تأملات شتوية عابرة في المسألة التشيخوفية

antonchekhov

لوحة بورتريه تشيخوف بريشة صديقه الفنان اسحق ليفيتان

تأملات شتوية عابرة في المسألة التشيخوفية
عبدالله حبه – موسكو

غالبا ما يقال ان سبب غلو الفلاح الموجيك الروسي في التفلسف والاغراق في الخيال يرتبط بالمناخ الشتوي الذي يتواصل في البلاد على مدى ستة أشهر تقريبا، ينقطع فيها الانسان عن ممارسة العمل اليومي في الحقل، فيستلقي فوق سطح الموقد الروسي التقليدي مع اطفاله ويطلق لخياله العنان في تأليف الاساطير والحكايات وغرائب الامور. وقد تجسد ذلك حقا في جميع مؤلفات الكتاب الروس من جوجول وبوشكين وتولتسوي وحتى بولجاكوف وبلاتونوف، وكذلك لدى المعاصرين ايفانوف وبيليفين. ووجدت نفسي في الايام الشتوية حيث تبلغ درجة الحرارة بموسكو العشرين تحت الصفر في وضع الموجيك سابقا، اذ لا أتجرأ على الخروج الى الشارع الا الى مكان عملي ثم اهرع راجعا الى البيت بسرعة. وفي الامسيات لا اجد أمامي من متعة سوى المطالعة بعد ان قرفت من الثرثرات والسخافات في التلفزيون. ولم اجد ما يسليني سوى تشيخوف بقصصه الطريفة وروحه الساخرة الممتزجة بالمرارة وكوميدياته الحزينة. ناهيك عن انها تجعلني اغرق ايضا في التأملات حول وضع وطني المأساوي بعد ان اضعته في مطلع الستينيات وعندما عدت اليه لم أجده .
وقد بهرني تشيخوف اليوم بكتابه غير المترجم الى العربية ” جزيرة ساخالين “، الذي بدأت بتقليب صفحاته ولم اتركه حتى انهيت مطالعته. ووجدت فيه جوانب آخرى لم اعرفها عن تشيخوف من قبل. لقد عرفت هذا الكاتب في العراق لاول مرة بتراجم شاكر خصباك لقصصه في الخمسينيات. وحدث ذلك في عراق فترة النهضة الثقافية في الخمسينيات والستينيات الذي اضعته ولم اجده حتى الآن. وما زال الأمل يراودني في ان نبدأ فترة نهضة أخرى ونساير مجددا ركب الحضارة ونتقدم خطوة فخطوة الى الامام ، بدلا من ان نرجع القهقرى الى الوراء بوتائر متسارعة. وفي الحقيقة ان الشعب العراقي يشبه الشعب الروسي من حيث التعبير عن ذاته بالاغاني الحزينة لكثرة ما عاناه ويعانيه من محن وآلام والاغراق في العاطفية والميل الى تصديق الاساطير . وبعد ان اتقنت اللغة الروسية قرأت كافة اعمال تشيخوف تقريبا بلغة الكاتب الرائعة. فزاد اعجابي به أكثر. وما زال ادب تشيخوف حتى الآن قريبا الى نفوس مختلف شرائح المجتمع في كافة البلدان، حيث ترجمت اعماله الكاملة الى عشرات اللغات باستثناء اللغة العربية طبعا. واليوم لا تغادر مسرحياته خشبات المسرح في بلدان القارات الخمس. ولكل جيل رؤيته الى تشيخوف، لكنه يبقى مع ذلك مدرسة فريدة في الادب القصصي والمسرحي حيث يجسد بأفضل شكل من أشكال النزعة الانسانية وحب الانسان مهما كان.
ان تشيخوف لم يكن ثائرا ولم يدعو الى الثورة ولم يصارع السلطة القيصرية، لكن جميع اعماله تشكل احتجاجا على اوضاع المجتمع وسياسة السلطة. كما انها تكشف تألمه من الوضع البائس للطبقات الفقيرة واذلال الانسان وسلبه ابسط حقوقه. وقد دفعه تعاطفه مع ابناء جلدته الى السفر في رحلة طويلة عبر سيبيريا ليروي ما شاهده من احوال المنفيين والسجناء، اي الناس المنسيين في جزيرة ساخالين لجذب اهتمام المجتمع والسلطات بهم. وشد الرحال الى تلك المنطقة النائية بالرغم من مرضه بعد اصابته بالسل. ولكن اندفاعه الى هذه المغامرة وتحقيق هدفه كان اقوى من اي اعتبار صحي وغيره. ان التعاطف مع البؤساء من الناس صفة ملازمة لجميع كتاب روسيا. وربما ان هذا ما يجعل بعض النقاد في الغرب يتحدثون عن “ادلجة ” الادب الروسي وخضوعه الى فكرة او ايديولجية ما. والحق ان هذا لا علاقة له بالايديولوجية التي تغيرت في روسيا مع تغير الانظمة السياسية. ان هذا الأمر يكمن في روح الكاتب الروسي وفلسفته الحياتية ويتجسد سواء في ” معطف ” جوجول او ” البعث” و”آنا كارينينا” لتولستوي او ” بيوت الموتى ” لدوستويفسكي . وقد كتب الاخير يقول: “انني اعتقد بأن الشئ الرئيسي والجذري هو ان الحاجة الروحية للشعب الروسي هي الحاجة الى التألم، الدائم والعميق، وفي كل مكان وفي كل شئ. ويبدو ان هذا التعطش الى الالم قد غرس فيه منذ غابر الازمان. ان سيل الالم المتدفق يمر عبر تأريخه كله، ليس بسبب المصائب والارزاء والمحن الخارجية التي ألمت به فقط، بل انه ينبع من اعماق قلب الشعب. ويجد الشعب الروسي حتما، حتى في السعادة، شيئا من الالم ، والا لن تغدو بدونه سعادته كاملة “. ان اقوال دوستويفسكي هذه ان دلت على أمر فانما تدل على صفات الشعب الروسي النابعة من الظروف المناخية القاسية والسلطة الباغية وبقايا العلاقات “الاسيوية” الموروثة عن فترة قرنين من سيطرة المغول – التتار على الاراضي الروسية والتي تركت آثارها في الشعب الروسي. وكما قال الكاتب السوفيتي فلاديمير تشيفيليخين في كتابه ” الذاكرة” ان الشعب الروسي اخذ من الغزاة بعد ان دمر باطي خان حفيد جنكيزخان المدن الروسية وقتل اهلها وسبى نساءها تمثلاً بأسوأ الصفات الموجودة لدى القبائل المغولية، وهي الميل الى السرقة والسجود امام الحاكم. وقد اثر ذلك في سلوك الانسان الروسي على مدى القرون حيث ان الموظف في الدولة كان عندما يكتب تقريرا الى الرؤساء يميل الى الاطناب والحشو بالعبارات الفارغة. وقد ترك هذا تأثيره حتى في الادب الروسي اذ ان تولستوي كاتب روسيا العظيم يسهب في الكتابة بالوصف ويبلغ طول الجملة احيانا حتى عدة سطور.
وقد راجعت المؤلفات الكاملة لتشيخوف في مكتبتي فجذب انتباهي كتابه “جزيرة ساخالين” دون غيره لأنني لم اعرفه بالعربية سابقا، ( وفي الحقيقة ان اعمال تشيخوف وغيره من الكتاب الروس الكبارالمترجمة الى العربية بصورة جيدة قليلة) ، لأنه ليس قصة او رواية بل “يوميات مسافر” تحدث فيها تشيخوف عن وضع السجناء والمنفيين والمحكومين بالاشغال الشاقة في روسيا القيصرية في اواخر القرن التاسع عشر. وتبرز فيه أهم صفة تميز ادب تشيخوف هي النزعة الانسانية العميقة وعنايته بحقوق الانسان. طبعا انها ليست “حقوق الانسان” التي يتحدث عنها اليوم الساسة في الغرب بنفاق ويستخدمونها لتحقيق مصالحهم السياسية، بل الحقوق التي تمنح الانسان الكرامة والحرية وتحقق العدالة الاجتماعية، الهدف الاسمى للبشرية على مر القرون. ويعتقد بعض الباحثين ان هذا المؤلف يعد من افضل كتب تشيخوف من حيث تجسيد افكاره ونظرته الى الحياة.
قام تشيخوف برحلته الى جزيرة ساخالين في عام 1890 بالاتفاق مع صحيفة “نوفويه فريميا” الروسية التي تولت نفقات السفر والمعيشة جزئيا. ونشرت اليوميات بشكل كتاب في عام 1895. ولم يعرف بنيته في السفر مسبقا الا القلائل رغم انه وضع خطة السفر قبل عدة اعوام بعد ان حدثته ممثلة إلتقاها عن رحلتها ومشاهداتها هناك. وقد سافر تشيخوف في عربة مكشوفة حيث لم توجد خطوط السكك الحديدية العابرة لسيبيريا آنذاك. وعانى من البرد والمطر والمبيت في بيوت الفلاحين او الفنادق الريفية حيث لم يكن البق يدعه ينام بهدوء. ووصل الى ما وراء جبال الاورال حيث تنداح براري وغابات سيبيريا في شهر مايو/أيار. فوجد الثلوج لا زالت فيها بعد ان كانت الازهار الربيعية قد تفتحت في موسكو وضواحيها. وشاهد في الطريق الفقراء من الفلاحين الذين يتوجهون الى سيبيريا حيث الاراضي الخالية والشاسعة من اجل الاستقرار مع عوائلهم وبدء حياة جديدة ، كما شاهد السجناء والمنفيين يقطعون الآف الكيلومترات مشيا على الاقدام ويعانون من البرد والجوع وقسوة رجال الدرك، بينما يقدم لهم الفلاحون في القرى الجياع اصلا قطعة خبز او بيضة مسلوقة او تفاحة. وكانت عربته تتعرض تارة الى تحطم العجلات او عدم وجود الحصان البديل فكان يضطر الى المبيت في اشباه فنادق ، او يبقى في العراء او في وسط غابات (التايغا) الكثيفة حيث الدببة والذئاب وشتى اصناف الوحوش . ولعل اسوأ شئ هو عدم توفر الطرق المعبدة، وهي مشكلة ابدية في روسيا، وباقية حتى اليوم. وعندما وصلت العربة الى منطقة منخفضة ابلغه الفلاحون ان الثلوج بدأت بالذوبان والمياه الممزوجة بالثلج قد تجاوزت ضفاف نهر ارطيش وصارت تغطي الطريق ومساحات واسعة من المنطقة. ونصحه البعض بركوب قارب الى الجهة الاخرى واستئجار عربة اخرى وهذا ما فعل. وتكرر ذلك عدة مرات في رحلته نحو ساحل المحيط الهادئ التي استغرقت 80 يوما.
ورأي تشيخوف في الطريق الكثير من القرى والمراكز السكنية التي يقطن فيها منفيون . انهم ربما كانوا سابقا من الشخصيات الهامة في دوائر الدولة ولكنهم ارتكبوا جريمة ما او اثار سلوكهم غضب اصحاب الأمر والنهي او من المثقفين الذين اعربوا عن عدم رضاهم من اجراءات السلطة او كتب احدهم رواية تعتبرها السلطات ” هدامة ” ويعاقب عليها بكل شدة مثل الكسندر راديشيف صاحب كتاب ” رحلة من بطرسبورغ الى موسكو”، الذي صدر الحكم بإعدامه ثم خفف الى النفي في سيبيريا لا لسبب سوى انه وصف حياة الفلاحين البائسة. وكتب تشيخوف بهذا الصدد يقول: ” انني لا أحب رؤية المثقف المنفي الواقف عند النافذة والذي يتطلع صامتا الى سقف البيت المجاور. فما هي الافكار التي تراوده عندئذ؟. كما إنني لا أحب عندما يتحدث هذا المثقف معي حول توافه الامور ويتطلع الى وجهي بتعبير كما لو انه يريد القول:” انت ستعود الى بيتك ، بينما لن أعود أنا الى بيتي”. انا لا أحب ذلك لأنني اشعر لحظتئذ بالأسف البالغ عليه”. وباعتقاد تشيخوف ان الحكم بالنفي هو شكل آخر من الحكم بالاعدام، إلا انه الاعدام البطئ والموت الفعلي للانسان بالنسبة الى المجتمع الذي ولد وشب في احضانه ومعاناته لابشع ظروف الحياة في المنفى ناهيك عن سلبه كافة الحقوق. وكتب تشيخوف لاحقا :” لدي قناعة أكيدة بأنه سينظر الى العقوبة بالسجن المؤبد بعد 50 – 100 عام باستغراب وبشعور من الذهول والحيرة، كما ننظر الآن الى عقوبة جدع الانف او بتر اصابع اليد اليسرى التي كانت تمارس في القرون الماضية”.
ان النزعة الانسانية العميقة لدى تشيخوف ليست وليدة الصدف، فهو سليل اسرة من الاقنان الذين كانوا يباعون ويشترون مع الارض حتى عام 1861 حين اصدر القيصر الكسندر الثاني مرسومه بإلغاء القنانة وهي في الواقع حياة العبودية. ولذا ورث جميع معاناة هذه الاسرة في حياة العبودية. وقد أفلح جده يغور في كسب رضى سيده وتحول من فلاح الى اداري ثم كسب الحرية لإخلاصه في العمل في خدمة السيد ودفع الفدية المطلوبة لتحرير عائلته من قيود القنانة. وفيما بعد انجبت اسرة تشيخوف العديد من الموهوبين من كتاب وفنانين وممثلي مسرح ورجال دولة. وقد ولد تشيخوف في جنوب روسيا بمدينة تاغانروك على ساحل بحر ازوف في 17 يناير/كانون الثاني عام 1860، وتخرج من المدرسة الثانوية فيها ، واضطر منذ ايام اليفاع الى كسب رزقه عن طريق تقديم الدروس الخصوصية بسبب افلاس دكان والده وهربه من الدائنين واضطراره للبحث عن الرزق في موسكو.
وعرف الصبي انطون (16 عاما) منذ ذلك الحين معنى خيانة الاصدقاء حين استولى صديق العائلة على بيتهم، كما عرف معنى الفاقة والبحث عن اي وسيلة لكسب الرزق . لأنه كان منذ طفولته يعمل في دكان والده مع اشقائه الآخرين واحيانا كان يترك الدروس في المدرسة اليونانية من اجل ذلك. وبعد ذلك التحق بكلية الطب في جامعة موسكو في عام 1884 . لكنه لم يمارس مهنة الطب فترة طويلة حيث انجذب الى الادب وصار يكتب القصص الساخرة في الصحف المحلية بالإسم المستعار “تشيخونته” وغيره. الا انه بقي يردد” ان الطب هو زوجتي والادب عشيقتي”، حقا انه مارس الطب عدة مرات في فترات انتشار المجاعة ووباء الكوليرا في روسيا. وسرعان ما اكتسب الشهرة ككاتب وصار ينشر قصصه في المجلات الادبية الشهرية ومنها قصص ” السهب” و” قصة مملة” و”قصة رجل مجهول” و” الرجل المعلب” و”الردهة رقم 6″ و” في الوهدة”. وبعد ان حقق نجاحا كبيرا في مجال القصة انتقل الى الكتابة للمسرح. ولكن كان اول اخراج لمسرحيته ” النورس” في سانكت – بطرسبورغ فاشلا . وتأثر الكاتب كثيرا لهذا الفشل حين صرخ الجمهور بوجهه ” هذا ليس نورسا بل وزة”. فغادر مبنى المسرح وصار يتجول في شوارع المدينة حيث الجو القارس حتى الصباح. وسبب ذلك اشتداد مرضه واصابته بالسل لاحقا.
ومر الكاتب بفترة عصيبة في حياته حتى فكر بالانتحار بعد ان راودته الكوابيس في نومه حيث رأى في الحلم أن الغوغاء يلاحقونه في شوارع سانكت- بطرسبورغ صارخين : “اقتلوا ” النورس” ومعه تشيخوف “! . كما انهارت علاقته بحبيبته ليكا، واصابه الفشل في الادب فلم يكتب سوى قصة واحدة خلال عام ، مما قاده الى الافلاس ، و خذلته الآمال في الرحلة الى ساخالين حيث لم يستطع اغاثة أي بائس وانفق مدخراته القليلة فحسب . كما توفي اخوه نيقولاي الفنان الموهوب بعد اصابته بالسل، وأدمن اخوه الكسندر على الخمر . اما هو نفسه فمصاب بالسل ويبصق دما ، وجهازه العصبي اخذ بالتدهور ، حيث لم يعد له صديق حقيقي يبث له لواعج معاناته. لكن ما انقذه من الافكار السوداء هو نجاح مسرحية ” النورس” التي أخرجت ثانية في مسرح موسكو الفني بعد تأسيسه في عام 1898 . ويرجع الفضل في اخراجها بنجاح الى الكاتب والمخرج احد مؤسسي هذا المسرح وهو فلاديمير نيميوفتش – دانشنكو الذي اقنع رفيقه قسطنيطين ستانيسلافسكي بوجوب اخراج اعمال تشيخوف بالرغم من تركيبها الدرامي غير التقليدي واعتمادها على ” التيار الداخلي النفسي ” للشخوص وليس على تسلسل الحدث. علما ان دانشينكو (وهو كاتب مسرحي ايضا ) رفض قبل هذا منحه جائزة بوشكين الادبية لقاء مسرحياته مبررا ذلك بأن تشيخوف افضل منه وهو الاجدر بنيل الجائزة. ويذكر دانشينكو في كتابه ” من الماضي” انه جلس مع ستانيسلافسكي ساعات طويلة ليشرح له المعاني الخفية لمسرحيات تشيخوف باعتبارها ادب مسرح المستقبل. وبعد نجاح اخراج المسرحية في مسرح موسكو الفني واصل تشيخوف كتابة مسرحيات أخرى هي ” الخال فانيا” و”بستان الكرز” و”الاخوات الثلاث” التي قدمت على خشبة المسرح المذكور وبإخراج ستانيسلافسكي نفسه . علما ان المسرح اعتمد صورة ” النورس” رمزا له وتوجد الآن على ستارته. وفي هذه الفترة تزوج من الممثلة الاولى في المسرح اولجا كنيبر التي احبها بصدق لكنه لم يعش طويلا معها بسبب اضطراره للعيش في يالطا في القرم حيث الطقس الدافيء بينما واصلت اولجا العمل في المسرح بموسكو .
ولدى الحديث عن أهمية ” جزيرة ساخالين” في أدب تشيخوف لابد من الاشارة الى ان الكاتب مر بمرحلتين في تطور ابداعه الادبي، هما مرحلة كتابة القصص الهزلية بتوقيع “تشيخونتي” ومرحلة كتابة القصص الجادة التي تعكس الحقيقة النفسية والحياتية للانسان. وكانت قصصه تتناول بشكل أساسي وقائع الحياة اليومية العادية بإسلوب ساخر وتكشف كل مأساوية وخواء هذه الحياة وابتذالها. ويبدو فيها رب العائلة المخمور ينهال على زوجته واطفاله بالشتائم والضرب بسبب مزاجه العكر ولسوء معاملته من قبل الرؤساء في الوظيفة او لخسائره في لعب الورق ، كما يظهر تشيخوف كيف لا يستطيع الانسان العادي تمشية أية معاملة في دوائر السلطة من دون دفع رشوة، او كيف يبيع المثقف ضميره ومبادئه مقابل المال او لكسب حظوة رجال السلطة . ويصوّر تشيخوف في قصصه الساخرة في تلك الفترة بإسلوب مقتضب جدا خواء الحياة العائلية من كل مسرة، وشيوع الانانية وغياب المثل العليا الاخلاقية لدى الطبقة البرجوازية في زمانه. ويتميز اسلوبه في عرض الشخصيات والاحداث بالشمولية ، فلا يسهب في شئ بل يعطي الخطوط العامة لها فقط. ولا توجد نهاية سعيدة في قصصه ومسرحياته. ويظهر ابطال قصصه الذين يقدمهم الكاتب بلغته الرقيقة التعابير في اسكيتشات من دون تفاصيل ومن دون خلفية في الماضي . انهم يعيشون في الحاضر فقط. هكذا كانت قصص تشيخوف “الحزينة والساخرة”. وفي هذه الفترة كتب مسرحيتيه الهزليتين ” الدب” و” الخطوبة” بالاسلوب ذاته. حقا ان تولستوي نصحه مرة بعدم كتابة المسرحيات لأنه يكتب “مسرحيات رديئة”. لكن تشيخوف واصل كتابة القصص والمسرحيات ولم تفارقه المفكرة الصغيرة التي كان يدون فيها كل ملاحظة او عبارة يمكن ان يضعها في اعماله. ان جميع قصصه ومسرحياته مأخوذة من حياته اليومية ، حتى ان الاصدقاء والمعارف كانوا يلومونه احيانا حين يجدون وصفا او قولا لهم في احد اعماله.
وعندما تحول تشيخوف الى الكتابة الجادة الآكثر عمقا، حافظ على اسلوبه الساخر . لكن مواضيعه صارت تتسم بالتحليل النفسي ومعاناة الفرد الوحيد وبمسحة من التشاؤم واليأس في اوساط مجتمع المثقفين الذي يبدو في اعماله النثرية والمسرحية عاجزا عن مواجهة قسوة وجمود واقع المجتمع وانتشار الفساد وانعدام القيم والنفاق الديني ولا يرى فيها قبس نور في نهاية النفق في مسيرة تأريخ بلدهم. ويتجسد ذلك في اعماله مثل ” قصة مملة” ومسرحية “الاخوات الثلاث”. وفي الواقع ان تشيخوف قام بدور المؤرخ الادبي لمجتمعه في تلك الفترة. وربما كان تشيخوف اصدق من جميع معاصريه في تصوير حياة الفلاحين البائسة كما في قصته غير المكتملة ” الموجيكي” (الفلاحون)، وفي قصة “في الوهدة” وفي كتابه ” جزيرة ساخالين”. كما صور تشيخوف بشكل رائع حياة الانسان العادي في المدينة، بما فيها من ابتذال وحماقة وعجز عن معالجة مشاكله اليومية وتشاؤمه حيث يقول احد ابطال قصة ” حياتي” :” انني لم اجد في المدينة كلها رجلا شريفا واحدا”. بينما يكتشف في قصة ” الردهة رقم 6 ” ان الشخص النزيه الوحيد في المدينة هو المجنون المحتجز في تلك الردهة. حقا ان الرقابة كانت مع هذا تلاحقه احيانا وترصد كل كلمة يكتبها. ففي قصته ” الموجيكي” ( هذه الكلمة الروسية تطلق على الفلاحين الاميين وكذلك على الرجال الغلاظ غير المؤدبين وغير المتعلمين )، وجد الرقيب وصفه لهؤلاء الناس غير مناسب كقوله : “.. انهم غلاظ وغير نزيهين وقذرون وسكارى ويعيشون من دون وفاق ويتشاجرون لانهم لا يحترمون بعضهم البعض ويخشون ويرتابون من الاخرين… لكنهم بشر رغم ان الحياة معهم محفوفة بالمخاوف، انهم يتألمون ويبكون مثل بقية البشر، ولا يوجد أي شئء في حياتهم لا يمكن ايجاد مبرر له. فالعمل الشاق يجعلهم يتألمون في اجسادهم طوال الليل ، كما انهم يعانون من ايام الشتاء القاسية ، ورداءة المحاصيل، والسكن الضيق ، ولا يتلقون اية مساعدة ولا ينتظرونها من أي احد…”.
وفي الواقع ان تشيخوف كان يصبو في جميع أعماله الى البحث عن المثل العليا التي يجب ان تسود في المجتمع . ان جميع ما يورده في كتابه ” جزيرة ساخالين” يبعث لدى القارئ الشعور بالاحتجاج الصارخ على اهانة الانسان أي انسان حتى اذا كان قد ارتكب اثما او جريمة ما. ويذكر الكاتب كيف وصل الى ميناء نيقولايفسك على نهر امور، وهو اقصى ميناء في شرق روسيا بعد رحلته الطويلة والشاقة عبر سيبيريا. وبدت المدينة التي ينقل منها المحكومون بالنفي الى ساخالين شبه مهجورة ولا يوجد فيها ما يستحق المشاهدة من المعالم. علما انها ازدهرت في وقت سابق كمركز تجاري لكنها فقدت قيمتها هذه وهجرها نصف الاهالي واصبحت المباني مهدمة ونوافذها محطمة . فأكثر الاهالي سكارى وشبه جياع وبلا عمل لا يهمهم سوى ممارسة الصيد في غابات التايغا او ممارسة تهريب الذهب والفرو وقرون الوعول الى الضفة الصينية المقابلة. وتبين ان المدينة بلا فنادق ولهذا وجد الكاتب نفسه وحيدا على رصيف الميناء مع حقائبه. وبدأت الشمس تميل الى المغيب، وعندما سأل احد المارة اين يمكن المبيت كانت الاجابة :هز الكتفين. وشعر الكاتب عندئذ بالندم لقيامه بهذه الرحلة اصلا. واخيرا نصحوه بالمبيت في السفينة الراسية هناك ” بايكال”. وهكذا اقتاده احدهم الى السفينة التي انطلقت في اليوم التالي في نهر آمور الى جزيرة ساخالين…
وفي السفينة شاهد المنفيين والسجناء بالقيود والسلاسل في اقدامهم ومعهم زوجاتهم واطفالهم. وتحدث مع احدهم الذي قتل زوجته لخيانتها وتوجه الى المنفى مع طفلته الصغيرة التي كانت تتعلق بالسلاسل لدى النزول الى عنبر السفينة. بينما روت له امرأة حكم عليها بالاشغال الشاقة في المنفى أنها قتلت زوجها لارضاء عشيقها. وعرضت عليه نفسه ان تعمل كخادمة في بيته لكنها اخبرها انه صحفي جاء الى هنا لفترة قصيرة. وفيما بعد حضر دفن امرأة في المقبرة. وقد حمل رفاقها طفلها الرضيع وسار معهم طفلها الآخر وهو في الرابعة من العمر. وبعد مواراتها التراب قال الصبي ضاحكا : لقد دفنوها !
واورد تشيخوف في كتابه احصائيات عن عدد ساكني مستوطنات المنفيين في الجزيرة وعن الطبيعة القاسية هناك واحوال المعيشة في السجون والاشغال الشاقة من قطع الاخشاب في الغابات الى استثمار المناجم والمقالع وكذلك نفقات الدولة عليهم. لكن الاهم في الكتاب هو وصف شخصيات السجناء والمنفيين وكذلك الاحرار الذين يبقون في المنطقة بعد انتهاء محكومياتهم وتصبح لهم عوائل واعمال انتاجية يستغلون السجناء فيها. بيد ان أهم ما جاء في الكتاب هو وصف الشخصيات الفريدة هناك. فمثلا الشاب يغور الذي لا يتوقف عن خدمة الآخرين بلا مقابل. وكان يأتي الى البيت الذي يقطن فيه تشيخوف فيساعد الطباخة في جلب الحطب وتنظيف المكان ومسح الاثاث من دون مقابل . وكان يعمل الشئ ذاته في البيوت الاخرى أيضا. وقد شيد لنفسه كوخا خشبيا وصنع بنفسه الاثاث حيث كان يتمتع بمهارة في اعمال النجارة. وعندمات استفسر منه تشيخوف عن حياته وكيف اصبح محكوما بالاشغال الشاقة روى قصته، اذ حدث ان سافر مع ابن قريته الى المدينة.
وفي الطريق دخلا الى حانة لأخذ قسط من الراحة وطبعا شربا الفودكا واستغرقا في النوم . وفي اليوم التالي اتهموه بقتل شخص كان قد تلاسن معه في العشية. ولم يرد رفيقه سيرغي قول الحقيقة عن شجاره نفسه معه بل اتهم يغور؟ وهكذا لم يصدقه احد واصدرت المحكمة قرارها بالحكم عليه بالاشغال الشاقة بالرغم من نفيه لجريمة القتل. ونقل الى ساخالين تاركا في القرية زوجته واطفاله لأن ” حياتهم هناك افضل”. ولدى الحديث عن

قبر انطون تشيخوف في مقبرة العظماء "نوفو ديفيشتيه" بموسكو

قبر انطون تشيخوف في مقبرة العظماء “نوفو ديفيشتيه” بموسكو

احد السجون ذكر الكاتب كيف يقطن السجناء مع نسائهم واطفالهم في قاعات ذات روائح نتنة بحموضة. وينام السجناء فوق طارمات من طابقين. وشكا السجناء من البق الذي ينهش اجسادهم ليلا.
اما السجناء العاملون في المناجم، فان السلاسل تقيد ارجلهم وايديهم وتربط بالعربة التي ينقلون فيها الفحم وينامون فوق المنصة والعربة تحتهم تبقى مرتبطة بهم. وكان احدهم كهلاً في الستين من العمر حكم عليه عدة مرات بسبب محاولات الهرب من السجن. وقال نفسه انه ارتكب حماقات ولهذا عاقبوه. علما انه مصاب بالسل، وامر السجان عطفا عليه بوضعه الى جانب الموقد. واعترف آخر بأنه لم يقتل احدا لكنه سرق لوازم الكنيسة من المصنوعات الفضية، وبرر ذلك حسب قوله ” لان الرب ليس بحاجة الى نقود”. وحكم على بحار في الاسطول لانه اعتدى بالضرب على ضابط بقبضته. وقد حكم عليه اولا بالاعدام لكن استبدل الحكم بالاشغال الشاقة والجلد علنا وربطوه بعربة المنجم.علما ان غالبية السجينات في ساخالين يمارسن الدعارة علنا من اجل كسب بعض القروش او الطعام او الحاجيات الاخرى، ولا تلقي ادارة السجون او الكاهن في الكنيسة المحلية بالا الى ذلك.
لكن حاكم ساخالين سمح في عام 1888 لحوالي ثلث المحكومين بالاشغال الشاقة بالعيش خارج السجون ليس لاعتبارات انسانية بل للحاجة الى الايدي العاملة المجانية. وشمل ذلك طبعا السجناء من ذوي السلوك الحسن . فإن وجود المحكومات من السجينات في بيوت الضباط والموظفين يوفر كثيرا من النفقات في اعمال التنظيف والغسل والطبخ والاعمال البيتية الاخرى .. وكذلك لارضاء الحاجات الجنسية للرجال. علما ان الزواج الشرعي في ساخالين كان يعتبر شيئا من باب الترف. وتعيش نساء كثيرات مع الرجال بالاتفاق المتبادل، وغالبا بسبب الفاقة وشظف العيش اي الزواج لاعتبارات اقتصادية. بينما يمكن استخدام الرجال في الاعمال الحقلية والصناعات الحرفية وغير ذلك لمنفعة موظفي الدولة او رجال الاعمال المحليين او الاستفادة منهم في شق الطرق واستصلاح الاراضي غير المستثمرة بعد في الجزيرة.
ان كتاب ساخالين قد وضعه المؤلف كرواية وثائقية حيث درس قبل السفر الآف الصفحات من الكتب والدراسات والوثائق المنشورة حول الجزيرة. ويعتبرالكتاب حتى يومنا هذا مرجعا مهما للمؤرخين عن احوال المجتمع الروسي في اواخر القرن التاسع عشر لما يتضمنه من احصائيات ومعلومات. وعندما قال الكسندر سوفورين صديق تشيخوف وناشر مؤلفاته ان ساخالين مكان غير جدير بالاهتمام قال له تشيخوف في احدى الرسائل:” قد لا يحتاج ولا يهتم أحد بساخالين سوى ذلك المجتمع الذي لا يرسل اليها الآلاف من ابنائه وينفق الملايين هناك. وقبل حوالي 25 – 30 عاما فحسب اجترح رجالنا الروس مآثر رائعة، تثير اعجاب الانسان ، بينما نعتقد اننا لا نحتاج الى هذا ، ونحن لا نعلم من هؤلاء الرجال، ونجلس فقط داخل الجدران الاربعة ونشكو من ان الرب اساء خلق الانسان. ان ساخالين هي مكان معاناة الالام التي لا تحتمل ، ولا يمكن ان يصمد لها سوى الانسان الحر او غير الحر فقط. ويجب ان نحج الى الاماكن مثل ساخالين للعبادة كما يحج الاتراك (المسلمون ) الى مكة، ويجب ان يتطلع البحارة الى ساخالين كما ينظر العسكريون الى سيفاستوبول “(ويقصد تشيخوف بهذا معاناة الجنود الروس في القرم ابان حرب القوقاز بين روسيا والدولة العثمانية وفرنسا وبريطانيا 1854 – 1855 ).
لقد امضي تشيخوف في ساخالين فترة ثلاثة اشهر وعاد بعدها الى روسيا بحرا عبر جزيرة سيلان ومصر (الاسكندرية) ومنها الى اوديسا على ساحل البحر الاسود. وألف الكتاب في فترة 1890 – 1895 ). لكنه لم يستخدم مشاهداته عن حياة السجناء والمنفيين في كتابة القصص والمسرحيات لاحقا. وبعد عودة تشيخوف من ساخالين اختفت من اعماله السخرية والفكاهة واصابه شئ من التشاؤم في الحياة. وانعكس ذلك بصورة خاصة في مسرحياته. واصبح الكاتب باحثا موضوعيا وصارما للواقع الروسي، وادرك مسؤولية الكاتب العظيمة في تصوير هذا الواقع، ولكنه لم يلجأ الى الوعظ كما فعل تولستوي. فواجب الكاتب حسب رأيه ان يعلم الناس الحياة اما واجب الاديب فهو اظهار الحياة كما هي ويترك للقارئ ان يستخلص الاستنتاجات ويربي نفسه بنفسه. ولهذا اعتبر تشيخوف نفسه اديبا وليس كاتبا. وبرأيه ان حل المسألة والطرح الصائب لها شيئان مختلفان. فيجب على الاديب ان يطرح المسألة بشكل صحيح كما يرى ذلك في رواية ” آنا كارينينا” لتولستوي او ” يفجيني اونيجين ” لبوشكين. وقال مجازا :”أن القاضي يطرح القضايا بشكل صحيح اما الحكم فيقرره المحلفون ..”. ولهذا يترك تشيخوف الى القارئ ليقرر مصير الابطال في نهاية القصة او المسرحية. علما انه لم يعتبر نفسه من اتباع اية فلسفة اوتيار فكري وكان يصر على انه مبدع حر ويكره الزيف والعنف والنفاق والغباء ليس في بيوت التجار فقط بل وفي صفوف العلماء والادباء والشباب. وكتب يقول في احدى رسائله:” ان اقدس الاقداس لدي هو جسد الانسان وصحته والعقل والموهبة والحب والحرية المطلقة، بلا عنف وزيف مهما كانت اشكالهما”. وعندما تعرف مكسيم غوركي على تشيخوف في اوخر القرن التاسع عشر قال باعجاب وحسد :” انت الانسان الحر الوحيد الذي لا يخر ساجدا امام اي احد “.
لقد تجسد المثل الاعلى لتشيخوف في قصة ” الطالب” التي كتبها بعد عودته من ساخالين. انها مترعة بالايمان بأن ” الحقيقة والجمال يوجهان حياة الانسان”. وقال الكاتب ايفان بونين الذي كان قريبا من تشيخوف انه سمعه يقول ردا على وصف النقاد له: اي “:رجل عبوس ” و” متشائم ” انا ؟ ان أحب القصص الي هي قصة “الطالب” الذي آمن بان الحياة لن تكون افضل بعد ألف عام .. بل ستكون كما في ايام روريك وايفان الرهيب وبطرس الاكبر.. لكن الحقيقة والجمال يوجهان حياة الانسان في انتظار السعادة..ذلك الانتظار الحلو.
ان الزمن الضائع بلا هوادة هو البطل الرئيسي في اعمال تشيخوف التي غالبا ما تصور الآمال الضائعة مع انتظار المستقبل النير المأمول كما في مسرحية “بستان الكرز”. وعندئذ تتحول مأساة الانسان الى ملهاة لما تتضمنه من عبث ، لكنه يأمل مع هذا في مجئ السعادة. وكما قال الشاعر بولات اكوجافا فان “الآمال مثل جوقات موسيقية صغيرة يقودها الحب الانساني”.
17/3/2014

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

إذا مت تحت التعذيب ﻻ تستلموا جثتي إﻻ على جثتي

Ghassan M Jebaimarwanhassbani
إلى مروان الحصباني وكل الشهداء الذين لم يدفنوا بعد…

إذا متُّ تحت التعذيب
ﻻ تستلموا جثتي
وﻻ تدفنوني
تحت التراب حيا
ﻻ تستلموا “هويتي
وأغراضي الشخصية”
مقابل ورقة
تثبت أني مت بالسكتة القلبية
أنا ﻻ أموت مرتين
مت من أجل الحرية
وجثتي ليست ملكا للعبيد
اتركوني في العراء وحيداً
تحت السماء
كما يفعل أهل جبال “التبت”
هم أقرب إلى الله منكم
موحدون مثلكم..
دعوا الطيور تصلّي علي
وتنقر ما تبقى
من لحمي المقدس
واذكروني بالخير
اذكروا
أنني كنت شوكة في حلوقهم
ومت بكامل أناقتي وكبريائي..

إذا مت تحت التعذيب
ﻻ تستلموا جثتي
إﻻ على جثتي..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

صالح الفوزان: الشمس تدور حول الارض والمسلم يتبع القرآن لا العلم

معتقلات تحفيظ القرآن

معتقلات تحفيظ القرآن

Senior Saudi Cleric Saleh Al-Fawzan: The Sun Revolves around the Earth

Posted in English, كاريكاتور, يوتيوب | 1 Comment

DNA 17/03/2014 يبرود

يتناول في هذه الحلقة نديم موضوع معركة يبرود

nasrollah_

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

الإسلام يرى مشتركا دينيا توحيديا مع اليهودية أكثر مما يجده مع الفارسي

هل على الشعب السوري أن يقدم مبادرات (سلمية ) لإسرائيل، من أجل إنقاذ سوريا من الانقراض على يد (المغول الهمجي الأسدي الطائفي !!!HALSHRESPOND

الحوار المتمدن

ثمة من يعتقد من الأخوة السوريين أن علينا كسوريين ناشدين للحرية والاستقلال والكرامة أن نبادر لدعوة إسرائيل للسلام…لكي تتدخل لوقف حالة تدمير سوريا كشعب وكيان على يد السفاح المعتوه ابن أبيه الأسدي والطائفي الذي أوصل الشعب السوري إلى حد الاستجارة ولو بإسرائيل للخلاص من هستيريا القتل العبثي لسفاح مجنون فالت من رقابة العالم، قتل لم يتعرض له شعب أو بشر في التاريخ ..

هءلاء الأخوة يرون : إنه من أجل الحفاظ على الكيان السوري من الهمجية الأسدية ، لا بد من كسب التأييد الإسرائيلي …لأن كسب التأييد الإسرائيلي يعني كسب التأييد العالمي الغربي (الأمريكي والأوربي) ، بما فيه إغلاق فم روسيا المتوهمة بعظمتها (المافيوية ) البالونية (المنتفخة بالهواء، ) وإيران المهددة للعالم بوليها المعجز المنتظر الكاريكاتوري الذي يضحكنا قبل أن يضحك اسرائيل القادرة على تحويل معجزته إلى مجرد نبي شارب للسم كنبيهم الخميني الذي أرغم على شراء السلاح من إسرائيل للحفاظ على هيبته اللاهوتية الكراكوزية …

السؤال للأخوة السوريين الوطنيين الشرفاء الباحثين عن حل، ولو كان سما زعافا كالذي تجرعه (الخميني ) الذي باعته له سرائيل …

ترى هل حقا إن إسرائيل تخشى -في حالة ضربة خاطفة لاسقاط النظام الأسدي – نقول: هل تخشى من أن تعطي النظام الأسدي مناعة (ممانعة ومقاومة) كما يعتقد بعض الأصدقاء ،وأن إسرائيل لا تريد أن تعطيه فرصة الإدعاء بأنه نظام ممانع ومقاوم للعدوان (الإسرائيلي الامبريالي ) …

أنا شخصيا أشك في ذلك !!! وذلك لأن النظام الأسدي يحمي نفسه منذ أكثر من سنة ونصف بقوى إيرانية فارسية (وحالشية ) وروسية بوتينية مافيوية حمته حتى الآن، من السقوط المحتم، إن هذه القوى المستعمرة الداعمة لنظامهم الطائفي العميل لن يغضب الشعب السوري أبدا أن توجه لها ضربة إسرائيلية، كما فعلوا منذ فترة مع قواعد (حالش :حزب الله الإيراني …حيث الشعب اللبناني والسوري ،لم يروا في هذه الضربة مسا بالسيادة اللبنانية والسورية، بوصفها معركة بين (فرس إيران ) ويهود (إسرائيل )، حيث الموروث الديني الوطني الشعبي الإسلامي (السني)، يرى مشتركا دينيا توحيديا مع اليهودية (الكتابية) ، أكثر مما يجده مع العدو الفارسي (الإيراني) ذي الموروث الوثني المجوسي المزدكي (عبادة النار )، والذين يعتبرون رمز هويتهم الدينية والثقافية القومية الفارسية، هو العبد (المولى المجوسي (أبو لؤلؤة ) قاتل الفاروق عمر بن الخطاب، حيث أبو لؤلؤة هو صاحب صرح الضريح الأعظم في إيران

…فهل توجيه ضربة إسرائيلية للاحتلال الإيراني لسوريا التي طالما تهدد بها إسرائيل إيران ،سيؤذي مشاعر السيادة الوطنية للشعب السوري المذبوح بالسكين الإيرانية المجوسية والطائفية الشيعية (العراقية واللبنانية ) غير العربية، ومن ثم الروسية الفاشية المافيوية ؟؟؟

Posted in فكر حر | 1 Comment

المسيحية صالحة لكل زمانٍ ومكان

كَتَبَ متى إنجيله لليهود,وكان موضوعه عن المسيا الملك, وهو الموضوع الذي كان ينقص اليهود, فقد كان ينتظرون المسيا الملك ويبحثون عنه,وكانت رسالة متى عبارة عن الناموس الذي يحكم الكون وطبيعة البشر والحياة العامة للناس, ومن أين inside-Church-of-the-Holy-Sepulchreيستمد الإنسان ناموسه الطبيعي, واهتم بالتنبؤات وكان شعاره وجه إنسان, بينما إنجيل مُرقس, كتبه مرقس للرومان وموضوعه كان عن(المسيا غالب الشيطان),والمسيح يصنع العجائب, واهتم بتوجيه الإنسان نحو العمل, أما إنجيل لوقا, فقد كان موجها لليونان وموضوعه(المسيح صديق البشرية) ومخلص البشرية, واهتم بالتواريخ وكان شعاره الثور, بينما يوحنا الأخير,كانت بشارته إلى العالم المسيحي كافة, وكان موضوعه أن(المسيح يحل بيننا) وكان شعاره النسر الذي يجدد شبابه.

الديانة المسيحية اليوم يقبل فيها أي إنسان يملك قلبا في صدره وعقلا في جسده, لأن الديانة المسيحية اليوم ديانة عصرية صالحة لكل زمان ومكان ولا تقيم تعارضا بينها وبين الآخرين, بل نراها على عكس كل ذلك, تقبل الأفكار الأخرى والأطروحات الأخرى ولا تحارب المثقفين ولا المتنورين ولا الناس العاديين, وتحترم حرية المرأة والحرية الشخصية والحرية التعبيرية ولا تقيم وزنا للعلاقات السياسية فلا يوجد اليوم في الديانة المسيحية شيء أسمه المسيح السياسي أو المسيحية السياسية, فقد انتشلت نفسها من هذه الوساخة,وهي ليست كما هو الحال في الإسلام السياسي, فعندما نتحدث عن الإسلام السياسي والمنظمات والأحزاب السياسية الإسلامية,فإن هنالك أحزاب ومنظمات وحتى أفراد عاديون يقاتلون بعضهم للتنافس على المناصب السياسية تحت مسمى حزبي أو رؤية شخصية عادية.

ومن المعروف جيدا أن البيئة السياسية بيئة قذرة وحقيرة وكل من يدخل السياسة لا بد له وأن يتأثر بالقاذورات السياسية ويتسخ من الداخل ومن الخارج ويتعلم الإنسان بفضل السياسة نظريات جديدة عن الكذب والغش والرياء والكراهية والقتل وتبرير قتل الآخرين أو قمعهم بشتى وسائل القمع والملاحقات الأمنية, وبالتالي المسيحية نزهت نفسها عن المشاركة السياسية والدخول في السياسة, لأنها أعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله, بعكس الإسلام الذي يتقلب على عدة أفكار ومناهج سياسية وبالتالي المسلمون يسيئون إلى الإسلام عندما يدخلوا بالإسلام إلى السياسة وبالتالي نهاية محزنة ورفض للآخر بسبب تعدد الاتجاهات السياسية الإسلامية, فكل المنظمات الإسلامية السياسية تتعارض مع بعضها البعض وتقاتل بعضها البعض وتكفر بعضها البعض, وبالتالي هذا يدل على أن الإسلام ليس صالحا لكل زمان ومكان بل المسيحية هي الصالحة لكل زمان ومكان.

إن المسيحية اليوم وفق منهجها الحديث هي الأقوى بين كل الاتجاهات الدينية وهي لا تتعارض مع الحريات العامة ولا حتى مع طريقة الصلاة وليس في المسيحية سلفية مبطنة أو غير مبطنة, بعكس الإسلام الذي يتراجع إلى الوراء, وتدل عملية تعدد الأناجيل الأربعة إلى أن هذا التعدد يرمز إلى قبول الآخرين فكل رسول توجه بإنجيله إلى شعب معين قد اختاره هو بنفسه وجاء لكل شعب على هواه وعلى قدر الظروف وفن الممكن, وبالتالي انتشرت المسيحية لأنها لم تتعارض مع اليونان ولا مع اليهود حتى وإن ظهرت بعض الخلافات الجانبية, بينما إنجيل يوحنا ركز على أن المسيح يحل بيننا جميعا, ويبارك حياتنا, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المسيحية تناسب الحياة العصرية بكل مكوناتها , وعملية تعدد الأناجيل والرسل معناها أن الإنجيل ليس أربعة أناجيل وإنما إنجيل واحد, ولكن كل رسول ذهب لكل شعب ليخاطبه على أساس أنه لا يوجد تعارض بين المسيح أو بين الإنجيل وبينهم, ولم يفرض السيف والقتال على المسيحيين لكي ينشروا دينهم أو بالترهيب ولم يأخذ الإتاوة من أحد,وحتى اليوم نلاحظ ملاحظة هامة وهي أن المسيحية لا تتعارض مع نمو المجتمع المدني الحديث وهي ديانة قابلة للتطور وللتجديد بعكس الإسلام الذي يعتبر التجديد كفرا يستحق المجدد أن يقتل عليه بعد أن يخرجوه من المِلة ويكفرونه,لا أحد يقل لي عن الكنيسة ما قبل النهضة أنا أتحدث عن المسيحية اليوم بمعناها الحضاري

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الحنة يا حنة يا قطر الندي

يقول “نيتشه” في رائعته (هكذا تكلم زرادشت) :

” إنه لاينبغي علي الإنسان العارف أن يحب أعدائه فحسب ، بل عليه أيضاً أن يكون قادراً علي كره أصدقائه ” !!weddtatoo

في ذاكرة كلٍّ منا حتماً ذلك الشخص الذي يقايض الغفران لأي إهانة وجهت إليه في لحظة مقابل ابتسامة أو حتي ظل ابتسامة ،،

أكثر من هذا ، يحدث كثيراً أن يفشل في السيطرة علي مشاعره المتدفقة ويبادر إلي عناق الذي أساء إليه وهو يقول والدموع تسيل من عينيه ، طبيعية و حارة :

– حقك عليّْ ، أنا الغلطان !!

هكذا شخص ، من السهل أن نتهمه بالمشاعر الصحية التي تدلُّ علي سلامة الجذور وسمو المعدن ، لكنها ، للأسف ، لا توقظ في نفوس كل الناس حيال ذلك الشخص احتراماً ، هؤلاء هم الذين قال عنهم “فريدريك نيتشه” في (هكذا تكلم زرادشت) أيضاً :

“بعض الناس لا يحقُّ لك أن تمدَّ يدك إليهم , بل كفَّ الوحش , وأريد أن تكون لكفك مخالبُ أيضاً “

وهكذا شخص ، محكومٌ عليه بحرق نفسه بناره الخاصة ، محكومٌ عليه أيضاً بأن يموت قبل أن يجعل من موته حدثاً ينبه نظرية ..

وهكذا شخص ، هو الغالبية العظمي من المصريُّين ، ولا أستطيع أن أنفي أسفي لهذا أو أؤكده ..

فالمصريون علي الدوام ، أصحاب ذاكرة عامة سطحية و سريعة النسيان ، و أعماق قادرة علي امتصاص الأحقاد ، وأرقامٌ سهلة يمكن لأي شخص يستطيع أن يتهجي لغة الثعالب أن يتجاوزها بكلمة أو ابتسامة أو مجرد وعود بلون السراب ، كذلك كانوا وما زالوا كذلك !!

لذلك ، لم يكن غريباً أثناء “ثورة يناير” أن يقايض كثيرٌ من المصريين غفرانهم مقابل بضع كلمات ملونة وخادعة من “مبارك” الذي لم يكتفي بالسطو علي طفولة و شباب و كهولة و مقدرات جيل كامل منهم ، بل كان يطمع في المزيد ، وفي استئناف سلالته المباركة لأسطورته المظلمة من بعده ، مع الأخذ في الاعتبار أن سلالته المباركة هذه لا تعني بالضرورة أبنائه فقط !!

ومن محرضات النقمة علي هكذا شعب قريب القاع ، أنه لا يكتفي برؤية أشيائه يسطو عليها أعدائه فقط ، بل و يبارك سارقيه ، وأكثر من هذا ، بسخافة المؤرخين ، يترك في ذاكرته علي الدوام ركناً فارغاً ومعداً علي الدوام لتمجيدهم والاحتفاظ بمناسباتهم الخاصة !!

والآن ..

يا حنا يا حنا يا حنا يا قطر الندى
يا شباك حبيبي ياعيني ، جلاَّب الهوا

أطلي أطلي

ويهواكي فيهواكي يهواكي قطر الندى
ويهواكي يهواكي يهواكي قطر الندى

ويشهر رشاشه رايةً
ويشهر رشاشه رايةً

ليصد الردا ويكيد العدا
ليصد الردا ويكيد العدا

ويهواكي ويهواكي يهواكي قطر الندى
ويهواكي يهواكي يهواكي قطر الندي

يا حنا يا حنا يا حنا يا قطر الندى
يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوي

هذا هي النسخة الأولي من أغنية الفنانة “شادية” ( الحنة يا حنة يا قطر الندى ) التي كتب نسختها التي نعرفها الآن الشاعر “عبد العزيز سلام” ولحنها الفنان “محمد فوزي” ، وهي من أشهر أغاني المناسبات في مصر ..

بمجرد نظرة علي النسخة الأصلية من هذه الأغنية ندرك أن لهؤلاء الفنانين الثلاث فضل في ترميم طلل قديم ، أو حقنه بنسغ الحياة علي الأرجح ، فلهذه الأغنية قصة ، ولولاهم لاندثرت هذه الأغنية في زمن لا يمكن أن يستسيغ أحد فيه كلمات مثل “يشهر رشاشه رايةً” ..

و جذور هذه الأغنية تنخفض إلي عصر الدولة الطولونية التي أسسها “أحمد بن طولون” ، وهو عسكريٌّ من أتراك قبيلة “القبجاق” أو “القفجاق” ، وتعرف أيضا بإسم “القبيلة الذهبية” ، وهو إقليم بحوض نهر “الفولجا” بالجنوب الشرقي من “روسيا الآن” و شمال “البحر الأسود” ، وكانوا أهل حل و ترحال على عادة البدو ، يعيشون أسوأ ألوان الضنك ، كما كانت بلادهم سوقاً رائجة للعبيد ..

نشأت أسرته في “بخاري” ، وكان والده أحد حراس الخليفة “المأمون” ابن الخليفة “هارون الرشيد” ابن الخليفة “المهدي” ، وهلم جراً ، معذرة ، أكره “هلم جرا” هذه !! ..

ولاشك في أن مجد هذا المملوك يعود الفضل فيه إلي سلسلة من الصدف السعيدة ، فبالإضافة إلي صلة أبيه بـ “المأمون” ، حدث أن الخليفة “المعتصم” ، خليفة “المأمون” في السلطة ، في أكبر حماقاته علي الإطلاق ، عمل علي سيطرة المماليك علي مفاصل الدولة علي حساب السكان الأصليين ، ظناً منه أنه الخير لأسرته ، وكانت النتيجة أن فقد خلفاء الدولة العباسية السيطرة علي الأمور ، وأصبحوا كالدمي في أيدي المماليك ، قبل أن يزولوا ويزول ملكهم تماماً ..

حدث أيضاً أن آلت ولاية مصر بعد موت “المعتصم” بقليل إلي المملوك “باكباك” ، زوج أم “أحمد بن طولون” ، وأتى به معه إلى مصر ..

ثم آلت بعده إلى المملوك “برقوق” الذي كان أباً لزوجة “ابن طولون” ..

وكلا الرجلين أنابا “ابن طولون” للقيام بأمر مصر ، فوليها في سنة “868 م” ، ثم أضيفت إليه ولاية الشام بعد ذلك بخمسة أعوام ، ثم أعلن الدولة الطولونية المستقلة ، التي تعاقبت أسرته ‏على حكمها لـ “38” عاماً ..

من الطريف في سيرة هذا المملوك أنه كان أباً لـ “34” ابناً !!

و “قطر الندي” سالفة الذكر هي حفيدته ، وهي “أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون” ، وكانت ، إذا صدقنا الروايات ، أجمل نساء عصرها وأكثرهن ثقافة ..

ولرغبة أبيها في تهدئة الجبهة المشتعلة بين الدولة العباسية والدولة الطولونية علي الدوام ، أرسل إلي الخليفة “المعتضد” يطلب منه تزويجها من أحد أبنائه ، أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك ، لعل هذه الحادثة هي النبع الذي استقي منه المصريون هذا المثل الشهير ، ربما ، من يدري ؟

كان عمر “قطر الندي” حينئذ “14” عام !!

أذهل “خمارويه” رد الخليفة علي الرسالة وفاق كل توقعاته ، لقد رغب هو نفسه في الزواج منها ، ودفع لها مهراً قيمته “مليون” درهم ، وهو رقم في ذلك العهد عظيم ، بل هو رقم يدعو الذين لا يعرفون كيف نشأت وأين نشأت “قطر الندي” إلي التشكيك في الحكاية برمتها ، إذ كان ثمن الواحدة من أجمل الجواري في ذلك الوقت يعادل ثمن “بطيخة” ، وهذه رواية صحيحة ومتواترة !!

لكنني مستعد علي كل حال أن أصدق هذا الرواية ، فهو رقم يليق بحسناء تركية الجذور ولدت فى قصر “القطائع” الذى شيده “خمارويه” على غرار قصور “ألف ليلة و ليلة” ..

إيوان من الذهب , و بركة كبيرة من الزئبق , و مسارح للطير و الأسود والنمور !!

من المؤسف ، أن كل هذا صنع بأموال السكان الأصليين !!

ومن أموال المصريين أيضاً أنفق علي جهاز ابنته “قطر الندي” أضعاف مهرها ..

أريكة من الذهب الخالص ، عليها قبة من الذهب المشبك فى كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة من الجوهر لا يقدر بمال ، و مائة هاون من الذهب !!

ويزعم بعض مؤرخي ذلك العهد أن نفقة هذا الجهاز بلغت “400” مليون درهم ، و هو رقم لا يصدق علي أية حال ، فهو في ذلك الزمان كان كافياً لتجهيز عدة جيوش في وقت واحد !!

ومن أموال المصريين أيضاً أمر أن يبنى لابنته عند كل محطة استراحة ، قصراً تستريح فيه كأنها فى بيت أبيها !!

بالرغم من كل هذا ، اعتبر المصريون عن طيب خاطر هذا الزواج حدثاً يليق بالرقص في أوصاله ، و عيد كبير سيحظون فيه بالطعام والشراب والطرب مجاناً ، دون أن يدور ببال هؤلاء البهلوانات أن كل هذا من فتات مالهم هم ، وأن الوالي يجود عليهم من عطاياهم لا من مال أبيه!!

أياً كان الأمر ، لقد خرج الموكب من “القاهرة” وسط أمواج من المصريين المتزاحمين لمشاهدته ، وترك في كل مكان حل به ذكري لا يزال بعضها حياً حتي اليوم ، لعل أهم هذه الذكريات قرية في محافظة الشرقية حملت ، ربما حتي الآن ، اسم “قصر العباسة” ، و “العباسة” عمة العروس ورفيقتها في الرحلة إلي العراق ، ذلك أن القصر الذي بني للاستراحة في تلك المحطة حمل اسم “قصر العباسة” !!

انتهت طقوس ذلك الزواج الأسطوريِّ ، واستبشر الناس خيراً وسلاماً سوف ينجم عنه ، وتوقعوا بداية جديدة ، ثم .. خابت كل الظنون !!

لقد كان هذا الزواج بداية النهاية لا البداية ، وبداية النهاية هي بداية علي كل حال ، لكنها في غير صالح تلك الأسرة ..

إذ أشاحت الدنيا بوجهها الأبيض عن تلك الأسرة إنطلاقاً من ذلك اليوم تحديداً ، و قتل “خمارويه” في دمشق بمؤامرة من عبيده بعد شهور قليلة من زواج “قطر الندي” ، و هي الأخري ماتت قبل أن تصل عامها العشرين ، ثم زالت “الدولة الطولونية” بعد موتها بأعوام قلائل ، ولم يبق من هذه الأسرة سوي بضعة صفحات في بطون الكتب ، وبعض الذكريات التي لها صدي حتي الآن في لهجات المصريين ، مثل :

قاعدين علي قلبها لطالون ، و اخطب لبنتك ومتخطبش لابنك ، والحنة يا حنة يا قطر الندي !!

ما أشبه الليلة بالبارحة ..

الآن أيضاً ، هناك من يوزع العطايا علي المصريين ، في مسلسل “حريتك مقابل طعامك” الذائع الصيت ، وكل هذه العطايا هي من مالهم هم لا مال أحد ، الغريب ، أن من يوزع عليهم العطايا هو أيضاً من أملاكهم ، أفيقوا يرحمكم الله ..

يقول “نيتشه” أيضاً في (هكذا تكلم زرادشت) :

“اجتنبوا الروائح الكريهة ، و ابتعدوا عن عبودية الفائضين عن اللزوم للاصنام ، ابتعدوا عن دخان هذا القربان البشري”

أو كونوا ولو مؤقتاً علي الحياد ، لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء ..

محمد رفعت الدومي

‎محمد رفعت الدومي – مقكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

المندائية لغة وتأريخ في بلاد الرافدين

بقلم; عضيد جواد الخميسيsabiaa

ان تفسير اصل تكوّن المندائية لايثير اية مصاعب ، وذاك عندما يؤخذ بالحسبان اصلها اليهودي وتراثها الرافدي (نسبة الى بلاد الرافدين) في الممارسات المعمدانية ، ويبقى هناك موقف تأملي فقط في المظهر الخارجي للمندائية يمكن عزوه بشكل رئيسي الى عناصر ايرانية ، ومن الناحية اللغوية نجد ان ضم هذه العناصر الفارسية بعضها مع بعض مسألة سهلة، فقد كان العلماء يدركون منذ زمن طويل ان الكتابات المندائية المقدسة تحتوي على مصطلحات عديدة واسماء اشياء من اشتقاق فارسي ، ومهما يكن الحال فان الفحص الدقيق للكلمات المستعارة هو تطور جديد نسبيا ، والاختلاف فيما بين الصيغ الفرثية الوسيطة والفارسية الوسيطة امر حاسم ،ففي الكثير من الحالات تكون صيغة الكلمة اما فرثية ، او ان الكلمة لا تشاهد الا في الفرثية ، وعليه تحدد نسبتها . هذا وان التباين بين لهجات الفرثية الوسيطة والفارسية الوسيطة واضحة تماما الى درجة يمكن فيها تحديدالاصل اللغوي بثقة تامة ، فقد كانت الفرثية الوسيطة هي اللغة الرسمية لامبراطورية اسرة ارساسيد (الاشكانية) وهي قد رقت الى المنزلة العالية مع هذه الاسرة وذوت معها وزالت ، وخلّفها وحل محلها الفارسية الوسيطة وهي لغة اباطرة الاسرة الساسانية ، حيث كان موطنهم الاصلي اقليم فارس ، وفي مواجهة العدد الضخم من الكلمات المستعارة من الفرثية الوسيطة في الكتابات المندائية ، نجد ان ذلك يعني ان هذه الكلمات اقتبست قبل ان تصبح الفارسية الوسيطة هي اللغة المهيمنة ادبيا ، ذلك انه من الصعب التخيل ان اللغة الفرثية كانت قادرة على بذل درجة مشابهة من النفوذ على بلاد الرافدين بعد سقوط الدولة الاشكانية ,, ارساسيد ,, وعلاوة على ذلك فان تكرار الكلمات المستعارة من الفارسية الوسيطة في المدونات المندائية نفسها يؤكد حلول التاثير الساساني في محل التاثير الفرثي ، وعليه يؤكد التحليل اللغوي وجود المندائية وكتبها في هذه الازمان المبكرة مع الاستلهامات الكبيرة التي حصلت عليها من المصادر الفرثية ،وهذا يقدم معيارا زمانيا هاما َ..
يتواءم الدليل اللغوي تماما مع التوجيه الذي اعطته محتويات الكتابات المندائية المقدسة ، وكان المفهوم الفارسي الاكثر تطورا بسهولة هوالفكرة القديمة لعروج الروح الى السماء ، فوصفها ,, ابني شاد ,, هو الوصف ذاته في الكتابات الزرادشتية والمندائية والمانوية ، ونجدها في المندائية قد حظيت بشئ من التمجيد بقربان معمداني مقدس ، وهو مايسمى بقداس الاموات الذي ياخذ الميت فيه نصيبا ويشارك فيه ، وتتوضع نصوص هذا القداس الاساسية في صميم المعتقدات المندائية ، وسواء اتم تطبيق اساليب النقد الادبي المباشرة او اساليب البحث التاريخي ، فاننا نجد ان هذه النصوص تنتمي بشكل واضح الى الاجزاء الاقدم من العقيدة المندائية . اما المفاهيم الاخرى المستقاة من ايران فهي ; بقاء الشياطين حول جثة الميت ، والعودة الى خزانة الارواح ، وثواب الاعمال الفاضلة ، واللقاء مع صورة الروح ، وتسليم الرداء والتاج ، والجلوس على العرش المعد في السماء ، والاستقبال من قبل رب الارباب ، وتعد فكرة ,, الخلاص عن طريق المخلص ,, ـــ التي هي مفهوم مقدس قائم في صلب المندائية ، والتي تدور حوله عقيدة النظام كله ايرانية ..
والشئ البارز الاهمية في تحديد بدايات الكتابات المندائية المقدسة ،هو حقيقة ان العديد من الكلمات المستعارة والصيغ المتبناة تشير الى عالم اقطاعي فرثي ، فاللغة اللاهوتية للديانة المندائية ببساطتها تستلزم قطعا وجود تركيب اقطاعي للمجتمع ، ذلك ان بعض التعابير مثل; معلم ،تابع ، ومؤيد ، ومساعد ، وصديق ، وأخ ، وتلميذ ،جميعها جزء لايتجزأ من الخلفية الارستقراطية الاقطاعية الفرثية ،كما لاتمنح الرتب وصلاحيات ممارسة الطقس الديني الا لمن تنحدر اصوله من عائلات في اعلى هرم السلطة الدينية ، ويلاحظ في هذه الكتابات انها غالبا ماترمز للمخلّص وتصوره مسلحاً نفسه ، وشادّا حزامه على وسطه قبل القفز الى الاعماق لمباشرة القتال مع قوى الشر ، ويعكس شد الحزام بشكل تام حالة التابع الذي يرتدي حزامه ويشده بنفسه قبل الشروع في اداء المهمة المعهودة اليه ، هذا ويمكن ان ناخذ ايضا وصف القتال من انه وصف لما جرت عليه العادة الفرثية ..وبناء على هذا ،ومن خلال الدراسة للكلمات المستعارة ولاصول المندائية نجد انفسنا مقودين نحو خلفية فرثية ، ويؤكد هذا المواد التراثية المندائية التي نشرت حديثا ، والمتعلقة بشكل خاص بتاريخها المبكر ،فقد جاء فيها بان ـــ اردوان او ارطبان الملك الفرثي ـــ (الذي لسوء الحظ لاتتوفر معلومات اوسع عنه ) قد شغل دورا حاسما في تاسيس الطائفة ، وتستطرد هذه المواد التراثية لتربط كل من المندائية والشخصية الرئيسية في العقيدة ، وهو يهيا يهانا، او يوحنا المعمدان او يحيى زكريا ، بجبال ميديا ،وذلك قبل انتقال المندائيين الى بلاد بابل ..

وكما سلف بي القول ان العلاقة التاريخية بين المندائية والمانوية ، كانت موضوعا للمناقشة الحادة ، ورأي الان انه يجب وضع المندائية في الحقبة الفرثية ، لان جميع قضاياها ومايتعلق بها ،يشير الى اوضاع تتوافق معها زمنيا وتعاصرها ،وهذا مايجعلها اقدم من المانوية ، هذا وهناك دليل اخر داعم لايمكن دحضه ،فقد تم اكتشاف انه تحت بعض المزامير المانوية المقدسة المكتوبة باللغة القبطية في عام ١٩٤٥م على الضفة الشرقية للنيل، شمال ـــ شرقي نجع ــ حمادي بصعيد مصر ،حيث عثر على جرار بداخلها ١٣ مخطوطة من البردي القبطي، تحوي على ٤٨ كتابا،فيها ثلاثة مجلدات كتبت باللغة المندائية ،وفسرها الخبراء على انها اللغة الفرثية لجنوب بلاد الرافدين ،وهذا قد وجد في شكل رافدي حقيقي ، وقد اصبح نمطا ادبيا ثابتا ومميزا في وقت تقدم على منتصف القرن الثالث للميلاد، وقد وجد المانويون ذلك في الكتابات المندائية فضمنوه في كتاباتهم الخاصة، لانه لاجدل حول وجود نصوص مقحمة ومدموجة بدون تغيير في داخل مجموعة من المزامير المانوية القبطية ، كما هو الحال في,, مزامير توما,, التي تحوي نصوصا تصدفها في الكتابات المندائية ، وتظهر اخطاء الترجمة والعجز عن الفهم من قبل المانويين في جميع ارجائها ، وان الصيغة المندائية كانت المثل المحتذى به في كل منحى .

ولايبقى هناك اي مكان للشك حول اسبقية المندائية زمنيا للمانوية ، ويؤكد استخدام الطائفة المانوية للكتابات المندائية المقدسة ، كانت موجودة في حوالي عام ٢٥٠ بعد الميلاد، وان وجود العدد الكبير من الكلمات الفرثية المستعارة مع التقاليد الفرثية المحضة ــ على سبيل المثال ماتعلق بالملك اردوان او ارطبان ـــ ترجع بهذا التاريخ وتعود به الى حوالي عام ٢٢٦م ، لا بل انها توحي ان عام ٢٠٠م هو الاحتمال الاكثر موائمة ، ويمكن ان نضيف الى هذا ــ دون الدخول بالتفاصيل ـــ ان الابحاث الاخيرة حول الصلة فيما بين المندائية وطائفة قمران في منطقة البحر الميت ، ترجع بتاريخ المندائية الى حقبة ماتزال ابكر ، حتى ربما الى الايام التي تقدمت على قيام المسيحية ،والمهم انه يفي بغرضنا البرهان على ان المندائية كانت موجودة في حوالي عام ٢٠٠ بعد الميلاد..

الموضوع القادم ، العلاقة بين المندائية والمانوية في بلاد الرافدين .

المصادر
——–
عناصر رافدية ــــ جيووايد نغرين ــــ ١٩٦١
كتاب الشرقيات ـــ لينزين ــ ١٩٥٥
المندائيون ــــ جيووايد نغرين ـــ ١٩٦٥
المندائية ـــ كونتجن ١٩٦٠ ــ ١٩٦١
مجلة معهد الدراسات الشرقية ـــالمانيا ـــ ١٩٤٧

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

رسالة دانييل روبنشتاين المبعوث الاميركي الجديد

danielRobenstien

رسالة من المبعوث الامريكي الجديد الى الشعب السوري: في الذكرى الثالثة للثورة السورية يتسلم دانييل روبنشتاين منصبه كمبعوث جديد لسورية بدلا من روبرت فورد , ويلقي كلمة بمناسبة الثالثة لانطلاق الثورة, ثورة الحرية والكرامة, حيث كانت الحكومة دون رحمة, ويحمل الأسد وعصاباته كل الآلام والأرواح التي تعرض لها الشعب السوري ويستذكر ايضا ً كل من اعتقل وعذب وجرح, ويقر بأن امريكا ستقف مع الشعب السوري طالما ان قضيته عادلة ومطلبها الحرية ولتكن قوة العدل اعظم بوقوف امريكا الى جانبه.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

بيان ختامي لمؤتمر صحفي بالقاهرة

اكثر من مليونين و500 آلف مواطن من 18 دولة عربية يستنكرون تدخلات النظام الإيراني في شؤون الدول العربية ويدعون walifaqihإلى ضمان الأمن والحماية للمعارضين الإيرانيين في العراق

وقع اكثر من مليونين و500 ألف مواطن من 18 دولة عربية بيانا دعوا فيه إلى ضمان الأمن والحماية للمعارضين الإيرانيين في العراق كما واستنكر الموقعون وبقوة تدخلات نظام طهران في شؤون الدول العربية والتي ظلت تستمر بلا وقفة في فترة رئاسة روحاني.

فقد تم الإعلان عن هذا الخبر اليوم في مؤتمر صحفي عقد في مقر منظمة تحاد المحامين في القاهرة  وكان شادي طلعت مدير منظمة اتحاد المحامين والنائب المصري عاطف مخاليف والسيدة جيلان جبر كاتبة وصحفية مصرية والمحامي وليد فرحات رئيس جمعية المحامين المصريين للدفاع عن سكان أشرف والنائب المصري ابراهيم عبدالوهاب من ضمن المتكلمين في هذا المؤتمر الصحفي.

وعلى ما قال مقامو هذا المؤتمر فقد شارك ما يقارب 60 حزبا ومنظمة واتحادا وجمعية من مختلف دول عربية في الحملة الإنسانية العربية مشاركة فعالة.

وينتمي الموقعون لهذا البيان إلى كل من دول مصر وسوريا والأردن وليبيا والجزائر والمملكة العربية السعودية وفلسطين والسودان والكويت والمغرب واليمن وتونس وعمان وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وموريتاني ومن ضمنهم 127 برلمانيا عربيا وحقوقيون واساتذة جامعات وأطباء ومنهدسون ونساء وشخصيات ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان.

فقد جاء في البيان ” أن النظام الإيراني بترويجه للتطرف الديني وإسناده للجماعات الإرهابية وإشعاله فتن الحروب الطائفية وزعزعته للاستقرار في دول المنطقة وخاصة دعمه لحرب الإبادة في سوريا وبتدخلاته في كل شاردة و واردة في العراق ودعمه للانشقاق والشقاق داخل الصف الفلسطيني “ و” كل ذلك ووفق ما ينتهجه بات يشكل العامل الرئيسي في سفك دماء مئات الألوف من الأبرياء العرب وفي تشريد ملايين آخرين منهم في هذه الدول “.

وبناء على ما أكده البيان الموقع من قبل مواطني الكثير من الدول العربية  فإنه ” لم يخفي نظام الملالي الحاكمين في طهران نواياه فذهب إلى حد الانتهاك الصارخ والعلني لسيادة دول المنطقة وخاصة العراق إضافة إلى استخفافه بالقوانين والمواثيق الدولية وتحديه المجتمع الدولي  خاصة عندما يعلن استهدافه لمعارضته المتواجدة في العراق ومباركته كل جريمة قمعية يتعرض إليها المعارضين الإيرانيين (عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة)المحميين من قبل الأمم المتحدة كل
ذلك على مرأى ومسمع العالم كله “.

فقد قاطن ما يقارب 3 آلاف لاجئ إيراني من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مخيم ليبرتي على مقربة مطار بغداد الدولي وكان اللاجئون الإيرانيون يسكنون في مخيم أشرف  شمال بغداد على مدى 25 عاما  بحيث كانوا قد بنوا المخيم بأيديهم وعلى نفقتهم الخاصة.

وتعرض مخيما أشرف وليبرتي خلال أعوام 2009 إلى 2013 سبع مرات لهجمات من قبل قوات عراقية حكومية تنفيذا لأوامر صادرة عن النظام الإيراني وأدت الهجمات السبعة إلى سقوط 116 من اللاجئين العزل قتلى ومصاب 1350 آخر منهم بجروح.

وفي مجزرة 1 أيلول/سبتمبر 2013 التي اقتُرفت بحق المتبقين من السكان في مخيم أشرف تم اختطاف سبعة من السكان من ضمنهم ست نساء كرهائن ولحد الآن مصائرهم ظلت مجهولة ولا خبر عنهم.

وبناء على تأكيدات الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية المتكررة فإن سكان مخيم ليبرتي هم اشخاص محميون بموجب اتفاقية جنيف وبموجب تصريحات المفوض السامي لشؤون اللاجئين فإن السكان هم ”أشخاص موقع القلق“.

فقد أكد موقعو البيان على المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة حيال الأمن والسلامة للاجئين الساكنين في مخيم ليبرتي ، مطالبين الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة بـ” اتخاذ خطوات ملموسة على الأرض من شأنها توفير الأمن والحماية لسكان مخيم ليبرتي“ ومنها وضع حد لعرقلة الحكومة العراقية وممانعتها توفير ودخول أبسط المستلزمات المعيشية وأدنى الاحتياجات الأمنية لحماية سكان ليبرتي وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة العراقية ”لتقوم
بإطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة“.

كما وأكد أكثر من مليونين و500 ألف مواطن عرب على ضرورة إجراء تحقيق مستقل ومحايد وشفاف في الجريمة ضد البشرية في أشرف من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

17 آذار/ مارس 2014

منظمة اتحاد المحامين -مصر– شادي طلعت

النائب المصري عاطف مخاليف

النائب المصري ابراهيم عبدالوهاب

Posted in فكر حر | Leave a comment