-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- Fuck on فكر حر (١٠).. عشر نكات إسلاميّة تثير الشفقة قبل الضحك والسخرية
- لقمان منصور on من يوميات إمرأة حلبجية
- سوري صميم on فضح شخصية الشبيح نارام سرجون
- سيف on ألحلول المؤجلة و المؤدلجة للدولار :
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
شبيحة الاسد يأخذون المعتقلين السنة الى احيائهم لتقوم العلويات بضربهم وشتمهم
Posted in ربيع سوريا, يوتيوب
Leave a comment
بلير ينتقد العالم من عدم التدخل لاسقاط نظام الاسد
إعداد: أديب الأديب 8\4\2014 مفكر دوت اورج
حذّر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير, من العواقب الوخيمة التي سيواجهها العالم لسنوات عديدة مقبلة لعدم تدخله في سورية.
ومن المعروف بان طوني بلير هو اهم رئيس وزراء بريطاني في العصر الحالي وسياسي محنك, وقد شارك جورج بوش في حربه على الارهاب في افعانستان واسقاط الديكتاتور العراقي صدام حسين, وقد قال:” إن الفشل في مواجهة الأسد ستكون له تداعيات وخيمة تتجاوز منطقة الشرق الأوسط”, واضاف:” نحن لم نتدخل في سورية والعواقب، في رأيي، رهيبة وستكون هناك مشكلة كبيرة ليس للمنطقة فقط، بل بالنسبة لنا في السنوات المقبلة”, ثم أضاف:” إن ” الربيع العربي” جاء إلى تونس وليبيا ومصر واليمن وسورية وكان على وشك أن يأتي إلى العراق ويجعله يواجه ما يحدث في سوريا الآن.. لكن ما نعرفه الآن ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح من ليبيا،هو أن ازالة الديكتاتورية تمثل البداية وليس النهاية”, وبهذا هو يدافع عن تدخل بلاده مع اميركا في كل من العراق وافغانستان.
Posted in ربيع سوريا, فكر حر
Leave a comment
الربع في كشتة
رحلة الربع في البر هذا ماحدث اليوم .
الو … تلفون من سعادة ونيافة وفخامة وضخامة وإقامة … وأول شيء حضرولنة الخرفان والغزلان …!.
وشوية من مياه الآخرة ، وشوية مفرحات القلب …؟. من عمامنا من لأس فيغاس …؟.
وحملة شعبية تجمع كل المطربين والملحنين …
الو …!. حاضر عمي … وبعد لا كاميرات … ولا صحافة … ولا أعلام … ولا تلفونات … ولا نت ولا انت … ولا انا …!.
ترى حفلة ماتينه .
وحضورنا لبداية الافتتاح ….!. والافتتاح والبيانات تم إرسالها اليوم للتوقيع والختم …
حاضر عمي … وبعد هي السكرتيرة … نسيت اسمها فيها اوهابي او شوكولاطة والله نسيت اسمها …!.
هاي اللي شفتها في ماي فير لندن …؟.
أي أي شسمها هفهف رجاءا إرسال طائرة خاصة لان المؤتمر بدونها مايسوة شيء ..!.
حاضر عمي …
تدري سالم … ما ادري إحنا ليش رايحيين …؟.
عمي على مود القرارات …!.
ولك يا قرارات …؟.
عمي هذا أعلى مؤتمر …!.
….. ها … ها ها تذكرت …اسمع اتصل باليمن خلي يرسلون شوية خضرة .!..بعد الظهر ترى هذا الأساس …
المهم تخزين خضرة … ونضع بالجيب خضرة …؟.
سالم تدري هونت (( غيرت رأي )) بلا مؤتمر بلا بطيخ …!.
ودي السكرتيرة … وأنا أوقع واختم الأوراق للمؤتمر …!.
راح أدز السائق …
يمة نتلني الاوتي … صوجي لعبت بوايره …
هيثم هاشم
Posted in الأدب والفن, كاريكاتور
Leave a comment
المسيح عيسى بن مريم كان مندائيا وليس يهوديا
د نوري المرادي
يصر التواتوسياسيين على القول بأن المسيح ولد في مدينة الناصرة الشرق متوسطية، وانّه عاش في حاتور (مصر الحالية) في يفاعته وشبابه. لكن التاريخ الحاتوري (المصري) الأدق في تفاصيله، التي تذكر أحيانا حتى ملابس الفرعون، هذا التاريخ يخلو تماما من أية إشارة إلى المسيح، كما خلا قبله من أية إشارة عن وجود إبراهيم وموسى. والمثبوت أيضا إن مدينة الناصرة الفلسطينية الحالية نشأت عام 300م أي بعد وفاة المسيح بما يقارب 270 سنة.
فكيف الحل؟!
وأستسمح القارئ عذرا على تسميتي مصر الحالية (وقسمها الأعلى تحديدا) بإسمها الهيوفليفي الأصل (حاتور) وليس بإسمها العموري السومري (مصر) الذي أخذته حين حكمها منس بن سرجون الأكدي العظيم وأسس فيها حكم السلالات (وادل، الأصل السومري للحضارة الفرعونية) أعدت لمصر العليا الحالية إسمها القديم (حاتور) تجنبا للإلتباس الذي بني على صرخة السيد هاليفي الذي تسبب في محو إسم مصر الحقيقية عن موقعها الحقيقي.
يشير التاريخ بأن غالبية الأنبياء العظام، إن لم يكن جميعهم على الأطلاق، من أصل شنعاري. وشنعار هو الإسم الأقدم لوادي الرافدين وهو تقطيعا (( سين آر )) الذي يعني سهل أو مرج الإله سين، أي مرج أو سهل القمر، أعز وأحب الآلهة في التراث الشنعاري. وربما لاحظ القارئ ومن خلال الكتابات السابقة إني أعشق هذا الإسم – شنعار.
حتى الرسول الكريم محمد (ص) لو تتبعنا أثره فهو أيضا من أصل شنعاري، بدليل قول الإمام علي (ك) نحن من قريش وقريش من النبط والنبط من كوثى.
والأنباط هم فلاحو ميسان (ياقوت الحموي) وكوثى موقعان، واحد مندرس قرب الكوت والآخر الكوفة الحالية، وهي الأصل والمقصودة بحديث الإمام علي. كما إن أصلي قبائل العرب، عدنان وقحطان، عراقيان (خليل الجندي، حقيقة الديانة اليزيدية) وهما إلى اليوم معروفان في العشائر اليزيدية بإسمي: آدون وقاتان. وآدون من منطقة الطيب شرقي دجلة، وقاتان كما أفترض، وليس هنا المجال لذكر السبب، من منطقة الفرات. كما يأتي الشمسانيون بالدرجة الثالثة في الترتيب العشائري اليزيدي، وربما هذه يلمح إلى أصل عبد شمس. وعبدشمس ونوفل والمطلب وهاشم هم أبناء عبدمناف (المغيرة). والرسول محمد هو بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف.
ناهيك عن أن الأنبياء الأقدم، تموز وإيلي وجوديا وأيوب وجلجامش وحمورابي وأخناتون وغيرهم ممن لا نعرف هل هم خارج أم ضمن العدد الذي أشار إليه الرسول محمد (ص) بقوله بأن لله 124000 نبي ورسول. ونحن نعلم وبدون ذكر البراهين أن زرادشت فارسيا وعاش شرقي شنعار ثم إنتقل إلى بابل مثلما نعلم أن النبي ماني كان بابليا وأنّ أباه كان مندائيا (صابئيا) وهو ذاته شب على عقيدة المنداء (خزعل الماجدي، المعتقدات الآرامية). ومن هنا يجوز القول بأن مذاهب التوحيد ومن ثم التفريد ومن ثم الثنوية والتثليث ،،الخ كلها مذاهب شنعارية، نشأت في سهل الرافدين ومنه إنتشرت. ناهيك عن إن جميع قصص التراث اللاهوتي وبلا إستشناء حدثت في شنعار، أو تشكلت أسطوريا بناءً على بيئة وأعراف شنعار. وهو ما تشير إليه الأرخيولوجيا أيضا.
لكن غموضا ما يكتنف صبابة وشباب ثلاثة من أشهر رموز التوحيد والتفريد وهم: الفرعون أخناتون(1375 – 1358قم)، النبي يحيى بن زكريّا والنبي عيسى بن ماريا( عشية القرن الميلادي). فأين عاش هؤلاء وأين ظهرت أولى كشوفاتهم؟؟
وبالقدر الذي يخص المناسبة الجليلة – ميلاد سيدنا المسيح، فسأترك الحديث عن آخناتون وأتناول فقط النبين يحيى وعيسى (ع ع ).
تتطور الأمم والحضارات فتصل حدا من التألق تهفت بعده وتنتهي. وقبيل النهاية والإنغلاق، قد يظهر المنقذون. وقد مرت الديانة المندائة بفترة من التألق الشديد حتى قال الأب غريغوريوس المالطي أن (( جميع العالم كان على ديانتهم )) لكنه تألق بدأ يهفت بيتغلق المنداء على أنفسهم، حسب ديدن التطور. وقد ظهر المنقذ الأخير والمجدد في هذه الديانة، يحيى بن زكريا، وحاول، لكنه، فشل ماديا، ونجح روحيا.
وحين تنهار السياسية يلجأ المرء إلى الدين ليبحث عن ذاته وواقعه. وهذا الذي حدث في شنعار في منتصف الألف الأخير قبل الميلاد. فالبعث السياسي الاشوري الذي أراده حزقيال ومن ثم عزرا، لم يتم، لكن الديانة الآشوري (أو حقيقة الدينقومية الآشورية الجنوبية – الإيهودية) عمت الجسد الشنعاري وإحتوت العرفانيات الإبراهيمية التي حملها العبران حين إلتحقوا بالجيش الآشوري المندحر. إحتوى تلك العرفانيات وأرجعها إلى خانة الأعراف وحسب. وإشتد مع هذا العداء بين المنداء وهذا الدين القومي الصاعد بزخم شديد، وإستمرت الحال خمسة قرون تقريبا بين أخذ وشد، حتى ظهر النبي المندائي يحيى بن زكريا، الذي قال مرة: ((إن الإسرائيليين يرشون دمهم على وجوههم، ويختتنون ويعبدون أدوناي ويترك الأزواج زوجاتهم ويضاجعون غيرهن، والنساء الحاضنات يضاجعن أزواجهن، لقد ظلوا عن المذهب شوطا وإختلقوا كتابا لأنفسهم، أقول لكم أيتها الصفوة المختارة لا شأن لكم مع هؤلاء العبيد، لا تختلطوا مع الإيهود، الذين لا يتفقون على كلمة واحدة، كل الممل والنحل تخرج منهم)) (الرسالة الخامسة من كتاب كنزايمينا – أصول الصابئة ص103) فمن هو يحيى بن زكريا ومن هو تلميذه، أو متعمده عيسى بن ماريا؟؟
إن البراهين التي تستند إليها الطروحات التوراتوسياسية عن يهودية المسيح، وشرق متوسطيته هي ولادته في الناصرا، علاقته بيوحنا المعمدان، مدينة أورشليم، تعميده في نهر الأردن، الحكم الروماني الذي تم خلاله محاكمة المسيح وإعدامه.
فمن من هذه القصص يثبت للنقد، ومن منها يثبت أنه تم على ساحل البحر المتوسط؟!
يكاد يجمع المنداء والمسيحيون بأن يحيى بن زكريا هو يوحنا المعمدان. وحقيقة فيوحنا ينطق أراميا وسريانيا على شكل (يهانا) وهو الإسم الذي يتلازم مندائيا مع إسم يحيى (ويجوز كتابته يحيا أيضا) حيث يقال: ((يهيا يهانا )) والتي تقال عربيا (( يحيى يوحنا )). والقصة المتوارثة عن يهيا هي ذاتها المتوارثة عن يهانا (يوحنا) الذي حملت به أمه السيدة أليزابث (أو أنشيبا) وهي في الثامنة والثمانين، وولدته وهي في التاسعة والثمانين وإلتقته وهو في الثانية والعشرين، أي وهي في الـ 111 من عمرها. ويوحنّا قبـّلها حين إلتقاها بفمها، فعاب أصحابه عليه هذا الفعل فقال: هي حملتني في رحمها وليس عيبا أن أقبلها بفمها.
ومن إنجيل لوقا نجد أن: (( وقد كهن في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن إسمه زكريا من فرقة أبيا وإمرأته من بنات هرون إسمها ألياصبات. ولم يكن لهما ولد ولما كان زكريا يصلي ويبخر المعبد ظهر له جبرائيل ملاك الرب وقال له إن أمرأتك ألياصبات، ستلد ولدا وإسمه يوحنا، وسيمتلىء من بطن أمه بروح القدس ويرد الكثير من بني إسرائيل إلى الرب إلههم )). ومن مجمل الأناجيل الأخرى نجد: (( وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية وجاءه الفريتسيين والصادوقين وإعتمدوا في الأردن. وجاء المسيح ليعتمد فقال له يوحنا أنا محتاج أن أتعمد منك، لكن المسيح أصر فعمده فإرتفع المسيح إلى السماء ورأى روح الله نازلا مثل حمامة وسمع صوتا قائلا هذا هو إبني الذي به سررت)).
وهرون المذكور هنا، هو أخو ماريا أم المسيح كما يفترض. أو هي نسبت إليه كناية حيث ورد في القرآن (( يا أخت هرون ))
ومن كتاب ((دراشا د يهيا)) أي: تعاليم يحيى، نجد أن: (( نجما شوهد يسطع على الكاهن زكريا العجوز وزوجته وعلى أورشليم وبيت المقدس. ولم يستطع أحد تفسير الحلم فأرسلوا رسالة بيد طاب يامين إلى لولخ الكاهن في مدينته. ولولخ فسر الحلم وكتبه برسالة وختمها. فقرأ زكريا الرسالة وخاف وقرأها كاهن آخر فوجد فيها مكتوبا أنه يا كهنة اليهود إن إنشيو المرأة العاقر ستلد ولدا إسمه يهيا يهانا وسوف يعمد في مياه أورشليم الجارية وسيصبح رسولا لله، وإن نطفته أرسلت من العرش إلى رحم أنشيوي (وتسمى عند اليهود ألياصبات وعند النصارى إليزابث). وكان زكريا قد بلغ الثانية والتسعين بينما أنشيوي في الثانية والثمانين عاما. وكانت عاقرا. وولد يحيى في أورشليم. وأراد اليهود إطلاق إسم يهودي عليه فرفضت أنشيوي وكان كلامها ثقيلا عليهم لكن الله أراد ليحيى أن ينشأ على التعاليم الصابئية. لذا أرسل الملاك أنش أثرا إلى أورشليم وأخذ يحيى إلى الجبل الأبيض المسمى بروان طورا (وبروان تعني خمسة) حيث عمده الله وعاش على حليب الأشجار. وفي سن السابعة تعلم الأبجدية الصابئية وفي سن الخامسة عشر تعلم القافية والتعاليم الصابئية حتى تمكن من الدين الصائبي. وفي سن الثانية والعشرين أمره الله أن يعود إلى أورشليم ويعلن دعوته. ولهذا السبب وضع تحت تصرفه زورقا ركبه سيدنا يحيى وتوجه به إلى أورشليم فوصلها في الساعة السابعة من يوم الأحد. وإنتشر الخبر وتكلمت الشمس أيضا به. وجاءت أنشوي إلى الشاطئ حيث يوجد يحيى فقفز لها وأحتضنها. وعاب عليه الملاك أنش أثرارا أنه يحتضن إمرأة غريبة، فقال له يحيى إنها أمي. وقد أرسل الله يحيى لينقذ الشعب الصابئي، وعندما رأى أن الظروف مواتية بدأ دعوة إحياء الدين الصابئي، بعد ما طوى تعاليمها النسيان. وقد بقي يحيى 42 عاما منشغلا في تعميد الناس كما طهر المجذومين وشفى أمراضا كثيرة، وسمي من عند الله بالنبي الصادق أو (( أشليها أدشراري)) باللغة الآرامية. وفي مساء أحد الأيام جاءه الملاك مندادهي المقرب إلى العرش على هيئة طفل إبن ثلاث سنوات وطلب منه أن يعمده، لكنه إعتذر بحلول المساء حيث لا تقضي الديانة بالتعميد إلا نهارا. فأنجلى الليل بقدرة الرب وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى النهر ووجد ذلك الطفل إبن ثلاث سنوات. فإنحني يحيى على الماء ليتوضأ لكنه من الكبر لم يستطع النهوض فأرسل إليه الطفل نظره وإذا بالماء هاج وماج وظهرت اليابسة تحت قدمي يحيى. فنظر إلى الطفل وقال له من أنت ولم هاج الماء منك؟ فقال الطفل أريد أن تعمدني لأذهب إلي بيتي. فقال له يحيى كيف أعمدك وقد إختفى الماء. فقال الطفل هناك ماء في الجانب الآخر، فذهبا سوية على سطح الماء وظهر النور على الطفل، وسأل يحيى الطفل ثانية فصاحت أسماك البحر وقالت: وجودك مبارك يا ملك مندادهي مبارك المكان الذي جئت منه ومقدس ومبارك المكان الذي تذهب إليه، ثم كررت الطيور الكلمات ذاتها، عند ذاك أدرك يحيى أن هذا الطفل هو ملكا مندادهي خليل الله. وقال الطفل ثانية عمدني، فقال له يحي من أكون حتى أعمدك، أنا الذي يجب أن أتعمد على يديك، إني كلما أعمد أحدا ألفظ إسمك بعد إسم الله المبارك وأنت صاحب كل مراسيم التعميد. عن ذاك إعترف الملاك ليحيى وقال له أنه مأمور أن يعرج بروحه إلى السماء. ففرح يحيى لأن مهامه على الأرض إنتهت وطالب الملاك بالتعجيل لأخذ روحه. فإنتزعها من جسده وحررها وعندما إرتفعت شاهدت جسد يحيى مطروحا على الشاطئ، فحزنت، فوبخها الملاك قائلا: أحزنتي على اللحم والدم والعظم الذي حررتك منها، إذا رغبت سأعيدك، فقالت الروح إني حزينة على أهلي فلا معيل لهم غيري. فقال لها الملاك إن الله سيحرس أولادك. وبعد موت يحيى إضطهد اليهود الصابئة فإضطر 60000 ناصورائي بقيادة الملك الإيراني أردوان الأشكاني وسكنوا جبل ماداي بقرب حران. وبعد أن رأى أنش أثرى ما يفعله اليهود بالصابئة، عمل سبعة منجنيقات وأوكلها لسبعة أشخاص وهاجموا أورشليم فدمروها وإنتهت مملكة اليهود فيها. والأشخاص الموكلون هم: زازي وحكم بغداد، والثاني فافا وحكم حوالي نهر دجلة، والثالث أنش وحكم أعالي دجلة، والرابع أنوش وحكم جوار الفرات، والخامس أبرخ وحكم سورا والسادس أنصاو وحكم جبل كلازلخ والسابع سوخ منداي وحكم ضفاف النهر الذي ينبع من جبل بروان )). (الصابئة المندائيون ص74 – 80)
المهم ومن هذا النص ليس من شك أن يوحنا المعدان هو يحيى بن زكريا. كما إن الكلمة بروان تعني خمسة. وناصورائي من الكلمة الأكدية (ناصورا) التي تعني حارس الدين، وهي الآن رتبة كهونتية لدى الصابئة. أما لولخ، فهي قرية لاتزال قائمة إلى اليوم بها بئر زمزم اليزيدي وحجر اللات الأبيض. كما إن سورا قرية 30كم شرق عماديا العراقية. وماداي هي مادي التي تتركز أساسا هول قرية فرز شرقي العمارة ومنها أصلا كلمة مادان – معدان). هذا مع ملاحظة أي أورسليم يقصد النص، حيث هي قرب نهر جار (القدس الحالية ليس قربها نهر) كما إن زورقا جاء بحيى من الجبل إلى أورشليم، الأمر الممكن فقط إذا تحدثنا عن أورشليم (دار السلام، الإسم الأول لمدينة أور) الأم (على الفرات) حيث يأتي الزورق من مناطق الجبال الشرقية (جبال فارس وباشان) عبر نهر الكرخة أو الكارون أو أي من أنهار شرق شنعار حتى القرنة وشط العرب (بحر العربة) ثم أورشليم يبوس الفراتية الأم. بدليل إضافي أن أسماك البحر (بحر العربة) هاجت وتكلمت. ولا توجد أسماك في البحر الميت الذي تقع أورشليم – القدس الخالية عليه. ناهيك عن التحديدات التي تحدث عنها بقصة المنجنيقات. وفي كتابنا (اسفار ميسان) قيد الإعداد، بحث كامل عن أي أورشليم تحدث التاريخ، ناهيك عن إن أورشليم الحالية (القدس، أو مدينة إيلياء) لم تكن موجودة أصلا في القرن الرابع قم، كما يقول الأستاذ فراس السواح. وفي القرن السادس قم دمر نبوخذنصر مدينة أورشليم. فكيف دمر نبوخذنصر مدينة لم تتأسس إلا بعد القرن قم؟!
إن كل الدلائل تشير إلى أن النبي يحيى ميساني ولا علاقة له بالأردن الحالي مطلقا. ناهيك عن إنه لا إشارة مطلقا في الإنجيل تقول أن المسيح عمد في نهر الأردن الحالي. وكل ما هو مذكور إنه عمّد في العبر. والأردن هو إسم عام للنهر، وأول ما أطلق على نهر العظيم الذي يلتقي بدجلة شمال بغداد) حيث إسمه السومري هو ردانو. وكم من مرة يقول الكتاب المقدس أردن أريحا وأردن أور وما إلى ذلك مما يشير إلى أن الأردن هو صفة وليس إسم.
ناهيك عن إن النقطيع الصوتي لإسم أردن هو: غور دو ن، الذي يمكن أن يعني منخفض المياه وأيضا منخفض مياه الآلهة، وهو النهر عموما، مثلما كلمة أردن مندائيا تعني الماء الجاري فقط ولا تعني نهر الأردن الحالي مطلقا. ومعروف أن أردن أريحا هو الفرات، حيث أريحا هي يركو (أوروك) عينها.
وتعزيزا لهذا يقول السيد عزيز صباهي: (( ويتكرر في الأدب المندائي ذكر أينا وسندركا (عين الماء والنخلة)، كما يتكر في دراشا دي يهيا الحديث عن الصيد والصيادين وإصطياد السمك والشباك، وبرموز ومصطلحات ما يدل على إن المؤلف إبن بيئة الصيادين في الهور، فهو يصف دفع يحيى قاربه إلى الهور، وكيف كان يشاهد السمك في الممرات التي تخترق القصب والبردي، كما يشار إلى صيد السمك بالفالة وصيد السمك على الضوء، وهي الزرّة التي تستعمل حتى الآن في الأهوار والصيد بالشص بواسطة طعم التمر، وفي موضع يقول يحيى: (( لقد جئتكم بصيد من الأهوار البعيدة، قيقول له الصيادون، إننا لم نسمع صوتك في الهور وقاربك لا يشبه قواربنا، قاربك غير مطلي بالقار )) وفي الشرق الأوسط القديم، يمكن الجزم بأنه لم تجتمع رموز: الفالة، الهور، النخلة، القار، الصيد بالزرّات، القصب، البردي، إلا في منطقة ميسان)) (عزيز سباهي أصول الصابئة المندائيون) وفوق كل هذا نذكر أسماء أبناء يحيى وهم: هندان، شارت، بهرام، رهمات هي، أنوش، سام، انهرزيوا، شار. وهي أسماء أما فارسية أو عربية، حيث: شارت: سارة، شار: سار، رهمات هي: رحمة الله، أنوش: يونس، أنهر زيوا: نهر الزاب، بهرام: المريخ. كما إن أسماء الملائكة في كتاب كنزاربا (الكنز الكبير) ودراشا دي يهيا هي: سلمى، أثرى، هو سياو، ندا، أدثان، يوثان، سار، سروان، زهير، زهرون، شنشل، بهير، بهرون، تار، تروان ،،الخ. وإسم الملاك الكبير هو هيول زيوا، أي الزاب الكبير. كما إنّ شنشل وسروان هما فرعا نهر ديالى الرئيسيان اللذان ينبعان من إيران. كما ويتردد كثيرا الإسم أكرا كموقع مقدس وهو مدينة عقرا شمال شنعار،،الخ. وروح الميت حسب المنظور المندائي تبقى في القبر ثلاثة أيام ثم تصعد على سبعة مراحل إلى متر اثا. ومترا هذه هي مقر الجنة وهي عينها مثرا الفارسية والكلدانية. المهم إننا أمام أسماء ورموز جنوبشنعارية بالكامل.
فالنبي يحيى بن زكريا (ذكر أيا – ذكرالله) هو شخص هوري (آري – آرامي) مندائي صابئي شنعاري خالص. إختفى في صباه في مصر شنعار (وليس مصر الحالية) معتزلا في أحد مجاهل الهور ممارسا العرفان المندائي في أحد بيوت المعرفة (مندا) المنتشرة على مجاهل الهور الشاسعة. فما الرابط بينه وبين يوحنا المعمدان، إسما أو شخصا؟
إن تعاليم يوحنا المعمدان وبشكلها المسيحي تنم عن نزعة زرادشتية ظاهرة، من حيث ثنائية النور والظلمة، والله والشيطان والخير والشر، ومن حيث تجلي الألوهية من خلال صاحب وحي أو مخلص (موسوعة الفلسفة ج2ص86) والزرادشتية نشأت ونمت في فارس عام 600قم تقريبا. وفي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا نجد: (( في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحيوة والحيوة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه )) وهو ما تحدثنا عنه من النمط الذي بنيت عليه تعاليم إمارة بيت يدع، التي بحثت في أصل الأشياء. وهذا أيضا لصالح أن يكون يوحنا المعمدان شنعاريا، أو ذو تعاليم شنعارية مندائية الأصل. وهو ما يقربه مع يحيى بن زكريا شخصا وإسما.
لكن فروقا تنشأ إذا ما قارنا بين دقائق القصتين المندائية الأصل والمسيحية النسخة، لهذا الشخص. فالكتاب الأصل، دراسة قصة حياة يحيى وتعاليمه (دراشا دي يهيا) كما لاحظنا أعلاه لا يقول أن يحيى قتل على يد وال روماني بعد رقصة ما، كالمنسوب إلى يوحنا الذي قتل بطلب من المحضية هيروديا كما تقول الأناجيل. والمسيحية مثلا تسمي التعميد بابتزم
(Babtism)
بينما الإسم المندائي للتعميد هو (مصبوتا). ولم يقل الإنجيل أن يوحنا خلال التعميد كان يتجه إلى قبلة معينة، وهو الأمر المحرم صابئيا. حيث لا يجري التعميد إلا والوجه إلى القبلة – جهة الشمال. كما إن كتاب (( حرّان كويتا )) (والحرّان تعني الكتاب اللفيفة وكويتا مدينة ميسانية شرق دجلة) الذي يتحدث عن حياة يحيى، لا يذكر إسم زكريا الذي تذكره الأناجيل كوالد ليوحنا المعمدان، ولا يذكر رجال الدين الكبار اليهود ولا لخوف اليهود منه.
وكل ما أراه في هذا، أن يوحنا هو يحيا، لكن القصة المسيحية عنه، تهودنت بعض الشيء وتأثرت بالطابع العام الذي شمل التوراة ليحولها جغرافيا إلى مكان آخر.
وليس من النافل التذكير أن يوحنا المعمدان ليس يوحنا صاحب إنجيل يوحنا المدفون في شمال سوريا. لأن يوحنا هذا ولد بعد 150 ميلادية.
لكن كتابا ((حران كويتا)) و (( دراشا دي يهيا )) يذكران المنداء بالإسم الذي نوهنا عنه وهو ميرياي (المنتسبون إلى ميريا – العلة الأولى) ويقولان أن يحيا شفى الأمراض وطهر البرص، وسمي بالملك الصالح، ثم رفع إلى السماء. وهذه الصفات الأربع إضافة إلى الإنتساب إلى ميريا ثم ولادة هذه الميريا عند جذع نخلة التي تكثر تعاليم يحيى من ذكرها، هذه حقيقة أهم سمات حياة المسيح عيسى بن ماريا. ناهيك عن أن الشمس هي التي بشرت بحييى بينما نجم من الشرق بشر بالمسيح، ونجم الشرق يمكن أن يرمز إلى الشرق أيضا.
وفوق كل هذا وذاك يقول التفسير المنسوب لآل البيت أن النهر الذي ولدت عليه مريم العذراء هو الفرات، وأن الربوة المذكورة في الآية الكريمة ((وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)) (ذاريات 51) أن هذه الربوة هي مرتفع في الكوفة يشرف على قرار بحر النجف ومعينه نهر الفرات (مجلة القرآن وعلم الآثار ص22)
وهناك إختلال ظاهر في القصة الإنجيلية لولادة المسيح. والتي تقول إن المسيح ولد في الناصرة. والناصرة الحالية تأسست سنة 300 ميلادية (فراس السواح وغيره). بينما الناصرا الأم (ناصريا) موجودة من فجر التاريخ، وهي قرب أورشليم الأم (أور) وهي أيضا موجودة إلى اليوم، وبإسمها الأقدم – الناصريا. وهو حتما ما يؤيد وجة نظر آل البيت عن موقع ولادة مريم.
ومريم (ماريا) هي الشخصية الثانية أهمية بعد المسيح، وهي ثالث الثالوث المسيحي،، هذه الأم ماريا، توفت بعد المسيح بعقد أو عقدين كما يفترض. ومن هنا، فقد أصبحت مقدسة بالضرورة بسبب تقدس المسيح. وحين تصبح مقدسة فأخبارها لاشك معلومة، وإن ماتت ستدفن بكل آيات التبجيل وستبنى على قبرها معالم، لاشكها ستتقدس يوما بعد يوم. أليس كذلك؟! لكن الوقائع تشير أنه لا يوجد قبر للسيدة مريم، لا في الناصرة ولا في القدس الحالية، ولا في كل فلسطين الحالية؟!
وهو إشكال لن يحل ما لم نأخذ بحديث آل البيت، عن علاقة مريم العذراء بالفرات، وتحديدا بناصريا الفرات التي تقع أيضا في منطقة إيهودا – آشور الجنوبية
والإسم عيسى (ي سي) يعني ماء سين، وإسم يهيا (ا هي يا ) يعني الإله ماء. ومن تشابه قصتي ولادتهما فأما أن يكون المسيح عيسى بن ماريا هو يحيى بن زكريا عينه، أو إنه ولد، حيث ولد يحيى وتعلم منه وتعمد في الأردن الذي لا يوجد شيء يشير إلى أنه نهر الأردن الحالي كما يقول الأستاذ فراس السواح. (فراس، الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم)
فأيهما الإحتمال الأصح؟
ومن الأناجيل الأربعة نجد أن: ((عيسى بن يوسف بن يعقوب بن متّان بن إليعازر بن أليود بن أخيم بن صادوق بن عازور بن ألياقيم بن إبيهود بن زربابل بن شالتيئيل بن يكنيا بن يوشيا بن آمون بن منسي بن حزقيا بن آحاز بن يوثام بن عزريا بن يورام بن يهوشافاط بن آسا بن أبيا بن رحباعم بن سليمان بن داود بن يسي بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. ومن إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلا ومن سبي بابل إلى ميلاد المسيح أربعة عشر جيلا))
لكن إنجيل لوقا يخالف فيقول: ((عيسى بن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شاليئيل بن نيري بن ملكي بن أدي بن قصم بن المودام بن عير بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسي بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن أرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن مهلئيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ))
وهنا، فلنا الملاحظات التالية:
فإن آمنا بأن المسيح هو إبن الرب فالنسبان مطعون بهما مقدما. فيوسف ليس الأب البيولوجي للمسيح، إنما هو خطب مريم ووجدها حاملا وأراد طلاقها سرا فأتاه حلم أخبره أنها حامل من روح القدس. ولم يعرفها (يضاجعها) إلى أن ولدت الولد فسماه يسوع. والأكثر برهانا على بطلان هذين النسبين هو إختلافهما الكبير، إضافة إلى أنه لم يكن ليوسف أي أثر في حياة المسيح فيما بعد، ولم يوجد له قبر في منطقة الأحداث أو المنطقة التي إنسبت إليها الأحداث. ناهيك عن التلميح الوارد في ثلاثية العدد 14 مما يثير الضنون بأنها موضوعة لتثبت ثلاثية أقنوم المسيح شأنها شأن عمره حين بدأ الكراجة وهو ثلاثون عاما ومدة كراجته التي هي ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام.
وعن ولادة المسيح نجد: ((أنه قد تنبّا مجوس من الشرق بولادة المسيح فجاؤوا يبحثون عنه في بيت لحم اليهودية وأورشليم وشاهدوا نجما فوق بيته. وبعد ستة أشهر جاء جبرائيل إلى مدينة من مدن الجليل إسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة ليوسف من بيت داود وبشرها بأنها ستلد غلاما إسمه يسوع. ويكون عظيما ويدعى إبن العلي ويعطيه الرب كرسي داود ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. وإنقاذا له أخبر الملاك يوسف لئن يذهب به إلى مصر حتى يموت هيرودس، فمات هيرودس وطلب منه الملاك أن يعود بالمسيح إلى أرض إسرائيل فعاد يوسف به وسكن مدينة في الجليل تدعى ناصرا. لكي يدعى ناصريا. وخلال تعداد عام أمر به أوغسطس قيصر، عادت مريم من مدينتها ناصرة إلى يهوذا مدينة داود التي تدعى بيت لحم. وهناك ولدته وقمطته ووضعته في المذود. ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع، ثم عاد إلى ناصرا،،، ثم ترك يهوذا وذهب إلى الجليل وكان لابد له أن يجتاز السامرة، ومر بقرية في السامرة إسمها سوخار قرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف إبنه)) وهذا وارد في إنجيل لوقا وغيره. ومثل هذا: ((وللوقت ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر في بيت صيدا حتى يصرف الجموع، أما السفينة فقد صارت في وسط البحر معذبة بين الأمواج، وعبروا وجاؤا إلى أرض جيساروت)) (متى 14 ومرقس 4) وهنا فالعبر متصل بالبحر وقربه مدينة بإسم سيدا. ولا نهر قرب صيدا الحالية وإنما وإنما قرب سيدان الفارسية الجنوبشرق شنعارية، وهو النهر الذي يتصل بشط العربة ومنه بالبحر والهور.
والمدن سوحر (سوكر) وناصرا وسامرا وإيهودا وبيت لحم لا تجتمع إلا في جنوب شنعار وفي ميسان. وهي مدن كانت بالكامل تحت الحكم الروماني والفارسي خصوصا في زمن الإمبراطور ارتبان (10 – 40 م) أي فترة صبا وبولوغ المسيح كراجته. وكانت الأغلبية الظاهرة على هذه المدن هي الفرسية مع نسبة أغريقة وإيهودية (نفس القوميات المذكورة في قصة المسيح)، لكن اليهود طردوا حيث أتهموا بتسميم بعض الأنهار، ثم ما لبث الأمبراطور تراجان أن دخل بابل عام 115م (العراق في التاريخ ص 256) وقد حكم ميسان ملك أغريقي الإسم ما بين 78 – 48قم وهو ترياوس ملكا. والذي حملت نقوده لأول مرة الحروف الآرامية وسعى لأن يعلي من شأن المزايا الشرقية على حساب المزايا الأغريقية )) (أصول الصابئة ص 21)
وهنا، فالعروة التي كانت تثبت أن المسيح بحرمتوسطي، وهي الحكم الأغريقي، هذه العروة هي الأخرى تهتز تحت حقيقة أن ميسان (ومحيطها أورشليم الأم وبيت (تل) لحم ،،الخ) كانت تحت الحكم الأغريقي أيضا. مما يجعلني أشك بأن بيلاطس وفيليبس المذكورين في الإنجيل، هما من خارج ميسان.
وطرد اليهود، إن لم يكن حقيقة، فهو دليل صادق على الجو العام السائد ضدهم. وهو الجو ذاته الذي ورد على لسان يحيى الذي ما إنفك يذم اليهود وإسرائيل، ذلك الذم المشابه جدا لذم المسيح لهم نصا ومعنى. وسمك قصة حياة المسيح هو ذاته سمك قصة يحيى وسمك قصة حزقيال وهو سمك الهور، لأنه لا أسماك في البحر الميت الذي تحاذيه القدس الحالية.
والأمثال الواردة على لسان المسيح تكاد تقترب نصا وجوهرا من تلك الواردة على لسان يحيى. على سبيل المثال: ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان، لا تجرب إلهك، للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. طوبى للمساكين والودعاء والجياع والعطاش والرحماء لصانعي السلام والمطرودين. أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم لا تظنوا أني جئت أنقض الناموس. لا تتزوج زانية، أوف ما عليك لا تقتل لا تحنث ولا تحلف، لا تقاومو الشر، أحب عدوك وبارك لاعنك، لا تشهد زورا، لا تتصنع صدقة قدام الناس ولا تصل كالمرائين لا تعبسوا حين تصوموا لا تكنزوا لا تخدم سيدين إسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يفتح لكم.
وتعاليم المسيح هي الأخرى تحتوي النزعة الزرادشتية ذاتها التي إحتوتها تعاليم يحيى. والمسيح قال أن للشيطان سلطات مثل سلطات الله، وأن العالم مبني على الخير والشر.
هذا ناهيك عن النقطة الأهم في المسيحية وهي القول بأن المسيح هو إبن الرب. وهو صحيح، لأن الرب ميري، هو ذاته أيا – الماء. وهو ما يقوله يحيى بن زكريا، أيضا. والقول إن المسيح بن ميريا، أي إن ميريا شأنها شأن بتولا، ليس إسما بل لقبا. الأمر الذي تكاد تدعمه حقيقة أن لا وجود لقبر لهذه السيدة العظيمة الشأن ميريا – أم المسيح. ومحال أن لا يعرف أحد قبرها لو كانت شخصا بعينه، وهي أم المسيح المعني، الذي عرف قدره الناس، وبالتالي سيعرفون قدر أمه في حياتها وفي مماتها ويدفنونها بأجل المراسيم. وإختفاء القبر أما مبعثه أن القصة نقلت متأخرا إلى جغرفيا منسوخة، أو أننا نبحث عن قبر لميريا (الماء) ولن نجده حتما. مثلما لا وجود لقبر المسيح ولا وجود لقبر يحيى أيضا.
أضف إلى هذا، فيحيى بن زكريا نبي مخلص والمسيح نبي مخلص أيضا. ومحال أن يبعث الرب مخلصين في آن واحد وفي بقعة واحدة، طالما تؤكد الأناجيل على علاقة للمسيح بيحيى (يوحنا).
فهل الإنفصال الصغير جدا بين المسيح ويحيى الذي لا تشير إليه سوى آيات مقتضبة من قبيل تعميد يحيى للمسيح، وأن إليزابث أكدت طهارة مريم عن الرجس وأنها حقا حملت بالمسيح وهي عذراءً، هذا الإنفصال موضوع وأن المسيح هو يحيى بن زكريا عينه؟!
لا أجزم وإنما أشك. ففي كتاب زكرابا ذاته ذكر للمسيحية بلفظ (( مشيها )) أي إن المسيح ليس يحيى، إضافة إلى ذكر الأناجيل الصريح لعلاقة بين المسيح ويحيى. لكن هذه العلاقة ستضفي أخطر تناقض على الدعوى المسيحية الحديثة، والتي تقول: ((أنّ المسيح كان يهوديا قبل كراجته))! فهذه الجملة صادقة إذا تحدثنا عن إيهودا (آشور الجنوبية) ومطعون بها إذا إفترضنا أن المعني بإيهودا هو الديانة اليهودية حصرا. وذلك للأسباب التالية:
1 – إن اليهود يختتنون مبكرا جدا. والختن حسب سفر التكوين هو الإشارة التي سيتعرف الرب بها عيلهم يوم الحساب. والأقلف كافر بالدين وخارج عن القومية أيضا. بينما المنداء يعتبرون الختن بمنزلة الكفر. وفي قصة حياة يحيى أعلاه نجد أن الله أنجاه من بين اليهود وأسكنه الجبل منذ ولادته. وهو إذن، مندائي منذ ولادته، أي هو أقلف ولم يختتن. ويحيى عمد المسيح وهو في الثلاثثين من عمره، وقال له أنت المحلص المنتظر. فلو كان المسيح يهوديا بالمعنى الديني، فمن المحال أن يبقى أقلفا حتى هذا العمر. فإن كان مختونا فحال جدا أن يعمده يحيى الذي يعتبر الختان كفرا بالخلقة والدين. ولابد أن المسيح كان على دين يحيى أي مندائيا، وإلا لما إختاره مخلصا ليكمل الرسالة بعده. وبالمناسبة فالمسيحية والمنداء لا يختنون. والمسيح بإشارة الإنجيل لم يختن، حيث قال أرادوا أن يختنوه.
2 – وتعاليم المسيح أعلى وأجل بكثير من تعاليم راعوث ومريم وأستير وحجي وحبقوق ،،الخ. وحتى داود وسليمان بشكلهما التوراتي لم يكن لهما دين معروف بلهما أشركا تماما. وهنا لا شيء يمنع اليهود من إعتبار المسيح ويحيى نبيين يهوديين، لو كانا يهوديين حقا.
3 – عاد يحيى إلى أورشليم يوم الأحد. والأحد هو اليوم المقدس مندائيا، وهو اليوم الذي قدّسه المسيح وقدّسته المسيحية. فلم لم يقدس المسيح السبت لو كان يهوديا؟
4 – المسيحيون والمنداء على عكس اليهود، لا يبيحون تعدد الزوجات ولا الطلاق.
5 – لا تقول اليهودية بالتعميد، أو على الأقل لا تقول بصورته التي مارسها يوحنا وخضع لها المسيح. والمسيح لو كان يهوديا لما ذهب طوعا وبكامل وعييه وهو في الثلاثين من عمره، ليتعمد على يد يوحنا، ويخالف ديانته وديانة آباءه لو كان يهوديا. ولابده كان يؤمن بالتعميد منذ صغره.
6 – بحسب الأناجيل فقتل يوحنا حدث بعد تعميد المسيح أي بعد عام 30م تقريبا بمؤامرة تدبرتها هيروديا اليهودية التي لقنت إبنتها طلب رأس يوحنا. وبناءً على الوصيتين (لا تقتل!) و (لا تشهد على أهلك زورا!) فلن تقتل أو تتآمر يهودية على قتل إبن ملتها، ما لم يكن المقتول من الأغيار (أبناء الملل الأخرى). إذاً فمن المحال أن يكون يوحنا يهوديا. مثلما من المحال، أن يكون المسيح يهوديا ومجمع الحاخاميين بقيادة قيافا وحنان تآمر ثم شهد عليه وتسبب في قتله.
7 – غالبا ما تهكم المسيح على الهيكل وسدنته، وذهب لخلوته الأولى خارج المدينة بعيدا عنه، مثلما تجنّب يوحنا هذا الهيكل أيضا. والوعي الموروث عند المسيح ويحي، لو كانا يهوديين، لن يسمح لهما بغير إهانة أنصاب الهيكل، وليس الهيكل ذاته. وبالعكس فحين تولدت لدى المسيح قناعة أنه إبن الله، وأن هذا الهيكل هو هيكل الرب، كان أول ما فعله هو طرد اليهود منه. الأمر الذي ما كان ليفعله لو كان يهوديا، بالمعنى الديني.
8 – يتطابق رأي المسيح ويهيا يهانا بأورشليم وإسرائيل تماما. فالمسيح قال أنهم الخرفان التائهة ويحيى قالى: ((لن أذهب إلى أورشليم مدينة الشر والخاطئين التي بناها أودوناي وملأها بالأكاذيب)) . فهل يقول يهودي عن أهله هكذا؟ وهل يتبع المسيح من يقول هكذا بأهل ملته لو كان يهوديا؟
وأخيرا فلغة المسيح هي الآرامية (الهورية). وأسماء الآلهة عنده آرامية خالصة يدخل بها المقطع ئيل. وإسمه الأساس هو عمانوئيل (يا رب إستجب) حتى إن الشيطان الذي نسبه اليهود إليه وهو بعل زبول هو عينه الملاك المندائي هيول زيوا (الزاب الكبير). كما إن الإسم ناصورا المندائي، القريب جدا من ناصريا، يعني حارس الدين، (أو ربما الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر) وربما لأن المسيح إبتدأ ناصوريا، ربما لهذا ألصق به إسم مدينة ناصريا. ولا ننسى أن الفترة الزمنية الحقيقية ما بين مقتل المسيح وبين كتابة أول الأناجيل هي 150 سنة تقريبا. أضف إلى هذا كله أن الصليب هو أساسا رمز شنعاري خالص. ناهيك عن النزعة المندائية في كل تعاليم المسيح، وبلا إستثناء. فأنت تكاد تقرأ تعاليم يحيى في الإنجيل، أو تكاد تتنبأ ما سيقوله الإنجيل مقدما حينما تقرأ تعاليم يحيى بن زكريا.
كما نقتطف أدناه بعضا من تعاليم الإنجيل الأكدية الأصل: (( لا تتزوج بغيا ولا عاهرة. لا تعامل بسوء من يسعى إلى مخاصمتك، بادل بعمل الخير من أساء إليك. إبق عادلا مع من قابلك بالشر. لا تنتهر قليل العقل بل إشفق عليه. لا تزدر الذين هم عرضة لتجربة، لا تقابلهم بغطرسة. إعط خبزا لطالبه وجعة جيدة للشرب، أطعم وأكرم، فالإله يبتهج لهذا. أعن وإخدم كل يوم. إن أغضبك أحد بقول فلا ترد لأن العاقبة لا تحمد. إخش إلهك ومجد ملكك. بحضور المشاجرة سيتقرر دورك لأنك ستشهد في المحكمة وسيؤتى بك لتأكيد شيء في قضية ليست قضيتك. إذا كانت المشاجرة تتعلق بك أطفئ نارها قبل أن تتفاقم، لأن المشاجرة حفرة مغطاة، إنها جدار ثقيل ينهار ويقبر، البيت الذي تحكمه أمه لابد منهار. إذا وضعك الأمير تحت تصرفه وعلقت بعنقك ختمه، إفتح غرفة كنوزه وإدخل إليها، ولكن لا تنظر إليها بغية الإختلاس، لا تختلس لا تنم وتلفظ بالكلام الطيب )) ((ديوان الأساطي ك 3 ص 350 وما بعدها). وصلاة المسيح ذاتها أراها مقتبسة من قول أحيقار البابلي وهو: أيها الإله يا ذا العدالة والطيبة كما في السماء كذلك على الأرض (ديوان ك3 391)
وعليه أضع الإستنتاجات التالية:
أولا:
لقد تواجد يحيى بن زكريّا وعيسى بن ماريا، في ميسان ومصرها خلال صباهم وكرزوا وإنتهت حياتهم هناك. وقبر ماريا ليس في شرقي المتوسط بل في جنوب شنعار.
ثانيا:
لم يكن المسيح يهوديا بل مندائيا صابئيا دينا وولادة. وأبقى الكثير من دينه المندائي، بما فيه تعاليم يحيى التي أوردها على هيئة أمثال وقصص وعبر، وكذلك التعميد وتحريم الختان، والوصايا. وما أضاف إلى تعاليمه المندائية سوى التثليث وحسب.
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية
Leave a comment
مقارنة بسيطة بين الإسلام والمسيحية
الشر ينتشر هذه الأيام بين الناس ومن السهل جدا أن يكون الإنسان منتقما من غيره ومن الصعب أن يحب غيره من الناس
وخصوصا المسيئين له..وليس من السهل على أي شخص أن يكون مسيحيا , المسيحية ضد كل الشرور التي تسكن أرواح بعض الناس إن لم نقل أغلبهم, فأن تكون مسيحيا فهذا صعب عليك إذا لم يكن لديك قلب رقيق ومشاعر تفيض بالمحبة وبيد مفتوحة تعطي كل الناس بالمجان كما أخذت من الرب بالمجان, ليس من السهل حتى على المسيحي العادي أن يقتنع بهذه النظرية, وليس من السهل على أن إنسان أن يتسامح مع غيره من الناس وخصوصا أصدقائه, فبعض الأصدقاء في أغلب الأحيان يسيئون إلى أصدقائهم وبعض الأخوة والأشقاء يسيئون إلى إخوانهم وأشقائهم, لذلك حتى تكون مسيحيا طيبا تتسامح معهم فهذا صعب جدا ونادر, والأصعب من ذلك أن تحسن إلى أعدائك, فإذا كان التسامح مع الإخوة والأشقاء والأصدقاء صعب جدا فكيف بهذا التسامح أن يكون مع الأعداء, فمع الأعداء صعب جدا جدا جدا, وحتى تتسامح مع الأعداء يجب عليك أن تكون مسيحيا حقيقيا وليس مزيفا.
وهنالك نقطة أخرى وهي إذا قارنا الديانة المسيحية مع الديانة الإسلامية نجد ونكتشف أن اعتناق الإسلام أو الديانة الإسلامية أسهل بكثير من اعتناق الديانة المسيحية والسبب واضح وبجلاء جدا وهو أن معظم الذين يدخلون في الديانة الإسلامي أو معظم الذين يعبرون من الديانة المسيحية إلى الديانة الإسلامية نكتشف بعد دراسة أوضاعهم النفسية ومشاكلهم العائلية أنهم يريدون أن ينتقموا من زوجاتهم, وفي الديانة المسيحية من الصعب جدا التفريق بين رأسين على مخدة ووسادة واحدة جمعهما الرب, ولكن في الديانة الإسلامية من السهل جدا تفريقهم ومعظم الذين يدخلون في الديانة الإسلامية من أصول مسيحية تكون لديهم الرغبة بالانتقام من زوجاتهم وهذا ما حصل وما يحصل ويتكرر كل يوم.
الديانة المسيحية ديانة عظيمة وصعبة جدا على أصحاب النفوس المريضة, فلا أحد يقبل بأن يتسامح مع أعدائه أو أصدقائه إلا إذا كان مسيحيا مخلصا لديانة الرب, وعلى مستوى الفروض والطاعات من الصعب جدا أن يتقبل أي إنسان الصوم عن أكل اللحوم و(الزفر) لمدة أربعين يوما كل سنة, فهذه صعبة جدا جدا,ومن المستحيل أن نجد إنسانا يتقبل هذه العقيدة أو هذه الشعيرة الدينية, وأيضا في الديانة الإسلامية مسموح جدا الطلاق لأي سببٍ كان, ولكنه غير مسموح في الديانة المسيحية لذلك الديانة المسيحية تحفظ كرامة المرأة وفي الديانة الإسلامية لا يوجد حفظ لكرامة المرأة, نجد ذلك في الزواج الثاني والثالث والرابع وزواج المتعة وزواج المسفار والمسيار والقائمة تطول ولا حصر لها هنا.
وأعتقد بأن الذي يريد أن يدخل في الدين الإسلامي لا يمكن أن يمنعه أحد وخصوصا نزواته وحبه وشراهته للطعام وللشراب,وللانتقام خصوصا من أعدائه أو من إخوانه, فالإسلام لا يتقبل التسامح مع الناس ولا مع الأعداء وكتب السيرة النبوية شاهدٌ على انتقام محمد(ص) من أعدائه,وصعب جدا جدا أن يتسامح أي إنسان مع أعدائه إلا إذا كان المسامح يتمتع بقلب مسيحي كبير ويفيض بالخير وبالمحبة,ففي الديانة الإسلامية من السهل جدا على الزوج أن ينتهك كرامة زوجه(زوجته) من دون أن تسيء له هي بأي شيء, فمثلا يتزوج المسلم على زوجته بناء على نزواته الجنسية ورغباته الجنسية بزوجة ثانية وثالثة ورابعة وفي هذا امتهان لكرامة المرأة التي تصر الديانة المسيحية بأن تبقى محافظة عليها فلا تسمح للمسيحي بأن ينام كل يوم مع زوجة أخرى.. وفي الديانة المسيحية الموضوع غير مسموح فيه مطلقا, وكذلك عقيدة الشر الموجودة في داخل الناس.
إن عقيدة الشر تسكن معظم قلوب الناس,وحب الانتقام والغدر والبطش والقتل وارتكاب الجريمة وكل هذا ممنوع جدا في الديانة المسيحية وحتى يتغلب الإنسان على الشر والحقد الذي بداخله يكون محتاجا يوميا لأن يكون مسيحيا مخلصا, فالمحبة ليست سهلة وأن تحب كل الناس ليس سهلا ولكن من السهل جدا أن تكره الناس وبأن تساعد على انتشار الكره, وخيانة الزوج لزوجه سهل جدا جدا والإخلاص أمام المغريات سهل جدا, المحبة عظيمة وكبيرة ولكنها صعبة جدا ومن المستحيل أن نجد في هذا الزمن الصعب أناسا طيبون ويتمتعون بقلوب مخلصة جدا, ومن الصعب أن نجد من يغفر عن زلات أصدقائه وإخوانه إلا من كان مسيحيا مخلصا.
صدقوني المحبة صعبة جدا وليس من السهل علينا أن نتقنها أو أن نطبقها في حياتنا, والشر اليوم قد استولى على كل الناس, لذلك من الصعب جدا أن تكون مسيحيا مخلصا ومن السهل جدا أن تكون مسلما منتقما من الناس وبنفس الوقت من الصعب جدا أيضا أن نجد من يخلص لزوجه طوال العمر ومن السهل جدا أن نجد من يخون شرعيا وبرخصة من الإله, وفي النهاية في هذا الزمن من السهل أن تدخل الناس في الدين الإسلامي ومن الصعب أن يدخلوا في الدين المسيحي.
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا
1 Comment
“سعوديات” يحرسن “الجاهلية”!
حليمة مظفر
معروف أني ضد عبارة “عدوة المرأة امرأة مثلها” حين تختزل العدوانية في مجرد “الغيرة”، فهذه الرؤية نابعة من ثقافة ذكورية، ومع الأسف تُصدقها وترددها النساء دون وعي، فـ”الغيرة” عاطفة مشتركة في الرجل والمرأة، وتصدق على الرجل أيضا وتجد عدو الرجل رجل مثله، وقد تصل غيرة الرجل إلى مرحلة التدمير والقهر، والبيئة العملية الرجالية خير دليل على ذلك.
لكن ليس هذا موضوعي إنما تبرير مواقف عدائية لنساء ضد قضايا تخصهن وتمنحهن حقوقا مستلبة بهذه العبارة “المرأة عدوة المرأة” أمر غير مستساغ فالمسألة أكبر من ذلك، إذ ليست ثقافة الحرام التي تزيد من سعة المحرمات على المرأة أكثر من الرجل، أو اتساع باب ثقافة العيب في مجتمعنا الذكوري، أو ثقافة وصاية “المحرم” المفروضة على المرأة السعودية لتكون به نصف مواطنة، هي أكبر المشكلات التي تواجه تقدم المرأة السعودية لحصولها على حقوقها المدنية التي شرّعها لها الدين ورفعها بها، وحرمتها إياها العادات والتقاليد الذكورية المتوارثة، إنما أكبر مشكلة من كل ما سبق هو جهل المرأة نفسها بحقوقها ومواطن إنسانيتها، ومن هذا الباب ترى النساء ضد أنفسهن ويعملن “حارسات” لما ورثنه من عادات جاهلية وأكثر المسوقات لها، ويعملن بكل جد واجتهاد على تعزيزها باسم “الحلال والحرام” ثم الوصاية على الأخريات، والمأساة أنهن يُرضعن هذا “الجهل المركب” كما أسميه مع حليب صدورهن لبناتهن قبل أبنائهن الذكور، لإنتاج حارسات أخريات نتيجة كسلهن في القراءة والبحث والاطلاع، وتأجير عقولهن مرتعا لثقافة ذكورية كونهن يعتمدن ثقافة التلقي والسماع. هكذا تجد “حريم” سعوديات يصرخن رافضات صدور قانون ضد التحرش، وضد إضافة حصص اللياقة البدنية والصحية في المدارس، وضد قيادة المرأة للسيارة وضد ابتعاثها من دون محرم، بل ضد أن تكون مواطنة كاملة الأهلية ويطالبن بضرورة وجود المحرم، والمحزن أن هكذا فئة تزيد في مساحة التضييق فتصل إلى الطفولة، فلا نستغرب أن عضو شورى ذات مستوى عال في التعليم تقدم توصية ضد الأسر الصديقة التي تكفل مشاعر إنسانية للأيتام المحتاجين لتعاون المجتمع.
بصدق، فمن المألوف إيجاد عذر لنساء يحرسن الجهل حين يكنّ منتصفات التعليم أو أميّات، فهن لا يمتلكن أدوات البحث والمعرفة، لكن المخجل أن ممارسة نقل الضحالة تجده ممارسا من فئات تظن من الوهلة الأولى أن التعليم أدى إلى رفع مستوى الوعي لديهن، ولكن مع الأسف هناك متعلمات تعليما جامعيا وبعضهن حاصلات على درجات عليا وأكاديميات لكنهن أكثر ضحالة وذكورية من أمهاتنا الأميّات، فقط لأنهن يعتمدن ثقافة “الحلال والحرام”، التي تمّ تضييقها في رؤوسهن! فيسعين بها للتضييق على بنات جنسهن، ويرددن ما يُصب في آذانهن ضد المرأة في بيئتهن المغلقة على آباء أو أزواج أو إخوان متشددين، ونتيجة كسل قدراتهن العقلية المتواضعة تعززت عواطفهن بالتشدد، ثم تراهن ممارسات للإقصاء بشدة، ولعلي أتذكر إحدى المتشددات جلست بجواري في “الحوار الوطني” ورفضت حتى إلقاء السلام عليّ رغم مبادرتي به عليها، وهؤلاء حين يفشلن في مواجهة الحجة بالحجة لا يجدن سوى الشخصنة سبا وشتما فيمن يعارضهن، غير مدركات أن ما يقمن به هو مدعى للسخرية ودليل على نقص عقولهن المتواضعة الكسولة.
سوريا: النظام أضعف مما يتصورون
في مقابلته الصحافية الاخيرة توصل الامين العام لـ”حزب الله” الى خلاصات عن الوضع في سوريا وترتكز على مجموعة “الحقائق ” كما يراها السيد حسن نصرالله. فقد اعتبر ان مرحلة اسقاط النظام والدولة في سوريا انتهت، وان سوريا لن تقسم وان مشكلة حزبه لا تكمن في التدخل في سوريا، بل في انه تأخر ليتدخل، وان المعطيات الدولية والاقليمية تغيرت وتراجع الضغط عن النظام”.
صحيح ان النظام لا يزال يقاتل وصحيح انه يتقدم في بعض المناطق، ولكن الصحيح ايضا ان النظام لا يقاتل، وحده، بل انه مدعوم باعداد كبيرة من مسلحي “حزب الله” وميليشيات عراقية عاملة تحت امرة ايران، فضلا عن حجم امداد هائل بالسلاح والذخائر مصدره ايران وروسيا على حد سواء. لكن الاصح في ذلك كله ان النظام وحلفاءه في سوريا، وان حققوا شيئا من التقدم في بعض المناطق، فانهم لم يحققوا تقدما حاسما يمكن التعويل عليه في الحرب ككل. فمعظم الاراضي السورية لا تزال خارج سيطرة النظام الذي يظهر يوما بعد يوم عجزا حقيقيا في توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الارض. ومع ان مناطق محاذية للحدود مع لبنان (القصير ويبرود) سبق ان سقطت بيد القوات الداعمة للنظام، فان عدم استرجاعها من الثوار يعود الى وجود مقاتلي الميليشيات اللبنانية والعراقية، لا الى كفاية جيش النظام المعتمد عمليا على السلاح الجوي وكثافة النار. اكثر من ذلك، فإن معظم مناطق الجنوب في حوران والقنيطرة سقطت بيد الثوار. كما ان ريفي حمص وحماة خارجان عن سيطرة النظام. ومعظم مناطق الشمال السوري شهدت اخراج قوات النظام منها. ولا ننسى معركة الساحل السوري التي قلل السيد حسن نصرالله من اهميتها، وتأثيرها النفسي على “خزان” النظام الشعبي.
والحقيقة ان بقاء النظام حتى الان تعود اسبابه الرئيسية الى حجب الغرب الدعم الحقيقي عن قوات المعارضة، مما اطال عمر الازمة وسمح للايرانيين والنظام في سوريا برمي ورقة التنظيمات المرتبطة بـ”القاعدة” التي اصطدمت بقوى الحراك الثوري في كل مكان، وبفصائل “الجيش السوري الحر”. ومن يراجع شريط معارك تنظيم كـ”داعش” يدرك سريعا انه لم يقاتل مرة واحدة النظام، بل انه شن حربا شاملة على “الجيش السوري الحر” وجميع فصائل الثورة، مما شتّت قوة “الجيش الحر”.
لم يجتز نظام بشار الاسد مرحلة السقوط، بل تأخر فقط، ولا انتصارات حاسمة حتى الان. وقد بلغ “حزب الله”، على الرغم من قدراته الكبيرة، سقف امكانياته لدعم النظام، ولا سيما ان ارقاما من مصادر قريبة تتحدث عن سقوط ما يزيد على ٩٠٠ مقاتل من صفوفه في القتال في سوريا، مما يجعل ضريبة الوظيفة الاقليمية باهظة الثمن، والاعداد في ازدياد دائم ومعها الجنازات.
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
هل آن أوان رئيس صنع في لبنان؟
يعتبر إعلان الدكتور سمير جعجع ترشّحه الرسمي لموقع رئيس الجمهورية اللبنانية ظاهرة صحّية. هو زعيم لبناني له وجوده على الأرض، علما أنّه شخصية سياسية موضع جدل حاد. تعود حدّة هذا الجدل إلى أنّ جعجع، الذي تعرّض قبل سنتين لمحاولة إغتيال، ذو تاريخ سياسي مختلف في شأنه إلى درجة كبيرة. لكنّ الرجل لم يبدّل يوما مواقفه السياسية على الرغم من أنّه أمضى في السجن أحد عشر عاما. هذا ليس سهلا على انسان عادي، فكيف على سياسي لبناني في بلد تختلط فيه السياسة، في معظم الأحيان، بالإنتهازية.
تكمن أهمّية سمير جعجع في أنّه يسعى إلى أن يكون أكثر من زعيم لحزب مسيحي في لبنان. إنّه من السياسيين القلائل الذين سعوا إلى إختراق الطوائف. “القوّات اللبنانية” استطاعت الإنتقال من مجردّ ميليشيا، يرفضها قسم لا بأس به من الشارع المسيحي، الى حزب سياسي لديه مواقع بين المسيحيين اللبنانيين ولدى السنّة ووبعض الشيعة وبعض الدروز الذين يعجبهم في سمير جعجع تمسّكه بمواقفه في أصعب الظروف.
ما يجعل سمير جعجع مشروع رئيس جمهورية امتلاكه القدرة على التطوّر من دون التخلي عن الثوابت. في النهاية، إنه الزعيم السياسي الوحيد الذي اعتذر من مواطنيه الآخرين على ما يمكن أن يكون إرتكبه خلال الحرب اللبنانية. هذا أمر في غاية الأهمّية يكشف أن الرجل يعي أن فترة الحرب كانت مليئة بالأخطاء وأن لا أحد، بمن فيهم سمير جعجع، يمكن أن يعتبر نفسه معصوما.
لعلّ ما يثير الإهتمام بسمير جعجع ذلك الوضوح الذي جعله في فترة ما بعد خروجه من السجن صاحب خطاب سياسي يكاد أن يكون خاليا من الأخطاء. الدليل على ذلك أنّه لم يتخلّ يوما عن موقفه من سلاح “حزب الله” ومن النظام السوري. رفض، على نقيض النائب المسيحي ميشال عون، هذا السلاح غير الشرعي. هنا يكمن الفارق الكبير بين قائد سابق لإحدى الميليشيات من جهة وقائد سابق للجيش مستعدّ، من جهة أخرى، لأن يكون أداة لدى الأدوات من أجل الجلوس على رأس كتلة نيابية كبيرة ليس فيها نائب واحد يستطيع الوصول الى البرلمان من دون دعم “حزب الله”.
هذا هو أيضا الفارق بين سمير جعجع وقائد سابق للجيش اللبناني قاتل الجيش السوري من أجل الوصول الى رئاسة الجمهورية، وليس لأيّ سبب آخر، وما لبث أن تخلّى عن جنوده وضبّاطه في اللحظة الحرجة. أكثر من ذلك، لم يسأل عون عن مصير الجنود والضباط عندما ذهب الى دمشق للوقوف على خاطر بشّار الأسد بعدما أعتقد أن النظام في دمشق سيفتح أمامه أبواب قصر بعبدا.
لا يزال سمير جعجع، إلى الساعة، يطالب بإطلاق المواطنين اللبنانيين الموجودين في سجون النظام السوري. في المقابل ليس لدى ميشال عون ما يهزّ ضميره ويذكّره بأن لهؤلاء الجنود المنسيين أمّهات وآباء وإخوة يعرفون تماما الظروف التي رافقت إختفاء ابنائهم.
يمتلك سمير جعجع بعض الحياء. قليلة الأخطاء التي ارتكبها منذ خروجه من السجن في العام ٢٠٠٥ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وبعد اضطرار القوّات السورية الى الإنسحاب من الأراضي اللبنانية.
كان تأييد مشروع قانون الإنتخابات الذي سمّي زورا وبهتانا بـ”الأرثوذكسي” من بين هذه الأخطاء التي ما لبث أن عالجها بعدما أدرك أن هذا الطرح الطائفي ليس سوى صنيعة “حزب الله” الذي إستخدم، كعادته، ميشال عون من أجل إيجاد المزايدة شرخ بين المسيحيين والسنّة في لبنان كخطوة على طريق انجاز المشروع الذي يحلم به الحزب ومن خلفه ايران. يتمثّل هذا المشروع بالمثالثة بين المسيحيين والسنّة والشيعة بدل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين بغض النظر عن التعداد السكّاني وعدد أبناء كلّ طائفة من الطوائف.
سمير جعجع الذي بات من صلب مكوّنات الرابع عشر من آذار، ليس طائفيا. إنه مقبول، نسبيا، من كلّ الطوائف، لكنّه لا يزال مرفوضا من أولئك الذين يسعون الى تغيير طبيعة المجتمع اللبناني على غرار تغيير طبيعة قسم لا بأس من المجتمع الشيعي. وهذا ما نجح به “حزب الله” الى حدّ كبير.
مجرّد وقوف سمير جعجع في وجه هذا المشروع الخطير الذي يستهدف تمكين ايران من امتلاك جزء من القرار السياسي اللبناني عن طريق “الثلث المعطّل”، أي عن طريق “حزب الله”، يعتبر نقطة لمصلحته. هذا ما يفسّر موقف الحزب المذهبي المسلّح الذي يصرّ يوميا على أن يكون في مركز القرار لتعطيل أي مشروع يمكن أن يحسّن الوضع المعيشي للمواطن اللبناني بدل دفعه الى الهجرة.
حاول سمير جعجع إستكشاف كيف يكون تجاوز الماضي. سعى إلى تطوير نفسه. قد يكون نجح في ذلك. الثابت أنّه عرف كيف يطوّر حواسّه وأن يبني منزلا على علاقة بالذوق من خارج ومن داخل. إنّه انسان لبناني حاول إعادة النظر في تجارب الماضي والإستفادة منها، على العكس من ميشال عون وهذا النوع من أشباه الأمّيين الذين يرفضون الإعتراف حتّى يومنا هذا بأنّ الرهان على صدّام حسين في ١٩٨٨ و١٩٨٩ و١٩٩٠ كان خطأ في مستوى خطأ الرهان على بشّار الأسد ووجود مستقبل له في السنة ٢٠١٤.
هل آن أوان أن يكون للبنان رئيس صنع في لبنان؟ يفترض في سمير جعجع أن يحسن الإنتظار في حال لم تسمح له الظروف بالوصول الى الرئاسة قريبا لأسباب غير لبنانية. يكفيه أنّه طرح إسمه للرئاسة وقبل التحدّي وقال للبنانيين أنّهم يستحقون رئيسا صنعته أصواتهم يستجيب لرغباتهم وطموحاتهم.
الأسابيع المقبلة كفيلة بتوفير ردّ على السؤال المرتبط بما إذا كانت الظروف الموضوعية الداخلية والإقليمية تسمح برئيس من نوع سمير جعجع وفي حجم طموحاته. الأمر الوحيد الثابت إلى الآن، اضافة إلى أنّ ميشال عون مرفوض من قسم كبير من اللبنانيين، لا سيّما في الوسط المسيحي، كما أنّ جهات عربية لا تحبّذ وصوله إلى الرئاسة إن لم ترفضه، إنّ الظروف تتغيّر نحو الأفضل في لبنان على الرغم من أن “حزب الله”، ومن خلفه إيران يريد الفراغ…
إلى أي حدّ يمكن أن تتغيّر الظروف في المستقبل القريب؟ هل تتغيّر إلى الحدّ الذي يسمح بأن يكون في لبنان رئيس صُنع في لبنان؟
المصدر ايلاف
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment