المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستات
فواد الكنجي
مكانة (المرأة العراقية) في المجتمع (العراقي) ودورها في صنع الحياة؛ مكانة مرموقة منذ فجر التاريخ في (بلاد الرافدين) والى يومنا هذا؛ فقد اعتلت ارفع المناصب في البلاد.. وجاهدت.. وناضلت.. وكافحت من اجل بناء وإعلاء شان الوطن بين الأمم والشعوب العالم اجمع؛ وقد دأبت في مواصلة العلم.. والمعرفة.. والعمل.. وإدارة شؤون الأسرة ليل – نهار؛ وحملت وتحملت أعباء الحياة.. وربت أجيال – وأجيال؛ وواكبت تعليمها.. وعلومها.. وأبدعت.. وحصلت على شهادات رفيعة المستوى والتقدير بمختلف مجالات وعلوم الحياة من الأدب.. والفن.. والشعر.. لتكتب تاريخا وارثها وحضارتها بخط عرض مشرق في (بلاد الرافدين – العراق) .
نذكر منهن (انانا – نينا) وهي إلهة (بلاد الرافدين) القديمة المرتبطة بالآلهة الحب.. والجمال.. والحرب.. والعدالة.. والسلطة السياسية.. والجنس.. والرغبة.. والخصوبة؛ كانت تعبد في الأصل في بلاد (سومر) و(أكد) و(آشور) تحت اسم (عشتار)؛ وكانت تعرف باسم (ملكة السماء) وكانت ربة معبد (إينانا) في مدينة (الوركاء)، والتي كانت لها مركز عبادة رئيسية في تلك الحقبة التاريخية من تاريخ (العراق) القديم، ونذكر أيضا الشاعرة التي تلقب (بشكسبير العراق) الشاعرة (انخيدونا) وهي شاعرة (آشورية – أكادية) عاشت في الفترة الواقعة ما بين ( 2285 إلى 2250 ق.م)، هي أول كاتبة معروفة بهذا الاسم؛ وكانت ابنة لـ(سرجون الأكدي) ليضع كامل ثقته في (إنخيدوانا)؛ إذ رفعها إلى منصب (الكاهنة العليا) في أهم معبد في (سومر) في مدينة (أُور) وترك لها مسؤولية دمج الآلهة (السومرية) بالآلهة (الأكادية)؛ وذلك لخلق الاستقرار الذي تحتاجه إمبراطوريته للازدهار والتقدم؛ لذلك ينسب إليها الفضل في إنشاء نماذج الشعر.. والمزامير.. والصلوات المستخدمة في جميع أنحاء العالم القديم، والتي أدت إلى تطور هذه الأنواع من المزامير والصلوات المعروفة في يومنا هذا، فمؤلفاتها ظلت تمثل نماذج رائعة للصلاة التوسلية ولفترة طويلة جدا؛ فأشعارها أُثرِيت.. وأُلهمت صلوات.. ومزامير الكتاب (المقدس العبري – التوراة).. وتراتيل (هوميروس اليونانية).. وفي ترنيمة (الكنيسة المسيحية الأولى في الكتاب المقدس – الإنجيل)، ومن خلالهم يمكن سماع أصداء لاسم (إنخيدوانا) أول كاتبة أدبية (عراقية) في التاريخ، وكذلك نذكر ملكة (الإمبراطورية الآشورية) الملكة (شميران – سميرة أميس) التي تربعت على عرش (الإمبراطورية الآشورية بين عامي 811 – 806 ق.م) لأن ابنها كان صغيرا وكانت هي الوصية على العرش لحين بلوغه السن القانوني؛ فهي ملكة عظيمة عرفت باسم (سميراميس) زوجة للملك (الآشوري – شمشي الخامس 823 – 811 ق.م.)؛ وعندما توفي هذا الملك تسلمت هي الحكم لحين بلوغ ابنها (أدد نيراري الثالث) السن القانونية للحكم، وعندما بلغ هذا الملك سن الرشد سلمته أمه الحكم، فقد استطاعت الملكة (شميران) بذكائها الخارق أن تحافظ على الحكم بعد وفاة زوجها، بل وتقوي دولتها لتسلم ابنها دولة أقوى من تلك التي تسلمتها، وتذكر لنا (المدونات التاريخية القديمة) كيف كان عهدها عهدا عظيما للإمبراطورية (الآشورية) فقد خلدتها ذاكرة (الآشوريون) و(الإغريق)؛ وألهمت قصتها الخيال الفني العالمي؛ فقد حكي قصتها (الإغريق) و(الرومان)؛ كما ألهمت رسامين في عموم (أوربا)؛ فرسموها بلوحات خالدة مازلت معروضة في أروقة متاحف العالم؛ وأيضا ألهمت خيال الموسيقيين في عموم دول (أوربا)؛ فظهرت أوبرا (سميراميس) من تأليف (الإيطالي – جايتاتو)، فقد حكمت (الملكة الآشورية – شميران) لمدة أربعين عاما؛ فكانت دولتها مترامية الأطراف وسيطرت على (الأناضول) و(وسط آسيا) و(ارمينيا) إضافة إلى حكمها في (بلاد الرافدين)، وقد أقامت (الملكة الآشورية – شميران – سميراميس) لنفسها مسلة ضخمة تربط اسمها عليها؛ فقد نقشت على مسلّتها أنها زوجة الإمبراطور(شمشي) وأم الإمبراطور (نيراري)؛ والتي لقبت بلقب (ملكة الجهات الأربع) . Continue reading