هل ابتدأ ربيع الكاري

نارنيدا مودي واغتراب غاندي .eur

في أوربا أحزاب الوسط واليمين وصلت للبركان 33% …!.

وفي الدورة الجديدة ستشكل الأغلبية ، وبعدها تسيطر على كل مقاليد أوربا وهذا يعني الكثير :

أولا … اختفاء اليورو وانتعاش الدولار ، او انتكاسه …؟.

فسوف تعود العملات القديمة للوجود مما يفكك الوحدة النقدية الأوربية …!. وبالتالي الوحدة السياسية …!!. وعودة الأحزاب المتطرفة اليمينية والقومية …!!!.

وهذا يعني باي باي (( للمهاجرين العرب أولا )) ، و (( الأفارقة ثانيا )) ، وبروز العداء الإثني الديني والمذهبي والعرقي …؟.

انها أحداث القرن الماضي تعود ، وعودة شبح العسكر القوميين ودولة (( المدى الحيوي )) ، والتوسع المرض ، تنتقل الى أوربا وسوف تظهر منظمات مثل أوربا عش ، وأوربا قاع ، ودولة أوربا السلفية (( الله يستر يعني وين نروح ، رحلنا عن بلداننا بسببهم لكينا هم قدامنا )) …

وهكذا العدوى انتقلت الى ارض العراقة والحضارة (( السند والهند )) …!.

لقد قدم غاندي ، ونهروا ، وانديرا غاندي ، وراجيف غاندي ، وآخرون لتبقى الهند كريشنا هائلا يميل الى الوداع والسلام .

وبعد ظهور التيار القومي الهندوسي (( السلفية الدينية )) … البرنجسكي …؟.

وهذا الرئيس الجديد دشن ولايته بصدى وتفاعلية سمعة عدم تدخله لضبط الاضطرابات التي قتل فيها الف هندي وغالبيتهم من المسلمين عام 2002 …!.

وهو من حزب (( بهارتيا جاناتا )) ، وانضم الى منظمة (( راشتريا سوايا سيناك سانغ )) التي تعتمد على أساليب شبه عسكرية مع نهجا هندوسيا متطرفا …؟.

لقد قتل هندوسي غاندي رمزا للسلام ورفض العنف بعد حربه ضد الاستعمار البريطاني …!.

واستطاع محمد علي جناح فصل الهند ، وإقامة دولة باكستان ، وبعدها حدثت اضطرابات دينية عمت البلاد .

ووعى غاندي لاحترام حقوق الأقلية المسلمة مما اعتبر خيانة .!.

وفي عام 1948 أطلق ناتورم جوستي وهو هندوسي متعصب ثلاث رصاصات قاتلة عن عمر 18عاما …

حدثت الاضطرابات في عام 2002 في ولاية غوجارات التي كان مودي رئيساً لحكومتها …؟.

وبعد هزيمة حزب المؤتمر العريق كانت نقطة تحول في تاريخ الهند ، فهذا الحزب حافظ على وحدة الهند ، ووحدة . هندوسومسلميها …؟.

يؤمن مودي بالتنمية والاقتصادية ، والتصعيد القومي ، وبالقوة الصناعية والنووية …

لقد رحبت الولايات المتحدة بمودي …؟.

وسابقا رفضت الولايات حتى منح مودي فيزا (( تأشيرة دخول )) …!.

وهنا جاء دور إسرائيل مرحبتاً به في أمل تغيير السياسات الهندية الداعمة للقضايا العربية …؟.

وهذا الخط الثابت الذي رسخه جواهر لآل نهرو في علاقتهم مع الرئيس جمال عبد الناصر ، والذي سيؤدي انتصار مودي الى :

_ انتعاش اقتصادي مدعوم لمنافسة الصين …؟.

_ انتعاش العرقية الدينية واليمين القومي والصدام الداخلي …؟.

_ ظهور دولتي السند والهند في المستقبل ، وكشمير ، وإسلام ستان، والله يعلم ..!

خلال هذ المرحلة سوف يظهر الطموح الإمبريالي للهند (( المجال المائي الحيوي )) وهذا ما سوف يقلب الموازين في الخليج العربي ، والمطالبة بوضع خاص للهنود المضطهدين في الخليج العربي (( العمالة الرخيصة )) …!.

والمطالبة بتجنيس الهنود …؟.

وهذا يؤدي لهيمنتهم على مقاليد الحكم (( كومار رئيس الوزراء القادم )) كما حذر منها الخلفان ، هل فهمتم لماذا يوجد جيش آسيوي هندي يسمى (( العمالة الرخيصة )) …!!!.

أكلوها (( جاءك الموت يابو عقال )) …؟.

بعد ماكو لندن …؟. بالصيف … بومباي فقط …!.

اما علاقات الهند بإيران ستكون إيجابية في البداية حتى شفط النفط …!.

وبعدها يبتدأ ربيع الزعفران للحصول على النفط الأحوازي مجانا …!. والدفع بالروبية …!!.

وقوة هذه العملة ستؤدي الى هجوم الدولار …؟.

وبداية حركة الربيع المبهر بالكاري ، خلال العقدين القادمين …!.

غاندي وحد ، ومودي فكك ، مودي واسمه عليه …؟.

كل هذه الاضطرابات هي إشارة إيجابية للعرب …!. انا لا امزح …

بسم الله الرحمن الرحيم (( وإذا يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))

الدنيا كلش حلوة …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

مريم السودانية….شهيدة …الاختيار…؟؟؟!!!

قبل كل شيء لابد من الإشارة الى ان هناك لغطا شديدا حول هذه السيدة السودانية … او ربما السعودية … و تحولها الى maryamyahyaالديانة المسيحية و تركها الاسلام … او عودتها الى المسيحية بعد تحولها في فترة سابقة الى الاسلام … او شيء من هذا و شيء من ذاك … او ربما شيء اخر مختلف… المهم اننا في المقالة لا نبحث في أصل هذه الأخبار و الادعاءات و الادعاءات المقابلة …. و إنما نركز على قضية مبدئية و هي قضية حرية الاختيار و الإيمان…

استعير مقاربة “شهيدة الاختيار” من احدى مقالات مصطفى لطفي المنفلوطي في كتابه المشهور ” العبرات” الذي كنت قرأته قبل عقود و لكنه ما يزال يحضر في ذاكرتي.. المقالة كانت بعنوان “قتيلة الجوع”… و المقاربة تستند الى فكرة ان القتيل او المقتول بلا ذنب يعتبر شهيدا في كل الأديان و الثقافية بغض النظر عن التسمية….و مع احترامي لخصوصية مفهوم الشهيد في الاسلام فان ما يهمني هنا ليس توزيع وثائق “شهادة” او ” شهيد / شهيدة” فأنا لست في معرض الدخول في عرض مفاهيم تحتاج الى مناقشات طويلة و تدخل فيها عناصر كثيرة لا يمكن استحضارها في مقالة…

ما اريد ان أطرحه هو اشكالية حقيقة تتعلق بكل ما يمت الى المجتمع من صلة… كل ما يمكن ان نستحضره في هذه اللحظة التاريخية حيث الانتخابات تجري هنا و هناك و الجميع مدعوون للاختيار و التغيير.. و هناك ثورات.. و حرية الاختيار و التغيير تشكل احد أهم مرتكزاتها السياسية و الاخلاقية… و هناك مئات بل الألف من منظمات المجتمع و المدافعة عن الحقوق و حقوق الانسان التي يشكل فيها حق الاختيار أيضاً مبدأ أساسيا … او… المبدأ الأساسي …

و السودان ليس بعيدا هذا الصخب الهائل لأصوات المنادين بحقوق الانسان و حق المراة… و رغم ذلك يصدر حكم بإعدام امرأة … ليس لأي شيء اخر… سوى انها ” تجرأت” على الاختيار.. نعم اختيار شيء لا يمكن لأي كائن على الارض ان يختار عنها ذلك… انه اختيار يتعلق بالإيمان … لان الإيمان ليس شيئا قياسيا و ليس شيئا ماديا… و لا شيئا يمكن تنظيمه بقانون و لا شيئا يباع او يشترى…

الإيمان هو القياس الاول لحرية الاختيار و كل مظاهر الاختيار الاخرى يترتب على هذا النوع من الاختيار سواء يتعلق بأمور بسيطة مثل المأكل و المشرب… او اللباس و السفر.. او الامور الكثر تعقيدا مثل الاختيار السياسي لحزب او جماعة … او حب شخص او وطن… او… الخ… كل هذا يبدأ بالإيمان … و هذا الإيمان عندما يحصل فلا يعرف به احد غير الشخص نفسه و الله..

هذا الاختيار الابتدائي الأولي مارسته هذه المراة في السودان.. و حكمت بالإعدام لانها مارست حقها في اختيار طريق الوصول الى الله.. و الغريب انها اختارت طريق نبي من اقرب الأنبياء الى نبي الاسلام تاريخا و منهجا… بل الأغرب ان القرآن ينص على المسلم لابد يؤمن بكل الأنبياء و الرسل و رسالاتهم السماوية بدون تفريق…

لا أشك بان المسؤولين في السودان مطلعون بشكل كبير على آيات القرآن لكن من حقنا ان نتساءل هنا… هل يضمن الرئيس عمر البشير و كل الرجال المحترمون حوله… ان ما يدور في قلب كل سوداني مسلم هو بالضبط ما تعتقده سلطات الدولة ام يمكن ان يفكر هذا الشخص او ذاك بشكل مختلف و بتفسير مختلف …؟؟؟… اذا كان الامر كذلك فلماذا لم يقل الدين عن ان شيوخ العشائر او الملوك او الرؤساء و غيرهم من السلطات يمكن ان ينوبو عن شعوبهم يوم القيامة… ؟؟… لماذا يظل امر الحساب و الكتاب متعلقاً بكل شخص دون أهله و اخوانه و والديه… الخ.. كما يؤكد القرآن…؟؟..

الامر الاخر… الذي يشكل أهمية كبرى في نشر الاسلام الذي يشكر الكثيرون رب العالمين عليه.. و هو… ماذا لو قررت سلطات الدول الاخرى الحكم بإعدام كل من يدخل الاسلام…؟؟.. نعم مبدئيا يمكن ذلك… فقضية الردة التي يستخدمها البعض حجة أخلاقية و دينية لمنع المسلمين من اختيار دين اخر…. هو نظام اجتماعي قديم جداً و مارسته الكثير من المجتمعات تحت تسميات و أعذار مختلفة لكن الهدف الأساسي ظل الحفاظ على وحدة المجتمع و هذه فكرة قبلية انعزالية قديمة قدم التكوينات الاجتماعية البدائية لكنها ظلت أساسا للبناء الاجتماعي و المجتمعي حتى في ظل الديانات السماوية نتيجة تسلط القوى التقليدية التي كانت تحارب التغيير … و التاريخ يعلمنا كيف ان العديد من الأنبياء و آخرهم السيد المسيح قتلوا لأنهم كانوا يدعون الى التحرر من الانعزالية و التقوقع … و تاريخ الاسلام هو أيضاً خير دليل على ذلك حيث جرت محاولات حثيثة و دائمة لقتل النبي محمد و قتل كل من انتمى الى الاسلام…

في هذا الصدد أيضاً هناك قضية يتغاضى عنها… و هي ان موجات المنتمين الى الاسلام والتي بدأت منذ ظهور الاول للإسلام و حتى اليوم … و نحن نتحدث هنا عن مئات الآلاف من الناس تطورت أعدادهم شيئا فشيئا الى ملايين… كل هؤلاء يعتبرون خارجيين عن دياناتهم السابقة و عن ثقافاتهم التاريخية … فهل سيتقبل رجال الدين الاسلامي ان يحكم على هؤلاء بالإعدام لأنهم يعتبرون فعلا مرتدين و خارجين عن الدين و خونة وفق قوانين تلك المجتمعات ..؟؟…

الان… السؤال المهم هو… هل يجب احترام قواعد اللعبة…حرية الاختيار العقيدي او الديني التي أفادت المسلمين اكثر بكثر مما أفاد اتباع الديانات الاخرى… ام يجب دفع المجتمعات الاخرى الى فرض قوانين صارمة ضد اي تغيير للدين و خاصة منع دخول الاسلام …؟؟؟…

لا ادري ان كان الرئيس عمر البشير او احد مساعديه يقرأ هذه المقالة لكن أتمنى في الأحوال التفكير بشكل أوسع حول تأثير هذه الممارسات … إعدام امرأة ….التي تبدو صغيرة لكنها رسائل خطيرة جداً يمكن ان تستثمرها قوى يمينية متطرفة تحقق انتصارات سياسية كبيرة هذه الأيام في الغرب… و كذلك يمكن ان تستثمرها المجموعات الغاضبة هنا و هناك في السودان و العالم الاسلامي و النتيجة هي تفكيك المجتمعات التي تعاني أساسا من هشاشة التركيب و التنظيم…

اذا كان الرئيس البشير و رجاله المحترمون يخشون مما سيحصل يوم القيامة فلا بئس ان يطمئنوا ان الحاكم لا يحاسب على ما في قلوب الناس … بل يحاسب على بطونهم الخاوية اي الفقر و الجوع و كذلك على معاناتهم في السجون و مع المرض… هكذا قال الأولون…

اخيرا…أرجو ان ينتبه الجميع… فالمرأة اسمها مريم… و هذا اسم واحدة من أطول السور في القرآن و أكثرها دعوة الى الرحمة و قبول الاخر… فهل يمكن ان يستخدم جزء من القرآن لإدانة الجزء الاخر…؟؟؟..

أكرم هواس (مفكر حر)؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الجزء الثاني من تلخيص كتاب اليهودي اللايهودي / إسحق دويتشر

isacdoitcher

مقدمة :

فيما يلي بعض المقاطع المُعبّرة عن سلوك ستالين مع اليهود وإسرائيل .
ووصف لبعض مشاعر اليهود ,وحتى الصهاينة في إسرائيل !
***
يقول إسحق دويتشر ما يلي :
ص 51
عادةً نحنُ نتشدّد مع مَنْ نختلف معهم في بيئتنا ,أكثر من خصومنا البعيدين عنّا !
***
لقد واكبَ نظام الحزب الواحد في روسيا تطوّر وتبلوّر الستالينيّة !
إنّ سنوات العُزلة و خيبةِ الأمل من تلّقي العون من الخارج وإنهزام الشيوعية في أوربا . كلّ هذه مهدّت لمذهب ستالين في بناء الإشتراكية في بلد واحد .
كان ردّ فعل البلاشفة على عُزلة روسيا أن سلكوا آيدلوجية العزلة .
لقد صنعوا من الحاجة فضيلة !
ولأنّهم قُطِعوا عن العالم .. قاموا بمقاطعة العالم !
ونحنُ نعرف الآن الى أيّ مدى قد تخلّى البلاشفة عن تقاليدهم الاُمميّة
عندما ساروا في بناء الإشتراكية في البلدِ الواحد الذي أقامهُ ستالين .
وعلى نحوٍ ثابت تسلّلت نزعة اللاسامية في روسيا كما في الغرب !
***
ص 54
لقد كان ستالين (وهو بطبعهِ لا يثق بشعبهِ بل يزدريه) ,أقلّ إندفاعاً منهُ في أيّ وقتٍ مضى نحو العمل على رفع روحهم المعنوية .
وكانت دعايتهِ في شهور الهزيمة تُدار بطريقة غير متقنة ,وبدت
عديمة الجدوى !
***
ص 55
علينا أن نتذكر ,أنّه رغم كلّ الجرائم التي إقترفها ستالين ,فإنّهُ هو نفسهُ الذي أمرَ بتقديم المساعدة لمليونين ونصف المليون من اليهود ,في المناطق المُحتلة في روسيا . وذلك بنقلهم الى المناطق الداخلية من البلاد
الأمر الذي أنقذهم من معسكرات الإعتقال النازية ,ومن غُرَف الغاز !
وهذهِ حقيقة يميل القومي اليهودي والصحافة الصهيونية الى تناسيها .
***
ص 56
مهما يُقال عن الذي حصل لليهود الذين نقلوا الى الداخل الروسي .
ومهما واجهوا من كراهية وأضطهاد من السكان المحليين .
إلاّ أن الحقيقة الأخرى أنّ هؤلاء المليونين أو الثلاث من اليهود ,والذين يشكلّون الغالبية العظمى من الطوائف اليهودية في روسيا ,قد اُنقذوا من المذابح النازية !
***
كانت أعصاب الأمّة في روسيا أعقاب الحرب متوترة من جديد .
فإلى جانب الفوضى والإنهاك والضَجَرْ , اُضيفت عام 1946 مُصيبة اُخرى .فقد اُصيبَ موسم الحصاد بكارثة لم تشهد روسيا مثيلاً لها منذُ نصف قرن .
كان العجز منتشراً ودبّ اليأس في كلّ مكان ,عندما أصبح الناس يُحصون موتاهم .
لقد خسروا 20 مليون رجل في القتال !
كان إدراك هذه الخسارة الفادحة بطيئاً في البدء .بيد أنّهُ سرعان ما إهتزّت الأمة بقوّة لا تُحتمل !
لم يَعُد أحد يُبصِر رجلاً في المزارع أو الحقول الروسية .
فلم يكن يوجد سوى النساء والمُسنين والأطفالَ يفلحون الأرض ويُنتجون ثمّةَ محاصيل قليلة تكاد لاتكفي لسّد حاجة الأمة من الطعام .
و رُفِعَت جميع القيود عن تشغيل الأحداث ,وكانت الأوامر اليومية تنصبُ على العمل ومضاعفتهِ !
***
كانت العداوات القديمة والجديدة حادّة ومؤلمة .
وبدأ الصراع السرّي مرّة اُخرى بين تيارين عظيمين في طريقة التفكير وفي الآيدولوجية في المجتمع السوفياتي .
إنّهُ الصراع بين القوميّة والاُمميّة !
وإذا لم يفطن المرء دوماً الى حقيقة أنّ هذا الصراع يُشكّل الظاهرة الأساسية في المجتمع السوفيتي ,فسوف يفقد بذلك الشرط الأساس لفهم تأريخ مرحلة ستالين والأحداث التي تلتها والموقع الذي تشغله المشكلة اليهودية في الحياة السوفيتية !
فهناك القوميّون والمعادون للساميّة بين الفلاحين والعمّال والطبقة البيروقراطية والمثقفين .
كما يتواجد الأُمميّون (أضداد اللاساميين) في جميع تلك الشرائح أيضاً !
***
ص 57
علينا الآن أن ننقل إهتمامنا الى فصلٍ آخر من سياسة ستالين الخارجية , التي يبدو أنّها تتناقض لا مع موقفهِ الخاص من اليهود فحسب .
إنّما أيضاً مع النظرة التقليدية البلشفية للصهيونية !
فعندما كانت إسرائيل تُشكّل نفسها كدولة عام 1948 شاهدنا حالة مُثيرة ,
تلاقى فيها الروس والأميركيون في موقعهما وهما الخصمان اللدودان !
وقد عملا معاً على طرد الإنكليز من الشرق الأوسط .
وقاما معاً بدورِ القابلة في عملية ولادة إسرائيل !
ومهما كانت توّقعات ستالين,فإنّ إسرائيل تبقى مدينة لهُ بوجودها المُستقل ,حتى وإن بدا ذلك مُثيراً للدهشة !
لقد جاء تسليح الهاغانا بصورة رئيسة من مصانع الأسلحة في تشكوسلوفاكيا الستالينيّة !
وربّما بالغ ستالين في ذلك ,بحيث أنّ المساعدة والعون المادي الفعّال الذي كان يُعطيه ستالين لليهود ,قد بدا بنظر السياسيين الغربيين أمراً شريراً ,أثارَ الحقد وحرّكَ قدراً من الكراهيّة نحو اليهود !
***
ثمّ جاءت الحرب الباردة , فوجدت إسرائيل نفسها مُتخلخلة في مؤسساتها
مُحاطة بعالم عربي مُعادٍ ,متخوّفة من مستقبلها ,معتمدة على المساعدات الإقتصادية لليهود الأميركان .ما دفعها للتحالف الفعلي مع الولايات المتحدة .وبالطبع لم يكن هذا ليلقى إلاّ العداء من روسيا !
***
ص 58
كان يُقال في روسيا أنّ لكل يهودي أقرباء في الغرب ,وفي أمريكا غالباً .
هكذا بدأ ستالين يضطهد اليهود ويتهّمهم بشتى أنواع التُهم .
وفي الواقع أنّ هذا النوع من الحُجج لا يخلو من المنطق .
لقد كان لليهود ولع بأميركا وبأقربائهم فيها !
وإذا إستطاع المرء تخيّل منظر الجيوش الأمريكية تزحف على روسيا كما فعلت الجيوش الألمانية ,فلربّما ستلقى هذه الجيوش الكثير من التعاطف اليهودي ,وليس هناك حاجة لإنكار هذا الأمر !
***
ص 61 / مناخ إسرائيل الروحي !
مَنْ هو الإسرائيلي ,ومَنْ هو اليهودي ؟
كثيراً ما يُناقَش هذا السؤال في إسرائيل بسبب الأهميّة الواضحة لعلاقة إسرائيل الفتيّة بيهود العالم .
فهناك العديد من الصهيونيين ممن يؤمنون بعودة اليهود من المنفى .
هؤلاء يعتبرون كلّ يهودي خارج إسرائيل هو مُبعَد ,يقع عليه واجب العودة ليصبح مواطناً إسرائيلياً !
لكن من جهة اُخرى فإنّ الشباب الإسرائيلي عموماً لايشعر (بالإنتماء الى اليهودية العالمية) ,ولا أنّ هذه الأخيرة تنتمي الى إسرائيل .
ويُغالي بعضهم ليقول : أنّهُ إسرائيلي وليس يهودي !
والواقع أنّ الفارق بين اليهود وإسرائيل ليس زائفاً تماماً .
فهناك مسحة غير يهودية بشأن إسرائيل ,تظهر مثلاً في عُمّالٍ يكافحون الصحراء ويحوّلونَ رقعتها الى بساتين عنب وزيتون .وجنود يراقبون العرب بإستمرار عبر الحدود .وعموماً ذلك التحسّس الشعبي لوجود دولة إسرائيل والدفاع عنها من العالم الخارجي .
***
ص 62
قد يواجه الزائر لإسرائيل هذا السؤال :
( ألا تشعر أنّنا كيهود نملك جذوراً هنا ؟ )
إنّ هذهِ الكلمات (جذور) ,(بلا جذور) تتردّد بكثرة أثناء الحديث .
في الواقع لقد دفعَتْ الإقامة في معسكرات الإعتقال النازيّة والمعاناة من العداء البولندي القديم للساميّة ,والوقوع ضحيّة للحرس الحديدي الروماني ,كلّ هذهِ دفعت اليهودي كي يشعر أنّهُ في (إسرائيل) في وطنهِ وفي مأمن لذا فهو يُعبّر عن رضاه وإرتياحهِ وزهوهِ !
إنّ كلّ هذا الصراخ المُتناغم من التصوّف القومي يَصّرُ الآذان !
فهو لا يخلو من عنصرية الشعب المُختار القديمة ,والتي لا تنسجم مع عنصر العقلانية الباردة في الطبع اليهودي !
***
يُحدّثني ( بن غوريون ) بمرارة عن اليهود غير الصهيونيين فيقول :
(إنّهم اُمميّون بلا جذور وطنية ,لا يُمكن أن يوجد أسوء من هذا !)
فأجبتهُ أنّهُ يتكلّم كرجل ستاليني في دعايتهِ ,عندما يتحدّث عن اليهود بصورة عامة !
فلوّحَ بيديهِ مُحتجاً : [ كلا .. كلا , إنّني كرئيس للوزراء في هذا البلد كنتُ دوماً أؤكد أنّ الإسرائليين عليهم أن يشعروا بأنّهم مواطنوا العالم ,كي يكونوا ذوي قيمة كاملة لدولتهم .إنّني لا اُندّد بالاُمميّة التي لاتمتلك جذوراً وطنية بالطريقة التي إتبّعوها في موسكو ! ]
إنّ هذا بالطبع هو فكرٌ ثانٍ ل بن غوريون .
فهو يدين بشكل غريزي ويشجب كلّ أؤلئك اليهود غير الصهاينة الذين لاتُشكّل فكرة الإنتماء الى اليهودية فكرة مركزية أو شعوراً مُتسلطاً بينهم
لكن عندما يُشار بالبنان الى بعض التوافق بين كلامه والدعاية الستالينية (في فترة مؤامرة الأطبّاء) ,فإنّ وجههُ يتورّد مُرتبكاً ,ويصحّح نفسه !
***
ص 63
في إسرائيل شكّلَ أقدم شعب في العالم .. أحدث دولة قوميّة !
وهذا الشعب مُندفع لتعويض ما فاتهُ من وقت .
إنّ المَثل الأعلى لجميع اليهود هنا ,إنّما يتجلّى في إنماء هيكل قومي وقائي متين ,ممّا يقتضي ضمناً التخلّص من حياة المنفى …
الذكريات ,العادات ,الأذواق ,وحتى روائح المنفى !
يقتضي ذلك أيضاً تناسي الأجواء والمناظر الطبيعية الريفية والألحان الجميلة ولغات عدد كبير من البلدان مثل بولندا, روسيا, لتوانيا, النمسا,مراكش, تركيا, العراق !
( أظنّ أغلب يهود العراق في إسرائيل مازالوا يستمتعون بسماع المقام العراقي ,وهم من روّاده القدماء / كاتب السطور)
يا لها من عملية مُمتدّة ومتعددة الجوانب ,تتمثّل في إقتلاع نفسي يلي خطوات مأساوية من الإخلاء المادي .(ربّما يقصد الحوادث المؤلمة أمثال ما يُسمى فرهود اليهود في العراق / كاتب السطور) !
في الواقع هناك أغلبية ساحقة من الجيل الحاضر في إسرائيل ,لم تضرب جذوراً لها في إسرائيل بعد ,وهي غالباً لن تستطيع ذلك !
إنّ إسرائيل هي دولة الشخص المُشرّد ,لهذا يكثر الحديث هناك حول الجذور الضاربة .
إنّهم يتوقونَ للإبتعاد عن ماضيهم ,لإزالة إمارات المهانة ووصماتِ العار من أذهانهم .كذلك لتناسي جميع المحاولات التي قاموا بها لمجابهة ضَغائن الآخرين الموروثة .
إنّهم يتوقون للتخلّص حتى من جزء من عقلهم الخاص !
إذ يشعر بعض الإسرائيليين مثلاً بخجل عُصابي من اللغة اليديشية .
تلك اللغة التي قرأوا فيها أشعارهم في الحضانة .لغة قصص التوراة والأدب الغني المُدهِش الذي نَما في شرقِ أوربا قبلَ النكبة اليهودية !
إنتهى هذا الجزء
***
الخلاصة :
الحكمة والعقل والمنطق والإنصاف والإنسانية عموماً ,تستدعي منّا سماع ماحدث ووجهات نظر الآخرين .
إذ ربّما سنفهم ساعتها أونتفهّم بعض المآسي والوقائع والأحداث والمعاناة.
وهذا بالطبع سوف يساعد في عملية الجلوس الى طاولة الحوار … وبالتالي السلام المنشود لأجلِ مستقبل أجيالنا !

تحياتي لكم
رعد الحافظ

الأوّل من يونيو 2014

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

زغرودة المرأة المصرية

أعترف بأنني منحاز بل متعصب لزغرودة المرأة المصرية , فهي زغرودة تتميز عن زغاريد كل نساء دول منطقتها . بالجلجلة zmالكروانية . معبرة عن فرح تتمناه – وتحلم به – المرأة المصرية , التي ترتفع بينها نسبة العنوسة لدرجة كبيرة . وتنتشر البطالة – وقلة الدخل – بين أبنائها وشبابها . وكذلك بالطبع ينتشر الفقر والمرض ..

والمرأة المصرية لا سلوي لها , ولا عزاء . سوي الزغاريد والرقص .. في مواجهة سؤ الأحوال والأوضاع العامة للغالبية من الشعب . بعكس الرجل المصري . باستطاعته التنفيس عن معاناته من تلك الظروف . بتدخين السجائر . أو المسكرات الاخري , المباح منها والممنوع قانوناً , كما باستطاعته الخروج من المنزل وقتما يشاء . للجلوس بالمقهي أو لزيارة أصدقاء . والعودة للمنزل وقتما يشاء .. وكل تلك الأشياء غير متاحة للمرأة المصرية , اما ممنوعة أو مستهجنة من النساء – بالنسبة لعموم الشعب – لذا فلا متنفس أمامها سوي اطلاق العنان لفمها بالزغاريد , ولجسدها بالرقص ..ليس فقط في المناسبات . بل في أشباه المناسبات .
وكثيراً ما تختلق المرأة مناسبات لاطلاق الزغاريد , والرقص .. كمتنفس , وأيضاً فرصة للفتاة , لتتألق ,, لجذب انتباه الراغبين في الزواج – القادرين علي تحمل أعبائه , ان تصادف وجود شاب جاهز للزواج – في وقت عز فيه الزواج علي الشباب .

قد تسمع زغرودة أو زغاريد . وتسأل عن المناسبة .. ولعدم وجود مناسبة . يأتيك الرد : خلينا نفرح , خليهم يفرحوا , يا شيخ خلينا نفرح , الفرح حلو ..
!!
انها حالة من التعطش للفرح .. سادت وطالت منذ عشرات من السنوات ..

وفي الطبقات الشعبية والفقيرة والتي ترتفع فيها نسبة الأمية . والامية الثقافية مع سؤ أحوال المعيشة .. تزيد نزعات ورغبات وحاجيات الفتيات والنساء لاطلاق الزغاريد والرقص , بينما تقل كثيراً في طبقات وأحياء ميسوري الحال

عن الزغاريد . قال الشاعر المصري ” أمل دنقل ” :
” النسوة اللائي يزغردن في عيد الفطر . لا يلدن أطفالاً يأتون بالنصر” .
فما هي علاقة عيد الفطر أو عيد الأضحي , أو حتي عيد الميلاد .. باطلاق الزغاريد ؟!
انها كما قلنا عملية تهافت واختلاق مناسبات للتنفس . تلجأ اليها المرأة المقهورة بفعل الفقر والجهل والتمييز والعنوسة ..
ومن تلك المناسبات المختلقة : ختان طفل صغير .. ذهاب – أو عودة – رجل للحج أو للعمرة ..! نجاح طفل صغير بالمدرسة الابتدائية ..! انها أشياء صغيرة … وان كانت مفرحة . ولكن ليست الي حد اطلاق زغاريد كروانية . ما ان تطلقها المرأة , حتي تجلجل لتسمع سكان قرية بأكملها , أو حياً كاملاً من أحياء المدينة ..

من طرائف وغرائب زغاريد و رقص المصرية : – منذ أكثر من عشر سنوات – دُعيت لحضور اتفاق علي زواج شاب من معارفي ( تسمي في مصر : قراءة فاتحة ) في حي شعبي .
أم العروسة وأم العريس كانتا زميلتان بالمدرسة . ما ان وصلنا لبيت أهل العروس .. وقبل الاتفاق علي أي شيء . وقبل أن نعرف ان كان سيحدث اتفاق أو اختلاف علي تلك الخطوة .. انطلقت الزغاريد والرقص !!
جلسنا معاً في غرفة . الرجال من أهل العريس ومن أهل العروس . نتسامر ونتعارف . كبداية قبل البدء في مفاتحة الموضوع وطرح الطلبات والشروط ومناقشتها .. طوال ساعة كانت الزغاريد والرقص لا يتوقفان بصالة السكن !
ثم بدأ عرض طلب المصاهرة , ومناقشة الطلبات . توقف خال العروس عند نقطة .. هنا كاد كل شيء أن يتوقف , وبدا علي أم العروس . امارات التراجع ..!
!!
فلماذا كانت الزغاريد والرقص قبل الاتفاق علي الزواج !!؟
انها نزعة ونزق عند المرأة المصرية .. للظروف السابق الحديث عنها .
ولكن تبقي زغاريد النساء . تعبيراً عن حلم بفرح , بل بأفراح . علي أمل دائم بأن تتحقق .
وحتي تتحقق تلك الأحلام . بحياة كريمة .. ستصبح الزغاريد الصادقة – والرقص – . موجودة بداخل كل امرأة , وفي طيات وجوانب كل حياتها .. أكثر بكثير من زغاريد تطلقها بفمها والقلب مهموم , ورقصات بجسدها , بينما الحزن يسكن في داخل نفسها .
عندما تتغير حياة الناس للأفضل ., ستكون لزغاريد ولرقصات النساء , مناسبات حقيقية لا مختلقة , وستكون أحلي مذاقاً من الزغاريد والرقصات الموجهة بالريموت كنترول ..

صلاح الدين محسن (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

و بستان القصر بدّو حلب خالية من أشكال الشهابي..

farsshahabiwife

زوجة الشهابي تصوت للمجرم بشار الاسد في لبنان في شقتها الفاخرة مع زوجها وليس في سوريا حيث الفقراء

الشهابي بدّو حلب من دون بستان القصر..
بالبراميل ، بالصواريخ أو بأي من انواع العهر..
بحجّة مكافحة الإرهاب و التكفير و الكفر..

و بستان القصر بدّو حلب خالية من أشكال الشهابي..
ابن الزنى ، سليل الحقد، حفيد المرابي..
انا ابن الصاخور ، ابن سيف الدولة ، انا البابي..
بوعدك بإسمي ، بروح بياع البسكويت ، بصوت كل أحبابي..
كل ما دقّيت باب الفجر، رح تسمع منّي جوابي..

انا ابن الصوفي بقول لابن الشهابي..
ما في داعي اتذكرني فيك ، باتذكرك كل ما صرلي شم ريحة جرابي… …….

الزوجان شهابي

الزوجان شهابي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

آدم

قصة آدم حسب رواية أجدادي .adam-and-eve

أسطورة (( آدابا )) هي المنبع الذي اشتقت منه قصة آدم ، وحتى في العهد القديم .

وارتكاب آدم للخطيئة الأولى حي ذهب (( اي _ايبلنك )) الى ان اسم آدابا يتطابق مع اسم آدم .

في العهد القديم (( سفر التكوين )) الإصحاح الثاني (( 15_ 17 )) بان الرب قال لآدم سمعت لقول امرأتك واكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لاتاكل منها ملعونة الارض بسببك .

بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ، وشوكا ، وحكا تنبت لك وتكل عشب الحقل بعرق وجهك ، تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي أخذت منها لأنك تراب والى التراب تعود (( سفر التكوين 3 _17 )) .

الخطيئة الأولى للبشر كما هو الحال مع آدم بأكله الثمرة المحرمة ، رغم تحذير الرب من ارتكاب تلك المعصية .0

أسطوة (( آدابا )) بابلية وصفت هذه الحالة ، وتتشابه بين أسطورة آدابا ، وقصة آدم ، والتورة ، وحرمان آدابا من الخلود ، وحرمان آدم من حياة النعيم والجنة .

وساد الاعتقاد في بلاد وادي الرافدين القديمة …؟.

بأن لطف الآلهة ورضاها يظهران بإنقاذهم للناس من المرض وإطالة أعمارهم .

كان الشخص يصلي الى الآلهة ، ويقدم القرابين ، ويزيد من الدعاء لها بأن تطيل حياته …؟.

وكان هذا أقصى ماكان يطمح اليه …!.

لذا اعتبر العراقيين القدماء ان الحياة الطويلة هي الثواب الأمثل على الأعمال الحسنة للشخص …!.

فصار كل واحد منهم يعمل على ان يثاب على حسناته بالحياة الطويلة …؟.

كان مفهوم خلود الاسم هذا سببا في اعتقاد العراقيين القدماء ..!.

ان من يقتل في المعركة يكون مباركا …؟.

حيث يرد في ملحمة كلكامش وعلى لسان انكيدو وصديقه ، والذي يقتل في المعركة ، ويؤدى على إذكاء حزن أهل المقتول ومبالغتهم في اقامة شعائر الحزن والعزاء على المقتول هو أمر يريح روحه في العالم السفلي .

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الـحــــــــلّاق

من أوراق الأمسbarberarmy

بعد تخلًي الشباب عن حياتهم المدنية، ألبستهم الزاهية و حاجاتهم الشخصية عند باب المعسكر، فقد تخلوا معها عن كل ألقابهم و صفاتهم، شهاداتهم و مهنهم التي تضم رُوّاداً من مختلف الاختصاصات من الطب البيطري إلى أخصائي بالأعصاب إلى دكتور بهندسة الطرق. . .

أعطي كل فرد منا قطع مختلفة من اللباس الموحًد ضمن كيس من القماش.
سيق الجميع إلى غرفة بعيدة معزولة بالكاد تلوح بالأفق، كلُّ شخصٍ يتبع الآخر مشكِّلين خطاً متعرٍِجاً، بدايته عند بناء المهجع و نهايته عند تلك الغرفة .
كان يسود الصمت المكان نتيجة الشعور المختلط ما بين حذر و ترقب فيأتي ممزوجاً ما بين الشموخ و الإحباط،الولاء و التصغّر، الوطنية و التجمُّل، كل تلك المشاعر ممزوجة معاً أما الجسد فقد أنهكه التعب من يوم يكاد يكون شهراً أو دهر ، يوم كأنه لن ينتهي .
كنا نقترب ببطء من تلك الغرفة البعيدة المعزولة و في عيون كلٍّ منا نفس السوأل المُحًَيِّر :
لماذا نحن ذاهبون هناك ؟
فجأة جائت الإجابة صامتة ، عندما لاحت على الحائط الشرقي للغرفة عِبارة كُتِبَتْ بخطٍ عريضٍ خالٍ من الأناقة، لكنه مقروء ً دكان الحلاق. ً
عندها بدأت حركات عفوية مابين الأيدي و الرؤوس، فمنا من يلعب بشعره و كأنه يتفحَّص و يتأكد من وجوده، و منا من يتلمس شعره بأطراف أصابعه بحركات ناستالجية و كأنه مودعاً حبيباً مسافراً لن يعود.
في ذلك الوقت، شعرنا انه قد أتت ساعة الجد و على كلٍّ منا التصرف بحنكة للمحافظة على أكبر قدر من الشعر على فروة الرأس، فبدأ كلٌّ منا يراقب الشخص الذي أمامه، على أسلوب تصرفه.
كانت الجلسة سريعة جداً فما أن يدخل الشخص و إذ به خارج بعد بضع ثوان.
و باقتراب كل شخص من باب الدكان كان بحركة خفيفة يمد يده إلى جيبه ليخرج قطعة نقود ورقية
لتطوى و تنام في راحة الكف بشكل غير ملحوظ مثل لاعبي السيرك آملاً أن تتحوَّل تلك الورقة النقدية إلى ورقة ضغط رابحة لينال المعالجة الاستثنائية بقصة شعر محترمة.
فكان كل شخص يدخل الدكان بابتسامة باردة بينما يخرج و قد تحولت إلى ابتسامة عريضة.
و ها أنا أجابه الباب لأني كنت التالي، و فجأة يخرج شخصٌ صامتٌ لكن علامات الغبطة تُنَوٍِرُ وجنتيه بينما يطلب مني شخص بوجه بشوش الدخول فدخلت و إذ بالغرفة بدون نوافذ للخارج و ما زاد استغرابي هو عدم وجود أية مرآة، فقط كرسي حلاقة يتوسط الغرفة .
قطع ذاك الشخص شرودي و تساؤلي بصوت رخيم و مرتفع عندما ناداني صائحاً
( أميـــــــر، أمير ) فتحوَّل كرسي الحلاقة إلى عرش أمير المؤمنين و شعرت بكل الفخر و العنجهة . و بحركةٍ سريعة بآلة الحلاقة الكهربائية، أوضح لي أنه جاهز للعمل عسى أني قد نسيت أمراً مُهمّاً فقمت عندها بتسريب الورقة النقدية إلى يده التي تلقفتها بسرعة كما يتلقف الجائع قطعة الخبز، و بحركة بهلوانية انتهت في جيبه.
قلت له بصوت كله رجاء. ً الله يخليك لا تخفف القصة كتير ً
رد علي بغمزة سريعة و كأنه يقول ًفهمت عليك ً أما الكلمات المسموعة فكانت أيضاً
( أميــــــــــر، أمير ) كانت الجلسة سريعة، فقط بضع ثوان و عند الإنتهاء و بقيادتي إلى الباب و لعدم و جود أية مرآة، و باللا شعور تلمٌَستُ رأسي بيدي و شعرت بوبر يداعب يدي و هذا دليل أن الحلاق فهم علي و قدّم خدمةً استثنائيةً لي.
و إذ الابتسامة العريضة على وجهي أنا هذه المرة فشكرته، فأجابني مع فتحه الباب لي لانصرافي (أميــــــر، أمير )
مع خروجنا من عند الحلاق، تجمعنا رتلاً طويلاً و اقتُدنا إلى المهجع و إذ كل منا يتراكض للوصول إلى سريره و لإيجاد مرآة الحلاقة الصغيرة للتحقق من نتائج ( المبادلة السريّة )
فجأة، تحوّلتِ الابتسامات العريضة إلى حالة احباطٍ صامت و من ثم إلى ضحكة عالية عندما تحققنا أن ذاك الوجهَ البشوش قد ضحك على كل فرد منا . فهو لم يُوَفِّرْٰ أي وبر أو حتى زغبٍ من الشعر لكل فرد منا بدون استثناء و إن كنا نشعر باللمس بغير ذلك .
و عندها علمنا لماذا لم يضع الحلاق الخبيث و لو مرآة واحدة بالدكان.
كانت قصات شعرنا كلها متشابهة تماماً و ليس كما يعتقد كل فرد فينا،.
و كلما وقعت عيناي أحدنا على الآخر كان يضحك متفحصاً قصة شعره ثم ينحني إجلالً قائلاً بصوت عالٍ ( أميـــــــــر، أمير )

الأرقش
آذار 2012

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

ليت السنتهم عُقدت واقلامهم قُصفت!

علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي

” إيها الفلوجي البطل! إذا طُعنت من الخلف فهذا دليل على إنك في المقدمة”.
سألني أحد الكتاب العرب الأفاضل عن أسباب افول دور الصحافة العراقية في العهد الديمقراطي وهي حالة لا تتناسب مع الوضع الجديد او مفهوم الديمقراطية؟ إذ إن الصحافة الحرة تلعب دورا فاعلا كما يفترض عند إنتقال الأنظمة التقليدية الى النموذج الديمقراطي. وبإستثناء الصحافة المغتربة لا توجد صحافة حرة داخل العراق، سواء بالنسبة الى الفضائيات أوالصحف والمجلات. وسألني فيما إن كان في العراق أصلا نقابات للصحفيين والأدباء من عدمه؟ لأنه لا يوجد لها نبض في الشارع العربي. وكذلك الحال بالنسبة الى نقابة المحامين كأنها مقبرة في صمتها ولا علاقة لها بالأحياء! في حين توجد خارج العراق جمعيات ونقابات عالمية وعراقية هي التي تتولى الدفاع عن حقوق العراقيين في الداخل كالاتحاد الدولي للمحامين الديمقراطيين، مركز جنيف الدولي للعدالة، منظمة تضامن المراة من اجل عراق موحد، الشبكة الدولية لمناهضة الاحتلال ومؤسسة برسل ترابيونال وغيرها.
مستذكرا بأن العراقيين منذ عام 2003 في حالة حرب دائمة مع إختلاف أقنعة الأعداء، تارة مع قوات الإحتلال الامريكي، وتارة مع الإرهاب وتلاها الحرب الأهلية عام 2006، وأخيرا حرب المالكي في الأنبار وهي أشبه بطلاسم يصعب فهمها. فالقيادة العسكرية العراقية لم تصدر أية بيانات عسكرية توضح حقيقة ما يجري في ميادين القتال، والإعلام الحكومي يصفق بحدة لفريق المالكي دون أن يرى المباراة أصلا أو يعرف من هو الفريق الخصم! والإعلام المعارض لحكومة المالكي ضعيف لأنه يفتقر الى وسائل إعلامية متطورة، إضافة إلى الضغوط المحلية والأجنبية التي تمارس ضده بمختلف الوسائل، وتحاول طمس معالمه، ومع ضعفه فأنه أفضل من الحكومة لأنه يصدر بيانات مستمرة عن الفعاليات العسكرية التي يقوم بها الثوار في قواطع العمليات. أما المراسلون الإجانب فهم يتعاملون مع المعارك بطريقة الضرب بالرمل! لأن حكومة المالكي تمنعهم من التواجد قرب مسرح الأحداث خشية على حياتهم كما تزعم، متناسية بأن هناك ما يسمى بالمراسل الحربي! والطريف ان العراق يأتي في المرتبة الأولى عالميا في مقتل وإختفاء وإختطاف الصحفيين، رغم إدعاء الحكومة بأن الحرص على حياتهم هو الذي يمنعها من السماح لهم بتغطية أخبار المعارك الجارية على قدم وساق!
والأهم من هذا وذاك عدم وجود ردود فعل عند النقابات والإتحادات المذكورة ولا مؤسسات المجتمع المدني حول حقيقية ما يجري في العراق بشكل عام! وكلنا نعرف بأن الإعلام أول من يدخل المعركة وآخر من يغادرها. هذا ما خبرناه في عملاق الإعلام العراقي محمد كاظم سعيد الصحاف الذي كان آخر من غادر ميدان الإعلام، بعد أن وصلت قوات الإحتلال الى مقر عمله. لكن الإعلام العراقي الإحتلالي لم يدخل المعركة الأخيرة أصلا بل لم يجرأ على الوقوف او حتى التقرب من أبوابها الأمامية أو الخلفية.
وعندما سألته: أتقصد بالمعركة الأخيرة، الحرب الجارية بين أتباع الحسين مع أصحاب يزيد؟ إنتفض مستنكرا: يا أخي هل تسخر مني! ما علاقة الحسين ويزيد بما يحدث في الأنبار؟ قلت له بأن هذا الوصف الذي أثار إنفعالك ليس ليٌ، وإنما هو وصف رئيس الوزراء المالكي لحربه على أهل الأنبار. فهو يستخدم نفس أساليب جزائر دمشق في حربه الظالمة على شعبه ومنها البراميل الحارقة والغارات الجوية والقصف المدفعي الثقيل، والإستعانة بالمرتزقة من داخل وخارج البلاد. وأطلعته على نص حديث المالكي، ففتح فمه دهشة وهو يقول: هل هذا كلام معقول يصدر من رئيس وزراء يمثل كل أطياف الشعب العراقي كما يفترض؟ حتى نيرون لم يجرأ على مثل هذا القول وهو يقف على أطلال روما!
إستوقفتني ملاحظته حول موقف نقابات وإتحادات الصحفيين والأدباء والمحامين العراقيين مما يحدث في البلد، وهو موقف مخزي للغاية وعار ما بعده عار. فهذه المؤسسات تفتقر الى لسان الحق والعدالة والشجاعة، وهي مع الأسف الشديد مؤسسات إجيرة في خدمة الحاكم الطاغية، بل هي الفياغرا التي تنشط طغيانه على شعبه. إنها تسكت حين يستوجب الكلام، وتتكلم حين يستوجب السكوت، ينطبق عليها ما جاء في القرآن الكريم ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)) سورة الأنفال/22. لقد طبلوا وبوقوا بصخب لقوات الإحتلال وديمقراطيتهم القاتلة قبل أن يروا الحقائق على الأرض، فكانوا أشبه اشبه من يقلد الاوسمة والنياشين للجنود قبل أن يخوضوا الحرب. من ثم أكملوا العزف مع مخلفات الإحتلال من حكومات عميلة دون أن يدركوا بأنهم يعزفون في مقبرة وليس في مسرح، فأزعجوا الأحياء والأموات معا.
مهمة نقابة الصحفيين هي توحيد الكلمة وليس القعود على أرصفة الحكومة كالشحاذين في إنتظار العطايا من لدن مختار العصر. مهمتها الحرص على مصالح العراق العليا، وليس الوقوف مثل المتفرجين في قاعات المسرح، ما أن تنتهي المسرحية حتى تنتهي علاقتهم بالمسرح. مهمتهم تشخيص الخلل في مرافق الدولة بلا إستثناء، لا أن يجرفهم الخلل ويصبحوا جزءا منه. مهمتهم الرصد والرقابة لبؤر الفساد الحكومي وليس التغطية على اللصوص والفاسدين. مهمتهم مكاشفة الناس بالحقيقة وليس تمويه الحقائق وخداع المواطنين. إن مقاربة الفاسدين والدفاع عن الطغاة تشوش أفكار الناس ولا تنذر بالعواقب القادمة. كما أن التعصب الأعمى للحكومة بسبب الدين أو المذهب أو المصلحة والعطايا يحطم قلاع الوطنية، ويطمس هيبة الصحافة، لأنها عاجزة عن خدمة الشعب بإقامة الحجة على فسادها؟ فهل كشفت الصحافة عن الفساد الحكومي الهائل والشامل في كل مرافق الدولة؟ أم دعمته؟ أو على الأقل تغاضت عنه لأسباب لا تخفى عن لبيب. مع إن الفساد حالة ثابتة وعليها براهين قاطعة تؤيدها تصريحات المسؤولين أنفسهم، ويعضدها الانصاف والحقيقة.
كذلك الحال مع نقابة المحامين فهي الأخرى قد أسفرت عن وجهها القبيح منذ الغزو الأمريكي، وهي لا علاقة بالمحاماو إلا من وجهة نظر الدفاع عن الطغاة واللصوص والدجالين والطائفيين. إنها في وادِ والعدالة في واد آخر. لقد مرٌ على العراق ما يشيب منه الولدان دون أن يكون لها حيص وبيص في الأحداث بإستثناء تصريح يتيم من نقيبها الذي وصف المالكي بأنه لا يفهم الدستور. إبتداءا من فضائح سجن أبو غريب على أيدي قوات الإحتلال، وفضائح المالكي من السجون السرية، والإعتقال على الهوية، والتعذيب الصولاغي بالدريل، وإغتصاب المعتقلات من قبل المحققين والحراس، وسرقة ثروات الشعب وهروب اللصوص لخارج البلاد، والطروحات الطائفية لولي الدم صاحب عقيدة (بحار الدم)، والتلاعب بالعملية الإنتخابية قبل وبعد إعلان النتائج، وإنتهاكات الدستور، والشهادات المزورة، والفساد المالي والأخلاقي، وحروب المالكي الداخلية إبتداءا من صولة الفرسان وإنتهاءا بمعركة (تصفية الحساب) مع الوطنيين والشرفاء في الأنبار، مرورا بعدة محطات منها مجازر الزركة والحويجة وبهرز واللطيفية واليوسفية والطارمية وغيرها. علاوة على التهجير القسري من قبل المليشيات الموالية للفقية الكريه في إيران، وتشريد مئات الألوف من اهل الأنبار ومناطق حزام بغداد، وسرقة مواد البطاقة التموينية وإغراق المناطق الغربية وحرق البساتين وتلويث المياه في محافظة صلاح الدين، ومئات الحرائق في مؤسسات الدولة وغيرها، بحجة المس الكهربائي من إنتفاء خدمة الكهرباء أصلا من البلد! كل هذه وغيرها ليست موضع إهتمام نقابة المحاميين ولا نقيبها (من التيار الصدري) محمد الفيصل!
إذن ما هو إهتمامها؟ هذا ما سألني عنه الكاتب العربي.
فسردت له عن واحد من إهتماماتها، وكإنما ضربته صاعقة دون أن يجرؤ على الكلام أو التعقيب، سوى قوله: كفى! لا أريد المزيد، ليت السنتهم عُقدت واقلامهم قُصفت!
أما ما ذكرته له عن أكبر إنجازات نقابة المحاميين فكان ملخص عن نشاطات أحد فروعها في النجف
وهو القيام بمحاكمة تأريخية حول مقتل زيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين الذي حدث قبل 1313عام. وقد جرت المحكمة الكوميدية في قاعة جامعة الكوفة، وتألفت من ثلاث قضاة ومدعي عام ومحاميي الدفاع والمجني عليه (المجني عليه! ربما حضروا روحه) حيث استمعت رئاسة المحكمة إلى شهادة الشهود وهم كل من الباحث والمؤرخ الأستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم ورجل الدين مهدي الحكيم والصحفي حيدر حسين الجنابي .وبعد استماع المحكمة إلى ما أدلى به الشهود (شهود على ماذا؟) من معلومات وحقائق وملابسات الجريمة التي ابتدأت بالقتل وانتهت بالصلب على مدى أربع سنوات وبعدها حرق الجسد بالنار ودق عظامه بالهواوين، وذر بعضه في حوض الفرات، والتي تم فيها أثبات العمل الإجرامي الذي أرتكب بحق الشهيد السعيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين، إبان حكم هشام بن عبد الملك وبعدها أبن أخيه الوليد بن يزيد في عصر الدولة الأموية سنة 121هـ .وبعد انتهاء المرافعات وسماع محامي المتهمين(من وكلهما؟) أصدرت المحكمة حكمها النهائي بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق المدانين المجرمين (هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك ويوسف بن عمر والي العراق والحكم بن الصلت أحد القادة العسكريين في الجيش الأموي).
بربكم هل هناك مهزلة مثل هذه؟ يحضرها أساتذة جامعة لا يخجلون من أنفسهم، وتجري في حرم جامعي، وتقوم بها نقابة محاميين! فعلا الحمق أعيا من يداويه.
من حقنا أن نستفسر من نقابة المحاميين/ فرع النجف.
طالما إنكم تحاكمون التأريخ وأرواح عظماء المسلمين، وتصطادون في المياه العكرة، سنجاريكم في دعواكم الباطلة، بالطبع ليس إيمانا بما نقول، ولكن لأقامة نفس الحجة عليكم.
هل يجوز لأهل السنة إقامة محكمة مشابهة على الإمام علي بن أبي طالب لسكوته عن قتلة الخليفة عثمان بن عفان، وحماية القتلة وتسليمهم أرفع المناصب في الدولة الإسلامية؟
وهل يجوز محاكمته علي بن أبي طالب على سفك دماء مئات الأوف من المسلمين عن حروبه الثلاثة بإعتباره هو الذي بدأ بحشد الجيوش وإعلان الحرب على المسلمين المناوئين له؟
وهل يجوز إجراء محاكمة على الحسين بن علي بسبب الفتنة التي خلفها بخروجه، والتي أدت إلى قتل أكثر من مليون مسلم منذ الواقعة ولحد الآن؟ وما زلنا ندفع يوميا ثمنها في العراق؟
أكيد هذا الكلام لا يعجب الشيعة ولا أهل السنة أيضا، لأنهم يحترمون أهل البيت جميعا بلا إستثناء، إذن لماذا تستفزون يا من تسمون أنفسكم أتباع أهل البيت الغير، حتى يواجهوكم بنفس المنطق والحجة؟
لماذا لا تتحدثون عن الصفحات البيضاء للخلفاء الأمويين والعباسيين وتطوون الأوراق الصفراء التي تعكر صفو الأخاء والسلام والوحدة بين المسلمين، والتي لا يستفاد منها سوى أعداء الإسلام. بدلا من دفع المقابل إلى كشف فضائح الأئمة ومثالبهم المذكورة في أمهات مراجعكم ومصادركم؟
لا تستفزوا الغير كي لا يستفزونكم بالمقابل، والباديء أظلم.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

الرد على الأخوان المسلمين

الرد على (الأخوان المسلمين )، من خلال الرد على الأخواني… د. أبو محمد !!!

القرضاوي والعلمانية

القرضاوي والعلمانية

د . عبد الرزاق عيد
قام الأصدقاء (الآدمن ) لصفحتنا بالرد والحوار، مع من يسمي نفسه ( د. ابو محمد) ، وذلك حول مقالنا السابق: عن تهنئتنا الشباب المصري، بمحاصرتهم ( العسكريتاريا)، من خلال مقاطعة انتخابات ( السيسي) ..
فاعتبر الأخوان أن رأينا هذا المثمن لدور الشباب المصري، هو إجحاف بدورهم الأخواني، بوصفهم هم الفاعلون المؤثرون بمقاطعة السيسي …لكن السيد أبو محمد الذي قدم نفسه بوصفه يكتب باسم الأخوان، ظل يلح على ( الآدمن ) أن يسمع رأي (الدكتور عيد) بوصفه صاحب المقال والصفحة، متجاهلا أنه يتحدث باسم الأخوان عبر اسم مجهول ( أبو محمد ) …
ما كنا نريد لحوارنا أن يكون قاسيا في ظروف معركتنا المشتركة مع النظام البربري (الأسدي) ..لكنا فضلنا في ظرف مراوحة الثورة في المكان، أن نتصارح، فاستجبنا لمطلب الأخ أبو محمد المتحدث باسم الأخوان، بأن نناقش رأيه مباشرة كما كان يطالب ( الآدمن ) .. وهذا هو نص الحوار … حيث يقول د.ابو محمد :
يا سيد الادمن
يبدو انك فهمت انني غضبت لنفسي؟
لا لا ارح نفسك
انما غضبت لاقحامك مفاهيم دينية في جوابك على سبيل السخرية
علما ان حكاية الخضر التي أوردتها
لا أصدقها ولا يمكن ان تصدر عن الشيخ حجازي
( وحكاية إلقاء القبض عليه على الحدود كلها كذب وهو معتقل من يوم رابعة )
ومن مظاهر استهزائك ايضا استشهادك بالمهدي بهذه الطريقة
لذلك قلت لك أننا قادرون على الرد بنفس الاسلوب و(هدم فكر الدكتور عيد العلماني)
ولكننا هنا نتحدث عن حوادث معينة كلنا عايشناها
ونرد على تشويه الحقائق المتعمد ، وهذا ما اسميه قلب الحقائق الذي تمارسونه…….

ردنا المباشر باسمنا ..وليس باسم الآدمن ………….
دعكم من هذه الألاعيب الصغيرة، وهي وضع أنفسكم –كعادتكم- في موقع أنصار الله المستضعف، الذي تدافعون عنه بوصفه بلا حول ولا طول … لولاكم ..
.!- فنحن لم نسخر من الدين -وحاشا- ولكنا نسخر من ذهنيتكم وأساليبكم المتلاعبة بالدين …لأغراض سياسية وشخصية ..
.2 – أما موضوع حكاية الخضر وموقفه الداعم للأخوان في الثورة، فاسأل عنه ممثلكم الأخواني في الجزيرة أحمد منصور الذي كان منبهرا بالتدخل الإلهي لصالح الأأخوان..
3-نعم نحن نسخر من صورة المهدي المنتظر الذي يوظفه شيعة الملالي وولاة الفقيه وكأنه تحت تصرفهم، إذ هم دائما يهددون العالم بقدومه في خدمة الولي الفقيه لإعلان (قيامة العالم )..
ولهذا استعرنا هذه الصورة مجازيا بما يتناسب مع حب (مرسي والأخوان ) للنظام الإيراني وشيعته، حتى بعد مجازر الحلف الطائفي الشيعي في جسد الشعب السوري …
4-أما توهمك عن تهديم العلمانية …فالعلمانية ليست مذهبا ولا عقيدة ولا دينا، إنها تتويج حضور الوضع الإنساني المدني فيما هو عليه كونيا من منجزات وتقدم وحداثة مادية ومعرفية، صبت فيها ( في حاضرة الغرب ) كل حضارات العالم … كما صبت الحضارة العالمية، بكل فروعها القومية والدينية، وتياراتها الفكرية والفلسفية والعلمية في الحضارة العربية الإسلامية في القرن الرابع الهجري …
ولذا فإن أضغاث أحلامكم بتهديم العلمانية ليست إلا مشاركة لـ (داعش وبوكوحرام …الخ ) بهذيانات (هدم العالم العلماني “الكافر”) الذي تراهنون على حنكتكم أنكم تضحكون عليه، بحكاية (اعتدالكم) ، ليدعمكم (ويسلحكم) وفق توهمكم عن شطارتكم بلعبة تغيير الأسماء ، وإعلان عشرات الأحزاب، باسم عشرات الشخصيات الأخوانية …الذين تظنون أنهم يكفي أن يقولوا أنهم مستقلون، ليصدق السوريون والمجتمع الدولي أنه كلها أحزاب إسلامية ( غير أخوانية ) لكنها تسبح في فلك الأخوان !!!…
إنكم -في دعوتكم لهدم العلمانية – لا تختلفون عن (داعش: معرفيا -نوعيا)، بل هو اختلاف كمي سياسي خارجي، إذ أن العلمانية في (تركيا وتونس) هي التي أتاحت للإسلام السياسي بما فيها الأخواني أن يحظى بشرعية حضوره كفاعل وحاكم …
وأنتم بذلك تثبتون علنا -تخلفكم عن الإسلام التركي المدني الديموقراطي)، وتؤكدون راينا : حول حقيقة ركضكم -المعلن والمضمر اليوم- وراء الإسلام الشيعي الإيراني الفارسي بأوهام تصديقكم لشعار عداوة أمريكا وإسرائيل من قبل إيران، وأنتم بهذا الوهم لا تختلفون عن القاعدة المخترقة إيرانيا باسم (معاداة أمريكا ) …
وإنكم بذلك تساهمون بإنزال وتغطية وشرعنة أشد أنواع المآسي والجرائم المروعة على مصير شعبنا السوري الطيب الطامح للحرية والكرامة، بل والمصري عندما توحدون بل وتماهون في خطابكم اليوم (بين السيسي كعسكريتاري مصري متخلف، وبين ابن الأسد كمجرم طائفي استيطاني أقلوي دموي معادي للشعب السوري، إذ يضع نفسه وطائفته خارج النسيج الوطني السوري)…
نقول :إنكم بإعلاناتكم حول هدم العلمانية التي بنى قادتكم الأتراك مشروعهم المميز إسلاميا عليها …إنما تقدمون خدمة فكرية وسياسية هائلة، للمتوحشين الرعاع الهمج الطائفيين الأسديين المستوطنين ، بأنهم علمانيون مدنيون، يدافعون عن الحضارة الإنسانية في مواجهة (الإرهاب الإسلامي ) المعادي للحضارة والعلمانية !!!!
وذلك عندما تصورون شعبنا وثورتنا على أنها ضد العالم (العلماني)، الذي يعني الإيمان بالعلم والعقل والمنطق البشري، أي -ببساطة – الذي تجاوز السحر والخرافة وأوهام الهويات العتيقة القاتلة …ومع ذلك تريدون من هذا العالم (العلماني )، أن يكون معكم ضد الأسدية (الطائفية المتوحشة) التي تدعي أنها علمانية !!! …
إن الإخوانية العربية -ضمن وضعها الراهن هذا- بحاجة لنصف قرن، لتصل لمستوى الإسلام المدني الليبرالي (العلماني التركي ) مع الأسف الشديد

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قتله برميل أسدي ولن يبكيه إلا بعض

زهير السهوbescuitseller

بالعرق والدمع وكرتونة بسكويت صغيرة وهب لأخوته بقية من حياة
وبالدم وطرف مبتور ودع الحياة
ترك لهم الكثير من الدموع والكثير من القهر ورحل
أخيراً ارتاح فتى البسكويت لم يقتله البرد الذي قتل بائعة الكبريت فأبكت كل من قرأ قصتها قتله برميل أسدي ولن يبكيه إلا بعض من يقرأ ومن يسمع فموت طفل سوري بقصف أو قنص أو جوع أصبح عادة من عادات هذا الزمان .

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment