عودة الغساسنة في القرن الـ 21

horsedignityعادل موسى: كلنا شركاء

يظهر التفاوت الكبير في عسكرة سوريا شمالا وجنوبا ويزيد او يقلل من اهمية هنا او هناك، هو انضباط الحدود جنوبا وانفلاتها شمالا. ويسرع الكثير من المحللين لتبني نظرية أن الجنوب حالة استثنائية مضبوطة بدقة من قبل المخابرات الأردنية والأميركية وسلامة وامان الحدود الإسرائيلية السورية منذ عام 1973 وحتى الساعة مما ابعد خطر وجود وسيطرة التنظيمات المتطرفة كما يحلو للبعض تسميتها. مع ظهور شوائب مُفتعلة ك “مجزرة عرنة”. بينما نرى فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري مزيج متنافر.

بينما اتساع المساحة الجغرافية التي يشغلها الجيش الحر في مختلف مدن الشمال والوسط السوري وانفتاحه على خط حدودي طويل مع تركيا يجعل من مسألة السيطرة والتحكم أمراً عسيراً، هذا بالإضافة إلى وفرة الموارد التي يوفرها الشريط الحدودي الطويل وازدهار ظاهرة التهريب شرقا وشمالا.

وهنا نتذكر زيارة امير الغساسنة غـاريوس بن النعمان لمدينة أم الجمال الأثرية قادما من البرازيل ولأول مرة؛ للاطلاع على المدينة ميدانيا وتقديم دعم تنموي للمدينة وتنشيطها سياحي وجاءت هذه الزيارة بدعوة شخصية من رئيس بلدية ام الجمال حسن الرحيبة للامير غاريوس.

والأمير بن النعمان هو حفيد ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم، وهو أحد الملوك الذين أسسوا مملكتهم في الأردن وجنوب سوريا حيث استقروا، ليمتد حكمهم من عام 220 للميلاد في عهد جفنة بن عمرو، وينتهي في عهد جفنة بن الأيهم عام 638 للميلاد.

وهنا نتذكر ما كتبه الأب ألبير أبونا عن مملكة الغساسنة العربية المسيحية في كتابه “تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية” : “استوطن العرب البلاد السورية منذ القرن الثاني الميلادي. فقد شدتهم إليها الأراضي السورية الخصبة. فأنشأوا امارات في حمص وتدمر والبتراء وفي لبنان وجنوبي الشام وفي أرض حوران. ولم يلبثوا طويلا حتى تمثلوا لغة السوريين وحضاراتهم وعباداتهم. فان اسماءهم واسماء آلهتهم هي في الغالب آرامية. وكانوا يستخدمون اللغة الآرامية في مراسلاتهم الدبلوماسية، بالإضافة إلى لغتهم العربية. والأبنية الأثرية التي شيدوها في تدمر والبتراء تعتبر من أجل منتجات الفن السوري.” .

والغساسنة كما يرجعهم المؤرخون حسب البير ابونا من أنساب بني غسان وهم قبيلة قديمة من عرب الجنوب وكان يرئسها سابقا شخص يدعى عمرو مُزيقياء ابن عامر ماء السماء. وقيل أنه غادر البلاد اليمنية في أواخر القرن الثالث الميلادي، واستوطن أرض حوران والبلقاء. ويظهر من رواية الأخباريين أن الغساسنة أخذوا الحكم بالقوة من أيدي عرب كانوا يحكمون هذه المنطقة قبلهم يدعون “الضجاعمة” وهم من سليح التي تعود إلى قبيلة قضاعة.

أما “مؤسس دولة الغساسنة فيُدعى جفنة بن عمرو. لذا فقد دُعي الغساسنة أيضاً بني جفنة. وقد اختلف مؤرخو العرب على عدد الملوك الذين حكموا هذه الدولة العربية. فبينما يرى أبو الفداء في تاريخه أنهم واحد وثلاثون، ويجعلهم حمزة الأصفهاني اثنين وثلاثين، يرى المسعودي وابن قتيبة أنهم ليسوا سوى أحد عشر. وهذا دليل على ما يشمل أسرة بني جفنة من الغموض. لذا فإن لائحة الملوك التي نعطيها هنا ليست سوى تقريبية، وكذلك تواريخ حكم كل منهم.”.

هذا وقد استقر الغساسنة في النواحي الجنوبية الشرقية من دمشق الشام. وقبل غروب القرن الخامس الميلادي، دارت في المنطقة أحداث سياسية أدخلت الغساسنة ضمن دائرة النفوذ البيزنطي. كما اعترف الروم بالدور الهام الذي يستطيع الغساسنة القيام به بصفتهم حُماة الحدود. منذ عهد الامبراطور انسطاس (491 – 518)، وفي مطلع القرن السادس، أخذ هذا الدور يبرز بوضوح. وأول ملك للغساسنيين وأعظمهم شأناً هو الحارث ابن جبلة ( 528 – 569) الملقب بالحارث الأكبر أو الحارث الأعرج (الحارث او الفالح = غيورغي).

ويقال أنه منذ مطلع حكمه حارب المنذر الثالث ملك الحيرة وانتصر عليه في نيسان سنة 528 وعلى أثر هذا الانتصار، أقر له الامبراطور جوستنيانوس الأول (527 – 565) بالزعامة على العرب القاطنين في بلاد الروم، ومنحه لقب “البطريق”. وهو من ألقاب الشرف الفخمة لدى الروم، ولم يكن يُمنح إلا لعدد قليل من الخاصة. وكذلك الأمر منحه جوستنيانوس لقب “فيلاركس”، أي رئيس القوم وزعيمه. فكان الحارث بذلك أول رجل من الغساسنة يُمنح اللقبين اللذين انتقلا منه إلى أبنائه فيما بعد. إلا أن المنذر الثالث الحيري استعاد قوته وغزا سوريا سنة 529 وعاث فيها فساداً، حتى بلغ في هجومه على بلاد الشام أسوار مدينة أنطاكيا. ولكنه تراجع بسرعة خاطفة حينما سمع بمجيء قوات كبيرة من جيش الروم. أما الحارث الغساني فقضى أكثر أيام ملكه يحارب في سبيل بيزنطة ويدأب على خدمة غاياتها. وقد تم له الاشتراك معها في قمع ثورة السامريين قبل سنة 530. إلا أن تصرف الحارث في الحرب التي نشبت سنة 541 بين الفرس والروم أثار شكوك الروم في إخلاصه لهم، إذ تخلى عنهم ولم يقم بعمل يُذكر في هذه الحرب التي كانت بقيادة بيلساريوس البيزنطي. وتذكره الآية الكريمة تلك المرحلة: «غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون» لتعكس صراعا كان سائدا خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين بين الدولة البيزنطية التي كانت العرب تطلق عليها لفظ «الروم»، وبين الفرس، فهذه كانت سنة العلاقة بين هاتين الإمبراطوريتين الكبيرتين؛ فالأولى كانت وريثة الدولة الرومانية العظيمة بعدما نقل الإمبراطور قسطنطين العاصمة إلى إسطنبول، وقد تبادل الطرفان الانتصارات، ولكن أحدا لم يستطع القضاء على الآخر. وبحلول مطلع القرن السادس الميلادي بدأت بلاد فارس تتفوق تدريجيا على الدولة البيزنطية، وكانت منطقة أرمينيا والأناضول أحد المسارح المهمة التي دارت عليها رحى هذه الحرب. وعندما بدأت دولة بيزنطة تستعد لتلقي الهزائم ظهر قائد مغوار ذو عبقرية فذة في تاريخ الحروب والصراعات وهو القائد بيليساريوس
Belisarius.

كانت الجدالات اللاهوتية تستهوي الحارث الأكبر، وبه تحولت المسيحية الشرقية القديمة إلى المونوفيزية. وبينما كان الامبراطور جوستنيانوس الأول يدعم الخلقيدونيين، كان الحارث، بمؤازرة الامبراطورة ثيودورة، يحمي المونوفيزيين الذين كانوا يتعرضون لشتى أنواع الاضطهاد من الروم في سوريا. وحينما ذهب الحارث إلى القسطنطينة سنة 563 لمقابلة الامبراطور، اغتنم فرصة وجوده في العاصمة لكي يلتمس مطراناً لمنطقته. ونال بأن يقوم ثيودوسيوس بطريرك الاسكندرية الذي كان بإقامة جبرية في العاصمة البيزنطية، برسامة مطرانين هما يعقوب البرادعي وثيودوروس العربي. وقد حصل يعقوب البرادعي على الرها كمركز أسقفي، مع سلطة واسعة على سوريا والديار العربية. أما سلطة ثيودوروس، فكانت تمتد إلى الديار الغربية وفلسطين، ومركزها في الحيرة من حيث المبدأ. إلا أنه كان في الواقع أسقفاً متجولا. وكان لهذين الأسقفين تأثير كبير، ولا سيما نشاط يعقوب البرادعي الذي أصبح العامل الأكبر في نشر المونوفيزية ودعمها والدفاع عنها، حتى سمي المونوفيزيون “باليعاقبة” نسبة إلى يعقوب البرادعي. وهكذا فقد أصبح الحارث، طوال حُكمه المديد الذي انتهى سنة 569، محامياً للمذهب المونوفيزي، وبفضله استطاع هذا المذهب أن يجتاز العواصف الهوجاء التي ثارت عليه في القرن السادس.

ويتابع البير ابونا “الغريب هو أننا، في القرنين السادس والسابع اللذين يمثلان ازدهار الشعر العربي القديم، لا نجد أي اسم من القبائل المستوطنة في سوريا. ولهذا كان الغساسنة، حينما يريدون إحياء أعيادهم والاحتفاظ بأثرهم على العالم العربي، يستدعون من القبائل الأخرى ومن اعماق نجد والحجاز، شعراء مثل أمرئ القيس الكندي أو مثل الأعشى والنابغة وحسّان. ذلك لأن تمثيل الغساسنة للحضارة السورية قد أضعف تمكنهم من اللغة، فأصبحوا غرباء بالنسبة إلى لغتهم القديمة. فلم يكونوا يتكلمون إلا لغة عربية ركيكة تمتزج فيها التعابير السورية الآرامية.”.

ومع زوال دولة الغساسنة، كانت الصحراء السورية وما بين النهرين خاضعة لحكم البيزنطيين والفرس. وكانت كل من الامبراطوريتين قد منحت أهمية كبيرة ودوراً هاماً للقبائل اللخمية والغسانية في حماية حدودهما. وحينما توارت هذه التنظيمات العريبة القوية، لن يبق ثمة ما يعوض عن دورها، وأضحت الصحراء من جديد غير خاضعة لمفهوم سلطة واحدة، وتصدعت الحدود، وتعدد الأمراء على القبائل المختلفة، وتحولت مملكة الحيرة إلى محافظة فارسية فيها تتأجج نيران ثورة خفية على الفرس، وانفتح الطريق لآخر غزو من الغزوات الفارسية الذي قضى على ما بقي من المقاومة في الصحراء، وواصل زحفه نحو الغرب، حتى بلغ بيت المقدس سنة 614، في عهد كسرى الثاني. وحينما انسحب المدّ الفارسي، عادت القبائل العربية سيدة مناطقها تحت راية المذهبين النسطوري والمونوفيزي.

ولن نبالغ إذا قلنا أن السياسة البيزنطية تجاه الغساسنة والعرب المسيحيين عامة سوريا وفلسطين والبلاد العربية كلها كانت أحد الأسباب التي ساهمت في تسهيل المهمة أمام الإسلام. إذ أن هذه السياسة الخرقاء أنمت عند العرب البغض لمسيحية أرثوذكسية تمثلت لهم بقضية الامبراطور، وجعلتهم يتمسكون بشدة، نتيجة للاضطهاد والتعسف، بمونوفيزية مماحكة وجامدة لم توفر قوة لمقاومة فعالة وكافية أمام حركة ذات طابع قومي، كما لم يكن بوسعها الاعتماد على مساعدة من الخارج.

ولكن المهم في الأمر بأنه مع بداية القرن الخامس الميلادي وفي مدينة إزرع في حوران، في الجزء الجنوبي من سوريا وهي اليوم مركز إداري لمنطقة إزرع التابعة لمحافظة درعا. وهي من المدن الكنعانية التي أقيمت فوق أنقاض موقع يعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث.

ارتبطت إزرع القديمة بـبصرى الشام بطريق رومانية مرصوفة بالحجارة البازلتية، مارة شماليها متجهة نحة الغرب، حيث تتفرع هناك إلى فرعين يصلان إزرع ببلدات حوران الغربية ولاسيما ببلدتي إنخل والحارة الحالية. وقد تعاقبت على مدينة إزرع حضارات مختلفة، شأنها في ذلك شأن بقية مدن الجزء الجنوبي من بلاد الشام لموقعها الجغرافي، فهي صلة وصل بين مصر القديمة وحضارات بلاد الرافدين وشمالي سورية، ولقد تركت كل حضارة بصماتها الواضحة في المدينة المذكورة وفي الخرب المدفونة تحت الأنقاض حولها. وقد عاصرت إزرع الحضارات الكنعانية، والآرامية، والبيزنطية، والعربية الإسلامية وتأثرت بها. فإزرع القديمة تؤلف تلة من الأنقاض تقوم عليها اليوم المباني السكنية، إلى جانب ما تبقى من أبنية قديمة.

ومن المعالم التاريخية الأثرية الهامة كانت كنيسة القديس مارجرجس والتي تعدّ من أهم المعالم التي ما زالت قائمة في مدينة إزرع. وقد كانت في الأساس معبداً وثنياً لعبادة الأصنام ثم حوِّل إلى كنيسة مسيحية في عهد البيزنطيين، وتنفرد هذه الكنيسة عن غيرها من الكنائس بشكلها المثمن مما يؤكد أنها بناء معبد قديم أصلاً ولعله يعود إلى الحضارة العربية النبطية.

نذكر ما نُقش على عتبة فوق باب كنيسة مار جرجس الشمالي في اذرع، حيث نقرأ حجرا منقوشا كتب عليه بـاللاتينية ما معناه: “صار بيتاً لله المكان الذي كان كهفاً للشياطين، وحيث كانت تستقر الظلمة أشرق نور الخلاص، وحيث كانت تقدم الذبائح للأصنام صارت تقدمها صفوف من الملائكة، وحيث كان يستنزل غضب الله صار يستنزل رضاه، رجل مهم يحب السيد المسيح وجيه في قومه اسمه يوحنا بن ذيو موسى قدّم للإزرعيين من ملكيته الخاصة هذا البناء العجيب على اسم القديس الشهيد جلورجيوس اللابس الظفر، الذي ظهر علانية لا في الرؤيا بل عياناً في وضح النهار سنة 410م”.

وقد استمر المنهج التنظيمي والعمراني التقليدي في المدينة خلال عهد الولاية حتى نهاية العهد الكنسي وعهد الأسقفية نسبياً، ولكن ثمة عوامل استجدت وأدت إلى تغيير أو تعديل أو حذف بعض المظاهر العمرانية والتنظيمية، أما على حساب المنهج التنظيمي والعمراني للأبنية أو المخطط العام للمدن أو للوظائف الأساسية التي أنشئت تلك الأبنية من أجلها ومن هذه العوامل:

آ – انقلاب وتحول المفاهيم الثقافية والعقائدية في المنطقة وعلى مستوى الإمبراطورية، وإنهاء كامل المظاهر والمعتقدات الوثنية وحلول الديانة النصرانية الجديدة، ولذلك تحولت وظائف الأبنية وخاصة ذات الوظائف التي لا تتناسب مع هذه العقيدة إلى مناهج جديدة. ومن هذه الأبنية على سبيل المثال كافة المسارح الدائرية (الأنفتياتر) والنصف دائرية والمعابد ودور العبادة وغيرها.

ب – الكوارث الطبيعية أو الهجمات الخارجية التي لحقت بالمنطقة ومعظم مدنها أيضاً، لذلك أدت هذه الكوارث والهجمات إما إلى طمس معالم العديد من الأبنية القديمة، أو تصدّعها وانهيارها كلياً أو جزئياً، ولذلك أعيد استعمال عناصرها في الأبنية الجديدة بمظاهر ومخططات أخرى تختلف عن السابقة، وأحياناً باستخدام أو المحافظة على تأسيسات الأبنية القديمة.

ومن هنا نجد أن التنظيم الجديد للأبنية لم يعد يستند على المحاور القديمة لا بالنسبة إلى المخطط العام للمدن ولا للأبنية الأخرى، وهذا الأمر كان بمثابة الأرضية الأساسية للمدن المسيحية والإسلامية سواءً في المنطقة أو في كامل سورية.

ومن هذا المنطلق فيعتبر بناء كنيسة الخضر في مدينة ازرع جزء من هذا الأبنية الكنسية والأثرية وذو أهميةٍ كبيرةٍ ليس في جنوب سورية (حوران) أو بلاد الشام فحسب بل في جميع أنحاء العالم، والسبب في ذلك مخططها المعماري المرتكز على المنهج المثمن والمندمج داخل مربع واحد مع أربعة صدور نصف دائرية وُزعت في الزوايا الأربع، وكذلك المنهج الهندسي المترابط بعقود وأقواس وأروقة ارتكزت على ثمانية ركائز وقباب، إضافةً إلى الأجنحة الجانبية المسقوفة بعوارض من بلاط حجري بحيث تكون كل بلاطة من حجر واحد ترتكز على سلسلة أكتاف (أو أطناف) بارزة من كل جهة وكذلك النظام البنائي والمعمارية الذي يتقدمه صدر الكنيسة بشكله المنحني وقبته الجملونية. ومنها انتقل فن العمارة السوري القارسي ليصبح نموذجا جديدا لكنيسة بيزنطة “ايا صوفيا” ومن ثم انتقل هذا الطراز في روسيا ويتجسد في نموذج كنيسة “المسيح المخلص” في منتصف موسكو بالقرب من جدران الكريملين. وفيها تنضح فن العمارة منذ عهد الغساسنة وحتى الساعة.

وجاء البناء ليؤكد على ممارسة العبادة المسيحية الكاثوليكية في هذه المدينة وهذا البناء، ولهذا السبب تم بناء الكنيسة في مدينة ازرع كباقي الأبنية الكنسية التي تعد بالمئات في حوران أو ما تعرف باسم منطقة الحوض البازلتي، ولم يكن هذا البناء هو البناء الكنسي الوحيد في المدينة، بل بنيت فيها العديد من الكنائس الأقدم في المنطقة مثل كنيسة القديسة هيلين في نفس المدينة.

وكُتب حول أصل التسمية:

سُميت الكنيسة باسم القديس مار جرجس أو الخضر عليه السلام والذي سُمّي عند الإغريق باسم بليريفون. المشهور ببطولاته التي وصلت بمستوى بطولات آخيل وحسب ما ذكر في الروايات المتواترة أن القديس مار جرجس كان من الرجال المتصوفين والمستغرقين دائماً في التأمل الفلسفي والعقائدي، وقد غاب فترة طويلة من الزمن ثم عاد للوجود بصورة القديس يوحنا، وتعتبر هذه القصة حسب الرواية أيضاً أنها حقيقية وليست من نسج الخيال، وفي هذا المكان تم دفن رفات القديس بعد أن تحول من مبنى كمعبد وثني إلى بناء كنسي مسيحي.

والجدير بالذكر إن تسمية الكنائس بأسماء القديسين في المنطقة كانت عادة متواترة في القرنين الخامس والسادس ومنها على سبيل المثال كنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس وليونثيوس في مدينة بصرى، وكنيسة القديس ثيودور وبازيليك القديس مار جرجس في مدينة جرش، وكنيسة يوحنا المعمدان في مدينة دمشق، وكذلك كنائس القديسين بطرس وبولس في العديد من كنائس المنطقة.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

هم يزرعون الإرهاب ونحن نجني ثماره/1

geoegemasouhعلي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

في السبعينيات من القرن الماضي تعرفت عن أحد الأخوة في بغداد ممن يكبرني عمرا وثقافة بعد صلاة الجمعة وكان قد أبدى ملاحظات مهمة وقيمة حول قراءة القرآن الكريم، بعد أن قرأت له بعض مما أحفظه، وبطريقة الخبير المتمكن أبدى إعجابة بكثرة ما أحفظه، وبنفس الوقت أبدى تحفظه من طريقتي في القراءة. موضحا ليٌ أهمية التشديد على الحركات المبينة على الحروف، وضرورة التأني في القراءة. بعدها توطدت علاقتي بها وتحسنت عندي قدرة قراءة القرآن بفضله. قلت له في يوما ما بأن البعض يتهمك بالإشتراك بحزب الإخوان المسلمين وحذروني من مغبة هذا الأمر. إبتسم كعادته بهدوء، وقال هذا صحيح وأصبح شيئا من التأريخ. من خلال زياراتي المستمرة له في مكتبته العامرة التي تضم آلاف الكتب ومناقشة أهم وآخر الإصدارات، أخرج ليٌ بعض الكراسات، وقال بسبب هذه الكراسات خرجت من الحزب، بل وإحتقرته وأيضا. قلبت بعض الكراريس لأفهم السبب ولا حظت في أواخرها، كتب طبع في واشنطن! وكانت مفاجأة صاعقة ليٌ، فقد كانت الأفكار العروبية والقومية ما تزال تنبض في قلوبنا الفتية بشدة، وتستقطبنا أفكارنا وطروحاتنا بلا منافس، قال لاحظ الإخوان يطبعون كتبهم في واشنطن لكي تتحول الى رصاص يقتل إشقائنا في فلسطين. بقينا لفترة نناقش الموضوع من كل الجوانب وخلصنا بأن الغرض من تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية للأحزاب الدينية إنما غرضه مواجهة التمدد الشيوعي في المنطقة من خلال التركيز على الطروحات الإلحادية للفكر الشيوعي وإعتباره الدين أفيونا للشعوب حسب مقولة ماركس. ولكن الذي لم نتوصل له في حينه وكشفته قوادم الزمن، ان الولايات المتحدة ومن ورائها الدول الأوربية السائرة في فلكها لا بد أن تكون لها إستراتيجية بعيدة المدى من وراء هذا الدعم للمركات الإسلامية غير المعتدلة في طروحاتها.
جاءت الثورة الإيرانية لتؤكد الدعم الأمريكي والأوربي للخميني عندما نقله الفرنسيون على طائرة خاصة من باريس إلى طهران، وأخذت الأضواء تتركز على الدعم الأمريكي لتنظيم القاعدة لمواجهة الغزو الروسي لإفغانستان والتي تبلورت في مشروع (السي آي أي) بما يسمى( عملية الأعصار). وبعد الإنسحاب الروسي المهين، تغيرت البوصلة فجأة وبدأت تنحرف إلى إتجاهات معاكسة وهي الحرب على الإرهاب. والحقيقة إن التسمية لم تكن صائبة لأنها الحرب على الإسلام، ولم يدر بخلدنا بأن الإسلام والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة في نظر الولايات المتحدة وتابعها الأوربي.
في عام 1984 صرح الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بأن حكومته” أعلنت الحرب على الإرهاب حالا، وحدد مصدره بمنطقتين هما الشرق الأوسط وامريكا الوسطى”. مع أن الجمع بين المصدرين لا يمثل الواقع الإرهابي، لأن الإرهاب بكامل قوته وهيئته موجود في بلاد العم سام وبعض دول أمريكا اللاتينية بإعتبارها موطن المخدرات والمافيات والجرائم المنظمة. ولم تكن منطقة الشرق الأوسط تمثل أي تهديد إرهابي لمصالح الولايات المتحدة وأوربا إذا إعتبرنا الهدف من الحرب هو المحافظة على المصالح العليا للولايات المتحدة الأميكية وأوربا في المنطقة. كما شارك ريتشارد بيرل وكان رئيسا لمجلس تخطيط السياسة الدفاعية في الولايات المتحدة زميله دوغلاس فيث الرجل الثالث في البنتاغون في كتابة دراسة عام 1996 لرئيس وزراء الكيان الصهيوني اليميني (بنيامين نتنياهو) تدعو لإسقاط نظام صدام حسين باعتباره هدفا استراتيجيا مهما للكيان الصهيوني على أساس إن مستقبل العراق يمكن أن يؤثر في التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط تأثيرا عميقا.
في كانون الثاني 2002 تغير تصنيف مصادر الإرهاب، فإستبعدت أمريكا الوسطى وحددت الدول حصريا في الشرق الأوسط. فقد صنف الكونغرس العراق بأنه جزءا من محور الشر إلى جانب إيران وكوريا الشمالية. مع إن الرئيس الأمريكي أعلن الحرب على الإرهاب فإن الإرهاب بمفهومة آنذاك كان يتضمن صيغة عامة كما جاءت في كراس للجيش الأمريكي وهو” الإرهاب هو استخدام أو التهديد باستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية”. وإذا طبقنا المفهوم على الولايات المتحدة سنخرج بنتيجة مؤكدة بأن الولايات المتحدة هي دولة الإرهاب الأولى في العالمين الماضي والحاضر. وبالرغم من أن الولايات المتحدة عرفت الإرهاب لاحقا وفقا لقانونها( U.S Code. Section 2656f”d” ) بأنه” العنف المتعمد المدفوع بعوامل سياسية والمرتكب ضد أهداف مدنية على أيدي جماعات لا تتمتع بالمواطنة أو عملاء سريين. ويكون هدفه عادة التأثير في جمهور معين”. فإن المعنى لا يزال غامضا ومرنا كالطين المطاوع يمكن تفسيره كيفما شاءت إدارة البيت الأبيض. وقد اصدر الرئيس بوش في 24/10/2001 قائمة بأسماء (11) منظمة ارهابية هي القاعدة/ جماعة ابو سيف/الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر/ حركة مجاهدي كشمير/ حركة الجهاد في مصر/ الحركة الاسلامية الاوزبكية/ عصبة الانصار اللبنانية/ المجموعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر/ مجموعة القتال الاسلامية الليبية/ الاتحاد الاسلامي الصومالي/ جيش عدن الاسلامي في اليمن اضافة الى(12) شخص واربع منظمات خيرية. وجميع ما ذكر ليس له علاقة بحربه على الإرهاب في إفغانستان والعراق فيما بعد!

تأريخ إرهابي مميز لمن يحارب الإرهاب
الذي يمارس الإرهاب لا يمكن أن يحاربه، والذي يمثل تأريخه تأريخ الإرهاب لا يمكن ان يقود العالم لمحاربة الإرهاب. هذا عرض مبسط وعينات من الممارسات الإرهابية للولايات المتحدة في دول العالم. تؤكد بأن الإرهاب جنين مسخ ولد من رحم الولايات المتحدة. منذ قيام الولايات المتحدة ولحد الآن إرتكبت قواتها العسكرية جرائم حرب وإرهاب لا تُعد، وهي ترفض أن تخضع قواتها لمساءلة المحكمة الجنائية الدولية بغطرسة وعنجهية، لأنها تعرف حقيقة جرائم قواتها.
في عام 1730 أصدرت الجمعية التشريعية لمن يسمون أنفسهم البروتستانت الأطهار تشريعاً يقنن عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر، شمل التشريع مكافأة مقدارها 40 جنيهاً مقابل كل فروة رأس مسلوخة من هندي أحمر وارتفعت بعد 15 سنة إلى 100 جنيه. ثم وضع البرلمان البروتستاني بعد 20 عاماً تشريعاً جديداً نص على ” فروة رأس ذكر عمره 12 عاماً فما فوق 100 جنيه ،وفروة رأس الطفل أو المرأة 50 جنيهاً”.
في عام 1763 أمر القائد الأمريكي (جفري أهرست) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري على تجمعات الهنود الحمر لنشر الوباء بينهم، مما نتج عنه موت عشرات الألوف من الهنود الحمر. ومن الغريب اطلاق الامريكان تسمية الاباتشي والكومانشي والتوما هوك على الطائرات الحربية فالاباتشي والكومانشي من القبائل الاصلية التي ابادها المستوطنون الجدد من البيض! والتوما هوك هي البلطة التي كان يتسلح بها الهنود الحمر؟ وقد سخر تشومسكي من هذه الظاهرة بقوله” الولايات المتحدة تحتفل دائما بنجاح مؤسسيها بقطع الاشجار وقتل الهنود”. (النزعة الانسانية/150). كما اطلقت بريطانيا على احد قواتها اسم ( الغورخا) وهي تسميت تتعلق بشعب يعيش في جبال نيبال تعرض الى التطهير العرقي والابادة الجماعية على يد البريطانيين.
لم تجرأ دولة على هجوم نووي غير الولايات المتحدة وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 حيث قصفت مديتني هيروشيما وناكازاكي بعد رفض اليابان تنفيذ نصوص (إعلان مؤتمر بوتسدام) الذي طالبها بالإستسلام بلا شروط. وبلغ عدد ضحايا المدينين المنكوبتين ما يقارب الربع مليون. وفي الحرب الكورية عام 1950 قتلت القوات الأمريكية المئات من المدنيين أغلبهم من الأطفال خلال ثلاثة أيام فقط.
نشرت مجلة نيويورك تايمز في 8-11-1997أن العدد الحقيقي للقتلى الفيتناميين من الغزو العسكري الأمريكي هو 2.6 مليون قتيل، وقد تسبب قصف مدينة هانوي وحدها عام 1972 في إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصم بفضل الحضارة الإنسانية الأمريكية! في حين تشير المصادر الفيتنامية بأن عدد القتلى خمسة ملايين من بينهم أربعة ملايين من المدنيين.
في غواتيمالا قتل الجيش الأمريكي في الفترة من عام 1966 إلى 1986 نحو 150 ألف مزارعا وليس جنديا! كما وصفت( اللجنة المركزية المينونيتية) وهي تعمل في لاوس منذ عام 1977 القصف الامريكي للاوس بأنه ” معظمه يستهدف الاطفال وان نصف الأموات هم من الاطفال” كما وصفها ماركوس وارن بقوله ” الحرب الامريكية غير المعلنة التي تقتل الاطفال” ووصفها رونالد بولادسكي ” القنابل الامريكية المقذوفة من السماء تشوه وتقتل الاف الضحايا الابرياء ومعظمهم من الاطفال”. وفي عام 1982 قامت اسرائيل بهجوم غادر على لبنان ادى الى قتل (20)الف لبناني ودمر جزءا من لبنان مدعوما من الولايات المتحدة. وعام 1993 شن اسحق رابين هجوما على جنوب لبنان مما ادى إلى نزوح (500) ألف مواطن. علاوة على جريمة امريكا في دعم الارهاب الحكومي في السلفادور والذي اجج العنف عام 1989 ودعم فوج اتلاكاتل السلفادوري الذي تدرب في امريكا وقام بمجازر فظيعة منها اغتيال الاسقف روميرو عام 1980 مع عدد من الرهبان. وقتل المثقفين السلفادوريين عام 1989 . في سؤال وجهته القناة التلفزيونية الامريكية العامة عام 1996 لمادلين اولبرايت عن ردٌة فعلها ازاء مقتل نصف مليون طفل عراقي خلال خمس سنوات بفعل الحصار الاقتصادي أجابت المقبورة بكل وقاحة” لقد كان خيارا صعبا، ولكن بالنسبة الى الثمن اعتقد ان الامر يستحق هذا الثمن”!
تحدث المحلل ( ريتشارد داودن) في صحيفة الاندبندنت في ك1/1998 عن” إصابة 6000 الى 8000 صومالي في صيف عام 1993 وكان ثلث الضحايا من الاطفال والنساء رغم ان التقديرات الحقيقية تضاعف هذه الارقام. وصرح الجنرال الامريكي ( انتوني زيني) قائد العمليات في الصومال للصحفيين” لا أعد الجثث فهذا الأمر لا يهمني”! وهذا القائد هو نفسه الذي قاد حملة القصف الامريكي على العراق عام 1998 وذكرت صحيفة نيويورك تايمز كانون الاول/1998 بأنه ” حساسا جدا تجاه القيم العربية”. كما دمرت الولايات المتحدة معمل أدوية الشفاء في السودان عام 1998 بذريعة سخيفة على أساس إنه ينتج أسلحة كيماوية تزود به أسامة بن لادن. وادعى البعض أن ابن لادن من الشركاء في ملكية المصنع، وبعدها تبين انه ليس لإبن لادن أي علاقة بالمعمل، وأن المعمل لم يكن ينتج أسلحة كيماوية. وفي الحرب اليوغسلافية عام 1999 أدى القصف الأمريكي إلى قتل خمسة آلاف من المدنيين فقط، وأعتبرت جريمة حرب من قبل خبراء القانون الدولي.
كما قامت القوات الاندونيسية بمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة بقتل ما بين ربع الى ثلت سكان تيمور الشرقية. وقدرته صحيفة ايكونوست بحولي(250) ألف شخص خلال مذابح جماعية. وعندما اضطرت الحكومة الاندونيسية عام1999تحت ضغط مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية الى اجراء استفتاء لتحقيق حكم ذاتي لتيمور الشرقية وفازت القوى المطالبة بالاستقلال قام الجيش الاندونيسي باعمال عنف وارهاب لتغيير نتائج الإنتخابات. وقد وصف الكاتب الاوسترالي برايان وودلي الميليشيات التابعة لجيش الاحتلال الاندونيسي بأنها” كتائب موت منظمة جدا اطلقتها ايادي مخفية أو شبه مخفية” مضيفا ” ان هذه الميليشيات هي في حقيقة الامر امتداد لجيش الاحتلال الاندونيسي”. (النزعة الانسانية- تشومسكي/68).
ناهيك عن ملايين القتلى عن طريق مخططات وكالة المخابرات الأمريكية عبر الإنقلابات العسكرية والحروب الأهلية وبقية العمليات الإرهابية. منها قيام كتيبة (اتلاماتل) المرتبطة بالوكالة عام 1981 بقتل ألف مدني في السلفادور وإغتصاب المئات من النساء. والهجوم على غرينادا عام 1982 الذي خلف الآلاف من القتلى. وغزو بنما عام 1989 لإعتقال الجنرال مانويل نوريغا ومحاكمته في الولايات المتحدة. علاوة على إستخدام اليورانيوم في حروبها ومنها العراق. فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز في 17/2/1993 عن إستخدام القوات الأمريكية يورانيوم في عدوانها على العراق وكان أكثر الضحايا من الأطفال. علاوة على الحصار الإقتصادي الذي أودى بحياة أكثر من مليون عراقي لغاية عام 1997 غالبيتهم من الأطفال. وإنتهاءا بالحرب على إفغانستان التي خلفت حوالي مائتا ألف قتيل والعراق حوالي مليون شخص غالبيتهم من المدنيين.
للحديث تابع بعون الله.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

صور مفبركة انتحر بسببها مخترع الفوتوشوب

obamapuyinصور مفبركة انتحر بسببها مخترع الفوتوشوب

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

مؤسسة الاعتصام تغرد موت خليفة المسلمين البغدادي

baghdadikhalifadiedتغريدة من مؤسسة الاعتصام تعلن موت البغدادي.

 قبل شي اسبوعين تلاتة طلعت اشاعة انو تم عزل الخليفة البغدادي لعدم اقدامه في المعارك؟؟ انا بشك انو من وقتها انقتل؟؟ والله اعلم

Posted in فكر حر | 1 Comment

الإستخبارات الأسدية

syrelarZakwan Baaj
الإستخبارات الأسدية
الذين يعيشون في الغربة يكون الإهتمام فيهم كبير، خاصة من قبل الأجهزة الأمنية الأسدية القذرة، فعندما تم استدعائي مرة للأمن العسكري وسألوني كم سؤال عن بعض المواضيع تبين لي أن من كان يكتب هم كثر وصرت أشك بجميع من حولي.
نادى الضابط واذكر اسمه حكمت الرفاعي محققا وقال له شوف ملف البعاج واسأله عن النقاط التي علمت عليها، وبالفعل كانت أسئلة تافهة جدا يعرف الشخص بأنه استدعي لأهداف أخرى غير التي يسأل عنها، وما لفت انتباهي هو أن ملفي هو من الورق المطبوع يزيد عن خمسمائة صفحة فقلت في نفسي عندها عشرين سنة غربة وكل سنة بخمس وعشرين صفحة تقارير ليس بالكثير وخاصة أني رأيت ملفات على طاولة المحقق شكلها مخيف كرتونة كاملة.
بعد فترة استعودت وتأقلمت وقلت لولا أني مهم لما كتبوا فيي، بعدين خلي العالم يرتزقوا، ما بدي اقطع لقمة رزقهم اذا كانوا انذال، ليس من أجلهم وانما من أجل أطفالهم. هههه
هناك من يكتب مباشرة، وهناك من يروي لكاتب وهناك من ينقل عن عدة أشخاص، لذلك من الصعب التأكد من هو الكاتب الحقيقي.
موضوع الكتابة والتقارير حالياً أصبح موضوعاً قديما لا يخيف أحدا وخاصة في الخارج، لأنه هناك كم هائل من التقارير التي عليهم تفريغها من جميع المخبرين ومحاضر التحقيقات والدراسات ومن جميع الفروع من الورق للكومبيوتر المركزي في أجهزة الإستخبارات الأسدية.
أظن أن ذاكرة الكومبيوتر المركزي الإستخباراتية في فرع المعلومات امتلأت وصار من الضروري توسيعها يومياً.
فتصوروا هذا الكم الهائل من المعلومات على النت فيجب تنزيله مع الشرح الممل وكمية اللايكات واسماء أصحابها الحقيقية.
يشرف على الكومبيوتر المركزي في فرع المعلومات على ما أظن عدة أجهزة مخابرات دولية وأهمها المخابرات الروسية والإيرانية.
فالشعب السوري كله مطلوب لعصابات الأسد وايران تقريبا.

مواضيع ذات صلة:  الاسد يصرف بسخاء على الجيش الالكتروني

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

تسجيل صوتي لمحادثة الأسد ريغن

sonfathassكشفت النييورك بوست اليوم عن محادثات كان الرئيس رونالد ريغن يقوم بتسجيلها مع رؤساء الدول. من جملة المحادثات محادثة مع حافظ الأسد في شباط ١٩٨٥ حول الأزمة اللبنانية .

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نسخة من القرآن تعود لـ20 عاماً بعد وفاة الرسول في مكتبة المانية

biblequranqoutsقال علماء في التاريخ واالاركيولوجي في جامعة ” توبينجن”  في ألمانيا أنهم عثروا على نسخة من المصحف تعود للقرن السابع الميلادي أي لفترة بدايات الإسلام, وقد خطت, بالخط الكوفي, بعد وفاة “النبي محمد صلى الله عليه وسلم “سنة 632 ميلادية بنحو 20 إلى 40 عاماً فقط, حيث تم فحص عينات من هذه المخطوطة كجزء من مشروع بحثي عالمي يقوم الباحثون خلاله بمحاولة تتبع تاريخ كتابة القرآن الكريم.

ومن المعروف علميا ان هناك طريقتان متكاملتان لمعرفة عمر اي مخطوطة: الاولى  من خلال دراسة خصوصيات المخطوطة, والثانية من خلال الاستعانة  بالطرق الفيزيائية للتحقق من مدى دقة الطريقة الأولى.
المخطوطة وصلت لمكتبة الجامعة منذ عام 1864 عندما اشترت الجامعة جزءاً من مجموعة الكتب الخاصة بالقنصل البروسي “يوهان جوتفريد فيتس شتاين”.
الاستنتاجات الاولية لهذه الدراسة تشير الى ان المخطوطة لا تشبه مخطوطات ثقافة اهل الحجاز, وانما اقرب الى مخطوطات بلاد الشام, وان هناك بعض الاختلافات عن القرآن المتداول حاليا

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

العلاقة الحميمية اللي بتربط مؤيدي بشار الاسد بالبوط العسكري

الزوجان شهابي

الزوجان شهابي

عم حاول من اكتر من تلات سنين معرفة العلاقة الحميمية اللي بتربط مؤيدي بشار الاسد بالبوط العسكري..

تفننوا بنظم الشعر عن البوط ..
تألقوا برسموا و بتصويرو و بنحتوا..
و تجاوزوا حدود المعقول و اللا معقول بتأليهو ، و امتلئت صفحاتهون بصورهم و هنن عم يلمعوه و يفرشوه و يضربوا وش ورنيش، و وصلت فيهم حالة العبودية لوضع الزهور فيه و تزيين صالوناتهون بعبق رائحتوا..
حتى صارت لغة البوط و الصرامي و الاحذية و التواسيم جزء اصيل من ثقافتهون و رمز من رموز حياتهم..
من سالم زهران الصحفي اللبناني المقاومجي و اللي قال من يومين انو لولا صرماية حافظ الاسد لكانوا المسيحيين امّا سبايا او طعام لسمك البحر..
لطالب ابراهيم اللي خبّرنا انو لولا صرماية بشار الاسد لكان أرمن كسب اليوم من بواقي التاريخ..

و وصلت فيهم ثقافة الصرماية لدرجة جعلت هالمأفون فارس الشهابي يتباكى على السويد و يتحسّر عليها بعد الهجرة القسرية

زوجة فارس الشهابي تنتخب بشار الاسد في لبنان

زوجة فارس الشهابي تنتخب بشار الاسد في لبنان

للسوريين و وصفهم بالشحاطات بأحد الشطحات العنصرية اللا اخلاقية اليوم على صفحتو.. و الاستفاضة بالشرح و البكاء على السويد اللي وصفها بأنها بعد جيلين من وصول هالشحاطات السوريين على أراضيها، رح يخرج منها جيل مشوّه عقيم..
ما رح انزل لمستواك اليوم يا ابن الشهابي و احكيك بنفس اللغة و الثقافة اللي بتفهمها ، و اللي هيّة لغة الشحاطات و الصرامي.. رح احكيك بلغة السوري الأصيل ، و خلّي شي حدا من معارفك يترجملك بوستي سوري – صريماتي ..
السوري اللاجئ ايها الممانع الحامل لباسبور من يمانعه ، هوّة الدكتور و المهندس و الصيدلاني و الفلاح و النجار و اللحام و الحداد و الدهان و معلم الصحية و معلم الباطون و معلم التلييس و الكهربجي و الصياد و معلم الشاورما و الخباز و الرياضي و التاجر و الصنايعي و الميكانيكي و الموسيقي و المصرفي..ناس متل الزبدية الصيني ، وين ما ضربتها بترن..
اتخيل معي يا معلم فارس لو انو أصحابك جماعة ثقافة البوط العسكري هنن اللاجئين ، و اللهي وقتها معك كل الحق لتخاف على الأجيال القادمة لأهل السويد ..
شويّة حشاشين ، مرتشين ، مهربين، شبيحة ، تجار مخدرات ، بياعين سلاح ، عاهرات ، قوادين، رقاصات ، طبّالين ، علي الديك ، عساكر ، ضباط مخابرات ، و غيرها من حرف يدوية بيجيدها ابناء جلدتك..
الحمدالله يا فارس انو نحنا اللي كنا الاجئين مو انتو ، علي الحلال كانت سيرتنا على كل لسان، و لكنت شفت ملك السويد بعد جيلين من اليوم و على قعدة متّة صوب طاولة مزينة ببوط عسكري معبّى بجرزة قرنفل ، و هوّة فاتح صدر قميصو بلون خملة الدراق ، و حاطط خاتم حجر احمر على اصبعتو ، و عم يحركش بإصبعتوا الصغيرة منخاروا ..
عم يقول في خطابو المتلفز للأمة السويدية:
بدكن حرييي!!!!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الخطأ التاريخي؟

النهار اللبنانية: علي حمادهdrozz

خسر العلويون في حرب نظام بشار الاسد على شعبه منذ آذار ٢٠١١ اكثر من ستين الف قتيل، يضاف اليهم عشرات الآلاف من الجرحى من مستويات متنوعة. ومع ذلك لم يتمكن النظام الذي ورط طائفته من التفوق في حربه، بل ان الايرانيين اضطروا الى الزج بمختلف ميليشياتهم المذهبية من العراق ولبنان في الحرب، ودخلت “درة التاج” الايراني في المشرق العربي اي “حزب الله” الحرب، ومع ذلك لم يتمكن النظام من تحقيق تقدم حاسم في اي نقطة من نقاط الصراع ضد الثورة. فالثوار على ابواب دمشق، وفي القلمون تحولت “انتصارات ” “حزب الله” في عدد من المدن والقوى الى فخ كبير يذكر بحرب فيتنام حيث يتراكم قتلى الحزب يوما بعد يوم، وقد تجاوزوا الف قتيل ومئات الجرحى.

في مكان آخر حاول النظام اقحام بعض المسيحيين في حربه على قاعدة انه يخوض حرب حماية ما يسمى “الاقليات” بوجه الاكثرية المسلمة في البلد، وسرعان ما انتهت التجربة بفشل النظام.
في جبل العرب، لم يتوقف النظام مدى اربعة اعوام عن محاولة توريط الدروز في حربه ضد الثورة ولا سيما مع محيط جبل العرب، ولا سيما في حوران حيث انطلقت الثورة. ومعلوم ان عددا من وجهاء الطائفة ومعهم بعض المشايخ عملوا على تلبية النظام في محاولاته الزج بالطائفة ضد الثورة، في حين ان الغالبية العظمى اتخذت موقفا محايدا، ووقف عدد كبير من شبان الدروز بجانب الثورة وساندوا حوران سرا، عبر امداد المناطق الثائرة بالمؤن، والادوية لمعالجة مئات الجرحى برصاص النظام وقذائفه. وحتى الامس القريب نجح وليد جنبلاط، وكبار مشايخ الدروز فالوجهاء والناشطين في تحييد جبل العرب عن الصراع. لكن ما حدث في الآونة الاخيرة غير في المشهد، ولا سيما بعد سقوط مناطق استراتيجية في الجنوب السوري بيد الثوار. فقد دفع النظام ومناصريه في الوسط الدرزي الى القيام بجهد جهيد لتوريط الدروز في الحرب بشكل مباشر. وحصلت صدامات، واخطرها بعدما جرى توريط شبان دروز جرى تسليحهم وتشجيعهم من وجهاء محليين ولبنانيين مرتبطين بالنظام ومخابراته في عملية عسكرية قامت بها قوات النظام و”حزب الله” على عدد من القرى التي يتحصن فيها الثوار. والخطير ان العملية كانت كبيرة وانتهت المعركة بخسائر كبيرة من الجانبين.
ان نداءات وليد جنبلاط يجب ان تسمع في لبنان وفي سوريا. وآخر النداءات تلك الموجهة الى دروز سوريا بالالتحاق بالثورة . فالدروز لا يمكن ان يكونوا في صف قتلة الاطفال، ولا ادوات في يد بعض ابناء المخابرات هنا او هناك. والاهم الاهم، الا ينسى اهلنا من ابناء الطائفة في لبنان وسوريا ان بشار ضحى ويضحي بأبناء الطائفة العلوية ويدفع بهم دفعا الى الابادة الجماعية دون ان يرف له جفن. لقد سقط النظام في آذار ٢٠١١، فلا ترتكبوا ايها الموحدون العرب خطأ تاريخيا لن تكون لنا من بعده قيامة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

إلى أين تقودنا مسقط؟

clintonfaqihالرئيس الأميركي باراك أوباما متحمس لبدء تاريخ جديد مع إيران، وإعادة العلاقة الجيدة مع طهران التي كانت حليفا مهما في عهد الشاه حتى سقوطه. ولهذا يلتقي الأميركيون والأوروبيون مع الوفد الإيراني في العاصمة العمانية في سباق زمني للتوصل إلى حل لطموح النظام الإيراني النووي.
ولنا، في منطقة الشرق الأوسط، مع هذه المفاوضات إشكالات جدية؛ أولها السرية! فقد تعمدت إدارة أوباما التكتم على اتصالاتها مع طهران ومفاوضاتها، حتى عن حلفائها الإقليميين. وهو أسلوب يخالف نهج الولايات المتحدة في اتصالاتها، مثل مفاوضاتها مع كوريا الشمالية؛ حيث شاركت الدول المعنية في المنطقة الأسرار والقرار، فأدخلت الغرفة كوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وروسيا، مع وفد الولايات المتحدة. أما في مفاوضاتها مع إيران فقد أغلقت الباب في وجه دول حليفة ومعنية مباشرة، مثل مجموعة دول الخليج، وتركيا، ومصر، وكذلك إسرائيل.
وثانيها أن ما صدر عن الإدارة الأميركية من تطمينات بعدم تقديم تنازلات اتضح أكثر من مرة عدم صحته، وكان آخرها تنازلها عن موقفها بألا يسمح بأكثر من 500 جهاز طرد لنجد أنها قبلت بـ1500. إضافة إلى سلسلة تنازلات قدمتها واشنطن في مجال المقاطعة والأموال المجمدة.
وثالثها ما تحدث به الإيرانيون عن مطالبهم بأن يسمح لهم بمد نفوذهم في المنطقة.
ومع أن واشنطن تنكر أنها ستقبل بمثل تلك الشروط، فإن في المنطقة تشككا في أن تترك إيران حرة تخرب المنطقة، بأكثر مما تفعل حاليا. والذي يعزز هذه الشكوك المواقف الأميركية التي تميل لصالح إيران في العراق وسوريا، وآخرها تصريحات الرئيس أوباما حول سوريا؛ فقد تعهد أوباما بمحاربة تنظيم داعش رافضا عقاب النظام السوري الذي هو مصدر الأزمة، وقد أفنى أكثر من ربع مليون إنسان، وشرد أكثر من 8 ملايين سوري.
ورابعها المشروع النووي نفسه. فالولايات المتحدة يبدو أنها تراجعت عن تعهداتها المتكررة السابقة، بمنع النظام الإيراني من امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي، وهذا سيتسبب في تغيير ميزان القوى في المنطقة بشكل خطير جدا. نحن ندرك، مثلما يدرك الغربيون، حقيقة أن إيران ليست في حاجة إلى الطاقة النووية لتلبية حاجاتها من الطاقة، فهي الدولة الرابعة في العالم في احتياطات مؤكدة من البترول، تسبق العراق والكويت والإمارات. فلماذا تنفق مبالغ هائلة على الطاقة النووية، وهي تستطيع إنتاج البترول بتكلفة رخيصة جدا؟ السبب، إيران تسعى لبناء سلاح نووي، ودولة بمثل هذا التفكير، والإصرار، تعني أنها ذات نوايا عدوانية خطيرة.
وإذا رضخ المفاوضون في مسقط للسماح لإيران بحق الاستمرار في مشروعها النووي، فإننا نكون بذلك قد دخلنا عهدا خطيرا جدا. سيعني اختلال ميزان القوة الإقليمية، مما سيضطر دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية وتركيا ومصر، إلى البحث عن وسيلة لبناء قوة ردع نووية موازية لإيران. وهذا سيجعل منطقة الشرق الأوسط التي تهدد العالم بـ«داعش» و«القاعدة» أكثر خطرا على العالم، بـ5 دول نووية، بينها إيران وإسرائيل. لماذا أوباما حريص جدا على إبرام اتفاق مع إيران؟ لا يوجد سبب معقول. لقد شاهدنا كيف أن العقوبات الأميركية نجحت جزئيا في إرهاق النظام، وأوصلته إلى مرحلة التفكير بأن مشروعه النووي قد يعرض كل النظام للانهيار لاحقا. إلا أن الكوة، التي فتحتها إدارة أوباما للنظام في طهران، دفعت الأميركيين، وليس الإيرانيين، لتقديم المزيد من التنازلات مقابل وعود من نظام خامنئي، في مجملها لا توقف المشروع النووي، بل تبطئ من سرعة تنفيذه فقط. وعندما ننتقد المفاوضات، فليس لأننا نرفض أن تتوصل الدول الغربية إلى اتفاق ينهي الأزمة مع إيران، بل إن أي اتفاق يروض التفكير السياسي الإيراني العدواني، وينزع سلاحها النووي، هو في صالح المنطقة كلها، لكننا لا نعتقد أن الاتفاق المطروح حقا يقلّم السلاح النووي، ولا يردع التفكير الفوضوي الذي تمارسه طهران بلا توقف منذ الثمانينات. والذي يجعلنا نشك هو أن الأميركيين غيّبوا دول المنطقة عن المفاوضات، وتبادلوا إرسال رسائل سرية، كما فضح أمرها الإسرائيليون، بأنه تم تبادلها مع المرشد الإيراني شخصيا. وفي الوقت نفسه، نحن نرى كيف تتبنى واشنطن مواقف منحازة لإيران في سوريا والعراق!
مفاوضات مسقط توحي بأن الاتفاق بات قريبا؛ بحيث يسابق الموعد النهائي المضروب في هذا الشهر، والذي إن تم قد يغير تاريخ المنطقة.

alrashed@asharqalawsat.com
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment