودة أولئك البريطانيين إلى الوطن، حيث قال وزير الخارجية ويليام هيغ، في تصريحه لهيئة الإذاعة البريطانية الأسبوع الماضي، إنه ينبغي على البريطانيين ألا يسافروا إلى سوريا لأي سبب من الأسباب، مضيفا أن أولئك الذين ذهبوا بالفعل إلى هناك للقتال ينبغي ألا يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في العودة إلى الوطن، لأنهم إذا فعلوا، فسوف يواجهون الملاحقة القضائية بتهم الإرهاب.

يقول جوناثان راسل، مسؤول الاتصال السياسي في مؤسسة كويليام البحثية البريطانية (مؤسسة مناهضة للتطرف ومقرها لندن): «دائما ما تردد الجماعات التي تستوحي أفكارها من تنظيم القاعدة، أن مسلمين يقاتلون ضد مسلمين. وبالتالي، فإن الحكومة البريطانية ينبغي ألا تتدخل».

وقد أبدى أصدقاء وجيران الأخوين صباح اندهاشهم من أن عضوين من هذه الأسرة الإريترية المتماسكة قد سافرا للقتال في هذه الحرب المشتعلة على تلك الأرض البعيدة.

يقول أحد أولئك الأصدقاء، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «لقد كان رفيقاي يتحليان بالمنطق في طريقة تفكيرهما ومحبين لحياة الأسرة»، مضيفا: «إنهما كانا يحبان الترجمة لأولئك الذين لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية».

وليس مسجد فينسبري بارك الذي اكتسب شهرة باعتباره مركزا للتطرف الإسلامي في أواخر تسعينات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، ببعيد عن القضية. وكان قد جرى تعيين إدارة جديدة للمسجد خلال العقد الماضي. وعلى الرغم من أن الأصدقاء يقولون، إن أكرم صباح كان يصلي في المسجد، يقول مدير المسجد محمد قوزبار إنه لا يعرف أيا من الأخوين.

ولكنه صرح بأنه يتفهم الدافع وراء انخراط الشباب في القتال في سوريا، حتى ولو ثبط عزيمتهم وحاول دفعهم تجاه الانخراط في الجهود الإنسانية.

وأضاف قوزبار: «إنهم يرون كل يوم مذبحة تُرتكب ضد النساء والأطفال على يد نظام الأسد الديكتاتوري، ويراودهم الشعور بضرورة فعل شيء حيال ذلك. وفي الواقع، إن إخفاق المجتمع الدولي في إنهاء المعاناة زاد من إحباطهم، إذا أردت منع هؤلاء الشباب من الذهاب إلى سوريا، فإن الطريقة المثلى لفعل ذلك هي وقف الحرب الدائرة هناك».

* خدمة «واشنطن بوست»
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل أتاك في الأخبار حرص المالكي على الأنبار؟

علي الكاش كاتب ومفكر عراقي

في البروتوكولات الرسمية بين الدول كاملة السيادة عادة تكون اللقاءات الرسمية على نفس المستوى الوظيفي، فرئيس الجمهورية يلتقي بنظيره، ورئيس الوزراء يلتقي بنظيره ورئيس البرلمان بنظيره وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المستوياتت الوزارية، هذه هي القاعدة العامة في التعامل الدولي، لكن هناك إستثناءات تجري خارج هذه السياقات في حالات خاصة ومحدودة جدا. أما الدول ناقصة السيادة فالغالب أن يكون التعامل معها خارج السياقات المتعارف عليها، فالدولة المهيمنة على مقدرات دولة أخرى تتعامل معها وفق نظرة دونية على أساس إنها تابعة لها أو هي مرهونة بأوامرها، وهذا ما لاحظناه في تعامل الولايات المتحدة الامريكية ونظام الملالي الحاكم في إيران مع المسؤولين العراقيين بإعتبارهم عملاء لهم، ويدينون لهم بتسليمهم دفة الحكم بعد أن كانوا يشحذون على أبواب المخابرات المعادية للعراق. لذا بالرغم من أن الرئيس الراحل جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي من أبرز عملاء النظام الإيراني، ولم يحيدا عن الأجندة الإيرانية في العراق قيد شعرة، لكنهما لا يحظيان بالتعامل الدبلوماسي اللائق معهما من قبل أركان نظام الملالي. في اللقاءات التي تمت بين الطالباني والمالكي من جهة وبين القيادة الإيرانية كان من أبرز الظواهر. 1. عدم وجود العلم العراقي خلف الطالباني والمالكي، بل كان هناك العلم الإيراني فقط! كأنه يقول العراقيين: لم نكتفِ بتغيير علمكم السابق، بل أزحناه أيضا. ومن الطبيعي أن لا يجرأ الطالباني أو المالكي بالإستفسار عن هذه الظاهرة المخزية أو إستجداء رفع العلم في اللقاءات الرسمية لغرض مداراة وضعهم ومكانتهم السياسية أمام الشعب العراقي على أقل تقدير. لكن العميل ينفذ وليس له حق المناقشة والإعتراض والإستفسار، فالدول المستبدة غالبا ما تلبس عملائها اللجام لتسيرهم كيفما تريد. 2. في كل زيارات الرئيس الراحل الطالباني والمالكي والنجيفي كان يستقبلهم في المطار وزير أو رئيس دائرة المراسم في الخارجية الإيرانية، أما في الولايات المتحدة فكان مساعد وزير الخارجية أو نائب ئريس البرتوكول في إستقبالهم. في آخر زيارة للرئيس الراحل الطالباني كان في إستقباله في مطار طهران وزير التعليم الإيراني! وليس الرئيس السابق نجادي كما يفترض في مراسيم وبرتووكول إستقبال الرؤساء والملوك المتعارف عليه دوليا والذي أقرته إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. الانكى من ذلك إن الوزير المضيف لا يشغل حتى وزارة سيادية كوزارة الخارجية أو الدفاع. وكان في إستقبال الطالباني قبل تلك الزيارة وزير الرياضة الإيراني! الذي غالبا ما يستقبل الفرق الرياضية وليس الرئاسية. ربما بسبب معرفتهم بأن ضخامة الراحل كان شغوفا برياضة الأكل والنوم! 3. لا يوجد حرس شرف أو إستعراض أو بسط السجادة الحمراء أو إستحضار السفراء عند إستقبال الرئيس الطالباني الراحل. وهذه المراسم من المستلزمات التي تصاحب زيارات الملوك ورؤساء الدول بما فيها الدول الأفريقية المتخلفة التي لا تشكل أهمية سياسية وإقتصادية كالعراق. 4. من المتعارف عليه إن السيارة الرسمية للضيف الزائر خلال إستقباله في المطار أو تنقله داخل العاصمة المضيفة، يوضع علم دولته قرب المرآة الأمامية من السيارة، للتعريف بأهميته وشخصه، وهذا ما لا يطبق على الرئيس العراقي ورئيس للوزراء ورئيس البرلمان. 5. لا تنقل اللقاءات الرسمية بين الطرفين المتقابلين مباشرة وعلى الهواء، ولا يُصور أي لقاء حتى لو كان المحادثات ودية وغير سرية. كي لا يتعرف المشاهد على طريقة التعامل الدونية مع المسؤولين العراقيين. 6. يتزلف المسؤولون العراقيون للأطراف المقابلة بتذلل مهين، وبطريقة تدل على مدى تفاهتهم وتبعيتهم. مثلا من خلال طريقة جلوسهم بوضع اليدين بين الساقين كأنهم طلاب مدرسة إبتدائية، أو عدم إرتداء ربطة العنق خلال اللقاءات الرسمية مع نظرائهم الإيرانيين تقليدا لهم. أو طأطأة رؤوسهم للأسفل عند الحديث مع نظرائهم كالفتاة الخجولة. أو القيام بزيارات جانبية لا تتناسب ومناصبهم ولا علاقة لها بجدول الزيارة، كزيارة رئيس البرلمان النجيفي للعميد سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني في مأتم العلوية أم سليماني. من البديهي أن إيران لا تجهل البروتوكول. فهي دولة ذات تأريخ دبلوماسي طويل لا يمكن انكاره أو تجاهله. كما إنها تطبق مباديء البروتوكول مع جميع زوارها من الرؤساء والملوك والوزراء بإستثناء زعماء العراق ولا تفتش عن السبب! فالعراق بلد محتل من قبل إيران وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. ومنها يُفهم السبب وراء إتباع النظام الإيراني هذا النهج الفوقي المتغطرس مع دمى الولي الفقيه في العراق. اذا من الطبيعي أن لا تحترمهم إيران وتنظر إليهم نظرة إستخفاف. لكن والحق يقال، إنهم يستحقون هذه الإهانة بإمتياز، وهذا ديدن العملاء في أي مكان وفي أي زمان. هم بدورهم يعرفون حق قدرهم، لذلك لا يعترضوا على تلك الاهانات بل يمضغونها بسهولة ورحابة صدر! وهل يجرأ أي منهم على الاعتراض او (المقابلة بالمثل) وهو مبدأ مقبول في السياسة الدولية؟ على سبيل المثال هل كان يجرأ الطالباني أو المالكي مثلا على إرسال وزير من حكومتهم لمطار بغداد لإستقبال الريئس نجادي عند زيارته للعراق مثلا؟ أو أن لايضع العلم الإيراني خلال زيارة ولقاء وزير إيراني. الزيارة الأخير لنائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرينز بتأريخ 28 شهر كانون الثاني الجاري تدخل ضمن هذا الإطار، فقد إلتقى أولا برئيس الوزراء من ثم النجيفي ثانيا حسب أسبقيات العمالة. وخلال إجتماعه بالمالكي أكد له دعم إدارة البيت الأبيض للعمليات العدوانية الجارية في محافظة الصمود والتصدي بقوله ” ان الولايات المتحدة تقف الى جانب العراق في هذه المواجهة، وهي مستعدة لدعمه بكل ما يحتاج اليه لدحر الارهاب والتطرف. وإن المواجهة الحالية في المنطقة هي مواجهة بين التطرف والاعتدال لا بين المذاهب كما يجري تصويرها”. لربما يأتي حديثه إنتقاما من أبطال الأنبار الذين ألحقوا عار الهزيمة بقوات المارينز ووقفوا وقوف أسد أمام عرينه، يعني تشفي وإرواء غليل ليس إلا. فقد لفظت الأنبار قوات المارينز لفظ الدبر للعذرة. المالكي بدوره أكد حرصه الشديد على أهل الأنبار سيما المدنيين منهم بقوله ” إن حرصنا على عدم الحاق الأذى بالمدنيين قد يؤخر حسم المعركة”. حرص المالكي واضح المعالم فحوالي(400) طلعة جوية على الأنبار، وقصف مدفعي على الأحياء السكنية ومئات الشهداء من النساء والأطفال وتدمير ممتلكات الناس، وتهجير(140000) شخص من أهل الأنبار(وفقا للامم المتحدة. حيث أشار متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بأن هذا يمثل أعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008).علاوة على إخلاء مستشفيات الأنبار من الأطباء وطرد من يلتحق منهم الى مقر عمله، وفرص حصار غذائي ونفطي على أهل المدينة. هل هناك حرص أكثر من هذا؟ إن كان المالكي حريصا على أهل الأنبار وفعل هذا! فما كان يفعل لو لم يكن حريصا؟ إنه لا يختلف عن الزعيم الذي يرمي شعبه بالرصاص الحي معتذرا من عدم توفر الرصاص المطاطي. إنسان دموي يستحل الدماء ويتلذذ برؤيتها ويتعطر برائحتها.

في إجتماع بيرينز مع أسامة النجيفي ـ أبرز المتآمرين على أهل السنة، جاء في الأنباء ” بحث الطرفان تداعيات الأزمة في محافظة الأنبار بعد ارتفاع العمليات المسلحة التي تشهدها منذ 21 من الشهر الماضي. وأكد النجيفي خلال الاجتماع على اهمية الحل السياسي للازمة في الانبار، وايقاف القصف وعودة المهجرين الى ديارهم، مشددا على إن الوضع المأساوي في الفلوجة وما يتعرض له الابرياء العزل يوميا نتيجة القصف العشوائي، يمثل خرقا صارخا لحقوق الانسان”. لكن وليم بيرينز لم يعلق بأي تعليق على حديث النجيفي، ولا عن الضحايا من المدنيين أو تهجير(140000) شخص مدني، أو الغارات الجوية والقصف المدفعي على الأحياء السكنية، ولا حتى الإشارة إلى الإعدامات الجارية على قدم وساق في ظل تسيس القضاء لصالح حزب الدعوة الحاكم. فحقوق الإنسان والحريات الأساسية ليست أكثر من دعاية أمريكية، وهذا ما توضح من خلال صمت بيرينز عن القتلى من المدنيين. في الوقت الذي لم يعلق فيه بيرينز عن الإبادة البشرية في الأنبار، كان الرد صاعقا من ستروان ستيفنسون، عضو البرلمان الأوروبي الذي شبه الإعدامات التي تستهدف أهل السنة فقط بأنها تجري على نطاق صناعي، وهي أشبه بعملية ذبح الأغنام في المجازر، حيث يقاد المعتقلون إلى أحبال المشانق على دفعات ما بين 10 ـ12 معتقل كل وجبة بدون تحقيقات قضائية نزيهة، ولا مذكرات قضائية، ولا تهم ثابتة ولا شهود، ولا محامين ولا شهادات طبية صحيحة. لقد وضع ستيفنسون النقاط على الحروف حول حقيقة ما يجري في الأنبار من عدوان همجي بقوله” ان نوري المالكي يشن الحرب على شعبه. وتشارك حكومته التي يقودها الشيعة، وبدعم وتشجيع من اسياده في إيران المجاورة ، في حملة عسكرية لإبادة الجماعية ضد السكان السنة الذين قد وصفهم المالكي بأنهم إرهابيين”. وخلص ستيفنسون إلى القول بأن ” المالكي شغل ماكنة الموت، وإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوربي لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيادي. لقد ساعدنا في فرض حكومة تابعة لايران على الشعب العراقي. وقد حان الوقت لأن نضع حدا لهذه الوحشية القاتلة واستعادة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للشعب العراقي المضطهد”. من المؤسف حقا إنه في الوقت الذي تتآمر فيه الجامعة العربية على أهل الأنبار والموقف المخزي لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن الإبادة البشرية في مدينة المآذن، والذي لا يخرج تفسيره عن التآمر أيضا، وفي ظل الصمت الرهيب من قبل الأنظمة العربية الحاكمة، لا نجد سوى موقف شريف معبر عن الحقيقة من قبل إنسان غير عربي وغير مسلم أيضا! هل أدركت الشعوب العربية والإسلامية إلى أي مدى من الظلم والتخلف والعبث والجهل وقلة الإيمان والوعي قد وصلت إليه؟ إعلموا أيها الناس اينما كنتم بأنه من خضم دوامات المآسي، ومن بؤرة المظلومية الحقيقية وليس المزعومة، ومن لبٌ المعاناة القاسية أنطلقت شرارة الثورة في الأنبار، فالأنباريون عانوا ما عانوا من نير الطغاة الجدد، إنهم غرباء في الوطن، وهم مضطهدون في الديار، ومهمشون في الحياة، ومحرومون من الثروات. وقد عرف عنهم في التأريخ القديم والحديث بأنهم أباة الضيم والذل، فهم اصحاب مروءة وشهامة وغيرة، ووطنية صميمية مشهود لها، علاوة على وقوفهم كالطود الشامخ أمام الرياح الصفراء القادمة من الشرق. وهي نفسها القادمة بقوة مضطردة لدول الجوار وبالأخص دول الخليج العربي. نقول لدول الخليج عن تجربة عراقية قاسيه وليس عن إطروحة فنطازيه: ستصلكم ريح السموم بأسرع مما تتوقعون، عندها ستعضون أصابعكم ندما وحسرة. تذكروا دائما بأن للأمم أدوار و الدهر دوار. فاتركوا ما فات وانشغلوا بما هو آت! ويا فجيعتكم مما هو آت.

علي الكاش

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

كلمة السيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني بنهاية الجولة الأولى من المفاوضات من جينيف

syrsyr12

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

بشار الأسد من أثرى ثمانية ديكتاتورات في التاريخ

صنف موقع  (ياهو فينانس ) العالمي والذي يعنى بالشؤون الاقتصادية, الطاغية بشار الأسد على انه من اغنى ثمانية Bashar-al-Assad-jpg_101618ديكتاتورات في تاريخ البشرية, وهذه ترجمة حرفية للمقال:

ترجمة أديب الأديب

ماذا يحدث عندما تكون كيان مستقل وفي منتصف صفقات رئيسية للنفط والبنية التحتية؟ ماذا لو لم تكن هناك اي ضوابط او ميزانية أو نظام يضمن بان تنفق الأموال العامة حيث ينبغي؟ ماذا لو أعطيت لك سلطة سياسية غير محدودة مع عدم وجود الهيئات الشعبية المنتخبة التي تسأل أمامها؟

هذا من شأنه أن يجعلك دكتاتور. ولكن لك الخيار بأن تكون ديكتاتورا خيراُ او أنانياً, و معظم الطغاة, في الماضي والحاضر، اختاروا الخيار الثاني.

الطالب السابق في طب العيون,  عمد الرئيس السوري بشار الاسد على وضع أقاربه المقربين في المناصب الحيوية الحكومية  الاساسية.

في تقارير لصحيفة الغارديان فأن الأصول والاملاك المسجلة للأسد تقدر قيمتها ب( 1.5 مليار دولار). وإذا أضفنا الى هذا الرقم الأصول في داخل سوريا، والتي تسيطر عليها اسرة الاسد, فان هذا الرقم سيكون أكبر بكثير ويصل الى 122 مليار دولار. ويقال أن ثروته تأتي من الأرض والطاقة والتراخيص. ومن المعروف بأن الأسد يحتفط بأوراقه وأمواله, والمناصب الحكومية حصريا ضمن دائرته الداخلية الضيقة

الرابط الاصلي للمقال في موقع ياهو فينانس:

http://ca.finance.yahoo.com/photos/8-of-the-richest-dictators-in-history-1358663680-slideshow/bashar-al-assad-photo-1348740985.html

.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أهل الميئين

لم يستطع لا محمد(صلعم)ولا أحد من صحابته ولا حتى خالد بن الوليد من فتح الطائف بعد غزوة حنين وفتح مكة,حتى أن محمدا(ص) أرسل لهم رسولا للتفاوض أثناء حصاره لحصن الطائف لكنهم قتلوا رسوله والذي قتله هو هذيل شقيق الشاعر أمية بن الصلت,حاولوا وحاولوا فتح الطائف ولكن الطائف كانت محصنة فعمد الرسول إلى زرع (الحسك)حول الطائف,لكي لا يستطيع أهل الطائف الفرار منها في حالة إذا تمكن المسلمون من فتح حصن الطائف,فر الرجال من معركة حنين واهتبئوا في حصن الطائف ولاحقهم محمدٌ وجنوده,والغريب في هذا الموضوع هو أن الملائكة لم تقاتل هذه المرة مع محمد مطلقا,ولو فتح الحصن لقال بأن الملائكة قاتلت معي.

والحسك الذي زرعه يعد بمثابة ألغام ومعيق للحركة يؤذي القدمين إذا حاول أحد قطعه,وجهز محمد (الدبابة) وهي عبارة عن عربة عليها سُلم مغطاة بالجلود المبللة بالماء لكي لا يحترق السلم إذا رموه بسهام نارية ولكن أهل الطائف رموها بالحجارة فتكسرت إلى عدة قطع,وعاد رجال الدبابة جرحى وما فيهم رجلٌ إلا وأصيب بسهمٍ أو نبلٍ من الحجارة,فلما يئس محمد من فتحها أمر محمدٌٌ بقلع أشجار البساتين انتقاما من (هوازن),فرجوه بأن يترك البساتين,وقالوا له:مالك وللبساتين,إن فتحت حصننا فهي لك وإن لم تقدر على فتحه فهي لنا فتركها وتوقف عن تخريبها,وكان عروة بن مسعود سيد الطائف في ذلك الوقت خارج الطائف حيث كان في جرش-الأردن- يتعلم صناعة المنجنيق,لكونه كان يعد العدة للهجوم على محمد(ص),فلما عاد بعد فترة وجد أن محمدا لم يستطع فتح الطائف ولكنه غنم منهم غنائم كثيرة,فزار محمد في المدينة…إلخ.

ولما يئس محمد من فتح الطائف أمر الجيش بالانسحاب , وقال لأبي بكر:لم يأذن الله بفتحها لي,بينما راح عمر بن الخطاب يهددهم بحصارٍ مدته عامٌ بالكامل حتى يستسلموا, فجاءتها الأخبار وهو يهدد بأن محمدا قد عقد النية على الانسحاب وفك الحصار,وطلب الصحابة من الرسول بأن يدعو على أهل الطائف فقال :اللهم اهدي أهل الطائف,وعاد محمدٌ إلى (الجعرانة)بعد حصارٍ للطائف دام 19 يوما,وانتظر محمد بأن يأتوه أهل الطائف قبل أن يقوم بتقسيم الغنائم التي غنمها من غزوة حنين,وبدأ بالمؤلفة قلوبهم أصحاب الأيمان الضعيف من سادة قريش وعلى رأسهم أبو سفيان,فأمر بإعطاء أبي سفيان 100من البعير و100أوقية من الذهب والفضة,فقال أبو سفيان:ولأبني معاوية؟,فقال الرسول:ولمعاوية أعطوه 100من الإبل و100 أُوقية من الذهب والفضة,فقال ولأبني يزيد فقال :أعطوه مثلها ليزيد فلم يقدر أبو سفيان على حملها فقال:أعينوني,فقال محمد:بل احملها وحدك فحملها بصعوبة على كتفه,وجاء صفوان بن أمية وكان ما زال على الشرك حيث أعطاه محمد مهلة ليراجع نفسه مدتها أربعة أشهر,غير أن محمدا استعان به في غزوة حنين وهو ما زال على شركه وأعطاه من الغنائم:100ابل و100أوقية من الذهب والفضة,وأعطى لكل السادة 100و 100 و100,ولهذا سميت هذه القسمة باسم(أهل الميئين)لكثرة ما أخذوا المئات من الذهب والفضة والإبل والبعير,حتى أن الناس تدافعوا على محمد(ص) حتى حصروه تحت شجرة فنادى عليهم:خذوا كل شيء حتى الخمس الذي هو لي,وقال:لا أريد شيئا,وأعطى المهاجرين والمؤلفة قلوبهم إلا الأنصار أبى أن يعطيهم شيئا,فغضب الأنصار فخطب فيهم خطبة مشهورة مفادها أن الناس أخذوا وعادوا إلى بيوتاتهم(بيوتهم) بالإبل والبعير والشاة والذهب والفضة وأنتم يا معشر الأنصار أخذتم الرسول بشحمه ولحمه وستعودون إلى المدينة وهو معكم,وهذا أفضلُ غنيمة ستغنموها,وبعد عملية التوزيع جاء وفد من هوازن يريدون من محمد أن يعيد لهم ما سباه منهم من مال ونساء وأطفال ونساء فخيرهم بين الأموال والنساء,وقال لهم,بأن المال ذهب والشاة والبعير قد ذهبا أيضا, ولكن النساء والأطفال ما زالوا موجودين,فوافق قسمٌ من الصحابة على عودة السبايا من نساء وأطفال,وقسم عارض قرار الرسول ومن أبرزهم سيد بني تميم وسيد بني غطفان وصار التفاوض مع هؤلاء السادة على أن يعطيهم محمد تعويضا عن السبايا, وكانت الغنائم والسبايا عبارة عن:

40 ألف شاة.

8000 امرأة.

24000 بعير.

هذا عدى الكميات الكبيرة من الذهب والفضة والأطفال التي لا تعد ولا تحصى,فما بالكم بغزوة مثل هذه الغزوة,أنا لا أريد التعليق على الموضوع كثيرا,ولكن ألم يكن لينتشر الإسلام بدون سبي للنساء وللأطفال وللبعير وللشياة؟,أو للشاة؟,أين المحبة وأين الروح الرياضية؟ومن هو النبي الذي يقبل بسبي النساء وبيع الأطفال في أسواق العبيد وتحطيم العائلات والأسر نفسيا جراء هذه الحرب التي هدفها الأول والأخير السبي ونكاح النساء ومصادرة الأموال.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

لماذا البدء بهيئة الحكم الانتقالي

كثير من السوريين الذين يتابعون مفاوضات جنيف التي لم تبدأ حقيقة بعد يسألون مالفرق بين جنيف١ وجنيف ٢، وما قيمة هذا وذاك في المفاوضات.
جنيف١ يشير اليوم إلى بيان صدر في 30 حزيران/يونيو 2012 عن مؤتمر عقد في جنيف لمجموعة العمل من أجل سورية، رسمت فيه مباديء لحل الازمة السورية، وتعبيد الطريق نحو المصالحة والسلم الأهلي. ومن أهم مبادئه: وقف إطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين لها وتشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بكامل السلطات التنفيذية، ويمكن أن تتضمن أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن تشكّل على أساس من التوافق المتبادل.

وبعد فشل بعثة المراقبين الدوليين، التي ارسلها المبعوث الدولي كوفي أنان، في تحقيق وقف جدي لإطلاق النار، وعلى اثر استخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية في ريف دمشق، صوت مجلس الامن في ٢٧ ايلول ٢٠١٣ على قرار جدبد طالب فيه، إضافة إلى تدمير السلاح الكيماوي، بالعودة إلى تطبيق بيان جنيف واحد، لكن هذه المرة بدءا من تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات.

سبب البدء بتشكيل الهيئة هو ضمان وجود آلية لتطبيق النقاط الخمس الأخرى.

هكذا أصبح بيان جنيف١ بنقاطه الست هو خريطة الطريق أو الخريطة التي تدلنا على الطريق، وتحولت هيئة الحكم الانتقالي إلى الحصان الذي نحتاجه للوصول إلى هدفنا في نهاية الطريق.

من هنا إصرار الائتلاف والمعارضة على أن يعطى هئة الحكم الانتقالية الأولوية، لأنه لايمكن من دونها التوصل إلى اي اتفاق حول البنود الأخرى.
ولو تأملنا قليلا في الموضوع لوجدنا أن مفهوم الهيئة الانتقالية كما جاء به القرار الدولي هو التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، أو اتفاق وطني يخلق بالتأكيد أرضية مشتركة لعمل وطني منظم قادر على مواجهة تحديات الفوضى والخراب وإعادة البناء القانوني والسياسي والانساني.

فكما أن رسم معالم الطريق لا يكفي للوصول إلى الهدف، وأنه كيما يصل المرء إلى آخر الطريق لا بد له من مركبة تحمله، كذلك يحتاج العمل على نقل سورية من الاستبداد والعنف والخراب إلى الديمقراطية التعددية إلى قوة قادرة على مصالحة الشعب مع نفسه وتوحيده وتامين القوة المتسقة التي تساعده على تحقيق أهدافه.

هذا هو جوهر الخلاف الذي يعرقل التقدم في جنيف: وفد النظام يريد أن يعيد سيرة وتجربة كوفي أنان التي بدأت بوقف إطلاق النار ولم تصل لنتيجة لأن وقف الحرب يستدعي أن يتفق الطرفان أو الأطراف على شروط السلام، بينما يريد وفد المعارضة التفاهم حول بناء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تفوم بالتوافق بين السوريين، وبالتالي تؤسس للسلام وتضمن وضع حد للحرب، والدخول في منطق المصالحة الوطنية واعادة الاعمار على كل الجبهات، الأخلاقية والسياسية والعسكرية.

لكن حتى يمكن إنشاء مثل هذه الهيئة التي ستحل محل النظام القائم، لابد من التفاهم بين الأطراف على هوية سورية المستقبل وقيمها ومباديء حكمها السياسي، وكل ما يضمن المشاركة المتساوية لجميع السوريين في بناء سورية الجديدة، أي التوافق على مضمون ومعنى الديمقراطية السورية المنشودة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment