فاتورة تعديات بوتين تساوي 50 مليار دولار

ليونيد بيرشيدسكي173646_Putin (1)
وجهت محكمة في لاهاي ضربة للاقتصاد الروسي تتخطى كل العقوبات المتعلقة بأوكرانيا مجتمعة. قضت المحكمة الدائمة للتحكيم بأن على روسيا دفع 50.02 مليار دولار للمساهمين السابقين بشركة «يوكوس» للنفط، التي جرى تفكيكها بواسطة حكومة الرئيس بوتين عام 2004. يذكر الحكم بأن بوتين لم يكن مختلفا قبل عقد من الزمن عن الرجل الذي ضم حديثا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ويستمر في إثارة الاضطرابات الانفصالية في ذلك البلد.

هناك قدر من العدالة الخيالية في هذا القرار. رغم نشره قبل أيام، جرى تسليمه في هولندا بعد يوم من إسقاط الطائرة الماليزية (الرحلة رقم «MH17»). وعلى ما يبدو، فإن متمردين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا هم من قاموا بذلك.
ورغم أن الحكم لا علاقة له بجرأة بوتين الجيوسياسية، فإنه يعاقب الزعيم الروسي على نهج عدواني على غرار السياسة الداخلية، خلال الفترتين الأولى والثانية اللتين قضاهما في السلطة من عام 2000 وحتى 2008. وفي الواقع، فإن المحكمة التي أنشئت لحل النزاعات الدولية بعثت برسالة لبوتين مفادها أنه في العالم الحديث لا يمكنك الاستيلاء على الممتلكات دون تعويض أصحابها.
فبعد أن تسلم السلطة في عام 2000 من سلفه المريض، بوريس يلتسين، كافح بوتين لإظهار أنه هو المسؤول. وكانت قلة من المليارديرات تعد أقوى من الكرملين إبان حكم يلتسين. وبحلول خريف عام 2003، أصبح لبوتين اليد العليا. فسجن ميخائيل خودوركوفسكي أكثر الروس ثراء في ذلك الوقت ومؤسس شركة «يوكوس»، أكبر شركة نفط في روسيا وقتها، إثر تهم تتعلق بالضرائب إلى حد بعيد. وكان يمكن أن يواجه هؤلاء الأفراد اتهامات مماثلة، ولكن سجن خودوركوفسكي جعلهم ينصاعون لبوتين، الذي اقتصر على أن يجعل من شخص واحد عبرة للجميع.
أخبرني الشهر الماضي خودوركوفسكي الذي يعيش حاليا في سويسرا، بعد أن أطلق بوتين سراحه على نحو غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بأن المحققين الروس غير الأكفاء فشلوا في الاستيلاء على ثروته الشخصية، مما أتاح له عندما كان في السجن بيع حصته في الشركة إلى بعض الشركاء. وظل المساهمون الجدد، بقيادة ليونيد نيفزلين شريك خودوركوفسكي، يخوضون معركة خاسرة مع الحكومة لوقت طويل. وباعت شركة «يوكوس» مثقلة بفواتير ضريبية تصل لمليارات الدولارات أصول استخراج النفط.
بينما كان خودوركوفسكي يخيط قفازات في معسكر السجن، واصل نيفزلين وبعض المديرين التنفيذيين السابقين بشركة «يوكوس» القضية في لاهاي، محتجين بأن الدولة الروسية قامت بمصادرة ممتلكاتها. واحتجت الحكومة الروسية في بداية الأمر بأن المحكمة ليس لها ولاية، وبعد ذلك بقولها إن «يوكوس» تعرضت للإفلاس بسبب فشلها في دفع الضرائب. وخلص المحكمون إلى أن شركة «يوكوس» لم تكن مثالية في دفع الضرائب، ولكن تلك الضرائب ليست سوى ذريعة لإفلاس الشركة، وإعادة توزيع أصولها.
تمثل عقوبة المحكمة التي وصلت إلى 50 مليار دولار نحو 2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا. وتهدد العقوبات المتعلقة بأوكرانيا بخصم نحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي. وحتى إذا وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات أكثر صرامة، فلا يتوقع أن يكلفوا روسيا أكثر من 1.5 في المائة إضافية من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وعلى أي حال فإن مثل هذه التقديرات ليست إلا تخمينات مدروسة. وعلى النقيض، فإن حكم لاهاي بالعملة الصعبة، ومطلوب من روسيا سداده قبل الأول من يناير (كانون الثاني) من عام 2015. وتعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باستئناف الحكم، ولكن إذا ظل هذا القرار نافذا، فإن الممتلكات الروسية في الخارج قد يجري الاستيلاء عليها لإرضاء المدعين.
في الواقع، ربما لم يفهم الروس حتى الآن، ولكن في نهاية المطاف سيكون عليهم أن يدفعوا ثمن مصادرات بوتين، وما قام بضمه. إن الأوهام من هذا القبيل لا تدوم إلى الأبد.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تعليق عدنان ابراهيم على تهجير داعش للمسيحيين من الموصل

christianmaouseliraqueتعليق عدنان ابراهيم على تهجير داعش للمسيحيين من الموصل

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

هل تحسم معركة الجنوب أزمة سورية؟

syrflagغازي دحمان: العربي الجديد

في وقت تحتل فيه المعارك الجارية شرق سورية وشمالها، مركز الصدارة في الاهتمام الإعلامي والسياسي، يخوض الثوار معركة ناجحة في جنوب البلاد، مختلفة بكل المقاييس، سواء لجهة أداء المقاتلين هناك، أو للفعالية الاستراتيجية، والأثر المتوقع للعملية في تغيير معادلات الأرض بين الثوار وقوات نظام الأسد وحلفائه، وكذلك بالنظر إلى الموقع المهم للقطاع الذي يشكل مسرح العمليات، ليس على المستوى السوري وحسب، بل وعلى مستوى الجغرافيا الإقليمية.

في قطاعٍ يمتد من جنوب دمشق إلى حدود الجولان والأردن، يقع مسرح عمليات الثوار، هناك حيث يسجلون مكاسب متزايدة، وتتميّز معركتهم بالصبر والعمل وفق نظرية تحقيق تراكم الانتصارات، على اعتبار أن المنطقة كانت تشكل ثكنة عسكرية كبيرة، توجد فيها مختف أنواع الأسلحة والتشكيلات العسكرية.

وتستند المعركة إلى هجوم ذي محورين على دمشق، من درعا والقنيطرة، بهدف الإطباق على العاصمة دمشق، وتدمير دفاعاتها. وقد دمّر الثوار في الجنوب ركائز النظام ونقاط قوته المتمثلة باللواءين 61 و90، فقد أدت الضربات المتتالية والناجحة التي وجهها الثوار إلى شلّ فعاليتهما، كما سيطر الثوار على معظم التلال في المنطقة، ما يجعل كل طرق إمداد النظام إلى درعا والقنيطرة مكشوفة واستهدافها سهلاً، وخصوصاً بعد سقوط تلول الحمر وكودنا والجابية وحوران بأيدي الثوار.

تتميّز التشكيلات الثورية المقاتلة في الجنوب بأنها تتشكل من النسيج الاجتماعي للمنطقة، ذلك أن معظم المقاتلين هم من أبناء المنطقة، كما يتميّزون، أيضاً، بدرجة انتمائهم العالية لفصائل الثورة، ولا يصدرون في مواقفهم عن خلفيات عشائرية، ويبلغ التعداد التقديري لجماعات الثوار في المنطقة نحو ثلاثين ألف مقاتل، وهم مجموعة تشكيلات تتبع الجيش الحر، وبعض التشكيلات ذات الخلفية الإسلامية، بالإضافة إلى وجود لجبهة النصرة.

وما يميّز عمل الثوار في المنطقة الجنوبية درجة الانضباط والتنسيق الكبيرة، بعدما جرت إعادة هيكلة الكتائب المقاتلة وتوحيدها ضمن قيادة مشتركة، وتدعيمها بغرفة عمليات واحدة، ما يوفر لها قيادة مركزية واحدة، وهو أمر طالما افتقدته الجبهات الأخرى، كما أنها تنطوي على عددٍ لا بأس به من القياديين المحترفين، خصوصاً الذين خضعوا لدورات تدريبية في الأردن، إضافة إلى وجود منشقين كثيرين في القيادات العملانية. وتمتلك الكتائب صواريخ “تاو” المضادة للدبابات، والتي كان لفعاليتها التدميرية أثراً كبيراً في منع النظام من إرسال دبابات بديلة.

بالإضافة إلى ما سبق، تتمتع منطقة الجنوب بمزايا استراتيجية مهمة، ترفع نسبة حظوظ الانتصار فيها، مثل قربها من دمشق، إذ لا تبعد المناطق التي يسيطر عليها الثوار في إنخل وجاسم وخان الشيح، سوى أقل من عشرين كيلومتراً، إضافة إلى توفر شبكة تغذية لوجستية، عبر غوطة دمشق الشرقية والبادية، ما يسهّل عملية إمدادها بالأسلحة والقوى البشرية.

يواجه نظام الأسد مأزقاً معقداً على جبهة الجنوب، إذ لا يملك جيش بشار أي احتياطي يمكّنه من صد الخطر القادم من الجنوب. وإذ تشير التطورات إلى قرب خسارته مدينة القنيطرة، فإن الخطر يزحف حثيثاً باتجاه أهم معاقله، “معسكرات الفوج التاسع”، التي تتمركز في الكسوة وقطنا وكناكر، والتي تعتبر آخر جدران حماية العاصمة من الجنوب.

وفي محاولةٍ لتجنّب هذا المأزق، حاول النظام استخدام تكتيكات عدة، مثل: القوة النارية للحرب الكلاسيكية، وتنسيق القوات البرية مع المقاتلات الحربية، إضافة إلى طائرات الاستطلاع، غير أن تلك الأساليب فشلت في وقف تقدم الثوار من الجنوب.

تشكل معركة الجنوب متغيّراً جديداً ومهمّاً في مسار الحرب ضد نظام بشار الأسد، إذ طالما جرى التركيز على جبهات الشمال، البعيدة نسبياً عن العاصمة، مقارنة بجبهة الجنوب التي يهدد نجاحها بتغيير المعادلات على الأرض وفرض واقع جديد، ينتهي بمحاصرة العاصمة، وربما إسقاطها، ما يجعل تلك المعركة تنطوي على أبعاد سياسية، وذلك لتناسقها مع السياق الدولي الذي تولَّد بعد فشل مؤتمر جنيف 2، وذهاب الأطراف الداعمة للثورة إلى محاولة تغيير موازين القوة، بهدف إجبار نظام الأسد على العودة إلى طاولة المفاوضات، بعد إعلانه موت العملية السياسية بشكلها الذي تم التواضع عليه في جنيف، وبحثه عن صيغ جديدة تعكس ما يعتقده انتصاره على الثورة.

انطلاقاً من ذلك، حاول نظام الأسد خلط الأوراق السياسية، بهدف إرباك تقدم ثوار الجنوب باتجاه دمشق، مرة عبر تهديده الأردن من اللعب بالنار، ومرة عبر ترويجه فكرة إنشاء إسرائيل منطقة عازلة في الجنوب، وكثيراً ما صرح بوجود مساعدات لوجستية إسرائيلية للثوار، غير أن موقع روترنت الإسرائيلي، ذكر أن الاستخبارات السورية تزوّد إسرائيل بمعلومات عن نُظُم صواريخ حماس، في مقابل معلومات تحركات “المسلحين” في درعا والقنيطرة.

على خلاف التوقعات السابقة، تشير تقديرات ميدانية إلى أن الجنوب قد يكون الجبهة الحاسمة، فالتحالفات الحاصلة هناك، وطبيعة التكتيكات والأسلحة التي يستخدمها الثوار، تثبت نجاعة كبيرة، مع ملاحظة أن تشكيلات جيش بشار في الجنوب هي آخر ما تبقى من بنية الجيش السوري. فجميع التشكيلات على الجبهات الأخرى هي ميليشيات طائفية، وكتائب عراقية ولبنانية، ما يعني أن انهيار التشكيلات العسكرية النظامية في الجنوب سيشكل انهياراً آخر في بنى الجيش النظامي، ما يهدد بانتقال الحرب السورية إلى مستوى آخر، وخصوصاً أن الأمر يتعلق، هنا، بأمن العاصمة التي يتمسك بها نظام الأسد، لإثبات وطنيته، وتأكيد شرعيته.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

خلاف بين إيران و الأسد على طريقة التعامل مع جبلي الأكراد و التركمان !!

خلاف بين إيران و الأسد على طريقة التعامل مع جبلي الأكراد و التركمان !!bashar_al_assad_1784685
نظراً لأهمية و حساسية موقعي جبلي الأكراد و التركمان على حدود حلف شمال الأطلسي و إطلالتهما على الساحل الشرقي للمتوسط هذا الموقع قيد حركة إيران كثيراً فهي تريد إعادة المنطقة لسلطة الأسد و لكنها فشلت بانتزاع موافقات دولية تسمح لقواتها بدخول المنطقة أو تسمح لقوات الأسد باستخدام الكيماوي ضد الجبلين و من هنا فرض الواقع على إيران تغيير سياستها مع الجبلين و بدأت باتصالاتها مع وجهاء بالمنطقتين مستغلة إهمال المنطقتين من قبل المعارضة و قدمت حل سياسي مغري للمنطقة من إطلاق سراح المعتقلين لتغيير القانون الانتخابي باللاذقية إلى تعيين أحد أبناء المنطقة كوزير بالحكومة المقبل طبعاً هذا كله لا يعجب آل الأسد لأنهم لا يقبلوا بتقديم كل هذه التنازلات و هم على قناعة تامة بإمكانية حل أزمة الجبل بتكلفة أقل بكثير من خلال طابورهم الخامس الموجود بالجبل لذلك بدأوا بإجراء اتصالات و أوعزوا لعملائهم ببث سمومهم و بتنفيذ اغتيالات بالجبل ليقطعوا الطريق على إيران من خلال إبرامهم لاتفاق مع بعض البسطاء و الدراويش بتكلفة أقل ومن هنا على كل أبناء الجبل أن يعوا أن الحل السياسي بالجبل ضرورة للأسد و لإيران و مطلب من العلويين لذلك على الجميع مسؤولية اتجاه جبلهم و ساحلهم و من هنا ننطلق :
الفوضى سلاح بيد أعدائنا ضدنا و الأنانية و اتخاذ القرارات بالغرف المغلقة ستقضي علينا و التعامل مع تطورات الواقع بالشعارات و بالتخوين سيجعلنا أضحوكة للأمم و فريسة سهلة للنظام و أعوانه يجب أن نستفيد من خلافهم و يجب أن نستغل الوقت لتصحيح أخطائنا بالجبل فنحن طلاب حق و دعاة بناة دولة حديثة و عشاق حياة و مؤمنون بالتعددية و بالعيش المشترك و كل من يخرج عن هذه الثوابت بالجبلين هو إما جاهل و قليل فهم أو مرسل لتشويه صورتنا نحن ضد الغلط و الظلم فقط لا نريد و لا نستطيع أن نقضي على أحد هدفنا أن نعيش بكرامة سلاح بلا أخلاق يقتلنا لا يقتل أعدائنا و يجب أن نتعلم الحوار و اتخاذ القرار و تبادل الأدوار بالجبل يجب أن نتغير فإن لم نتغير سيستبدلنا الله بقوم صادقون و مخلصون و موحدون و الله ولي الأمر و التوفيق .

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

مٶتمر نوعي لمواجهة التطرف الديني

مٶتمر نوعي لمواجهة التطرف الدينيlibertycamp
اسراء الزاملي
ماشهدته العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت 26 تموز المنصرم، کانت بحق تظاهرة إنسانية ـ حضارية ضد التطرف الديني، خصوصا وان شعار المٶتمر الذي کان”الدکتاتورية الدينية في إيران بٶرة الحروب الطائفية في الشرق الاوسط”، قد کان بحد ذاته أکثر من رسالة ذات مغزى لکل من أبتلي او أکتوي بسعير نيران التطرف.
عديدة و متنوعة هي العوامل التي دعمت هذا المٶتمر و وفرت له ضمانات الموفقية و النجاح، لکننا يمکن أن نختصر أهمها فيما يلي:
ـ المٶتمر ينعقد في ظرف تشهد فيه المنطقة تصاعدا استثنائيا للتطرف، وتشهد فيه أيضا ضجرا و تبرما و سخطا شعبيا من هذه الظاهرة، حيث ان الشعوب باتت تتشوق لحملة قوية من نوعها من أجل تطهير المنطقة من شر هذه الظاهرة المعادية للإنسانية.
ـ شارك في المٶتمر وفود مثلت 31 بلدا، کان من بينها شخصيات سياسية و دينية بارزة، وهو مايعني نجاحا جديدا للمقاومة الايرانية في جمع هکذا حشد عالمي لمواجهة التطرف الديني.
ـ إنعقد المٶتمر بحضور وفد مصري، شرح للحضور و العالم کله التجربة النوعية للشعب المصري في مواجهة التطرف و کيف أن وعي الشعوب کفيل بتحديد حرکة خفافيش الظلام و منعهم من إستغلال الامور لصالح غاياتهم الضيقة، وهو مايمنح الکثير من الثقة و الامل و التفاٶل لشعوب أخرى کي تعيد الکرة وتحقق نصرا کبيرا آخرا.
هذا المٶتمر الذي قدمت من خلاله السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، مايمکن تشبيهه بورقة عمل او خارطة طريق من أجل مکافحة و مواجهة التطرف و الانتصار عليه، حيث وصفت رجوي بأن الحل العملي لتحقيق السلام والتسامح والديمقراطية في المنطقة يكمن في قطع دابر النظام الايراني وقالت ان المقاومة الايرانية هي ضمان لتحقيق هذا الحل. وقد بينت السيدة رجوي بأن الاسلام دين سمح يٶمن بالحرية و لذلك لايمکن إستغلاله او تأويله او حمله على محامل سوداء و ظلامية.
asraa.zamli@yahoo.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

رسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام 2

biblequranqoutsرسالة من مسلم الى مسيحي يدعوه بها الى الاسلام  (الجزء الاول)

عضيد جواد الخميسي

فأجـابه النصـراني
بسْم الله الرَّحمن الرَّحيم
رَبِّ يَسِّرْ ولا تُعَسِّرْ. رَبِّ تمِّمْ بالخير .

إلىعبد اللَّـه بن إسماعيل الهاشميّ ، منعبد المسيح بن اسحق الكنديّ أصغر عبيد المسيح.
سلامةٌ ورحمةٌ ورأفةٌ وتحياتٌ تحلُّ عليك خاصَّة، وعلى جميع أهل العالم عامَّة بجوده وكرمه آمين.

أما بعد، فقد قرأتُ رسالتك وحمدّتُ الله على ما وُهب لي من رأي سيدي أمير المؤمنين، ودعوت الله الذي لا يخيّبُ داعيه، إذا دعاه بنيَّةٍ صادقةٍ، وأن يطيل بقاءَ سيدنا أمير المؤمنين في أسبغِ النعم، وأدوم الكرامة، وأشمل العافية بمنّه رحمته. وشكرتُ، أكرمك الله، ما ظهر لي من فضلَك، وما كشفتَه من لطيفِ محبتك، وما خصصتَني به من المودة، فقد كان العهد قبلاً عندي على هذا قديماً، وقد زاده تأكيداً ما تبيَّن لي من شفقتك مستأنفاً. وشكري يُقَصِّرُ عمَّا فعلتَه، ولم تَتَعدَّ ما يشبه كرم طباعك وشرف سلفك. وأنا أرغب إلى اللـه، جلَّ اسمه، الذي بيده الخير كله أن يتولى مكافأتك عني بما هو واسع له. إذ لم تأت بما أتيت به إلاّ على الإخلاص من المودَّة، وكان الذي حملك على ذلك فرط المحبة والإلفة. وفهمتُ، أفهمك الله كلَّ خير، وهداك إلى سبيل الرشاد، ما اقتصصتَهُ في كتابك وتعمَّقتَ فيه من الدعوة وشرَحته من أمر ديانتك هذه التي أنت عليها، وما دعوتني إلى الدخول إليه ورغَّبتني فيه منها. وقد علمتُ، أصلحك الله، علماً حقيقياً، أن الذي دعاك إلى ذلك ما يوجبه لنا تفضُّلك من حق حرمتنا بك لما يظهر من رأي سيدنا وسيدك وابن عمك أمير المؤمنين فينا، فهذا ما لا قوة لنا على شكرك عليه، ولا عون لنا على ذلك إلاَّ الله تبارك وتعالى، فإننا نستعينه ونسأله مبتهلين طالبين إليه أن يشكرك عنا، فإنَّه أهلٌ لذلك والقادر عليه .
فأما ما دعوتني إليه من أمرِ دينك الذي تنتحله، ومقالتك التي تعتقدها وهي الحنيفية، وأنك على ملَّة أبينا إبراهيم، وما قلتَ فيه انه كان حنيفاً مسلماً، فنحن نسأل المسيح سيدنا مخلِّص العالمين، الذين وعدنا الوعد الصادق وضمن لنا الضمان الصحيح في إنجيله المقدس، فأنا واثق بما وعدني به سيدي المسيح في إنجيله المقدس من إنجازه وعده لي، وادخلُ معكَ المعركة مستغيثاً بالله، متكلاً عليه، إذ كنتُ أنا العاجز عن كل شيء لا أتأخَّر عن دعوته المنيرة وعن دينه الأفضل، وافتتح كلامي بما يُلَقِّنني به من صـلاح القول، ويلهمني من وثيق الحجة ،كعادته عند أوليائِه، وأرجو منه الظفر .
وأقول مجيباً لك: قد علمتُ أنك قرأتَ كتب الله المنزلة، ونظرتَ في ديوان أسراره المقدسة، التي هي الكتب العتيقة والحديثة. ومكتوب في التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى النبي، وناجاه بجميع ما فيها، وخبَّره أسراره في السفر الأول من أسفارها الخمسة، وهو المعروف بسفر الخليقة (التكوين)، أنَّ إبراهيم كان نازلاً مع آبائِه بحرَّان، وأنها كانت مسكناً له، وأن الله تجلَّى له بعد تسعين سنة، فآمن به وحُسبَ له ذلك براً. ولكنه كان قبل ذلك التجلَّي يعبد الصنم المسمى العُزْى، وهو المعروف بحرَّان، المتَّخذ على اسم القمر، لأن أهل حرَّان كانوا يعبدون هذا الصنم، فكان إبراهيم يعبد الصنم حنيفاً مع آبائِه وأجدادِه وأهل بلده، كما أقررتَ أنت أيها الحنيف وشهدتَ بذلك عليه، إلى أن تجلَّى الله عليه “فآمن بالرب فحُسب له ذلك برَّاً ” (تكوين 15). فترك الحنيفية التي هي عبادة الأصنام، وصار مُوَحِّداً مؤمناً، لأنَّنا نجد الحنيفية في كتب الله المنزلة اسماً لعبادة الأصنام، فورَّث إبراهيم ذلك التوحيد إسحق، الذي هو ابن الموعد، وهو الذي قرَّ به لله ففداه اللـه بالكبش، لأنه هكذا أمره اللـه: “وقال أعْمِدْ إلى أبنك ووحيدك الذي تُحِبُّه، وهو اسحق، فأمْضِ به حتى تُقَرِّبَه لي قرباناً في الموضع الذي أُريكَهُ ” (تك 22: 2). ومن نسل اسحق من سارة الحرة خرج المسيح مخلِّص العالم. فلهذه الأسباب وغيرها ورَّثه إبراهيم أبوه التوحيد، ثم ورَّثه اسحق يعقوب ابنه الذي سماه الله إسرائيل، ثم ورَّثه يعقوبُ الاثني عشر سبطاً. فلم يزل ذلك التراث في بني إسرائيل حتى دخلوا أرض مصر أيام الفراعنة بسبب يوسف، ثم لم يَزَلْ ذلك التراث ينقص ويضعف قرناً بعد قرن حتى اضمحلَّ، كاضمحلاله الذي كان في عصر نوح، إذ كان التوحيد أوَّل من عرفه أبونا آدم، ثم ورَّثَهُ شيت، ثم شيث ورَّثَه أنوشَ ابنه، فكان انوش أوَّلَ من أعلن ذكر التوحيد ودعا إليه، ثم ورَّثه نوحُ ولدَهُ وولدَ ولده (أحفاده)، ثم اضمحلَّ إلى زمن إبراهيم. فتجدَّد ذلك التراث لإبراهيم، ولم يزِل يتجدد إلى أن وُلِدَ يعقوب، الذي هو إسرائيل الله، ثم اضمحلَّ حتى تجدَّد عندما بعث الله موسى، فإنَّ الله تجلَّى عليه بالنار في العوسجة، فجَدَّد ذكر التوحيد وأَلْغَزَ عن سرّ الثالوث حيث قال: “إلهُ إبراهيم وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوب” فكرَّر بذلك القول ذكر الثلاثة الأقانيم بعد ذكر التوحيد كما كان قديماً، فهو واحِدٌ ذو ثلاثة أقانيم لا محالة، لأنه أََجْمَل في قوله: “إلهُ آبائِكم” ثم قال مكـرراً اسم الجلالة ثلاث مرات. أَفَتقولُ أنها ثلاثة آلهة، أم إله واحد مكرَّراً ثلاث مرات؟ فإن قلنا إنها ثلاثة آلهة أشركنا وجئنا بأشنع القول وأمحله، وإن قلنا إله واحد مكرراً ثلاث مرات نكون قد دفعنا للكتاب حقَّه، لأنه قد كان يمكنه أن يقول: إله آبائِكم إبراهيم واسحق ويعقوب. وإنما كرَّر ذلك للإشارة أن في هذا الموضع سراً، وهو أن الله واحد ذو ثلاثة أقانيم. فثلاثةُ أقانيم إلهٌ واحدٌ، وإلهٌ واحدٌ ثلاثةُ أقانيم. فأيُّ دليل أوضح وأيُّ نور أضوى من هذا إلاَّ لمن عاند الحق، وأراد أن يغِشَّ نفسه، ويُصِمَّ سَمْعَ عقله عن استماع سر الله الذي أودعه الله في كتبه التي أنزلها على أنبيائه، وهي، أكرمك الله، في أيدي أصحاب التوراة. الذين إلى هذا الوقت لم يكونوا يفهمونه، حتى جاء صاحب السرّ الذي هو المسيح سيدنا وكشفه لنا .
فقد علمنا الآن أن إبراهيم كان منذ ولد إلى أن أتت عليه تسعون سنة حنيفاً عابد صنم، ثم آمن باللـه إلى أن قبض (مات). فأنت تدعوني إلى دين إبراهيم وملَّته، فليت شعري، إلى أيّ مذهبيه ودينيه تدعوني؟ وفي أيّ حالتيه تُرغّبني؟ أَحَيثُ كان حنيفاً يعبد الصنم المعروف بالعُزَّى مع آبائه وأهل بيته وهو بحرَّان؟ أم حيث خرجَ عن الحنيفية وَوَحَّد الله وعبده وآمن به، فانتقل طائعاً عن حرَّان دار الكفرة ومدينة أهل الضلالة؟ فلا أظنك تدعوني إلى مثل حال إبراهيم في كفره وضلاله من عبادة الأصنام، التي هي الحنيفية. وإن كنتَ تدعوني إلى حاله وقت إيمانه وما حُسب له من البرّ وقت توحيده، فاليهوديُّ ابن إبراهيم أولى بهذه الدعوة منك، لأنه هو صاحب تراث اسحق الذي ورث هذا التوحيد عن إبراهيم أبيه، وهو أولى منك، وأحقّ بهذا الأمر. فما لك والظلم والحيف والجَنَف، وطلب ما لم يجعله الله لك حقَّا؟ فأنت دائماً تنسـب ذاتك إلى العدل، وتصفها بهذه الصفة، ونبيّك يَقِرُّ في كتابه: “قُلْ إني أُمِرتُ أن أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمْ، وَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُشْرِكينَ” (الأنعام 14) أفلا ترى أنَّه أول من أظهر الإسلام، وان قبله إبراهيم وغيره لم يكونوا مسلمين، لأن نبيّك قد أقرَّ بأنَّه هو أول من أسلم؟ فإن أبيْت إلاَّ الوكالة بالخصومة والاحتجاج عن اليهود، فأنت تعلم ما يجب لنا عليك في الحكم إذا نحن طالبناك بإقرار اليهودي بتوكيله إياك! فإن ثبتت وكالتك له نأخذ منك إقرارك أنك قد أقمت نفسك ونصَّبتها منصب الخصم عن اليهود، وأنا لا أرى لشرفك وحسبك أن أحلك هذا المحل. وإن كنت أنت أحللته نفسك فإني أسألك عن هذا الواحد الذي دعوتنا إلى الإِقرار بوحدانيته، كيف تُفْهِمُنَا انه واحد، وعلى كم نحو يُقال للواحد واحداً. فإذا أنبأتنا بذلك علمنا أنك صادق فيما ادعيت من عبادة هذا الواحد. أمَّا إن كنت غير عالمٍ به فأين تبَصُّرُكَ؟ ألا تعلم أن الواحد لا يُقال له واحداً إلاّ على ثلاثة أوجهٍ: إمَّا في الجنس، وإمَّا في النوع، وإمَّا في العدد. ولستُ أرى أحداً يدَّعي غير هذا، أو يقدر أن يجد غير هذه الأوجه الثلاثة. فعلى أيّ وجه تصف الله، جلَّ وعزَّ، واحداً من هذه الوجوه التي ذكرتها لك، أفي الجنس، أم في النوع، أم في العدد. فإن قلتَ أنَّه واحد في الجنس صار واحداً عاماً لأنواع شتى، لأن حكم الواحد في الجنس هو الذي يضمُّ أنواعاً كثيرة مختلفة، وذلك مما لا يجوز في اللـه. وإن قلت إنه واحد في النوع، صار ذلك نوعاً عاماً لأقانيم شتى، لأن حكم النوع يضم أقانيم كثيرة في العدد. وإن قلت انَّه واحد في العدد، كان ذلك نقضاً لكلامك أنَّه واحد فرد صمد، لأنَّه لو سألك سائل عن نفسك: كم أنت؟ لا تقدر أن تجيبه أنك واحد فرد. فكيف يقبل عقلك هذه الصفة التي لا تُفَضِّلُ إلهك عن سائر خلقه؟ وليتَك مع وصفك إياه بالعدد كنتَ وصفتَهُ أيضاً بالتبعيض والنقصان. أتَراك لا تعلم، أنت الرجل الذي فتَّشْتَ الكتب وقرأتها، وناظرتَ أهل الملل المختلفة، وفهمتَ اعتقاداتهم، أنَّ الواحد الفرد بعض العدد، لأنَّ كمال العدد ما عَمَّ جميع أنواع العدد، فالواحد بعض العدد. وهذا نقضٌّ لكلامك. فإن قلت انَّه واحد في النوع، فللنوع ذواتٌ شتى لا واحد فرد. وإن قلتَ انَّه واحد في الجوهر، نسألك: هل تخالف صفة الواحد في النوع عندك صفة الواحد في العدد؟ أو إنما تعني واحداً في النوع واحداً في العدد لأنَّه عام؟ فإن قلتَ: قد تخالف هذه تلك ، قلنا لك: حد الواحد في النوع عند أهل الحكمة، العارفين بحدود الكلام، والعالمين بقوانين المنطق، اسم يعُمُّ أفراداً شتى، وواحد الواحد ما لا يعمُّ غير نفسه. أَفَمُقِرٌ أنت أنَّ الله واحد في الجوهر يَعُمُّ أشخاصاً شتى، أو إنما تصفه شخصاً واحداً؟ وإن كان معنى قولك إنه واحد في النوع واحد في العدد، فإنك لم تُعَرِّفْ الواحد في النوع ما هو وكيف هو، ورجعت إلى كلامك الأول أنه واحد في العدد، وهذه صفة المخلوقين، كما قدمنا آنفاً. وإن قلتَ: هل تقدر أنت أنْ تصف الله واحداً في العدد إذا كان كزعمك الواحد في العدد بعضاً وليس بكامل؟ قلنا لك: إنَّنا نصفه واحداً كاملاً في الجوهر مثلَّثاً في العدد، أي في الأقانيم الثلاثة فقد كمِلَتْ صفته من الوجهين جميعاً. أمَّا وصفنا إياه واحداً في الجوهر فلأنَّه أعلى من جميع خلقه، لا يشبهه شيء منها ولا يختلط في غيره، بسيط غير كثيف وروحاني غير جسماني، أبٌ على كل شيء بقوة جوهـره من غير امتزاج ولا اختلاط ولا تركيب. وأما في العدد فلأنه عام لجميع أنواع العدد لا يُعد وإن تكن أنواعه نوعين زوجاً وفرداً، فقد دخل هذان النوعان في هذه الثلاثة. فبأيِّ الأنحاءِ وصفناه لم نعدل عن صفة الكمال شيئاً كما يليق به. فوَصْفنا اللـه واحداً ليس على ما وصفته أنت. وأرجو أن يكون هذا الجواب مقنعاً لك وللناظر في كتابنا هذا، إذا نظر بعين الإنصاف إن شاء الله .
وأما قولك أنَّه لم يتخذْ صاحبةً ولا ولداً ولم يكن له كفؤاً أحد، فإن أنت أنصفتنا أقرَّرتَ لي بأنَّ الذي وصفه بذلك هو الذي شنَّع عليه. وأما نحن فلا نقول أنَّ لله صاحبة، ولا أنَّه اتخذ ولداً، ولا أنَّه كان له كفؤاً أحد، ولا نَصِفُه بمثل هذه الرذائل من صفات التشبيه به، وإنما هذه الشُبهات لكم من عند اليهود الذين أرادوا كيدكم بذلك، فلفَّقُوا هذه القصص. وأنت تعلم أنه ليس في كتبنا المنزلة لهذا ذكرٌ فتقبله عقولنا أو نتكلم به، وإنما هو كتابكَ الذي أكثرَ التشنيعَ علينا، وادَّعى على المسيح سيدنا ومحيي البشر الدعاوي التي لم يقلها قط. إنما ذلك من حيلة وهَب بن منبه وعبد اللـه بن سلام وكعب المعروف بالأحبار، اليهود الذين احتالوا في إدخـال ذلك وغيره من التشنيعات علينا بل وعليكم، وإن فحصتَ عن ذلك في كتابك عرفت حقيقته. ونحن نقول إن الله الأزلي بكلمته لم يزل حليماً رَؤوفاً، وإنما وصفناه بالرحمة والرأفة والملك والعز والسلطان والجبروت والتدبير، وما أشبه هذه الصفات، لما يظهر لنا من أفعاله. وقد أخبرَتْ عنها عقول الناس واشتقّوها له اشتقاقاً لأجل فعله إياها، فاستوجبها جلَّ وعز بالكمال والحقيقة، كما استوجب جميع ما سُمّيَ به من أجل فعله له .

ولقد فهمت ما دعوتَني إليه من الشهادة لنبيّك والإقرار بنبوَّته ورسالته، وما عظَّمتَ من أمره. فأما تعظيمك إياه وتفخيمك إياه فلسنا نجادلك فيه، وليس عندنا فيه إلاّ تسليمه لك، إذ كنت أَوْلى الناس بقرابتك، وقرابتك أَوْلى الناس بك. وإنما نحن مناظروك في ما دَعوْتنا إليه من الإقرار بنبوَّته بأنَّ ذلك حقٌ واجب. فإن كان ذلك حقاً واجباً فليس ينبغي لنا، ولا لأحدٍ ذي عقل أن يمتنع أو يمتعض من قبوله، فإنَّه لا يمتنع عن الإقرار بالحق إلاَّ ظالمٍ معتدٍ، أو جاهلٍ بمعرفة قدر الحق. وإن كان ذلك غير الحق فلا ينبغي لك أن تقيم على غير الحق، فكيف تدعونا إليه؟ فإنك إذا فعلت هذا كنتَ ظالماً لنفسك أولاً، ثم متعدّياً على من تدعوه إلى الحق. فلنطرحْ الآن من بيننا العصبيَّة، ولنفحصْ عن أول قصة نبيّك، هذا الذي تدعونا إلى الإقرار له بالنبوة، ونشرحها من أولها إلى آخـرها، ونختبرها اختباراً شافياً، فيجب أن يكون البحث عنه بتَأنٍّ وتَرَوٍّ .

كان هذا الرجل يتيماً في حِجْرِ عمه عبد مناف المعروف بأبي طالب، الذي كفله عند موت أبيه وكان يعوله ويدافع عنه، وكان يعبد أصنام الّلات والعُزَّى مع عمومته وأهل بيته بمكة، على ما حكى هو في كتابه، وأقَرَّه على نفسه حيث قال: “ألم يجدك يتيماً فآوَى، ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى” (ضحى 6 – 8). ثم نشأ في ذلك الأمر حتى صار في خدمة عِيرٍ(قافلة الإبل ) لخديجة بنت خويلد، يعمل فيها بأجرة ويتردد بها إلى الشام وغيرها، إلى أن كان ما كان من أمره وأمر خديجة وتزوُّجه إياها، للسبب الذي تعرفه. فلمّا قوَّته بمالها نازعته نفسـه إلى أن يدَّعي الملك والترؤس على عشيرته وأهل بلده، فلم يتبعه عليه إلاَّ قليلٌ من الناس. فعندما يئِسَ مما سوَّلت له نفسه ادَّعى النبوَّة، وأنه رسولٌ مبعوثٌ من رب العالمين، فدخل عليهم من باب لطيف لا يعرفون عاقبته ما هي، ولا يفهمون كيف امتحان مثله، ولا ما يعود عليهم من ضرر منه، وإنما هم قوم عرب أصحاب بدوٍ لم يفهموا شروط الرسالة، ولم يعرفوا علامات النبوَّة، لأنه لم يُبْعَث فيهم نبي قط. وكان ذلك من تعليم الرجل الملقِّن له الذي سنذكر اسمه وقصته في غير هذا الموضع من كتابنا، وكيف كان سببه. ثم إنه استصحب قوماً أصحاب غارات ممن يصيب الطريق على سُنَّة البلد وعادة أهله الجارية عندهم إلى هذه الغاية، فانضمَّ إليه هذا النوع، وأقبل يبثث الطلائع ويدسس العيون ويبعث، إلى المواضع التي ترِد القـوافل إليها من الشام، بالتجارات فيصيبونها قبل وصولها، فيُغِيرون عليها ويأخذون العِير والتجارات ويقتلون الرجال. والدليل على ذلك أنه خرج في بعض أيامه فرأى جمالاً مقبلة من المدينة إلى مكة، لأبي جهل بن هشام، ويُسمي أعراب البادية ذلك غزواً إذا خرجت للغارة على السابلة وإصابة الطريق. وكان أوّل خروجه من مكة إلى المدينة بهذا السبب، وهو حينئذ ابن 53 سنة، بعد أن ادَّعى ما ادَّعاه من النبوة بمكة 13 سنة، ومعه من أصحابه 40 رجلاً. وقد لقي كل أذى من أهل مكة لأنهم كانوا به عارفين، فأظهروا أن طرده لادِّعائه النبوَّة وعقد باطنهم لما صح عندهم من إصابته الطريق. فسار مع أصحابه إلى المدينة وهي يومئذ خراب يَبَابٌ ليس فيها إلاَّ قوم ضعفاء أكثرهم يهودٌ لا حِراك بهم. فكان أول ما افتتح به أمره فيها من العدل وإظهار نَصَفَة النبوة وعلامتها، أنه أخذ المِرْبَد الذي للغلامين اليتيمين من بني النجار وجعله مسجداً. ثم أنه بعث أول بعثة حمزة بن عبد المطلب في 30 راكباً إلى العيص من بلد جهينة يعترض عِير قريش وقد جاءت من الشام، فلقي أبا جهل بن هشام في 300 رجل من أهل مكة ، فافترقوا لأن حمزة كان في 30، فخاف لقاء أبي جهل وفزع منه، فلم يكن بينهم قتال .. فأين شروط النبوَّة في هذا الموضع من قول الله في التوراة، المنزلة من عنده لموسى، حيث وعده أن يُدخل بني إسـرائيل، الذين أخرجهم من مصر، إلى أرض الجبابرة المسمَّاة “أرض الميعاد”، وهي أرض فلسطين: أنَّ الواحد يهزِّم ألفاً، والاثنين يُهَزِمان رَبْوَةً؟. وكذلك كان فعله على يدي يشوع بن نون، المتولّي إدخال بني إسرائيل أرض الميعاد ومحاربة أهل فلسطين. فهذا حد ما يطالب به نبيّك في هذا الموضع من علامات النبوَّة والرسالة.
فلنرجع الآن، إذ ليس عندك في هذا جواب، وكنت صفراً مفلجاً أنتَ وجميع من يعتقد مثل مقالتك، فنقول: إمَّا أن يكون حمزة هذا رسول نبيٍّ مبعوث، وهو ابن عمه، خرج ومعه ثلاثون راكباً، فانحاز فَرْقَاً (خاف) من أبي جهل الكافر المشرك ومعه ثلثمائة رجل كفار مشركين عباد أوثان ، ولم يحاربه بل سالمه، أو أن يكون هذا خلاف ما تدعيه أنت أنه نبيّ مرسَل، وأن الملائكة تؤَيّده وتقاتل دونه، كما كانت تقاتل مع يشوع بن نون. فإنه رأى ملاكاً في زي فارس، فلم يعرفه يشوع فسأله: أمِن أصحابنا أنت أم من أعدائِنا؟ فقال له الملاك: أنا رئيس جيوش الرب، والآن أقبلتُ. فخرَّ يشوع بوجهه على الأرض ساجداً وقال: “بماذا يأمر السيدُ عبده؟” فقال رئيس جيوش الرب: “انزع خُفَّيْكَ من قدمَيْك لأن المكان الذي أنت فيه مكان مقدَّس” (يشوع 5: 13–15) ففعل يشوع ذلك. وفي هذا القول من الملاك ليشوع سرٌ ليس هذا موضعه، وكان يشوع وقتها يحاصر أريحا، فلما أتى على ذلك سبعة أيام فتحها على غير عقد ولا عهد، فقتل كل من كان فيها من ذكر وأنثى.
ولنذكر أيضاً غزوة نبيّك الثانية لعلَّه يكون لك فيها أدنى جواب. وفيها بعث عُبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكباً ليكون ضعف العدة الأولى، فيقوّي قلوبهم إلى بطن رابغ بين الأبواءِ والجحفة، فلقي أبا سفيان بن حرب، وأبو سفيان في 200 راكب، فكان بينهم من الدماءِ ما قد علمت، ثم رُدعوا، فما رأيتُ أحداً من الملائكة أعانهم على أمرهم بشيء، وقد شهدتَ أنتَ أنَّ جبرائيل كان في صورة رجل راكب رَمَكَةً شَهْبَاء عليه ثياب خضر. وقد ركب فرعون بجنوده على400 ألف حصان في طلب بني إسرائيل. فلما توسط بنو إسرائيل البحر قحم جبرائيل على الرمكة في أثرهم قائلاً: “قدم خير”. فتبعته الخيل التي كان عليها فرعون وأصحابه، فنجا بنو إسرائيل وغرق فرعون وأصحابه! هذه شهادتك وإقرارك ببعض علامات موسى النبي التي أتى بني إسرائيل، وصاحبك خلوٌ من هذا كله!
ولا بدَّ لنا أن نأتيك بالثالثة لما بعث سعد بن أبي وَقَّاص إلى الخَرَّار خارج الجحفة في عشرين رجلاً، فورد الموضع وقد سبقته العِير قبل ذلك بيوم، ففاته أمله ورجع خائباً من رجائه! فهذه خلاف آيات النبوة وعكس ما فعله نبي اللـه صموئيل بشـاول. ولا أشكّ في أنك تعرف القصة،
فلننظر الآن بعد الغزوات الثلاث التي خرج فيها هؤلاءِ النفر ومن خرج معهم بأمر صاحبك فانصرفوا فُرُغاً في الغزوات التي خرج هو بنفسه فيها مع أصحابه. فخرج أولاً يريد عيراً لقريش، فانتهى إلى ودَّان(قرية من قرى الحجاز) فوافاه مَجْشيُّ بن عمر الضمري فلم يَنَلْ منه شيئاً ورجع صفراً، ثم خـرج ثانية إلى بواط، وهي في طريق الشام، في طلب عِيرٍ لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي، ورجـع ولم يصنع شيئاً. ثم خرج ثالثة إلى أن وصل إلى يَنْبُع في طلب عِيرٍ لقريش أيضاً يريد الشام، وهي العِير التي كان القتال ببدْرٍ بسببها في رجعتها، فرجع صفراً ولم يصنع شيئاً. فأنْصِف، وأنت أهلٌ لذلك، إن كان صاحبك نبياً كما تدَّعي! فما للأنبياء وشنّ الغارات والخروج لإصابة الطرق والتعرُّض لأخذ أمتعة الناس ! وما الذي ترك صاحبك هذا للُّصُوص وقُطَّاع الطريق؟ وما الفرق بينه وبين أتابك الخزمي الذي تناهى إلى سيدنا أمير المؤمنين وإلينا خبره بما عمل وارتكب من ظلم الناس؟ فأجِبْنا إنْ يكن عندك في هذا جواب واضح. وإني لأعْلَم أنه لا جواب عندك ولا عند غيرك ممن اعتقدَ مثل اعتقادِكَ، كما لم يكن عندك في غيره مما سلف .

ثم لم يزل كذلك إلى أن وجد القوم الذين خرج في طلبهم في ضعف، فاسْتاق عِيرهم، وأخذ تجارتهم، وقتل من أمكنه قتله من رجالهم، وإن وافاهم وهم في مَنَعَةً وقوُّةٍ انحاز عنهم وولى هارباً إلى أن مات. فكانت مغازيه بنفسه 26 غزوة، غير السرايا التي كانت تخرج في الليل، والسواري الخارجة نهاراً، والبعوث قاتل منها في تسع غزوات، والباقية كان يبعث فيها أصحابه. ثم أعجب من هذا في قُبْح الأحدوثة، والشناعة في الفعل والفظاظة، توجيهه إلى واحدٍ، واحداً يقتله بالغِيلة، كتوجيهه عبد الله بن رواحة لقتل أسير بن دارم اليهودي بخيبر فقتله غيلةً، وكبعثه سالم بن عمير العمري وحده إلى أبي عفك اليهودي، وهو شيخ كبير ما به حراك، فقتله بالغيلة ليلاً وهو نائم على فراشه آمناً مطمئناً، واحتجَّ بأنَّه كان يهجوه. ففي أيِّ كتابٍ قرأَ هذا، وأيِّ وحيٍ نزل عليه به، ومن أي حُكْمٍ حَكَمَ على مَن أعاب أن يُقتل؟ فقد كان في تأديب هذا الشيخ على ذنبه شيء دون القتل وخاصةً ليلاً وهو نائم مطمئن آمن على فراشه. فإن كان هجاه بما كان فيه، فقد صَدَق ولا يجب على من صدق قَتْل. وإن كان كذب عليه في قوله ، فلا يجب على من كذب القتل، بل يُؤدَّب لئلا يعود. فأين قولك أنَّه بعث بالرحمة والرأفة للناس كافةً؟
وأما بَعْثه لعبد اللـه بن جحش الأسدي إلى نخلة (وهو بستان أبن عامر) في 12 رجلاً من أصحابه ليأتيه بأخبار قريش، فلقوا بها عمرو بن الحضرمي في عِير قريش وتجارة قد أقبل بها من اليمن، فقتلوا عمراً واستاقوا العِير إلى المدينة. ولما وردوا أخرج عبد الله بن جحش مما أغار عليه هو وأصحابه الخُمس فدفعه لمحمد. فهذا لا أقول أنه حلال أو حرام، حتى يحكم فيه العادل!
وكذلك ما فعل في يهود قينقاع حيث صار إليهم بغير ذنب ولا علَّة إلاَّ الرغبة في أموالهم، فحاصرهم حتى نزلوا على حكمه واستوهبهم منه عبد اللـه بن أُبَيّ بن سلول فوهبهم له، وأخرجهم إلى أذرعات بعد أن أخذ أموالهم فقسمها بين أصحابه، وأخذ هو الخمس قائلا: “هذا ما أَفَاه الله على نبيَّه”. فكيف طاب له هذا، وبماذا استحلّ أن يأخذ أموال قوم لم يؤذوه ولم يكن بينه وبينهم غل، وإنما استضعفهم وكانوا كثيري الأموال! فما هكذا تفعل الأنبياءٌ ولا مَنْ يؤمن باللـه واليوم الآخر!

فأما غزوة أُحد وما أصيب فيها من كسر رباعيته السفل اليمنى وشق شفته وثلم وجنته وجبهته، الذي ناله من عتبة بن أبي وقاص، وما علاه به ابن قَمِيئَةَ الليثي بالسيف على شقه الأيمن، حتى وقاه طلحة بن عبيد اللـه التيمي بيده فقُطِعَتْ أصبعه. فهذا خلاف الفعل الذي فعله الرب مخلص العالم، وقد سلَّ رجل (بطرس) بحضرته على رجل سيفاً فضربه به على أذنه فاقتلعها. فرد المسيح مخلصنا الأذن إلى موضعها فعادت صحيحة كالأخرى. والاَّ حيث أصاب يد طلحة ما أصابها (وقد وقاه بنفسه) فلماذا لم يَدْعُ محمد ربه ليرد يد طلحة إلى ما كانت عليه؟ وأين كانت الملائكة عن معونته ووقايته من كسر ثنيته وشق شفته ودمي وجهه (وهو نبي من الأنبياء وصفيٌّ من الأصفياء ورسول اللـه)، كما كانت الأنبياء تقي من قبله، كتوقية إيليا النبي من أصحاب أخآب الملك، ودانيال من أسد داريوس، وحنانيا وإخوته من نار بختنصر، وغيرهم من الأنبياءِ وأولياء اللـه؟ سيما ولم يخلق اللـه آدم إلاَّ لأجل محمد وقد كتب اسمه على سرادق العرش كما تدعون!
وأفعال صاحبك هذا خلاف قولك أنَّه بعث بالرحمة والرأفة إلى الناس كافةً، لأنه كان الرجل الذي لم يكن له فكر واهتمام إلا في امرأة حسنة يتزوجها، أو قوم يُغير عليهم يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم وينكح نساءَهم، ويشهد على نفسه أنه حبب إليه الطيب والنساء، وأنه من علامات نبوَّته أنه جعل في ظهره من القوة على النكاح مقدار قوة أربعين رجلاً. فهل هذا بعض آيات الأنبياء التي لا تكون إلاَّ في مثله؟
فأما ما كان بينه وبين زينب بنت جحش امرأة زيد، فإني أكره ذكر شيءٌ منها إجلالاً لقدر كتابي هذا عن ذكرها، غير أني آتي بشيء مما حكاه في كتابه الذي يقول أنَّه نزل عليه من السماء إذ يقول: “وإذْ تقول للذي أنعم الله عليه، وأنعمت عليه: أمْسِك عليك زوجك واتَّق الله، وتخفي في نفسك ما الله مُبْديه، وتخشى الناس والله أحقُّ أن تخشاه. فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوَّجناكها لكيلا يكون على المؤْمنين حَرَجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهُنَّ وطراً، وكان أمر الله مفعولا”. ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له، سُنَّة الله في الذين خلوا من قبل، وكان أمر الله قدراً ومقدوراً” (أحزاب 37، 38) .
وكذلك هنَّاته مع عائشة وما كان من أمرها مع صفوان بن المعَطَّل السلَميّ، في رجوعهم من غزوة المصطلق، بتخلُّفها عن العسكر معه وقدومه بها من الغد نَحْرَ (نحو) الظهيرة راكبةً على راحلته يقودها، وما قَذَفَها به عبدٌ الله بين أُبيّ بن سلول وحسَّانُ بن ثابت ومَسْطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر وزيدُ بن رفاعة وحمنة بنت جحش أخت زينب، وتبليغ علي بن أبي طالب إليه كلام المتكلمين وعيب العائبين، قائلا”: “يا رسول الله،لم يُضَيِّقْ الله عليك ، والنساء سواها كثيرة”. فلم يلتفت صاحبك إلى ذلك كله لشدة إعجابه بها، لأنه لم يَكنْ في من نكح من نسائه بِكْرٌ غيرها ولا أحدث سناً منها، فكان لها من قلبه مكان. وكانت خلاّبة فرضي بما كان من ذلك الأمر كله، وهذا كان سبب انعقاد تلك العداوة بين عائشة وبين علي إلى آخر حياتهما. ثم قال صاحبك بنزول براءتها في سورة النور من قوله: “إنَّ الذين جاءوا بالإفْكِ عُصْبَة منكم … الخ”.
وكانت نساؤه فيما يظهر خمس عشرة حرة، وأَمَتينْ. أولاهُنَّ خديجة بنت خويلد، ثم عائشة بنت أبي بكر، وهو عبد اللـه المعروف بعتيق بن أبي قحافة. وسودة بنت زمعة. وحفصة بنت عمر، وهي التي كان بينها وبين عائشة تلك الهنَّات العجيبة. وأم سلَمة واسمها هند بنت أبي أمية، وهي المخدوعة أم الأطفال، التي زعم أنه يُذهب عنها الغيرة عندما امتنعت عليه واحتجَّت بأنها امرأة غَيْرَى، وأنَّه يعول صبيَّتها لما اعتذرت أنها ذات صبية، وأنها تخاف ألا يرضاه أهلها فضمن لها أن يكفيها ذلك، حتى قبلت. ثم لم يفِ لها من ذلك الضمان بحرف واحد، وهي التي نحلها جرَّتين ورحى ووسادة من أدم حَشْوها ليف، فحصلت منه على الدنيا والآخرة. وزينب بنت جحش، امرأة زيد التي بعث إليها نصيبها من اللحم ثلاث مرات، فردَّته في وجهه فهجرها وهجر نساءه بسببها وحلف أنه لا يدخل عليهن شهراً، فلم يصبر فدخل لتسعة وعشرين يوماً! وزينب بنت خزيمة الهلالية. وأم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان أخت معاوية. وميمونة بنت الحارث الهلالية . وجويرية بنت الحارث المصطلقية. وصفية اليهودية بنت حيي بن أخطب التي علَّمها أن تفخر على نسائه عند تعييرهن إياها وتقول: “وأنا التي هارون أبي، وموسى عمي، ومحمد زوجي”. والكلابية وهي فاطمة بنت الضحَّاك وقيل أنها بنت يزيد عمرة الكلابية. وحنة بنت ذي اللحية. وبنت النعمان الكِنْدية التي أنفت منه حين قال لها: “هبي لي نفسك” فقالت: “وهل تهب المليكة نفسها للسوقة؟” ومليكة بنت كعب الليثية ذات الأقاصيص . ومارية أم إبراهيم ابنه. وريحانة بنت شمعون القريظية اليهودية. فهؤلاء نساؤه اللواتي كنَّ له، وأمَتَان!
. فإذا كان صعباً على الرجل أن يخدم امرأة واحدة ويرضيها ولا يُسخِط خالقه، فكيف يكون حال من يريد أن يصـرف عنايته إلى رضى خمس عشرة امرأة وأمَتين، مع ما أنت عارف من شغله من تدبير الحروب وتوجيه الطلائع لشنّ الغارات؟ فمتى يتفرغ للصوم والصلاة والعبادة وجمع الفكر وصرفه إلى أمور الآخرة، وما شاكل ذلك من أعمال الأنبياء؟ ولست أشك في أنَّه لا نبي قبله ابتدع مثل هذا!

(يتبع الى الجزء الثاني)

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

نظرية تم إثباتها

نظرية تم إثباتهاiraqdevided

اليوم وبعد الأحداث للمسمى الغريب بالربيع ، ربيع الدماء …

ربيع الأحقاد الطائفية والتطرف الذي طفح فوق الماء مثل الخبث المائي …

بالأمس كان الجميع يعيشون بسلام فماذا حدث اليوم …؟.

لكل أمة بودقة اي وعاء يحتوي الجميع ….

وعاء يتعايش به الجميع ورابط اسري جميل يجمع الكل بكل الكتب المختلفة والفلسفات واللغات المختلفة والأعياد والأفراح …

اثبتت نظرية وعاء القومية نجاحها …؟.

ان القومية الوطنية او القومية العربية تجمع الأديان بأطيافها والفلسفات بكتبها …!.

فالكل يسكن حارة واحدة ويمارس عبادة مختلفة بدون رفع السلاح …

اذن الاغنية اختلفت ، والأذان اختلف …؟.

فالغرباء هم سكان الحارة الجديدة …!.

غرباء الفكر المتحجر يختلفون على الكتب …؟.

ويقولون بانها من رب واحد فكيف تختلفون على كتب ارسلها ربا واحدا تعبدونه …!!!.

الا تخشون عقاب الله ربكم باختلافكم الا تثقون بالآخرة …؟.

الوعاء موجود ولم ينكسر وإنما ساكنيه خرجوا منه …

وهم اليوم في صحراء التيه …!!!.

هو موجود وكل ما عليكم رمي راياتكم في الشاطئ …

والاغتسال وارتداء لباس ابيض جديد والعودة لنفس القارب …؟.

قارب التعايش ، قارب الحياة ، قارب نوح للنجاة والسلامة …!!!.

انه قارب القوم الواحد انها أرضكم فلا تنسوها والأرض حية التي ينساها تنساه …؟؟؟.

ولا تهتم فالتاريخ يجلس فوقه الناس الصالحون فقط …
هيثم هاشم

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

لتجيبوا ولاد و تبعتوهون يفطسوا فدا صباطو

10150643_924280017588916_4073519914159799468_nمبارح و في حفل رسمي صارخ تم التحضير الو لمدة شهر في حمص المحتلة تكريماً لذوي الشهداء ممن دفعوا دماءهم فداءً لآل الجحش..

اجو الأهالي، قاطعين كل المعوقات و الحواجز، و متكلفين عناء السفر ، حاملين معهون صور شهداءهون باليمين، و صورة القائد باليسار ، و لافّين علم الوطن حبل مشنقة على رقابهم..

بعد الكلمات المؤثرة، و احاديث عن بطولة بو حيدر في بانياس و ملاحم بو علي في جوبر، اجا وقت توزيع الهدايا التذكارية..
اليد اليمين اللي اجت حاملة صورة الشهيد، رجعت حاملة كيلويين رز قصير..
و اليد اليسار اللي دخلت الحفل حاملة صورة الرئيس الشاب رجعت حاملة كيلويين برغل اسمر..

في السنة الأولى كانت تنقل جنازات ولادكون على التلفزيون و تاخدو بيوت تمن لدماءهون..
في السنة التانية توقّف نقل الجنازات على الهواء مباشرة و صارت القيادة الحكيمة تعوّضكون بخطوط موبايل مجانية مع خدمة رنّة ببلاش بصوت القائد الخالد..
في السنة التالتة صار دم ولادكون بعنزة جربانة ما بتشرب الا من راس النبعة..
و مع دخول السنة الرابعة صارت قيمة جثث ولادكون اللي من دون رؤوس بكيلو رز و كيلو برغل..

و بوعدكون مع السنة الخامسة، رح تقتصر منح القائد على حبوب فياغرا و باقة جرجير لتجيبوا ولاد و تبعتوهون يفطسوا فدا صباطو..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

أمير المؤمنين افيخاي ادرعي يلقي خطبة العيد

afikhdayadriiتم تصميم النصوص الاسلامية لتكون حمالة اوجه لأهداف سياسية, يستغلها الحاكم اللذي بيده القوة لمصلحته الشخصية, لقد فعلها الزعماء العرب منذ 1400 سنة وحتى الآن, وهاهي اسرائيل تتنبه لهذه الأداة الإسلامية وبدأت تستغلها اسوة بالحكام المسلمين, فقد قام الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، “افيخاي ادرعي”، والذي يلدغ بلغة الضاد بافضل من الخليفة الداعشي ” البغدادي” وكل الزعماء العرب, بتوجيه رسالة تهنئة على “الفيسبوك” بمناسبة عيد الفطر إلى سكان غزة، واتهم حركة حماس بمخالفة مبادئ الإسلام, حيث كتب:” يحل عيد الفطر وفي طياته ألم وأسى بسبب سلوكيات حماس التي حولت شهر رمضان الفضيل إلى شهر أسود بخروجها عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ولكن لأننا أكبر من أن نخضع لما تريده حماس ولأننا شعب ولد من رحم الحياة والأمل، نتوجه إلى عموم المسلمين بأحر التهاني والتبريكات … كما لا يمكنني أن أتجاهل شعب غزة البريء القابع تحت ظل الإرهاب الحمساوي الذي يستخدمه دروعا بشرية، أرجو أن يعود عليه هذا العيد وقد لبست شوارع غزة ثوب السعادة والأمل والخروج من استغلال هذا الإرهابي الذي لا يعرف للإنسانية معنى ويردد شعارات النصر المزعوم ليخفي إخفاقاته.”

طبعا لم ينس ان يشكر ويشد من ازر الجنود المسلمين بالجيش الاسرائيلي المخلصين لدولة اسرائيل

فرد عليه “أحمد طالب” المصري كاتباً: “يقتلون الميت ويمشون في جنازته سبحان الله جاء ليعلمنا ديننا ؟؟؟؟؟؟؟”

أما “ياسر قطيه ” من السودان فكتب: “أنت أسلمت ولا شنو يا زول؟”, أما أسامة عمار فقد تندر على ادرعي مطالباً منه بدفع العيدية له.

مواضيع ذات صلة:  المرأة في الديانة اليهودية والإسلامية على الفيسبوك

شاهد الفيديو

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment

عصر القضاء على التطرف الديني

walifaqihعصر القضاء على التطرف الديني
محمد حسين المياحي
منذ ثلاثة عقود، تخوض منظمة مجاهدي خلق حربا سياسية ـ فکرية طاحنة ضد النظام الديني المتطرف القائم في طهران، هذه الحرب الضروس و التي إستخدم و يستخدم خلالها النظام مختلف الوسائل و السبل من أجل القضاء على هذه المنظمة و تصفيتها بصورة کاملة، لکن الصمود الاسطوري لهذه المنظمة و نجاحها في إمتصاص الهجمات العنيفة ضدها بهجمات مضادة ضد النظام نفسه، أثبتت براعة و مهارة و خبرة هذه المنظمة في إدارة الصراع و توظيفها ليس لصالحها فقط وانما لصالح الشعب الايراني و شعوب المنطقة أيضا.
يوم السبت السادس و العشرين من تموز الجاري، إحتضنت باريس مٶتمرا دوليا إستثنائيا لمکافحة و مواجهة التطرف الديني، عقدته المقاومة الايرانية بحضور ممثلين عن واحد و ثلاثين دولة من أربعة قارات، وقد کان هذا المٶتمر الهام، إمتدادا لسلسلة مٶتمرات أخرى رکزت على قضية التطرف الديني، غير ان الذي يميز هذا المٶتمر عن غيره من المٶتمرات، انه کان بمثابة طفرة نوعية و إنعطافة استثنائية بإتجاه محاصرة التطرف و حشره في زاوية ضيقة.
التطرف الديني الذي يحمل أفکاره الهادمة العدوانية الشريرة النظام الايراني و يعمل ليل نهار على تصديرها هنا و هناك، لايمکن أبدا تجاهل الدور المشرف و غير العادي لمنظمة مجاهدي خلق في مواجته و التصدي له منذ تأسيس هذا النظام قبل ثلاثة عقود، وقد أشارت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى هذه المسألة و أماطت اللثام عن الدور الريادي البارز لهذه المنظمة في مواجهة التطرف و مقارعته وکم قدمت من تضحيات جسيمة في سبيل ذلك، غير ان الذي يبشر بالخير و الثقة و الامل، هو أنه وبعد کل تلك المخططات لمشبوهة المختلفة للنظام في سبيل فرض التطرف و جعله أمرا واقعا، ان العالم کله قد شهد إنعقاد هذا المٶتمر الهام بحضور ممثلي 31 دولة، وهو مايعني بأن الرسالة التي إرادت المنظمة إيصالها للعالم بتوقيع تضحيات أعضائها بأرواحهم، قد وصلت للعالم کله و صارت شعوب العالم تعلم بأن مرکز التطرف و الارهاب في العالم هو النظام الايراني.
السيدة رجوي التي وصفت التطرف الديني ببدعة يحملها النظام الايراني، فقد أشارت من خلال ذلك و بکل وضوح الى المحاولات المشبوهة للنظام من أجل تحريف الفکر الديني و إستخدامه لخدمة أهدافه في التطرف و إثارة النعرات الطائفية و المواجهات و الاختلافات الدينية، لکن تلك المرحلة السوداء التي لعب فيها النظام دورا شريرا ألحق الکثير من الضرر بإيران والمنطقة و العالم، نجحت منظمة مجاهدي خلق في قلب الطاولة على رأس النظام و تغيير المعادلة لصالحها، معلنة بذلك أن عصر القضاء المبرم على التطرف الديني في المنطقة قد بدأ وليس أمام النظام من خيار سوى دفع ثمن کل جرائمه عن يد و هو صاغر.

Posted in فكر حر | Leave a comment