الى اهالي وادي النصارى

turturmartyrsFrSpyridon Tanous

الى اهالي وادي النصارى
ان بعضكم ، هؤلاء الذين يدعون انهم مسيحيين
قد اصبحوا مثل اللاودكيين
حيث جاء انذار الرب لهم
اسمعوا ماذا قال الرب القدوس لهؤلاء:

“انا عارف اعمالك انك لست باردا ولا حارا.ليتك كنت باردا او حارا. هكذا لانك فاتر ولست باردا ولا حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي لانك تقول اني انا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي الى شيء ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان. اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني.وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك.وكحل عينيك بكحل كي تبصر”

ان ما حصل من هؤلاء و هم ابناء منطقتكم، سوف يعود عليكم ان بقيتم صامتين،
تجاه جيرانكم من اهالي الحص و غيرها، هو العار، و هو الهرطقة بالكتاب المقدس

ان نسيتم ماذا فعل السيد المسيح تجاه من قتلوه، فانتم لا تستحقون ان تكونوا ابناء الملكوت
فكيف تصمتون عن انتهاكات ضد جيرانكم، و من ابناء قراكم حصلت الانتهاكات

هل نسيتم تعليم الرسل و الاباء القديسين، ام انكم خرجتم عن المسيحية

ان بقيتم صامتين، فانتم الفاترين، حيث سيتقيئكم الله من فمه

لا تستهينوا بكلمات الله، فهي مثل السيف القاطع
هكذا وصفه القديس يوحنا في سفر الرؤيا
“معه في يده اليمنى سبعة كواكب و سيف ماض ذو حدين يخرج من فمه”

استفيقوا قبل فوات الاوان

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

السيسي يبعث موظفيه ليدعموا حزب الله قاتل السوريين

nasnatashaHungarian Ambassador to Lebanon Visits Hizbullah Monument

الطاغية المصري الجنرال سيسي يبعث موظفيه ليدعموا حزب الله قاتل السوريين, السيسي لا يستح لذلك هو يفعل ما يشاء

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

محمد ابراهيم يتهم شعب ماكرونيا بأكل لحوم البشر

Head of Syrian National Security Committee: U.S. Is Weak, Micronesians Are Cannibals

محمد ابراهيم رئيس لجنة الامن القومي يتفزلك على تلفزيون سما, ويقول بان اميركا ضعيفة وان الصين وروسيا تتقدمان assdestroyوستسبقان اميركا قريبا, وهذا من تخريف النظام لايهام الشعب السوري وغسل دماغه بان اقوياء الدول يساندونه, والاكثر من هذا اتهم سكان ماكرونيا وهي جزر اسيوية صغيرة بانهم يأكلون لحوم البشر, واكل لحوم البشر الحقيقي هو سيده المجرم بشار الاسد…, فعلا كما يقال : العاهرة افضل من يحاضر بالشرف

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

رحيل محمد سعيد الصكار مجدد رسم الحرف العربي

الصكار يعد من الرواد المعاصرين في الفن والخط العربي، وقد جمع بين الخط والرسم، وأنجز لوحات فنية فاخرة.saqarms
العرب::  [نُشر في 25/03/2014، العدد: 9508، ص(1)]

الصكار أثار الجدل في مشروعه’الأبجدية العربية المركزة’

باريس – ودع الفنان والشاعر العراقي محمد سعيد الصكار الحياة في مغتربه الفرنسي أمس عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد أسبوع من الاحتفاء به من قبل معهد العالم العربي بباريس.
ويُعد الصكار من الرواد المعاصرين في الفن والخط العربي، وقد جمع بين الخط والرسم، وأنجز لوحات فنية فاخرة.

وأثار الصكار الجدل في مشروعه “الأبجدية العربية المركزة” في أول محاولة لإدخال الحروف العربية في الكتابة الإلكترونية وكسر قيود الحرف العربي وتطويره بما يتلاءم مع معطيات التحديث في الطباعة القائمة على أسس علمية متطورة. واختصرت أبجدية الصكار وكثّفت عدد الحروف العربية الطباعية معتمدة على جذورها المشتركة.

ووصفه جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بالرجل الاستثنائي الذي استطاع أن ينقل الثقافة العراقية والعربية من خلال خطوطه وأشعاره وكتبه التي تجاوزت 14 كتاباً، وهي تزين مكتبة المعهد وورشات العمل التي أراد بها أن ينقل هذه المهنة إلى جيل الشباب.

ولد الفنان والشاعر الراحل في مدينة المقدادية من محافظة ديالى، لكنه نشأ وسكن البصرة، التي أقام فيها وهو في سن الثالثة عشرة، ويعتبرها سيدة الأوائل ومن المدن العزيزة على قلبه، وقد ظهرت في فنه وشعره.

بعدها أقام بفرنسا واتخذها مدينة لفنه وحياته في الاغتراب، مع عدم انقطاع عن المدن العربية التي أقام فيها عدة معارض للوحات في الخط والفن، حوّل أبيات شعر للجواهري وغيره إلى لوحات أخذت مكانها على جدران بيوت التواقين لفنه.

كان محمد سعيد الصكار مملوءا بالحياة والحيوية، على الرغم من مرضه الذي زامنه لفترة طويلة، ومن أخلاقه أنه لا يعرف الضغائن على أساس سياسي أو اجتماعي، فكم ظل مرتبطاً بصداقة مع المختلفين معه سياسياً، وعندما يسأل عن ذلك يُجيب قائلاً: هم أصدقاء والسياسة والأحزاب شيء آخر.

عُرف بكونه أنيق المظهر وخفيض الصوت حريصاً على التعامل الحضاري والثقافي، وظل مخلصاً لأصدقائه القدماء، وتجد هذا في شعره الذي كثيراً ما يحيي المجالس به، وهو ما يمكن التعبير عنه بالإخوانيات. انتمى إلى اليسار العراقي، ولم يبق مشدوداً لتنظيم حزبي، بعد أن تفرغ لفنه وشعره، وما يكتبه من خواطر حيَّة في الصحف العراقية والعربية.

وقد صدرت له عدة مجاميع شعرية، منها “أمطار” 1962 و”برتقالة في سَوْرة الماء” 1968، وله مجموعة شعرية صدرت باللغة الفرنسية سنة 1995. ومن مؤلفاته النثرية: “الخط العربي للناشئة”، “أيام عبدالحق البغدادي”، وهي ما يشبه سيرة حياة صدرت عن دار المدى في منتصف التسعينات. كما ترجمت بعض قصائده إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والدنماركية والبلغارية.

حصل على جائزة وزارة الإعلام العراقية لتصميم أحسن غلاف 1972، وجائزة دار التراث المعماري لتصميم جداريات بوابة مكة 1988، وكان آخر تكريم للفنان والشاعر محمد سعيد الصكار في باريس تبناه معهد العالم العربي بالتعاون مع السفارة العراقية هناك، وكان ذلك قبل أسبوع من وفاته، عبر حفل شعري سينمائي موسيقي له، وذلك بمناسبة عيد ميلاده الـ80. ورغم معاناته من أمراض الشيخوخة وتحذيرات أطبائه من صعوبة ترك مشفاه، حضر الصكار إلى الحفل على كرسي متحرك تدفعه زوجتــه وهو يردد “حبري أسود فلا تطلبوا مني أن أرسم قوس قزح”.

وبفقد محمد سعيد الصكار يكون العراق قد خسر أبرز فنانيه، في وقت يصعب فيه التعويض عمّن يفقد من مفكريه وفنانيه وأدبائه.

Posted in فكر حر | Leave a comment

DNA 24/03/2014 كسب..واسقاط طائرة سورية

حسين عبدالله الذي قضى في سوريا.

حسين عبدالله الذي قضى في سوريا.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الامام المهدي خطف الطائره الماليزية

الحكومة الماليزية يجب ان تعتذر لان الركاب ضايجين ويريدون يرجعونnajafplanmalisia
يعني واحد شيكول ….

Posted in فكر حر | Leave a comment

الارث حسب الشريعة الاسلامية اصبح قانونيا ببريطانيا

لندن، المملكة المتحدة (CNN)welzlaw

—في حادثة هي الأولى من نوعها بتاريخ القضاء البريطاني، دخل قانون الإرث الذي يستند على قوانين الشريعة الإسلامية، ليصبح نافذا للمحامين الراغبين بكاتبة وصايا الموكلين بالتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “ذا تيلغراف،” فإنه وبالاستناد على هذه الإرشادات الفريدة من قبل الجمعية القانونية البريطانية، فإن المحامين سيتمكنون من كتابة الوصايا التي تحرم النساء من الحق في حصة متساوية مع الرجال بالإرث إلى جانب حرمان “غير المؤمنين” من المطالبة بالإرث.

واضاف التقرير أن هذه الوثيقة والتي ستعترف فيها المحاكم البريطانية ستقصي أطفال الشركاء خارج نطاق الزوجية بالإضافة إلى الأطفال الذين يتم تبنيهم من حق الإرث أو اعتبارهم بقائمة الورثاء الشرعيين.

إلى جانب ذلك فإن أي شخصين تزوجا في كنيسة أو في مراسم مدنية سيتم اقصاؤهم من التوريث استنادا على قوانين الشريعة الإسلامية التي تعترف فقط بالزواج الإسلامي في احكام التوريث

Posted in فكر حر | Leave a comment

موقف الديانتين من الرق – الإسلام نسخة منحولة من اليهودية 2 -10

الإسلام نسخة منحولة من اليهودية 2 -10article-1371290-0B63F05200000578-171_634x432
التشريعات الاجتماعية
موقف الديانتين من الرق
عرف الإنسان الرق منذ أن اكتشف الزراعة وبدأ تكوين المجتمعات المستقرة مما أدى إلى نشوب الخلافات بين المجموعات المختلفة في موارد الماء والأرض وما إلى ذلك. ونتج عن هذه الخلافات اعتداء أحد الطرفين على الآخر ونشوب حروب استمرت لفترات متفاوتة. ولا بد في الحرب من هازم ومهزوم. وكان مصير المهزوم الاستعباد ليفلح الأرض للذي هزمه. وقد عرفت المجتمعات اليونانية وبعدها الرومانية الرق قبل ظهور الديانات السماوية. والديانة اليهودية لم تحاول إلغاء الرق بل باركته ووضعت له قوانين تحكمه. فنجد مثلاً في سفر الخروج، الإصحاح 21:
2 إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيّاً فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرّاً مَجَّاناً.
3 إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ
4 إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ.

وعن الأمة أو ما ملكت أيمانكم تقول التوراة في نفس السفر والإصحاح:
8 إِنْ قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ يَدَعُهَا تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ بِهَا
9 وَإِنْ خَطَبَهَا لاِبْنِهِ فَبِحَسَبِ حَقِّ الْبَنَاتِ يَفْعَلُ لَهَا.
10 إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا.
11 وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَهَا هَذِهِ الثَّلاَثَ تَخْرُجُ مَجَّاناً بِلاَ ثَمَنٍ.

فنرى هنا أن اليهودية تحدد مدة عبودية الإنسان العبري بست سنوات، ولكنها تصمت عن إيضاح مدة العبد غير العبري. ولكن رغم ذلك أعطت اليهودية العبيد بعض الحقوق، فمثلاً العبد الذي يتحرر بعد انقضاء مدته يخرج من الرق وتخرج معه زوجته إن كان متزوجاً قبل أن يدخل في الرق. أما إذا تزوج بعد أن دخل العبودية تصبح زوجته وأطفالها ملكاً لسيده ويخرج هو لوحده من العبودية. واليهودية أعطت الأمة بعض الحقوق فحرّمت على سيدها بيعها أن قبحت في عينه بعد أن خطبها لنفسه أي بعد أن عاشرها جنسياً. وكذلك يجب عليه كسوتها وإطعامها ومعاشرتها جنسياً إذا اتخذ لنفسه جارية أخرى إضافةً للأولى. فماذا يقول الإسلام عن العبيد والإماء ؟

الإسلام أباح امتلاك العبيد والإماء عن طريق الشراء أو السبي في الحروب أو الهبة، تماما كما فعلت اليهودية. والإسلام لم يفرّق بين الأمة المسلمة وغير المسلمة فجعل كلاهما متاعاً مباحاً للرجل المسلم لأنهما مما ملكت يمينه، فيجوز له معاشرتهن جنسياً متى شاء، بل قد حلل بعضهم إكرام الضيف بهن. فقد قيل عن أبي محمد عطاء بن أبي رباح، الذي انفرد بالفتوى في مكة مع مجاهد، إنه كان يرى إباحة وطء الإماء بإذن أهلهن وكان يبعث بهن إلى أضيافه[i]. وقد حرّم الإسلام على الرجل المسلم وطء المحصنات من النساء أي المتزوجات، ولكن أباح لهم وطء المرأة المتزوجة إذا سبوها في الحرب، حتى وإن كان زوجها حياً. فنجد في سورة النساء الآية 23 بيان النساء المحرّمات على الرجل المسلم، وفي الآية 24 نجد الاستثناء: ( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ) ( النساء، 24). ومن لم يستطع مادياً أن يتزوج الحرائر، يوصيه القرآن بزواج الإماء: ( ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ) (النساء 26). فالأمة المسلمة تكون الخيار الأخير للرجل المسلم الفقير إذا لم يجد من المال ما يتزوج به المسلمة الحرة.

وإذا باع الرجل المسلم أمته المتزوجة، يفسخ البيع نكاحها وتصبح طالقاً بدون إذن زوجها. وقال ابن مسعود: فإذا بيعت الأمة ولها زوج فالمشتري أحق ببضعها (فرجها)[ii]. “وقد خالف بعض القدماء وقالوا أن البيع لا يفسخ الزواج واعتمدوا في ذلك على حديث بريرة المخرج في الصحيحين وغيرهما، فإن عائشة أم المؤمنين اشترتها وأعتقتها ولم ينفسخ نكاحها من زوجها مغيث، بل خيّرها رسول اللّه … بين الفسخ والبقاء، فاختارت الفسخ، وقصتها مشهورة فلو كان بيع الأمة طلاقها كما قال هؤلاء ما خيرها النبي.” انتهى الاقتباس. ولكن كون أن محمداً خيرها فهذا يعني أن بيع الأمة يجيز طلاقها، وإلا لما خيرها محمد

ومال المسلم وأملاكه لهما حرمة خاصة في الإسلام لدرجة أن العبد المسلم المملوك إذا هرب من مالكة أصبح كافراً حتى يعود إليه. ففي حديث عن جرير: ” أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم “[iii]

والإسلام لا يفرض على الرجل المسلم معاملة إمائه بالتساوي في المأكل والمشرب والعلاقات الجنسية، مثله مثل اليهودية التي تفرض على اليهودي إذا اقتنى أمة جديدة إلا يحرم الأولى من مأكلها ومشربها ومعاشرتها، دون أن تفرض عليه المساواة بينهن.

العبيد والإماء في اليهودية يُعتبرون مالاً لمالكهم. نجد مثلاً في التلمود: “إذا كانت الأرملة (متزوجة) من الكاهن الكبير أو المطلقة أو المخلوعة من الكاهن العادي، وأحضرت له (من بيت أبيها) عبيد ملوج أو عبيد تسون برزيل، فإن عبيد الملوج لا يأكلون من التقدمة بينما يأكلها عبيد تسون برزيل”[iv]. عبيد الملوج هم العبيد الذين تملكهم الزوجة، وإذا ماتوا تتحمل مالكتهم خسارة موتهم، وإذا ارتفع ثمنهم فزيادتهم لها على الرغم من أن الزوج ملزم بإعالتهم. وعبيد تسون برزيل هم العبيد الذين إذا ماتوا يتحمل الزوج خسارة موتهم، وإذا زاد سعرهم فالزيادة للزوج.

العبيد في الفقه الإسلامي كذلك مال تابع لمن يملكهم، والقصاص بينهم يعتمد على قيمة العبد. “ويجرى القصاص بين العبيد في النفس‏,‏ في قول أكثر أهل العلم، رُويّ ذلك عن عمر بن عبد العزيز وسالم والنخعي‏,‏ والشعبي والزهري وقتادة‏,‏ والثوري ومالك والشافعي‏,‏ وأبي حنيفة ورُويّ عن أحمد رواية أخرى أن من شرط القصاص تساوى قيمتهم‏,‏ وإن اختلفت قيمتهم لم يجر بينهم قصاص وينبغي أن يختص هذا بما إذا كانت قيمة القاتل أكثر فإن كانت أقل فلا، وهذا قول عطاء وقال ابن عباس‏:‏ “ليس بين العبيد قصاص في نفس ولا جرح لأنهم أموال”[v]. والقول الثاني أنه لا قصاص بينهم لا في النفس ولا في الجرح وأنهم كالبهائم، وهو قول الحسن وابن شبرمة وجماعة. ويسمح الفقه الإسلامي كذلك للمرأة بامتلاك العبيد ولكنه يحرم عليها الزواج من مملوكها “عن شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب بذلك أنه سأل ابن شهاب عن ذلك فقال إذا ورثت في زوجها شقصا فُرقَ بينه وبينها فانها لا تحل له من أجل ان المرأة لا يحل لها أن تنكح عبدها وتعتد منه عدة الحرة ثلاثة قروء. قال يونس وقال ربيعة إذا ورثت زوجها أو بعضه فقد حرمت عليه وان أعتقته”[vi]

واليهودية تبيح لليهودي الذي يملك عبيداً ضربهم، على شرط ألا يقتلهم، فتقول في سفر الخروج، الإصحاح 21:
” 20 وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ “
” 21 لَكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ “.
” 26 وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ عَيْنِهِ “
” 27 وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ سِنِّهِ.”

ورغم أن القرآن يقول: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً ) ( النساء، 36)، نجد بعض كبار الصحابة وعلماء الدين قد أباحوا ضرب العبيد والإماء. ففي حديث لابن مسعود أنه قال: “كنت أضرب غلامي فسمعت قائلا يقول اعلم أبا مسعود أعلم أبا مسعود، فصرفت وجهي فإذا رسول الله … يقول أعلم أبا مسعود أن الله اقدر عليك منك على هذا العبد”[vii]. ورغم أن النبي قد رأى ابن مسعود يضرب عبده، لم يمنعه صريحاً وإنما خوّفه بأن الله ينظر إليه. واستغل الفقهاء عدم المنع الصريح هذا فأباحوا ضرب العبيد والإماء. وقد أخرج البخاري عن عبد الله بن زمعة عن النبي … قال: “لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم” ]حديث 5204[. وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري “وفي الحديث جواز تأديب الرقيق بالضرب الشديد، والإيماء إلى جواز ضرب النساء دون ذلك.”[viii] وليس في الإسلام شرط على المسلم بتحرير عبده أو أمته إن ضرب أحدهم وأتلف عينه أو سنه، كما في اليهودية. وهذا لا ينفي أن الإسلام قد أخذ تشريع العبيد والإماء من اليهودية، مع بعض التعديلات الطفيفة.

القتل العمد وغير العمد
تقول التوراة في سفر الخروج، إصحاح 21:
“12 مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً”
” 1 وَلَكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَاناً يَهْرُبُ إِلَيْهِ”
” 1 وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ”
“15 وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً”
فالذي يقتل إنساناً عمداً أو غدراً يُقتل به، وكذلك الذي يضرب أباه أو أمه. أما الذي يقتل من غير عمد فلا يُقتل بل يهرب إلى مدينة أخرى.

أما القرآن فيقول: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلّمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمنٌ فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ فديّة مسلّمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً) (النساء 92)
وكذلك: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) ( النساء 93)

ونلاحظ هنا أن الإسلام يتحدث عن المؤمنين فقط. فإذا كان القتل غير متعمد وكان القتيل مؤمناً والقاتل مؤمناُ فتحرير رقبةٍ مؤمنةٍ بدل أن يهرب القاتل غير المتعمد إلى مكان آخر. وهذا الحكم يعكس شغف محمد بالمال، لأن العبد أو الأمة مال، فالذي يقتل من غير تعمد يدفع مالاً لأهل القتيل، ولا عقاب في الحق العام، واليهودية كذلك توصي بهروب القاتل غير المتعمد إلى مدينة أخرى، ولا عقاب في الحق العام. في آية واحدة فقط يتحدث قرآن محمد عن قتل النفس بدل قتل المؤمن، فيقول (لا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق) (الإسراء 33). ولا شك عندي أن محمداً اقتبس هذا الحكم من اليهودية إذ أن الآية المذكورة جاءت في سورة الإسراء وهي مكية، غير أن الآيتين 32، و33 مدنيتان (حسب قول الأزهر). فعليه قد أضاف محمد كلمة “النفس” إلى سورة الإسراء بعد أن هاجر إلى المدينة واختلط باليهود. أما إذا كان القتل عمداً أو غدراً فالتوراة تقول يقتل القاتل. والقرآن كذلك يأمر بقتل القاتل المتعمد، غير أنه يفرّق بين الحر والعبد والمرأة، فيقول: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) ( البقرة 178). فالحر لا يُقتل إلا إذا قتل حراً. وإذا قتل الحر عبداً فلا يُقتل إنما يدفع ثمن العبد لسيده. ولكن إذا قتل العبد حراً يُقتل مكانه. والعبد إذا قتل عبداً يُقتل. وإذا قتل المسلم كافراً لا يُقتل مكانه. ودية المسلم مائة من الإبل، ولكن دية غير المسلم هي ثلث دية المؤمن إن كان يهوديا أو نصرانيا، وثلثا عشرها إن كان مجوسيا[ix]. ويعجز العقل السليم عن فهم لماذا يجعل الله دية الإنسان الذي خلقه في صورته ثلث دية المسلم إذا كان القتيل غير مسلم حتى وإن كان عالماً مثل أينشتاين أفاد البشرية جمعاء. ولماذا كل هذا التعقيد في حساب دية المجوسي أو المشرك وجعلها ثلثي عُشر دية المسلم. لماذا لا تكون عُشر دية المسلم لتسهيل حساب الدية

الجروح
تقول التوراة (22 وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ.) (سفر الخروج، الإصحاح 21). يعني إذا تعارك رجلان أو أكثر واصطدم أحدهم بامرأة حبلى وسقط جنينها ولم يصبها هي أذى، يقرر الزوج كمية التعويض الذي يجب على الجاني دفعه إذا وافقت المحكمة على ذلك
بينما يقول الإسلام إذا تسبب شخص في إسقاط جنين امرأة حبلى بالضرب أو بالقول أو الفعل الذي يخيفها فتسقط جنينها، أو بالسم، أو أي وسيلة أخرى، تجب عليه الدية وهي عبارة عن عبد أو أمة، واشترط بعضهم أن يكون العبد أبيضاً والأمة بيضاء لأن الحديث يقول “الجنين المسلم غُرة”، والغرة هي البياض في وجه الفرس. وقال آخرون إن النسمة من الرقيق غُرة لأنها غُرة ما يملك المالك. وفي حديث أبي هريرة “اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت أحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول اللّه … فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو أمة، وقضى بدية المرأة على عاقلتها” أي على قبيلتها[x]

ويستمر العهد القديم فيقول في الجروح:
(23 وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ
24 وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ
25 وَكَيّاً بِكَيٍّ وَجُرْحاً بِجُرْحٍ وَرَضّاً بِرَضٍّ.) (سفر الخروج، الإصحاح 21). أي يكون عقاب الجاني هو نفس الأذى الذي أصاب المجنى عليه.

والقرآن يقول: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له) ( المائدة 45). يشترط الإسلام في الجاني أن يكون بالغاً عاقلاً وأن يكون جرمه عمداً. وإذا ثبت الجرم عليه عُوقب بنفس القدر الذي أصاب به المجني عليه، فلو خلع عينه تخلع عينه، ولو كسر أسنانه تُكسر أسنانه ولو ضربه على رأسه فجرحه، يضُرب الجاني على رأسه حتى يُجرح، وهكذا. والإشكال العملي في هذا العقاب هو أن تطبيق هذه العقوبة قد لا يأتي بنفس النتيجة المرجوة. فمثلاً لو ضرب رجلٌ رجلاً آخراً على رأسه وشجه وكسر عظم الجمجمة دون أن يحدث نزيفاً داخلياً بالدماغ، وجاء من ينفذ فيه العقوبة وضربه على رأسه ليشجه ويكسر الجمجمة، فهو حتماً لن يستطيع أن يتحكم في قوة الضربه على الرأس وقد ينتج عنها نزيف داخل الدماغ يؤدي إلى شلل الجاني أو حتى موته. ومن المؤكد لو أن مؤلف القرآن هو الله العالم بكل شيء فلا يمكن أن يشرع عقوبة غير مضمونة العواقب كهذة العقوبة، لذلك قال بعضهم “ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ مِنْ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ إلَى وُجُوبِ الْقِصَاصِ فِي قَطْعِ الرِّجْلِ مِنْ أَصْلِ الْفَخِذِ وَهُوَ الْوَرِكُ, لِانْضِبَاطِهِ وَإِمْكَانِ الْمُمَاثَلَةِ بِهِ.وَنُقِلَ عَنْ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ: عَدَمُ وُجُوبِ الْقِصَاصِ فِيهَا إذَا لَمْ يُمْكِنْ الْقِصَاصُ إلَّا بِإِجَافَةٍ. وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا قِصَاصَ فِي كَسْرِ عَظْمِ الْفَخِذِ, لِعَدَمِ الْوُثُوقِ بِالْمُمَاثَلَةِ, لِأَنَّ الْكَسْرَ لَا يَدْخُلُ تَحْتَ الضَّبْطِ وَقَدْ يَنْتِجُ عَنْ الْقِصَاصِ بِهِ زِيَادَةُ عُقُوبَةِ الْجَانِي وَهُوَ مَعْصُومُ الدَّمِ.”[xi]

[i] عبد الحي بن أحمد الدمشقي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار الكتب العلمية، ج1، ص 148
[ii] محمد علي الصابوني، مختصر ابن كثير، دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان، 1981، ج1، سورة النساء الآبية 23
[iii] يحيى بن شرف أبو زكريا النووي، صحيح مسلم بشرح النووي، دار الخير، 1996، الباب الثاني، باب تسمية العبد الآبق
[iv] مصطفى عبد المعبود منصور، التلمود (المشنا)، مكتبة النافذة، 2008، القسم الثالث: ناشيم: النساء، ص 59
[v] موفق الدين المقدسي، مغني المحتاج، مكتبة القاهرة بدون نسخة، 1968، الجزء 45، كتاب الجراح، ص 16
[vi] الإمام مالك بن أنس، المدونة الكبرى، ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhadeeth.com، ج3، ص 252
[vii] عبد الرحمن بن محمد الثعالبي، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، لبنان، الطبعة الأولى 1997، سورة النساء الآية 36
[viii] محمد متولي الشعراوي، فتاوى النساء، مكتبة التراُ الإسلامي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2001، ص 102
[ix] جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين،مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 2000م، ص 93
[x] محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دار ابن كثير، 1993، كتاب الطب، باب الكهانة، حديث 5426
[xi] الموسوعة الفقهية الكويتية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت، 1967، الجزء 32، فخذ، الفقرة ج “في القصاص”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

المسيح أعظم شخصية عرفها التاريخ

لم أقرئ في حياتي عن شخصية كشخصية المسيح,ولم تبهرن شخصية كما بهرتني شخصية المسيح, ولم تعجبنِ شخصية كما jesus_cross_crucifixionأعجبتني شخصية المسيح, هذا الرجل من المستحيل أن يكون رجلا عاديا أو حتى ملاكا يمشي على الأرض, أو رجلا عاديا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق, من المستحيل أن يكون المسيح إنسانا سوبر وغير عادي فهو أعظم من الإنسان السوبر, مواصفاته تثير شهية الجائع والشبعان والعاقل والمجنون والصاحي والسكران, شخصية ليست كأي شخصية, فبالرغم من أنه لم يكن يملك عبيدا وإماء وجواري إلا أن جميع العبيد والجواري والإماء والملوك والوزراء والفلاسفة أطلقوا عليه لقب(السيد) وهذه تحسب له فوق كل الحسابات وفوق كل الاعتبارات, رجل رفض العبودية لأي أحد وبنفس الوقت الكل لقبه بالسيد,لقبه بهذا اللقب الملوك وأصحاب الجاه والسلاطين والعبيد والرؤساء.

شخصية المسيح أثارت القلق في العالم كله وعلى مدى العصور, شخصية قوية ولها كثير من المزايا حيث أنه لم يسخر من أي أحدٍ على الإطلاق ولم يشتم أحدا, ولم يره أحدٌ يضحك ولكن رآهُ الكثيرون يبكي, ترى على ماذا كان يبكي؟ من المؤكد أنه كان يبكي على حالة أمثالي من الناس الموجعين والمتعبين,وعلى الثكلى وعلى الحزانى والأرامل والأيتام والمعذبين في الأرض, وهؤلاء الناس دائما ما يقوم الأقوياء باستغلالهم جملة وتفصيلا ولكن المسيح لم يقم باستغلال أحد وإنما قام بالبكاء عليهم وحزن من أجلهم حزنا شديدا.

ولم يكن صاحب مدرسة فلسفية ولم يكن فيلسوفا ولا منظرا ولكن جميع العلماء على وجه الأرض أطلقوا عليه لقب(معلم),واليوم أساتذة الجامعات ومعلمو المدارس وكبار الفلاسفة كلهم يطلقون عليه لقب المعلم رغم أنه لم يحمل أي شهادة جامعية أو أي رتبة علمية, ولكن الكل يصر على أنه معلم تاريخي له أتباع وله مؤيدون وله مناصرون.

ولم يكن المسيح فقيها في الطب,ولا دكتورا ولا طبيبا من أطباء العصر الحديث ولكن كل الأطباء أطلقوا عليه لقب الطبيب وكل المرضى الذين عاصروه أطلقوا عليه لقب(الطبيب الشافي) وكل فقهاء الطب الذين عاصروه كانوا ينصحون به مرضاهم كطبيبٍ يشفيهم مما ألم به من أحزان نفسية وعصبية وعضوية, جاءه المرضى من شتى المناطق المجاورة للقدس وللناصرة, جائوه من يهودى والسامرة,جاءوه هربا من آلامهم ومن السلاطين الذين تجبروا وتسلطوا عليهم, لم يكن يحمل بيده أو في جيبه أي دواء ولكنه كان يشفي الناس بسرعة عجيبة, والمسيح مثله مثل العملة النقدية في هذا الزمان, فرغم أن العملة النقدية ليست مستحضرا طبيا إلا أن جميع الأطباء حسبوها من الأدوية التي تشفي المرضى وقالوا عنها: الدراهم مثل البراهم تشفي العليل, والمسيح كان مثلها يشفي العليل ويشفي المريض.

ورغم أن المسيح لم يسرق ولم يزن ولم يقتل ولم يرجم ولم يعتدِ ولم يقطع الطريق ولم يفعل أي جريمة يستحقُ عليها السجن إلا أنهم صلبوه, ومن المفارقات العجيبة أن المسيح عاش أكثر مما عاش جلاده,وما زال الذين باعوه إلى اليوم محط سخرية وغضب أكثر من75% من سكان الأرض الذين عاشوا والذين ماتوا, لم يرتكب جرما واحدا في حياته ولم يكن مخطئا ولم يكن سياسيا إلا أنه صلب ثمنا لخلاص البشرية أجمع, وهو الوحيد الذي انتصر على الموت, هذا الموت الذي يغلب الجميع إلا أن المسيح غلبه وهذا الموت الذي يقهر الجميع إلا أنه قهره.

لم يكن المسيح إنبراطورا,ولم يكن ملكا, ولم يكن قائد جيش,ولم يكن عضوا في مجلس الشيوخ الروماني, إلا أن الملوك خافوا منه, والجيوش كلها هربت من أمامه, والسلاطين كلهم فزعوا من اسمه, كل المحاربين هربوا من المواجهة الحقيقية معه, ولم يبق جبارا في الأرض إلا وخشي المسيح من رهبته, ولم يبق قاتلا أو سفاحا إلا وقلق من المسيح, وانتشر المسيح في قلوب الناس رغم أنه لم يهددهم بأي نوعٍ من أنواع الأسلحة, هذا الشاب الصغير الذي لم يبلغ الثلاثين من عمره, كان وقاره أعظم من وقار الشيوخ, وكانت سجيته تغلب كل السجايا, حسن المظهر يمشي حافيا, باع العشارون وظائفهم وتركوا الدنيا خلفهم وتبعوه, ترك أساتذة الجامعات مقاعدهم الدراسية والتعليمية وأنصتوا إلى المعلم وهو يتكلم من قلب الإنجيل, لم يعش لنفسه بل عاش من أجل غيره, لم يحكم على أحد بالموت ورغم ذلك حكم عليه المرتزقة بالموت, وظن عليه الهراطقة بما لا يحسن الظن به, انتصر على الحياة رغم أن معظم الناس استسلموا للحياة, أعظم شخصية دخلت التاريخ, وأعظم معلم علّم طلبة العلم, مهندس عظيم في بناء الشخصية المهذبة, مشكلة عظيمة لخصومه, يحمل هموم الناس ولا أحد يحمل همه, صريح في كل شيء لدرجة أنك تستطيع أن تقول عنه بأنه شخصية لا تصلح للعمل السياسي, أعطى كل الناس بالرغم من أنه لم يكن يملك محلا للصرافة, يخشى –إلى اليوم- منه الجبارون والطغاة ولم ينزل أحدٌ منهم في ساحته إلا وهرب خوفا منه , أعظم معلمٍ تعلم على يديه المعلمون, وأفضل طبيب تعلم على يديه الأطباء فنون الطب , أول علماني على وجه الأرض أعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله, فصل الدين عن السياسة ومنح للعابرين إليه جوازات المرور الأبدية وحمل عن المتعبين أحمالهم وتحمل أخطاء البشر كلها, له وجه سبحانك الله, وله إطلالة على التاريخ لم يعرف أحد مثلها أي إطلالة , لم تكن أمه وثنية ولم يكن جده وثنيا, ينحدر من سلالة الأنبياء والرسل, لم ينهب القوافل التجارية,ولم يأخذ الغنائم ولم يكن زير نساء.

Posted in فكر حر | Leave a comment

التبشير بالمانوية

بقلم; عضيد جواد الخميسيsabiaa

في سنة 240 ـــ 241م وصل التفويض ببث الرسالة الى العالم ، وان رسالة الملاك هي التي عينت ماني رسولا ، وتمشيا مع نصيحة الملاك ، اعلن ماني نبوته ، الى والده والى اعضاء اخرين بارزين في اسرته، وضمن ايمانهم به وتحولهم الى عقيدته ، ونستخلص من هذا الخبر ان والد ماني قد احتفظ بالصلة مع انسبائه واقربائه ، وكان هذا ضروريا لان ماني كان قادرا منذ البداية ـــ اعتمادا على تلك الوسيلة ــ على نيل الدعم الفعال .
كان دين ماني هو مزيج توفيقي من المسيحية ، والعقيدة الزرادشتية مع مرتكزات من عقيدة بلاد الرافدين القديمة وفق الشكل الذي اكتسبته من العقيدة المعمدانية ، واصبحت المسيحية والزرادشتية معتادتين على نوع التقوى الرافدية، لان التقاليد المحلية مارست نفوذا قويا ، لهذا كانت المانوية في وضع اكثر اشراقا بين العقائد الاخرى ، والمعني بهذا عالما اللاهوت المسيحي والزرادشتي ،كي يندمجا في كيان توحيدي اعلى ، يوضع تحت تصرف السكان الاصليين لبلاد النهرين بدرجة متساوية ، هؤلاء السكان ذوي النتاج المقدس المنبعث من العقائد البابلية ـــ الاشورية التقليدية الموروثة ، ولاشك ان هذا كله قد انبأ عن توفر امكانات فرص هامة .
ومع ذلك فان نشاط ماني الاجتماعي العام لم تكن بدايته في بلاد الرافدين ـــ كما هو متوقع ـــ بل في الهند، ويخبرنا هو عن ذلك بقوله في نص جاء باللغة القبطية [ بدأت التبشير في السنين الاخيرة لحكم الملك اردشير ، فقد ابحرت الى بلد الهنود ، وبشرت بينهم بأمل الحياة ، واخترت هناك نخبة جيدة ] .

لقد ذهب ماني الى الهند ،ومن المحتمل ان رحلته لم تذهب به ابعد من اقليمي مكران وتوران الفارسيتين اضافة الى المناطق الشمالية الغربية من الهند وقندهار [ اي الى المناطق التي تالفت منها باكستان ] فقد كانت الاقاليم الشمالية الغربية من الهند واقعة منذ ذلك الحين ، اي في حوالي سنة 130 ق.م ، تحت النفوذ الفارسي الشديد ، وبشكل ادق تحت النفوذ الفرثي ، ففي هذه المناطق لربما كان ماني قادرا ــ على الاقل بين الاوساط العليا ـــ على جعل نفسه مفهوما بالتعبير عما كان يريده بلغته الفرثية الام .
ولم يقدر نشاط ماني في الهند ان يدوم طويلا ، ولم يكن عليه ان يمكث هناك مدة تزيد عن السنة ، فقد جاء في روايته قوله [ في السنة التي توفي فيها الملك اردشير ، واصبح ابنه شابور ملكا وخليفة له ،ابحرت من بلاد الهند الى بلاد فارس ، وسافرت من بلاد فارس الى بلاد بابل ، الى ميشان ,, ميسان ,, وخوزستان ] وكان لشابور ــ ملك الملوك ــ اخ يسمى مهرشاه ، كان اميرا على اقليم ميشان ، وقد كسبه ماني الى دينه هو واخوه فيروز، وعليه انتقل ماني الى اقليم ـــ اشورستان ـــ ثم الى اقاليم ميديا وفرثيا ، كما انه نجح اثناء اقامته في طيسفون في اقامة علاقات مع الملك العظيم شابور وجرى استقباله من قبل الملك الجديد ، وحظي بثلاث مقابلات متتالية معه ، وكان برفقة ماني في مقابلته الاولى ، ابوه ، واثنان من تلاميذه هما شمعون وزكوا ,, وكلاهما اسمان سريانيان ,, وقدم للملك بهذه المناسبة كتابه الاول ,, كتاب شابور ,, والذي هو ــ بالمناسبة ــ كتابه الوحيد الذي كتبه بالفارسية الوسيطة .
وتذكر المصادر المانوية ان شابور قد تاثر بعمق برسالة ماني ووافق على السماح له بنشر تعاليمه بكل حرية ، وفي كل مكان من الامبراطورية ، ويقول ماني نفسه ، ان الملك العظيم قد بعث بتوجهاته الى السلطات المحلية في كل مكان لتقديم حمايتها للدين الجديد اسوة بالديانات الاخرى ،المسيحية واليهودية والمندائية وباقي الديانات البابلية ، ويقص علينا في سيرته في سيرته قائلا [ مثلت امام الملك شابور، واستقبلني بحفاوة كبيرة ، ووافق على ان اتجول في بلاده ، وابشر برسالة الحياة ، وامضيت كذلك ؟… اعواما مع حاشيته ] ، كما يروي عن مقابلته الاخيرة الحاسمة مع الملك العظيم قائلا -;- [ كان الملك شابور قلقا عليّ ، فكتب رسالة توصية ودفاع عني الى جميع الاشخاص البارزين ، بالعبارات التالية ,, ساعدوه ودافعوا عنه بحيث لايخالفه احد او يعتدي عليه ,,] ..

وهكذا نعلم ان مؤسس المانوية قد امضى عددا من السنوات بين اتباع الامبراطور ، وهذا يعني ان ماني قد انتسب الى اسرة الامبراطور ، وكان واحدا من الاتباع الملكيين، ولهذا دلالته وعلاقاته بالنظام الاقطاعي ، ويعني وجود رباط خاص للطاعة والاخلاص بين ماني وشابور ، وبهذه الاهلية ذهب ماني مع سيده المرتبط به ورافقه ضمن اتباعه في حملاته العسكرية .
وحققت الحملات لشابور نجاحات عسكرية وسياسية باهرة ، وبدأ الامر عام 260م كما لو ان شابور سيعيد تاسيس الحكم الاخميني في اسيا الصغرى ، ويفسر هذا كيف ان ,, كرتير ,, موبذموبذان الديانة الزرادشتية في بلاطه قد حصل على سلطات مطلقة من الملك العظيم ــ كما سجلها في نقوشه ــ ليعيد من جديد تاسيس الدين الايراني ,, الزرادشتي ,, مع هياكل ناره في الاقاليم المحتلة لاسيا الصغرى، حيث كان قد سلف لطبقة ارستقراطية اقطاعية ايرانية الاستقرار هناك منذ عدة قرون ، ونعم فيهاالرهبان الزرادشت بموقع سلطوي قوي ، وذلك وفق مارواه الجغرافي سترابون .
وبما ان كرتير ــ وفق روايته الشخصية ــ قد اشرف بنفسه على تجديد هياكل النار ، فمن الواضح ايضا انه كان مع الجيش خلال زحفه في الحملات العسكرية ، وبالنتيجة كان كل من ماني وكرتير ــ اللذين اصبحا متعاديين فيما بعد ــ في حاشية الملك العظيم .

ومن العدل ان نفترض ان شابور لم يكن قد اتخذ بعد اي قرار بتقديم اعتراف رسمي لاي دين من الاديان كان يمكن ان يقع اختياره عليه في مثل تلك الظروف ، واذا كان لابد من ايجاد جل لهذه المعضلة ، فان المانوية كان امامها الكثير كيما تعتمد ، لكن وجود كرتير وماني في حاشية شابور ، يوحي بان الملك الساساني قد رغب في ابقاء كل من البديلين تحت تصرفه.
ومهما يكن الحال فقد قوي الوضع القائم وتمتن خلال الثلاثين سنة التي حكم فيها شابور ، علما بان الامور بدت كما لو ان الفرص كلها كانت مهيأة امام المانوية لتصبح الديانة الرسمية للامبراطورية الساسانية ، غير انها لم تصبح الديانة الرسمية كما طمح ماني وتمنى ، ولانعرف المعايير التي اعاقت شابور على الاقدامعلى اتخاذ خطوة كهذه ،ولكننا نستطيع بكل ثقة ان نقدر حق القدر قوة التقاليد المحافظة التي ورثها من اسلافه ،كهنة زرادشت في [ تخت طاووس ] ـــ اصطخر,, شمالي شرق ايران ,, ـــ ، ففي نقشه الكبير يبزغ شابور من وسط الوصايا والتقاليد الموضوعة للطقوس الروحية لاسرته كأمير زرادشتي تقليدي ، اي زرادشتي بالمعنى التوفيقي المقبول للكلمة في ايامه ، لقد كان هذا موقفه الرسمي ،ومن الجائز لنا ان نفترض ان ميوله الذاتية ومشاركاته الوجدانية كانت مع ماني ، فبدون ذلك يصعب تفسير مواقفه المتعاونة معه وتسهيل الحماية والخدمات له ..[يتبع] .

المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماني والمانوية ــــ جيووايد نغرين
المانوية ــ المؤسس والعقيدة ـــ باريس 1949
ابحاث حول المانوية ــ كومونت ــ بروكسل ــ 1912
ديانة المانويين ــــ كوغنر وبوركت ــ كمبردج ــ 1925

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment