بلا حياء أو ذاكرة

crosingyoungdaiishحاول أن تتأمل كم يُصرف على السلاح كل يوم، وكم يُصرف على الخبز والتعليم والحياة. لاحظ ما تشاهد في النشرة كل يوم: عدد المقاتلين الذين يسرحون، وعدد الأطفال الذين يبكون جوعا ورعبا، وبلاد من الخيام مثل أيام الإنسان الأول.
في السنة الثالثة للحرب العالمية الأولى (1917) كتب ل. ب. جاكس أنه خلال عامين قُتل 6 ملايين شخص وما يزال القتل مستمرا، وشوّه 35 مليون إنسان وما يزال التشويه مستمرا، ودُمِّرت ممتلكات قيمتها 15 مليار إسترليني وما يزال التدمير مستمرا. تابع ما يقول وتأمل حولك «إعصار من العناصر البدائية ومن الفوضى والقتل المتوحش والدمار المجنون، وفي المقابل فرقة من كتّاب الخطب والمقالات والمحللين السياسيّين يردِّدون في نغم رتيب تعابير مثل الإنسانية والمجتمع الدولي… إلخ».
يقول أيضا: «تخيَّل ستة ملايين قتيل و35 مليون جريح.. وسوف تفهمني عندما أقول: آه، ليتهم جميعا يخرسون». كأنه يكتب عن حالنا في عام 2014. هناك دائما شبه بين ثرثاري القتل وفلاسفة الموت في كل العصور. لكن في أيام المستر جاكس لم يكن التلفزيون قد أضيف بعد، ولا هذه الوجوه الصفيقة التي لا تخجل من شيء ولا تخاف من ضمير ولا تخشى على سمعة.
أسوأ أنواع العاملين في الحياة العامة، من أي فئة أو طبقة أو نشاط، هم الذين ولدوا فاقدي حس الخجل والحياء، لأنهم سوف يفعلون ما يشاءون أو ما يُشاء لهم. يقول المستر أنطوني لوكاس في «السنة الثالثة للحرب» إن الإنسان هو آكل اللحوم الوحيد الذي يقتل جنسه. السباع والضباع والذئاب لا تفعل ذلك أو بالأحرى تأبى أن تفعل ذلك.
تأمل نشرة الأخبار. رجال يقتلون من جنسهم ومن دينهم ومن وطنهم ومن جيلهم ومن لغتهم ومن تاريخهم. يسرحون فوق الجثث كأنهم يمرحون فوق الأزهار وعلى ضفاف الأنهر. لا أذكر مرحلة أو حقبة لم يكن فيها قتل أخوي في الداخل أو عبر الحدود. لا تتميز هذه المرحلة إلا بالأحجام والأعداد. حجم الدمار وأعداد القتلى والمشوهين والمشردين. إنها السنة الثالثة للحرب الحالية وهي ليست الأولى ولا الأخيرة. قتل في الجزائر ولبنان نصف مليون بشري بلا أسماء أو لجنة تحقيق. تحول لوردات الحرب إلى لوردات الوطن وسادة الدولة ومالكي المصير. أو ما تبقى منه.
نحن لسنا فقط بلا حياء بل أيضا بلا ذاكرة. الناس تتذكر موتاها، ونحن ننسى أحياءنا.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو الدواعش ملاحدة قتلهم شرعاً ثواب لوجه الله

gazairaqSaudi Cleric Sa’d Al-Shathri: ISIS Members Are Apostates; They Should Kill Their Commanders to Save Themselves from the Hellfire

الدعية السعودي سعد الشذري على كل عضو في داعش ان يقتل قائده لانهم ملاحدة كفار قتلهم واجب لوجه الله وهذه الطريقة الوحيدة لكي ينجو من نار جهنم, وعلى كل ام ان تبلغ عن ابنها الداعشي

Posted in English, يوتيوب | Leave a comment

مشغول في حب نادين البدير

أنا مشغول في هذه الأيام بنادين البدير ,لا أستمع إلى نشرات الأخبار غير تلك التي تتحدث عنها,فلم يعد هذا العالم من حولي nadinمهما بالنسبة لي, لم أعد مهتما بآخر الغزوات ولا بآخر الأخبار ولا أهتم بالإعلانات لأنني أتابع كل ما تكتبه وما تعلن عنه من أفكار ولن تستطيع أعتا قوة في العالم أن تأخذها مني, ولن تستطيع أخف يد ماهرة بالسرقة وبالخداع أن تسرقها مني, هذه المرة خبئتها في علبة ألواني وعلى وسادة نومي وبنيت لها حديقة معلقة وفرشت أرضيتها بالحنارء, أنا مشغول جدا بنادين المثقفة ذات العقلية التنويرية, مشغول جدا هذه المرة برسمها لوحة جدارية على أسوار المدينة, مشغول جدا بجعلها قصة عظيمة في قريتنا يحكي عنها الناس ويعقدون الندوات العلمية على أبواب الدكاكين ليبحثوا آخر ما وصلت إليه العملية الغرامية بيني وبينها من طرفٍ واحد, مشغولٌ هذه الأيام بتفجير قصتها في الموصل وفي جزيرة القِرم..جمعتُ لك يا نادين هذا المساء أجمل الأغاني الطربية التي أحبها وأهديتها لك, وجمعتُ لك منذ ساعات الصباح الباكر أجمل اللوحات الزيتية والفحمية التي خربشتها أعظم الريش الفنية وأعظم الأقلام الفحمية وأهديتها لك, لمحتُ صورتك في كل لوحة فنية, ورأيتُ عيينيك في أجمل القصائد الغزلية, توترت كثيرا وجزعتُ وحزنت كثيرا وتألمتُ كثيرا لأنني وضعتك في كل الصور التشكيلية ولم أقدر أن أضع صورتي إلى جانبك, بكيت كثيرا وعصرتُ عيوني لأني قرأتك في كل الرسائل الغرامية التي أحرقتُ فيها مشاعري وذكرت أسمك فيها ولم أسطع أن أذكر أسمي, أنا لا أريد من الناس حين يتذكروني بعد عمرٍ طويل إلا أن يتذكرونك معي …أنا لا أريد من الناس أن يتكلموا معي, ولا أريد من أحدٍ أن يسليني لكي أمضي معه وقت الفراغ, فأنا أتسلى كثيرا في طيفك وهو يمرُ من أمامي, أتسلى كثيرا بصورك الجميلة وأنا أشتمها كما تشتمي أنت رائحة العطر ورائحة الورود والزهور والبساتين الجميلة, فأنا في هذه الأيام مشغول جدا بحبك العظيم وبالكلام معك عن آخر تطورات الرومانسية وإلى أين وصل الحب الدافئ بيني وبينك, هذا الحب من طرفٍ واحد وهو أنا, وأنا فعلا مشغول بالعذاب معك ومدمنٌ على عذابك وصدك وهجرانك وبعدك عن باب بيتي وبقربك من قلبي, أنا مشغول بالحب الذي لا ينضب من دفاتر شعري وأوراقي الكثيرة المترامية هنا وهناك, أنا مشغول جدا ولا أريد من أحدٍ أن يكلمني لأن مشغول جدا بالكتابة عن نادين وإلى نادين, مشغول جدا بالتبحر بعينيك السوداويين, مشغول بانكسار الضوء في عينيك وبانعكاس ضوء القمر عن وجنتيك, مشغول جدا بالتفاحتين على خديك, لا أريد من أحدٍ أن يطعمني فأنا مشغول بأكل أصابع يديك الجميلتين, أصابع يديك مثل أصابع(البوبو-البيبي),لا أريد أن أحلم بأنني ألمس أجساد الحوريات فالحلم بجسد نادين يكفيني, لا أريد تصور امرأة أخرى في حياتي فصور نادين البدير المعششة في مخيلتي تكفيني, أنا مشغول جدا بنادين البدير ولن تشغلنِي امرأة أخرى غيرها, نادين تلهيني عن كل نساء الأرض, نادين تغنيني عن أجمل نساء الأرض لأنها الأحلى والأغلى والأجمل والأكثر أدبا وأخلاقا.

لم أرَ امرأة طوال حياتي مؤدبة مثل نادين البدير أو محترمة مثل نادين البدير, لم أرَ امرأة أصدق بمشاعرها من نادين البدير, لم أرَ امرأة روحها نقية مثل نادين البدير أو مباركة في السماء والأرض مثل نادين البدير, لم أرَ امرأة لا أصفى ولا أزهى من نادين البدير, وأنا مشغولٌ بها, متولعٌ بها, منجرفٌ إليها, وحين تطويني الغربة وحين أشعر بوحشة المكان لا أحد يخرجني من غربتي أو وحشتي إلا الكتابة إلى هذه الإنسانة الرائعة, فكم أنت رائعة يا نادين وكم أنت جميلة وكم أنت نقية!!!!! مشغول جدا بوضع يدي على شعر رأسك الأسود ومشغول جدا بالبحث عن رائحتك الجميلة وشمها من أخمص قدميك إلى أعلى الرأس, لا أريد من أي أحد أن يحبني أو أن يعشقني لأني مشغول بحب نادين البدير, مشغول بتقاسيم وجهها وبابتسامتها التي أحلم أن أراها مكتوبة لي على الورق الأبيض, مشغول بحبة التوت المرسومة على شفتيك, أنا مشغول بحب نادين البدير, مشغول بخصرها وبقدها وبطولها وملهوف على رؤية الساقين حين تلتف الساق اليمنى على اليسرى, ولا أريد من أحد أن يكلمني لأني مشغول بالتكلم مع عيون نادين البدير, مشغول جدا برسم صورة جميلة عنها للعالم الذي يجهل من هي نادين البدير, لا أريد في فصل الشتاء مدفئة تدفئني لأن حب نادين البدير فيه الكثير من الدفء, لا أريد من أحد أن يعطني وعودا كثيرا فوعود نادين البدير تكفيني, أنا مشغول جدا في حب نادين البدير, مشغول بهذا الجمال ومشغول بهذا العشق الأبدي الذي يدوم أكثر من حب قيس وليلى وجميل وبثينة وكُثير وعزة, أنا لا أشتاق إلا إلى عذاب نادين البدير ولا أشتاق إلا لحب نادين البدير, لا أريد من أحد أن يطعمني أو يسقيني فحب نادين البدير أطعمني هذا الصباح وسقاني حين لملمتُ كل جراحاتي ولعقتها بلساني , حب نادين يجعلني أشعرُ بأن معدتي ممتلئة, حب نادين البدير يجعلني أشعر كم أنا جميل وكم أنا حزين حين ينزل الليل بستائره وحين أنظر حولي وأرى الناس كلها من حولي ونادين وحدها الغائبة عن الحضور والحاضرة دوما في وجداني, ونادين البدير هي الإنسانة الوحيدة التي تعيش في مخيلتي وفي أحلامي, هي المتواجدة في هواجسي وفي خزعبلاتي, إنها قصة لن تنساها الناس ولن تطويها الأيام وسيذكرها التاريخ ويذكرني, وسيذكر التاريخ رجلا عذبته نادين ومرمطته نادين وخنقته نادين بشعرها الأسود وسيذكر التاريخ رجلا قتلته نادين بعينيها اللتان تشبهان عينا الزرافة, سيذكر التاريخ رجلا شاب شعر رأسه منذ أن عرف وشاهد وسمع صوت نادين البدير.

أنا رجلٌ سحرته نادين البدير وكل الأطباء وكل العلماء وكل المشعوذين لم يستطع واحدٌ منهم أن يخلصني من هذا السحر الذي سيطر على كياني, نادين البدير عالمٌ غير مرئي بالنسبة لي, عالمٌ أصبحت تسكنه الهواجس والأحلام, عالمٌ صار بعيدا عن أرض الواقع ذلك أن نادين امرأة غير عادية..نادين حبيبتي, قصيدتي الجميلة, أنت الشمس التي تشرق على وجهي كل صباح والنجم الذي أهتدي به إلى الشمال وإلى الجنوب, نادين يا أجمل قصة صادفتها في حياتي, يا زهرة تفوح منها رائحة العطر كلما افتقرت إلى رائحتك الجميلة, أنا مشغول هذه الأيام بالتمعن في أصابع يديك, أشعر بأنهما شموع تضيء المكان حين يهاجمني الليل بلونه الأسود القاتم.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

القبول الأمريكي بدور إيراني في الحرب ضد الإرهاب … ليس سوى دعم للإرهاب الحالشي

haleshالقبول الأمريكي بدور إيراني في الحرب ضد الإرهاب … ليس سوى دعم للإرهاب الحالشي !!!

كان طرد العميل الطائفيل الإيراني (المالكي) ، ايذانا بصحوة أمريكية نحو مسألة الإرهاب، بأنه من غير الممكن محاربة الارهاب، بدون محاربة شروط ولادته والمقدمات التي قادت إليه، وذلك بالربط بين تدخلهم لمحاربة الارهاب، بتنحية المالكي وتشكيل حكومة وطنية تمثل كل فئات وطواائف ومكونات الشعب العراقي ..

ومن هنا تفاءلنا 0وقياسا- على هذه الصحوة نحو العراق، أن تكون الخطوة ذاتها نحو سوريا، باشتراط تدخلهم لمحاربة الإرهاب في سوريا بطرد المجرم السفاح الأسدي وإحالته مع عصابته التشبيحية إلى المحاكمة الدولية، ومن ثم الدعوة إلى تشكيل حكومة وطنية سورية تضع حدا لطائفية النظام الأسدي بتفكيك بنيته العسكرية والأمنية، وبذلك يستطيعون أن يقوضوا الأساس الاجتماعي لقاعدة داعش المشكلة من جمهور السنة العراقيين والسوريين .

لقد كانت الخطوة الدولية الأولى في الاتجاه الصحيح، وذلك برفض الدور الأسدي المولد والجاذب الأول للارهاب، لكي يشارك في الحرب ضد الإرهاب!!! وهو الذي أسس لمدرسة الذبح قبل داعش، بل وفاق داعش في التخصص بذبح الأطفال ..!!!
ولقد كنا قد نوهنا بالموقف الفرنسي الحاسم المميز في رفض الدور الأسدي الإجرامي، بوصفه جزءا من مشكلة الارهاب وليس جزءا من حله ..

لكن ثمة تسريبات عن ممكنات مشاركة إيران، التي تشترط مشاركة (عصابات الأرهاب الأسدي) …والغريب في الأمر أن الأمريكان يوحون بممكنات قبول ذلك …

عندها ستكون موافقة الأمريكان على مشاركة إيران،بمثابة تخلي أحمق عن كل ما سميناه صحوة أمريكية، في مراعان الشرط السياسي الحكيم في فهم مسالة الإرهاب بوصفها نتيجة لا سببا .

لكن مشاركة إيران في التحالف الأمريكي حتى ولو بدون مشاركة الميليشيا الأسدية، لن تعني بالنسبة للسنة المقيمين في الدولة المسيطرة عليها داعش، بل وللسنة في العالم الإسلامي … سوى دعم ومساندة أمريكية وغربية للمشروع الطائفي الشيعي الإيراني الرائد في تأسيسه لفهم الصراع في المنطقة، وفق منطق ومنظور طائفي منذ قيام دولتها الطائفية الثيوقراطية الخمينية التي لا تقل ظلامية مع اشتقاقاتها الطائفية (المتأيرنة في لبنان والعراق) عن داعش …

وإنه سيكون من المدهش أن تجد أمريكا والغرب مؤيدا لحربها ضدا الإرهاب في العالم الإسلامي السني الأكثرية الأسلامية المطلقة، بما فيهم العلمانيون واليساريون والليبراليون، هذا إذا كانت إيران شريكة في التحالف الأمريكي، حتى ولو كان هذا التحالف سيسعد البعض من الذين يريدون فضح الكذبة الإيرانية في المقاومة والدفاع عن فلسطين ومحاربة الشيطان الأمريكي ألأكبر …. حيث ستضيع أمريكا ما قدمته باليمين، من الدعوة إلى قيام حكومة وطنية في العراق، وتنحية المالكي الطائفي، بتضييعه بيد اليسار إذا ما قبلت بمشاركة إيران ……
.فلا يمكن أن تفهم أنها معركة ضد الارهاب، بل هي معركة ضد إرهاب داعشي لصالح ارهاب حالشي .

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من يحكم العراق .شمخاني أم سليماني. وهل من كارثة جديدة بعد انتهاء الزيارة

*د.محمد الموسوي

قائد فيلق القدس والجبان بشار الأسد

قائد فيلق القدس والجبان بشار الأسد

ماذا بعد زيارة سكرتير مجلس الامن القومي الايراني شمخاني الى العراق ولقائه بالمالكي ومستشار الامن الوطني العراقي وهل فعلا خلف شمخاني سليماني ام سيبقى سليماني ممسكا بخيوط الملف العراقي الذي يعرف دهاليزه وكل ما خفي فيه ناهيك عن قدرات سليماني (الجنرال قاسم سليماني قائد قيادة القدس في الحرس الثوري الايراني) في ترويض القيادة العراقية لمعرفته اللصيقة و السابقة والحالية باغلب الساسة العراقيين ويحتكم الجميع لرغباته.. هل فعلا خلف شمخاني سليماني ام انها ضرورة تكتيكية ويبقى المالك سليماني .، وإن حدث فعلا فهل يستطيع ادميرال البحرية الايرانية السابق شمخاني ادارة ملف امني معقد ومهم دون الرجوع الى سليماني الذي بنى الملف وشكله وكما يقال من الالف الى الياء .، وعلى الارجح انه سيتم استخدام شمخاني صاحب الملف الاقل إثارة امام المجتمع الدولي خصوصا وان الوضع في العراق في ظل شبح داعش الارهابي سيحتاج الى تدخل دولي بما في ذلك امنيا لذا فان صورة كصورة شمخاني قد يسمح لها كي تكون حاضرة المشهد .، إنها لعبة الدمى الخيطية سيداتي وسادتي وهي اكبر من قدرات العراق المنكوب الذي عجز جيشه وقائد قواته البرية الجنرال الكبير علي غيدان عن القضاء على عصابة ارهابية اسمها داع شاو حتى صدها وهرب من المواجهة عملا بقول قديم يحترمه (الهزيمة ثلثين المراجل) اي الهروب ثلثينه رجوله وهكذا قالوه وارثوه لنا وعمل به قادة منهم الجنرال علي غيدان قائد القوات المتورط في جرائم ضد الانسانية في مخيم اشرف سابقا وهو مخيم كان يسكنه اللاجئون الايرانيون عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة وهم سكان مخيم ليبرتي حاليا وموضوعهم ليس ببعيد عن موضوعنا هذا بل هو صلب الموضوع فقد كانت قيادة النظام الايراني ولازالت تعتبر هذا الموضوع شغلها وتتهور وتفقد وعيها وتورط العراقيين حاشرة اياهم معها عندما يتعلق الامر بسكان هذين المخيمين وكثيرا من المجازر والمصائب احدثوها بحق هؤلاء العزل منذ ايام مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي الذي خفت ضوئه وغاب ظله والى اليوم ولن يتورع النظام الايراني عن ارتكاب اي كارثة ما داموا امام ناظريه في العراق ورغم انهم تحت الحماية الدولية واليوم تحت مسؤولية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة التي اقرتهم كلاجئين ينتظرون نقلهم الى بلد ثالث وتعهد العراق امام الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية بحمايتهم ورعايتهم وعدم المساس بها الا أنها لا تملك ولا تحكم والمالك والحاكم هو نظام طهران من خلال الجنرال سليماني او خليفته الجنرال علي شمخاني الذي سيدير الملف كواجهة وسيعمل بالاستشارة والتوجيه دون ادنى اجتهاد .
ماذا بعد زيارة شمخاني للعراق ولقائه بالمالكي ومستشار الامن الوطني العراقي التي يستهل بها مهام عمله ولماذا اللقاء مع المالكي وما معنى ذلك وقد يكون لقاء عمل بدأ منذ سنين بنجاح على يد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ولهذا العمل تتمة وتكون التتمة أفضل عندما يكون العمل على يد اهل الخبرة والولاء وقبل أن يصل شمخاني الى العراق بدأت مراسيم استقباله منذ سبعة عشر يوما حيث بدءوا بقطع المحروقات والمياه والادوية والخدمات الانسانية الضرورية عن اللاجئين الايرانيين المعارضين سكان مخيم ليبرتي عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية ويستمر هذا الحصار الى اليوم 31آب اغسطس 2014 .، فإذا كان ذلك الحصار مراسيم استقبال وترحيب بالمشرف الجديد على ملف محاسبة المعارضة الايرانية فماذا هو الحال بعد الزيارة حيث الاتفاقيات والتوصيات وقد يتعرض هؤلاء اللاجئين الى كوارث او اعمال ارهابية تهدد حياتهم في ظل الفوضى الامنية بالعراق وانشغال العالم بازمة داعش وارهابها الذي اصبح حديث القاصي والداني .، وللايضاح بصورة تجيب على تساؤلات البعض .. كيف للكاتب او القارىء ان يبني تصورا ان زيارة شمخاني للعراق تتضمن توصية بإبادة سكان ليبرتي او تعريضهم للخطر وكيف يكون لزائر كشمخاني ملف واحد يتحدث بشأنه والجواب هو انه يوجد عدة ملفات في جعبة علي شمخاني الا أنها ثانوية قياسا بملف اللاجئين المعارضين العزل في ليبرتي وهي فرصة ايران السانحة التي ضغطت لنقلهم الى ليبرتي في موضع اشبه بالسجن ومعاملة اسوأ من معاملة المساجين وعرقلت خروجهم من العراق الى بلد توطين ثالث تبين ان ايران تبيت نوايا سيئة ومخطط اسوأ علما انها تعلن رفضها لوجودهم في العراق وتضمر شيئا آخر وفي تلك المساحة الزمنية التي يناور فيها نظام طهران ويعرقل نقلهم الى خارج العراق بشكل خفي قتل منهم المزيد وفي هذه الايام ذكرى ابادة جماعية للعشرات منهم قتلوا وهم مكبلين عزل ولم تكن المجزرة الاولى ولن تكون الاخيرة .. الابقاء عليهم في العراق وتصفيتهم خطوة بخطوة والخلاص من معارضة تؤرق مضجعه .. هذا هو ما يريده النظام الايراني وزيارة شمخاني هي تتمة لما بدأه غيره .، وبما أن السلطات العراقية هي الحامية لهؤلاء اللاجئين ستكون زيارة شمخاني موفقه ويصبح الخامي قاتل او مذنب بكل بساطه كما حدث بالسابق خاصة عندما تكون رغبات الخلافة في طهران أوامر واجبة الطاعة.
المجتمع الدولي.. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن لم يتخليا عن الصمت وإن لم تكن لهما اجراءات استباقية لانقاذ هؤلاء اللاجئين فسيصبح العالم على كارثة جديدة بحقهم .
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA 05/09/2014- اسرى القوى الامنية..تفاوض او لا تفاوض؟

naserallah1DNA 05/09/2014- اسرى القوى الامنية..تفاوض او لا تفاوض؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

إبراهيم عيسى: هناك حالة استهتار ورعونة غير مسبوقة في البلد

salafiإبراهيم عيسى: هناك حالة استهتار ورعونة غير مسبوقة في البلد

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

لا ظروف لحلّ في سوريا كما في العراق وتوظيف لأزمة عرسال في تعويم النظام

النهار اللبنانية: روزانا بومنصفrb

فتح الكلام على استراتيجية لم تكتمل معالمها بعد لدى الادارة الاميركية من أجل مواجهة تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق وتالياً في سوريا باعتبار ان لا جدوى من اقتصار دحر داعش في العراق حيث يمكنها ان تلجأ الى سوريا وتعيد رص صفوفها وقواها من أجل الانطلاق مجدداً، الباب أمام احتمال ان يكون النظام السوري شريكا في معركة التحالف الاقليمي والدولي الذي سينشأ لهذا الغرض. طالبت روسيا بذلك علنا كما طالبت دمشق به من منطلق أن ثمة حاجة لشراكة ميدانية على الأرض كما هي الحال بالنسبة الى العراق حيث تمّ دعم الاكراد والبشمركة والجيش العراقي فضلاً عن مواكبة ذلك بالضغط من أجل اقامة حكومة وحدة وطنية ترضي السنة والاكراد جنباً الى جنب مع الشيعة. وروسيا ودمشق سعتا ولا تزالان لأن يكون النظام الشريك المطلوب فغاب عن أدبيات كل منهما الكلام على الحاجة الى قرار دولي في مجلس الامن يتيح توجيه ضربات في سوريا. وكانت الولايات المتحدة تحدثت عن عدم امكان تحركها ضد النظام السوري في وقت سابق من دون غطاء دولي فوقفت روسيا سداً منيعاً ضد اي قرار يتصل بسوريا في مجلس الامن خلال ما يزيد على ثلاثة اعوام من عمر الحرب في سوريا حتى الآن. والشراكة المطلوبة من دمشق وروسيا مع النظام السوري من أجل مواجهة تنظيم داعش تعفي على ما يبدو من ضرورة السعي الى اي قرار دولي حيث لم تأت العاصمتان على اي اشارة لذلك في الوقت الذي كانت موسكو تلوح بمعارضتها هذا الاحتمال في كل مناسبة. الجواب أتى من الولايات المتحدة حيث اعتبر الرئيس الاميركي ان بشار الاسد لا يستطيع تحقيق الاستقرار في منطقة ذات غالبية سنية ولكنه أتى أكثر قوة وزخماً من الدول الاوروبية التي أعلن قادتها رفضهم التعاون مع النظام السوري من أجل مواجهة داعش في الاصرار على اعتبار ان النظام مسؤول عن نشوء داعش وعن استمرار استدراج المقاتلين للانخراط في صفوفها. ما يشي وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية في لبنان بأن ثمة محاولة جدية وتفاوضاً من أجل ان يكون النظام السوري جزءاً من التحالف ما يؤدي عملياً الى تعويمه سياسياً وتالياً اعادة مركزية الحل السياسي في سوريا اليه. وهناك من يعتقد بأن نغمة التوظيف السياسي لما جرى ويجري في عرسال منذ أكثر من شهر والتي تصب في رغبة يعبر عنها مسؤولون في قوى 8 آذار من أجل التعاون مع النظام وتالياً اعادة الاعتبار الى شرعيته من البوابة اللبنانية هو احد الابواب التي فتحت من أجل اعطاء دفع لهذا المنحى. وهو امر يخشى الا يتراجع في المدى المنظور.

في المقابل فان توقع الرئيس الاميركي مواجهة طويلة الأمد مع داعش واستغراق الأمر “بعض الوقت قبل ان نتمكن من اجبارهم على التراجع ومن أجل بناء تحالفات على الارض” وفق ما أعلن يعني ان المواجهة راهناً قد لا تتخطى وفق المصادر الديبلوماسية في بيروت أكثر من رسم حدود من أجل عدم تخطيها بعد دفع داعش الى التراجع في العراق لكن من دون احتمال ان تشمل هذه المواجهة سوريا أولاً: لصعوبة اكتمال شروط تحالف اقليمي دولي من أجل المضي قدماً نحو مواجهة التنظيم في سوريا. وثانياً للحاجة الى التثبت من نجاح او اختبار قوة التحالف في العراق وقدرته على تحقيق خرق ملموس في الوضع هناك. وثالثاً الحاجة الى تحصين اي عمل عسكري بحل سياسي لا يبدو متاحاً بعد. وتضيف المصادر ان الأمر يتصل بمدى الخطورة التي يمكن ان تشعر بها ايران في سوريا كما شعرت بها في العراق ما دفعها الى تنازلات سياسية من أجل منع تقسيم العراق وامتداد الحريق الى داخلها. وهو ما لم تشعر به بعد في سوريا وكذلك الأمر بالنسبة الى روسيا من أجل السير قدماً بحل سياسي على غرار العراق من خلال التخلي عن نوري المالكي والضغط من أجل توزيع مقبول للسلطات بين السنة والشيعة والاكراد يساهم في تضييق قاعدة داعش، فيتم التخلي عن بشار الاسد في السياق نفسه. اذ ان التعاون مع الاسد من أجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية لا يعني النجاح في دحره من دون اثمان سياسية ترضي السنة كما هي الحال في العراق. ومن هذه الزاوية ترى المصادر الديبلوماسية صعوبة في الا يتم توظيف مخاطر داعش في سوريا كما في العراق من أجل الدفع لاعطاء السنة حقوقهم في السلطة في الوقت الذي أكدت دول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع الذي عقده وزراء خارجيتها الاسبوع الماضي من أجل الدفع بالمصالحة بين هذه الدول ضرورة اعادة الاعتبار لبيان جنيف 1 في شأن ايجاد حلّ للازمة السورية بالتزامن مع الترحيب بالمنحى الذي اخذته الامور في العراق حتى الآن على الصعيد السياسي. وثمة اثمان كبيرة تترتب على كل الاطراف لا تبدو متوافرة بعد في الحرب السورية فيما لا تملك هذه المصادر سوى ان تلاحظ مدى تغير المشهد السياسي في المنطقة منذ الاعلان عن اتفاق مبدئي بين الدول الغربية مع ايران على ملفها النووي وما اثاره ذلك من مخاوف في المنطقة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو استضافة حمارا في برنامج حواري

obezyanقناة ”أردن المستقبل” تستضيف حمارا في برنامج حواري ، مع الدكتور حسام البداللات في برنامج كشف المستور

مواضيع ذات صلة: بالفيديو مذيع محشش يريد قتل الصهاينة بالسيف

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

المسلمون في لبنان بين الفتنة والمحنة

Lebanese Prime Minister Najib Mikati لقي خطاب المفتي الجديد الشيخ عبد اللطيف دريان بدار الفتوى في بيروت، بعد انتخابه للمنصب بتاريخ 10-8-2014، ترحابا كبيرا من سائر الفئات الدينية والسياسية. وقد لفت المعلِّقين والإعلاميين والسياسيين في الخطاب عدةُ أمور؛ من مثل دعوته والتزامه بإصلاح الجهاز الديني والمؤسسة الدينية واستعادة هيبتها وحجيتها، وحملته على التشدد والتعصب، وتأييده دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز لمكافحة الإرهاب، ومخاطبته السنة والشيعة ودعوته إياهم لكفّ أمارات الفتنة والحفاظ على وحدة المسلمين، وحملته القاسية على المتطرفين الذين هجَّروا مسيحيي العراق من ديارهم، والأقليات الدينية والقومية الأخرى، وقوله إن للمسيحيين وغيرهم حقوقا في الدين والحرية والكرامة والعيش المشترك والواحد.

بيد أن أحدا ما التفت إلى الفقرة ما قبل الأخيرة في خطابه ذاك، التي ذكر فيها المعاناة الخاصة التي عاشها المسلمون السنة في لبنان منذ أواخر الأربعينات. قال المفتي دريان إن المسلمين تحملوا في مناطقهم بالبلاد العبء الأكبر للجوء الفلسطيني في أعوام 1948 و1967 و1970 – ويتحملون في السنوات الأخيرة العبء الأكبر للنزوح للسوري. وفيما بين هذين النزوحين تحملوا الاغتيالات وأعمال القتل والتهجير من جانب مواطنيهم وجيرانهم لزعمائهم وشيوخهم وسياسييهم وأهل الرأي فيهم. ومع ذلك، فإنهم ظلُّوا أهلَ الجماعة والوفاق والمودة والتواصل، وأهل الدولة والعيش المشترك. وما ذكر المفتي دريان سببا أو نتيجة لما أورده، ولا شكا إلى أحد مما كان ويكون. وإنما طالب كلَّ اللبنانيين، بالتزام سبل الرشد في الخطاب والعمل، لكي يبقى الوطن والمواطنون متساكنين متعايشين في ظل سلطة الدولة الواحدة والقادرة.
لقد اتضحت أسباب كلمات المفتي، من خلال ما وقع ببلدة عرسال وما حولها في السنوات والأيام الأخيرة. فالذي حصل أن «حزب الله» مستولٍ، بعساكره ومؤسساته، على شرق وشمال شرقي لبنان، وما بقيت قرية أو دسكرة إلا وله فيها تنظيم وأتباع ولو كانت القرية سنية أو مسيحية، باستثناء «عرسال» التي قاوحت النظام السوري، واستعصت على الحزب! ومنذ مقتل الرئيس رفيق الحريري عام 2005، فُرض الحصار عمليا على عرسال وأهلها في تنقلاتهم وغدوهم ورواحهم من جانب المحيط الذي لا بد أن يمروا فيه: تُرشَقُ عرباتهم، ويُستذلون على الحواجز أو يُرتهَنون أو يُقتلون؛ إمّا لأنهم عائدون من مهرجان لقوى «14 آذار» أو ذاهبون إلى مهرجان لـ«تيار المستقبل»، أو من أجل لا شيء، إنما المراد الخلاص منهم. وقد ظل ذلك محتملا عندما كان الرئيسان فؤاد السنيورة وسعد الحريري يقودان الحكومات (التوافقية)، ويسعيان بكل سبيل للأْم الجراح، وتهدئة الأمزجة الفائرة، ليس من جانب أهل عرسال فقط؛ بل من جانب سائر أهل السنة، وخاصة في المناطق المختلطة بالبقاع والجنوب وبيروت. ثم قام الحزب والنظام السوري بإسقاط حكومة سعد الحريري بالترهيب (2011)، بعد أن كانوا قد أسقطوا حكومة فؤاد السنيورة الأولى باحتلال بيروت! وخلال ثلاث سنوات من عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الميمونة، ما بقي شيء إلا فعله الفريقان لإخراج أهل عرسال، بل سائر أهل السنة عن طَورهم.
انسحب الأميركون من العراق، وولَّوا مناطقنا ودولنا أو استخلفوا عليها إيران وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان. وفي حقبة حكومة ميقاتي الميمونة أيضا، اندلع التمرد بسوريا على نظام بشار الأسد، ووصل إلى حدود لبنان. وانطلقت ميليشيات إيران من لبنان والعراق لمكافحة التمرد السوري. وقال الأمين العام للحزب إنه ذاهب إلى القصير وحمص والقلمون لمقاتلة التكفيريين والدفاع عن مزارات أهل البيت. وما كان في القصير وحمص والقلمون مزار لآل البيت ولا مكفِّر! لكن، ما علينا! وخلال أشهر بعد قمع الثورة على الأسد وتدخل الحزب وميليشيات إيران الأخرى هناك، تدفق على لبنان ومناطقه السنية على الخصوص مئات الألوف من النازحين السوريين المعذَّبين والملتاعين، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال. وكان نصيب عرسال منهم أكثر من مائة ألف، بينما لا يزيد عدد سكان البلدة على الخمسة والثلاثين ألفا! قال لي شيخ عاقل من عرسال قبل عام: نحن نختنق، كنا محاصَرين من الخارج بالحزب وأنصاره، ونحن محاصَرون من الداخل أيضا الآن بالنازحين. وقلت: هل هم مسلحون؟ وقال: بعضهم مسلح، لكن غير المسلح أيضا يسيطر بالكثرة والغلبة، وكنا نستحي من الشكوى حتى لا يشمت بنا محيطنا، ونحن الآن ما عدنا نملك صوتا حتى للأنين!
.. وانفجر التأزم كله قبل شهرين، انتشر المسلحون المنسحبون من منطقة القلمون بعد أن استولى عليها الحزب وقوات النظام، بمناطق الجبال الوعرة الممتدة عشرات الكيلومترات بين سوريا ولبنان. ثم بدأوا حرب كر وفر واستنزاف ضد الحزب وقوات النظام في المنطقة الحدودية بين القلمون وعرسال. وبعد أن فقد الحزب عشرات القتلى في المنطقة، استنجد بالجيش الذي كان قد أقصاه طوال عامين، ليوقفه حاجزا بين مراكزه والمسلحين. وهكذا، ازداد التقاصف بين المسلحين والجيش، إلى أن هجموا فقتلوا العشرات، وخطفوا واحتجزوا مثلهم، واستولوا على البلدة على مدى أسبوع! وجاء سعد الحريري، فحال دون المذبحة الجديدة المتوقعة، وانصرف لتهدئة العراسلة والسنة، وتقوية الجيش، تماسكا وسلاحا، بدعم من المملكة العربية السعودية. وهذا كله وسط هياج إعلامي للحزب ومناصريه حول صدق حدْس وعمل نصر الله عندما قال إنه ذاهب لقتال التكفيريين حتى لا يأتوا إلى لبنان. لكنهم أتوا، وما استطاع الحزب منعهم، ولا شك في أن قتله إياهم في وطنهم، مشاركة لنظامهم القاتل، هو الذي أثارهم أكثر، وخَلَق الحوافز لديهم لمقاتلة اللبنانيين وجيشهم!
لقد ذكرت في عنوان المقال الفتنة والمحنة. والفتنة مفهومة في تراثنا ووعينا، إنها الحرب الأهلية التي حاولنا تجنبها بكل سبيل، بالصبر والعض على الجراح. لكن المحنة أصعب. فمسلحو الجبال لا يترددون في خطف وقتل المدنيين العزل، وذبح الأسرى. وهم يطالبون بإطلاق سراح سجناء اعتُقلوا بسبب مشاركتهم في حرب «فتح الإسلام» بمخيم نهر البارد عام 2007. وما أدراك ما «فتح الإسلام»؟! إنهم المسلحون الذين أرسلهم النظام السوري آنذاك لإنشاء «إمارة إسلامية» بشمال لبنان! نعم، نظام بشار الأسد العلماني، كان يريد إقامة «الدولة الإسلامية» للفتنة والتخريب، مثلما تفعل «داعش» الآن، ولذا لا أرى لماذا الخصومة بينهما، ما دام أكثر هؤلاء قد عاد إلى سوريا بعد الفشل، وأطلقهم نظام الأسد في عفو عامٍّ سنة 2012 للانتقام من المتمردين عليه!
لقد صبر المسلمون في لبنان على الظلم خوف الفتنة. إنما يبدو أن عليهم أيضا مواجهة المحنة: فبين المليون والمائتي ألف مشرد ونازح (بحسب إحصائيات الأمم المتحدة) كثيرون ممن سمَّمتْهم وأصابتهم بالعدوى ميليشيات وتصرفات الأسديين والإيرانيين وسواء أكانوا مسلحين في الجبال، أو جالسين بين بيوتنا وفي المخيمات العشوائية حول مدننا وبلداتنا!
قال المفتي دريان إننا استعصينا على الفتنة، وينبغي أن نستعصي على المحنة فالفتنة. والواقع أن هذه الحالة، حالة الوقوع بين الفتنة والمحنة ليست خاصة بمسلمي لبنان، بل هي منتشرة في ديار عربية أخرى تغصُّ اليوم بالإيرانيات والطغيانيات والداعشيات! والله المستعان.
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment