حكاية واحد اسمه الشهرستاني عاد من الكهف

عاد الشهرستاني حفظه الله الى محبيه بعد اعتكاف استمر عدة شهور في كهفه القريب جداً من المنطقة الخضراء،
وتناقل المحبين ان سبب اعتكاف الشهرستاني كل هذه الشهور هو بتجريب تطيير (افيالة) جديدة وهي كناية عند العراقيين تعني ان بالإمكان الفيلة ان تطير حسب بعض الخبراء في الكذب المصطف.
قبل ان نعرج على ماقاله الشهرستاني (قدس) أمس لابد من تذكير كل العراقيين الموالين لداعش والغبراء او النافرين من الانتخابات او ممن اسلموا قدرهم الى العلي القدير واكتفوا باللطم على حظهم الذي لا يختلف عن حظ العزباء التي فاتها قطار الزواج من سنوات.
التذكير يقول ان الغاز المنبعث من آبار النفط في جميع الحقول العراقية اصبح عمره الان اكثر من 50 ينبعث الى الهواء الطلق راكضا نحو عنان السماء وكأنه يبحث مثل البعض على حوريات جميلات.
هذا الغاز أيها السادة مازال يذهب هدرا وهو يعادل في قيمته موازنة أمريكا بكل عظمتها واليابان بكل تقنياته وبلدان الشرق الأوسط بكل صلافة وقذارة حكوماتهم.
هذا الغاز تعيش عليه دويلة اسمها قطر ومساحتها لاتعادل حتى مساهة “سوك العورة” ومع هذا فهي تصرف البلايين في مصر وسوريا واذربيجان وموسكو و..الخ.
ومع هذا فما زلنا نستورد الغاز من عمتنا الحبيبة وفي السابق كنا متفرج عليه وهو ينطلق نحو الأعلى متخيلين انها احدى الألعاب النارية.
لم تفكر أية من الحكومات المتعاقبة ان توفر هذه الثروة لناسها بل تركته وكأنه ينطلق من هضبة التبت.
بعد هذه الثرثرة يأتينا الشهرستاني ويقول ان بلاده هي خامس أكبر دولة في احتياطيات الغاز والتي تقدّربـ 280 ترليون قدم مكعب.
ولأننا مسقبليوا النظرة ولايهمنا الحاضر ابدا فالشهرستاني يؤكد ان العراق سينتج 9 مليارات برميل نفط يوميا بحلول 2020.
فعلا الفيلة تطير.
ويضيف مربي الفيلة قائلا:ان احتياطي الغاز في العراق يصل الى 280 ترليون قدم مكعب وان ترتيبه هو خامس اكبر دولة في العالم في احتياطي الغاز الطبيعي، مضيفا وتم حفر 600 بئر نفط وتم تدريب الآلاف من الكوادر الفنية العراقية العاملة في مجال النفط.
ويضع الشهرستاني خط رجعة له فيما اذا لم يتحقق ذلك بالقول أن “ظروف الحرب الدائرة في الجارة سوريا قد انتقلت بتأثيراتها عبر الحدود مسببة عرقلة بمشاريع النفط والغاز في الحقول العراقية وإلحاق أضرار بأنبوب التصدير الرئيسي الممتد الى البحر المتوسط” .
وأضاف الشهرستاني أن “الحرب الدائرة في سوريا قد أدت بالنتيجة الى زيادة عدد الإرهابيين مستغلين المساحات الواسعة من المناطق الصحراوية بين سوريا والعراق ليقيموا فيها قواعد لهم يشنون من خلالها هجمات على التجمعات السكنية مستهدفين ايضا المنشآت والبنى التحتية الاقتصادية للبلد”.
ومن “ضمن أولويات الهجمات الارهابية للمسلحين هي استهداف قطاع الطاقة لحرمان البلد من المصدر الرئيسي لعوائده المالية و”الهجمات ركزت على استهداف أنابيب التصدير النفطية ومحطات الطاقة وخطوط نقل الطاقة الكهربائية .”
وينتقل الشهرستاني بسرعة خاطفة الى النفط وبعيدا كل البعد عن “فيلة” الغاز ليقول امام خبراء اجتمعوا في لندن” إن العراق سيكون “المزود الرئيس” للنفط الخام في العالم من خلال تطوير حقوله النفطية وزيادة الاستثمارات الاجنبية رغم عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والذي يشكل مصدر قلق عالمي بشأن تجهيز النفط.
هل لأحدكم ان يجيبه :وكاذا استفاد اولاد الملحة من ذلك؟.
انت وجماعتك تتقاضون رواتب بالملايين وهم يبحثون في الزبالة عن شيء يسد رمق اطفالهم.
سلامي الى الفيلة التي تطير.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.